الأحد 24 تشرين الثاني 2024
21 تشرين الثاني 2024
الأحد 24 تشرين الثاني 2024
العدد 47
الأحد (22) بعد العنصرة
اللحن الخامس الإيوثينا الحادية عشرة
أعياد الأسبوع:
24: الشهيدين كليمنضوس بابا رومية، بطرس بطريرك الإسكندريّة، 25:وداع عيد الدخول، كاترينا عروس المسيح، الشّهيد مركوريوس، 26: البارَّين أليبيوس العامودي ونيكن المستتب، البارّ أكاكيوس، 27: الشَّهيد يعقوب الفارسيّ المقطّع، 28: الشَّهيد إستفانوس الجديد، الشَّهيد إيرينرخُس، 29: الشَّهيدين بارامونوس وفيلومانس، 30: الرسول أندراوس المدعوّ أوّلاً.
دخول السيّدة إلى الهيكل
في الحادي والعشرين من هذا الشهر عيّدنا لدخول السيّدة إلى الهيكل، يعود تاريخ هذا العيد إلى تدشين كنيسة العذراء في أورشليم عام ٥٤٣، وقد عمّ الشرق كلّه ابتداءً من القرن السابع.
هذا الحدث مذكور في الأناجيل المنحولة وبخاصّة في إنجيل يعقوب الذي يعود تاريخ كتاباته إلى القرن الثاني.
موضوع هذا العيد أنّ يواكيم وحنّة تمّما شريعة موسى بتقديم الذبيحة عن المولود الجديد (لاويين١٢).
أهميّة العيد تعود إلى المعنى الروحيّ الذي يحمله من خلال شخص مريم العذراء، وكيفيّة تحضيرها لتكون أمًّا للعليّ.
عاشت مريم في الهيكل حياة تعبق بالصلاة. فأصبحت ليس فقط وليدة امرأة إنّما أيضًا وليدة الصلاة. مريم هي حوّاء الجديدة، إنّها هديّة الله للبشريّة كي تلدهم ولادة روحيّة في الصلاة، أدركت مريم في الهيكل مخطّط الله لها وراحت في الصمت تصغي إلى إلهام الروح القدس.
عرفت مريم في إقامتها في الهيكل أنّ الصلاة تؤلّف جزءًا من دعوتها، عرفت أنّ الصلاة نورٌ يكشف لها أسرار الله. تهيّأت مريم في الهيكل بالصلاة والصمت والخشوع لتكون الهيكل الحقيقيّ للإله المتجسّد.
تعلّمت منذ طفولتها إرادة الله، تعلّمت كيف تضع رجاءها على الربّ. مريم في الهيكل هي مثال الراهب الحقيقيّ.
مريم هي أيقونة الكنيسة التي تحوي محبّة الله، هي أمّ الكنيسة التي تضمّ المؤمنين بذراعيها وتقدّمهم إلى ابنها، هي الشفيعة الحارّة للكنيسة لدى ابنها وإلهها.
دخول مريم إلى الهيكل هو بداية التجسّد، تجسّد الخلاص. لهذا بدأنا منذ عيد دخولها في ترتيل كاطافاسيّات الميلاد "المسيح ولد فمجّدوه..." لنتهيّأ للدخول في سرّ تجسّد ابن الله، ونستعدَّ بالصوم والصلاة لاستقبال ملك الكلّ وننقِّ قلوبنا لتكون مسكنًا حقيقيًّا ومذودًا حيًّا يستريح فيه.
+الأسقف قسطنطين
رئيس دير مار الياس شويّا البطريركيّ
طروباريّة القيامة باللحن الخامس
لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والروح في الأزليّة وعدمِ الابتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصِنا. لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامته المجيدة.
طروباريّة دخول السيّدة إلى الهيكل باللحن الرابع
اليوم البتول التي هي مقدَّمة مسرَّة الله، وابتداءُ الكرازة بخلاص البشر قد ظهرَتْ في هيكل الله علانية. وسبقَتْ مبشّرةً الجميع بالمسيح، فلنهتف نحوها بصوتٍ عظيم قائلين: افرحي يا كمال تدبير الخالق!
قنداق دخول السيّدة إلى الهيكل باللحن الرابع
إنّ الهيكلّ الكلّيّ النَّقاوة، هيكلَ المخلِّص، البتولَ الخِدْرَ الجزيلَ الثَّمن، والكَنْزَ الطاهرَ لمْجدِ الله، اليومَ تَدْخُلُ إلى بيتِ الرَّبّ، وتُدخِلُ معَها النِّعمةَ التي بالرّوح الإلهيّ. فَلتُسَبِّحْها ملائكة الله، لأنّها هي المِظلَّةُ السَّماويّة.
الرسالة: غلا 6: 11-18
أنت يا ربُّ تحفَظُنا وتستُرُنا مِن هذا الجيل
خلِّصني يا ربُّ. فإنَّ البارَّ قد فَني
يا إخوة، أنظُروا ما أعظمَ الكتاباتِ التي كتبتُها إليكم بيدي، إنَّ كُلَّ الذينَ يُريدون أن يُرضُوا بحسَبِ الجسَدِ يُلزِمونكم أن تخَتتِنوا، وإنَّما ذلكَ لئلاَّ يُضطَهدوا من أجلِ صليب المسيح، لأنَّ الذينَ يختَتِنون هُم أنفسُهم لا يحفَظون الناموسَ، بل إنَّما يُريدون أن تَختَتِنوا ليفتَخِروا بأجسادِكم. أما أنا فحاشا لي أن افتَخِرَ إلّا بصليبِ ربّنا يسوعَ المسيحِ الذي بهِ صُلِبَ العالمُ لي وأنا صُلبتُ للعالم. لأنَّه في المسيح يسوعَ ليسَ الخِتانُ بشيء ولا القَلَف بل الخليقةُ الجديدة. وكلُّ الذين يسلُكُون بحسَبِ هذا القانونِ فعليهم سَلامٌ ورَحمةٌ وعلى إسرائيل الله. فلا يجلِبْ عليَّ أحدٌ أتعاباً فيما بعدُ، فإنّي حامِلٌ في جسدي سماتِ الربِّ يسوع. نعمةُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ مع روحِكم أيُّها الإخوة. آمين.
الإنجيل: لو 18: 18-27
في ذلك الزمان دنا إلى يسوعَ إنسانٌ مجرِّبًا لهُ وقائلًا: أيُّها المعلّم الصالح ماذا أعمَلُ لأرثَ الحياةَ الأبديّة؟ فقال لهُ يسوع: لماذا تدعوني صالحاً وما صالحٌ إلّا واحدٌ وهو الله. إنّك تعرِفُ الوصايا: لا تزن، لا تقتُل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرِمْ أباك وأمَّك. فقال: كلُّ هذا قَدْ حفِظْتَهُ منذُ صبائي. فلمَّا سمِعَ يسوعُ ذلك قال لهُ: واحدةٌ تُعوزُك بعدُ. بعْ كلَّ شيءٍ لك وَوَزِّعْهُ على المساكين فيكونَ لك كنزٌ في السماءِ وتعال اتبعْني. فلمَّا سمع ذلك حزِن لأنَّه كان غنيًّا جدًّا. فلمَّا رآه يسوعُ قد حزِن قال: ما أعسَرَ على ذوي الأموال أن يدخلوا ملكوتَ الله! إنَّهُ لأسهلُ أن يدخُلَ الجَمَلُ في ثقب الإبرَةِ من أنْ يدْخُلَ غنيٌّ ملكوتَ الله. فقال السامِعون: فمن يستطيع إذنْ أنْ يَخلُص؟ فقال: ما لا يُستطاعُ عند الناسِ مُستطاعٌ عند الله؟
في الإنجيل
لقد اقترب هذا الإنسان من السيّد المسيح لكي يجرّبه، فسأله سؤالًا يعرف الجميع الإجابة عنه. فالوصايا معروفة لدرجة أنّ هذا الرجل قد حفظها كلّها. ولكن ما لم يتوقّعه هذا الإنسان هو طلب المسيح منه: "بعْ كلَّ شيءٍ لك وَوَزِّعْهُ على المساكين فيكونَ لك كنزٌ في السماءِ وتعال اتبعْني". ماذا كانت ردّة الفعل على هذا الطلب؟"
فلمَّا سمع ذلك حزِن لأنَّه كان غنيًّا جدًّا". لقد حزن هذا الرجل لأنّه لم يكن يريد أن يلتصق بالمسيح. لم يرد أن يترك كلّ شيء، لقد أراد حياة أبديّة بعيدًا من المسيح سيّد هذا الكون وخالقه، لم يرد أن يجعل المسيح مركز حياته ومحورها.
لقد اكتفى بحفظ الوصايا والتمتّع بماله من دون أن يصبح "خليقة جديدة" كما يكتب الرسول بولس في رسالة هذا الأحد. المسيح يطلب منّا ألّا نهتمّ إلّا بأن نكون معه، أن نعبده هو الإله الحقيقيّ الذي بذل نفسه على الصليب من أجل خلاصنا.
إنّه يريد أن تمتلئ قلوبنا من محبّته وسلامه. علينا أن نعطي كما أعطانا، علينا أن نبذل أموالنا في سبيل من يحتاجون إليها، كما بذل هو دمه من أجلنا، علينا ألّا ندع ممتلكاتنا تمتلكنا وتأسرنا، بل أن نتحرّر من كلّ شيء.
علينا أن نصلب العالم بما فيه من اغراءات مادّيّة وروحيّة لكيلا "نفتَخِرَ إلّا بصليبِ ربّنا يسوعَ المسيحِ" الذي به ننال الفرح الحقيقيّ.
فيا أيّها الربّ القائم من بين الموت يا من دفع دمه ليحرّرنا من هذا العالم الشرير، هبنا من لدنك النعمة والقوّة لكي تكون قلوبنا دائمًا معك فلا يتسلّط علينا أيّ شرٍّ. آمين.
رسالة من أب روحيّ إلى كاهن بعد سيامته
إنّي مسرورٌ جدًّا لمعرفتي بسيامتك الكهنوتيّة. أنا متأكّد من أنّك ستكون مستحقًّا لها، وأنّك ستجعل هذه الموهبة الممنوحة لك تؤتي ثمارها، عبر جعل حضور المسيح المخلّص وتعزيته يشعّان حولك.
هذه، في الواقع، هي دعوة الكاهن الأساسيّة: أن يجعل المسيح حاضراً في العالم ويشهد لقيامته.
جميع الأنشطة الأخرى التي يمكنه القيام بها ثانويّة. فالحياة المسيحيّة اليوم للأسف تتلخّص بعادات اجتماعيّة، كشهادة فولكلوريّة للهويّة الثقافيّة، وقد تغلغلت في الكنيسة بشكل كبير.
(1) لذلك، لكي يكون الكاهن قادرًا على الشّهادة بمصداقيّة، يجب أن يجتهد في الامِّحاء كفردٍ، ليجعل النعمة الإلهيّة تتألّق من خلاله. إذا مدَّ يده وصوته للمسيح الكاهن الأعظم أثناء القدّاس الإلهيّ، كما يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، فإنّه بكلامه وبكلّ سلوكه أيضاً سيكون "شاهداً أميناً"، أي أيقونة حيَّة للمسيح.
(2) عالمنا اليوم متجّه نحو تعويم الإيمان الحقّ، لذلك اجتهد أن تعلّم الإيمان المستقيم لأنّه أساس خلاص المؤمنين. أساس كنيستنا الأرثوذكسيّة هو إيمانها المستقيم الذي تسلمّناه من الرسل والآباء القدّيسين، وليتورجيتنا تعبّر عن هذا الإيمان. فحافظ على الإيمان والليتورجية وعلّمها للرعيّة.
(3) كلّ ما تخطّط له لتنشيط الرعيّة ممتاز، لكن عليك أن تتوقّع مقاومة وجمودًا من بعض أبناء الرعيّة. هذا هو نصيب جميع الكهنة: ليس عليهم فقط مواجهة الخطيئة، ولكن قبل كلّ شيء مواجهة اللامبالاة وفتور "المسيحيّين الصالحين" الذين لا يشكّلون مشكلة بحدّ ذاتهم ولكنّهم يكتفون بمساعدة باهتة.
عظاتٌ ناريّة تبثّ الغيرة، التي تُظهر فيها حماسك وجمال الحياة في المسيح، يمكن أن تساعد في إيقاظهم. وهذا بحاجة إلى صبر. إنّ خدمة الراعي تتطلّب صبرًا كبيرًا جدًّا، وتصحيح العادات السيّئة يجب أن يتمّ إعداده من خلال تعليم مسيحيّ مستقيم طويل.
(4) لقد علَّم أحد الكهنة الشيوخ المستنيرين، خلال العظات في لقاءات الكهنة، أنَّ على الكاهن، مثل كلّ أولئك الذين دورهم مخاطبة الناس، أن يستعدّ للفشل! نعم، للفشل على المستوى البشريّ، ولكنّه سيكون مكسبًا على المستوى الروحيّ. ألم يكن المسيح نفسه، بطريقة ما، قد فشل خلال حياته على الأرض، لكنّه فتح للبشر بُعدًا آخر: الحياة الأبديّة والملكوت.
هذه إحدى مفارقات الحياة الروحيّة التي يجب أن تعيشها، ولكن لا ينبغي أن تمنعك من القيام بكلِّ ما في وسعك للتبشير بالخلاص الذي تقدّمه إلينا الكنيسة المقدّسة الأرثوذكسيّة.
(5) كما أنّ مطالعة الكتاب المقدّس وآباء الكنيسة مفيد جدًّا، ولا بدّ من الانكباب عليها يوميًّا. لا تهمل صلاتك الشخصيّة، وتحضيرك لكلّ قدّاس إلهيّ.
لا تقلق، فعلى الرغم من العبء الذي يبدو مرهقًا ويتجاوز قوّتَك، يجب أن تعلم أنّ النعمة الإلهيّة ستكون معك وسترشدك إلى إيجاد التوازن في هذا العمل كلّه، ما سيجعلك هادئًا وواثقًا. كن مقتنعًا بأنّ سلامك الداخليّ وثقتك بالله هما اللذان سيعطيان القوّة الإلهيّة لكلمتك ولكلّ ما تفعله. سيشعر المؤمنون أنّ المسيح هو الذي يعيش فيك، وأنّك تعيش في المسيح ومن أجل المسيح فقط.