الأحد 10 تموز 2022 

 الأحد 10 تموز 2022 

06 تموز 2022

 الأحد 10 تموز 2022 
العدد 28
 الأحد الرابع بعد العنصرة
 اللحن الثالث، الإيوثينا الرابعة


أعياد الأسبوع:


10: يوسف الدّمشقي، الشُّهداء الـ 45 المستشهدون في أرمينيا، 11: آفيميا المعظّمة في الشهيدات (لمّا ثبّتَتْ حدّ الإيمان)، الملكة أولغا المعادلة الرُّسل، 12: الشّهيدان بروكلس وإيلاريوس، فيرونيكي النازفة الدم، بايسيوس الآثوسيّ، 13: تذكار جامع لجبرائيل رئيس الملائكة، استفانوس السابويّ، الشّهيدة مريم، البارّة سارة، 14: الرّسول أكيلا، نيقوديموس الآثوسيّ، يوسف (تسالونيك) 15: الشّهيدان كيريكس وأمّه يوليطة، 16: الشّهيد في الكهنة أثينوجانس ورفقته.

حياة الشركة المسيحيّة

الشخص البشريّ كائنُ شركة Être de commumion
عبادته للأنا تقتل الشركة بينه وبين الآخَر. ما يساعد الإنسان لكي يصبحَ كائن شركة هو التعرّي من الأنا L’égo, le moi ، هذا لا يعني إلغاءَ شخصيّتنا الكائنة والمخلوقة بالروح من الله.

الاِتّحادُ بالله، وحدةُ الإرادة الإلهيّة مع الإرادة البشريّة، يشبه تداخلَ الحديد المشتعل مع النار، أو الفحم الملتهب charbon ardent والمُشعّ.

 في هذا الاتّحاد تبقى شخصيّةُ كلِّ واحدٍ مميَّزةً عن الآخَر. لا يذوب الإنسان في الله كما توحي بذلك ديانات الشرق الأقصى (1).

كلّ هذا يساعدنا لفهم عقيدة الثالوث الأقدس. بالنسبة لنا نحن المسيحيّين، الله واحدٌ في ثلاثة أقانيم. الأقنومُ كائنُ شركة Être de commumion كلٌّ من الأقانيم الثلاثة مميّز عن الآخَر: الآبُ الوالد، الاِبن المولود من الآب قبل الدهور، والروح القدس "المنبثق من الآب والمُرسَل من الاِبن" (يوحنا 15: 26).

توبة الإنسان تفترض التخلّيَ عن روح الكسب، روح التملّك، التخلّي عن الإرادة الخاصّة، إرادة السيطرة. عند ذلك نلجأ إلى الطاعة كفضيلة إنجيليّة. طاعة الإنسان للآخَر، عدم فرض إرادتنا وميولنا الفرديّة على الآخرين. هكذا بهذه الطريقة ندخل في شركة en communion   في اتّحاد مع الآخَرين: هذا هو المفهوم الآبائيّ للطاعة، هي محاولةٌ للتخلّي عن الإرادة الخاصّة، عن ميولنا الذاتيّة، فنصير أناسَ شركة Être de commumion كما يقول الرسول بولس: "خاضعين بعضكم لبعض بمخافة الله" (أف 5: 21).

هذا هو مفهوم الطاعة أو المحبّة المسيحيّة الحقيقيّة.
(1)    راجع القدّيس مكاريوس المصري العظات الروحية (15: 10).

       + أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

طروبارية القيامة باللحن الثالث
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربّ صنعَ عِزًّا بساعده، ووطئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقذَنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالمَ الرحمةَ العُظمى.

طروباريّة القدّيس يوسف الدمشقيّ باللحن الخامس
لنكرّم شهيدَ المسيحِ باستحقاق، الذي جاهد كي يحفظ الإيمان القويم من أفكار المضلّين والهراطقة، مستلهِمًا روح الله لكيما يُنيرَ المؤمنين بالعلوم الإلهيّة، أعني يوسفَ الدمشقيّ فخرَ أنطاكية وشفيعَها.

القنداق باللحن الرابع
يا شفيعَةَ المَسيحيين غَيرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيرَ المردودةِ، لا تَعرضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفعةَ دائماً بمكرِّميك.

الرسالة:
2 تيمو 2: 1-10
يفرح الصدّيق بالربّ        
استمع يا الله لصوتي


يا ولدي تيموثاوُس، تَقوَّ في النعمةِ التي في المسيحِ يسوع وما سِمعتَهُ منّي لدى شُهُودٍ كثيرينَ استَودِعْهُ أُناساً أُمناءَ كُفؤًا لأنْ يُعلِّموا آخَرِينَ أيضًا. احتَمِلِ المشقّاتِ كجُنديٍّ صالحٍ ليسوعَ المسيح. ليسَ أحدٌ يتجنّدُ فيرتَبكُ بِهُموم الحياة، وذلك ليُرضيَ الذي جنّدهُ. وأيضًا، إنْ كانَ أحدٌ يُجاهِدُ فلا ينالُ الإكليلَ ما لم يُجاهِدْ جِهادًا شرعيًّا. ويَجبُ أنّ الحارثَ الذي يتعَبُ أن يشتَركَ في الأثمارِ أوّلاً. إفهمْ ما أقول. فَلْيُؤتِكَ الربُّ فهمًا في كلِّ شيء أُذكُرْ أنّ يسوعَ المسيحَ الذي من نسلِ داودَ قد قامَ من بين الأمواتِ على حسَبِ إنجيلي، الذي أحتَمِلُ فيهِ المشقّاتِ، حتّى القيودَ كمجرمٍ، إلاّ أنّ كلمةَ اللهِ لا تُقيَّد. فلذلكَ أنا أصبرُ على كُلِّ شيءٍ مِن أجلِ المختارينَ لكي يحصُلُوا هم أيضًا على الخلاصِ الذي في المسيح يسوع مع المجد الأبديّ.

الإنجيل:
متى 8: 5-13(متى 4)

في ذلك الزمان دخل يسوع كَفْرناحوم، فدنا إليهِ قائدُ مئةٍ وطلب اليه قائلاً: يا ربُّ إنّ فتايَ مُلقىً في البيت مُخَلّعًا يُعذّبُ بعذابٍ شديد. فقال لهُ يسوع: أنا آتي وأشْفيهِ. فأجاب قائد المئةِ قائلاً: يا ربُّ لستُ مستحقًا أن تدخُلَ تحتَ سقفي ولكنْ قُلْ كلِمةً لا غيرَ فيبرأ فتايَ، فإنّي أنا إنسانٌ تحت سلطان ولي جندٌ تحت يدي أقولُ لهذا اذهَبْ فيذهَبُ وللآخر ائتِ فيأتي، ولعَبْديَ اعمَلْ هذا فيَعمَل. فلّما سمع يسوع تعجّب وقال للذينَ يتبعونهُ الحقّ أقول لكم إنّي لم أجِد إيمانًا بمقدار هذا ولا في اسرائيل. أقول لكم إنّ كثيرين سيأتون مِنَ المشارق والمغاربِ ويتّكِئون معَ إبراهيمَ وإسحقَ ويعقوبَ في ملكوت السماوات، وأمّا بنو الملكوت فيُلقَون في الظلمَةِ البرّانيّة. هناكَ يكونُ البكاءُ وصَريفُ الأسنان. ثُمّ قال يسوع لقائد المئة: إذهَبْ وَلْيَكُنْ لكَ كما آمنتَ. فشُفيَ فَتاهُ في تلك الساعة.

في الإنجيل

لم أجد إيماناً بمقدار هذا ولا في إسرائيل"، المقصود: "ولا في أحدٍ من إسرائيل". وجّهَ يسوعُ كلامَهُ لِلّذِينَ يتبعونه، إذ وجد في إيمان قائد المئة توبيخًا صارمًا لإسرائيلَ الذي أساءَ فَهْمَ دَعوةِ اللهِ له، "فإسرائيل" هو شعب أنشأه الله ليكونَ خادمًا وشاهدًا له بين الشعوب "هاءَنَذا جعلْتُكَ لِلشُّعوبِ شاهدًا (أشعياء 55: 4) وَلِيَحملَ للشُّعوبِ قاطبةً بركة الله "بك تتباركُ جميعُ أُمَمِ الأرض..." (تكوين 12: 3). 

وهذا الشعبُ يستمدُّ وجودَهُ من الله، فالله هو معنى وغايةُ وُجودِه، وهو موجودٌ في الأساس لتحقيق مقاصد الله. هذا ما عَجِزَ إسرائيلُ عن فَهمِه.

"وكثيرون سيأتون من المشارق والمغارب، أي مِن كُلِّ أنحاءِ الأرض، وَمِمَّنْ كانوا في الأصل وثنيّين، ولكنّ ما يميّزُهُم أنّهم يملكون إيمانًا بِحَجمِ إيمانِ قائدِ المئةِ الذي عَجِزَ عنه أحدٌ في إسرائيل "ويتّكئون أي يجلسون إلى المائدة السماويّة. 

وقد جَرَتِ العادةُ منذ العهد القديم أن يُشارَ إلى ملكوت الله (أي ملكوت السموات) بالجلوس إلى وليمةٍ تَضُمُّ جميعَ الشُّعوب، إذ يضع الله لجميع الشعوب في هذا الجيل وليمةَ خمرةٍ معتَّقةٍ، وليمةً سماء (أشعياء 25: 6) انظر أيضًا متى 22: 1-14).

هذه المائدة يجلس إليها إبراهيم وإسحق ويعقوب، هذا ما عبّرنا عنه في خدمة الجنّاز بقولنا "أحضان إبراهيم، وهذا ما رسَمَتْهُ أيقونةُ الدينونة التي تُظهِرُ الآباءَ الثلاثةَ في الفردوس، أي الحالة التي فيها النفوسُ قبلَ القيامةِ وفي أحضانِ هؤلاءِ تَظهَرُ النفوسُ وُجوهًا يحتضنُها إبراهيمُ وإسحقُ ويعقوب. خابَ أمَلُ الربِّ يسوعً بإسرائيل، إذ لم يجدْ طاقةَ الإيمان هذه، وأُعجِبَ بإيمانِ قائدِ المئةِ الذي زَجَّ نفسَهُ بإيمانه في مواعيد الله.

"أمّا بَنُو الملكوت"، أي اليهود، "فإنّهم يُطرَحُونَ في الظلمةِ البرّانيّة"، وهي تعبير يُشار به إلى نقيض ملكوت الله أي جهنم. "صريف الأسنان" يَدُلُّ على حَنَقِ الهالِكِينَ لِخَسارتِهِمِ الملكوت.

منحَ يسوعُ قائدَ المئةِ طلَبَهُ بِناءً على إيمانه، وبهذا هَدَمَ الحائطَ الذي جعلَهُ إسرائيلُ بينَهُ وبين الشعوب الأُخرى. وإذْ شُفِيَ الفتى مباشرةً بكلمةِ يسوع، ثَبَتَ إيمانُ قائدِ المئةِ بسلطانِ يسوعَ المطلقِ والفَوريِّ على المرض.

العمل من أجل الآخَرِين

يقول القدّيس باخوميوس الكبير إنّ حياة الإنسان المسيحيّ تقومُ على الصَّبرِ مع الصّوم، بالإضافةِ إلى الصّلاة بغيرِ فُتُورٍ في مَخادعِ قلبِكَ، بينَكَ وبين الله، والإحساسِ الصالحِ نحوَ أخيكَ الإنسان. 

فلا تَقضِ أيّامَكَ بالتواني، فالأيّامُ تَمُرُّ والحياةُ تنقضي، فلا بدّ أن يستيقظ قلبُكَ تجاه المحتاجين والمُعوِزين قبل أن تُوقَفَ مُكرَهًا في يوم الحكم لِتُعطِيَ جَوابًا عن كلِّ ما صَنعتَ. الحاجةُ اليومَ ليست إلى كثرةِ الكلام، فكثرة الكلام غزيرة في الناس، وإنّما الحاجة ماسّةٌ إلى العمل. 

في أيّامنا، نرى كثيرين يبحثون عن إضاعة الوقت، خاصّةً في ظلِّ البطالة القائمة، كما نرى اللاهينَ في المقاهي، الحانقِينَ على الأوضاع المعيشيّة، أكثرَ عددًا من أولئك الحاصلين على فُرَصِ عمل.

مفهوم العمل عند آباء الكنيسة مرتبط بخلاص النفس، فالعمل صفة إلهيّة "أنا أعمل وأبي يعمل"، والبطالة هي مصدر الأعمال الرديئة، على حدّ تعبير القدّيس نِيلُس. وهدفُ العملِ لا يقتصر على المردود الشخصيّ، وإنّما يتخطّى الذات إلى الآخرين، فمن يهتمّ بِعَمَلِ يدَيه ويمارسُه ليلاً ونهارًا لئلا يُثقلَ على الآخَرِين، ويكتفي بِلُقمةِ عيشِه، لا بل يقتسمُ ثمار عملِه مع المساكين، يكونُ سالكًا بحسبِ الإنجيل.

طلبَ أحدُ القدّيسِين من الله عملاً بدلَ النعمة، كي يُعيلَ جميعَ المنكوبين، لأنّه بهذا رأى فرحَ السماء وفرحَه.
لذا تبقى الدعوة قائمة لكلّ مسيحيّ، أكان موظّفًا، أم عاطلاً عن العمل، أن يعملَ بِقَدْرِ استطاعتِهِ مِن أجلِ الآخَرِين، بالطُّرُقِ والمؤسَّساتِ المُتاحة، لكي يجلبَ لنفسِه الرحمةَ التي تُطهِّرُ من كلِّ الخطايا.

فسبيلنا أيّها الأحبّاء أن نبذلَ قُصارى جَهدِنا ونحرصَ بكلِّ قوّتِنا في هذا الزمان القصير، على أن نصلح أعمالَنا ونوجّهها من أجل الخير العامّ، فتؤؤل ثمارُ أعمالِنا مجدًا لأبينا السماويّ. آمين

أخبارنا
+ الشبكة المُستدامة للقادة الدينيّين في الشمال


يضمّ هذا التجمّع رجال دين وعلمانيّين من أربعة طوائف: أرثوذكس، سنّة، موارنة وعلويّين. وُلد هذا التجمّع من ثمار التوافق بين المرجعيّات الرّوحيّة في مدينة طرابلس، وبطبيعة الحال ببركة صاحب السيادة المطران أفرام كرياكوس، وبهمّة جمعيّة "حياة" للحوار وللمصالحة، التي عملت بتنسيق مع المرجعيّات على تأليف هذه الشبكة والهدف منها:

- مدّ جسور إنسانيّة بين أبناء الطوائف الدينيّة، وخاصّةً بين رجال الدين والمهتمّين بالتعليم الدينيّ من مختلف الطوائف.
- التأكيد على احترام الاختلاف والتنوّع، فلا يدخل أعضاء التجمّع في نقاشات دينيّة، وإنّما يؤكّدون على مدّ اليد للآخَر على أساس المساحات المشتركة والقيم التي تجمعنا لخدمة الوطن.

- التشديد على أنّ رجال الدين والمؤمنين هم دعاة سلام ولقاء لا دعاة توتّر وتعصّب أعمى.

وعلى هذه الأسس انتدبت المرجعيّات الروحيّة مَن يمثّلها في هذا التجمّع، ويَنشَطُ أعضاءُ الشبكة منذ خمسِ سنوات لِنشرِ هذه الأفكار في المجتمع من خلال تنظيم ورش عمل تستهدف فئة معيّنة من المؤمنين، وتشرح تلك اللقاءات موقف أبناء الأديان من العنف، من آفة المخدّرات، من العائلة... كما تهتمّ بإطلاع المشاركين فيها على ثقافة الآخر الدينيّة واحترام الاختلاف، من خلال التعرّف على الفنّ الدينيّ ونمط بناء المساجد والكنائس، وذلك لِكَسْرِ الصُّوَرِ النَّمَطيّةِ التي تُشَوِّهُ الآخَر، وللتأكيد على أنّ المشاكل والصعوبات الحياتيّة هي واحدة بين البشر.