الأحد 25 كانون الأول 2022

الأحد 25 كانون الأول 2022

21 كانون الأول 2022
الأحد 25 كانون الأول 2022
العدد 52
ميلاد رّبنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بالجسد


أعياد الأسبوع:

26: عِمّانوئيل الإلهيّ، عيد جامع لوالدة الإله، الشَّهيد آفثيموس، يوسف خطيب مريم، 27: استفانوس أوّل الشَّهداء ورئيس الشَّمامسة، ثاوذورس الموسوم، 28: الشُّهداء العشرون ألفًا الذين في نيقوميذية، 29: الأطفال الـ 14 ألفًا الذين قتلهم هيرودس، البارّ ميركلٌّس، 30: الشَّهيدة في البارَّات أنيسيَّة، 31: وداع عيد الميلاد، البارَّة ميلاني التي من روميّة.

رسالة الميلاد

المسيح ولد فمجّدوه، المسيح أتى من السموات فاستقبلوه، المسيح على الأرض فارتفعوا! رتّلي للربّ! أيّتها الأرض كلّها، ويا شعوبُ سبّحوه بابتهاج لأنّه قد تمجّد.

المسيح أتى من الإنسانيّة كلّها. جاء وافتدى بدمه الكريم كلَّ إنسان بلا تفريق.

الكنيسة هي جسد المسيح: هي الإنسانيّة ململمة في المسيح كانت هذه الإنسانية متزعزعة، جُمعت في المسيح.

لقد أتى الربّ يسوع لكي يجمع المتفرّقين الى واحد.

هل أنت تسعى أيّها المسيحيّ، إلى ذلك في حياتك؟! 

بالمسيح وحده تستطيع ذلك بداعي محبّته المتناهية amour infini  بداعي تواضعه الأقصى humilité absolue

ولد المسيح "طفلًا فقيرًا" مضجعًا في مذود "طوبى للفقراء لأنّ لهم ملكوت الله " (لوقا 6: 20).

"طوبى للمساكين بالروح (المتواضعين) لأنّ لهم ملكوت السماوات" (متى 5: 3).

"أمّا أنت أيّها القطيعُ الصغير لا تخفْ لأنّ أباكم قد سرّ أن يُعطيكم الملكوت" (لوقا 12: 32).

إذًا لماذا تخاف؟ لماذا تقلق اليوم؟! المسيح اليوم هو هديّتنا هو فرحنا هو مالنا!

لقد ظهر ملاك الربّ ليوسف في الحلم قائلًا له: "لا تخف أن تأخذ إمراتك مريم...

ستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع، لأنّه يخلّص شعبه من خطاياهم" لا من أعدائهم الذين يتسلّطون عليهم، بل من خطاياهم.

وكذلك ليس فقط من هذه الأزمة الإقتصاديّة والسياسيّة التي نعيشها اليوم.

كيف نستقبل ميلاد يسوع؟

يولد المسيح من أجل خلاصنا الذي نناله بموته وقيامته لهذا نسميّه العيد الصغير والفصح نسميّه العيد الكبير. 

ولد من عذراء ويريد أن يولدَ كلّ يوم روحيًّا من نفس عذراء. هنا الدعوة إلينا اليوم إلى التوبة نحن بحاجة اليوم إليها كثيرًا بداعي خطايانا الكثيرة. 

لا بدّ أن ندخلَ من هذا الباب الضيّق لنستحقّ هذا الخلاص الذي نَنشده. 

لا بدّ أن نطردَ كلّ غش وكذب ودنس وبغض. لا نعيّد فقط بالهدايا. هناك هديّة واحدة هي المسيح: المحبّة هي الهديّة.

+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

طروبارية عيد الميلا باللحن الرابع

ميلادُكَ أيّها المسيحُ إلهُنا قد اطلعَ نورَ المعرفةِ في العالم، لأنَّ الساجدين للكواكب به تعلَّموا من الكوكبِ السجودَ لك يا شمسَ العدل، وأن يعرفوا أنّك من مشارقِ العلوِّ أتَيت، يا ربُّ المجدُ لك.

قنداق الميلاد باللحن الثالث
اليومَ البتول تلدُ الفائقَ الجوهر، والأرضُ تقرِّبُ المغارة لِمَن هو غيرُ مقتربٍ إليه. الملائكة مع الرعاة يمجّدون، والمجوس مع الكوكب في الطريق يسيرون، لأنّه قد وُلِد من أجلنا صبيُّ جديد الإلهُ الذي قبل الدهور.

الرسالة: غلا 4: 4-7
كلُّ أهل الأرض يسجُدون لكَ ويُرتِّلونَ لكَ
هلِّلوا للهِ يا جميعَ أهْل الأرْض


يا إخوةُ، لمّا حان مِلءُ الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتديَ الذينَ تحت الناموس، لننالَ التبنّي. وبما أنّكم أبناءٌ أرسلَ الله روحَ ابنهِ إلى قلوبكم صارخًا أبّا أيّها الآب. فلستَ بعدُ عبدًا بل أنتَ ابنٌ، وإذا كنتَ ابنًا فأنتَ وارِثٌ للهِ بيسوعَ المسيح.

الإنجيل: متى 2: 1-12

لمّا وُلد يسوعُ في بيتَ لحمَ اليهوديّة في أيّام هيرودس الملك، إذا مجوسٌ قد أقبلوا من المشرق إلى أورشليم قائلين: أين المولودُ ملك اليهود؟ فإنَّنا رأينا نجمَه في المشرق فوافَينا لِنسجدَ له. فلمّا سمع هيرودس الملكُ اضطرب هو وكلُّ أورشليم معه. وجمع كلَّ رؤساء الكهنة وكتبة الشعبِ واستخبرهم أين يُولَدُ المسيح. فقالوا له في بيتَ لحمَ اليهوديّة، لأنَّه هكذا قد كُتب بالنبيّ: وأنتِ يا بيتَ لحمُ أرضَ يهوذا، لستِ بصُغرى في رؤساءِ يهوذا، لأنّهُ منكِ يخرج المدّبر الذي يَرعى شعبي إسرائيل. حينئذٍ دعا هيرودسُ المجوسَ سِرًّا وتحقَّق منهم زمانَ النجم الذي ظَهر. ثمّ أرسلَهم إلى بيتَ لحمَ قائلًا: اِنطَلِقوا وَابحَثُوا عن الصبيِّ بِتَدقيق، ومتى وجدتُموه فأخبِروني لكي آتيَ أنا أيضًا وأسجدَ لهُ. فلمَّا سمعوا من الملك ذهبوا، فإذا النجم الذي كانوا رأوه في المشرق يتقدَّمُهم، حتّى جاء ووقف فوقَ الموضِع الذي كان فيهِ الصبيّ. فلمَّا رأوا النجم فرحوا فرحًا عظيمًا جدًّا، وأتَوا إلى البيت فوجدوا الصبيَّ مع مريمَ أمِّه، فخرُّوا ساجدين لهُ، وفتحوا كنوزَهم وقدَّموا لهُ هدايا من ذهبٍ ولُبانٍ ومُرٍّ. ثمَّ أُوحيَ إليهم في الحُلم أن لا يرجعوا إلى هيرودسَ فانصرفوا في طريق أُخرى إلى بلادهم.

في الرسالة

أيّها الأحبّاء، اليوم هو عيدُ الميلاد، ميلادِ المخلِّص، وكلُّنا في فرحٍ وابتهاج، لكن هل تساءلنا لماذا نحن مبتهجون؟ 

الإنسان عادةً يبتهج لربحٍ يحصل عليه، أو لنجاحٍ يحقّقه، أو لصحّةٍ يمنُّ الله بها عليه، لكن ما هو ربحنا في عيد الميلاد حتّى نبتهج؟ 

أو ماذا نجتني من ميلاد الربّ حتّى نفرح به؟ نعم إنَّ ولادة أي طفلٍ تجلب الفرح والبهجة للنفس، لكن لماذا نفرح نحن في ميلاد طفلٍ لم نرَهُ ولم نسمع ضحكته؟ 

رسالة اليوم تكشف لنا السرّ، إذ تحدِّثنا عن ميراثٍ للمَلِك السماويّ خالق السماوات والأرض، إن تحوَّلْنا من عبيدٍ إلى أبناء له. وفي هذا الميراث يكمن الفرح، إذ كلُّ واحدٍ منَّا يفرح بميراثٍ يأخذه من أهله أو أقاربه.

إنَّ غاية الميلاد في مغارة هي الوصول إلى الفداء على الصليب، وغاية الصليب ليس العذاب بحدِّ ذاته، بل التضحية الناتجة من المحبّة، لقد ضحّى ابن الله بنفسه لأجل البشريّة التي أحبَّها، مات كي يُحيينا، كسَرَ جسدَه ليعطينا إيّاه مأكلًا حقيقيًّا نتألَّه به، ولا نعود نموت روحيًّا، بل نحيا إلى الأبد.

بميلاد المخلّص اليوم يتحقّق التبنّي، إذ يتَّخذنا الله أولادًا له، إن شئنا نحن ذلك وسعَينا إليه، كما سعى المجوس والرعاة، وكما أنَّ كلَّ ابنٍ يعيش في بيت أبيه ويأكل معه، هكذا من أراد منَّا أن يكون ابنًا لله، عليه أن يعيش في كنفِ بيت الله، أي الكنيسة، ليأكل من الطعام الإلهيّ، جسد الرب ودمه، وكلمته الحيّة.

 وأكثر من ذلك عليه أن يجعلَ بيته كنيسةً، يداوم فيها مع عائلته، على الصلاة وقراءة الإنجيل.

وكما أنَّ الابن يرث طباعَ أبيه، هكذا علينا أن نسعى لنرثَ طباع الله وصفاته فنكون على شبهه في المحبّة والغفران والطهارة والقداسة، وفي كلِّ صلاح، وفي التخلّي عن كلِّ مجد دنيويّ والعيش ببساطة وقناعة، عندها نرث كلَّ ما لله، أكان في الدهر الحاضر، إذ نرث ونقتني الفرح والطمأنينة والسلام، هذه التي تفوق قيمتها كنوز العالم بأسره، وفي الدهر الآتي نرث الحياة الأبديّة.


في هذا الميراث يكمن فرح الميلاد، وفيه يكون فرحنا الحقيقيّ عظيمًا جدًّا، وغير ذلك وهمٌ وسراب.

ميلاد مجيد.


الثور والحمار في أيقونة الميلاد

في أيقونة الميلاد، يظهر الطفل يسوع المسيح وأمّه في كهف محاط بصخور حادّة يصعب السير عليها، وذلك لتعكس صورة العالم القاسي الذي وُلد فيه يسوع.

 تذكر الأناجيل أنّ يوسف ومريم لم يتمكّنا من العثور على غرفة في أي نَزْل عندما أتيا للمشاركة في الإحصاء السكّانيّ في بيت لحم، ولذلك وُضِع يسوع في مذود، وهو حوض لإطعام الحيوانات، كان شائعًا في ذلك الوقت، إذ لم تكن الحيوانات تُجمّع في حظائر، بل في الكهوف والشعاب في التلال، ولذا يظهر هذا "الإسطبل" في الأيقونة.

في السماء يظهر نجم ينزِل شعاعًا واحدًا نحو الطفل يسوع. 

هذا النجم يتبعه المجوس، حكماء فارس من الشرق، وهم يحملون هدايا للمسيح. لكنّهم يصوَّرون بعيدين، أي لا يزالون في رحلتهم ولم يصلوا بعد. في السماء أيضًا حشد من الملائكة يبشّرون بميلاد مخلّص العالم. 

على اليمين، الرعاة الذين كانوا غير مُحتَرَمين في مجتمعهم، يبدون أوَّلَ مَن تَصِلُهُ بُشرى ولادة يسوع. لكنّهم يظهرون أيضًا خارج الكهف، أي إلى جانب قطعانهم ولم يصلوا إلى جانب المسيح بعد.

إلى جانب أمّه، تظهر الشركة الوحيدة التي جمعها يسوع المسيح في الساعات القليلة الأولى من حياته الأرضيّة. إنّها ثور وحمار متواضعان.

 أمّا غياب الملتفّين حول يسوع ووجود الحيوانين فَلَهُ معانٍ كثيرة إضافة إلى كونها إشارة إلى تواضع التجسّد اﻹلهيّ على الأرض.

إنّ وجود الثور والحمار في أيقونة الميلاد وهما يوفّران الدفء ليسوع بأنفاسهما، يشير إلى تحقُّق إحدى نبوءات العهد القديم العديدة، "اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ" (إشعياء:1: 3). 

في روايات ميلاد المسيح في الكتاب المقدّس لا يوجد حمار أو ثور. لكنّ أقدم مثال معروف لأيقونات الميلاد يحتوي على المسيح المقمّط في المذود، يحيط به ثور عند رأسه وحمار عند قدميه، وهو في جداريّةٍ على ناووس في إيطاليا من القرن الرابع. 

ويظهر الحيوانان، الثور والحمار، يعبدانه بلا انقطاع. يرى المفسّرون أنّ هذه الصورة تتمّم قول النبيّ حبقوق (3: 2) "في وسط حيوانين تظهر"، كما يرد في النصّ اليونانيّ الذي يُنظَر إليه على أنّه أصل التقليد عن الثور والبقرة في مذود بيت لحم. 

ما هي العلاقة إذًا بين الثور والحمار؟

نقرأ أنّ في التقليد يُنظَر إلى الثور على أنّه إسرائيل، والحمار أنّه الأُمم. ويأتي هذا من تمييز مهمّ للغاية في العهد القديم: الثور حيوان "طاهر"، والحمار حيوان "نجس". 

إنّ الخلط بين الطاهر والنجس مرتبط بشدّة باختلاط اليهود بالأمم. 

في الواقع، هناك قانون موسويّ: لا يجوز لك الحرث على الثور والحمار معًا. أي أنّه محظورٌ وضع النير على الطاهر وغير الطاهر، والجمع بين "الداخل" و"الخارج". 

في التفسير أنّ هذا لا يمكن أن يتم من دون خطيئة إلّا بالمسيح، الكلمة المتجسّد. 

حتّى الرسول بولس يتبنّى هذا التقليد ويستخدم الصورة نفسها لتحذير المسيحيّين من "النير" مع غير المؤمنين في 2 كورنثوس 6: 14 "لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟".

وهنا يبرز معنى آخر يتعلّق بالتجسّد وعلاقته بعالميّة الكنيسة. الحمار هو حيوان للتحميل، قوّةٌ خُلقَت للتحمّل.

 وعلى هذا اﻷساس، يكون الحمار رمزًا للجسدانيّة نفسها. 

ليس غريبًا أنّ رمز النجاسة وما هو خارجًا، يشبه الوجود الجسدانيّ الساقط والشهوانيّة. 

يظهر هذا بِقُوَّةٍ في تعليم التقليد الهدوئيّ عن العلاقة بين القلب والحواسّ. فالجزء الخارجيّ الجسديّ، أي الحواسّ، مرتبط باﻷقمطة الجلديّة، التي تحمي لكنّها أيضًا تحمل ما هو ثمين. 

لذلك من الطبيعيّ أن ينظر المفسّرون، كالقدّيس إيريناوس، إلى قصص مثل قصّة حمار بلعام الناطق (العدد 22-24)، على أنّها إشارات مسبقة للتجسّد. أو من المهمّ أيضًا أن نرى المسيح يمتطي الحمار (الشعانين).

إنّ هذه الصُّوَر، من العهد القديم والجديد، توضح وضع الحمار مع الثور في أيقونة الميلاد، وهي صورة رمزيّة عن ضمّ النقيضَين، اتّحاد الروحيّ والجسديّ، الطاهر وغير الطاهر، الداخل والخارج، وفي النهاية غير المخلوق والمخلوق في شخص ربّنا يسوع المسيح.


أخبارنا

+ أمسية تراتيل ميلاديّة لجوقة الأبرشيّة

ببركة وحضور صاحب السّيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشيّة، تقدّم جوقة الأبرشيّة بقيادة القارِئ طوني نصر أمسية تراتيل ميلاديّة، وذلك يوم الأربعاء 28/12/2022 الساعة 6 مساءً، في كنيسة النبيّ الياس، دده، الكورة، ويوم الجمعة 30/12/2022 الساعة 5:30 مساءً في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس، الزاهريّة، طرابلس.