الأحد 7 تشرين الثاني 2021

الأحد 7 تشرين الثاني 2021

03 تشرين الثاني 2021

الأحد 7 تشرين الثاني 2021
العدد 45
الأحد 20 بعد العنصرة 
اللحن الثالث الإيوثينا التاسعة

* 7:  الشُهداء الـ 33 المستشهدون في ملطية، لعازر العجائبيّ، * 8: عيد جامع لرئيسَي الملائكة ميخائيل وجبرائيل، الشَّهيدان أونيسيفورس وبورفيريوس، البارّة مطرونة، * 9: القدّيس نكتاريوس أسقُف المدن الخمس، يوحنّا القصير، البارّة ثاوكتيستي، * 10: الرّسول كوارتُس وأولمباس ورفقتهما، الشَّهيد أوربيستوس، القدّيس أرسانيوس الكبادوكي،  * 11: الشَّهيد ميناس ورفقته، القديسة استفاني، ثاوذورس الإسطوذيتي، * 12: يوحنّا الرحوم رئيس أساقفة الإسكندريّة ، البارّ نِيلُس السينائي، * 13: يوحنّا الذهبيّ الفم رئيس أساقفة القسطنطينيّة.

هَلُمِّي إلى حَديقَتي 

يدعونا سِفر نشيد الأنشاد إلى الخروج من المدينة إلى حيث هو الحبيب، كذلك يدعونا الرسول بولس أن نخرج إلى خارج المدينة لنُصلَب مع المَسيح، نُصلب مع الحبيب.
هذه الدعوة لا يفهمها إلّا العاشق: أن تترك كلّ شيء تمامًا كما فعل إبراهيم، الذي ترك أهله وبيته وذهب إلى حيث يقول له الربّ هذا الحبيب. والرُسل تَركوا شباك هذا العالم، واصطادوا له أحبّة.

النفس العاشقة تتوق أن تلتصق بحبيبها، فيصيران جسدًا واحدًا، وروحًا واحد. تتطاير النفس بالعشق الإلهيّ فتُشابه الملائكة، تحتفّ حول اللّه الحبيب بشكرٍ عميق، ومحبّةٍ مجّانيّة صادقة؛ ببذل نفسٍ يوازي عَمَلهُ الخلاصيّ نحوها، هو خَلَقها ولم يتركها، نقلها من الموت إلى الحياة، ومن الأرض إلى السماء.

نحن نعرف الربّ لأنّه عرفَنا أوّلاً: فتح لنا باب هذه المعرفة، أعطانا إمكانيّة مُعاينته، صرنا جزءًا منه وهو منّا، أدخلنا إلى مخدعه فصارت لنا ثمار الرّوح القدس تعزية مباشرة بالتصاقنا به.

الحديقة هي أرضُ الزرع المُثمر المُنتج، المكان الذي يعبق برائحة القداسة، بُقعة حضور اللّه، واحَة صلاة. ندخلها بدعوة مجّانيّة وعامّة، فالدعوة دائمًا قائمة. اللّه يريدنا أكثر من الملائكة حول عرشه، ألم يرفعنا أكثر من مكانتهم، وأجلس طبيعتنا عن يمينه؟

هذه الدعوة ليست فقط شفهيّة إنّما قلبيّة، لأنّه أعطانا جَسده كاملاً لنأكُله ونَثبُت فيه، نتَّحد بنعمته. 

ما علينا إلّا أن نبادل هذا العطاء بفتح باب قلبنا، هو الواقف ينتظر أن يدخل ويجلس على عرشه المُعطى لنا منه، نعطيه له بفعل محبّة لا يشوبها أي نقصان.

طروبارية القيامة باللّحن الثالث

لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقدنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالم الرحمةَ العُظمى.

القنداق باللّحن الرابع

يا شَفيعةَ المَسيحيّينَ غَيرَ الخازِية، الوَسِيطةَ لدى الخالِقِ غَيرَ المَردُودة، لا تُعرِضي عن أصواتِ طلباتِنا نَحنُ الخَطأة، بل تَدارَكِينا بالمَعُونةِ بِما أنَّكِ صالِحة، نَحنُ الصارخِينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعة، وأَسرِعي في الطلْبة، يا والدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بِمُكَرِّمِيكِ.

الرِّسَالة 
غلا (1: 11-19)
رتّلوا لإلهنا رتّلوا 
يا جميع الأمم صفِّقوا بالأيادي


يا إخوةُ، أعلِمُكم أنَّ الإنجيل الذي بشرتُ بهِ ليس بحسب الإنسان، لأنّي لم أتسلَّمْهُ من إنسان بل بإعلان يسوعَ المسيحَ. فإنَّكم قد سمعتُم بسيرتي قديماً في مِلَّةِ اليهودِ، أنّي كنتُ أضطهدُ كنيسة الله بإفراطٍ وأُدَمِّرُها، وأزيدُ تقدمًا في ملَّةِ اليهودِ على كثيرين من أترابي في جنسي، بِكَوني أوفرَ منهم غيرةً على تقليداتِ آبائي. فلمَّا ارتضَى الله الذي أفرزني من جوفِ أُمّي ودَعاني بنعمتِه أن يُعلِنَ ابنَهُ فيَّ لأُبشِّرَ به بين الأُمم، لِساعتي لم أُصغِ إلى لحمٍ ودمٍ، ولا صَعدتُ الى أورشليم إلى الرُّسلِ الذين قبلي، بل انطلقتُ إلى ديار العرب، وبعدَ ذلك رَجَعتُ الى دمشق. ثمَّ إنّي، بعدَ ثلاثِ سنينَ، صَعِدتُ الى أورشليمَ لأزورَ بطرسَ، فأقمتُ عنده خمسةَ عشرَ يوماً، ولم أرَ غيرهُ من الرسلِ سوى يعقوبَ أخي الربّ.

الإنجيل
لو (8: 41-56) (لوقا 7)


في ذلك الزمان، دنا إلى يسوع إنسانٌ اسمه يايرُسُ، وهو رئيسٌ للمجمع، وخرّ عند قدمَي يسوع، وطلب اليه أن يدخل إلى بيته، لأنّ له ابنةً وحيدةً لها نحوُ اثنتَي عشْرَة سنةً قد أشرفَت على الموت. وبينما هو منطلقٌ كان الجموع يزحمونه. وإنّ امرأةً بها نزفُ دمٍ منذ اثنتَي عَشْرَةَ سنةً، وكانت قد أنفقَتْ معيشتَها كلَّها على الأطبّاء، ولم يستطعْ أحدٌ أن يشفيَها، دَنَتْ من خَلْفِهِ ومسَّتْ هُدْبَ ثَوبِه، وللوقت وقفَ نَزْفُ دمِها. فقال يسوع: "مَن لَمَسني؟" وإذْ أنكرَ جميعُهم قال بطرس والذين معه: يا معلّم، إنّ الجموع يضايقونك ويزحمونك. وتقولُ مَن لمسني؟ فقال يسوع: "إنّه قد لمسني واحدٌ، لأنّي عَلِمتُ أنّ قوّةً قد خرجت منّي". فلمّا رأَتِ المرأةُ أنّها لم تَخْفَ جاءَتْ مرتعدةً وخرَّتْ لَهُ وأَخْبَرَتْ أمامَ كلّ الشعبِ لأيّةِ عِلّةٍ لَمَسَتْهُ وكيف بَرِئَتْ للوقت. فقال لها: "ثِقي يا ابنةُ، إيمانُكِ أَبرأَكِ فاذهبي بسلام". وفيما هو يتكلّمُ جاء واحدٌ مِن ذَوِي رئيسِ المجمع وقال له: إنّ ابنتَك قد ماتت فلا تُتعبِ المعلّم. فسمعَ يسوع، فأجابه قائلاً: لا تَخَفْ، آمِنْ فقط فتبرأَ هي. ولمّا دخل البيتَ لم يَدَعْ أحداً يدخلُ إلّا بطرسَ ويعقوبَ ويوحنّا وأبا الصبيّةِ وأُمَّها. وكان الجميع يبكون ويَلطِمون عليها، فقال لهم: لا تَبكُوا، إنّها لم تَمُتْ ولكنّها نائمة. فضحكوا عليهِ لِعِلْمِهم بأنّها قد ماتت. فأمسك بيدها ونادى قائلاً: يا صبيّة قُومي. فرجعت روحُها في الحال. فأمر أن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها، فأوصاهما أن لا يقولا لأحدٍ ما جرى.

في الإنجيل 

هنا نحن أمام معجزتين متداخلتين: 1) شفاء نازفة الدم؛ 2) إقامة ابنة يايرس ؛ لأنّنا نعاني كخليقةٍ مِن مشكلتَين: 1) النجاسة؛ 2) الموت.

والمسيح أتى ليحل المشكلتين ويعطينا بذلك خليقة جديدة فيها نسود على الخطية والنتيجة حياة أبدية. ولنلاحظ أن الموت هو بسبب النجاسة؛ فتداخلت المشكلتان.

شفاء نازفة الدم:

كثيرون ساروا وراء المسيح، وواحدةٌ نالَتِ الشِّفاء لأنّها تقدّمَتْ 1) بإيمان 2) بنفْسٍ منكسِرةٍ تتقدّمُ في الخفاءِ بانسحاقٍ لِتَتلامسَ معَ الربّ. 

ونازفةُ الدمِ نجسةٌ بحسب الناموس، تُنجِّسُ مَن يتلامسَ معها، لكنّ السيّد القدّوس لا يتنجّسُ مِنّا بل بِتَلامُسِهِ معنا يَشفينا ويقدِّسُنا. 

والسيّدُ أعلنَ ما فعلَتْهُ هذه المرأةُ لِيُعلِنَ إيمانَها فنتشبّهَ بها، ولكي لا ينخسُها ضميرُها على أَخذِها العطيّةَ خلْسَةً، ولأنّ المسيحَ أُعجِبَ بانسحاقِها. ونلاحظ قَولَ مرقس عنها، وقد تألّمَتْ كثيرًا مِن أطبّاءَ كثيرين وأنفقت كلَّ ما عندها ولم تنتفع شيئًا بل صارت إلى حال أردأ. 

ورغمَ كَونِ لوقا طبيبًا يحترم مهنةَ الطبّ، فإنّه لا يكتفي بهذا القَدْرِ بل يُضيف: "أنفقَتْ كُلَّ معيشتِها على الأطبّاء ولم يقدرْ أحدٌ أن يشفيَها.

ما جرى مع هذه المرأة يعلّمُنا أنّ العالَمَ غيرُ قادرٍ على شفائنا من أمراضنا. وحدَهُ المسيحُ يستطيع.
والسيّدُ بعدَ أن شفاها جسديًّا منحَها السلامَ لنفسِها = اذهبي بسلام.
"إنْ مَسَسْتُ ثَوبَهُ فقط".. "مَن لَمَسَني" = هناك مَن يلمس السيّدَ بإيمانٍ فَيُشْفَى، وهناك كثيرون يزحمونه ويلتفّون حولَهُ بلا إيمان، فلا يأخذون شيئًا. وهو يشفي أمراض أجسادِنا وأنفُسِنا وأرواحِنا. ولاحظْ حالَ المرأةِ قبل شفاء المسيح لها

 1) مريضة جسديًّا. 2) نجسة طقسيًّا بسبب النزف.  3) بلا مال لأنّها أنفقت كل أموالها.

"قُوّة قد خرجت منّي" = هذه اللمسة بإيمان تُخرِجُ قُوَّةً شافيةً من السيّد، فكثيرون يملأون الكنائس وقليلون من يتلامسون بإيمان مع يسوع فينالون قُوّة. والقوّةُ التي خرجت منه لا تعني أن قوّتَهُ نقصَتْ بسببِها، فهذا كإشعالِ شمعةٍ مِن نارِ شمعةٍ أُخرى دون أن تنقص شعلةُ الثانية.

إنّ الْتحامَ قِصَّتَي نازفةِ الدم وابنةِ يايِرُس يعني أنّ المسيح هو قُوّةُ شِفاءٍ وحياة. وهنا نَجِد تفسيرًا لِقَولِ السيّدِ للمجدليّةِ لا تَلمُسِيني، فهي عرفَتْهُ كمعلِّمٍ ولم تُدرِكْ أنّه الله. وكأنّ السيّدَ يقولُ لها أنتِ لن تأخُذي منّي ما أخذَتْهُ هذه المرأةُ نازفةُ الدم، إنْ لم يَكُنْ إيمانُكِ بي قد ارتفع وصار مثلها. بِقَدْرِ إيمانِكِ ستأخُذين منّي. إذًا، حين تُدرِكين أنّني يهوه (أنّني والآبُ واحد = أي أصبحت في نظرِكِ مساويًا لأبي) ستأخذين ما تُريدين. أنا أريدُ يا مريم أن تلمسيني بهذا الإيمان لِتَأخُذِي.

إقامة ابنة يايرس:

لاحظ أيضًا أنّ يايِرُس كان في درجةٍ إيمانيّةٍ أَقَلَّ مِن قائدِ المئة. فيايِرُسُ قالَ للسيّدِ تعالَ وَضَعْ يدَكَ، أمّا قائدُ المئة فقال قُلْ كلمةً فقط. إلّا أنَّ يايِرُسَ طلبَ بلجاجة = كثيرًا.

قام المسيح بعمل ثلاثةِ معجزاتِ إقامةٍ مِن الأموات، تُمَثِّلُ عملَه الإلهيّ في إقامتِنا مِن موتِ الخطيئة. ونلاحظ أنّ السيّدَ قادرٌ على أن يُقيمَنا مِن أيّ درجةٍ مِن درجاتِ موتِ الخطيئة.

1-    بنت يايِرُس= كانت ما زالت في بيتِ أبيها = تشيرُ للخطيئةِ خلالَ الفكرِ الخَفيّ في الداخل. وهذه تحتاج إلى لمسة. ومرقس إذ يكتب للرومان يفسّر كلمة طاليثا العبريّة.

2-    ابن أرملة نايين = هذا حُمِلَ في نعشٍ إلى الطريق= وهذا يشير إلى أنّ الخطيئةَ خرجت مِن مجال الفكر إلى حَيِّزِ التنفيذ. وهذه احتاجت أن يوقِفَ السيّدُ الجنازةَ ويأمرَ الشابَّ أن يقوم، رمزًا لِتَدَخُّلِ الله لِيُوقِفَ حركةَ الخاطئ نحو قبرِ الخطايا، فلا يكمل الشرّيرُ طريقَ شَرِّه، وتتحوّل الخطيئةُ إلى عادة. ودفعُ الشابِّ إلى أُمّه، يُشيرَ إلى أنّ المسيح يُعيدُ الخاطئَ إلى حِضنِ الكنيسة.

3-    لعازر= هنا حَدَثَتْ عُفُونَةٌ للجسد = الخطيئةُ تحوَّلَتْ إلى عادةٍ ارتبطَتْ بالشخص، وارتبطَ الشخصُ بها. وهنا نسمع أنّ السيّدَ انزعجَ وأمرَ بِرَفعِ الحجر، ونادى لعازرَ لِيَخرُج، وطلبَ حَلَّ رِباطاتِه.

ونلاحظُ أنّ اليهود كانوا يستأجرون في حالات الموت نَدّاباتٍ ومُزَمِّرين، وهذا لا يُرضي المسيح، فأخرجَهم. ونجد هنا أنّ المسيح يعتبرُ الموتَ حالةَ نومٍ كما قال في حالة لعازر، وهذا يعطينا فكرةً أن لا ننزعج من الموت، فهو حالةٌ مؤقَّتة تعقُبُها قيامةٌ بالتأكيد. 

ونلاحظ أنّ قليلين هم الذين رأوا معجزةَ قيامةِ البنت، إشارةً إلى أنّ قليلين هم من يتمتّعون بقوّةِ القيامة، وقليلين (حوالي 500 أو أكثر قليلًا) هم مَن رأَوا المسيحَ بعدَ قيامتِه. وقال أن تُعطَى لِتَأكُل = لِيُثبِتَ أنّ قيامتَها ليست خيالًا أو وهمًا.

تأمّل:

- لقد آمَنَتِ الكنيسةُ بِقَولِ السيّدِ إنّ الموت ما هو إلاّ نوم، فعبّرَتْ عن هذا في ليتورجيّتِها قائلةً "ليس موتٌ لعبيدِكَ بل هو انتقال".

القصّتانِ مُتَداخِلَتان، لأنّ نتائج الخطيئة [1] نحيا في نجاسة فترة [2] بعد هذه الفترة نموت. والمسيح أتى ليعطينا خليقة جديدة. فهو المسيح القدّوس الحيّ، سيعطينا [1] قداسة [2] حياة أبديّة. والقصّتان جاءتا بعد ذكر الخليقة الجديدة ليشرح معنى الخليقة الجديدة. وجاءتا متداخلتَين لأنّ من عاش في قداسة يستمرّ في حياةٍ أبديّةٍ بدأها بالمعموديّة، أمّا النجاسةُ فتؤدّي إلى الموت

الملائكة 

تقول الرسالة إلى العبرانيّين: "الملائكة أرواحٌ خادمة، تُرسَل للخدمة من أجل المزمعين أن يرثوا الخلاص" (14:1). الملائكة هم إذن مُرسَلُو اللهِ لِيُعلِنوا للمؤمنين طريقَ الخلاص. 

ويَذكرُ الكتابُ المقدَّسُ بِنَوعٍ خاصّ "جبرائيل" ويعني اسمُه "قُوّةُ الله"، وميخائيل ويعني اسمُه "مَنْ مِثلُ الله". فجبرائيل "قوّة الله" أعلن لمريم العذراء أنّها ستلد المخلّص بقوّةِ الله إذ قال لها: "الروح القدس يحلُّ عليكِ وقوّةُ العليّ تظلّلكِ" (لو 35:1). 

وعن ميخائيل "مَن مِثلُ الله"، نقرأ في سِفرِ الرؤيا: "حينئذٍ نشب قتالٌ فِي السَّماء: ميخائيلُ وملائكَتُهُ قاتَلوا التنّينَ، والتنّينُ وملائِكَتهُ أنشبوا القتال، ولكنّهم لم يَقوَوا، ولا وُجِد لهم موضعٌ بعد ذلك في السَّماءِ. وَطُرِحَ التنّينُ العَظيمُ، الحَيَّةُ الْقَديمَةُ المدعُوُّ "إِبليس" و"الشَّيطان"، المضِلُّ الْمسكونةَ بأسرها؛ طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَت مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ. 

وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا فِي السَّمَاءِ: "الآنَ صَارَت الغلبةُ والَقُدْرةُ وَالملْكُ لإلهنا، والسلطانُ لمسيحه! لأنَّ المشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا قد طُرِح، ذاك الذي يشتكي عليهم أمام إلهنا، نهارًا وليلاً. فلقد غَلَبُوهُ بِدَمِ الحمل، وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ" (7:12). الملاك ميخائيل يُعلِن إذن "من مثلُ الله". أمّا "إِبليس" أو "الشَّيْطان"، الذي ترمز إليه الحَيَّةُ القَدِيمَةُ، فيُضِلُّ البشرَ الذين يمثّلهم آدم وحوّاء، بإقناعهم بالتخلّي عن الله وعن سماع كلمته ليصيروا آلهةً بدلاً منه.  فالإنسان الذي يريد أن يأخذَ محلّ الله يُعلن له ميخائيل "من مثل الله": إنّك إذا أردتَ أن تأخذ محلّ الله، ستموت موتًا، لأنّه لا حياة خارجًا عن الله الذي هو وحده خالقُ الكون ومعطي الحياة لجميع البشر.

هذه التجربة القديمة بأن يحاولَ الإنسان أن يحلّ محلّ الله لا يزال إنسان اليوم يتعرَّض لها. فبدل أن يتبعَ وصايا الله يصطنع لنفسه وصايا تناسب مُيولَهُ المنحرفة، فيجعل من الخير شرًّا ومن الشرّ خيرًا. 

هذا ما يبيّنه بولس الرسول في رسالته إلى الرومانيّين، فيقول: "إنَّ غَضَبَ اللهِ يعتلِنُ مِنَ السَّمَاءِ عَلى كلّ كفرٍ وظلمٍ للنَّاسِ الَّذِينَ يَعوقونَ الْحَقَّ بِالباطل… 

زعَمُوا أَنَّهُمْ حُكَمَاء فصَارُوا حمقى، واستبدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يُدرِكه البلى بِشِبهِ صُورَةِ إِنسَانٍ يبلَى… فلِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ، فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِم إِلَى النَّجَاسَةِ، لفضيحَةِ أَجْسَادِهِم في ذَواتِهِمِ، هم الذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقيقةَ اللهِ بِالْباطلِ، وَاتَّقَوا الْمَخْلُوقَ وَعَبَدُوه دُونَ الْخَالِق" (18:1-25). ثُمَّ يسترسلُ بولسُ في وصفِ المآثم والفظائعِ الناتجة للأفراد وللمجتمع من التخلّي عن الله. 

ويذكر في ما يذكر ما نراه في بعض المجتمعات من تشويهٍ للزواج، كزواج المثليّين والمساكنة وما شابه ذلك. لكلّ هؤلاء يقول الملاك ميخائيل "من مثل الله": الله وحده يمكنه أن يعطيكم تحقيقَ إنسانيّتكم، والوصول إلى التألّه الذي أراد آدم وحواء الحصول عليه من دون الله.

أخبارنا

تبليغ الى كافة كهنة الأبرشية الموقرين 


إن تصديق أي وثيقة زواج، يتطلب أن تكون الوثيقة مصحوبة بإذن الإكليل الصادر عن دار المطرانية، كما وأن تصديق أي معاملة (معمودية - إطلاق حال - شهادة زواج...) يجب حضور الكاهن المسؤول شخصياً أو صاحب العلاقة أو من ينوب عنه كقرابة أولى.

مع الدعاء
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما