الأحد 12 كانون الأول 2021       

الأحد 12 كانون الأول 2021       

09 كانون الأول 2021
الأحد 12 كانون الأول 2021 
العدد 50
أحد الأجداد القدّيسين 
اللحن الثامن الإيوثينا الثالثة


* 12: سبيريدنُس العجائبيّ أسقُف تريميثوس، * 13: الشُّهداء الخمسة أفستراتيوس ورفقته، الشّهيدة لوكيّا البتول، * 14: الشُّهداء ثيرسُس ورفقته، * 15: الشّهيد في الكهنة إلفثاريوس وأمّه أَنثيّا، * 16: النبيّ حجّي، ثيوفاني الملكة العجائبيّة، * 17: النبيّ دانيال والفتية الثلاثة، ديونيسيوس أسقُف آيينا، الشّهيد سبستيانوس ورفقته، موذستُس أسقُف أورشليم. *

الدعوة إلى الوليمة 

لقد هيّأ الله مجيئه، مجيء المسيّا المنتظر خلال سنين طويلة، ذلك عن طريق الأنبياء. عندما تجسّد قبله فقط الفقراء والمساكين، البقيّة الصغيرة لإسرائيل القديم.

استقبلته العذراء مريم مع يوسف والرعاة وبعض من الفقراء. رفضه الفرّيسيون الحكماء في الناموس. كان لا بدّ أن تتوفّر مثلُ هذه البساطة لدى المدعوّين، المساكين بالروح، لا بدّ أن يتوفّر معهم التواضع، تواضع المسيح. 

دُعي بعدها الوثنيّون لأنّ الدعوة لم تقتصر على أمّة معينة بل على المسكونة بأسرها هذا لكي تتأسّس الكنيسةُ الجديدة.

من رفضه مأخوذٌ بهمومٍ أرضية تأتي بالنسبة له قبل كلّ شيء. همّه الأول تأمين الراحة لنفسه. ترى لماذا أتى المسيح؟! ما الأهمّ في حياتنا؟!

هل تقتصر الحياة على النجاح في المهنة وبعدها أن يتهيّأ لنا تقاعدٌ هنيء في آخر حياتنا على الأرض؟! 

الإنسانُ في هذه الأيّام الحاضرة يتوق الى رفاهية العيش. هاجس الحياة الأبديّة غائبٌ عنه.

الحياة الحاضرة هي الأهمّ بالنسبة له. هذه الاهتمامات الأرضيّة ليست سيّئة بحدّ ذاتها، لكنّها تُبطل عندما تُضحي همّنا الرئيسيّ الوحيد في حياتنا. ينقصها طلبُ الملكوت أوّلاً وأخيراً في قلوبنا.

لقد اعتذر المدعوّون عن المجيء الى العشاء في الإنجيل. لأسباب وجيهة. قال الأوّل اشتريت حقلاً لذا اعتذر عن المجيء. الثاني قال اشتريتُ خمسة أزواج بقر وأعتذر هو أيضاً. 

امّا الثالث فقد تزوج امرأة لذا لم يقدر حسب رأيه أن يجيء.

كلّها أسباب وجيهة من الناحية الأرضية إذا اقتصرت لديهم على الهموم الدنيويّة. لم يتوفّر لديهم في آخر المطاف همُّ اكتساب الحياة الأبديّة.

أمّا نحن أيها الأبناء الأحبّاء فليكن لنا في زمن التهيئة للميلاد المجيد، ليس الصيام عن الأكل الدسم فقط بل علينا أن نشرك عقلنا وقلبنا مع جسدنا في سبيل اللقاء مع المسيح الإله الآتي الينا بالجسد: هو النور الحقيقي الذي ينير قلبنا وقلبَ العالم باسره. آمين.

+ أفرام 
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما 


طروبارية القيامة باللّحن الثامن

إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلْتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامَتنا، يا ربّ المجد لك.

طروبارية القدّيس اسبيريدون العجائبيّ باللّحن الرابع

لقد أظهرتْكَ أفعالُ الحقِّ لرعيّتِك قانوناً للإيمان، وصورةً للوداعة، ومعلّماً للإمساك، أيّها الأب رئيس الكهنة سبيريدونس، فلذلك أحرزتَ بالتواضع الرّفعة، وبالمسكنة الغنى، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.

طروبارية الأجداد باللّحن الثاني

لقد زكَّيتَ بالإيمان الآباءَ القدماءَ وبهم سبقتَ فخطبتَ البيعة التي من الأمم. فليفتخر القدّيسون بالمجد، لأن مِن زَرْعهم أينع ثمر حسيب، وهو التي ولدَتْك بغير زرعٍ. فبتوسلاتهم أيها المسيح الإله ارحمنا.

قنداق تقدمة الميلاد باللّحن الثالث

اليومَ العذراء تأتي إلى المغارة لِتَلِدَ الكلمةَ الذي قبلَ الدُّهور ولادةً لا تُفسَّر ولا يُنطَقُ بها. فافرَحي أيّتها المسكونةُ إذا سَمِعْتِ، ومَجِّدِي معَ الملائكةِ والرُّعاة الذي سيَظهرُ بمشيئتِه طفلاً جديداً، الإلهَ الذي قبل الدهور.

الرِّسَالة 
أفسس 5: 8-19 
خلّص يا ربُّ شعبَك وبارك ميراثَك 
إليكَ يا ربُّ أصرُخُ إلهي 


يا إخوة، أُسلكوا كأولادٍ للنور، (فإنّ ثمرَ الروح هوَ في كُلِّ صلاحٍ وبِرٍّ وحَقّ)، مُختَبرين ما هُوَ مَرضِيٌّ لدى الربّ. ولا تشتَرِكوا في أعمالِ الظُلمَةِ غير المثمرةً بل بالأحرى وَبِّخُوا عليها. فإنّ الأفعالَ التي يَفعَلونها سِرًّا يقجُ ذكرُها أيضاً، لكنّ كلّ ما يُوبّخُ عليهِ يُعلنُ بالنور. فإنّ كلّ ما يُعلنُ هو نورٌ. ولذلكَ يقولُ استيقظْ أيُّها النائِمُ وقُمْ من بينِ الأمواتِ فيُضيءَ لكَ المسيح، فانظُروا اذَنْ أن تسلُكوا بِحَذَرٍ، لا كَجُهَلاءَ بل كحُكَماءَ، مُقتَدِيِنَ الوقتَ فإنّ الأيامَ شِرّيرة فلذلك لا تكونوا أغبياءَ بل افهَموا ما مشيئَةُ الرب، ولا تَسكَرُوا بالخَمر التي فيها الدَعارَةُ بل امتَلئوا بالروحِ، مكلِّمين بعضُكم بعضاً بمزاميرَ وتسابيحَ وأغانيّ روحيّةٍ، مرنِميّن ومرتّلين في قُلوبِكم للرب.

الإنجيل
لو 14: 16-24 (لوقا 11) 


قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ صنع عشاءً عظيماً ودعا كثيرين، فأرسل عبدَهُ في ساعة العشاءِ يقول للمَدعوّيين تعالوا فإنّ كلّ شيءٍ قد أُعِدّ فطفِق كلُّهم واحداً فواحداً يستَعفون. فقال لهُ الأول قد اشتريتُ حقلاً ولا بدّ لي أن أخرجَ وأنظرَهُ فأسألك أن تُعفِيَني، وقال الآخرَ قدِ اشتريتُ خمسةَ فدادين بقرٍ وأنا ماضٍ لأجَرِبَها فاسألك أن تُعفِني وقال الآخر قد تزوّجتُ امرأةً فلذلك لا أستطيع أن أجيء. فأتى العبدُ وأخبر سيدَهُ بذلك، فحينئذٍ غضِبَ ربُّ البيتِ وقال لعبدِه: أخرُجْ سريعاً إلى شوارع المدينةِ وأزقّتِها وأدخِلِ المساكينَ والجُدْعَ والعُميانَ والعُرجَ إلى ههنا. فقال العبدُ يا سيّدُ قد قُضيَ ما أَمرتَ بهِ ويبقى أيضاً محلٌّ. فقال السيّدُ للعبدِ اخرُجْ إلى الطُّرقِ والأَسْيِجَةِ واضطَرِرْهُم إلى الدُّخولِ حتّى يمتلئَ بيتي. فإنّي أقولُ لَكُم إنّه لا يَذوقُ عشائي أحدٌ من أولئك الرّجالِ المدعوّين، لأنّ المدعُوّين كثيرون، والمختارين قليلون.

في الإنجيل 

تقرأ الكنيسة في هذا الأحد مقطعًا من الإنجيل بحسب القدّيس لوقا. تدور أحداث هذه القراءة حول عشاء عظيم دعا إليه إنسانٌ عددًا من أصدقائه. 

ربّما كان بعضُنا ينتظرُ قراءةً مِن وحيِ العيدِ العظيمِ الذي نستعدُّ له، أي عيد ميلاد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح بالجسد.

إذا ما تأمّلنا بشيءٍ من التدقيق في البُعدِ الرُّوحيّ الذي يحاول هذا النصُّ الإنجيليُّ أن يرسمه للقارئ، سرعان ما ندرك أنّ  كلَّ يومٍ تُفرش المائدة ويُنادى الكلُّ إلى الملكوت. 

هذه المائدة التي هيّأها الربّ للناس قبل إنشاء العالم. منهم من تمسّك باعتقاداته الفلسفيّة وغيرهم بمحبّته للمادّة وآخَرون بالاهتمام الجسديّ، ممّا جعلهم غيرَ مستحقّين للعشاء. 

فيمنحه الله المحبُّ البشر إلى خطأةٍ آخَرين غير مُبصِرين بعيونهم، لا يدركون مشيئة الله أو أنّهم يفهمون إرادة الله، لكنّهم عُرجٌ ليس لديهم جرأة ولا شجاعة على تطبيقها. 

وبصورةٍ عامّة، يمنح نعمته للمساكين الذين سقطوا من المجد السماويّ. للجُدع الذين لم تكن حياتُهم بلا عيب، لهؤلاء الخطأة الكائنين في الطرق والسياجات الذين يتجوّلون في شوارع الخطيئة العريضة، يُرسل الآب عبده الذي هو ابنه وعبده الذي لم يأتِ ليدعو صدّيقين بل خطأة (إلى التوبة). 

يفرش لهم مائدة غنية بدل المائدة التي كانت معدّة للحكماء والأغنياء. 

لقد أرسل أمراضاً وأخطاراً كثيرة جعلت الكثيرين ينبذون حياتهم لأسباب يعرفها هو ويأتون إلى مائدته. ألزمهم  عن طريق مخاطر عديدة، ولنا أمثلة كثيرة على ذلك.

ويعطينا المثل أيضاً معنى آخر: أن نمنح المساكين والجدع أكثر مما نعطي الأغنياء. هذا الذي كان يريد أن يقوله قبل هذا المقطع ومن أجله ضرب هذا المثل: الاهتمام بالفقراء.

ونتعلّم شيئاً آخر أن نكون نشيطين حارّين في استقبال إخوتنا إلى حدّ إلزامِهم رغم إرادتهم على الاشتراك بخيراتنا. 

هذا ما يشكّل درساً هامّاً لمعلّمي الإيمان، ويدفعهم إلى إظهار الطريق القويم أمام التلاميذ بالرغم من عدم إرادتهم أحياناً.
على هذا الأساس يمكننا أن نقول إنّ هذا النصّ الإنجيليّ ينتمي إلى الجوّ الميلادي من حيث دفعنا إلى قبول الدعوة إلى وليمة السيّد.

الميلاد والأنبياء 

يذخر شهر كانون الأول بأعياد قدّيسين عظماء أمثال القدّيس بورفيريوس، بربارة، يوحنّا الدمشقيّ، نيقولاوس، سابا، سبيريدون، إغناطيوس، لوسيّا. ولكن يتميّز هذا الشهر أيضاً بتذكار العديد من الأنبياء أمثال النبيّ ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجّاي، دانيال، النبيّة حنّة.

ويتميّز هذا الشهر بكثرة تذكار هؤلاء الأنبياء الذين دوّنوا الكلمة الإلهيّة، ونحن مقبلون على ميلاد السيّد المسيح فالكنيسة تريد أن تقول لنا أن المسيح هو ممتدٌّ في التاريخ منذ الخلق إلى آخر الأزمنة. 

تقيم الكنيسة تذكار هؤلاء الأنبياء والقدّيسين، لتؤكّد لنا أنّ الله بكلمته الإلهيّةِ فاعلٌ في الإنسان منذ بدء الخليقة. فهو الذي تكلّم بالأنبياء، وهو الذي تكلّم بابنه الوحيد، وهو الذي تكلّم بالقدّيسين.

وتذكار هؤلاء أصفياء الله هو لنتمثّلَ بهم ونعيشَ حياتَهم لكي نستطيع أن نصل إلى التمتُّع بالأعياد السيّديّة وإلى حصولنا على النعمة والبركة الالهيّتَين من خلال تتبع هؤلاء الأنبياء والقدّيسين.

ذكرى هؤلاء الأنبياء قبل الميلاد أو في شهر الميلاد في شهر الصوم الميلاديّ يأخذنا مبكراً إلى إنجيل نَسَبِ المسيح الذي يُقرأ قبل الميلاد، وكأنّ الكنيسة تأخذنا إلى عمق التاريخ، إلى الوجود، إلى وجود الله في حياة البشر منذ القديم. هذا التعييد لهؤلاء الأنبياء الذين تنبّأوا وتكلّموا عن المسيح قبل مجيئه وعَلّموا عن المحبّة المسيحيّة والرحمة المسيحيّة قبل قرون طويلة، يجعلنا نرى أنّ الله الذي لا يتغيّرُ هُوَ هُوَ في عهده القديم وعهده الجديد، هُوَ هُوَ في كلمته الإلهيّةِ عبر الزمن.

من يقرأ نصوص هؤلاء الأنبياء وكيف يشدّدون على الرحمة وقضاء حاجة اليتيم والفقير والأرملة، لا يرى إلّا أنّ المسيح هو المتكلّم على ألسنتهم، فالميلاد القادم هو فرصةٌ لكي نحيا كما عاش هؤلاء الأنبياء والقدّيسون حافظين للكلمة الإلهيّةِ على لسانِهم وفي أفعالِهم، مقدِّسِين اللهَ وناشِرِينَ الكلمةَ الإلهيّةَ ليتباركَ منها كلُّ السامعين.

ميلاد المسيح القادم هو فرصتنا المثالية لنحيا ونعيش وننتظر ولادة الكلمة الإلهيّةِ فينا كما وُلِدت في قلوب ولسان هؤلاء الأنبياء والقدّيسين العظماء، وننقلَها بفعلِ المحبّةِ إلى الآخَرين، ليكون المسيح مولوداً في قلوبهم، حاضراً في حياتهم.

عيد الميلاد قريب 

يمكننا رؤية أنوار الميلاد المشعّة في الأفق، وتذوّق حلاوة المعجزة التي جرت تحت النجمة، ومن خلال هذه الكلمات المرتّلة، وفي داخلنا، في الكنيسة، تتحوّل الليلة العظيمة إلى حقيقة في خبرتنا الحالية. نحن نستعدّ وننتظر.

لكن هذه ليست اللحظة الأولى من التحضير للعيد. لأربعين يومًا، بدءًا بالخامس عشر من تشرين الثاني، والكنيسة متأهّبة، محوّلة انتباهها نحو السرّ الآتي، منتظرة في ترقّب. 

لقد استغلّت الفرح العظيم الذي سوف يصل في يوم عيد الميلاد كفرصة لممارسة ما يعتبره الكثيرون معاكسًا للفرح: الصوم بكلّ صرامته وخشونته وإزعاجه. 

هذه هي الخطوات التي تقود الأرثوذكسيين في كلّ العالم نحو العَجَب المشرِق لميلاد المسيح.

من أين أتت روح هذا الصوم الذي يعترض في كلّ سنة طريق بلوغنا إلى فرح الميلاد؟  السؤال بحدّ ذاته يساعدنا على استدلال الطريق نحو الجواب.  يبدو الصوم غير ملائم لأنّنا في أغلب الأحوال نرى الميلاد كفرح فقط ولا نقدّر جيّدًا السرّ العميق الغامض الذي هو في قلب فرحنا. نحن نتلهّف إلى استذكار "الملائكة ينشدون"، لكنّنا نوعًا ما ننسى المعنى الحقيقيّ للحدث، أي سبب إنشادهم.

الذي بغير ولادة يُولَد. الذي خلق الكلّ يصبح طفلاً مولودًا، الذي يمسك الكون بيده تمسكه أمّ حنون بيدها.

نحن لا نرتعد عندما نفكّر بالميلاد ولا يصيبنا العَجَب. بالمقابل، نحن نشتري هدايا ونخطّط للحفلات ممسكين بطرف من فرح العيد، ولكن من دون أن تغمر روعته قلبنا. وهكذا يصبح الصوم ما علينا عبوره لكي نصل إلى ذلك اليوم البهيج. وعندما نصل، تلتقطنا الكنيسة بطرفة عين بالأناشيد التي تلقّمها في قلوبنا.

نحن نجد أنفسنا فجأة منقولين إلى قمّة الجبل، لكن من دون أن نكون قد تسلّقنا الوادي العميق، فالمنظر الذي نعاينه هو مجرّد صورة رائعة أخرى وُضعَت مؤقّتًا أمام أعيننا وليس الرؤية التي عملنا وكافحنا من أجلها وتقنا إليها بكلّ كياننا.
إنّ صوم الميلاد هو التعزية الحكيمة والمعونة اللتان تقدّمهما الكنيسة للعجز البشريّ. 

نحن شعب كثير النسيان، لكنّ تناسينا ليس مجهولاً من الله، وقلوبنا بكلّ اعتقاداتها الخاطئة ومفاهيمها الضعيفة ليست غريبة عن الروح القدس الذي يقود الكنيسة.

نحن الذين نبتعد عن الله بقدر خطيئتنا، مدعوّون بالمقابل إلى التقرّب منه. من خلال الصوم الذي يسبق عيد التجسّد العظيم، الذي هو بحدّ ذاته إنجاز لدعوتنا، تساعدنا الكنيسة على الانجذاب إلى ملء السرّ الذي يستتبع هذه الدعوة.

على مثال الصوم الكبير، صوم الميلاد هو رحلة نحو ذاك الخلاص الذي وُعِد به آدم أوّلاً عندما نزلت لعنة الله على الحيّة.
إنّ الذي تقودنا النجمة إليه هو ذاك الذي سوف يسحق رأس الحيّة والخطيئة والشيطان وكلّ ما هو ضدّ الله. إنّ صوم الميلاد هو رحلتنا إلى شيء جديد وعجيب من الله يأتي وعلينا أن ندنو منه باختيارنا.

هنا أهميّة الصوم. فيما يقترب عيد الميلاد، ذاك العيد ذو الفرح الزاخر الذي تفرح به السماوات والأرض، يدعوني الصوم إلى التأمّل:

هل أفرح؟ لماذا أفرح؟ إنّ تراتيل العيد تشير بوضوح إلى أنّ هذا العيد هو للمسكونة جمعاء، لكلّ الخليقة؛ والصوم يدعوني إلى اتّخاذ موضعي في تلك الخليقة، إلى إدراك أنّ، بالرغم من تفاهتي غير المحدودة، عيد الميلاد هو معجزة لنفسي أيضًا.