الأحد 12 تموز 2020

الأحد 12 تموز 2020

12 تموز 2020
 
 
الأحد 12 تموز 2020            
العدد 28
الأحد الخامس بعد العنصرة
اللَّحن الرابع        الإيوثينا الخامسة
 
* 12: الشَّهيدان بروكلس وايلاريوس، فيرونيك النَّازفة الدَّم، باييسيوس الآثوسيّ، * 13: تذكار جامع لجبرائيل رئيس الملائكة، استفانوس السابوي، الشَّهيدة مريم، البارَّة سارة، * 14: الرَّسول أكيلا، نيقوديموس الآثوسي، يوسف رئيس أساقفة تسالونيك، * 15: الشَّهيدان كيريكس وأمَّه يوليطة، * 16: الشَّهيد في الكهنة أثينوجانس ورفقته،
* 17: القدِّيسة الشَّهيدة مارينا، * 18: الشَّهيد اميليانوس، البارّ بمفو. * 
 
شفاء المجنونين
حادثة وقعت في منطقة يسكنها وثنيّون جنوبي شرق بحيرة طبريّا. مجنونان بهما شياطين démonisés التقيا بيسوع، وطلبَ الشياطينُ من الربّ أن يرسلهم الى قطيع الخنازير التي ترعى قريباً منهم. فخرجوا ومضوا الى القطيع فاندفع هذا الأخير إلى البحر ومات في المياه. 
 
حادثة غريبة تظهر من خلالها قدرة الربّ يسوع على إخراج عدد كبير من الشياطين legion من الإنسان مظهراً قدرته الإلهيّة على قوى الأرواح الشرّيرة العاملة في داخل الطبيعة البشريّة الساقطة. هذه القوى تجهل الإنسانَ فاقداً توازنه العقليّ، النفسيّ والجسديّ.
 
علامات هذا المرض كامنة في إضعاف الإرادة. وحده الله حينئذ يستطيع، من خلال نعمته الإلهيّة أن يجمع المتفرّقات حسب قول المزمور 85: 2 "يا ربّ اجمعْ نفسي لأنّك بار" Rassemble mon Cœur 
 
نعلم أنّ الربّ يسوع قد أعطى الرسل، وبعدهم الأساقفة والكهنة، سلطاناً على الأرواح الشرّيرة وطردها (متى 10: 1). عندنا في الكنيسة صلوات خاصّة تُدعى استقسامات لطرد الأرواح الشرّيرة. هذه على سبيل المثال واردة في بداية خدمة سرّ المعمودية تُتلى على رأس الطفل أو الإنسان الآتي إلى المعموديّة. هناك أيضًا أفاشين استقساميّة واردة في الأفخولوجي.

 
الكبير تُتلى على المرضى الواقعين تحت تأثير قوى الشرّ، هي عائدة إلى القدّيس باسيليوس الكبير.
هنا يُطرح السؤال الأوّل: كيف يُطرد الشيطان عامّةً من داخل الإنسان؟ 
 
هذا يحصل عن طريق الصلاة والاعتراف الصادق والتوبة. السؤال الآخَر: هل يستطيع الروحُ الشرير أن يكون في داخل الإنسان فيصبح هذا الأخير "مسكوناً" من الشيطان ويُطلب إخراجُه؟! 
 
يجيب الآباء بصورةٍ عامّة والقدّيس ذياذوخس فوتيكي في كتابه عن المعرفة الروحيّة بإسهاب إنّ قلب الإنسان المعمّد لا يسكنه إلّا الروح القدس الإلهيّ. بعدها يمكن للروح الشرير أن يُظلم قلبه ويؤثر عليه سلباً فاعلاً من الخارج عن طريق الحواس حتّى أطرافها. من هنا نستنتج أنّنا لا نيأس أبداً من أيّ إنسان معمّد حتّى ولو أصبح مجرماً أو مجنوناً بسبب آثار قوى شرّيرة. 
 
فإنّه يبقى قابلاً للشفاء بعد توبة صادقة، من خلال قدرة النعمة الإلهيّة القياميّة الكامنة دائماً في أعماق القلب.
 
من هنا أيضًا نفهم من الإنجيل كيف أنّ المجنون بعد شفائه عاد "لابساً وعاقلاً" (مرقس 5: 15).
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
طروباريّة القيامة باللّحن الرابع
إنّ تلميذات الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخِراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنح العالَمَ الرَّحمةَ العُظمى.
 
طروباريّة القدّيس باييسيوس باللّحن الخامس
إذ قَبِلْتَ نيرانَ الحبِّ الإلهي، بذلت أيّها البارَ جهاداً فائق العقول. ووهبتَ ذاتك لله كلّها، فصرتَ معزّياً ومرشداً تهدي المؤمنين بالأقوال الإلهية. فتشفع بلا انقطاع يا باييسيوس في خلاصنا.
 
القنداق باللّحن الثاني
يا شفيعة المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تَعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفعةَ دائماً بمكرِّميك.
 
الرِّسَالة 
غلا 5: 22-26، 6: 1-2 
 
يفتخر الأبرار بالمجد
رنّموا للربّ ترنيمةً جديدة 
 
يا إخوةُ إنَّ ثمرَ الروحِ هو المحبَّةُ والفرحُ والسلامُ وطولُ الأناةِ واللطف والصلاح والإيمان والوداعة والعفاف وهذه ليسَ ناموسٌ ضِدَّها والذين للمسيح صلبوا أجسادَهم مع الآلام والشهَوات فإن كنَّا نعيشُ بالروح فلنسلُكْ بالروح أيضًا ولا نكُنْ ذوي عُجبٍ ولا نُغاضِبْ ولا نحسُدْ بعضاً بعضًا. يا إخوةُ إذا أُخِذَ أحدٌ في زلّةٍ فأصلحوا أنتم الروحيّين مثلَ هذا بروحِ الوداعة وتبصَّرْ أنتَ لنفسِك لئلاَّ تُجرَّبَ أنتَ أيضًا. احمِلوا بعضُكُم أثقالَ بعضٍ وهكذا أَتِمّوا ناموسَ المسيح.
 
الإنجيل
متى 8: 28-34، 9: 1 (متى 5)
 
في ذلك الزمان لمَّا أتى يسوعُ إلى كورةِ الجُرْجُسِيّينَ استقْبَلَهُ مجنونانِ خارجانِ مِنَ القبْورِ شَرِسانِ جدًّا، حتّى إنَّهُ لم يكنْ أحدٌ يقدِرُ على أن يجتازَ من تلكَ الطريق. فصاحا قائلّينِ: ما لنا ولك يا يسوعُ ابنَ الله. أجئتَ إلى ههنا قبل الزمانِ لِتُعذِّبَنا؟ وكان بعيداً منهم قطيعُ خنازيرَ كثيرةٍ ترعى، فأخذ الشياطينُ يطلبون إليه قائلينَ: إنْ كنتَ تُخرجنا فائذَنْ لنا أن نذهَبَ إلى قطيعِ الخنازير. فقال لهم: اذهبوا، فخرجوا وذهبوا إلى قطيع الخنازير. فاذا بالقطيعِ كلّه قد وثبَ عَنِ الجُرْفِ إلى البحرِ ومات في المياه. أمَّا الرُّعاةُ فهربوا ومضَوا إلى المدينةِ وأخبروا بكلّ شيءٍ وبأمرِ المجنونَينِ، فخرجَتِ المدينةُ كلُّها للقاءِ يسوعَ. ولمَّا رأوهُ طلبوا اليهِ أن يتحوَّلَ عن تخومهم، فدخل السفينةَ واجتازَ وأتى إلى مدينتهِ.
 
في الإنجيل 
 
في المعموديّة كُلٌّ مِنّا بواسطة كفيله (عرّابه) جحد إبليس وملائكته لمّا طلب منّا الكاهن أن نتّجه الى الغرب لنرفض الشيطان. وهكذا تعهّد كُلُّ معمّد بأن يسعى في حياته ليكون المسيحُ سيّدَ حياتِه وَمِحورَها. فأصبح الشيطان يحارب جنديَّ المسيح من الخارج إذ لم يعد للشيطان أيُّ مكانٍ في قلبه.
 
وفي مسيرتنا نحو ملكوت السموات تَعرض لنا الكنيسة اليوم هذه الحادثة التي جرت مع يسوع في كورة الجرجسيّين لتخبرنا كيف أنّ الشيطان تنهار قواه أمام قدرة ربّنا. ولكنّه لا ييأس (الشيطان) وما زال يسعى ويسعى ليبعد الإنسان عن الله مصدر الحياة ويُهبِطَه إلى الهاوية كما فعل بقطيع الخنازير.
الإنسان المريض جسديّاً على الأقل يعرف مرضه ويطلب الشفاء، أمّا هذان المجنونان فلم يدركا بأيّة حالٍ هما لأنّ الشيطان استحوذ عليهما، لماذا وكيف؟ 
 
لا يذكر النصّ الإنجيليّ معلومات عن ذلك. ربّما كان هدف الرسول متّى أن يركّز على أنّ الشيطان يعرف تماماً أنّه ليس شيئاً أمام يسوع ابن الله، وأنّه كالبخار سيباد كما حدث لقطيع الخنازير ومات في المياه، لذلك قال له:... 
 
أجئت إلى ههنا قبل الزمان لتعذّبنا، يوم ستنحدر إلى الجحيم وتُضَمحِل قوتنا وتطلق أسرانا، ألا يكفي أنّك يوم مجيئك الثاني ستذيبنا كما يذوب الشمع أمام النار! فلِمَ تأتي منذ الآن؟ 
 
لقد أتى بارينا بنفسه إلينا ليقول لنا اليوم أنا معكم فليس أحد عليكم، لا قوّاتِ شرّ ولا شياطين ولا شيء من هذا القبيل.
 
كُلُّ هذا لكي نلتمسه في حياتنا يتطلّب منّا إيماناً ومحبّةً كبيرَين لله. كيف لنا أن نتخلّص من حبائل إبليس ومكائده ونحن قابعون في البيوت لا نأتي إلى مشفى الله (الكنيسة) لنتداوى ونأخذ العلاج، جسد ودم ربّنا اللذَين لا يشفياننا فقط بل يبثّان فينا نعمة القداسة أي التألّه التي فقدناها في الفردوس.
 
فلندرك يا إخوة جيّداً ولا نكن بلا فهم، أن لا دواء يقضي على الشيطان وأساليبه الملتوية وحيله سوى طبيب النفوس والأجساد ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح له المجد إلى أبد الدهور آمين.
 
الكنيسة بيتُنا
الأرشمندريت إميليانوس
الرئيس السابق لدير سيمونوبترا 
 
القدّاسُ الإلهيُّ في حقيقتِه هِبةُ الرُّوحِ القُدس إلى البشريّة. وهو دخولٌ إلى أسرارِ الروحِ الغامضة، لِكَشفِ طريقةِ ظهور الله، وظهورِ كُلّ الأشياءِ السماويّة. ففي القدّاس يظهر الله وقدراتُ الثالوث القدّوس.
 
عندما نعرفُ ونؤمن بأنّ الله هو أبونا، فإنّنا ننظر إلى الكنيسة، وخاصّةً عندما نحتفل بالقدّاس الإلهيّ، على أنّها بيتُنا الحقيقيّ. فندخلُ ونخرجُ بحُرّيّة، ونحنُ سُعداء لِكَونِنا هنا. نرسم إشارة الصليب، ونُشعلُ شموعَنا، ونتكلّم مع أصدقائنا. 
 
من السهل رؤية الأرثوذكس يشعرون بأنّ الكنيسةَ هي بيتُهم. وحينَ تكونُ الكنيسةُ بيتنا، فإنّ عائلتنا الحقيقيّة هي كالكنيسة في مجمعيّتها. 
 
وليست عائلتُنا أولادَنا وأقاربَنا فقط، مهما كان عددهم، إنّما هي بالحريّ تشمل البشريّةَ كُلَّها بما فيها جميع الّذين أداروا وجوههم إلى اليسار أو إلى اليمين، أو الّذين لم يقوموا بمجرّد التفكير بالله، أو تجرّأوا عل الاعتراف بأنّ قلوبهم ممتلئةٌ بالصراخِ والأنين، وبها يأملون فتح السماء، وأنّ الله سوف يُجيبُهم إن فعلوا، ولكنّهم في حالةِ تردُّدٍ أو خجل. القدّاس هو عائلتنا، هو تجمُّعُنا، هو بيتُنا. يا له مِن بيتٍ واسع! لأنّه يستوعبُنا ويستوعبُ معنا جميعَ الّذينَ غابوا عنّا. 
 
إنّه يستوعبُ الخطأة والأشرارُ والموتى. ويشمل الحضور أولئك الّذين هم في الجحيم، الّذين قد يتذكّرون شيئًا ما عن الله. لا أحد منّا يعرف كم من هؤلاء سيجدون الخلاص ويُخرَجون من الجحيم. وحتّى إنّهم سيُجذَبون إلى الأعلى من أعماق جهنّم وذلك كلّه بفضل صلوات الكنيسة وخِدَمِها التذكاريّة، بما في القداديس الإلهيّة! هذا هو بيتُنا. يا لَهُ مِن منزلٍ كبيرٍ نمتلكُه نحن المؤمنين!
 
فحين نأتي إلى الكنيسة، إلى بيتنا الحقيقيّ، نكون فَرِحين حقًّا. وهذه هي أعظمُ مِيزةٍ يستطيعُ المسيحيُّ اقتناءَها. وفيها نختبر نعمة الله، نختبر خلاصنا. ونتلمّس نتائج العمل الخلاصيّ لإلهنا، للمسيح، "رئيس الكهنة" العظيم. 
 
وهنا في الكنيسة نحصل على كامل الإحساس بكلمات الرسول: "المسيح، مِن خلال دمِه، دخل مرّةً واحدةً إلى الأقداس فوجدَ فداءً أبديًّا" (عب 12:9).
 
إلى أبنائنا، الكهنة ومجالس الرعايا
والشعب المحبّ المسيح، في هذه الأبرشيّة الكريمة
نذكّر المؤمنين بما ورد سابقاً في عدد الكرمة 38/2019
 
بما أنّكم حريصون جدّاً على الكنيسة، التي تبذلون كلّ ما أوتيتم من قوّة لتجميلها وجعلها تليق بروحانيّة الإنجيل التي حفظها التراث الآبائيّ المقدّس، أذكّركُم أنّ الحفلات العالميّة، بما فيها من طرب ورقص وشرب، لا تليق بساحات الكنائس ولا بالقاعات اللاحقة بها، لأنّها تبعد عنا النعمة الإلهية وتفرغنا من حرارة الروح وحالة السلام التي بسببها نتهافت على هذا المكان .. 
 
وبدل أن يكون واحة للقاء الله والاتّحاد بجسد المسيح والامتلاء من القوى الإلهيّة بالروح القدس، يصير بقعة كسائر البقاع التي يشقى فيها العالم... 
 
لذا أشدّد بإصرار على عدم السماح بإجراء الحفلات العالميّة وأنواع الكوكتيل وما إلى ذلك... في الساحات التابعة للكنيسة. كما وأنّ الكوكتيل، في الحالات الضروريّة، الذي يتمّ في القاعات، يجب ألا يخرج عن أصول موائد المحبّة، أي أن لا يتخلّله موسيقى عالميّة ولا رقص ولا مشروب (ممّا يستخدم للسكر كالويسكي والبيرة والفودكا...) غير المألوف في الاستعمالات الكنسيّة... 
 
كما وأنّ اللقاءات غير الكنسيّة، وبخاصّةٍ السياسيّة، غير محبّذ أن تصير في حرم قاعات الكنيسة، مهما كانت الظروف، لكي تبقى الكنيسة، مصدراً للنعمة والمحبّة الروحيّة الصحيحة اللائقة بإيمانكم المستقيم، الذي بذل إخوتكم الشهداء دماءهم من أجل العيش فيه وتبذلون أنتم كلّ قوّتكم ليكون مصدر الحياة لكم مع المسيح... أناشدكم كأب يسهر على خلاصكم، أن تلتزموا التزاماً تامّاً بهذا التوجيه... وتسوية الأوضاع المخالفة لهذا القرار، والنهي عنها.
مع البركة والدعاء..
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
أخبارنا
 
عيد القدّيسة مارينا في رعيّة أميون 
لمناسبة عيد القدّيسة المُعظّمة في الشهيدات مارينا، يترأّسُ راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاحترام، صلاة الغروب والقدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيسة مارينا في أميون، وذلك يوم الخميس الواقع فيه 16 تموز 2020، عند الساعة الخامسة مساءً.