الأحد 19 آب 2018

الأحد 19 آب 2018

19 آب 2018
 
الأحد 19 آب 2018              
العدد 33
 
الأحد الـ 12 بعد العنصرة 
 
اللَّحن الثالث        الإيوثينا الأولى
 
 
* 19: أندراوس قائد الجيش والـ 2593 المستشهَدون معه، * 20: النبيّ صموئيل،* 21: الرَّسول تدَّاوس، الشُّهداء باسي وأولادها، * 22: الشّهداء أغاثونيكس ورفقته، * 23: وداع عيد الرقاد، الشّهيد لوبُّس، * 24: الشّهيد في الكهنة أفتيشيس، قزما الإيتوليّ، * 25: عودة جسد برثلماوس الرَّسول، الرَّسول تيطس.
 
 
التسليم الأرثوذكسيّ 
 
كثيرون يلصقون بالرّسول بولس، ظلمًا، صفة التجديد في الإيمان، حتّى أنّ بعضهم يعتبر، عن جهلٍ، أنّ الرّسول بولس أسّس المسيحيّة على ما هي عليه اليوم. 
 
لكنّ الدراسة الموضوعيّة تبيّن أنّ الرّسول بولس التصق بكلام الرّبّ يسوع الذي نقله مَن شاهدوا الكلمة بأمّ عينهم، وخدموه طوال فترة كرازته على الأرض، كما حفظته الكنيسة منذ العصر الرّسوليّ. 
 
يعلّمنا الرّسول بولس، في رسالة هذا الأحد، أن نتذكّر أنّنا تسلّمنا وديعة الإيمان الحقيقيّ الذي به نخلص إنْ تمسَّكنا به وحفظناه كدليل مرشد في حياتنا. 
 
أوّل ما نتعلّمه من كلام الرّسول بولس أنّ مبادئ الإيمان ليست ذاتيّة، بمعنى أنّها لا تتوقّف على ما نستهويه منها أو ما نرفضه! نحن نتسلّم الإيمان كما سلّمه الرّسل، وعلينا أن نسلّمه كما استلمناه. 
 
وإلّا تنتفي عنه صفته الكنائسيّة، ويصبح إيمانًا فرديًّا. بكلام آخر، تزول أرثوذكسيّة الإيمان الذي علّمته الكنيسة عبر الأجيال، كي يتحوّل إلى إيمان فلان أو فلان... 
 
لم يشأ الإناء المختار بولس أن يبتكر تعليمًا خاصًّا به، ولم يستعلِ بعقله على جهالة الكرازة التي لم يفطن لها حكماء هذا الدهر، بل قَبِلَ هو أيضًا، كما يؤكّد هو ذاته في رسالة اليوم، جهالةَ الصليب التي تكرز بها الكنيسة. 
 
قَبِلَ الجهالة المرذولة، التي تأتي على الناس بالسلام والسرور السماويّين، وتمنحهم الأشفية وبهجة الخلاص، وعربون الرّوح القدس.
 
لم تعرف الكنيسة ترفّعًا فكريًّا على "جهالة الصليب" مثل ما نشهده اليوم. بعضهم دعا هذه الحقبة المعاصرة حقبةَ "ما بعد الحقيقة"، بمعنى أنّ الحقيقة أضحت ما أراه أنا صحيحًا، لا ما يبان جليًّا كالشمس. 
 
لا يتورّع البشر اليوم عن نكران الحقيقة الموضوعيّة وتقديم الحجج تلو الحجج لكي يتبرّروا في أقوالهم ويغلبوا إذا ما حاورهم أحد ما. 
 
بيد أنّ عصيانهم لحقّ الله سبق ذلك بأجيال. وربّما ضاع رونق الحقيقة في أيّامنا، لأنّ الناس أحبّوا الكذب أكثر من الحقّ، والبدعة أكثر من "حقّ الإنجيل".
 
إنّما نحن نصون هويّتنا الكنسيّة بمقدار ما نحفظ التسليم الذي تسلّمناه. 
 
لا تُحفظ أرثوذكسيّة كنيستنا من قبل دساتير وقوانين عالميّة إلّا بالإسم فقط. فإنّ أرثوذكسيّة الإيمان ترتبط بالخضوع الفكريّ للتسليم الرّسوليّ الواحد الذي لا يتغيّر، ولا يتطوّر، ولا يزيد ولا ينقص، كوننا تسلّمناه من الذي لا يتغيّر، بل يبقى "هو هو أمس واليوم وإلى الأبد". 
 
لذا، نحن نخضع للإيمان ولا نتحاذق عليه، نحن نحافظ على الإيمان ولا نُعلي كبرياءنا الفكريّ على قدسيّته. 
 
ولعلّ إدراكنا للإيمان بعمقه يبدأ بالخضوع لما تسلّمناه، كي نعرف ونفهم... لا تُفهم لغَةٌ ما إن لم يتعلّمها المرء أوّلاً.
 
يسلّمنا الرّسول بولس ما تَسلّمه وقَبِله هو أيضًا: أنّ الرّبّ يسوع قد مات ودفن، وأنّه قام غالبًا. 
 
وردًّا على من يحسب هذا الكلام جهالةً يستدرك الرّسول بولس مستعينًا، أوّلًا، بحجّة الكتاب المقدّس الذي سبق وشهد لتدبير الله الخلاصيّ هذا (أنظر رو ١: ١-٢). 
 
ولمن لن يعير حجّة الكتاب أهمّيّة، يؤكّد الرّسول أنّ المئات شاهدوا الرّبّ القائم والممجّد. 
 
فإنّ "حقّ الإنجيل" ليس نظامًا فكريًّا، بل هو حدث دخل تاريخ البشر وصاغ حاضرهم، وهو وحده ضمانة مستقبلهم.
 
+ الأرشمندريت يعقوب خليل
معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللّاهوتيّ 
 
 
 
طروباريَّة القيامة للَّحن الثَّالِث 
 
لِتَفْرَحِ السَّمَاوِيَّات، وَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضِيَّات، لِأَنَّ الرَّبَّ صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وَوَطِئَ الْمَوْتَ بالْمَوْتِ، وَصَارَ بِكْرَ الأَمْوَات، وَأَنْقَذَنَا مِنْ جَوْفِ الْجَحِيمِ، وَمَنَحَ العَالَمَ الرَّحْمَةَ العُظْمَى.
 
 
طروباريَّة رقاد السيّدة باللَّحن الأوّل
 
في ميلادكِ حَفظْتِ البتوليَّة وصُنتِها. وفي رُقادِكِ ما أهْمَلتِ العالم ولا ترَكتِهِ يا والدة الإله. لأنَّك انتقلتِ إلى الحياة بما أنّكِ أمُّ الحياة. فبِشفاعاتك أَنقذي من الموتِ نفوسَنا.
 
 
قنداق رقاد السيّدة باللحن الثاني
 
إنّ والدةَ الإله التي لا تَغفلُ في الشَّفاعات، والرجاءَ غيرَ المردودِ في النَّجدات، لم يضبُطها قبرٌ ولا موتٌ. لكن، بما أنّها أمُّ الحياة، نَقَلَها إلى الحياة الذي حلَّ في مستودعها الدائم البتوليّة.
 
 
الرِّسالَة
1 كو 15: 1-11
 
رتِّلوا لإلهنا رتّلوا      
يا جميعَ الأممِ صفِّقوا بالأيادي
 
يا إخوةُ، أعرِّفُكم بالإنجيلِ الذي بشرَّتُكم بهِ وقَبِلتُموهُ وأنتمُ قائمون فيهِ، وبهِ أيضاً تَخلُصون إن حافظتم على الكلام الذي بشَّرتُكم بهِ، إلّا أن تكونوا قد آمنتم باطلاً. فإنّي قد سلَّمتُ إليكم أوّلاً ما تَسلّمته، وهو أنَّ المسيحَ ماتَ من أجلِ خطايانا على ما في الكتب، وأنَّه قُبِرَ وأنَّهُ قامَ في اليومِ الثالثِ على ما في الكُتب، وأنَّهُ تراءَى لصَفا ثمَّ للاِثنَي عَشَر، ثمَّ تراءَى لأكثرَ من خمسمِائة أخٍ دفعَةً واحِدةً أكثَرُهم باقٍ إلى الآن وبعضُهم قد رقدوا. ثمَّ تَراءى ليعقوبَ ثمَّ لجميع الرسل، وآخِرَ الكُلِ تَراءى لي أنا أيضاً كأنَّهُ للسِّقط، لأنّي أنا أصغَرُ الرسُلِ ولستُ أهلاً لأنْ أُسمَّى رسولاً لأنّي اضطهدتُ كنيسةَ الله، لكنّي بنعمةِ الله أنا ما أنا. ونعمتُهُ المعطاةُ لي لم تكن باطِلةً، بل تعبتُ أكثرَ من جميعهم، ولكن لا أنا بل نعمةُ اللهِ التي معي. فسَواءٌ أَكنتُ أنا أم أولئكَ، هكذا نكرِزُ وهكذا آمنتُم.
 
 
الإنجيل
متّى 19: 16-26 (متّى 12) 
 
في ذلك الزمان دنا إلى يسوعَ شابٌّ وجثا له قائلاً: أيُّها المعلّمُ الصالحُ، ماذا أعملُ مِنَ الصلاح لتكونَ لي الحياةُ الأبديَّة؟ فقال لهُ: لماذا تدعوني صالحاً وما صالحٌ إلَّا واحدٌ وهُوَ الله؟ ولكِنْ، إنْ كنت تريد أن تدخُلَ الحياة فاحْفَظِ الوصايا. فقال لهُ: أي‍َّةَ وصايا؟ قال يسوع: لا تقتُلْ، لا تزنِ، لا تسرِقْ، لا تشَهدْ بالزور، أكرِمْ أباك وأمَّك، أحبِب قريبَك كنفسِك. قال لهُ الشّابُّ: كلُّ هذا قد حفِظتُهُ منذ صبائي، فماذا يَنقُصُني بعدُ؟ قال لهُ يسوعُ: إنْ كنتَ تريد أنْ تكونَ كامِلاً فاذْهَبْ وبِعْ كلَّ شيءٍ لك وأعْطِهِ للمساكين فيكونَ لك كنزٌ في السماءِ، وتعالَ اتبعني. فلَّما سمع الشّابُّ هذا الكلامَ مضى حزيناً لأنَّه كان ذا مالٍ كثير. فقال يسوع لتلاميذهِ: الحقَّ أقول لكم: إنَّهُ يعسُرُ على الغنيِّ دخولُ ملكوتِ السماوات. وأيضاً أقول لكم: إنَّ مُرورَ الجَمَلِ من ثَقْبِ الإبرةِ لأسْهلُ من دخولِ غنيٍّ ملكوتَ السَّمَوات. فلَّما سمع تلاميذهُ بُهتوا جدًّا وقالوا: مَن يستطيع إذَنْ أن يخلُصَ؟ فنظر يسوعُ إليهم وقال لهم: أمَّا عندَ الناسِ فلا يُستطاعُ هذا، وأمَّا عند اللهِ فكلُّ شيءٍ مُستطاعٌ.
 
 
في الإنجيل
 
دنا شابّ غنيّ من الرّبّ يسوع ليطرح عليه سؤالاً فيه عمق لاهوتيّ كبير، لا بل شوق لاقتناء ملكوت الله.
 
لماذا أتى إلى يسوع؟ إن أردنا جوابًا دقيقاً يجب علينا الرجوع إلى ما قبل هذا المقطع الإنجيليّ، حيث إنّ الرّبّ يسوع أوضح للجموع "أنّ الأطفال لهم ملكوت السَّموات."
 
إذن، نحن الكبار ماذا نعمل للحصول عليه؟ جواب الرّبّ يسوع للشّابّ: "ماذا حفظت من الوصايا؟". 
 
عدَّد له الشّابّ بعضًا من الوصايا العشر. من جواب الشّابّ يتبيّن أنّه حافظ للشريعة بشكل كامل وصحيح. إذن، يبقى المال لم يشر إليه. فكان جواب الرّبّ الصاعق بالنسبة للشّابّ: "إذا أردت أن تكون كاملاً إذهبِ بع كلّ شيء....".
 
يا إخوة، السؤال الدائم الذي يطرحه المؤمنون في كلّ زمان ومكان: "أيريدنا الرّبّ يسوع أن نذهب كلّنا للأديار ونترك العالم؟ وإن كان كذلك فمن يبقى في العالم ليستمرّ الجنس البشريّ؟".
 
الجواب يأتي من الرّبّ يسوع، وبشكل واضح، لأكثر من مرّة:" أنتم في العالَم ولستم منه." وأيضًا: "هناك أناس خَصَوا أنفسهم من أجل ملكوت السَّموات." (متّى 12:19).
 
يفهم من هذا الكلام أنّ الناس فئات وأنّنا في العالَم نستطيع أن نكون كاملين، فقط إن انتبهنا على أنفسنا وفهمنا ما علَّمنا إيّاه ربّنا ألا وهو عدم حبّ المال وعدم حبّ القنيّة.
 
الغنى، بحدّ ذاته، ليس هو الشرّ الذي يقود إلى الهلاك، بل التعلّق به ونسيان الله. من هنا نقول إنَّ "الغنيّ" المرفوض هو من استغنى عن الله، بكلام آخر حين تكون أموالي ومقتنياتي هي الأساس.
 
أَوَليست خطيئة الجدَّين الأوّليَن هي الاستغناء عن الله وبالتالي كانت نتيجتها خسارتهما ملكوت الله؟
 
فلنتعامل مع المال وسائر المقتنيات، يا إخوة، على أنّها وسيلة لا غاية. بهذا نصل إلى ما يريده الرّبّ يسوع منّا.
 
لنخلع عنّا حقوقيّة بيزنطيَة ونلبس محبّة المسيح 
 
تبعًا للتقليد الموروث تُظهر أيقونة عيد رقاد السيّدة، الذي احتفلنا به مؤخّرًا، الرّسل ملتفّين حول السيّد يحيطون بجسد السيّدة العذراء وقد انتقلت إلى السماء. 
 
فمن يعرفْ تراث كنيستنا المشرقيّة يعرفْ أن هذا التراث يشدّد على "مريميّة" السلوك المتمثّل بما عاشته مريم في ظلّ ابنها منذ أن قبلت التحدّي يوم البشارة. لذلك نجد الكنيسة متحلّقة حول مريم الرّاقدة، والمحمولة من قبل السيّد، والمنتقلة إلى السماء (في الأيقونة نفسها) لأنّها، بمحبّتها، كانت "والدة الإله".
 
يجتمع الرّسل حول جسد السيّدة العذراء معلنين وحدتهم بسبب المحبّة التي هي في أساس مريميّة السلوك. يقول التقليد إنّ الرّسل اجتمعوا من كلّ نواحي المسكونة، بطريقة عجائبيّة، ليواكبوا حدث الانتقال. 
 
والكنيسة لا يمكنها إلّا أن تكون "واحدة" في الحدث، لأنّها تشهد للمسيح الذي هو مصدر الخلاص وسبب الشهادة له، والمحبّة، وحدها، توحّد الكنيسة.
 
هذه الأيقونة تدعو للتأمّل بما جاء في رسالة بولس إلى أهل كورنثوس عن المحبّة "التي لا تسقط أبدًا" (١كو٨:١٣). 
 
ونحن، اليوم، بحاجة لنتذكّر هذه الرّسالة والاِلتفاف حول المسيح في كلّ "حدث" يعترضنا، لأنّ الحقوقيّة البيزنطيّة تتحكّم فينا، وقد استبدلنا الناموس اليهوديّ بشرائع من وضعنا استلهمنا فيها ليس المحبّة واللّياقة والترتيب بل الفكر السلطويّ الذي يقوم عليه منطق أهل هذا الدهر. 
 
فها نحن نتكلّم هنا على استقلاليّة كما لو اَنّ المسيح يُجَزّأ، وهناك على أوّليّة كما لو اَنّ المسيح لم يصف الأوّليّة بأنّها خدمة، وهنالك على منطق قانونيّ كما لو اَنّ المسيح لم يرفض هذا المنطق رفضًا باتًّا عندما سمّى الوصيّتين اللّتَين هما العُظمَيان في الناموس.
 
من الطبيعيّ أن نرفض الفوضى لأنّها لا تتماشى لا مع المحبّة، ولا مع اللّياقة والترتيب. لكنّ رفض الفوضى لا ينافي حرّيّة أبناء الله ولا التنوّع في الكنيسة. 
 
لذلك، في الجزء نفسه من الرّسالة إلى أهل كورنثوس، يتكلّم الرّسول على المواهب وتكاملها. وهذا التكامل في المواهب صحيح على صعيد الأشخاص، ولكنّه صحيح أيضًا على صعيد الجسم الكنسيّ. 
 
الأبرشيّة الغنيّة مُلْزمة بالأبرشيّات الأخرى الأقلّ غنًى أو الفقيرة، وليس لها منَّةٌ في ذلك لأنّ المحبّة أهمّ حتّى من الإيمان، فكم بالحريّ من القانون. 
 
والأبرشيّة التي فيها طاقات تعليميّة يجب أن تضع طاقاتها في خدمة الكنيسة ككلّ، وعلى الآخرين أن يقبلوها بتواضع ومحبّة لأنّ المحبّة لا تنتفخ. 
 
والأبرشيّات التي فيها مؤسّسات اِجتماعيّة هي مدعوّة لتفتح أبوابها للأبرشيّات الأخرى، لأنّه، على حدّ قول الرّسول، "مَن يحزن ولا أحزن أنا"؟.
 
فكما أنّ الرأس يتناغم مع عمل القلب، واليد تكمل عمل الرجل، والعين تُغْني الأذن، كذلك بالمحبّة نتكامل في وحدة ملتفّة حول مريميّة سلوك لا خلاص لنا بدونها. 
 
المنطق الاِستقلاليّ السائد اليوم في كنيستنا هو منطق حقوقيّ متناقض مع منطق المحبّة التي هي حسب قلب المسيح.
 
وكذلك الأمر في موضوع السلطة التي نستدرّها من منطق اِمبراطوريّ مقيت. 
 
كثيرة هي في كنيستنا الرّموز التي تذكّر ببيزنطية والحكم الإمبراطوريّ، ومن حيث لا ندري سحبنا منطق هذه الرموز الدهريّ على فحوى الأوّليّة في الكنيسة، واستبدلنا الخدمة، التي هي كنه أوّليّة المحبّة، بالسلطة التي هي نتاج أهل هذا الدهر وأبعد ما تكون عن المحبّة. 
 
فأوّليّة المحبّة أوّليّة تعترف بالآخر، وتحترمه، وتقيم له وزنًا، وتستشيره؛ هي أوّليّة لطيفة، رحومة، لا تعنّف الآخرين بل تستفيد من مواهبهم لتوظّفها لما هو أفضل للجماعة. 
 
أوّليّة أهل هذا الدهر هي أوّليّة سلطويّة لا تقبل النقاش ولا تتراجع عن خطأ، تدافع عن نفسها بمنطق حقوقيّ. أَلَيس هذا ما أحرج بيلاطس تجاه المسيح: وما هو الحقّ؟
 
نحن نعرف من أين يأتي الحقّ. الحقّ يأتي من المحبّة التي يعيشها كلٌّ منّا كمؤمن، وكمسؤول، وليست نتيجة وعظ ونوايا حسنة. النوايا الحسنة لا تبني الكنيسة. 
 
ما يبني الكنيسة هو أن نحيا كجسد ملتفّ حول السيّد، متّعظين بمريم المنتقلة إلى السماء بفعل محبّتها. لا يبني الكنيسة منطق الحقوق والتراث الامبراطوريّ. فقط المحبّة، إن لبسناها، نكون بها قد سعينا لنرتقي إلى ملء قامة المسيح.
 
 
أخبارنا
عيد القدّيس سمعان العموديّ في رعيّة فيع. 
 
برعاية راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاحترام تنظّم رعيّة فيع برنامج احتفالات عيد مار سمعان على النّحو التالي:
 
* الثلاثاء في 28 آب 2018: حديث روحيّ مع سيادة الأسقف إيليّا (طعمه) بعنوان "الإلحاد وتحدّيات الإيمان"، في قاعة كنيسة القدّيس سمعان العموديّ – فيع، الكورة، الساعة الخامسة بعد الظهر، وتلي الحديث أمسيّة أناشيد دينيّة يقدّمها كورال سيّدة الوادي بإشراف سيادة الأسقف إيليّا (طعمه) الجزيل الإحترام ومرافقته، وذلك في تمام الساعة الثامنة من مساء اليوم نفسه في باحة الكنيسة.
الدعوة عامّة
 
* الجمعة 31 آب 2018: صلاة غروب العيد الساعة السادسة مساءً برئاسة سيادة راعي الأبرشيّة.
 
* السبت 1 ايلول 2018: صلاة السَّحر الساعة الثامنة صباحًا يليها قدّاس العيد برئاسة سيادته.