الأحد 13 آب 2017

الأحد 13 آب 2017

13 آب 2017
الأحد 13 آب 2017              
العدد 33
الأحد العاشر بعد العنصرة
اللَّحن الأوّل        الإيوثينا العاشرة
 
 
* 13: وداع التجلِّي، نقل عظام مكسيموس المعترف، دوروثاوس أسقف غزَّة وتلميذه دوسيثاوس، تيخن زادونسكي، *14: تقدمة عيد الرُّقاد، النَّبيّ ميخا، * 15:رقاد سيّدتنا والدة الإله الفائقة القداسة، * 16: نقل المنديل الشريف من الرَّها، الشهيد ديوميدوس، * 17: الشهيد ميرُن، * 18: الشهيدان فلورُس ولَفرس، أرسانيوس الجديد الذي من باروس، * 19: أندراوس قائد الجيش والـ 2593 المستشهَدون معه.
 
مريم
 
مريم هي والدة الإله، تلد المسيح الإله للعالم (المجمع المسكونيّ الثالث في أفسس 431).
 
كانت مريم بيتَ الله، هي خادمة للسرّ الإلهيّ، "السرّ الخَفيّ منذ الدهور وغير المعلوم عند الملائكة".
 
مريم أمّ وبتول معاً، بتول أي عروس الله، مكرّسة له وليس لغيره. "افرحي يا عروساً لا عروس لها"، وفي الوقت نفسه هي أمّنا في عطاء حبّ روحيّ. "هوذا أمّك" يقول الربّ يسوع على الصليب إلى يوحنّا التلميذ الذي كان يحبّه راجع يوحنا 19: 26-27.
 
في إنجيل الرّقاد "(لوقا 101: 38-42) نقرأ: "جلست مريم (أخت لعازر) عند قدمَي يسوع تسمع كلامه... الحاجة إلى واحد" (10: 39 و42).
 
هكذا كانت مريم العذراء. وعندما جاءت إليه أمّه وإخوته قالوا له: أمّك وإخوتك يريدون أن يروك، فأجابهم "أمّي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها" (لوقا 8: 21). إذاً هناك سمعٌ وطاعةٌ YPAKOVO.
 
في رسالة الرّقاد (فيلبّي 2: 5-11) يقول: "وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (2: 8).
 
"كانت مريم دائماً تحفظ كلمة الربّ وتتأمّلها في قلبها" (لوقا 2: 19).
 
مريم صورة عن كلّ إنسان طاهر. الإنسان النَقيّ هو الذي لا يتقبّل في قلبه إلّا الزرع الإلهيّ، الكلمة الإلهيّة لا البشريّة الفاسدة.
 
لا يشرك أحداً في نفسه إلى جانب المسيح الإله، لا المال ولا الجاه (أي السلطة أو المجد الباطل) ولا الجسد (ولذّة الجسد)، لا يعبد إلّا الله. "لا تعبدوا ربّين الله والمال". المسيح وحده عروس النفس، مريم هي عروس الله.
 
الموت مشاركة في الطبيعة الإنسانيّة المعطوبة التي أخذناها جميعاً. العذراء أخذت هذه الطبيعة الهشّة لكنّها بقيت معصومة عن سقوط الإراداة لذلك تمجّدت وصارت لنا قدوةً.
 
لماذا عندها طاعة لله؟ لأنّه خالقنا ومبدعنا، مجدّد طبيعتنا وحياتنا على الدّوام. هو كلّ الوجود، بدونه أنا غير موجود Anyparktos.
 
وقد كافأها الربّ في آخر حياتها على الأرض، إذ انتقلت إليه وتمجّدت بالجسد فوق الملائكة على مثال إيليّا.
 
+ أفرام
 
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن الأوّل
 
إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفظ من الجند، قمتَ في اليوم الثالثِ أيّها المخلّص مانحاً العالم الحياة. لذلك، قوّاتُ السَّموات هتفوا إليك يا واهب الحياة: المجدُ لقيامتك أيّها المسيح، المجدُ لمُلككَ، المجدُ لتدبيرك يا مُحبَّ البشر وحدك.
 
طروباريَّة التجلّي باللَّحن السابع 
 
لما تجلَّيت أيُّها المسيح الإله في الجبل أظهرتَ مجدَك للتلاميذ حسبما استطاعوا. فأَطلِعْ لنا نحنُ الخَطأة نورَك الأزليّ، بشفاعات والدة الإله، يا مانحَ النور المجدُ لك.
 
قنداق التجلّي باللَّحن السابع 
 
تجلَّيت أيّها المسيحُ الإله في الجبل، وحسبما وسعَ تلاميذَكَ شاهدوا مجدَك. حتّى، عندما يعاينونَكَ مصلوباً، يفطنوا أنّ آلامَكَ طوعًا باختيارك، ويكرزوا للعالم أنّك أنتَ بالحقيقةِ شعاعُ الآب.
 
الرِّسالَة
1 كو4: 9-16
لتكُنْ يا ربُّ رحمتُكَ علينا 
ابتهجوا أيُّها الصدِّيقون بالربّ
 
يا إخوةُ، إنَّ الله قد أبرزَنا نحنُ الرسلَ آخِرِي الناسِ كأنَّنا مجعولونَ للموت. لأنَّا قد صِرنا مَشهداً للعالم والملائكةِ والبشر. نحنُ جهَّالٌ من أجلِ المسيحِ أمَّا أنتمُ فحكماءُ في المسيح. نحنُ ضُعَفاءُ وأنتم أقوياءُ. أنتم مُكرَّمون ونحن مُهانُون. وإلى هذه الساعةِ نحنُ نجوعُ ونَعطَشُ ونَعْرَى ونُلطَمُ ولا قرارَ لنا، ونَتعَبُ عامِلين. نُشتمُ فَنُبارِك. نُضطَهدُ فنحتمل، يُشنَّعُ علينا فَنَتضَرَّع. قد صِرنا كأقذارِ العالم وكأوساخٍ يستخبِثُها الجميعُ إلى الآن. ولستُ لأخجِلَكُم أكتبُ هذا وإنَّما أعِظُكُم كأولاديَ الأحبَّاءِ. لأنَّه، ولو كانَ لكم ربوةٌ منَ المُرشِدينَ في المسيح، ليسَ لكم آباءٌ كثيرون، لأنّي أنا وَلَدْتُكم في المسيحِ يسوعَ بالإنجيل. فأطلبُ إليكم أن تكونوا مقتَدِينَ بي.
الإنجيل
متّى 17: 14-23 (متّى 10)
 
في ذلك الزمان دنا إلى يسوعَ إنسانٌ فجثا لهُ وقال: يا ربُّ ارحمِ ابني فإنَّهُ يُعذَّبُ في رؤوسِ الأهِلَّةِ ويتالَّم شديداً لأنَّهُ يقعُ كثيراً في النار وكثيراً في الماءِ، وقد قدَّمتُهُ لتلاميذِك فلم يستطيعوا أنْ يَشْفُوهُ. فأجاب يسوعُ وقال: أيُّها الجيلُ غَيرُ المؤمنِ الأعوجُ، إلى متى أَحتملكم؟ هلَّم بهِ إليَّ إلى ههنا. وانتهرهُ يسوعُ فخرجَ منهُ الشيطانُ وشُفيَ الغلامُ من تلكَ الساعة. حينئذٍ دنا التلاميذُ إلى يسوعَ على انفرادٍ وقالوا: لماذا لم نستطِعْ نحن أنْ نُخْرِجَهُ؟ فقال لهم يسوع لِعَدمِ إيمانِكم. فإنّي الحقَّ أقولُ لكم: لو كانَ لكم إيمانٌ مثلُ حبَّةِ الخردلِ لكنتُم تقولون لهذا الجبلِ انتقِلْ من ههنا إلى هناك فينتقِلُ ولا يتعذَّرُ عليكم شيءٌ. وهذا الجِنس لا يخرجُ إلاَّ بالصلاة والصوم. وإذ كانوا يتردَّدون في الجليل قال لهم يسوع: إنَّ ابنَ البشر مزمِعٌ أن يُسلَّمَ إلى أيدي الناس فيقتلونهُ وفي اليوم الثالث يقوم.
في الإنجيل
 
"لعدم إيمانكم"؛ ما هو الإيمان؟ أجمل تعريف بالإيمان قدّمه لنا كاتب الرّسالة إلى العبرانيّين حين قال: "الإيمان هو الثّقة بما يرجى والإيمان بأمور لا تُرى" (1:11). حين تدعونا الكنيسة إلى الإيمان، فهي لا تعني تبنّي بعض الأفكار والنظريّات! لكنّها تدعونا إلى علاقة شخصيّة، إلى طريقة حياة تقودنا تدريجيّاً إلى وحدة سرّيّة حقيقة مع الله. طريق الحياة هذه تحوّل كلّ حياتنا من وجود فرديّ إلى شركة محبّة مع المؤمنين في الكنيسة.
 
قال الربّ يسوع: "أتيت لتكون لهم الحياة وليكون لهم أفضل" (يو 10:10). الحياة التي أعطانا إيّاها الربّ هي حياة الإيمان، نفعّلها بالنعمة الإلهيّة الممنوحة للكنيسة يوم العنصرة والمستقرّة فيها أبداً. دعوة الربّ لنا لعيش النعمة تقودنا إلى العمل، والعمل يكون على الصعيدين: الشخصيّ والعامّ.
 
العمل الشخصيّ هو جهاد الإنسان للنموّ في الإيمان، هو علاقة عَموديّة بين المؤمن والله. الله هو الذي يبادر للتواصل معه والإيمان به، كما يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ: "الإيمان ليس منّا بل هو عطيّة من الله، هو الذي يضع الإيمان فينا ويعطينا نقطة الاِنطلاق". الحركة الأولى تبدأ بتقوية الثقّة بالله. ثقتنا بالله هي تسليم كلّيّ لمشيئته في حياتنا.
 
الإنسان المؤمن مدعوّ للشركة مع الله، وهذه الشركة تجعل حياته جديرة مكلّلة بالمحبّة.
 
أمّا العمل على الصعيد العامّ فهو تجسيد للإيمان مع الناس الآخرين؛ هو تواصل أفقيّ بين الإنسان والإنسان الآخر، هو فعل محبّة! يقول بولس الرّسول في نشيد المحبّة: "إذا كان لي الإيمان لأنقل الجبال وليست لي المحبّة فلست بشيء...." (1كو 2:13). كلّ أعمال الإنسان وأفعاله لا قيمة لها في ذاتها، قيمتها أو عدمها تأتي نتيجة الإيمان أو عدمه.
 
"لماذا لم نستطِع نحن أن نخرجه؟" سؤال طرحه التلاميذ على يسوع في إنجيل اليوم. أجابهم: "لعدم إيمانكم"؛ عملكم لم يكتمل بعد لقلّة إيمانكم... ويكمل حديثه ويقول: "لو كان لكم إيمان مثل حبّة الخردل لكنتم تقولون لهذا الجبلِ انتقل من ههنا إلى هناك فينتقل ولا يتعذَّر عليكم شيء". الكنيسة أمام تحدّيات كبيرة وخصوصاً تلك التي تتعلّق بالإيمان.
 
العولمة تميّع الإيمان وتجعله إيماناً سحطيّاً. تقوية الإيمان ضروريّة، وخصوصاً في هذا الزمن الذي تتلاطم فيه أمواج الأفكار المشكِّكة بشخص المسيح والبدع على أنواعها.
 
لا بدّ من يقظة ضمير؛ لا بدّ من الرّجوع إلى الأصول وتقويّة ثقتنا بالله الذي وعدنا أن لا يتركنا يتامى.
 
إذ ذاك نقف بوجه العاصفة متشدِّدين بالصلاة والصوم ومشدودين نحو الملكوت لننال رحمة من العليّ.
 
عيد رقاد والدة الإله
 
يُعتبر عيدُ رقاد السيّدة والدة الإله، والذي يحتفل به العالم المسيحيّ أجمع يوم 15 آب، الأكبر بين الأعياد التّي حدّدتها الكنيسة لإكرام والدة الربّ، وربّما أقدمها. الشواهد الأولى التي لدينا حول هذا العيد تعود إلى القرن الخامس، أي إلى الحقبة التي انعقد فيها المجمع المسكونيّ الثالث (431) والذي حدّد عقيدة الكنيسة حول شخص والدة الإله. وكان هذا المجمع منطلَقاً لنشوء التكريم الموجّه إليها. يبدو أنّه قد احتُفِل بهذا العيد، لأوّل مرّة، في أورشليم يوم 13 آب وبعد زمن قصير في يوم 15 آب. وكان لهذا العيد طابَعٌ عامُّ مرتبطٌ بشخص والدة الإله دون تطرّق خاصّ إلى حدثِ رقادِها، وكان يسمّى "يوم والدة الإلّه مريم".
 
كان مركز الاِحتفال، بَدءًا، في كنيسة بُنيت على اسمها تقع خارج أورشليم وعلى بعد ثلاثة أميال عنها في الطريق المؤدّيّة إلى بيت لحم. ترابطُ هذا العيد مع رقادِها حَدَثَ في كنيسةِ الكلّيّة القداسة المشهورة حينها والقائمة في الجثمانيّة، حيث كان قبرها. وقد تحوّلت هذه الكنيسة إلى محّجة كبرى، ما أدّى إلى انتشار تعييدِ رقادِها يوم 15 آب في كلّ أرجاء العالم المسيحيّ، شرقاً وغرباً، انطلاقاً من القرنَين السادس والسابع. في فترة لاحقة ارتبط هذا العيد بصيام تحضيريّ، وامتدّت فترة الاِحتفال به حتّى يوم 23 آب أو حتّى أواخر آب، حتّى غدا أحد أكبر أعياد السّنة الكنسيّة. وهذا، بالتأكيد، أمرٌ طبيعيّ، إذ أنّ والدة الإله هي الشخص الأقدس والأحبّ، بعد شخص الربّ، إلى قلوب المؤمنين. لذا تحلّقتْ حولها إكراماتُ كلّ الأجيال المسيحيّة وتقواها. أعدادٌ لا تحصى من الكنائس والأديرة شيّدت لتكريم رقادها. لوحات جدرانيّة صوّرت رقادها وجنازتها في كلّ كنيسة على الحائط الذي يقع فوق المدخل الرئيس للبناء الكنسيّ.
 
ترانيم رائعة زيّنت خدمة عيدها. آباء الكنيسة ورجالها المعاصرون نظموا لها أجمل المدائح والعظات والتكريظات. كلّ أجيالِ البشر تبارزت في تقديم أجمل ما لديها لتطوِّب، قولاً وفعلاً، العذراء مريم، "فها منذ الآن تطوِّبني جميع الأجيال" (لو 1: 48).
 
لكي ندرك المحتوى التعييديَّ لهذا العيد ولسائر الأعياد الخاصّة بوالدة الإله، لا بدّ لنا من العودة إلى المصادر التي استُقِيَتْ منها المواضيعُ الخاصّة بوالدة الإله، وإلّا فمن المستحيل أن نفسّر كلّ ما له علاقة بهذا العيد وبترانيمه وأيقوناته. المصادر التاريخيّة الأصيلة، أعني الأناجيل وسائر أسفار العهد الجديد، لم تنقل لنا أيّة معلومات عن فترة ما قبل البشارة وما بعد صعود الربّ إلى السَّمَوات. إذ كان همّ الكتّاب القدّيسين أن يَرووا لنا حياة المسيح وأحداث عمله الخلاصيّ وكلَّ ما هو مرتبطٌ بهما، لا أن يُرْضوا الفضول التقويَّ أوِ الاِهتماماتِ التاريخيَّةَ لقرّائهم. لكنَّ تقليد الكنيسة روّج، من فم إلى فم، معلوماتٍ مختلفةً تتعلّقُ بحياة والدة الإله قبل البشارة وبعد الصعود. في فترة لاحقة بعض الكتّاب الورعين تبنّوا هذه المعلومات وأضافوا إليها من خيالهم. ولكي تكتسب هذه المدوّنات نفوذاً في العالم المسيحيّ نسبوها إلى أسماء رسوليّة كبرى. رفضت الكنيسة هذه الكتب وأدانتها وأسْمَتها كُتبًا "أبوكريفا" وكُتبًا "ذات عناوين كاذبة". في فترة لاحقة، قَدَّمَتْ عدّةُ روايات منها، على الأقلّ في خطوطها العريضة، مواضيعَ شُكِّلت منها الأعياد الخاصّة بوالدة الإله، ترانيمُ وتصويراتٌ أيقونيةٌ خاصّةٌ بهذه الأعياد. ولكن، وكما قلنا، مصادر نواة هذه الروايات هي تقاليد كنسيّة تاريخيّة موغلة في القِدم ومرتبطة بشخص والدة الإله.
 
من الضروريّ أن يتابع أبناؤها في الكنيسة خدمة هذا العيد الرائعة المفعمة بروائع الأدب الكنسيّ وبخلاصة الشوق والتكريم البشريّين لشخص مريم العذراء والدة الإله.
أخبارنا
عيد رقاد السيّدة العذراء 
 
لمناسبة عيد رقاد السيّدة العذراء، يترأّس راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، مساء الإثنين الواقع فيه 14 آب 2017، صلاة الغروب في دير سيّدة الناطور- أنفه، وذلك عند الساعة السادسة. وفي يوم العيد، أي الخامس عشر من آب، يترأّس سيادته القدّاس الإلهيّ في كنيسة السيّدة في رعيّة عاصون- الضنّيّة. تبدأ صلاة السحر عند الساعة الثامنة صباحاً.