الأحد 30 آب 2015

الأحد 30 آب 2015

30 آب 2015
 
الأحد 30  آب 2015                
العدد 35
الأحد الثَّالِث عَشَر بعد العَنْصَرَة
اللَّحن الرَّابِع  الإيوثينا الثَّانِيَة
 
 
* 30: القدِّيسون اَلِكْسَنْدرُوس ويوحنَّا وبولس الجديد بطاركة القسطنطينيَّة. * 31: تذكار وضع زنَّار والدة الإله. * 1: اِبْتِدَاءُ السَّنَةِ الكنسيَّة، البارُّ سمعان العاموديّ، الصِّدِّيق يشوع بن نون، الشَّهيد إيثالا. * 2: الشَّهيد ماما، يوحنَّا الصَّائم بطريرك القسطنطينيَّة. * 3: الشَّهيد في الكهنة أَنْثِيمُس، البارُّ ثاوكتيستوس، القدِّيسـة فيڨي، نقل عظام القدِّيس نكتاريوس. * 4: الشَّهيد بابيلَّا أسقف أنطاكية وتلاميذه الثَّلاثة، النَّبيُّ موسى . * 5: النَّبيُّ زخريَّا والد السَّابِق.
 
مـــريـم العــــــــــــــذراء
 
عذراءٌ وأُمٌّ معًا، طاهِرَة نقيَّة. الأمومة عطاء روحيّ، هذه هي صفات الأمّ الرُّوحيّة. الطَّهارَة مُرْتَبِطَة بالأمومة، العطاء يَلِدُ الآخَرِين. الميلاد الرُّوحيّ مَقْرُون بالمحبّة. المسألة تتطلَّب تربية صالِحَة، تنقية روحيّة. "الَّذين ليس من لحم ودم ولكن من الله وُلِدُوا" (يوحنَّا 1: 13). عمليًّا هذه التّربية تفترِض انتباهًا مستمرًّا، خدمةً متواصِلَة. الحبُّ البشريُّ (الغرام) له حدود. المحبّة الحقيقيَّة عطاء دائِم، خَمْرَةٌ مُعَتَّقَة. الحبُّ إذا انْغَلَقَ على نفسه يُضْحِي شهوة عابِرَة تنتهي بموتٍ روحيٍّ، كآبةٍ جسديَّة. المهمُّ أن يذهب الجسدُ إلى القلب: "يترُكُ الإنسان أَبَاهُ وأُمَّهُ ويلزم امرأَتَه فيصيران كلاهما جسدًا واحدًا، وما جَمَعَهُ المسيح لا يُفرِّقُهُ إنسان" (تكوين 2: 24 وأفسس 5: 31).
 
  *  * *
 
مريم إذًا هي أمٌّ روحيَّة، فتاة خصبة، مِثَال لكلِّ إنسان نفسه طاهِرَة أَكانَ عازِبًا أَمْ متزوِّجًا. الإنسان الطَّاهِر هو الحاصِل على قلب نقيّ لا يتقبَّل في ذاته إلَّا الزَّرْعَ الإلهيّ. يسمعُ كلمةَ الله، يحفَظُهَا في قلبه ويعمل بها. بهذا المعنى يحيا، يتصرَّفُ في كلّ جوانب حياته وحتَّى في مهنته بروح الله لا بروح العالم. يقول القدّيس يوحنَّا الإنجيليّ والرَّسول: "لا تُحِبُّوا العالم ولا الأشياء الَّتي في العالم... لأنَّ كلّ ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العين وتَعَظُّم المعيشة... الـعالم يمضـي وشهوته وأمَّا الَّذي يصنع مشـيئة الله فيثبُتُ إلى الأبد" (1 يوحنَّا 2: 15-16-17).
 
هذا لا يتنافى، بالنِّسبة للإنسان الرُّوحيّ، مع ما ورد في إنجيل يوحنَّا "هكذا أَحَبَّ اللهُ العالم حتَّى بَذَلَ ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة" (يوحنَّا 3: 16).
 
هذا هو الإنسان الَّذي يحبُّ مريم العذراء ويتشبَّه بها، هو الإنسان المسيحيّ بكلّ معنى الكلمة، عروس المسيح، عروس الله.
الإنسان الرُّوحيُّ، الأب الرُّوحيُّ الأمّ الرُّوحيَّة، لا يعني بالضَّرورة إنسانًا يقضي أوقاته كلّها في الصَّلاة لكن، وهو في عمله، يبقى قلبه مشغوفًا بالله. "اطلُبُوا أوَّلًا ملكوتَ الله وبرَّه وهذه كلُّها تُزاد لكم" (أي المادِّيَّات) (متَّى 6: 33).
 
*  *  *
 
إنْ تَصَرَّفْنَا، أيُّها الأحِبَّاء، على هذا المنوال نتذوَّق الملكوت مُسْبَقًا ونحن على الأرض. نحيا بصمتٍ مع المسيح على غرار مريم العذراء، وعند موتنا ننتَقِل مثلها من الموت إلى الحياة من الأرض إلى السّماء.
 
                    + أفرام                                                                         
                مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
طروباريَّة القيامة  باللَّحن الرَّابِع
إِنَّ تِلْمِيذَاتِ الرَّبِّ تَعَلَّمْنَ مِنَ الْمَلَاكِ الْكَرْزَ بِالْقِيَامَةِ الْبَهِج، وَطَرَحْنَ الْقَضَاءَ الْجَدِّيَّ، وخَاطَبْنَ الرُّسُلَ مُفْتَخِرَاتٍ وقَائِلَاتٍ: سُبِيَ الْمَوْتُ، وَقَامَ الْمَسِيحُ الإِلَه، وَمَنَحَ الْعَالَمَ الرَّحْمَة َالْعُظْمَى.
 
قنداق ميلاد السَّيِّدة   باللَّحن الرَّابِع
إِنَّ يُوَاكِيمَ وَحَنَّةَ قَدْ أُطْلِقَا مِنْ عَارِ الْعُقْرِ، وآدَمَ وَحَوَّاءَ قَدْ أُعْتِقَا مِنْ فَسَادِ الْمَوْتِ، بِمَولِدِكِ الْمُقَدَّسِ أَيَّتُهَا الطَّاهِرَة. فَلَهُ أَيْضًا يُعَيِّدُ شَعْبُكِ، إِذْ قَدْ تَخَلَّصَ مِنْ وَصْمَةِ الزَّلَّاتِ، صَارِخًا نَحْوَكِ: اَلْعَاقِرُ تَلِدُ وَالِدَةَ الإِلَهِ الْمُغَذِّيَةَ حَيَاتَنَا.
 
 
الرِّسَالَة
1 كو 16: 13-24
 
مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ، كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ
بَارِكِي يَا نَفَسِي الرَّبَّ
 
يا إخوةُ، اسْهَرُوا، اثْبُتُوا على الإيمانِ، كونوا رِجالًا، تَشَدَّدُوا. وَلْتَكُنْ أُمورُكُم كُلُّهَا بِالْمَحَبَّة. وأَطْلُبُ إِلَيْكُمُ أَيُّهَا الإخوةُ بما أَنَّكُم تَعْرِفُونَ بيتَ اسْتِفَانَاسَ، إِنَّهُ بَاكُورَةُ آخَائِيَةَ، وقد خَصَّصُوا أَنْفُسَهُم لِخِدْمَةِ القِدِّيسِين، وأنْ تَخْضَعُوا أنتم أيضًا لِمِثْلِ هَؤلاءِ ولكلِّ مَنْ يُعَاوِنُ ويَتْعَب. إنِّي فَرِحٌ بِحُضُورِ اسْتِفَانَاسَ وفُرْتُونَاتُسَ وأَخَائِكُوسَ، لأنَّ نُقْصَانَكُم هَؤُلاءِ قد جَبَرُوه فَأَرَاحُوا رُوحِي وأَرْوَاحَكُم. فَاعْرِفُوا مِثْلَ هؤلاء.ِ تُسَلِّمُ عليكم كنائسُ آسِيَة. يُسَلِّمُ عليكم في الرَّبِّ كثيرًا أكِيلَا وبِرِسْكِلَّة والكنيسَةُ الَّتي في بيتِهِمَا. يُسَلِّمُ عليكم جميعُ الإخوة. سَلِّمُوا بعضُكُم على بعضٍ بقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. السَّلامُ بِيَدِي أنا بولُس. إنْ كانَ أَحَدٌ لا يُحِبُّ ربَّنَا يسوعَ المسيحِ فَلْيَكُنْ مَفْرُوزًا. مَارَان أَثَا، نِعمَةُ ربِّنَا يسوعَ المسيحِ معكم. مَحَبَّتِي مَعَ جَمِيعِكُم في المسيحِ يسوع. آمين.
 
الإنجيل
متَّى 21: 33-42 (متَّى 13)
 
قالَ الرَّبُّ هذا الْمَثَل: إنسانٌ رَبُّ بيتٍ غرَسَ كرْمًا وحَوَّطَهُ بِسِيَاجٍ وحَفَرَ فيهِ مَعْصَرَةً وبَنَى بُرْجًا وسَلَّمَهُ إلى عَمَلَةٍ وسَافَر. فَلَمَّا قَرُبَ أَوَانُ الثَّمَرِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إلى العَمَلَةِ لِيَأْخُذُوا ثَمَرَهُ، فَأَخَذَ العَمَلَةُ عَبِيدَهُ وجَلَدُوا بَعْضًا وقَتَلُوا بَعْضًا ورَجَمُوا بَعْضًا. فَأَرْسَلَ عبيدًا آخَرِينَ أَكثرَ من الأَوَّلِينَ فصنَعُوا بهم كذلك. وفي الآخِرِ أَرْسَلَ إليهِم ابْنَهُ قائلًا سيَهَابُونَ ابْنِي. فلمَّا رأى العَمَلَةُ الابْنَ قالُوا في ما بينَهُم: هذا هو الوَارِثُ. هَلُمَّ نَقْتُلُهُ ونَسْتَوْلِي على ميراثِهِ؟ فأَخَذُوهُ وأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وقَتَلُوهُ. فَمَتَى جاءَ رَبُّ الْكَرْمِ فماذا يفعلُ بأُولَئِكَ العَمَلَة؟ فقالُوا لهُ إنَّهُ يُهْلِكُ أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءَ أَرْدَأُ هَلَاكٍ، ويُسَلِّمُ الْكَرْمَ إلى عَمَلَةٍ آخَرِين يُؤَدُّونَ لهُ الثَّمَرَ في أَوَانِهِ. فقالَ لهم يسوع: أَمَا  قَرَأْتُمْ قَطُّ في الْكُتُبِ إِنَّ الْحَجَرَ الَّذي رَذَلَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ رَأْسًا للزَّاوِيَة. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ ذَلِكَ وَهُوَ عَجِيبٌ في أَعْيُنِنَا.
 
في الرِّسَالَة
 
"اسْهَرُوا، اثْبُتُوا على الإيمانِ، كونوا رِجالًا، تَشَدَّدُوا. وَلْتَكُنْ أُمورُكُم كُلُّهَا بِالْمَحَبَّة".
 
إنّها الوصيّة الخِتَاميّة الَّتي يريد الرّسول أن تبقى راسِخَة في أَذهان المؤمنين الَّذين في كورنثوس. لذلك فلنجعَلْهَا راسِخَة في أذهاننا؛ منيرة دربنا وقائدة إيّانا في الصِّراط القويم.
 
"اسْهَرُوا ...": المسيحيُّ إنسانُ الصَّحْوِ واليَقَظَةِ والسَّهَر. إنّه يحيا منتَظِرًا المسيحَ الآتيَ من السَّماء، ليكون في عداد موكبه الظَّافِر. إنّه يحيا عابِدًا الله الحيّ الحقيقيّ ومنتَظِرًا ابنه من السّماوات، الَّذي أَقَامَه من الأموات، يسوعَ منقذَنا من الغضب الآتي (1 تسالونيكي 10:1).
ويؤكّد الرّسول بولس أنّ المسيحيّين الرَّاقِدِين على رجاء القيامة والحياة الأبديّة، على رجاء أن يقيمهم الله من الموت ويهبهم الحياة الأبديّة في الشّركة معه، سيكونون في عداد موكب المسيح الظَّافِر. لذلك، حياة الصّحو واليقظة والسّهر، هي وحدها الكفيلة بأن تكون لنا شركة في فرح المسيح، ونصيب في مائدة عرسه الملكوتيّة. ولنا في مَثَلِ العذارى خير مرشد ومنبّه وحاثّ في هذا المجال.
 
المسيحيّ يحيا على أساس "أنّ الرّبّ قريب" ومجيئَه وشيك. ولا أساس آخر للحياة المسيحيّة. لذا، يَحُثُّ الرّسول بولس المؤمنين: "فلا ننامَنَّ، إذًا، كسائر النّاس، بل لنكن يقظين وواعين" (1 تسا 6:5). ويتابع الرّسول: "لنكن واعين؛ وذلك بارتدائنا درع الإيمان والمحبّة وخوذة هي رجاء الخلاص" (8:5). السّهر واليقظة إنّما يتجسَّدان في تجلّي "هذه الثّلاثة" في حياة المؤمن: الإيمان والرّجاء والمحبّة. 
 
"اثبتوا في الإيمان": إيمانكم بالله الحقيقيّ، الحيّ القدير الخالق المخلِّص، ليكن ثابِتًا راسِخًا. هذا الإيمان بالله الَّذي أقام يسوع من القبر معلِنًا إيّاه مسيحًا ورَبًّا، ومُجْلِسًا إيّاه عن يمينه؛ والَّذي منحنا روحَه القدُّوس حَاثًّا إيّانا على طاعة ناموس المسيح (ناموس المحبّة) ومشدِّدًا خُطَانَا في السّلوك بمقتضى هذا النّاموس؛ والَّذي سيُحْيِينَا بروحه القدّوس عند مجيء المسيح، ثانية، من السّماء: "فالَّذي أقام المسيح من الأموات سيُحيي أجسادَكُم المائتة بروحه السَّاكِن فيكم ... الرّوح نفسه يشهد لأرواحنا أنّنا أولاد الله. فإن كنّا أولادًا فإنّنا ورثة أيضًا، ورثة الله ووارثون مع المسيح. إن كنّا نتألّم معه سنتمجّد أيضًا معه" (رومية 8). هذا الإيمان مُوَلِّدٌ لهذا الرّجاء، الَّذي بدوره يُنتج الصّبر في الضِّيقات والشّدائد والاضطهادات؛ عِلْمًا بأنّ قاعدةً أساسيَّةً من أركان إِعداد المؤمنين وتَنْشِئَتِهِم وتربيتِهِم، منذ نشأة المسيحيّة، كانت تَنُصُّ على "أنّ جميع الَّذين يريدون أن يعيشوا بالتّقوى في المسيح يسوع يُضطَهَدُون" (2 تيمو 12:3).
 
وهذا ما سبق أن عبّر عنه الرّسول بولس في أُولى رسائله (سنة 50 م، بما يقارب العشرين سنة بعد العنصرة)، بقوله: "بَعَثْنَا أخانا تيموثاوس ... لتثبيتكم وإرشادكم في موضوع الإيمان حتّى لا يتزعزع أحد في الشّدائد هذه. فأنتم تَعْلَمُونَ جيِّدًا أنّنا وُضِعْنَا لمثل هذا. ولمّا كنّا بعد عندكم قد سبقنا وقلنا لكم إنّنا قادمون على شدائد" (1 تسا 3). المسيحيّ يعلم جيّدًا أنّه موضوع لاضطهادات (أَوَلَمْ يَقُلِ المسيحُ لتلاميذه: "... وإن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم أنتم أيضًا"؟)؛ ولكنّه واثِق أيضًا "إن كنّا نتألّم مع المسيح سنتمجّد معه أيضًا". فالضّيقات لا تُزعزع له إيمان ولا تُقَوِّض له رجاء.
 
هذه الشّدائد الواقِعَة على المسيحيّين، لا مَحَالَة، تتطلَّب منهم أن يكونوا أَشِدَّاء في الجهاد: "كونوا رجالًا، تَشَدَّدُوا". 
"ها أنا آتي كلصّ"، يقول ربّنا في سفر الرُّؤيا، "طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلَّا يمشي عريانًا فيروا عورته". طوبى لمن يسمع الصّوت العَذْبَ "أدخل إلى فرح ربّك". طوبى للمدعوّين إلى عشاء "عرس الخروف". فـ "ما لم تَرَ عين ولم تسمع أُذُن ولم يخطر على بال إنسان، ما أعدَّه الله للَّذين يحبّونه".
 
ذوقوا وانْظُرُوا ما أَطْيَبَ الرَّبّ. هلليلويا. 
 
 
حول تنشئة الأولاد (للقدِّيس بورفيريوس)
 
نبدأ تنشئة الأولاد من لحظة تكوينهم، فالجنين يسمع ويشعر وهو في أحشاء أمّه. تغضب الأمّ فيغضب الجنين، تشعر الأمّ بالحزن، بالألم، بالقلق... فيتأثّر الجنين بكلّ هذا. وعندما يكون في قلبها الفرح والسّلام تَنْقُلُ هذه الفضائل سِرًّا إلى مَنْ تَحْمِلُ في أحشائها. لهذا يجب على الأمّ أن تُصَلِّي كثيرًا خلال فترة الْحَمْلِ.
 
*   *   *
 
سلوك الأولاد له علاقة مباشرة بحالة الأهل. عندما ينجرح الأولاد من سوء تصرّف الوالِدين، يفقدون قواهم وشوقهم للسَّير إلى الأمام ويُفْسِدُونَ بناء أنفسهم ويهدِّدُون هذا البناء للخطر. الإصلاح يَصير فقط بتقديس الأهل وتطهيرهم. صِيرُوا قدّيسين ولن تكون عندكم أيّة مشكلة مع أولادكم.
 
صَلُّوا أنتم الأهل، صَلُّوا بصمت وأياديكم مرفوعة نحو المسيح، معانقين أولادكم سِرًّا.
 
وعندما يُحْدِثُون فوضى خُذُوا بعض التّدابير التّربويّة، لكن دون أن تَضْغَطُوا عليهم وبالأَخَصّ صَلُّوا.
 
لا تكتفي الأمُّ بالملاطَفَة الحِسِّيَّة لولدها بل عليها أن تقدّم في الوقت نفسه دفء الصّلاة. يشعر الولد في عمق نفسه بالدّفء الرّوحيّ الّذي تَبْعَثُه أُمّه سِرِّيًّا له، فينجذب نحوها. يشعر بأمان واستقرار عندما تغمره الأمّ سِرًّا بالصّلاة الدّائمة وتحرِّرُه ممّا يُضَيِّقُ عليه. النّصائح والإرشادات الكثيرة تُسِيء كثيرًا.
 
 
الأطفال في المسيح
 
- في سبيل تنشئة الأطفال، عليك أن تقلِّل من الكلام، أن تُكْثِرَ من الْمِثَالِ الطَّيِّب وأن تُصَلِّي من أجلهم كثيرًا.
 
- خير لك أن تُكَلِّمَ الله كثيرًا في شأن أطفالك من أن تكلِّم أطفالك كثيرًا في شأن الله.
 
- على الأهل أن يُحِبُّوا ولدهم كما هو لا كما يريدونه أن يكون، صورةً عنهم.
 
- سأل ولد أحد الكهنة: قبل أن أُولَدَ أين كُنْتُ؟ فأجابه: كنتَ في فكرِ الله.
 
 
الاِعتراف: للقدّيس بايسيوس
 
لكي يشعر الإنسان بالرّاحة عليه أن يتخلّى عن التّكبّر. هذا لا يحصل إلَّا بواسطة سرّ الاعتراف. عندما يفتح الإنسان قلبه لأبيه الرّوحيّ مُعْتَرِفًا بخطاياه بتواضع، فإنَّ أبواب السَّماء تنفتح وتحلّ عليه نعمة الله... قَبْلَ الاعتراف يُخَيِّمُ الضّباب وتتعذَّر الرُّؤيا... الاعتراف يُبَدِّدُ الضَّباب ويَجْلُو الأُفُق ويَنْقَشِع الجوّ فتكون الرّؤيا جيّدة واضحة. لذلك كنت أُرسل طالِبِي النُّصْح إلى الاعتراف أوَّلًا. ومن ثّمَّ العودة للتَّحدُّث والمناقشة....
 
ذات يوم كنت أحرث الحقل لكي أزرع بعض أغراس البندورة. مَرَّ أحد الأشخاص وقال لي ماذا تفعل؟ أجبته "أُمَارِسُ سرّ الاعتراف في حقلي". قال وهل يحتاج الحقل إلى الاعتراف؟. "طبعًا أجبتُ فالحقل بحاجة للاعتراف، أي تنقيته من الحجارة والأشواك والأعشاب، عندها يُنتج ثمارًا شهيَّة جيِّدة وبخلاف ذلك فإنَّ الثِّمار تكون مريضة صفراء..." هكذا الإنسان الرّوحيّ بحاجة إلى التّنقية الْمُسْتَمِرَّة بمعموديَّة الدُّموع أي التّوبة (القدّيس بايسيوس).
 
 
أخبارنا
 
دار المطرانيَّة: عيد ميلاد السَّيِّدة العذراء - الدَّعوة عامَّة
 
برعاية ورئاسة سيادة راعينا الجليل المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاحترام، ولمناسبة عيد جوقة الأبرشيّة وإطلاق الدّورة الجديدة للمركز الرّعائي للتّراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ، تُقام صلاة غروب احتفاليّة مع كسر الخبزات الخمس في القاعة الجديدة الْمُتَاخِمَة للمطرانيَّة حيث تُشاد كنيسة الظُّهُور الإلهيّ، وذلك يوم الإثنين الواقع فيه 7/9/2015 عند السّاعة الخامسة مساءً. يلي الصّلاة لقاء تعريف بالمركز الرّعائيّ وعمله بالإضافة إلى عرض مُقتَضَب لبرنامج الإعداد اللاهوتي لفصل الخريف 2015، ويُختمُ اللقاء بضيافة.
 
 
 
عيد القدّيس ماما في رعيّة كفرصارون
 
برعاية ورئاسة راعي الأبرشيّة، المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاحترام، تحتفل رعيّة كفرصارون بعيد شفيع البلدة القدّيس ماما الشّهيد، وذلك بصلاة الغروب والخمس خبزات مساء الثّلاثاء الواقع فيه 1 أيلول 2015 عند السّاعة السّادسة مساءً. وفي اليوم التّالي، الواقع فيه نهار الأربعاء في 2 أيلول، يَترأَّس سيادته قدّاس العيد، وتبدأ الخدمة بصلاة السّحريّة عند السّاعة 8.15 صباحًا.