الأحد 12 نيسان 2015

الأحد 12 نيسان 2015

12 نيسان 2015
 
الأحد 12 نيسان 2015              
العدد 15
 أحد الفصح المقدَّس
 
 
* 13: إثنين الباعوث، مرتينوس المعترف بابا رومية. * 14 أريسترخُس وبوذُس وتروفيمُس وهم من الرُّسل السَّبعين.        * 15: الشَّهيد كريسكُس. * 16: الشَّهيدات أغابي وإيريني وشيونِيَّة الأخوات العذارى، القدِّيسة غاليني. * 17: ينبوع الحياة، الشَّهيد في الكهنة سمعان الفارسيّ ورفقته. *  18: البارّ يوحنَّا تلميذ غريغوريوس البانياسيّ.
 
 
الفِصْحُ
 
الفصحُ عبورٌ من الكذبِ إلى الصِّدق، من الإنحراف إلى الإستقامة، من الظُّلمة إلى النُّور، من الإحباط إلى الرَّجاء، من الحزن إلى الفرح، من الموت إلى الحياة.
 
بالتَّوبة نحن ننتقل إلى وجه المسيح. وما التَّوبة إلّا تَحَوُّل القلب إلى الله. يقول القدّيس اسحق السّريانيّ: "الَّذي يعترف بخطيئته أفضل مِمَّن يُقيمُ الموتى... هو كَمَنِ انْتَقَلَ من الموتِ إلى الحياة".
 
الفصحُ عيدُ الأعيادِ وموسمُ المواسم، فرحٌ ما بعده فرح، فيه نَنْشِدُ "المسيح قام!"، وباستمرار نُجِيبُ "حقًّا قام!". كان القدّيس سيرافيم ساروفسكي عندما يلتقي بإنسان يقول له: "يا فرحي المسيح قام!". نعيِّد للفصح كلّ أَحَد. فيه حياة جديدة، ولادة جديدة. المعموديَّة ما هي إلَّا مشارَكَة في موت المسيح وقيامته. الذَّبيحة الإلهيَّة، في القدّاس الإلهيّ، تحقيق لموت المسيح، على الصَّليب، وقيامته.
في كلّ لحظة ننتصر على الخطيئة أو، حتَّى، على الفكر الشّرّير، نحقّق القيامة. المسيحيّة ليست محصورة بأوقات وأيّام، هي الحياة السِّرِّيَّة (mystique) في المسيح القائم على الدّوام، نغذّيها بمطالعة الكلمة (الإنجيل) وعيشها (اِتِّبَاع الوصايا)، والاِشتراك الحَيّ بالأسرار الإلهيّة.
 
                                                                * * *
 
في حديثِ القدّيس سمعان اللّاهوتيّ الحديث(1) عن القيامة، يتكلّم عن عمل الرُّوح القدس فينا اليوم ويقول: "قيامة المسيح هي قيامتنا نحن الواقِعِين في الخطيئة، هي قيامتنا من قبر التّواضع والتّوبة". النّفس تحيا باتِّحادها بالله، الّذي هو الحياة الأبديّة، تعرفه بالرُّؤيا والحِسّ، لأنَّ المعرفة لا تكون بدون رؤيا ولا الرُّؤيا بدون تحسُّس. لذلك، في كلّ أحد لا نقول: "إذ قد آمَنَّا بقيامة المسيح..." بل "إذ قد رَأَيْنَا قيامة المسيح...". الرُّؤيا تأتي أوَّلًا، وبالرُّؤيا المعرفة والحسّ. الأعمى عندما تصدم رجلُه حجرًا يتحسّس للصّدمة لكن بدون رؤيا. بالنّسبة للأمور الرّوحيّة، إن لم يرتفع العقل إلى مستوى الرّؤيا، رؤية الأمور الّتي تتخطّى المعاني، لا يتحسّس فعل النّعمة الإلهيّة.
أيُّها الأحبّاء!، نحن نحيا المسيح القائم بنعمة الرُّوح القدس الّذي فينا. يظهر لنا قائمًا عندما نراه بأعيننا الرُّوحيّة وبقلوبنا النّقيّة. فنصرخ "اللهُ الرَّبُّ ظَهَرَ لنا مُبَارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبّ".
 
(1) عاش في النّصف الأوّل من القرن الحادي عشر.
                                                                                                         + أفرام
 
                                                                                  مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
الإيباكويي (الطَّاعة) باللَّحن الرَّابِع
 
سَبَقَتِ الصُّبْحَ اللَّواتي كُنَّ مَعَ مريم، فَوَجَدْنَ الحَجَرَ مُدَحْرَجًا عَن القَبْرِ، وَسَمِعْنَ الملاكَ قائِلًا لَهُنَّ: لِمَ تَطْلُبْنَ مع المَوْتَى كَإِنْسَانٍ الَّذي هُوَ في النُّورِ الأَزَلِيّ، أُنْظُرْنَ لَفَائِفَ الأَكْفَانِ وأَسْرِعْنَ واكْرِزْنَ للعالَم بأَنَّ الرَّبَّ قَدْ قامَ وأمَاتَ الموتَ، لأنَّه ابنُ اللهِ المُخَلِّصُ جِنْسَ البَشَرِ.
 
 
القنداق باللَّحن الثَّامِن
 
وَلَئِنْ كُنْتَ نَزَلْتَ إلى قبرٍ يا مَن لا يموت، إلَّا أَنَّك دَرَسْتَ قوَّة الجحيم، وقُمْتَ غالِبًا أيُّها المسيحُ الإله، وللنِّسْوَةِ حامِلاتِ الطِّيبِ قُلْتَ افْرَحْنَ، ولِرُسُلِكَ وَهَبْتَ السَّلام، يا مانِحَ الوَاقِعِينَ القِيَام.
 
الرِّسَالَة
أع 1: 1-8
 
هذا هُوَ اليَوْمُ الَّذي صَنَعَهُ الرَّبّ. فَلْنَتَهَلَّلْ ونَفْرَحْ بِهِ
اِعْتَرِفُوا للرَّبِّ فإنَّهُ صالِحٌ وإِنَّ إلى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ
 
إِنِّي قد أنشأتُ الكلامَ الأولَ يا ثاوفِيلَسُ في جميعِ الأمورِ الَّتي ابْتَدَأَ يسوعُ يعمَلُهَا ويُعلِّمُ بها، إلى اليومِ الَّذي صَعِدَ فيهِ مِنْ بعدِ أنْ أَوْصَى بالرُّوح القُدُسِ الرُّسُلَ الَّذينَ اصطَفَاهُم، الَّذين أَراهُمْ أيضًا نفسَهُ حيًّا بَعْدَ تألُّمِهِ ببراهينَ كثيرةٍ وهو يَتَراءَى لهم مُدَّة أربعينَ يومًا ويُكلِّمُهُم بما يَخْتَصُّ بملكوتِ الله. وفيما هو مُجْتَمِعٌ معهم أَوْصَاهُم أنْ لا تَبْرَحُوا من أُورشليمَ بَلِ انتَظِرُوا موعِدَ الآبِ الَّذي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، فإنَّ يوحنَّا عَمَّدَ بالماءِ وأمَّا أنتُم فَسَتُعَمَّدُونَ بالرُّوحِ القُدُسِ، لا بعدَ هذه الأَيَّام بكثيرٍ. فسألَهُ المجتمِعُونَ قائِلينَ: يا رَبُّ أَفِي هذا الزَّمان تَرُدُّ الـمُلْكَ إلى إسرائيلَ؟ فقالَ لهم ليس لكم أنْ تَعْرِفُوا الأَزمنةَ أو الأوقاتِ الَّتي جَعَلَهَا الآبُ في سُلْطَانِه، لكنَّكُم ستَنَالُونَ قُوَّةً بحلولِ الرُّوحِ القُدُسِ عَلَيْكُم، وتكونونَ لي شهودًا في أورشليمَ وفي جميعِ اليهوديَّةِ والسَّامِرَة، وإلى أَقْصَى الأرض.
 
الإنجيل
يو1: 1-17
 
في البَدْءِ كانَ الكَلِمةُ والكَلِمةُ كانَ عندَ اللهِ وإِلهًا كانَ الكَلِمَة. هذا كانَ في البَدْءِ عندَ الله. كُلٌّ بهِ كانَ وبغيرِهِ لم يكُنْ شَيءٌ مِمَّا كُوِّن. بهِ كانتِ الحياةُ والحياةُ كانَتْ نُورَ النَّاسِ والنُّورُ في الظُّلْمَةِ يُضِيءُ والظُّلْمَةُ لم تُدْرِكْهُ. كانَ إِنسانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسمُهُ يُوحَنَّا. هذا جاءَ لِلشَّهادَةِ ليَشْهَدَ للنُّور. لكي يؤمِنَ الكلُّ بِواسطتِهِ. لم يكنْ هوَ النُّورَ بل كانَ لِيَشْهَدَ للنُّورِ. كان النُّورُ الحقيقيُّ الَّذي يُنيرُ كلَّ إنسانٍ آتٍ إلى العالَم. في العالَم كانَ والعالَم بهِ كُوِّنَ والعالَم لَمْ يعرِفْهُ. إلى خاصَّتِهِ أَتَى وخاصَّتُهُ لم تقبَلْهُ. فأَمَّا كلُّ الَّذينَ قَبِلُوهُ فقد أَعطاهُم سُلطَانًا أَنْ يكونُوا أولادًا للهِ، وهم الَّذينَ يؤمِنُونَ باسمِهِ، الَّذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِنْ مَشِيئَةِ لحمٍ ولا مِن مَشِيئَةِ رَجُلٍ لكنْ مِنَ اللهِ وُلِدُوا. والكلمَةُ صارَ جسدًا وحَلَّ فينا (وقدْ أبْصَرْنَا مَجْدَهُ مَجْدَ وَحِيدٍ من الآبِ) مملوءًا نِعمَةً وحقًّا، ويُوحَنَّا شَهِدَ لهُ وصرَخَ قائِلًا: هذا هُوَ الَّذي قُلْتُ عَنْهُ إِنَّ الَّذي يَأتي بَعدي صارَ قَبْلِي لأنَّهُ مُتَقَدِّمِي. ومن مِلْئِهِ نحنُ كلُّنا أخَذْنَا ونعمةً عِوَضَ نعمةٍ. لأنَّ النَّاموسَ بموسى أُعْطِيَ، وأمَّا النِّعْمَةُ والحَقُّ فَبِيَسُوعَ المسيحِ حَصَلا.

 
في الإنجيل
 
المسيح قام! حقًّا قام!
 
لقد أَشْرَقَتْ علينا أنوارُ القيامةِ المجيدة، وبقيامة ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح اسْتَنَرْنَا جميعنا، وتبدَّدَتْ غياهِبُ جهلِنَا الرُّوحِيّ، ولم نَعُدْ من سكّان القبور، لأنّنا قُمْنَا بقيامة الرَّبّ، وأصبحنا مستَوْطِنِينَ الملكوتَ السّماويّ، لأنَّ الرَّبَّ يسوع قد حَطَّمَ الموت بموته ووهب الحياة للَّذِين في القبور.
 
بعد أن أَنْهَيْنَا الصَّوم الأربعينيّ المقدَّس، وارتضى اللهُ أن نقف، بعونه، في يوم فصحه العظيم، نسأله أن تَثْبُتَ محبَّتُه فينا، ويحملنا معه في نَصْرِه، ويعلِّمنا أن نعمل ما يرضيه دائمًا.
 
الفصح في عمقه ومداه، ليس عيدًا محصورًا في تاريخ محدَّد، إنّه تَقَبُّل خلاصِ الله، وإطاعته باستمرار، والعيش معه وبقربه دائمًا، لا أن نكون بعيدين عنه، وأن نصالِحَ السَّماء فلا نكون من بعد أَسْرَى الأرض وشهواتها.
هل يجوز لنا أن نعود إلى الظُّلمة بعد أن أَبْصَرْنَا نور القيامة؟!...
 
أعمى البصر لا يرى النُّور بعينه المُجَرَّدَة، ولكنَّه يرى ببصيرته الرَّبَّ قائمًا من بين الأموات، وهذا أيضًا لا يعيش في الظَّلام، بل يرتقي إلى العلاء لأنّ نفسَه تذوَّقَتْ حلاوة قيامة الرَّبّ. النّاس كلّهم مدعوُّون ليتذوَّقُوا هذه الحلاوة، إلَّا الَّذين أعمى الجهلُ أبصارَهُم وقلوبَهُم، "فَلَهُمْ عيون ولا يبصرون، ولهم آذان ولا يسمعون". فإنّنا نَضْرَعُ إلى الله لئلَّا نكون منهم، وأن نكون من أبناء النُّور وليس من أبناء الظُّلمة، لأنَّ النُّور يضيء تلقائيًّا ويُظْهِرُ نفسه بنفسه. وهذا النُّور الَّذي منه يخرج نور النّاس، قد أضاء ولا يزال يضيء.
 
إنَّ الكلمة الأزليّ، وهو الله، يضيء ظلمة الضَّمير الطّبيعيّ. ومع أنَّ البشر صاروا ظلمة بالسُّقوط، إلَّا أنّ "معرفة الله ظاهرة فيهم" (رومية 1: 19 و20).
 
إنَّ نور الطَّبيعة هو هذا النُّور الَّذي يضيء في الظُّلمة. كلّ البشريّة تُحِسُّ إحساسًا فِطْرِيًّا بشيء من قوَّة الكلمة الإلهيّ، كخالقٍ ومدبِّرٍ، ولولا هذا لصارَتِ الأرضُ جحيمًا، مكان ظلمة كامِلَة، وشكرًا لله لأنَّها لم تَصِرْ هكذا.
 
لقد احْتَفَلْنَا بعيد القيامة المجيدة، فكيف نَعِي هذه القيامة ونطلبها، ونسعى إلى أن ترتَسِمَ بركاتُها على وجوه كلّ إخوتنا في المسيح الّذين يريد الرّبّ أن يتجلّى لتفرح قلوبهم به، وتنتصر على كلّ ما يعيق قيامها؟!. فإن كانت أعمالنا ترضي الرّبّ، القائم من بين الأموات، نكون قد قمنا معه، وإلّا نبقى ثاوِينَ في عالم القبور.
 
لقد حلّ عيد الفصح، فهل سنُعَيِّد اليوم وغدًا للرّبّ القائم من بين الأموات، أم أننا سنعيِّد كلّ يوم عيد القيامة وباستمرار، لنكون من أبناء القيامة الدّائمة والمُتَجَدِّدَة بما نعمل ونقول، وساعتها يحقّ لنا أن نصرخ بصدق: 
"المسيح قام! حقًّا قام!
 
المسيح قام!
 
أيضًا وأيضًا يُنْعِمُ الله علينا بفرح قيامته المجيدة، الّذي به نختم غمرة الصَّوم الأربعينيّ المقدَّس، والابتهالات والخدم الصَّلاتيَّة الّتي ترافقه، خصوصًا في الأسبوع العظيم. وإذ تكثر عاداتنا وتعابير فرحنا بهذه المناسبة، يبقى أنّ أهمّ ما اعتدنا عليه، كمؤمنين، هو صرخة "المسيح قام! – حقًّا قام!"، الَّتي بها نستقبل الفصح ونؤكّد إيماننا بقيامة المسيح ونبادل الكاهن، وبعضنا البعض، التّهاني بالعيد. 
 
هذه الصَّرْخَة تتخطّى كونها كلامًا اعْتَدْنَا النُّطق به في هذا العيد لتكون بمثابة إِعلانٍ إيمانيٍّ والتزامٍ شخصيٍّ، وتعهُّد، أمام الرَّبّ بأن يكون الفصح مناسبة انطلاق إلى حياة جديدة، ترتكز إلى تجدُّد إيماننا بقيامة الرَّبّ من بين الأموات.
 
فـ"المسيح قام!" تعني فرَحَنا ويقينَنا بأنَّنا مَلَكْنَا أثمنَ ما يمكن أن يملكه إنسان، إذ صرنا جماعةً لا تخاف الموت بل غالبةً له، وصار الموت عَتَبَة عبور وليس نهاية. هذا ما يدفعنا لأن نعيش على رجاء الفرح الكبير الآتي إلينا، فنكون في العالَم ويكون رجاؤنا في الرَّبّ، مصدَر هذا الفرح، وليس في العالَم. فلا نُعِيرُ اعتبارًا لما يُرضي النَّاس ويدلّ ويوحي بأن لا مبتغى لنا أو حياة إلّا في هذه الدُّنيا، بل نُولِي كلّ الاعتبار لما يُرضي المسيح النَّاهِض من القبر، ويتوافق مع إنجيله، ويدلّ إلى أنّنا نَنْشِدُ تلك السَّعادة به الأعمق من كلّ ملذَّات الأرض. 
"المسيح قام!" تعني أنَّنا أَمْسَيْنَا في رجاء النُّهوض من كلّ ما يُسْقِطُنَا، والخروج مِمَّا يكبِّلُنا، لأنَّ مآسي حياتنا وصعوباتها تعمَّدَت بنور القيامة. فلم نَعُدْ ناسًا تُحْبِطُهُمُ الصُّعُوبات وتستعبدهم الخطيئة، بل أبناءً يثقون بقدرتهم على السَّعي للتَّحَرُّر منها بفعل قيامة ربّهم وقوّته. هذه الثِّقة نترجمها بالإِصرار على تخطِّي السَّقَطَات الَّتي تعترض طريق توبتنا، لأنَّ ما نَنْشُدُهُ من فرحٍ قياميٍّ يستحقُّ كلّ جهاد.
"المسيح قام!" تعني إدراكنا الحقيقيّ بأنَّ "لا ميت في القبر"، بعد اليوم، على قول القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم. فلم نعد شعبًا يحزن على أحبّائه الرَّاقِدِين، وإن حرّك الشَّوق إليهم مشاعرنا، لأنّ حزننا الحقيقيّ بات في ألَّا يذوق أحد فرح القيامة، وفرحنا أمسى في "أن  نكون جميعًا مع المسيح، أحياءَ كنّا أم منتقلين"، حسبَ قول المطران جورج خضر.
 
"المسيح قام!" تعني أنّ نفوسنا طالها نور القيامة، فقامت من ظلمتها وغُسِلَت بالوداعة. وهذا ما قادنا إلى التَّعالي عن الانفعال من ضَعَفَات الآخَرِين، وأخطائهم تجاهنا، ومحى فينا كلّ حقد وخصام وأَنْهَضَنَا، مع قيامة المسيح، إلى حال سلام ومصالحة مع الكلّ.
كلّ عيد في الكنيسة هو وَقْفَةُ رجاءٍ بأن تمتدّ معانيه وأبعاده في حياتنا، اليوم وكلّ يوم، لتتجدَّد بها في المسيح. فكم يكون رجاؤنا يومَ الفصح الّذي هو عيد الأعياد وموسم المواسم؟!...

 
الفصحُ للجميع
 
يقول القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم في عظته الَّتي نتلوها كلّ فصح: "(...) مَن وَصَل السَّاعة الحادية عشرة فلا يَخْشَيَنَّ الإبطاء، لأنّ السّيّد كريم جوَّاد، فهو يَقْبَلُ الأخيرَ كما يقبل الأوَّلَ... يرحَمُ مَن جاءَ أخيرًا ويُرْضِي مَن جاءَ أوَّلًا..."
 
ويتابع فيقول: "صُمْتُمْ أمْ لم تصوموا افرَحُوا اليوم..."
 
هل في هذا الكلام دعوة إلى عدم الصَّوم وإلى الكسل والتّواني؟!... 
 
بالطَّبع لا. ولكنَّ الذّهبيّ الفم يشدِّد، بكلامه هذا، على أنّه ليس المهمّ بالنّسبة إلى الرّبّ يسوع ماذا فَعَلْتَ. المهمّ ما أنت فاعِلٌ، وماذا ستفعل.
 
القيامة حرَّرَتْنَا من قيود الموت والخطيئة. لقد غلب السّيّد الموتَ بموته، وكسر شوكة الخطيئة، وفتح للكلّ باب الفردوس، كما فعل مع اللِّصّ الّذي صُلِبَ عن يمينه.
 
السّيّد يقبَلُ الكلّ، يقبَلُ كلَّ مَنْ قالَ له "أنت يسوع ابن الله الحيّ"، "أذكُرْنِي يا ربُّ متى أتيتَ في ملكوتك". يقبل كلّ مَن يخلع الإنسان العتيق وخطاياه ويلبس المسيحَ، الإنسانَ الجديدَ، الّذي يسلك حسب مشيئة الله. لذلك، تتوجّه الكنيسة إلى الكلّ طالِبَة منهم أن يتجدَّدُوا ويتركوا خطاياهم ولا يلتَفِتُوا إليها، وينطلِقُوا لملاقاة الرّبّ القائم من بين الأموات، فتدعوهم قائلة: "أُخْرُجُوا يا مؤمنون إلى القيامة".
 
أخبـــارنــــا
 
صاحب السِّيادة يتقبّل التّهاني بالعيد
 
لمناسبة عيد الفصح المجيد، يتقبّل راعي الأبرشية، سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الإحترام، التّهاني، وذلك نهار أحد الفصح المقدَّس من السَّاعة الحادية عشرة صباحًا وحتَّى الواحدة بعد الظُّهر، ومن السّاعة الرّابعة بعد الظُّهر وحتَّى السَّابعة مساءً، في دار المطرانيّة.