الأحد 8 حزيران 2014

الأحد 8 حزيران 2014

08 حزيران 2014
 
الأحد 8 حزيران 2014  
العدد 23
أحد العنصرة المقدّس
 
* 8:  نقل عظام ثاوذورس قائد الجيش، الشَّهيدة كاليوبي، صلاة السجدة. * 9: إثنين الرٌّوح القدُس، كيرلّس رئيس أساقفة الإسكندريَّة.
* 10: الشَّهيدان ألكسندروس وأنطونينا *11: الرَّسولان برثُلماوس أحد اﻟ 12 وبرنابا أحد اﻟ 70، إيقونة بواجب الإستئهال. * 12: البارّ أنوفريوس المصريّ، بطرس الآثوسيّ. * 13: الشَّهيدة أكيلينا. * 14: وداع العنصرة، النَّبيّ أليشع، مثوديوس رئيس أساقفة القسطنطينيَّة. *
 
العنصرة: تاريخ وحياة
 
لفظة "عنصرة" من أصل عبريّ، ومعناها عيد أو محفل. في اليونانيّة تعادل لفظة "بنتاكوست"، وتعني "عيد الخمسين". عند اليهود كانت العنصرة، أو عيد الأسابيع (الّتي تلي عيد الفطير/ الفصح)، عيد حصاد القمح. في وقت متأخّر، وبتأثير فرّيسيّ، صار العيد احتفاء بذكرى إعطاء الله الشّريعة لموسى في جبل سيناء. مسيحيًّا، اتّخذ العيد، في يوم الخمسين العبريّ، معنى وموقع حلول الرّوح القدس على التّلاميذ. من جهة الحصاد، آن الأوان لكلمة الرّبّ يسوع: "انظروا الحقول إنّها قد ابيضّت للحصاد" (يوحنّا 4: 35). ومن جهة الشّريعة، اكتمل الزّمان الموعود به بالأنبياء: "ها أيّام تأتي... أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم..." (إرميا 31)!
 
أَقْدَمُ معلومةٍ بشأن تعييد العنصرة، في الكنيسة، هي من القرن الثّالث للميلاد، كما ورد لدى ترتليانوس المعلِّم. الصّعود والعنصرة كان يُعيَّد لهما في اليوم عينه. هذا واضح، أيضًا، في القرن الرّابع، عند أفسافيوس القيصريّ.
 
أَعْرَقُ شهادةٍ لكيفيّة التّعييد للصّعود والعنصرة أتتنا من الرّحّالة إيثيريا، أواخر القرن الرّابع الميلاديّ. في أورشليم، كما تذكُر، كانوا يخرجون في يوم الخمسين بعد الفصح إلى الموقع التّراثيّ لحدث العنصرة، إلى الكنيسة الّتي على قمّة صهيون. هناك، عند السّاعة التّاسعة صباحًا، تُقام خدمة يُقرأ خلالها النّصّ بشأن نزول الرّوح القدس. هذا كان احتفاء، على الطّريقة الأورشليميّة، بالعيد، في الزّمان والمكان اللّذين حدث فيهما أوّلاً. ثمّ بعد منتصف النّهار، يجتمع الشّعب في الكنيسة المبنيّة في الموضع التّراثيّ للصّعود. هناك تتلى نصوص الإنجيل وأعمال الرّسل الخاصّة بالصّعود الإلهيّ. ثمّ مع حلول الظّلام، كانت مسيرة بالشّموع تأتي إلى المدينة. ولا يعود النّاس إلى بيوتهم، عمليًّا، إلاّ في حدود منتصف اللّيل.
 
في العنصرة اكتمل تدبير الله للبشريّة. القصد من خَلْق الإنسان كان أن يمتلئ من الرّوح القدس. روح الله أرسله الابن من عند الآب. الرّوح يحدِّث عن الابن. "يذكِّركم بكلّ ما قلته لكم"، قال عنه الرّبّ يسوع لتلاميذه. والرّوح يأتي بنا إلى الآب السّماويّ. "أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخًا: يا أبّا الآب" (غلاطية). جوهر الله المحبّة وشيمته التّواري. لذا روح الله فينا يعلِّم التّواري ويزرع المحبّة لنصير على مثال الثّالوث القدّوس. هكذا تنبثّ فينا حياة الله. هذه هي الحياة الأبديّة، تُعطى لنا بالإيمان بالرّبّ يسوع المسيح. وهكذا نصير متألّهين، إلهيِّين، آلهةً بالنّعمة، لأنّ الله أعطانا روحه، حياته غير المخلوقة. "الرّوح القدس يرزق كلّ شيء" (صلاة الغروب. على يا ربّي إليك صرخت). "والرّوح القدس نور وحياة وينبوع حيّ عقليّ... إلهٌ ومؤلِّهٌ..." (صلاة السّحر. الإينوس)! 
 
يبقى أن نعرف أنّ الرّوح أُسلم ويسوع معلَّق على الصّليب. "قد تمّ"، قال، "وأسلم الرّوح". هذا لنفهم أنّ الرّوح القدس يتفعّل فينا إذا ما حملَ كلٌّ مِنّا صليبه، كلّ يوم، على قولة المعلّم: "مَن أراد أن يتبعني فليحملْ صليبَه كلّ يومٍ وَيَأتِ ورائي"!
 
طروباريّة العنصرة باللحن الثامن
 
 
مباركٌ أنتَ أيّها المسيحُ إلهنا، يا من أظهرتَ الصيّادينَ غزيري الحكمة إذْ سكبتَ عليهم الروحَ القدس، وبهم اصطدتَ المسكونة، يا محبَّ البشرِ، المجدُ لك.
 
قنداق العنصرة باللحن الثامن
 
عندما نزل العليُّ مبلبِلاً الألسنَة كان للأُمم مقسِّمًا. ولمَّا وزَّع الألسنةَ النارّية دعا الكُلَّ إلى اتِّحادٍ واحد. لذلك، باتّفاقِ الأصوات، نمجِّدُ الروحَ الكليَّ قدسُه.
 
الرِّسالة 
أع 2: 1-11
 
إلى كلِّ الأرضِ خرجَ صوتُهم
السمواتُ تُذيعُ مَجْدَ الله
 
لمَّا حلَّ يوم الخمسين، كانَ الرسلُ كُلُّهم معًا في مكانٍ واحد. فحدثَ بغتةً صوتٌ من السماءِ كصوتِ ريحٍ شديدةٍ تَعصِفُ، ومَلأَ كلَّ البيتِ الذي كانوا جالسين فيهِ، وظهرت لهم ألسنةٌ منقسِمةٌ كأنَّها من نار، فاستقرَّتْ على كلِّ واحدٍ منهم، فامتلأوا كلُّهم من الروح القدس، وطفِقوا يتكلَّمون بلغاتٍ أخرى، كما أعطاهُم الروحُ أن ينطِقوا. وكانَ في أورشليمَ رجالٌ يهودٌ أتقياءُ من كل أمَّةٍ تحتَ السماء. فلمّا صار هذا الصوتُ اجتمعَ الجُمهورُ فتحيَّروا لأنَّ كلَّ واحدٍ كان يَسمعُهم ينطِقون بِلُغَتِه. فدُهِشوا جميعُهُم وتعجَّبوا قائلين بعضُهم لبعضٍ: أليس هؤلاءِ المتكلِّمُونَ كلُّهُم جليليّين؟ فكيفَ نسمَعُ كُلٌّ مِنَّا لُغَتَهُ الّتي وُلد فيها، نحن الفَرْتِيّينَ والماديّينَ والعِيلاميّينَ، وَسُكّانَ ما بين النهرين واليهوديّةِ وكبادوكيةَ وبنطسَ وآسيةَ وفريجيةَ وبمفيلية ومصرَ ونواحي ليبيةَ عند القيروان، والرومانيّين المستوطنين، واليهودَ والدُّخَلاءَ والكريتيِّين والعرب، نسمعهم ينطقون بألسنتِنا بعظائمِ الله!
 
الإنجيل
يو 7: 37-52
 
في اليوم الآخر العظيم من العيد، كان يسوعُ واقفاً فصاح قائلاً: إنْ عَطِشَ أحدٌ فَلْيَأتِ إليَّ ويشرَبْ. مَن آمن بي، فكما قال الكتاب ستجري من بطنه أنهارُ ماءٍ حَيّ. (إنّما قال هذا عن الروحُ الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، إذ لم يَكُنِ الرُّوحُ القُدُسُ قد أُعطيَ بعدُ، لأنّ يسوع لم يكن بعدُ قد مُجِّد). فكثيرون من الجمع لمّا سمعوا كلامه قالوا: هذا بالحقيقة هو النبيّ. وقال آخرون: هذا هو المسيح، وآخرون قالوا: ألعلَّ المسيحَ من الجليل يأتي! ألم يَقُلِ الكتابُ إنَّه، من نسلِ داودَ، من بيتَ لحمَ القريةِ حيثُ كانَ داودُ، يأتي المسيح؟ فحَدَثَ شِقاقٌ بينَ الجمع من أجلِهِ. وكانَ قومٌ منهم يُريدونَ أن يُمسكوهُ، ولكِن لم يُلقِ أحدٌ عليه يداً. فجاءَ الخُدَّامُ إلى رؤساء الكهنَةِ والفَرِّيسيّينَ، فقالَ لهُم: لِمَ لم تأتوا بهِ؟ فأجابَ الخُدَّامُ: لم يتكلَّمْ قطُّ إنسانٌ هكذا مثلَ هذا الإنسان. فأجابَهُمُ الفَرِّيسيّون: ألعلَّكم أنتم أيضاً قد ضلَلتُم! هل أحدٌ مِنَ الرؤساءِ أو مِنَ الفرِّيسيّينَ آمَنَ بِهِ؟ أمّا هؤلاء الجمعُ الذينَ لا يعرِفونَ الناموسَ فَهُم مَلْعُونُون. فقالَ لهم نِيقودِيموُس الذي كانَ قد جاءَ إليه ليلاً، وهُوَ واحدٌ منهم: ألعلَّ ناموسَنا يَدينُ إنساناً إنْ لم يسمَعْ مِنهُ أوّلاً ويَعلَمْ ما فَعَلَ! أجابوا وقالوا لهُ: ألعلَّكَ أنتَ أيضاً من الجليل! إبحثْ وانظرْ، إنَّهُ لم يَقُم نبيٌّ منَ الجليل. ثُمَّ كَلَّمهم أيضاً يسوعُ قائلاً: أنا هوَ نورُ العالَم، من يتبَعُني فلا يَمشِي في الظلامِ، بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الحياة.
 
في الإنجيل
 
"من آمن بي فكما قال الكتاب ستجري من بطنه أنهار ماء حيّ"
 
إنّه يومُ العنصرة العظيم، يومُ حلول الرّوح القدس على التلاميذ، وعلينا أيضًا نحن المسيحيّين، تلاميذ الرب يسوع. نحن نتقبَّل هذه النعمة الإلهيّة عندما نقيم هذه الخدمة الجميلة والتي ننتظرها بفارغ الصبر من عام إلى عام. الرّوح وحده يحيينا، ولا حياة لنا بدونه. إنّه بطبيعتِه يُحيي، وَبِهِ نُدرِكُ أنّ الرّبَّ حَيٌّ، ونستطيعُ أن ننقلَ حياتَهُ إلى العالم.
هذا النصّ الإنجيليّ يخبرنا عن أحداثٍ جَرَتْ في آخِرِ أيّامِ "عيد المظالّ"، الّذي كان اليهود ينصبونَ فيه الخِيَمْ، ويُقيمون تحتها مدَّة سبعة أيّام. فما كُنّا لِنَشعرَ بعلاقةِ هذا النصّ بعيدِ العنصرة، لولا عبارة "من آمن بي تجري من بطنه أنهار ماءٍ حيّ"، التي رأى الإنجيليُّ أنّها تتعلّق بِقبولِ الرُّوح. هل هذه العبارة هي التي دفعت الكنيسة إلى اختيار هذه التلاوة؟ نعم، لأنّها تَكشِفُ عن الحَدَثِ المُرتَقَب، وتُعلِنُ أنّ يسوع نقل إلى ذاته رمزيّةَ الماء الذي كان الكهنةُ يأتون به مِن بِركة سلوام في عيد المظالّ، لِيَطُوفوا به حول مذبح المحرقات. هذه العبارة "من آمن بي..." تُحكم إقفال زمان اليهوديّة، وتشرح زمان العهد الجديد... وهذا كلّه يتعلّق بالروح. وأيضًا لأنّ كُلَّ ما في التلاوة يختصّ بالعنصرة، وبوظيفة الرُّوحِ القُدُسِ الرئيسة كما قال الربّ: "متى جاء ذاكَ، روح الحقّ، أرشَدَكُم إلى الحَقِّ كُلِّه، لأنّه لا يتكلّمُ مِن عندِه، بل يتكلّمُ بما يَسمع، ويُخبِرُكم بما سيَحدث،ـ وسيُمجِّدُني لأنّه يأخذ مِمّا لي وَيُخبِرُكُم به (يوحنا 16: 13 و14). أي إنّ الرُّوح هو الذي يقودنا إلى معرفة يسوع ربّاً وإلهاً، ويكشفُ لنا الحقَّ كُلَّه.
 
فهل نحن عرفنا الحقَّ وَسِرْنا بما يأمرنا به؟ هل نحن آنيةٌ صالحةٌ مُعدَّةٌ لِتَقَبُّلِ هذه النعمة ونقلها إلى الآخرين؟ نحن نصلّي إلى الروح القدس لكي يطهرّنا من كُلِّ دَنَس، ويخلّص نفوسنا، ويجعلنا آنية مقدّسة طاهرةً ومُنزّهةً عن كُلِّ عيب. وفي طقوسنا، نحن نبدأ صلواتنا دائماً باستدعاء الروح القدس: "أيّها الملك السماويُّ المعزِّي روح الحقّ،... هلمّ واسكُنْ فينا وطهرِّنا من كُلِّ دَنَس، وخلّص أيّها الصالح نفوسنا".
 
فهذه النعمة هي التي تُبعِدُنا عن كُلِّ شَرّ، وتسدّد خطانا، لنسلك الطريق المستقيم، ونبتعد عن كُلِّ ما لا يُرضي ربَّنا يسوع المسيح، وهو الذي علّمنا أن نسير في النور لا في الظلام، "أنا هو نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام"، فهل نحن الذين استنرنا بأنوار القيامة، نسير في الطريق المستقيم؟ فثمارُنا تَدُلُّ علينا، "ومن ثمارهم تعرفونهم". وَنِعمَ الثّمارُ الرُّوحيَّةُ الّتي يجنيها المؤمنُ من هذه المواسم المباركة التي احتفلنا بها. عسانا بها نلتمسُ رِضا رَبِّنا القائم من بين الأموات. له المجد إلى الأبد . آمين.
 
وبالرُّوحِ القُدُس، الرَّبِّ، المُحْيِي
 
فيما السيّد المسيح يودّع تلاميذه قال لهم: "غير أنّي أقول لكم الحقّ: إنّه خَيرٌ لَكُم أن أذهب، فإن لم اذهب لا يأتيكم المعزّي، إمّا إذا ذهبتُ فأُرسِلُه إليكم" (يوحنا 16: 7). وكان وعدهم في يوحنا 14: 26 بالمعزّي لما قال: "ولكنّ المُعزّي، الرّوح القدس الذي يُرسلُه الآبُ باسمي هو يُعلّمُكم جميعَ الأشياء ويذكّرُكم جميعَ ما قلتُه لكم". 
إنّنا في الكنيسة نعيش خبرة الروح القدس، الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس، المساوي للآب والاِبن في الجوهر. فما هي معالم هذه الخبرة؟
 
1-مِن أفعال الروح القدس أنّه يمنحُ للمؤمنين "الحياة في المسيح". وهذا يفسّره لنا القدّيس باسيليوس الكبير بقوله: "كما الواحد الذي يمسك طرف سلسلة  يسحب الطرفَ الثاني إليه، هكذا الذي يَنشُد الرّوحَ القدس ويقتنيه يحصل أيضًا على الشركة مع الآب والاِبن".
 
2- نلاحظ أنَّ الرّوح، لمّا نزل على التلاميذ أثمر في مُتَقَبِّلِيه عِلْماً ومعرفة. فها بطرس الصيّاد يقف ويكلّم النّاس،" فوقف بطرس مع الأحد عشر، فرفع صوته وكلّم الناس (أعمال الرسل 2: 18) .
 
3- في بابل انقسمَتْ ألسنةُ البشر بسبب الكبرياء. فما عاد القوم أنفسُهم يتفاهمون، تَبَلْبَلَتْ ألسِنَتُهم، تفرّقوا، انقسموا وتشتّتوا. أمّا في العنصرة فموهبةُ الهو توزّعت على كلٍّ من الحاضرين لِتُوَحِّدَهُم. فَمِنْ تَقَبُّلِ الرُّوحِ القُدُسِ كُلُّهُم صاروا من الآن وصاعداً ناقلي الكلمة ذاتها، كلمة الله. وَحَّدَهُم الرّوحُ الكُلِّيُّ قُدْسُه.
 
4- يعلّم باسيليوس الكبير أيضًا ويقول: "لا نعرف إلاّ مبدأً واحداً للمخلوقات. تمّ الخلق بِالاِبن وَيَكْمُلُ بِالرُّوح". إنَّ الرُّوحَ القدس يجعل من الإنسان صورة الله. إنَّ مشاركة الإنسان في الحياة الإلهيّة إنّما أُعطيَتْ للإنسان عند خلقه لمّا نفخ الله في "مِنْخَرَيهِ الحياةَ الإلهيّة، وهي الروح القدس. لا يستطيع كائنٌ خارجٌ من التراب أن يصير صورةً لِلعَلِيّ ما لم يحصل على هذه النسخة.
 
5- بالروح القدس نذوق ما سنذوقه في الملكوت الإلهيّ. نصلّي ونقول: "إنّ الروحَ القدسَ نُورٌ وحياةٌ وَيَنبوعٌ حيٌّ عَقْلِيٌّ.." هو يُحيي ويُوحي ويُلهِم كلَّ خيرٍ وَكُلَّ جمال. بالسقوط جَنَحَتْ طبيعتُنا، ولكنْ يبقى فيها بعض من ثمار التجلّي الإلهيّ الذي سيعرفه الكون عند الاِنقضاء. إنّنا حين نصلّي طالبين من الله: "ليأتِ ملكوتك" كأنّنا نقول له: لِيَحُلَّ علينا رُوحُكَ القدّوسُ وَيُطَهِّرْنا" فنختبرَ حلاوة ما سنذوقه في تلك الساعة، ونستحضرها.
 
6- بعد السقوط يسود إبليسُ العالم. ولكن بالروح القدس تتطهّر الخليقة وتتقدّس وتستعيد بهاءها الأوّل. يقدّس الروحُ عناصرَ الكون بعدما فسدت."لقد قدَّسْتَ مياهَ الأردُنِّ لمّا أرسلتَ الروح القدس"، هكذا نصلّي على المياه. الروح القدس يحرِّرُ الإنسان من خضوعه للطّبيعة، إذْ بِهِ "تَنالُ الطبيعة نعمة الخلاص وبركة الأردن، وتصبح نبعاً لعدم الموت وموهبة تقديس ومغفرة للخطايا وشفاء للأمراض وتدميراً للشياطين. فبدل أن تسود الطبيعة على الإنسان تصبح خادمة له لأنّه صورة الله.
 
بالروح القدس يصبح العالم عالمَ الله، فيتغيّرُ ويتقدّس. نحن بالروح أقوياء، لأنّ "الروح الذي فينا أَقوى من الذي في العالم" فنقدّس العالم ونحمل إليه الخلاص ونرفعه إلى عتبات النّور والملكوت.
 
7- لقد أعطانا الابنُ بواكيرَ الرّوح حتى نستطيع أن نصبح أبناءَ الله حسب صورة ابن الله. فكما أنّ الكلمة قد تجسّد بالروح القدس، فبالروح وحده أيضًا ينال الناس الحياة الإلهيّةَ الحقيقيّة. فتتحوّل الجماعةُ المسيحيّةُ إلى جسد المسيح. في سرّ الشُّكرِ الإلهيّ يُلَمْلِمُنا الجسدُ الإلهيّ، الخُبزُ والخمر، ويَصْهَرُنا شعباً لله، وذلك دون نَفْيٍ لِلتَّمايُزِ وَتَنَوُّعٍ المواهب.
 
إنّ كلّ واحدٍ مِنّا نحن المؤمنين مَدْعُوٌّ لِيَكونَ واحداً مِنَ المختارين، إذا قَبِلَ رُوحَ الرَّبِّ النازلَ عليه.
 
الكنيسة هي عنصرةٌ مستمرّة.
 
 
أخبـــارنــــا
 
- المؤتمر الأنطاكيّ. الوحدة الأنطاكيّة: أبعادها ومستلزماتها 
 
ببركة وحضور صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، ينعقد المؤتمر الأنطاكيّ في البلمند بين ٢٦ و٢٨ حزيران‫.‬
 
يلتئم فيه المؤمنون من الأبرشيات كافّة، وقد انتدبت كلّ أبرشيّة ممثليها. تتناول محاور المؤتمر المواضيع  التالية‫:‬
 
١- تفعيل التشاور في الرعايا والأبرشيات وتعزيز التكامل بين الابرشيات 
٢ - تنمية الأوقاف والتعاضد الماليّ
٣- العمل الاجتماعيّ
٤- الحضور المجتمعيّ
٥- التواصل
 
كما يدعو غبطته كلّ المؤمنين للمشاركة بالقدّاس الإلهيّ يوم الأحد الواقع فيه ٢٩ حزيران ‫-‬ الساعة العاشرة، "كتتويج لأعمال المؤتمر ولرفع الشكر لله على عطاياه وعلى عمل روحه القدّوس فينا مشدّدا على مشاركتنا في الإفخارستيا هذه تعبيراً عن عمق وحدتنا بالربّ‫"‬ ‫(‬يوحنّا العاشر‫).
 
 
- صدر عن تعاونيّة النور للنشر والتوزيع الكتب التالية:
 
1- منمنمات يوميّة، للأب إيليا متري
2- سرّ الحبّ في الزواج والعائلة، للمطران جورج خضر.
3- سنة الرّبّ المباركة، للأب ليف جيلله.
4- أوليفيه كليمان ناسك في المدينة، للأستاذ ريمون رزق.
تُطلب هذه الكتب من الأب نقولا رملاوي  370068/03 في دار المطرانيّة.