الأحد 21 كانون الأوَّل 2014

الأحد 21 كانون الأوَّل 2014

21 كانون الأول 2014
الأحد 21 كانون الأوَّل 2014     
العدد 51
الأحد قبل ميلاد المسيح
اللَّحن الثَّالِث        الإيوثينا السّادِسَة
 
*21: الشَّهيدة يولياني وثاميستوكلاوس. * 22: الشَّهيدة أناستاسيَّا. *23: الشُّهداء العشرة المستشهدون في كريت. *24:  بارامون ميلاد المسيح، الشَّهيدة في البارَّات أفجانيا. *25: ميلاد ربِّنا وإلهِنا ومخلِّصِنَا يسوعَ المسيحِ بالجسد. *26: عمّانوئيل الإلهيّ، عيد جامع لوالدة الإله، الشَّهيد أفثيميوس. *27: استفانوس أوّل الشّهداء ورئيس الشّمامسة، ثاوذوروس المَوْسُوم.
 
ميلادُ الحَقِّ في زمنِ البَاطِل
"أنا هو الطّريق والحقّ والحياة" (يو 14: 6)
 
ليس للباطل موطئ أبديّ في حياة الإنسان. هو عابِرٌ، فَانٍ...كان للباطل أن يدوم إلى الأبد لولا مجيء الحقّ إلى عالم الباطل. صار العالم في الباطل لمّا ترك الحقّ، لمّا ترك آدم الوصيَّة الإلهيّة...
* * *
خلق الله العالم، وسلّط الإنسان عليه. لمّا فَسُدَ الإنسان بالخديعة، بالشّك في محبّة الله، أبيه وخالقه، صارت الخليقة كلّها في العقم والإنقسام والضّلال. صار الحقّ رهينة أنانيّة الإنسان. لذلك، قتل قايين هابيل كنتيجة حتميّة لاستملاك الأنا عليه، في غياب الآخَر (أي الله) من كيانه. في الحقيقة، ما كان طَرْدُ الله آدم وحوّاء من الفردوس سوى انعكاس لطَرَدَ الإنسان لله من حياته لمّا خانه. الله لم يطرد الإنسان من قرباه، على العكس، الإنسان هو من طرد الله من حياته. لكن... الله، الّذي هو التّواضع، قَبِلَ ولم يستسلِم، ولم يتخلَّى عن محبوبه، آدم الأوّل، بل وَعَدَهُ بأنّه سيأتي إليه، من جديد، إلى أرض غربته عن الله، ليستعيده في آدَم آخَر، هو بالحقيقة النموذج الأوّل (archétype) لآدم الأوّل، الّذي فشل، هذا الأخير، في مماثلته، أي في النموّ إليه بطاعة الوصيّة ترجمة لحبّه للخالق.
 
لذا، أتى آدم الثّاني، ليستردّ آدم الأوّل، ليعيده إلى ماهيّته الأصليّة، إلى حقيقته الأزليّة بأنّه ابن الله...
 
* * *
أن تكون ابن الله يعني أن تشبه يسوع المسيح. لا تشبهه إن لم تتشبّه به. هو أتانا في مذود حقير. أتانا من ضعف البَشَرَة. شابهنا في ذلّنا، مع أنّه لم يعرف خطيئة. صار خطيئة لأجلنا، لكي نصير فيه بِرّ الله (راجع: 2 كو 5: 21). البِرّ هو العدل في روح كلمة الله. وكلمة الله صار جسدًا والعالم لم يعرفه، لأنّه كان يحبّ الظّلمة أكثر من النّور (أنظر: يو 1).
 
علامات الظّلمة إغلاق القلب عن المساكين، والمظلومين، والمتألّمين، وتبرير الباطل بداعي الرّحمة، والصّبر على الظّالم بداعي الحكمة، في حين أنّ يسوع مُحتَقَرٌ مرذول منسيّ ومنبوذ في أخصّائه الّذين يدعوهم "إخوته الصّغار".
النّور يأتي فلا مكان للظّلمة فيما بعد، الحقّ يشرق على العالم فلا مطرح للظُّلم... 
"قوّتي في الضَّعف تُكْمَلْ..." (2 كو 12: 9).
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن الثَّالِث
 
لِتَفْرَحِ السَّماوِيَّات، ولْتَبْتَهِجِ الأرضِيَّات، لأنَّ الرَّبَّ صَنَعَ عِزًّا بساعِدِهِ، وَوَطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأَنْقَدَنَا من جَوْفِ الجحيم، ومَنَحَ العالمَ الرَّحْمَةَ العُظْمَى.
 
طروباريَّة أحد النِّسْبَة باللَّحن الثَّاني
 
عظيمةٌ هي أَفْعَالُ الإيمان، لأنَّ الفِتْيَةَ الثَّلاثَةَ القِدِّيسينَ قد ابْتَهَجُوا في يَنْبُوعِ اللَّهِيبِ كأنَّهُم على ماءِ الرَّاحة، والنَّبِيَّ دانيال ظَهَرَ راعِيًا للسِّباعِ كأنَّها غَنَم. فبتوسُّلاتِهِم أيُّها المسيحُ الإلهُ خَلِّصْ نفوسَنا.
 
قنداق تقدمة الميلاد باللَّحن الثَّالِث
 
اليومَ العذراء تأتي إلى المغارَة لتَلِدَ الكلمَة الَّذي قَبْلَ الدُّهور ولادَةً لا تُفَسَّر ولا يُنْطَقُ بها. فافرَحِي أيَّتُها المسكونةُ إذا سَمِعْتِ، ومَجِّدِي مع الملائكةِ والرُّعاة الَّذي سيظهَرُ بمشيئتِهِ طفلًا جديدًا، الإلهَ الَّذي قبل الدّهور.
 
الرِّسَالَة 
عب 11: 9-10، 32-40
 
مُبَارَكٌ أَنْتَ يَا رَبُّ إِلهَ آبَائِنَا
لِأَنَّكَ عَدْلٌ فِي كُلِّ مَا صَنَعْتَ بِنَا
 
يا إخوةُ، بالإيمانِ نَزَل إبراهيمُ في أرضِ الميعاد نزولَهُ في أرضٍ غريبَةٍ، وسَكَنَ في خِيَام معَ إِسْحَقَ ويعقوبَ الوارِثَيْن معهُ للموعِدِ بعينهِ، لأنَّهُ انتظَرَ المدينةَ ذاتَ الأُسسِ الَّتي اللهُ صانِعُها وبارئُها. وماذا أقولُ أيضًا. إنّه يضيقُ بِيَ الوقتُ إنْ أَخْبَرْتُ عن جِدْعَوْنَ وباراقَ وشَمْشُونَ ويَفْتَاحَ وداودَ وصموئيلَ والأنبياء، الَّذين بالإيمانِ قَهَرُوا المَمَالِكَ وعَمِلُوا البِرَّ ونالوا المواعِد وسدُّوا أفواهَ الأسودِ وأطفأوا حِدَّةَ النَّارِ ونَجَوْا من حَدِّ السَّيْفِ وتَقَوَّوْا من ضَعْفٍ وصاروا أشِدَّاءَ في الحَرْبِ وكَسَرُوا مُعَسْكَرَاتِ الأجانِب، وأَخَذَتْ نساءٌ أمواتَهُنَّ بالقيامة. وعُذِّبَ آخرونَ بتوتيرِ الأعضاءِ والضَّرْبِ، ولم يَقْبَلُوا بالنَّجَاةِ ليَحْصُلُوا على قيامةٍ أفضل. وآخَرُونَ ذَاقُوا الهُزْءَ والجَلْدَ والقُيُودَ أيضًا والسِّجْن، ورُجِمُوا ونُشِرُوا وامْتُحِنُوا وماتُوا بِحَدِّ السَّيْفِ، وسَاحوا في جلودِ غَنَمٍ ومَعَزٍ وهم مُعْوَزُونَ مُضَايَقُونَ مَجْهُودُونَ (ولم يَكُنِ العالمُ مُسْتَحِقًّا لهم). وكانوا تائِهِين في البَراري والجبالِ والمغاوِرِ وكهوفِ الأرض. فهؤلاء كُلُّهُم مشهودًا لهم بالإيمان لم ينالوا المواعِد، لأنَّ اللهَ سبقَ فنظرَ لنا شيئًا أفضلَ أنْ لا يَكْمُلُوا بدونِنَا.
 
الإنجيل
متَّى 1:1-25
 
كتابُ ميلادِ يسوعَ المسيحِ ابنِ داودَ ابنِ إبراهيمَ، فإبراهيمُ ولدَ إِسحقَ وإسحقُ ولدَ يعقوبَ ويعقوبُ ولدَ يهوذَا وإخوتَهُ ويهوذَا ولدَ فارَصَ وزارَحَ من تامار. وفارصُ ولدَ حصرونَ وحصرونُ ولدَ أرامَ وأرامُ ولد عمِّينَادَابَ وعمِّينَادابُ ولدَ نَحْشُونَ ونحشونُ ولد سَلْمُونَ وسلمونُ ولد بُوعَزَ من رَاحَاب. وبوعزُ ولدَ عُوبِيدَ من رَاعُوثَ وعوبيدُ ولد يَسَّى ويَسَّى ولدَ داودَ الملكَ وداودُ الملكُ ولدَ سُلَيْمَانَ من الَّتي كانَتْ لأُورِيَّا. وسليمانُ ولدَ رَحْبَعَامَ ورحبعامُ ولد أَبِيَّا وأَبِيَّا ولدَ آسا وآسا ولدَ يُوشَافَاطَ ويوشافاطُ ولدَ يُورَامَ ويورامُ ولدَ عُزِّيَّا وعُزِّيَّا ولد يُوتَامَ ويوتامُ ولدَ آحازَ وآحازُ ولدَ حَزْقِيَّا وحزقيَّا ولدَ مَنَسَّى ومنسَّى ولدَ آمُونَ وآمُونُ ولدَ يوشِيَّا، ويوشِيَّا ولدَ يَكُنْيَا وإخوتَهُ في جلاءِ بَابِل. ومن بعد جلاءِ بابلَ يَكُنْيا ولدَ شَأَلْتَئِيلَ وشألتئيلُ ولدَ زَرُبابِلَ وزَرُبابِلُ ولدَ أبيهودَ وأبيهودُ ولدَ أَلْيَاقِيمَ وألياقيمُ ولدَ عَازُورَ وعازورُ ولدَ صَادُوقَ وصادوقُ ولدَ آخِيمَ وآخيمُ ولدَ أَلِيهُودَ وأليهودُ ولدَ أَلِعَازَارَ وألِعازارُ ولدَ مَتَّانَ ومَتَّانُ ولدَ يعقوبَ ويعقوبُ ولدَ يوسفَ رجلَ مريمَ الَّتي وُلِدَ منها يسوعُ الَّذي يُدْعَى المسيح. فكلُّ الأجيالِ من إبراهيمَ إلى داودَ أربعةَ عَشَرَ جيلًا، ومن داودَ إلى جلاءِ بابلَ أربعةَ عَشَرَ جيلًا ومن جلاءِ بابلَ إلى المسيحِ أربعةَ عَشَرَ جيلًا. أمَّا مولدُ يسوعَ المسيحِ فكانَ هكذا: لمَّا خُطِبَتْ مريمُ أُمُّهُ ليوسفَ وُجِدَتْ من قبلِ أنْ يجتَمِعَا حُبْلَى من الرُّوحِ القُدُس. وإذ كان يوسُفُ رَجُلُهَا صِدِّيقًا ولم يُرِدْ أَنْ يُشْهِرَهَا هَمَّ بِتَخْلِيَتِهَا سِرًّا. وفيما هو مُتَفَكِّرٌ في ذلك إذا بملاكِ الرَّبِّ ظَهَرَ لهُ في الحُلْمِ قائلًا: يا يوسفُ ابنَ داودَ لا تَخَفْ أنْ تأخُذَ إمرأَتَكَ مريم. فإنَّ المولُودَ فيها إنَّما هو من الرُّوحِ القُدُس، وسَتَلِدُ ابنًا فتُسَمِّيهِ يسوعَ فإنَّهُ هو يُخَلِّصُ شعبَهُ من خطاياهم. وكان هذا كلُّهُ ليَتِمَّ ما قِيلَ من الرَّبِّ بالنَّبِيِّ القائِل: ها إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْبَلُ وتَلِدُ ابنًا ويُدْعَى عِمَّانُوئِيلَ (الَّذي تفسيرُهُ اللهُ مَعَنَا)، فلمَّا نهضَ يوسفُ من النَّومِ صنعَ كما أَمَرَهُ ملاكُ الرَّبّ. فأَخَذَ إمرأَتَهُ ولم يعرِفْها، حتَّى وَلَدَتِ ابنَهَا البِكْرَ وسَمَّاهُ يسوع.
 
في الإنجيل
 
يُسَمَّى هذا الأحد بأحد النِّسبَة. نذكر فيه سلالة الرّبّ يسوع بالجسد لتأكيد حقيقة التّجسُّد وواقعيّته، كون المولود من مريم يأتي تتميمًا للموعد، إبتداءً من إبراهيم إلى داود. يذكر النّسب داود أوَّلًا، لأنّ داود هو صورة مسيح الله. يبدأ بالصّورة، أي داود، ليصل إلى المِثال أي يسوع "المسيح"، أي الممسوح الوحيد الأوّل والأخير من الله، من كان كلّ مسحاء الرّبّ في العهد القديم صورة له تطلب اكتمالها. هكذا، من "الممسوح" إلى "المسيح" نعبر بأبي الموعِد، إبراهيم، من له أُعْطِيَ وعد الله بأنّه بـ"نسله" تتبارَك كلّ الأمم (أنظر: تكوين 11: 3 و15: 1 - 5). والمقصود بـ"النّسل"، كما يقول بولس الرّسول، هو شخص المسيح يسوع (أنظر: غلاطية 3: 16).
 
سلالة الرّبّ يسوع بالجسد، بحسب نسبته إلى يوسف، تضمّ الأبرار والخطأة، تحوي التّائبين والعُصاة، فيها الرّجال والنّساء، وهذا ما لم يكن مألوفًا في لوائح النّسب عند اليهود. هذا كلّه يذكره الإنجيليّ متّى، اليهوديّ الأصل، ليقول لنا بأنّه في المسيح "لا ذكر ولا أنثى" بل الكلّ واحد في المسيح (أنظر: غلاطية 3: 28). الكلّ له دور في تاريخ الخلاص، الرّجال والنّساء، الخطأة والأبرار... بالتالي، المخلِّص، يسوع، الذّي هو الله معنا، أي عمّانوئيل، يأتي ليخلّص الجميع "إذ الكلّ أخطاوا وأعوزهم مجد الله" (أنظر: رومية 3: 23). الرّبّ يأتي من الخطأة والأبرار، لذلك هو "حمل خطايانا" وصار "خطيئة لأجلنا"، كما يقول الكتاب. 
 
أتى الرّبّ بالجسد، تأنّس، ليُرَوْحِنَ الإنسان بعدما هبط، هذا الأخير، من روح الألوهة، الّذي كان فيه، إلى روح العالم. "الله روح هو" (يوحنّا 4: 24). صار الروح جسدًا ليصير الجسدُ روحًا. صار المُتَعَالِي فيما بيننا، ليصير الأدنى مُتَعَالِيًا في شركة محبّة الله (périchorèse) الثّالوث السّرمديّ. 
 
" يا يوسفُ ابنَ داودَ لا تَخَفْ أنْ تأخُذَ إمرأَتَكَ مريم. فإنَّ المولُودَ فيها إنَّما هو من الرُّوحِ القُدُس، وسَتَلِدُ ابنًا فتُسَمِّيهِ يسوعَ فإنَّهُ هو يُخَلِّصُ شعبَهُ من خطاياهم". أيّها المؤمن بيسوع، المؤتَمَن كيوسف على مريم، روحك، لا تخف أن تأخذها إلى بيت قلبك، إلى عمق كيانك، أي أن تتعهّدها بحسب وصيّة الرّب لتحافظ عليها ومن فيها، لأنّ المولود فيها، أي يسوع، إنّما هو يأتيك بالنّعمة الإلهيّة من الروح القدس. حينئذ، لمّا يولد يسوع فيك اليوم، تلده أنت إلى العالم فيك، لأنّه هو الّذي يخلِّصُك من خطاياك. أنت تصير يسوع في العالم متّى قبلته مخلّصًا لك، وَالِدَكَ من ذاته، على صورته، بروحه القدّوس، بحسب مسرّة الآب... أنت صرت سلالة يسوع في هذا العالم...
 
معنى العيد الآتي
 
لا يسعنا كي نطالع معنى العيد، إلّا أن نطالع الخدمة الإلهيّة للعيد في كتاب الميناون.
نلاحظ عندما نطالع خدمة العيد، في "الميناون"، أنّ ثمّة عبارات عديدة تتلألأ في سماء الخدمة، لتضفي سِحْرًا روحيًّا على بهاء العيد، مثل "إِسْتَعِدِّي"، "تَهَيَّأي، "إِسْتَقْبِلِي"، "إِقْبَلِي"، "إِفْرَحِي" ،"أُنْظُرِي"، "أُسْجُدِي"، "رَنِّمِي"، "سبِّحي" وغيرها...
كأنّي بالكنيسة تَشُدُّ أبناءها نحو أُفُقِ السَّمَاء، من خلال هذه العبارات، فتجعل العيد استعدادًا روحيًّا حقيقيًّا، ونصّ الخدمة بمثابة ورشة عمل نسكيّ كامِل، سيَّمَا وإنَّنا نعود ونسمع "لنتلألأ بالنّقاوة"، و"نرتدي بهاء المجد" وغيرها. وندخل في أفق جديد عندما نسمع المقطوعة التّالية: "إنذهلي مرتعدة أيّتها السّماوات، ولتتزلزل أساسات الأرض، لأنّ الحامِل الكلّ في قبضته، يُدْرَجُ في الأقمطة ويَحُلُّ ضيفًا في مذود... يا كهنة سبّحوه، يا شعوب زيدوه رِفْعَةً على مدى الدّهور". لهذه المقطوعة نكهة فريدة، فهي تحمل المُصَلِّي المتتبّع إلى عالم جنّاز المسيح. ويعرف المرتّلون أنّ عددًا من مقطوعات أسبوع الآلام، تتناغم وهذه المقطوعة. ويتوَّج الرّبط بين الميلاد والفصح، بلؤلؤة الخدمة، المقطوعة التّالية: "اليوم يولد من البتول الضّابط الخليقة بأسرها في قبضته (ثلاثًا). الّذي هو بجوهره غير ملموس، يُدْرَجُ في الأقمطة كطفل. الإله الّذي ثبَّتَ السّماوات قديمًا، منذ البدء، يتّكِئ في مذود. الّذي أمطر للشّعب مَنًّا في القفر، يغتذي من الثَّدْيَيْنِ لَبَنًا. ختن البيعة يَسْتَدْعِي المجوس. وابن العذراء يتقبّل منهم الهدايا. نسجد لميلادك أيّها المسيح (ثلاثًا) فَأَرِنَا ظهورَك الإلهيّ".
ويمكن وضع هذه المقطوعة، "التّحفة"، في الميزان، مع "اليوم علّق...". للمقطوعتَيْن بُنْيَة واحِدَة، هيكليّة واحِدَة، وتقسيم واحِد يجعل المقطوعَتَيْنِ تتطابقان.
 
هل هذا التّرتيب صدفة؟. هل هي خطوة عشوائيّة لم ينتبه لها ناظم الخدمة؟. هل هي صدفة الخلط بين الميلاد والفصح، في خدمة الميلاد؟.
 
كلّا!. ليس في الأمر صدفة، فثمّة وَحْدَةُ موضوع عميقة الدّلالة بين العيدَيْن. عندما تُعَيِّدُ الكنيسة لميلاد الرّبّ بالجسد، فإنّها تحمل أبناءها إلى عالم الآلام الخلاصيّة، لأنّ الّذي يتجسّد في الميلاد، إنّما يفعل ذلك كي يصعد على الصّليب في الفصح. إلى ذلك، فإن هناك أُفُقًا آخَر هو تلميح خدمة الميلاد إلى الظُّهور الإلهيّ، أي الغطاس.
 
الأعياد السّيّديّة هي سلسلة واحِدة في دورة السّنة الطّقسية. فلننتبه، ونفتح أذهاننا الرّوحيّة كي نُمَتِّعَ نفوسنا بجمالات هذه المواسم البَهِيَّة. 
 
العيد الآتي يدعونا أن نستقبل الرّبّ في بيت لحم قلوبنا. وإن كنّا نقبله، فهو يشاء أن يولَد فيها. إنّه يريدنا أن نسمح له بالدّخول إلى عالمنا المُتْعَب، وحياتنا البائِسَة. وكي يصير هذا ممكنًا، فلنسمع:
"... المسيح أتى من السّماوات، فاستقبلوه". لنستقبل الرّبّ في قلوبنا إن كنّا نريد أن نعيِّدَ، والسّلام.
 
أخبــارنــا
 
 أمسية مرتَّلَة في رعيّة برسا - الكورة
 
برعاية صاحب السّيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الإحترام، تقيم جوقة القدّيس نيقولّاوس العجائبيّ في برسا أمسية ميلاديّة، وذلك مساء الأحد الواقع في 21 كانون الأوّل عند السّاعة الخامسة مساءً. يلي الأمسية افتتاح المعرض السّنويّ الميلاديّ، لفرع برسا (النّاشئ) في حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة، الّذي يستمرّ لغاية 23 كانون الأوّل. يفتح المعرض يوميًّا من السّاعة الرّابعة والنّصف ب.ظ. ولغاية الثّامنة والنّصف مساءً.
 
 عيد الميلاد في رعيّة السّامريّة - ضهر العين
 
برعاية صاحب السّيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الإحترام، وبمناسبة عيد الميلاد المجيد، تقوم رعيّة مار الياس في السّامريّة – الكورة، وبمشاركة رعيّة الكنيسة الرّوسيّة في لبنان، بتنظيم برنامج يوم ميلاديّ طويل في الرّعيّة، وذلك يوم السّبت الواقع في 3 كانون الثّاني 2015.
 
- يبدأ البرنامج صباحًا بالقدّاس الإلهيّ عند السّاعة 9:30 صباحًا في كنيسة النّبيّ الياس في السّامريّة. يلي القدّاس ضيافة.
ويتضمّن برنامج اليوم:
- زيارة المعرض الميلاديّ لسيّدات رعيّة مار الياس - السامريّة.
- برنامج ميلاديّ للأولاد، مشترك بين أبناء رعيّة النّبيّ الياس وأولاد الرّعيّة الرّوسيّة. يتضمّن البرنامج مسرحيّات، أناشيد وأغاني ميلاديّة. يلي البرنامج توزيع هدايا للأولاد.
 
الدّعوة عامّة
 
أقوال آبائيّة من القدّيس باسيليوس الكبير
 
- إذا كان الله غمر عبيده الأخصّاء بالنّعم والبركات، فكم تكون النِّعم الّتي أسبغها على الأمّ العذراء، هي بالتّأكيد أعظم وأسمى. وإذا كان بطرس دُعِيَ بالمغبوط، ألا تكون مُغبَّطَة تلك الّتي ولدت يسوع، الّذي اعترف به بطرس نفسه ربًّا وإلهًا. وإذا كان بولس دُعِيَ الإناءَ المختار لأنّه حمل اسمَ المسيح إلى كلّ الأرض، فأيَّ كأس تكون هذه الّتي حملت الله (...). أيّتها العذراء الفائقة القداسة، كلّ الألقاب والتّماجيد الّتي أُضيفها عليكِ لا تكفي ولا تعبّر عن شيء يليق بكِ.
 
- ميزان الله مختلف عن ميزان البشر. الله تسعى إليه بالإيمان، أوَّلًا، ثمّ تتذوّق نعمته بالشّوق المتّقد الصّادِق.