الأحد 3 تشرين الثاني 2013

الأحد 3 تشرين الثاني 2013

03 تشرين الثاني 2013


الأحد  3 تشرين الثاني  2013 
العدد 44
الأحد (19) بعد العنصرة
اللَّحن الثاني     الإيوثينا الثامنة

 

*3: الشهيد أكبسيماس ورفقته، تجديد هيكل القديس جاورجيوس في اللد. * 4: إيوانيكيوس الكبير، الشهيدان نيكاندرس أسقف ميرا وإرميوس الكاهن * 5:  الشهيدان غالكتيون وزوجته ابيستيمي، ارماس ورفقته. *6: بولس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينية * 7: الشهداء ال/33/ المستشهدون في ملطية، لعازر العجائبي * 8:  عيد جامع لرئيسي الملائكة ميخائيل وغفرئيل * 9: الشهيد أونيسيفورس وبورفيريوس، البارة مطرونة، القديس نكتاريوس أسقف المدن الخمس، يوحنا القصير، البارة ثاوكتيستي.


المسيح هو الشرق
 

"ميلادُكَ أيّها المسيحُ إلهُنا قد أشرقَ نورَ المعرفةِ في العالَم، لأنَّ السّاجدِينَ للكواكب بِهِ تعلّموا مِنَ الكَوكَبِ السُّجُودَ لَكَ يا شَمسَ العَدل، وأنْ يَعرِفُوا أنّكَ مِن مَشارِقِ العُلُوِّ أَتَيت يا رَبُّ المَجدُ لَك".

جاء عند النبيِّ زخريّا في الطّبعةِ السّبعينيّةِ الكلامُ الآتي:

"هوذا إنسانٌ الشّرقُ اسمُه، منه يُشرقُ بَيتُ الرّبِّ ويُبنى هَيكَلُه" (زخريّا 6: 12). عندَنا هُنا كَلامٌ عن المسيّا، أي المسيحِ المنتظَر: اسمُه الشّرق، وفِعلُهُ بِناءُ هَيكلِ الرّبّ الجديد (أي الكنيسة).

صحيحٌ أنَّ المسيحَ وُلِدَ في الشّرقِ في بيت لحم في فلسطين، لكنَّ كلامَ زخريّا النبيّ يُشيرُ أيضًا إلى ما يَبعثُه المسيحُ مِن طاقةٍ إلهيّة، نُوراً لإستعلان الأُمم. أَشرقَ في ظُلمةِ هذا الدهرِ الّذي اسْوَدَّ من جَرى خطايانا.

يقول أيضًا النبيُّ أشعيا "لا تَخَفْ فإنّي معَكَ وَمِنَ المشرقِ آتِي بِنَسْلِكَ" (أشعيا 43: 5). كلمة "نَسْلِكَ" هُنا تُشِيرُ إلى المسيح. هذا ما ذَهَبَ إلَيهِ الآباءُ المُفَسِّرُون، مُوضِحِينَ أنَّ المسيحَ هُوَ مصدرُ النُّورِ الإلهيّ، الشّمسُ العقليّة.

*  * *

من الملاحظ حسب التقليد المقدّس أن الكنائس مبنيّةٌ بِاتّجاهِ الشّرقِ مَنبَعِ النُّور. الصّلاةُ، الأسرارُ المقدّسة، الخِدَمُ الإلهيّة، وبخاصّةٍ القُدّاسُ الإلهيّ،

تُقامُ دائماً والوجهُ إلى الشّرق. كذلك عند رقادِ الإنسان يُوضَعُ في تابوتِهِ في القبرِ وَوَجهُه إلى الشّرق، وكأنّه ذاهبٌ لِمُلاقاةِ المسيح.
 
كلُّ شيءٍ منذ البدء مُوَجَّهٌ نحو الشرق، بما فيه جَنّة الفردوس، يقول في سفر التكوين: "وَجَبَلَ الرَّبُّ الإلهُ آدَمَ تُراباً مِنَ الأرض، ونفخَ في أنفه نسمةَ حياةٍ، فصارَ آدمُ نَفْساً حيّةً. وَغَرَسَ الرَّبُّ الإلهُ جَنّةً في عَدَنٍ شَرْقاً وَوَضَعَ هُناكَ آدَمَ الّذي جَبَلَهُ" (تكوين 2: 8). بَعدَ سُقُوطِ آدم، مَنَعَهُ الرَّبُّ مِنَ التَّنَعُّمِ بِفَرَحِ الفِردَوس، أو بالأحرى هي الخطيئةُ الّتي مَنَعَتْهُ مِن رُؤيةِ نُورِ المسيحِ شَجَرَةِ الحياة. "وَهَكَذَا طَرَدَ اللهُ الإِنْسَانَ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ، وَأَقَامَ مَلائِكَةَ الْكَرُوبِيمِ وَسَيْفاً نَارِيّاً مُتَقَلِّباً شَرْقِيَّ الْجَنَّةِ لِحِرَاسَةِ الطَّرِيقِ الْمُفْضِيَةِ إِلَى شَجَرَةِ الْحَيَاة" (تكوين 3: 24).

بَعدَ هذا كُلِّهِ كَم مِنَ النِّعمةِ أَخَذْنا، لا فقط أن نكونَ مسيحيّين شرقيّين فحَسْب، بل وأيضًا أن نكونَ مُنتَمِينَ إلى المسيحِ الّذي مِنه نَستمدُّ المعرفةَ الحقيقيّة، الاستنارة الإلهيّةَ والحياةَ الأبديّةَ الحقّة: نُصلّي في كُلِّ صَباحٍ وقَبْلَ قِراءةِ الإنجيلِ الصّلاةَ التّالية:

"أيّها السيّدُ المُحِبُّ البَشَر، أَشْرِقْ في قُلُوبِنا بِنُورِ معرفةِ لاهُوتِكَ الذي لا يَضمَحِلّ، وَافتَحْ حَدَقَتَيْ ذِهْنِنا لِفَهْمِ تَعالِيمِ إنجيلِك...
لأنّكَ أنتَ استِنارَةُ نُفُوسِنا وَأجسادِنا أيّها المسيحُ الإله.."



+أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

 

 

طروباريَّة القيامة   باللَّحن الثاني
 

عندما انحدَرْتَ إلى الموت، أيّها الحياةُ الّذي لا يَموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ بِبَرْقِ لاهوتِك، وَعِندَما أَقَمْتَ الأمواتَ مِن تَحتِ الثَّرى، صَرَخَ نَحْوَكَ جَميعُ القُوّاتِ السّماويّين: أيّها المسيحُ الإله مُعطي الحياةِ المَجدُ لَك.
 

القنداق      باللَّحن الثَّانِي
 

يا شفيعَةَ المسيحيِّينَ غَيْرَ الخازِيَة، الوَسيطَةَ لدى الخالِقِ غيْرَ المَرْدُودَة، لا تُعرِضِي عَنْ أصواتِ طَلِبَاتِنَا نَحْنُ الخَطَأَة، بَلْ تدارَكِينَا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحْنُ الصَّارِخِينَ نَحوَكِ بإيمانٍ: بادِرِي إلى الشَّفاعَةِ وأَسْرِعِي في الطِّلْبَةِ يا والدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمُكَرِّمِيكِ.
 


الرِّسَالَة
2 كو 11: 31-23، 12: 1- 9

 

يا إخوةُ، قد عَلِم الله أبو رِبِّنا يَسُوعَ المسيحِ المُبارَكُ إلى الأبدِ أنّي لا أَكْذِب. كانَ بدِمشقَ الحاكِمُ تحتَ إمرةِ الملكِ الحارثِ يَحرُسُ مدينةَ الدّمشقيّينَ لِيَقبِضَ عليَّ. فدُلِّيتُ مِن كُوَّةٍ في زِنبيلٍ مِنَ السُّورِ ونَجَوْتُ من يَدَيهِ. إنَّهُ لا يُوافقُني أن أفتَخِرَ فآتيَ إلى رُؤى الرَّبِّ وإعلاناتِه. إنّي أَعرِفُ إنساناً في المسيحِ مُنذُ أربَعَ عَشَرَةَ سنةً (أَفِي الجَسدِ لستُ أعلمُ أم خارجَ الجَسَدِ لستُ أعلم. اللهُ يَعلم)، اختُطِف إلى السَّماءِ الثّالثَة. وأعرِفُ أنَّ هذا الإنسانَ (أَفِي الجَسَدِ أَمْ خارِجَ الجَسَدِ لَستُ أَعلَمُ. اللهُ يَعلم)، اختُطفَ إلى الفِردَوسِ وَسَمِعَ كَلِماتٍ سِرّيَّةً لا يَحِلُّ لإنسانٍ أن يَنطِقَ بِها. فَمِن جِهَةِ هذا أفتَخِر، وأمَّا من جِهَةِ نَفسي فلا أفتخِرُ إلّا بِأَوْهاني. فإنّي لَو أرَدْتُ الافتِخارَ لَم أكُنْ جاهلاً، لأنّي أقولُ الحقَّ، لكنّي أَتَحاشى لِئَلّا يَظُنَّ بِي أحَدٌ فَوقَ ما يَراني عليهِ أو يَسمَعُهُ منّي. وَلِئَلّا أسْتَكْبِرَ بِفَرْطِ الإعلانات، أُعطِيتُ شَوكَةً في الجَسَدِ، مَلاكَ الشّيطانِ لِيَلْطِمَني لِئَلّا أَستَكْبِر، وَلِهذا طَلَبتُ إلى الرّبِّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أن تُفارِقَني، فَقالَ لِي تَكفِيكَ نِعمتي لأنَّ قُوَّتي في الضُّعفِ تُكمَل. فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخرُ بِالحَرِيِّ بِأَوْهاني، لِتَسْتَقِرَّ فِيَّ قُوَّةُ المسيح.
 

الإنجيل
لو 16: 19-31

 

قال الرّبّ: كانَ إنسانٌ غَنِيٌّ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ وَالبَزَّ وَيَتَنَعَّمُ كُلَّ يَومٍ تَنَعُّماً فاخِرًا. وكانَ مِسكينٌ اسمُهُ لَعازَرُ مَطرُوحًا عِندَ بابِهِ مُصابًا بِالقُرُوح، وكانَ يَشتَهي أنْ يَشبَعَ مِنَ الفُتاتِ الّذي يَسقُطُ مِن مائدةِ الغَنِيّ، فكانَتِ الكِلابُ تَأتي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. ثُمّ ماتَ المِسكينُ فَنَقَلَتْهُ المَلائكةُ إلى حِضنِ إبراهيم. وماتَ الغَنيُّ أيضاً فَدُفِن. فَرَفَعَ عَينَيهِ في الجحيم، وَهُوَ في العَذاب، فَرَأى إبراهيمَ مِن بَعيدٍ وَلَعازَرَ في حِضْنِه. فنادى قائلًا: يا أَبَتِ إبراهيمُ ارحَمْني وأَرْسِلْ لَعازَرَ لِيَغْمِسَ طَرَفَ إصبَعِهِ في الماءِ وَيُبَرِّدَ لِساني لأنّي مُعَذَّبٌ في هذا اللهيب. فقال إبراهيمُ: تَذَكَّرْ يا ابْني أنّكَ نِلْتَ خَيراتِكَ في حَياتِكَ وَلَعازَرُ كذلكَ بَلاياه. وَالآنَ فهو يَتَعزّى وأنتَ تَتعذَّب. وَعِلاوَةً على هذا كُلِّه فَبَينَنا وَبَينَكُم هُوَّةٌ عظيمةٌ قد أُثبِتَتْ، حتّى أنَّ الّذِينَ يُرِيدُونَ أن يَجتازُوا مِن هُنا إلَيكُم لا يَستَطِيعون، ولا الّذِينَ هُناكَ أن يَعبُرُوا إلَينا. فقال: أَسأَلُكَ إذًا يا أَبَتِ أنْ تُرسِلَهُ إلى بَيتِ أبي، فإنَّ لِي خَمسةَ إخوةٍ حتّى يَشهَدَ لَهُمْ لِكَي لا يَأتُوا هُم أيضاً إلى مَوضِعِ العَذابِ هذا. فقال لَهُ إبراهيم: إنَّ عِندَهُم مُوسى وَالأنبياءَ فَلْيَسْمَعُوا مِنهُم. قالَ: لا يا أَبَتِ إبراهيم، بَل إذا مضى إلَيهِمْ واحِدٌ مِنَ الأمواتِ يَتُوبُون. فقال لَهُ: إنْ لَم يَسمَعُوا مِن مُوسى والأنبياء، فَإنَّهُم ولا إنْ قامَ واحدٌ مِنَ الأمواتِ يُصَدِّقُونَهُ.
 

في الإنجيل
 

إنّ الكلام على ما بعد الموت يتطلّب دقّة.

 إنجيل يوحنّا يتكلّم على الحياة الأبديّة: "لأنّه هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلُّ مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة. (...) الذي يؤمن بالاِبن له حياة أبديّة. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (الإصحاح 3). "الحقّ الحقّ أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبديّة وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (الإصحاح 6). "الحقّ الحقّ أقول لكم: إنّها تأتي ساعة، وهي الآن، حين يسمع الأموات (الذين ليس لهم حياة فيهم) صوت ابن الله والسامعون يحيون (...) فإنّه تأتي ساعة يسمع فيها جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيّئات إلى قيامة الدينونة" (الإصحاح 5). "أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي وإن مات فسيحيا (في اليوم الأخير)، وكلّ من كان حيًّا (في اليوم الأخير) وآمن بي فلن يموت إلى الأبد" (الإصحاح 11). إذًا، إنجيل يوحنّا هو إنجيل الكلام على "الحياة الأبديّة"، فلا "الجحيم" ولا "الفردوس" ولا "جهنّم" ولا "النار الأبديّة" من مفردات قاموسه. كلماته هي "الحياة الأبديّة"، "قيامة الحياة"، "قيامة الدينونة"، غضب الله"، "الذين في القبور"، "لعازر مات"، "فخرج الميت". لا كلام على "نفس الإنسان" ولا على "روحه" بعد الموت. فما بين ساعة الموت واليوم الأخير، الكلام هو على "الذين في القبور".

 يُمكن لمتكلّم في العقيدة أن يبني كلامه على ما في إنجيل يوحنّا فقط، إن أراد، ويكون أرثوذكسيًّا لا غشّ فيه. ويُمكن لآخر أن يستعمل صوَرًا كتابيّةً أُخرى إن شاء.

 فالعهد القديم، وفقًا لتصوّرات أهل زمانه، يعتبر الجحيم (شيئول بالعبريّة) أو الهاوية السفلى، في أسفل أسافل الأرض، مثوى لجميع الموتى. فكلّ حيّ سينزل إليها وينضمّ إلى آبائه، ولن يصعد منها أحد أبدًا. فليس بمقدور أهل الجحيم أن يسبّحوا الله أو أن يرجوا عدالته. إنّه التخلّي التام:

فقد شـبعت من البلايا  نفسـي
ولامسَتْ مثوى الأموات حياتي.
حُسِبْتُ مع المنحدرين في الجبّ
صـرت كـرجل لا قوّة  لـه.
مـرقدي   بـين    الأمـوات
مثل القتلـى الراقدين في القبور.
مَـن لا  تذكـرهم  مِن  بَـعد
وهـم عـن يدك   مقصــون.
جعلتنـي فـي الجبّ الأسـفل
فـي  الأعمـاق   والظلمــات.
علــيّ  ثقــل  غضبــك
وأجزت علــيّ جميع تيّاراتـك.

واستمرّ هذا القول قرونًا وقرونًا، إلى أن وُجد مَن بذلوا حياتَهم أمانةً لله، وصاروا محطَّ هُزءِ المضطهِد وشماتةِ خَوَنَةِ الإيمان. فصدع صوت الحكيم: "إنّ نفوس الصدّيقين بيد الله، فلن يمسّها العذاب. فقد حُسِب خروجهم شقاء وذهابهم عنّا عطَبًا. أمّا هم ففي الراحة ..." (سفر الحكمة). "وكثير (بمعنى جميع) من الراقدين في أرض التراب يستيقظون. بعضهم للحياة الأبديّة وبعضهم للعار والرَّذْلِ الأبديّ" (دانيال 2:12).

ولكنّ الصدّوقيّين لم يعترفوا بهذه الكتابات المتأخّرة أسفارًا مقدّسة، وظلّوا على الإيمان القديم، بأنّه لن يقوم أحد من التراب ولن يصعد أحد من الجحيم. وكانت تخطئة يسوع لهم، معتمدًا على توراة موسى: "وأمّا من جهّة الأموات أنّهم يقومون؛ أفما قرأتم في كتاب موسى في أمر العلّيقة كيف كلّمه الله قائلاً: أنا إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحق وإلهُ يعقوب. ليس اللهُ إلهَ أمواتٍ بل إلهُ أحياء. فأنتم إذًا تضلّون كثيرًا" (مرقس 12).

 ولم يملك بعضهم صبرًا حتّى يأتي اليوم الأخير لتتمّ المجازاة، بل عمدوا إلى القول بمجازاة خلال مرحلة الانتظار الجحيميّة. فجعلوا الجحيم جحيمَين تفصل بينهما هوّة عميقة لا يُمكن اجتيازها: جحيم التعزية في أحضان إبراهيم، وجحيم العذاب والعطش المضني. وهذا التصوّر هو الذي بنى عليه الربّ يسوع مَثل "الغنيّ وإخوته" الذي تُلي علينا اليوم.  
 

لِمَن نُعَيِّدُ اليوم؟
 

في الثّالث من تشرين الثّاني، نُقِيمُ تذكارَ القدّيسِينَ الشُّهَداء "أَكِبْسِيماس" و"يوسف" و"أَيِثالا". هؤلاء استُشهِدُوا حوالى سنة 340 للميلاد، في عهدِ الملك الفارسيّ شابور الثّاني.

أُلْقِيَ القبضُ على "أَكِبْسِيماس"، وكانَ أُسقُفًا متقدِّمًا في السنّ، وَأُخِذَ إلى مدينة "أربيل" حيث اعترفَ أمامَ المجوسِ ولم يُنكِرْ أنّه يكرزُ بالإله الواحد، ويدعو النّاسَ إلى التّوبةِ وعبادةِ الخالقِ لا المخلوق، فأشبعوهُ لَطمًا وجَلْدًا، وألقَوهُ في سجنٍ مُظلِم. وَأُلْقِيَ القبضُ أيضًا على كاهنٍ اسمُه "يوسف" وشمّاسٍ اسمُه "أَيِثالا"، وَأُخِذا أيضًا إلى "أربيل"وَمَثَلا أمامَ شيوخِ المجوس. هَدَّدَ الحاكمُ الكاهنَ بالموت بتهمة إفسادِ النّاسِ بالسِّحرِ الّذي كان يمارسه، وكان يقصدُ بالسِّحرِ الأسرارَ المقدّسة. فأجابَ يوسف: "نحنُ لا نمارسُ السِّحرَ بل نُعَلِّمُ النّاسَ الحقيقةَ لِكَي يَنبذوا الصُّوَرَ الّتي لا حياةَ فيها وَيَعرفوا الإلهَ الحيَّ الحقيقيَّ وحدَه". وبعدَ أخذٍ وَرَدٍّ، أوعَزَ الحاكمُ إلى رجالِه بِمُعاقبةِ يوسف، فأشبعوهُ ضربًا بقضبانِ الكرمةِ الشّائكة، حتّى جرّحوا جسمَهُ كُلّه، وألقَوهُ في السّجنِ المظلم، مع أَكِبْسِيماس.

 أمّا أَيِثالا فَأُمِرَ بعبادةِ الشّمس، وشُربِ الدّم، واتِّخاذِ امرأةٍ لنفسِه، والاِنصياعِ لأوامرِ الملك، تحتَ طائلةِ التّعذيبِ والموت. فأبى وقال: " خَيرٌ لي أن أموتَ لأحيا، مِن أن أحيا لأموتَ إلى الأبد". فجلَدُوهُ، وحطّموا يَدَيهِ وَرجلَيه، وألقَوهُ في السجنِ المُظلمِ معَ أَكِبْسِيماس ويوسف.
 بَقيَ الثلاثةُ في السّجنِ ثلاثةَ أشهُرٍ، حتّى غَيَّرَ الحرمانُ والبَردُ والرّطوبةُ والمعاناةُ هَيئتَهُم. ثُمَّ حاولَ المجوسُ تَطويعَهُم باستجواباتٍ إضافيّة، ولكنْ دُونَ جدوى. فكانَ أن سقَطَ أَكِبْسِيماس صريعًا تحتَ الضَّرب، وَرُجِمَ يُوسف وأَيِثالا حتّى الموت.
 

أخبـــارنــــا
 

 رعيّة المنية: حفل غداء
 

برعاية راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس) تقيم رعية المنية "حفل غداء" يعود ريعه لأجل إنجاز أعمال بناء القاعة العامّة وملحقاتها في الطابق الأرضيّ من دار الرعيّة.

المكان: مطعم الشاطر حسن- الكورة.

الزمان: الأحد 10 تشرين الثاني 2013 الساعة الواحدة ظهراً.

سعر البطاقة: 50$ للشخص الواحد   -   10$ للأطفال دون 12 سنة.

للإستعلام: الرجاء الاتّصال بكاهن الرعيّة الأب نقولا الرملاوي (370068/03).

 
رعيّة الميناء

رعية الميناء الأرثوذكسيّة تدعوكم إلى حلقة أسبوعيّة لتفسير الكتاب المقدّس :

مع قدس الأب باسيليوس دبس

رسالة بولس إلى أهل كولوسي ( مدخل وتفسير )

المكان : كنيسة النبي ايلياس - الميناء

الزمان: كلّ يوم جمعة الساعة السادسة مساءً

مشاركتم تفرحنا وتفيدكم

 

رعيّة القدّيسة مارينا - أميون
 

بمناسبة عيد رؤساء الملائكة تُقام صلاة الغروب يليها القدّاس الإلهيّ يوم الخميس 7 تشرين الثاني الساعة الخامسة مساءً في كنيسة القدّيسة مارينا- أميون.