الأحد 10 تشرين الثاني 2013

الأحد 10 تشرين الثاني 2013

10 تشرين الثاني 2013
 
الأحد  10 تشرين الثاني  2013
العدد 45
الأحد (20) بعد العنصرة
اللَّحن الثالث     الإيوثينا التاسعة
 
*10: الرسول أولمباس ورفقته، الشهيد أوريستس، القديس أرسانيوس الكبادوكي. * 11: الشهداء ميناس ورفقته، استفانيس، ثاوذورس الاسطوذيتي * 12:  يوحنا الرحوم رئيس أساقفة الاسكندرية، البار نيلس السينائي. *13: يوحنا الذهبي الفم رئيس أساقفة القسطنطينية *14: الرسول فيلبس، غريغوريوس بالاماس * 15:  الشهداء غورياس وصاموناس وأفيفس (بدء صوم الميلاد) * 16: الرسول متى الانجيلي.
 
 
المحبّة شريعة القلب
 
إنّ النصّ الإنجيليّ يطرح علينا سؤالَين، الأوّل: ما هو الهدف من القوانين والشرائع؟ والثاني: كيف أصنع قريباً؟ وكلا السؤالين يكمن جوابه في سياق النص. هذا الناموسيّ الذي أقبل إلى يسوع قد حفظ الشريعة. وأيّ واحد منّا قد يحفظ الإنجيل عن ظهر قلب، أو حتّى أقوال الآباء القدّيسين، ويمتهن المحاججة، ويأخذ المعرفة غايةً بحدّ ذاتها؛ فتأخذ قلبه وعقله.
 
أمّا السّامريّ الّذي وَرَدَ ذِكرُهُ في المَثَل، فَنَراه يحمل شريعةً واحدةً هي شريعة "أَحْبِبِ الرَّبَّ إلهَكَ مِن كُلِّ قلبِكَ، وقريبَكَ كنفسِك". وشريعتُهُ هذه دُوِّنَتْ في قلبه. فما الإنجيل بالنسبة إليه إلّا حياة، ألم يقل يسوع "جئت لأعطيكم حياةً لا بل حياةً أفضل". يؤكّد بولس الرسول أنّه حيث تكون الشريعة تكون الخطيئة، لأن الإنسان عندما يمتلئ من الحرف يقسو قلبُه. بينما المسيح أرادنا أبناء النعمة، وبه أبناء الله، وابن النعمة يحمل قلباً رقيقاً وضميرا حيّاً. فالسامريّ شريعتُه هي شريعة الرّحمة التي بها صنع قريباً.
 
ورحمتُهُ لم تكن بانتفاخٍ أو بكلامٍ يظهرها به، إنما كانت صامتة وآثارُها تدلّ عليها. بينما الناموسيّ كان يفتخر بحفظه الشريعة، بحفظه "أحبب الربّ إلهك من كلّ قلبك وقريبك كنفسك"، ولكن هذه الكلمات لم تمسّ قلبه؛ لأنّ قلبه في النهاية لم يكن في الله، وحيث يكون كنزك تكون.
 
الملكوت هو أن نمتلئ محبّةً، وفي المحبّةِ ليس من شيء لي إنّما لله. فالمحبة غايةٌ وهدف، لأنّي بها أتلمّسُ الله، عساه يسكن فيَّ وأسكن فيه. عندها يصبح الآخر في قلبي، وتصبح الكلمات والقوانين والشرائع، بالنسبة إليّ، لغةً بشريّةً لا أكثر. بينما الشريعة الحقيقيّة الكاملة هي المتأتّية من النعمة الإلهيّةِ الّتي تُنير القلب وتعزّي الانسان وتخرجه من خوف الجوع والحاجة. فهذا الإنسان مكتفٍ بالله الذي منه تأتي كلّ نعمةٍ وكلّ خير: "الأغنياء افتقروا وجاعوا أمّا الذين يلتمسون الربّ فلا يُعوِزُهُم أيُّ شيء". لنبتغِ الربّ ونفرح بالآخر الذي هو قريبي وأخي.
                                                    +الأسقف
                                                  غطاس هزيم
 
 
 
طروباريَّة القيامة    باللَّحن الثالث
 
لِتَفرَحِ السَّماويّات، وَلْتَبتَهِجِ الأَرضِيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزاً بِساعِده، وَوَطِئَ المَوتَ بِالمَوتِ وَصارَ بِكرَ الأموات، وَأَنقذَنا مِن جَوفِ الجحيم، ومَنحَ العالَمَ الرَّحمةَ العُظمى.
 
قنداق دخول السيدة إلى الهيكل باللحن الرابع
 
اليَومَ تُدخَلُ إلى بَيتِ الرَّبِّ. العَذراءُ الـهَيكَلُ الكُلِّيُّ النَّقاوة. ألّذي لِلمُخَلِّصِ وَالـخِدرُ النَّفِيسْ. وَالكَنزُ الشَّريفُ لِـمَجدِ اللهِ مُدخِلَةً مَعَها. النِّعمةَ الّتي تَأتي مِنَ الرُّوحِ الإلٰـهي. فَلْتُسَبِّحْها مَلائكةُ الله. لِأَنَّـها هِيَ الـمِظَلَّةُ السَّماوِيّة.
 
 
الرِّسَالَة
غلا 1: 11-19
 
رَتِّلُوا لِإِلهِنا رَتِّلُوا يا جَميعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِالأَيادي
 
يا إخوة، أُعْلِمُكُم أنَّ الإنجيلَ الذي بَشَّرتُ بهِ ليسَ بحسبِ الإنسانِ، لأنّي لم أتسلَّمْه أو أتعلَّمْهُ مِن إنسان، بَل بإعلانِ يَسوعَ المسيح. فإنَّكم قد سَمِعُتُم بِسِيرَتِي قَديماً في مِلَّةِ اليهود، أنّي كنتُ أضطَهِدُ كنيسةَ اللهِ بإفراطٍ وَأُدَمِّرُها، وَأَزِيدُ تَقدُّماً في مِلَّةِ اليهودِ على كثيرين من أَتْرابي في جِنسي، بِكَوْني أَوفَرَ مِنهُم غَيرةً على تقليداتِ آبائي. فلمّا ارتضَى اللهُ الّذي أَفرَزَني مِن جَوفِ أُمّي وَدَعاني بِنِعمتِهِ أَنْ يُعلِنَ ابنَهُ فيَّ، لِأُبَشِّرَ بِهِ بَينَ الأُمَمِ، لِساعتي لَم أُصْغِ إلى لَحمٍ وَدَمٍ، وَلا صَعِدْتُ إلى أُورَشليمَ إلى الرُّسُلِ الّذِينَ قَبْلي، بَلِ انطَلَقتُ إلى دِيارِ العَرَب. وبعدَ ذلك رَجعَتُ إلى دِمشق. ثُمَّ إنّي بَعدَ ثلاثِ سِنينَ صَعِدتُ إلى أورشليمَ لِأَزُورَ بُطْرُس، فَأَقَمْتُ عِندَه خَمسةَ عَشَرَ يوماً، وَلَم أرَ غَيرَهُ مِنَ الرُّسُلِ سِوى يَعقُوبَ أَخي الرّبّ.
 
الإنجيل
لو 10: 25-37
 
في ذلك الزمان دنا إلى يسوعَ ناموسيٌّ، وقال مُجَرِّبًا لَهُ: يا مُعَلِّم، ماذا أَعمَلُ لِأَرِثَ الحَياةَ الأَبَدِيّة؟ فقال لَهُ: ماذا كُتِبَ في النّاموس؟ كيف تقرأ؟ فأَجابَ وقال: أَحْبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ مِن كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدرتِكَ وَمِن كُلِّ ذِهْنِكَ، وَقَرِيبَكَ كَنَفْسِك. فقالَ لَهُ: بِالصَّوابِ أَجَبْتَ، إعْمَلْ ذلك فَتَحيا. فأَرادَ أنْ يُزَكِّيَ نَفسَهُ، فقال لِيَسُوعَ: وَمَنْ قَريبي؟ فَعادَ يَسُوعُ وَقال: كان إنسانٌ مُنحَدِراً مِن أُورَشليمَ إلى أَريحا، فَوَقَعَ بَينَ لُصُوصٍ فَعرَّوهُ وَجَرَّحُوهُ وَتَركُوهُ بَينَ حَيٍّ وَمَيت. فَاتَّفقَ أنَّ كاهِناً كان مُنحَدِراً في ذلك الطّريق، فَأَبصرَهُ وَجازَ مِن أَمامِه، وَكذلك لاوِيٌّ وَأَتى إلى المكانِ فَأَبصرَهُ وَجازَ مِن أمامِه. ثُمَّ إنَّ سامِريًّا مُسافِراً مَرَّ بهِ، فَلمّا رآهُ تَحَنَّنَ فَدَنا إليهِ وَضَمَّدَ جِراحاتِه وَصَبَّ عَلَيها زَيتًا وَخَمْراً، وَحَمَلَهُ على دابَّتِه، وَأتى بهِ إلى فُندُقٍ، وَاعْتَنى بِأَمرِه. وفي الغَدِ، فِيما هو خارجٌ، أَخرَجَ دِينارَينِ وَأعطاهُما لِصاحِبِ الفُندُق، وقالَ لَهُ اعْتَنِ بِأَمْرهِ. وَمَهما تُنفِقْ فَوقَ هذا فأنا أَدفَعُهُ لَكَ عند عَودَتي.
 
فأيُّ هؤلاءِ الثلاثةِ تَحْسَبُ صارَ قَريباً لِلّذِي وَقَعَ بَينَ اللُّصُوص؟ قال: الّذي صَنَعَ إلَيهِ الرّحمة. فقال لَهُ يَسُوع: امْضِ فَاصْنَعْ أنتَ أيضاً كذلك.
 
في الإنجيل
 
هذا المَثَلُ الإنجيليُّ قِصّةٌ عَبَّر فيها السيّدُ عن كيف وَلِمَن تَكونُ المحبّةُ بين النّاس. يأتي ناموسيٌّ، أيْ مُعَلِّمٌ وَناسِخٌ لِلتَّوراة، إلى السيّد، ويَطرحُ عليه سؤالاً في اللاهوت، رُبّما لِيَمتَحِنَه- ماذا أعملُ لِأَرِثَ الحياةَ الأبديّة؟ يَرُدُّ الرّبُّ السّؤالَ بِسُؤال: ماذا كُتب في الناموسِ الذي أنت قارِئُه وَشارِحُه؟ فأجاب: أَحْبِبِ الرَّبَّ إلهَكَ... وقريبَكَ كنفسِك. لَقَدِ استَشهَدَ الناموسيُّ بِوَصِيَّتَينِ مِنَ العَهدِ القديمِ ودَمَجَهُما : الأُولى مِن سِفر التثنية: "اسمَعْ يا إسرائيل، الرّبُّ إلهُنا رَبٌّ واحد. فَتُحِبُّ الرّبَّ إلهَكَ مِن كُلِّ قَلبِكَ وَمِن كُلِّ نَفسِكَ وَمِن كُلِّ قُوَّتِك" (تث6: 4و5). وَالوصِيّةُ الثّانيةُ مِن سِفرِ اللاوِيِّين: "لا تَنتقمْ وَلا تَحقِدْ على أبناءِ شَعبِك، بَل تُحِبُّ قَريبَكَ كَنَفْسِكَ، فَأنا الرّبُّ" (لا19: 18).
 
بَعد أن وافقَهُ السيّدُ على جوابِه، عاد الرّجلُ لِيَسألَ يَسوع: وَمَن قَريبي؟ وكأنّه يقول: أنا أفهَمُ ما تعني محبّتُنا لله، ولكنْ مَن تَشمُلُ محبّةُ القريب؟ إذْ ذاك قَصَّ عليهِ الرّبُّ المَثَلَ الّذي قرأتُموه. الجَرِيحُ على الطّريق.. الكاهنُ واللاوِيُّ اللذانِ عَبَرا بِهذا الطّريقِ ورَأَيا الجَريحَ ولَم يُشفِقا عليه، وكانَ مِن جِنسِهِما. وقد مَرَّ بعدَ هذا سامريٌّ غَريبُ الجنسِ والدّين، فساعَدَه، كما هو مُفَصَّلٌ في المَثَل. هُنا يَسألُ السيّدُ الناموسيَّ: "أيُّ هؤلاء الثلاثة تَحسَبُ صار قريباً لِلّذي وَقَعَ بين اللصوص". اذكُروا أنّ سؤالَ النّاموسيِّ كان "مَن قريبي؟" يُغَيِّرُ الرّبُّ السّؤالَ فَيَسأل: "مَن صار قريباً لِلّذي وَقعَ بين اللصوص؟". وكأنّ السيّدَ يقول: السّؤالُ الصّحيحُ ليس "مَن قَريبي؟" ولكنْ "كيف أَصنعُ لِأَصيرَ قريباً؟" العقلُ الطبيعيُّ يقول: قريبي مَن يُظهرُ لِي مَوَدّةً. أمّا العقلُ الّذي اقتَبلَ الرّوحَ القُدُسَ فَهَمُّهُ آخَر. يَتساءلُ: لِمَن أَصنَعُ الرّحمة؟ فَبِالرّحمةِ أَجعَلُ الآخَرَ قريبي. أيُّ إنسانٍ، مهما كان دِينُه، وأيَّةً كانت طائفتُه، وأيَّةً كانت قَوميّتُهُ أو عشيرتُهُ أو ضَيعتُه، إنْ أنا أحبَبْتُهُ أصيرُ لَهُ قَريباً.
 
الهاجِسُ لا ينبغي أن يكون مَن هو القريبُ إليّ لكي أُساعدَهُ، ولكنْ أن أقتربَ مِن أيِّ إنسانٍ مَرْمِيٍّ على فَقرِه، على حُزنِه، على خطيئتِه، هذا الذي أكتشفه في ظروف حياتي اليوميّة. أنت لا تفتّشُ عَمّنْ يقترب إلَيك، بل تذهبُ وتأخذُ المبادرةَ وتقترب. وهكذا نَصيرُ تَلاميذَ الرّبّ يَسوعَ القائل: "بهذا يعرفُ النّاسُ أنّكم تلاميذي، إنْ كان لَكُم حُبُّ بَعضٍ لِبَعض.
 
"ولم يعرفها حتّى ولدت ابنها البكر"
 
آيةٌ صغيرةٌ شَغَلَت كثيرين عَبر الأجيال، لأنّ البعضَ ظَنُّوا أنّ مريمَ والدةَ الإلهِ عَرَفَتِ الزّواجَ البَشَرِيَّ بعدَ وِلادةِ الرّبِّ العجائبيّةِ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. يأتي هذا التأمُّلُ البسيطُ في مناسبتَين: أوّلاً، اقتراب عيد الميلاد، وثانياً، عودة من يُسمَّونَ شُهود يهوه الى العمل بِقُوّة، متنقِّلِينَ بين القُرى والمُدُن.
 
عبارة "لَم يَعرِفْها" تُشيرُ بِحسبِ لُغَةِ الكتابِ المقدَّس إلى معرفةٍ جسديّة. يوسفُ لم يَعرِفْ مريمَ حتّى وَلَدَتْ يَسوع، فهل يَعني هذا الكلامُ أنّه عَرَفَها بعد ولادةِ يسوع؟
 
جاء في سِفرِ صموئيلَ الثّاني عن "مِيكال" زوجةِ النّبيِّ داود أنّها لَم تُنجِبْ حتّى ماتَت (2صم 23:6). هل يعني هذا أنّها أنجبَتْ بعد أن ماتت؟ بالطّبعِ لا. يُرادُ مِن التّعبير أنّها لَم تُنجِبْ مُطلَقاً. وهكذا فالآيةُ الواردةُ في متى "لَم يَعرِفْها حتّى وَلَدَتْ" تَعني أنّ يُوسُفَ لا علاقةَ لَهُ بِمَريمَ مِن جهةِ ولادةِ يَسُوع.
 
في كتابِ العهدِ الجديد، نَقرأُ عن هَرَبِ يُوسُفَ بِمَريَمَ والطِّفلِ يَسُوعَ إلى مصر، إثرَ صُدُورِ أمرِ هيرودُسَ بِقَتلِ أطفالِ بيتَ لَحم. وواضحٌ أنَّ طِفلًا واحِدًا كانَ مع يوسف ومريم في الذّهابِ إلى مصر، وعندَ العودةِ إلى النّاصرة، دون أن يكون كلامٌ عن طفلٍ آخَر. وفي الثانية عشرة مِن عُمرِ يَسوعَ أضاعَهُ يوسفُ ومريمُ في الهيكل، ولَم يَكُنْ هناك على مسرح الحَدَثِ وَلَدٌ آخَر. وكي نختصر التفاصيل التي لا مجال لها في هذه العجالة الصغيرة، نأتي الى الصليب حيث يقول الرّبُّ لِيُوحنّا عن مريم: "هذه أمُّك". في مرحلة الصَّلْبِ كان عُمرُ الرّبِّ 33 سنة. أَيُعقَلُ أن يَطلُبَ الرّبُّ هذا مِن يُوحنا لَو كان لَهُ إخوةٌ آخَرُون؟
 
أمامَ هذا، يتكلّمُ شهود يهوه عن "إخوة يسوع". هل صحيحٌ أنّ الإنجيل يَدعُونا إلى قبولِ فكرةِ أنّ لِيَسوعَ إخوة؟ أوّلاً، في الكتاب المقدّس تتعدّدُ الأسباب الّتي تَدعو إلى إطلاق عبارةِ أخ على الآخَرين: يمكن أن يكون الأخ مَن يُولَدُ لَكَ مِن أمِّكَ وأبيك. كما وَيُمكن أن يكون الأخ ابن بلدِك، أو نسيبَك، أو مَثيلَك في الإنسانيّة. وغير ذلك يستطيع المرء أن يُورِدَ أكثرَ مِن خَمسَ عَشْرَةَ حالةً يُطلَقُ فيها تعبيرُ أخ. كذلك فإنّ الرّبَّ نفسَهُ يقول عن الرّسل إنّهم إخوَتُه. ويقول في إحدى المعجزات:"يا ابنةُ عظيمٌ هو إيمانُكِ، لِيَكُنْ لَكِ كَما تريدين". وهذا سيجعل هذه المرأة تِباعاً، أُختاً لنا. عندما نقرأ الكتابَ المقدّسَ علينا أنْ نتعمّقَ في التأمُّلِ والفَهم، وأنْ نَنظُرَ إلى كُلِّ مسألةٍ بِعَينٍ مِنَ الشُّمول. لا نستطيع أن نقولَ إنَّ يسوعَ تزوّجَ بِمُجرّدِ تسمِيتِهِ المرأةَ ابنةً، أو أن نَسمعَ كلامَ الرّسولِ بولس "خَطَبْتُكُم  عَروساً طاهرةً للمسيح".

هذا من جهة، ومن جهة أُخرى، مريم والدة الاله ما كانت تنوي الزواج على الإطلاق، وعندما قبلت كلام الملاك، لم يكن الأمر لِيعنيَ أنّها تنجب الرّبّ عجائبيّاً ثُمّ تعودُ وتُنجبُ على نحوٍ طبيعيّ. لا يمكن لأحد أن يقولَ إنّ مريمَ تزوّجَتْ، وهي التي كانت تعيش لله بتولاً صغيرةً إلى حِينِ مَجيءِ ملاكِ الرّبِّ إلَيها في الناصرة. في الحقيقة لا يمكن أن يقبل أنّ مَن قالت ها أنا أَمَةٌ لِلرّبّ، أن تعود إلى الإنجاب والعناية بالأولاد. وهذا يؤكّدُه بِجَلاءٍ كَلامُ الرّبّ على الصّليب عندما أسند العنايةَ بِمَريمَ إلى الحبيب يوحنّا.
 
علينا أن نتعلّم كيف نقرأُ الكتاب المقدّس، لأنّ القراءة الصحيحة تقود إلى الاستنتاج والتعليم الصحيح. مريم العذراء هي في تعليم الكنيسة وإيمانها وضميرها: بتولٌ قبلَ الولادة، في الولادة، وبعد الولادة. آمين.
 
 
أخبـــارنــــا
 
 
 حلقة دراسة إنجيل يوحنّا مع راعي الأبرشية
 
يسرّ حركة الشبيبة الأرثوذكسية، مركز طرابلس، فرع الميناء، دعوتكم للمشاركة في متابعة حلقة "تفسير إنجيل يوحنا" مع سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشية، وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 15 تشرين الثاني 2013  الساعة السادسة مساءً في بيت الحركة- الميناء.