الأحد 3 حزيران 2012

الأحد 3 حزيران 2012

03 حزيران 2012

 

الأحد 3 حزيران 2012    
العدد 23
أحد العنصرة المقدّس
 
*3: الشهيد لوكليانوس، الشهيدة بافلا، صلاة السجدة،* 4: اثنين الروح القدس، مطروفانس رئيس أساقفة القسطنطينية، مريم ومرتا اختا لعازر. *5: الشهيد دوروثاوس أسقف صور. * 6: إبلاريّون الجديد رئيس دير الدلماتن، الشهيد غلاسيوس. *7: الشهيد ثاوذوتس أسقف أنقرة، باييسيوس (كفالونية). * 8:  نقل عظام ثاوذورس قائد الجيش، الشهيدة كاليوبي . * 9: كيرللس رئيس أساقفة الاسكندرية 
طوبى لصانعي سلام المسيح
 
السلام بالمفهوم الأرثوذكسي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهوم العدالة والحرية التي منحها الله لجميع البشر من خلال المسيح والروح القدس كعطية ورسالة، سلام المسيح لا يتطلب عملاً عسكريًا، فالإنجيل يدعو المؤمنين إلى النضال الروحي المستمر. وبهذا النضال نفتح الطريق لنعمة الروح القدس لتتدخَّل وتعطينا أن نكون عادلين وسلاميين
هل شارك المسيح في حربٍ ما؟ هل قال كلمة تشجيع واحدة لهؤلاء ال "Zealots" الذين يريدون تحرير الأمة اليهودية من السيطرة الرومانية؟. هل قتل أحداً ما؟ هل آذى أحداً ما؟ هل طلب من أتباعه أن يهرقوا الدماء؟ بالطبع لم يفعل، وحاشا للمسيح فعل ذلك
هل كان المسيح بدون غضب؟ بالطبع لا. وقد كُتب في الأناجيل الأربعة عن حادثة طرد التجار والباعة من الهيكل وكيف غضب الرب يسوع عليهم وقلب موائدهم. كان ذلك تعبيراً عن الغضب وليس تهديداً لحياة أيّ إنسان، ولكننا نلاحظ أن هذا العمل عرَّض حياته للخطر
قال المسيح:"ما من حبّ أعظم من هذا! أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه" (يوحنا 15: 13)
     الرزنامة الكنسية مليئة بأعياد القديسين الشهداء الذين فعلوا هذا الأمر. الرسول الوحيد الذي أهرق دمًا كان بطرس وهو عمل شجاع دفاعاً عن المسيح يوم تسليمه، ولكن المسيح انتهره قائلاً: "رُدَّ سيفك إلى مكانه. فمن يأخذ بالسيف، بالسيف يهلك" (متى 26: 52) آخر أعجوبة للمسيح قبل صلبه كانت أنه شفى الرجل الذي جرحه الرسول بطرس. هذه اللفتة الرحيمة وهذا التحنن كانا مثالاً قوياً لما عنى يسوع بمحبة الأعداء لكل أتباعه. هذا يطرح سؤالاً مهماً: إذا أراد أحد أن يتبع المسيح، هل هذا لا يعني أن يتشبه بالمسيح وأن يرُدَّ على الحرب كما ردّ المسيح؟ بالطبع الجواب يجب أن يكون نعم. فلماذا نسمّي أنفسنا مسيحيين إن كنا لا نعيش كما عاش المسيح؟ يجب علينا كمسيحيين أن نتشبه بالمسيح في حياتنا ففي حال ضاع الإنجيل يمكن إعادة تدوينه من خلال النظر الينا أي إلى نمط حياتنا
أيّ قارئ يقظ للإنجيل يجد أنّ لصُنع السلام بُعداً أساسياً في الدعوة المسيحية
يشدد المسيح على أهمية تحقيق السلام بما في ذلك في التطويبات التي هي ملخص للإنجيل " طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يُدعون"  إنه نفس
 
الشيء بالنسبة للقداس الإلهي بحيث أن السلام شرط للعبادة، بحيث يذكروننا في كل قداس في الطلبة الأولى بالقول: "بسلام إلى الرب نطلب" وقبل المناولة
المقدسة تحذِّرنا الكنيسة من أن يتقدم أحد إلى المناولة إن كان في حالة عداوة مع أحد.  أطلبوا دائماً سلام المسيح أي ملكوت السماوات وكل شيء يزاد لكم كما قال الرب يسوع: "سلاماً أترك لكم وسلامي أعطيكم ليس كما يعطيه العالم أعطيكم أنا" فمهما تقدّمت أساليب الحماية من كاميرات مراقبة، ومهما كان لنا من مرافقين وحماية، لا يمكن أن نحصل على السلام إن لم يُعْطَ لنا من فوق وذلك بحسب كلام المسيح الذي كلمنا بذلك قائلاً: "قد كلّمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا. أنا قد غلبت العالم" (يوحنا 16: 33)
طروبارية العنصرة    باللحن الثامن
 
مباركٌ أنتَ أيّها المسيحُ إلهنا، يا من أظهرتَ الصيّادينَ غزيري الحكمة إذ سكبتَ عليهم الروحَ القدس، وبهم اصطدتَ المسكونة، يا محبَّ البشرِ، المجدُ لك
قنداق العنصرة             باللحن الثامن
 
عندما نزل العليُّ مبلبِلاً الألسنَة كان للأُمم مقسِّمًا. ولمَّا وزَّع الألسنةَ النارّية دعا الكُلَّ إلى اتِّحادٍ واحد. لذلك، باتفاقِ الأصوات، نمجِّدُ الروحَ الكليَّ قدسُه
الرسالة
أع 2: 1-11
 
إلى كلِّ الأرضِ خرجَ صوتُهم
السمواتُ تُذيعُ مَجْدَ الله
 
لمَّا حلَّ يوم الخمسين، كانَ الرسلُ كُلُّهم معًا في مكان واحد. فحدثَ بغتةً صوتٌ من السماءِ كصوتِ ريحٍ شديدةٍ تَعصِفُ، ومَلأَ كلَّ البيتِ الذي كانوا جالسين فيهِ، وظهرت لهم ألسنةٌ منقسِمةٌ كأنَّها من نار، فاستقرَّتْ على كلِّ واحدٍ منهم، فامتلأوا كلُّهم من الروح القدس، وطفِقوا يتكلَّمون بلغاتٍ أخرى، كما أعطاهُم الروحُ أن ينطِقوا. وكانَ في أورشليمَ رجالٌ يهودٌ أتقياءُ من كل أمَّةٍ تحتَ السماءِ. فلمّا صار هذا الصوتُ اجتمعَ الجُمهْورُ فتحيَّروا لأنَّ كلَّ واحدٍ كان يَسمعُهم ينطِقون بلغتِه. فدُهِشوا جميعُهُم وتعجَّبوا قائلين بعضُهم لبعضٍ: أليس هؤلاءِ المتكلمونَ كلُّهُم جليليّين؟ فكيفَ نسمَعُ كلُّ منَّا لغتَه التي وُلد فيها، نحن الفرتيينَ والماديينَ والعيلاميينَ، وسكانَ ما بين النهرين واليهودية وكبادوكيةَ وبنطسَ وآسيةَ وفريجيةَ وبمفيلية ومصرَ ونواحي ليبيةَ عند القيروان، والرومانيين المستوطنين، واليهودَ والدخلاءَ والكريتيِّين والعرب، نسمعهم ينطقون بألسنتِنا بعظائمِ الله!
الإنجيل
يو 7: 37-52
 
في اليوم الآخِر العظيم من العيد، كان يسوعُ واقفاً فصاح قائلاً: إن عطِش أحد فلْيأتِ إلي ويشرب. من آمن بي، فكما قال الكتاب ستجري من بطنه أنهارُ ماء حيّ. (إنما قال هذا عن الروحُ الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه إذ لم يكن الروحُ القدس قد أعطيَ بعدُ، لأن يسوع لم يكن بعدُ قد مُجِّد). فكثيرون من الجمع لما سمعوا كلامه قالوا: هذا بالحقيقة هو النبيّ. وقال آخرون: هذا هو المسيح، وآخرون قالوا: ألعلَّ المسيحَ من الجليل يأتي! ألم يَقُلِ الكتابُ إنَّه، من نسلِ داودَ، من بيتَ لحمَ القريةِ حيثُ كانَ داودُ، يأتي المسيح؟ فحَدَثَ شِقاقٌ بينَ الجمع من أجلِهِ. وكانَ قومٌ منهم يُريدونَ أن يُمسكوهُ، ولكِن لم يُلقِ أحدٌ عليه يداً. فجاءَ الخُدَّامُ إلى رؤساء الكهنَةِ والفَرِّيسيّينَ، فقالَوا لهُم: لِمَ لم تأتوا بهِ؟ فأجابَ الخُدَّامُ: لم يتكلَّمْ قطُّ إنسانٌ هكذا مثلَ هذا الإنسان. فأجابَهُمُ الفَرِّيسيّون: ألعلَّكم أنتم أيضاً قد ضلَلتُم! هل أحدٌ مِنَ الرؤساءِ أو مِنَ الفرِّيسيينَ آمَنَ بِهِ؟ أمَّا هؤلاء الجمعُ الذينَ لا يعرِفونَ الناموسَ فَهُم ملعونون. فقالَ لهم نِيقودِيموُس الذي كانَ قد جاءَ إليه ليلاً وهُوَ واحدٌ منهم: ألعلَّ ناموسَنا يَدينُ إنساناً إن لم يسمَعْ مِنهُ أولاً ويَعلَمْ ما فَعَلَ! أجابوا وقالوا لهُ: ألعلَّكَ أنتَ أيضاً من الجليل! إبحثْ وانظرْ، إنَّهُ لم يَقُم نبيٌّ منَ الجليل. ثُمَّ كَلَّمهم أيضاً يسوعُ قائلاً: أنا هوَ نورُ العالَم، من يتبَعْني لا يمشِ في الظلامِ، بل يَكُنْ لهُ نورُ الحياة
في الإنجيل
 
وقف يسوع في اليوم الأخير من العيد، عيد المظالّ، أو عيد الخِيَم، حيث ينصب اليهود خيمهم لثمانية أيام تذكارًا لحياة أجدادهم في الصحراء. وفي اليوم الثامن أي اليوم الأخير كانوا يفيضون الماء وذلك تذكارًا للصخرة التي روتهم طيلة سنواتهم في صحراء سيناء. وكما نعلم أنه بحسب تعليم الكنيسة أنَّ هذه الصخرة التي روّتهم  هي " المسيح"، وبولس في رسالته إلى كورنثوس ( 1كو 4:10) يقول انهم كانوا يشربون من صخرة روحيّة ... والصخرة كانت المسيح. وهو يؤكد هذا فلا نتعجب إذًا إن قال يسوع " إن عطش أحد فليأت إليَّ ويشرب". من المعلوم ان العهد القديم كلّه رموز وظلّ للعهد الجديد، ولهذا في آخر هذا المقطع الإنجيلي أعلن أنه " نور العالم "، لأن اليهود كانوا يضيئون شمعتين رمزًا للسحابة التي كانت تنيرهم خلال مسيرتهم الليليّة
نحن هنا لسنا بعد بحاجة إلى الرموز لأنَّ الأصل موجود. الفريسيّون ورؤساء الكهنة ما كانوا يريدون أن يسمعوا مباشرة.لأن هذا يقلل من قيمتهم لهذا كانوا يرسلون أشخاصًا فينقلون لهم أقوال وأعمال الرّب يسوع. هذه المرّة أرسلوا مَن يأتي بيسوع. من هم هؤلاء ؟ إنهم خدّام ولكن مع هذا لم يجزعوا من أن يعلنوا الحقيقة لأرباب عملهم" إنه ما نطق إنسان قطّ مثل هذا الإنسان "، ممّا أغضب الفريسيين الذين ما برحوا يذكرون إنه لم يخرج نبيّ من الجليل.... وهذا تزوير للتاريخ فالنبي يونان كان من الجليل. ولكن حتى لو لم يخرج نبي من الجليل فيما سبق هل من الضروري أن يستمر هذا الوضع؟
نحن نستمرّ اليوم فنفكّر كالفرّيسيين دون أن ندري، مع أننا نقول بأننا نتبع النور وأننا نشرب من الماء الحي " أي الروح القدس". نحن كالفريسيين عندما نرى الحقيقة ساطعة أمامنا ولا نراها
نحن كالفريسيين نغرق في الظلام إن سكتنا على الكذب ووقفنا بجانب مَن يُخفي الحق
مَن اقتنى الروح القدس، مَن كان نوره يسوع المسيح، لا بُدَّ أن يُضيء هذا النور فيه 
 
أخبـــارنــــا
 
 عِطرٌ آثوسي!
 
كالعصفور الذي يملأ الفضاء الواسع نغماتٍ عذبةٍ، وكالزهرة تنتشرُ أريجها وهي مُتخفية بين آلاف زهور الحقل، هكذا كان ضيف أبرشية طرابلس الذي حوّل الأبرشية إلى عُرسٍ مُبدّداً بحضوره كل اضطرابٍ وباعثاً سلامَهُ الداخلي!
هذا الذي أتى الينا من بعيد من أرضٍ لا تُشبهُ الأرض، أرضٍ يقطنها أناسٌ ما عادوا ينتمون إلى فئة البشر بل أصبحوا مناراتٍ مضيئة في ليلِ هذا العالم! في هذا الموطن الأرضي السماوي معًا، يتجدد الزمان وترى الأبدية حاضرةٌ حيث تلتمس تذوقًا دائمًا للملكوت أي لموطن الله!
إنه المتوحّد مكاريوس، الآثوسي الموطن، تلميذ الشيخ إميليانوس الرئيس السابق لدير السيمونوبترا المشهور الجالس على صخرةٍ من صخور آثوس، فيبدو لك كأنه مشدود بثبات إلى الأرض، وفي الوقت نفسه هو يسمو إلى فوق إلى الأعلى. هذا الراهب مع إخوته قاطني هذه الصخرة يُشبهون النسور التي تصنع أعشاشها في مكانٍ لا يصلهُ إلاّ النسور!
هذا الضيف الكبير الذي حلّ بيننا، وبارك بزيارته أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس بين 22 و29 أيار الفائت، قدّم سلسلة محاضرات وأحاديث بناءً على البرنامج الذي وضعه له المركز الرعائي للتراث الآبائي ببركة راعي الأبرشية المطران أفرام (كرياكوس). هذا الذي أتى إلينا وإن كان يظهر عليك بمنظر متواضع ونظرةٍ خجولة إلاّ أنه يحوي كنزًا من المعلوماتِ التطبيقية التي مارسها خلال سنواتٍ طويلة على تلك الصخرة مُتتلمذاً على يدٍ شيخٍ علاّمة بالمنطق الدنيوي والمُمتلئ مما أفاضته عليه نعمة الروح القدس
مكاريوس، جعل من جبل آثوس الموطن، فلم تُغرِه فرنسا بكل ما فيها من حضارة وأزياء وعطور، (إذا هو يتحدّر من أصلٍ فرنسي وكاثوليكي) لا! بل ترك كل هذه الحضارة الزائفة وانضمّ إلى حضارة أخرى فيها الكثير من السهر والتعب حتى أضحى عالماً بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معنى، إنها حضارةُ الله، حضارة الروح القدس التي تجعلُ الإنسان جديداً ومُتجدداً دائماً لأن الذي يُجاهد روحياً يقفز ويسمو ويصلُ بنعمة الروح القدس إلى مراتب سامية جداً من الحياة الروحية
هذا الضيف الكريم خرج من حديقته لبرهة، وكان يجول متنقلاً في الأبرشية ويقدّمُ لشعبنا المتعطّش لكلمة الحياة، عسلاً روحياً صنعهُ في جبل آثوس، مُتكلماً على جهاد الكاهن الروحي، عارضاً أمثلة حيةً لكهنة قديسيين عاشوا في هذا القرن. ثم تكلم عن"الجهاد الرّوحي في حياة الإنسان" في حديثه المسائي. وأما مساء الأحد فتحوّلت بلدة كفرحزير إلى عرسٍ تركت لنا الانطباع الجيّد من حيث كثافة الحضور الشّبابيّ خاصةً ومن مُختلف الأعمار حيث دار حديثه في ذلك اليوم عن إمكانية القداسة اليوم
هكذا كان الأب مكاريوس في أبرشيتنا التي باركها بحضوره وبارك أهلها وشعبها في ظل ظروف صعبة يمر بها البلد مبدّداً الخوق وزارعاً فينا الأمل والرجاء، لأن المسيحي الحق على حدّ قوله هو الفرِح رُغم آلامه ومشاكله لأنه يملك الإيمان! هذا الإيمان الذي يُقصي عنا المتاعب، يُعيننا في أوقات الشِّدة هو الذي قال أن المسيحي هو هو لا يختلف بالجوهر لكن بالوظيفة المُعطاة له أكان أسقفاً- كاهناً- راهباً أم علمانياً
لقد أتانا كالطيف وذهب الآن إلى موطنه حاملاً معه الكنيسة التي في طرابلس لكي يُصلي من أجل شبابها وشيبها، كهنتها ورهبانها، هو الذي انبهر بديناميّة هذا الشعب وأحبّه. فلا تخافوا سوف يُصلّي من أجلنا ونحن بدورنا له! أحاديث الأب مكاريوس موجودة اليوم في دار المطرانية للذي يرغب الإستماع اليها
وكل زيارة وشعبنا وكنيستنا بإذن الله هي بخير
     آمين
 رعيّة بصرما
 
بعد الإنتهاء من أعمال ترميم وتجهيز كنيسة القدّيسين كبريانوس ويوستينة الأثريّة في وسط البلدة سيتم تكريسها ونضحها بالماء المقدّس نهار الأحد القادم الواقع فيه 10/6/2012 مباشرةً بعد القدّاس الإلهي الذي يترأسه صاحب السيادة راعي الأبرشية المطران أفرام (كرياكوس) في كنيسة القدّيس جاورجيوس – بصرما الساعة التاسعة والنصف صباحاً
يلي الإحتفال مائدة محبّة في قاعة الكنيسة
شاركونا كي نعطي مجداً لله