الأحد 30 كانون الأول 2012

الأحد 30 كانون الأول 2012

30 كانون الأول 2012

 

 
 
الأحد 30 كانون الأول 2012
العدد 53
الأحد بعد ميلاد المسيح
اللحن الخامس     الايوثينا الثامنة
 
*30: الشهيدة في البارات أنيسية، يوسف خطيب مريم * 31: وداع عيد الميلاد، البارة ميلاني التي من رومية.*1: ختانة ربنا يسوع المسيح، باسيليوس الكبير، غريغوريوس النزينزي والد القديس غريغوريوس اللاهوتي * 2:  تقدمة عيد الظهور، سلبسترس بابا رومية، البار سارافيم ساروفسكي. * 3: النبي ملاخيا، الشهيد غورديوس. * 4: بارامون الظهور، تذكار جامع للسبعين رسولاً، البار ثاوكتيستُس.
* 5: الشهيدان ثاوبمبتوس وثاوناس البارة سينكليتيكي. *
*
التألُّه كيف يكون
 
يقول القدّيس أثناسيوس الإسكندريّ الكبير:"صار الله إنساناً لكي يصير الإنسان إلهاً"، ويضيف في كتابه عن تجسُّد الكلمة: لقد تجسَّدَ كلمةُ الله لكي يتَّحِدَ بالطبيعة البشريّة كما تتَّحِدُ النَّار بالحديد. (راجع أيضًا 2 بطرس 1: 4).
هنا يكمن هدف الحياة البشرية، في ما حصل في شخص يسوع، "الطفل الجديد الَّذي هو إلهنا قبل الدُّهور"، " أي اتِّحاد الطبيعة البشرية مع الطبيعة الإلهيّة في أقنوم ابن الله. هذا الاتِّحاد يمكن أن يتحقّق ويجب أن يتحقَّق في كلِّ واحِدٍ مِنَّا بنعمة الرُّوح القدس: اللهُ يصيرُ فينا ونحنُ نصيرُ فيه.
هدفُ التجسُّد أن تشتعل(تلتهِبَ) الطَّبيعةُ البشريَّةُ بالنَّار الإلهيَّة كما يشتعِلُ(يلتهِبُ)الحديدُ بالنَّار.  في شخص المسيح، الإله-الإنسان، تتَّحِدُ الطَّبيعةُ البشريَّة بالطَّبيعةِ الإلهيَّة بدون امتزاجٍ ولا افتراقٍ، وذلك من أجلِ خلاصِ الإنسانِ وإعادتِهِ إلى الاتِّحادِ بالله عن طريقِ النِّعمةِ لا عن طريقِ الجوهر. "أنا في أبي وأنتم فيَّ وأنا فيكم" (يوحنا 14: 20).
عندما نُعَرِّضُ أنفسَنَا لأشعَّةِ الشَّمس وحرارتِها نشترِكُ بطبيعةِ الشَّمس نفسها دون أن نصير جوهرها: نستدفِئُ من حرارتِها دون أن نختلِطَ بكيانِها. هكذا عن طريق القِوى الإلهيَّة غير المخلوقة التي تشعُّ فينا، ندخُلُ في اتِّحادٍ صميميٍّ مع الله: هذه هي الحياة في المسيح.
* * * في الإفخارستيَّا، القدَّاس الإلهيّ، وفي المناولةِ، تحديدًا، نتَّحِدُ بجسد المسيح ودمه عن طريق الإيمان وبواسطة نعمة الروح القدس،فينزل الله (ويسكن بالنعمة) في جسدِنا كما نزلَ في جسد العذراء ليجدِّدنا وينيرنا ويطهِّرنا (مع فارِق أنَّ ابن الله بشخصه سكن في أحشاء مريم، أمّا نحن فيسكن فينا بنعمته وليس بشخصه). يقول الكاهن عند المناولة. "يناول عبدالله فلان جسد ودم ربنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح من أجل غفران خطاياه وحياة أبدية".
لم يأتِ الرّبّ يسوع فقط لكي يعطينا وصايا أخلاقيَّة أو شريعة، كما في العهد القديم، جاء لكي يَشفي طبيعتَنا الساقِطَة وينقِذَنا من الألم والمرض والموت.
* * *
ظهور الله الأوّل في الميلاد هو بدءُ الخلاص وتدشينُ ملكوت السَّماوات على الأرض كلّها بداعي محبّته للبشر. الحياة في المسيح لقاءُ حبٍّ، والحبُّ عملٌ مجَّانيّ لا يُفرَضُ علينا. ولنا أن ندعو بدورنا الآخَرين إلى هذا اللقاء، عندها لا يعود المال أو اللذَّة محركِّنا الوحيد، ونقول مع الرب يسوع بلسان بولس الرسول: "ليس يهوديٌّ ولا يونانيٌّ، ليس عبدٌ ولا حُرٌّ، ليس ذكرٌ أو أنثى، لأنَّكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع".
 
 
                                                +أفرام
                              مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
طروبارية القيامة   باللحن الخامس
 
لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الابتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا، لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامِته المجيدة.
طروبارية عيد الميلاد باللحن الرابع
 
ميلادُكَ أيّها المسيحُ إلهنُا قد أطلعَ نورَ المعرفةِ في العالم، لأنَّ الساجدين للكواكب به تعلَّموا من الكوكب السجودَ لك يا شمسَ العدل، وأن يعرفوا أنّك من مشارقِ العلوِّ أتَيْت، يا ربُّ، المجدُ لك.
قنداق الميلاد
باللحن الثالث
 
اليومَ البتول تلدُ الفائقَ الجوهر، والأرضُ تقرِّبُ المغارة لِمَن هو غيرُ مقتربِ إليه. الملائكة مع الرعاة يمجِّدون، والمجوس مع الكوكب في الطريق يسيرون، لأنه قد وُلِد من أجلنا صبيٌّ جديد، الإلهُ الذي قبلَ الدهور.
 
الرسالة
غلا 1: 11-19
 
رتِّلوا لإلهنا رتِّلوا يا جميعَ الأممِ صفِّقوا بالأيادي
 
يا إخوةُ، أُعْلِمُكم أنَّ الإنجيل الذي بشَّرتُ بهِ ليسَ بحسبِ الإنسانِ، لأني لم أتسلَّمْهُ أو أتعلَّمْه من إنسان،ٍ بل بإعلانِ يسوعَ المسيح. فإنَّكم قد سمعتُم بِسيِرتي قديماً في مِلَّةِ اليهودِ أني كنتُ اضطَهِدُ كنيسةَ اللهِ بإفراطٍ وأدمِرُها. وازيدُ تقدُّمًا في ملَّةِ اليهودِ على كثيرينَ من أترابي من جِنسي بِكوني أوفرَ منهم غَيرةً على تَقليداتِ آبائي. فلمَّا ارتضَى اللهُ الذي أفرزني من جوفِ أمي، ودعاني بنعمتِه، أنْ يُعلِن ابنَهُ فيَّ لأُبشِرَ بهِ بينَ الأُمم،ِ لساعتي لم أُصغِ إلى لحم ودم،ٍ ولا صَعِدْتُ إلى أورشليم،َ إلى الرسلِ الذين قبلي، بل انطَلَقتُ إلى ديارِ العربِ. وبعدَ ذلكَ رَجَعتُ إلى دِمشق. ثمَّ إني بعدَ ثلاثِ سنينَ صَعِدتُ إلى أورشليمَ لأزورَ بطرسَ. فأقمتُ عندَهُ خمسةَ عَشَرَ يوماً، ولم أرَ غيرَهُ من الرسلِ سوى يعقوبَ أخي الربّ.
الإنجيل
متى 2: 13-23
 
لمّا انصرف المجوسُ إذا بملاكِ الربّ ظهر ليوسفَ في الحُلم قائلاً: قُمْ  فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واهرُبْ إلى مصرَ، وكُنْ هناك حتى أقولَ لك، فإنَّ هيرودسَ مُزمِعٌ أنْ يطلبَ الصبيَّ ليُهلِكهُ. فقام وأخذ الصبيَّ وأمَّهُ ليلاً وانصرف إلى مصر، وكان هناك إلى وفاة هيرودس، ليتمَّ المقول من الربّ بالنبيّ القائل: من مصر دعوت ابني. حينئذٍ لمَّا رأى هيرودس أنَّ المجوسَ سخروا بهِ غضب جدًّا، وأرسل فقتل كلَّ صبيانِ بيت لحم وجميعِ تخومها من ابنِ سنتينِ فما دونَ، على حسب الزمان الذي تحقَّقهُ من المجوس. حينئذٍ تمَّ ما قالهُ أرمياءُ النبيُّ القائل: صوتٌ سُمع في الرامةِ، نوحٌ وبكاءٌ وعويلٌ كثيرٌ. راحيلُ تبكي على أولادها، وقد أبتْ أنْ تتعزَّى لأنَّهم ليسوا بموجودين. فلمَّا مات هيرودسُ إذا بملاكِ الربِّ ظهر ليوسفَ في الحُلمِ في مصر قائلاً: قُمْ فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واذهبْ إلى أرض إسرائيلَ، فقد مات طالبو نفسِ الصبيّ. فقام وأخذ الصبيَّ وأمَّهُ، وجاءَ إلى أرض إسرائيل. ولمَّا سمع أنَّ أرْشيلاوس قد مَلك على اليهودية مكانَ هيرودس أبيهِ، خاف أنْ يذهبَ إلى هناك، وأُوحيَ إليهِ في الحلم، فانصرف إلى نواحي الجليل وأتى وسكن في مدينة تُدعىَ ناصرة ليتمَّ المقول بالأنبياء إنَّهُ يُدعَى ناصرياً.
في الإنجيل
 
في الأحد الذي بعد الميلاد نتلو هذا النصَّ الإنجيلي، والذي يظهر فيه على الفور أن حضور المسيح صار مهدَّداً. صليب الرب يبدأ من الميلاد وينتهي بصلب يسوع.
يتضمن النص الإنجيلي ثلاثة مواقف مختلفة من البشر تجاه ميلاد يسوع فهناك العذراء مريم ويوسف الخطيب وهيرودس الملك. وهم يمثلون كل الاحتمالات البشرية تجاه المخطَّط الإلهي.
فيوسف الخطيب إنسانٌ بارٌّ متقدم بالسن ويطيع ما يأمره به الملاك. هذه الشخصية الصامتة تمثل لنا نموذج الطاعة للكلمة الإلهية، إنها المجموعة من الناس التي تكون دائماً في خدمة الإرادة الإلهية عندما يُطلب منها. هؤلاء الناس الذين يصغون إلى الكلمة ويعملونها بمحبة وطاعة. وهم مستعدون أن يضعوا حياتهم كلها حين تُطلب منهم. والكلمة الإلهية والحقيقة تجدان في هذه الجماعة الأرض الصالحة.
العذراء مريم  اعطت كل الحياة من أجل الكلمة. هذه الدرجة من الإيمان لا تكتفي بالطاعة وانما تطلب أيضاً قبل أن يطلب منها وتسعى قبل أن يُسعى اليها. هذه النوعية من الإيمان لا تحافظ على الحق وانما تلده. هؤلاء لا يدافعون عن الحق حين يُضطهد دائماً يتكرسون للحق حتى يوجد. ليسوا إناءً يحفظ ولكنهم إناء مصطفى يحملون طيب المسيح إلى جميع الأمم. هؤلاء يساهمون اكثر في نشر الكلمة.
هيرودس الملك يمثل التيارات العدائية التي مصالحها لا تتقبل النور وتحب الظلمة، ولا يوافقها الحق لأن أعمالها تناقض الحق.
هؤلاء يسعون بكل الطرق إلى قتل صورة الحب والتضحية فيهم وفي العالم لتتبرر أعمال الظلمة. وأمثال هيرودس عديدون ولا يخلو زمن منهم.
كلنا نتأرجح بين هذه الدرجات الثلاث من الإيمان. فإما أن نكون من خدام الكلمة بالبشارة أو من قابليها وحافظيها بالطاعة أو احياناً من رافضيها. الحكمة الإلهية تسلك بالحب بين كل هذه الخيارات الى تحقيق ما في الحب الإلهي من مخطط.
ولد يسوع ولكن مات هيرودس. لقد بدأ صليب يسوع من ولادته ولكن القيامة حاصلة.
هذه الحقيقة اليوم في الميلاد تدفعنا برجاء قوي ألاّ نكون في الحياد أمام دخول السيد إلى العالم.
الميلاد حدث يستحق جواباً منا ويلغي كل برودة أو فتور. آمين
أجملُ السّهرات
 
يَجري قِطارُ الزَّمَنِ بِلا تَوقّف، وَدونما حاجةٍ إلى محطّاتٍ لِلاستراحة أو التزوّد بالوقود. يتقدّم بصورةٍ مستمرّةٍ وبسرعةٍ ثابتة، لا يؤثّرُ فيها تَعاقُبُ الحضاراتِ ولا سُقوطُ المَمالِكِ أو قِيامُها. تَشِيبُ الجبالُ وَتهرَمُ البِحارُ، وتَتَغَيّرُ مَعالِمُ الأرضِ مِن جرّاء الزّلازل والفيضاناتِ والأعاصير، ولا يتغَيّرُ لَونُ القطارِ، ولا تَهمدُ حركَتُه، ولا تتناقص طاقتُه.
فأينَ أنتَ أيّها الإنسانُ مِن هذا القطار؟ هل أنتَ رقمٌ من الأرقام التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى، التي يتلقّفها هذا القطار رَدحًا من الزمن لِيعود فيرميها على قارعة اللاوجود، مفسحًا مجالاً لأرقامٍ أُخرى، تليها أرقامٌ أخرى، إلى ما لا نهاية؟ أهذا هو السببُ وراءَ اهتمامِكَ بما يُسمّى "رأس السّنة"؟ هل خَوفُكَ مِن هذه الحقيقةِ المُرعِبة، هو مُبَرّر جنونِكَ في ليلةِ رأسِ السّنة؟ أَلِهذا تُلْهِبُ ظُلمةَ لَيلَتِها بما يُذهِلُ مِن ألعابٍ نارِيّةٍ، مُحاوِلاً مِن خلالِ تلألؤِها إنكارَ ظُلمةِ القبر، وَمِن خلالِ الصَّخبِ الّذي تُحدِثُه الاحتجاجَ على سُكُونِ الموت؟!! يا لهذه السّهرات المليئةِ رُعبًا وحيرةً و... موتًا!!!
ولكن.. هَلاّ فَطِنتَ أيّها الشَّقِيُّ إلى أنَّ هذا القطارَ لا يسيرُ مِن تِلقاءِ ذاتِه، كما يَظُنُّ البعضُ مُخطِئِين؛ ولا تُسَيِّرُهُ قُوَّةٌ شرّيرةٌ، كما يَظُنُّ البعضُ الآخَرُ واهِمِين؛ بَل هُوَ تحتَ سيطرةِ الخالقِ العظيمِ الّذي "لَهُ البَحرُ وَهُوَ الّذي صَنَعَهُ، والمسكونةُ الّتي جَبَلَتْها يَداه".. ذاكَ الّذي يَعرِفُ خَلِيقَتَهُ كُلَّها، وَيُحصِيها ذَرَّةً ذَرّة.. وقد أحصى كُلَّ شعرةٍ في رأسِ كُلِّ فردٍ من أفراد الجنس البشريّ.. ذاكَ الّذي لا يَخضَعُ لِسُلطانِ الزَّمَنِ، وَلا يُخِيفُهُ مُرُورُ القطار.. ذاكَ الّذي "ألف سنةٍ في عينَيهِ كَيَومِ أمسِ الّذي عَبَر".
فتنَبَّهْ يا أخِي مِن غَفلَتِكَ، وَلا تُعِرِ اهتِمامًا في ما بَعدُ لِلفانِياتِ، ولا تَحتَفِلَنَّ بِسَنَواتٍ تنقضي كُلَّما نَفثَ القِطارُ هَباءً... بَل كُنْ مُهتَمًّا بِخالِقِ الأكوانِ والأزمنةِ، الّذي مَعَهُ العُمرُ بَرَكَةٌ لا لَعنةٌ، والتّقَدُّمُ في السِّنِّ سَلامٌ لا قَلَقٌ.. ومعَهُ.. كُلُّ الأيّامِ أيّامُ فَرَحٍ وتعييد.. والتّفاؤلُ والتمنّياتُ الطيّبةُ والتَّوقُّعاتُ الإيجابيّةُ تُغَلِّفُ كُلَّ لحظةٍ مِن لَحَظاتِ العُمرِ الّذي لا يُوصَفُ بالشَّقِيّ فيما بَعد، بَل بِالهَنِيء.
ضُعَفاءُ هذا الدّهر يَحسُبُونَ الأيّامَ والسّنين، ويأسَفُونَ على شَبابٍ مَضى، ويلجأون إلى المنجِّمينَ ليُساعدُوهم في توقُّعِ ما سيأتي، خَوفًا من غَدْرِ الزّمان..
أمّا أبناءُ الخَلاصِ فَأقوياء، ولا يَأسَفُونَ على سَعادَةٍ فاتَتْ أو غِنًى أدبَر، أو شَبابٍ وَلّى؛ ولا يُضِيعُونَ الوَقتَ في الإصغاءِ إلى هَذْرِ المُنَجِّمِين.. لِماذا؟ لأنّهُم يُؤمنونَ عَن يَقِينٍ بالرَّبِّ الّذي يَرعاهُمْ، فَيُبَلْسِمُ جِراحَ ماضِيهِم، وَيُبارِكُ حاضِرَهُم، ويَحرُسُهُم في كُلِّ لَحظَةٍ، فَيَسهَرُ على نُفُوسِهِم فيما هُم غافِلُون... مَعَهُ لا يَخافُونَ مِمّا سَيأتي؛ لأنَّ حُضُورَهُ يَجعَلُ المستحيلَ مُمكِنًا، والفَقرَ غِنًى، والألَمَ فَرَحًا يَسمُو فَوقَ آلام هذا العالَم. آمين.
أخبـــارنــــا
 يوحنا العاشر(اليازجي) هو البطريرك الـ 158 لأنطاكية
         (شفيعه القدّيس يوحنّا الإنجيليّ اللاهوتي)  
ولد صاحب الغبطة يوحنّا يازجي عام 1955 في مدينة اللاذقية في سوريا. عاش ودرس في مدارس المدينة، حيث تابع دراسته الجامعية في كلية الهندسة المدنية في جامعة تشرين. أثناء دراسته، بدأ دوراً قيادياً في خدمة الشباب، وتولّى تدريب جوقات ترتيل الموسيقى البيزنطية. تابع سيادته هذا الدور في خدمة الشباب من خلال إقامة برامج روحية متعددة، كما أنشأ مدرسة لتعليم الموسيقى البيزنطية. حصل على شهادة الليسانس في اللاهوت عام 1978 من معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي - جامعة البلمند، ثم حاز درجة الدكتوراه في اللاهوت عام 1983 من جامعة سالونيك- اليونان، وتخرج بدرجة شرف. نُشرت أطروحة الدكتوراه المكتوبة باللغة اليونانية تحت عنوان: "خدمة المعمودية المقدّسة (دراسة تاريخية ولاهوتيّة وليتورجيّة)". أثناء دراسة اللاهوت، حصل على شهادة الدبلوم في الموسيقى الكنسية عام 1981 من المعهد العالي للموسيقى البيزنطية - سالونيك – اليونان.
رُسِم شماساً عام 1979 ثم كاهناً عام 1983 في أبرشية اللاذقية على يد المطران يوحنا منصور. منذ العام 1981 قام غبطته بتدريس مادة الليتورجيا في معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي بجامعة البلمند. أصبح عميداً لكلية اللاهوت في جامعة البلمند ما بين السنوات 1988-1991 و2001- 2005 ورئيساً لدير سيدة البلمند البطريركي ما بين السنوات 2001 – 2005. أصبح رئيساً لدير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي - وادي النّصارى في العام 1993 وحتى 2005 حيث أسّس رهبنة وأنشأ مدرسة التنشئة الإكليريكيّة على صعيد البطريركية، وهو أيضاً الأب الروحي لراهبات دير السيدة في بلمّانا – طرطوس.  إنتخبه المجمع الانطاكي المقدس، في 1995، أسقفاً للحصن (وادي النّصارى)، الذي خدمه حتى العام 2008، حين عاد المجمع الأنطاكي المقدس وانتخبه ميتروبوليتاً على أوروبا الغربية والوسطى. بالإضافة إلى النشاط الداخلي على مستوى أسقفية الحصن. كان له حضور خارجي أيضاً على المستوى المسيحي عامةً، والأرثوذكسي خاصة، فقد شارك في مؤتمرات عالمية عدّة، أرثوذكسية ومسكونية، في اليونان وإيطاليا وسويسرا وقبرص وأميركا وروسيا وبريطانيا.
لغبطته مؤلَّفات عدة، لاهوتية وتربوية وموسيقية وليتورجيّة، منها سلسلة دراسات ليتورجية وكتب خدمة رؤساء الكهنة والكهنة والشمامسة، بالإضافة للعديد من الترجمات والمقالات والمحاضرات في أماكن عدّة.
 
                                         
 نشرة الكرمة في عامها التاسع عشر
لمناسبة عيد الميلاد المجيد وحلول العام الجديد تتقدم أسرة نشرة "الكرمة" إلى المؤمنين الكرام بالمعايدة، سائلة الرب يسوع المولود في مغارة لأجل خلاصنا، أن يغمرنا معه بنوره القدوس ليضيء قلوبنا بنعمته ومحبته للبشر، فنهتدي جميعنا اليه متجسداً في قلوبنا ونفوسنا وأجسادنا كما اهتدى إليه المجوس وسجدوا له.
ونطلب من الرعايا كافة تجديد اشتراكها في نشرة الكرمة للعام 2013 مع تحديد عدد النسخ الأسبوعية التي يريدون وذلك بالاتصال بدار المطرانية (قبل الظهر).