الأحد 16 كانون الثاني 2011

الأحد 16 كانون الثاني 2011

16 كانون الثاني 2011

 

الأحد 16 كانون الثاني 2011    
العدد 3
الأحد 29 بعد العنصرة
اللحن الأول       الإيوثينا الأولى
 
 
16: السجود لسلسلة بطرس المكرّمة، الشهيد دَمسكينوس. * 17: القديس أنطونيوس الكبير معلم البرية، الشَّهيد جاورجيوس الجديد (ايوانينا). *  18: أثناسيوس وكيرللس رئيسا أساقفة الاسكندرية. * 19: البار مكاريوس المصري، مرقس مطران أفسس. * 20: البار افتيميوس الكبير، الشهيد افسابيوس. * 21: البار مكسيميوس، الشهيد ناوفيطس *22:  الرسول تيموثاوس، الشهيد أنسطاسيوس الفارسي. *
أنطونيوس الكبير
(أبو الرهبان)
 
ذات يوم في خلال الخدمة الإلهيّة سمع أنطونيوس قول الرَّبّ: " إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي." (مت 19: 21). باع أنطونيوس كلّ ما يملكه من حطام الدنيا ووزّعه على الفقراء، ومن ثمَّ ترك المدينة وذهب إلى الصحراء.
يُقال أنّه شارك في مجمع نيقية ضدّ الآريوسيّة وكان له دورٌ هامٌ في دحض هذه الهرطقة في المجمع وبعده.
في زمنه وبرعايته ازدهرت الرهبنة في الصحراء، فامتلأ القفر من المتوحِّدين. لذلك، يدعى بـ"أبي الرهبان".
من أقواله: "رأيت فخاخ العدوّ منتشرة في العالم فقلت متأوِّهًا: من يستطيع أن يخلص؟! حينئذ، سمعت صوتًا يقول لي: "المتواضع".
 
*     *      *
الرهبانيّون هم الذين تركوا العالم وما فيه خوفًا من خسارة الحياة الأبديّة. لذلك، هم جماعة تعيش بهاجس واحد: إقتناء الحياة الأبديّة. الطريق إلى تحقيق ذلك هو عيش الكتاب المقدَّس. والكتاب يوضح صريحًا أنَّ الله يستعلن لشعبه في الصحراء، بعيدًا عن صَخَب المدنيّة، بعيدًا عن تعلّق الناس برؤساء هذا العالم وبمجد هذا العالم وبكلّ ما يعتقدونه مصدرًا لحياتهم واطمئنانهم وأمنهم وراحتهم ورفاههم في هذا العالم. الحياة الرهبانيّة أساسها الشوق إلى الله والعيش معه في رضاه بعيدًا عن كلّ ما يخالف وصيّته. لذلك، الرهابين هم في هذا العالم ولكنّهم ليسوا من هذا العالم بل من الآخِرة يأتون ليشكّلوا شهادةً حيَّةً للحياة الملكوتيّة. لذلك، تسمّى الحياة الرهبانيّة بـ"الحياة الملائكيّة".
 
*     *      *
أساس الحياة الرهبانيّة هو الشركة والسلوك في التوبة (معموديّة بالدموع) والتواضع والاتِّكال الكلِّيّ على الله والتخلِّي عن الأنا في كلّ شيء. طريقها العمل(Praxis) (أي جهاد الصلاة الصوم وقراءة الكتاب المقدَّس ودراسته والخدمة) والتأمُّل (Theoria) (أي الاتحاد بالله في الصلاة ومعاينته بوجه مكشوف في النور الإلهي).
الرهبنة روح الحياة المسيحيّة. كلّ مسيحيّ راهبٌ، وكلُّ راهب مثالٌ للحياة المسيحيّة، لأنّ الرهبنة في جوهرها عودة إلى الحياة المسيحيّة كما عاشتها الكنيسة الأولى في أعمال الرسل.
 
ومن له أذنان للسمع فليسمع
طروبارية القيامة                                 باللحن الأول
 
إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفظ من الجند، قمتَ في اليوم الثالثِ أيّها المخلّص مانحاً العالم الحياة. لذلك، قواتُ السماوات هتفوا اليك يا واهب الحياة: المجدُ لقيامتك أيّها المسيح، المجدُ لمُلككَ، المجدُ لتدبيرك يا مُحبَّ البشر وحدك.
قنداق دخول السيد  إلى الهيكل        باللحن الأول
 
يا مَن بمولدِكَ أيّها المسيحُ الإله للمستودع البتوليِّ قدَّستَ، وليَديْ سمعانَ كما لاقَ باركْتَ، ولنا الآن أدركْتَ وخلَّصْتَ، إحفظ رعيتَّكَ بسلامٍ في الحروب، وأيِّدِ المؤمنين الذين أحبَبْنَهم، بما أنّك وحدَكَ محبٌّ للبشر.
الرسالة
كول 3: 4-11 
 
ما أعظم اعمالَكَ يا ربُّ. كلّها بحكمةٍ صنعت
باركي يا نفسي الربَّ
 
يا إخوةُ، متى ظهرَ المسيحُ الذي هو حياتُنا فأنتم أيضًا تُظهَرون حينئذٍ معهُ في المجد. فأمِيتوا اعضاءَكم التي على الأرضِ، الزِنى والنجاسةَ والهوى والشهوةَ الرديئَة والطمعَ الذي هو عبادةُ وثَن، لأنَّهُ لأجلِ هذه يأتي غضبُ الله على أبناءِ العِصيان وفي هذه أنتم أيضًا سلكُتم حيناً إذ كنتُم عائشينَ فيها. أمَّا الآن فأنتم أيضًا اطرحوا الكلَّ، الغضبَ والسُخطَ والخُبثَ والتجديفَ والكلام القبيحَ من أفواهِكم، ولا يكذِبَن بعضُكم بعضاً بل اخلعوا الإنسانَ العتيقَ معَ أعمالِه والبَسُوا الإنسان الجديد الذي يتجدَّدُ للمعرفةِ على صورةِ خالقهِ، حيثُ ليس يونانيٌ ولا يهوديٌ، لا ختانٌ ولا قَلَفٌ، لا بربريٌّ ولا اسكِيثيٌ، لا عبدٌ ولا حرٌ، بلِ المسيحُ هو كلُّ شيء وفي الجميع.
 
الإنجيل
لو 17: 12-19
 
في ذلك الزمان، فيما يسوع داخلٌ إلى قريةٍ، استقبلهُ عشرةَ رجال بُرصٍ، ووقفوا من بعيدٍ ورفعوا أصواتَهمْ قائلين: يا يسوع المعلّم ارحمنا. فلمَّا رآهم قال لهم: امضوا وأَرُوا الكهنةَ أنفسَكم. وفيما هم منطلقون طَهروا. وإن واحداً منهم لمَّا رأى أنَّهُ  قد بَرِئَ رَجَع يمجّد الله بصوتٍ عظيم، وخرَّ على وجهه عند قَدَميه شاكراً لهُ، وكان سامريَّا. فأجاب يسوع وقال: أليس العَشرة قد طُهروا فأين التِسعة. ألم يوجَد مَن يرجعُ ليمجّد الله إلا هذا الأجنبيّ! وقال له: قُمْ وامضِ، إيمانك قد خلَّصك.
في الإنجيل
 
"أَليس العَشرة قد طهروا فأين التسعة؟ ألم يوجد من يرجع ليمجِّد الله إلاّ هذا الأجنبي؟!".
 
هكذا طرح الرب يسوع تساؤله اليوم بعد أن شفى من مرض البرص عشرة أشخاص، وواحد منهم فقط رجع إليه ليشكره، واللافت أنّه كان "سامريًّا" ووصفه يسوع بأنّه "أجنبيّ".
حَدَثٌ رائع سمعناه اليوم يختصر حكاية علاقة البشر بربّهم. إنّ المرض يصيب جميع الناس من دون استثناء. إنّ الحاجة لمنقذ موجودة عند جميع الناس. إنّ طلب الرحمة يصعد من جميع الحناجر والقلوب. ولكن، مَنْ هو الإنسان الذي يتواضع ويجرؤ على العودة إلى الربّ ليشكره وليمجّد الله على ما فعل معه؟
سؤالٌ يبقى مطروحًا مدى الزمن الذي تُرى فيه دائمًا أكثريّةُ أبناء الكنيسة خارج أبواب كنيستهم.
في هذه الأيام المعاصرة أمورٌ كثيرة مختلفة صارت تشكّل عبئًا وتمنع الكثيرين من الدخول إلى الكنيسة. ووحده كشف القلب أمام الله بالاعتراف يفيد كثيرًا في تخطي جميع هذه العوائق، ويساعد على العودة بسجود عند "قدمَي يسوع" لتقديم الشكر والتمجيد له. كيف لا، وكنيستنا تعلّمنا أن "نعترف بِالْمِنَّةِ" لربّنا على جميع ما يُنعم به علينا.
لذلك، فإنّ تقديم الشكر للربّ على إحساناته هو تكريسٌ للإيمان به ربًّا وشافيًا ومخلِّصًا. فكما فعل هذا السامريّ الذي بعد أن طلب الرحمة ونالها بالشفاء رجع ومجّد الله وشكره ساجدًا له، وسمع من يسوع: "إيمانك قد خلَّصك"، فَحَريٌّ بنا أن نتمثّل به ونكمّل إيماننا بربّنا بواجب السجود له وتقديم الشكر،  وهذا أضعف الإيمان، لأنّنا كنيسة شُكْرِيّة تقوم أصلاً على "سرّ الشكر".
 
فهل يسعى البشر في ما بعد إلى كمالٍ من هذا النوع في علاقتهم بربّهم يسوع؟ سؤال يوجَّه إلى كلٍّ بشريّ يسعى إلى الخلاص، وخصوصًا إلى كلّ مؤمن يريد أن يكون هو السبّاق في سماع هذا القول العظيم من ربّه: "إيمانك قد خلّصك". آمين.
خصوصيتنا
 
كلّما أطلّت فترة عيد الميلاد ورأس السنة كثرت النداءات وتعدّدت الطروحات حول ضرورة أن تتمايز احتفالات المسيحيين، بالمناسبة، عن غيرهم من الناس وتتحلّى بخصوصية. ويذهب العديدون، كلّ مما يراه يتوافق وآراءَهُ الايمانية وتعاليم الكنيسة، إلى تحديد سبل هذا التمايز. ولا يختلف اثنان في أن هذه النداءات نادراً ما تلقى صداها المرجوّ لدى المؤمنين نظراً لترسّخ العادات والتقاليد الشعبية وثباتها لديهم. والسبب الآخر أنه كثيراً ما تأتي هذه الدعوات والناس تُشغَل بالمناسبة وتعيش وسط ضجيجها بحيث يصعب عليها التحرّر الفوريّ منها. لذلك قد يفيد اليوم، وقد بدأنا بالابتعاد عن هذه الفترة، أن نوضح بعض ما يسهّل علينا، كمؤمنين، إحياء هذه المُناسبة بما يتوافق ومركزيتها الايمانية ويليق بنا كأبناء للمسيح.
 
 عامّةً، إن الكنيسة لا يُغيظها فرحُ المؤمنين والأطفال في مُناسبة كهذه وفي أيّة مناسبة أخرى، فهذا الفرح هو فرحٌ للربّ. كما لا يُضيرها أن يعبّر المؤمنون عن هذا الفرح، إذا شاؤوا، وفق تقاليدهم الشعبية والاجتماعية الموروثة، ما لم تُغذّي هذه التقاليد أهواءهم  وتُبعدهم عن السلوك الحسن والتحلّي بالفضائل الايمانية. إذ ليس بالضرورة أن تتناقض هذه العادات والتقاليد، كلّها، وإرادة الربّ، خصوصاً إذا طُعّمت بنكهة الايمان وتسرّبت منها هذه النكهة إلى الناس، وصارت في خدمة البشارة. فالكنيسة تُدرك أنها موجودة في العالم وليس خارجه، وإنّما برجاء أن يتحلّى هذا الوجود بنسيج إلهيّ ويهدف الى نشر فكر المسيح وبسط نوره في العالم. من هذا الرجاء تنبع خصوصية تعاطينا، نحن المؤمنين، مع شؤون الدنيا. وأول الغيث لنحفظ هذه الخصوصية، في مناسبة الميلاد أو أيّة مناسبة دينية أخرى، هو ألاّ ندع شأناً دنيوياً يُغيّب معانيها وأبعادها الايمانية عنّا ويكتسب مكانتها في ضمائرنا.
  بعيداً عن هذا الأمر لا يشوّه مُناسباتنا الايمانية أمرٌ، ويسهل علينا أن ننزع عن الرموز والعادات، التي تواكبها، ما أضفيناه عليها من صنميّة. ففي حضن هذا الوعي الايمانيّ لا يعود مهمّاً أو مطلوباً، مثلاً، أن نقتلع رمزية بابانويل من ضمائر الأطفال ليستقيم فرحنا وفرحهم بالميلاد. الفرح يستقيم، بوجود هذا الرمز أو بغيابه، إن تلمّسنا حجم المحبة الإلهية التي غمرتنا بتجسّد الإله وكشفنا هذه المحبّة ونقلناها لأطفالنا، وأولينا هذه المهمّة مَقامَها في العيد. ويستقيم الفرح إن جعلنا من بابانويل، برمزيته لدى الأطفال، مُساهماً في هذا الكشف ومُساعداً عليه. الفرح يستقيم إن أرفقنا تقديماتنا وهدايانا للأبناء والأقرباء بالتحرّر من روح الجشع، واقتنينا روح التخلّي والعطاء، وجعلنا الفقراء أقرباء، حقيقيين، لنا ولحظناهم، كما ينبغي، في التقدمات والهدايا. ويستقيم الفرح إن أشركنا بابانويل، أو غيره، في توعية أطفالنا وتربيتهم على هذه الروح، وإن سأله أطفالنا أن يُشرك أطفالاً فقراء، أقرباء لهم أو أصدقاء، بتقدمات وهدايا. وفي حضرة الوعي الإيمانيّ لا يعود مهمّاً ومطلوباً، مثلاً، أن نتخلّى عن لقاءاتنا العائلية والموائد التي تحضر فيها ليستقيم فرحنا. لأن المهمّ والمطلوب هو أن تأتي هذه اللقاءات، زماناً ومكاناً ومضموناً، تتويجاً لمشاركتنا، العائلية، في الذبيحة الالهية الميلادية التي ترفعنا الى الاتّحاد بالطفل المولود، موضوع الحدث، وتزفّ لنا بُشرى التجسّد الالهيّ، فيمتدّ تأثير البُشرى في حياة عائلتنا ويزيد من تماسكها الايمانيّ وليس الانسانيّ وحسب.
  إن حفظنا الخصوصية الإيمانية لا يعود الضير في أن نعبّر عن سعادتنا وفرحنا بأشكال وأساليب إنسانية. الضير في أن نجهل، أو ننسى، بمـا نحتفل ولما نحتفل، فتتماهى احتفالاتنا مع احتفالات غير المؤمنين وتأتي فارغةً من الأساس، غير مُشبعة بحضور الحدث الإيمانيّ فيهـا، ومتناقضةً مع قناعتنا بأن الفرح الحقيقيّ قائم كلّما نمت معاني المُناسبة الايمانية في نفوسنا وقرّبتنا من الخلاص. بهذا نفقد ما خصّنا به الربّ يسوع المسيح موضوع حياتنا وحدثها الدائم، فـ "نربح العالم ونخسر أنفسنا".  
أخبـــارنــــا
                                                 
إستنكار لجريمة الكنيسة في مصر:
غبطة البطريرك  إغناطيوس الرابع أبرق إلى البابا شنودة الثالث
 
استنكر صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع (هزيم) التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسَين للأقباط في الاسكندرية بمصر، عشية الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة. وقال في برقية وجهها الى بابا الأقباط الارثوذكس والكرازة المرقسية الانبا شنودة الثالث: "إننا نتضامن مع محنتكم ونصلّي الى العليّ القدير أن ينعم عليكم بالصبر والحكمة في معالجة تلك المحن." واشار الى "ان هناك الآلاف المؤلَّفة من إخوتنا المسلمين الذين نختبر معهم نعمة عيش الأخوّة، ويستنكرون هذه الحوادث، وينظرون بعين القلق أيضاً الى ما يحدث في أوساط عديدة. ومع هؤلاء نستطيع أن نبني مستقبلاً واعدا وآمنا لأبنائنا."
تركيا:
البطريرك المسكوني يطالب أنقرة بإعادة فتح مدرسة إكليريكية
طالب البطريرك المسكوني برتلماوس الأول في الثاني من كانون الثاني 2011 باعادة فتح مدرسة خالكي الإكليريكية المقفلة منذ 40 سنة. وشكر للحكومة المنبثقة من التيار الإسلامي جهودها الأخيرة لمصلحة الأقليات غير المسلمة في تركيا، لكنه أكَّد أنه ينتظر مزيداً من الجهود. وقال في كلمة بثتها محطات التلفزيون بعدما استقبل نائب رئيس الوزراء بولند أرينج في مقر البطريركية باسطنبول: "ننتظر خطوات جديدة، ننتظر إعادة فتح المدرسة الإكليركية... نأمل في أن تثبت الحكومة حسن نيتها في خصوص هذه المسألة".
أما أرينج فقال: "إن الحكومة ترى أنه من الواجب الاستجابة للمطالب المحقة لمواطنينا الذين يعيشون على هذه الارض منذ قرون... وسنسعى الى استجابتها وفقاً للقوانين، واذا دعت الحاجة من خلال البحث عن ترتيبات جديدة".
وأوردت وكالة "الأناضول" التركية شبه الرسمية أنّ آخر زيارة لرجل دولة من مستوى أرينج للبطريركية تعود الى العام 1952.