الأحد 27 أيلول 2009

الأحد 27 أيلول 2009

27 أيلول 2009
الأحد 27 أيلول  2009
العدد 39
السنة الخامسة عشرة
اللحن السابع  الإيوثينا الخامسة
الأحد 16 بعد العنصرة
 
أعياد الأسبوع
 
27: كليستراتس وال /49/ المستشهدون معه
28: خاريطن المعترف، النبي باروخ 
29: كرياكوس السائح
30: الشهيد غريغوريوس أسقف أرمينية العظمى. الشهيد ستراتونيكس
1: الرسول حنانيا أحد السبعين، رومانوس المرنم
2: الشهيد في الكهنة كبريانوس، الشهيدة أيوستينة
3:الشهيد في الكهنة ديونيسيوس الأريوباغي أسقف أثينا، البار إيسيخيوس
طروبارية القيامة                          باللحن السابع
 
حطمت بصليبكَ الموتَ وفتحتَ للّصّ الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيها المسيح الإله مانحاً العالم الرحمةَ العظمى. 
القنداق                                         باللحن الثاني
 
يا شفيعَةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودِة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعةِ، وأسَرعي في الطلْبَةِ، يا والدة الإلهِ المُتشفعةَ دائماً بمكرِّميك.
الرسالة: 
2 كورنثوس 6: 1-10
 
الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه                    
قَدِّموا للربِّ يا أبناءَ الله
 
يا إخوةُ، بِما أنَّا معاوِنُونَ نَطلُبُ اليكم أن لا تَقَبَلُوا نِعمَةَ اللهِ في الباطِل، لأنَّهُ يقولُ: إني في وقتٍ مقبولٍ استجبتُ لكَ وفي يومِ خَلاصٍ أَعَنتُك. فَهُوذا الآنَ وقتٌ مقبول. هوذا الآنَ يومُ خَلاص. ولسنا نَأتي بِمَعثََرةٍ في شيءٍ لئلاَّ يَلحَقَ الخدمَةَ عَيبٌ، بل نُظهِرُ في كلِ شيء أنفسَنا كخدَّامِ اللهِ في صَبرٍ كثيرٍ في شدائدَ في ضَروراتٍ في ضِيقاتٍ في جَلدَاتٍ في سُجونٍ في اضطراباتٍ في أتعابٍ في أسهارٍ في أصوامٍ في طَهارةٍ في معرفةٍ في طُول أناةٍ في رفقٍ في الروح القُدُس في محبةٍ بِلا رِياءٍ في كلمةِ الحقِ في قُوةِ الله بأسلحَةِ البِرِ عن اليَمين وعَن اليَسار. بمجدٍ وهَوانٍ. بِسُوءِِ صِيتٍ وحُسنهِ. كأنَّا مُضلُّون ونَحنُ صادقون. كأنَّا مَجهولون ونحنُ مَعروفون. كأنَّا مائِتونَ وها نحنُ أحياءُ. كأنَّا مؤدَّبونَ ولا نُقتَل. كأنَّا حِزانٌ ونحنُ دائماً فَرِحون. كأنَّا فُقراء ونحنُ نُغني كثيرين. كأنَّا لا شَيء لنا ونحنُ نملِكُ كُلَّ شيءٍ.
الإنجيل: 
لو 5: 1-11(لوقا 1)
 
في ذلك الزمان، فيما يسوع واقف عند بحيرة جنيسارت رأى سفينتين واقفتين عند شاطئ البحيرة وقد انحدر منهما الصيادون يغسلون الشباك. فدخل إحدى السفينتين، وكانت لسمعان، وسأله أن يتباعد قليلاً عن البرّ، وجلس يعلّم الجموع من السفينة. ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: تقدَّم إلى العمق وألقُوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له: يا معلم إنّا قد تعبنا الليل كله ولم نصب شيئًا، ولكن بكلمتك ألقي الشبكة. فلما فعلوا ذلك أصابوا من السمك شيئاً كثيراً حتى تخرَّقت شبكتهم. فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الأخرى أن يأتوا ويعاونوهم، فأتوا وملأوا السفينتين حتى كادتا تغرقان. فلما رأى ذلك سمعان بطرس خرّ عند ركبتي يسوع قائلاً: أخرج عني يا ربّ فإني رجل خاطئ، لأن الانذهال اعتراه هو وكل من معه لصيد السمك الذي أصابوه، وكذلك يعقوب ويوحنا ابنا زبدى اللذان كانا رفيقين لسمعان. فقال يسوع لسمعان: لا تخف فإنك من الآن تكون صائداً للناسْ. فلما بلغوا بالسفينتين إلى البرّ تركوا كل شيء وتبعوه.
في الرسالة
 
يحدّد الرسول بولس، في المقطع الذي يسبق المقطع المتلوّ اليوم، مهمّةَ رسول المسيح. فالله الذي قد صالحنا بالمسيح، المصلوب لأجلنا، عهد إلى الرسل ”خدمة المصالحة“ واستودعهم ”كلمة المصالحة“ أي الإنجيل. ويتابع الرسول: ”فنحن (الرسل) سفراء المسيح، كأنّما الله يعظ بنا. فنناشدكم باسم المسيح (أو لأجل المسيح) أن تَصَالَحُوا مع الله“. ويتابع الرسول ما نسمعه في مستهلّ هذه التلاوة: ”بما أنّا معاونون، نطلب إليكم أن لا تقبلوا نعمة الله في الباطل“. ومعاونون، أي معاونو الله، جاءت حرفيًّا: ”إذ نعمل معًا“، أيّ إنّ عمل البشارة هو عمل الله والرسول بآن. الله يعمل من خلال الرسول، والرسول يعمل بقوّة الله ومؤازرته. فهناك تآزر بين الله والرسول في عمل البشارة الواحد. ”نحثّكم ألاّ يكون قبولكم نعمة الله باطلاً“. يقصد بقبول نعمة الله سماعَ الإنجيل الذي هو ”كلمة المصالحة: أن تصالحوا مع الله“. فوصول الإنجيل إليكم على فم الرسول هو نعمة من الله، هو فرصة من الله أمامكم، لتدخلوا في نطاق المصالحة والبرّ الإلهيّين. فلا تدعوا الفرصة تفوتكم، ولا تجعلوا من وصول الإنجيل إليكم بلا فائدة ولا ثمر (باطلاً)، بل ليكن إيمانكم ثمرة الإنجيل الذي حملْتُه إليكم. إغتنموا الفرصة فـ ”هوذا الآن يوم خلاص“.
وبعد الكلام على مهمّة الرسول، ينتقل بولس إلى الكلام على كيفيّة قيامه بخدمته الرسوليّة، خدمةً مرضية لله خالية من كلّ عيب ومن أيّ معثرة. فالرسول بولس، كخادم حقيقيّ لله، يقوم بخدمته الرسوليّة ”في صبر كثير، في شدائد، في ضرورات، في ضيقات، في جلدات، في سجون“. وهذه، عند بولس، علامات الخدمة الرسوليّة الأولى. أمّا العلامات الثانية فهي القوّات والمعجزات التي يُجريها الله على يده بالروح القدس الذي يؤازره. فبالآلام والاضطهادات من جهّة، وبـ ”قوّة الله“ والآيات المصنوعة بالروح القدس من جهّة أخرى ـ هذه هي أسلحة اليمين (السيف أو الرمح) وأسلحة اليسار (الترس) التي بها يُتمّم الرسول معركة نشر الإنجيل ـ يحمل الرسول الإنجيلَ ”كلمة الحقّ“؛ ويتمّم خدمته الرسوليّة ”في مشقّات، في طهارة، في أصوام، في أسهار، في أتعاب“ و”لا يأتي بمعثرة في شيء لئلاّ يلحق الخدمةَ عيبٌ“. وكلّ هذا الاهتمام من الرسول بالبرهنة على صحّة رسوليّته، إنّما هو ناتج عن افتراءات أعداءٍ لإنجيله، من النصارى الذين هم من أصل يهوديّ، لا يقبلون دخول الأمميّين في عداد شعب الله من دون أن يختتنوا. هؤلاء كانوا يهاجمون بولس أنّه ”مضِلٌّ“ للأمميّين، ”مجهول“ نكرة جعل من ذاته رسولاً، وهو ما عرف المسيح يومًا وما رآه. واتّهموه بأنّه، بقبوله الأمم من دون ختان، لا يحمل الإنجيل الحقّ، بل يراعيهم ليقبلوا إنجيله بسهولة أكبر، فيتبجّح بوفرة ثمار عمله. من هنا كان الإختلاف في النظرة إلى الرسول بولس: ”بسوء صيت وحسنه. كأنّا مضِلّون ونحن صادقون؛ كأنّا مجهولون ونحن معروفون“. وبعد أن يعود ثانية إلى التنويه بمشقّاته وآلامه في سبيل الإنجيل بقوله ”كأنّا مائتون وها نحن أحياء؛ كأنّا مؤدَّبون [من الله] ولا نُقتل؛ كأنّا حزانى ونحن دائمًا فرحون“، يختم بالقول: ”كأنّا فقراء ونحن نغني كثيرين؛ كأنّا لا شيء لنا ونحن نملك كلّ شيء“، مؤكّدًا أنّ الإنجيل الذي يحمله هو الغنى الحقيقيّ، لا بل هو ”كلّ شيء“، إذ هو كلمة الخلاص والحياة.
عظة المتروبوليت جورج (خضر) 
 
في قداس أربعين المثلّث الرحمات المطران  إِلياس (قربان)
 
نحمل المطران الياس أو هو يحملنا في هذه الذبيحة. ذكرى الأربعين ذكرى أنشدادنا إلى سمائه. نحن نكدّ من أجل أن نستحقّه بعد أن ساكننا في محبّته. وإذا رغبنا في أن نكون سماويين نكون اليه ونكون لمسيحه في هذا الانكسار الذي عاش ليعلمنا إياه. وبعد أن أحبّ التواري هنا يضيئنا بالنور الذي يستمدّ الآن. والنور الواحد الذي ينزل عليه وعلينا هو وحده المكان الذي تتموضع فيه سيادة الله. علاقتنا به هي في المسيح الذي أحبّ ونحاول نحن أن نحبه ما تروَّضنا على التواضع الذي هو فكر المسيح الذي أخذ صورة عبد ليصير شبيهنا ويشركنا بموته وقيامته. يا راعيَ نفوسنا العظيم نحن نعرف أنك ترعى المطران إلياس بواسع رحمتك التي تحضن الذين استرددت إليك واستبقيت هنا الذين هم لك. الذين ذهبوا إلى السلام والذين أحللت فيهم سلامك على الأرض هم واحد في جسدك تضمّ اليه الذين سيتناولونك في الكأس المقدسة والذين يتناولونك فوق بلا شكل ولا صورة. هؤلاء لأنك امتلكتهم امتلاكاً كلياً نستشفعهم ليجعلونا لك فتُحرِّرَنا بالإنجيل والعبادات المستقيمة الرأي. لقد قدّم لك المطران إلياس كلماتٍ لاهوتيّة نزلت منك عليه وأعادها اليك بفخامة ذلك الترنيم الذي جعلْتَه في قلبه وعلى لسانه فاستعضنا عن تقصيرنا بما رفعه إليك بتسبيح قيثارته. يا يسوع القدوس وحده نسألك لمن كان صاحب هذه الأبرشيّة الغفرانَ وتجلّيات له في الفردوس، وقد ذقنا من ملكوتياك في ما وهبته، وكشفت له أن المذبح في كنيسة الأرض إِنْ هو ألا صورة باهتة عن المذبح السماوي. لن يبقى للمطران إلياس مما قام به على الأرض إلاّ شوقُه إلى السماء. غير أن الأشواق نفسها تفنى في الرؤية. طابت له الرؤية وطاب فينا تذكّرها حتى لا نحفظ منك ربِّي سوى بهاء وجهك. مُجِدّتَ ربّي بحناجر من أحبّك وبقلوب من أدّى لك خدمة بعد خدمة.
وإذا كان نصيبنا أن نسبّحك كل حين على قدسيّة حياة وأصالة فكر سويّ اجعَلْ نصيبنا في ملكوت محبّتك. إنه هو مكان لقائنا بالشهود هؤلاء الذين يسيرون وراءك أو يسيرون فيك حتى يفنى الفاني فيهم ويؤهلونا لطلب الباقيات. إِرفع يا ربّ، ليتمّ إخلاصنا للذين استدعيت، كلَّ حزن وغمّ وتنهّد عنا، وامسح عن عيوننا كلّ دمعة كما قال يوحنا الرائي في السفر الأخير من كتابك الطيّب، حتى ننتقل إلى الفرح وإلى العمل الذي تجعل به أرضَنا سماءً، وقد حان ظهور القديسين على الأرض حتى نستطيع أن ننشد أنّ مملكتك الأبديّة تجددّت أزليّتها. والمعنى أنّ الذين جعلتهم لك تأخذهم من حضنك إلى صدرك ليفهموا ويسمعوا من قلبك تلك الكلمات التي لا يسوغ النطق بها. إلى هذا السرّ العظيم الذي يفوق كل وصف وعقل انقُلْنا ربِّ واشملنا بالرأفة التي تسكب الآن على هذا الذي ضممناه إلى الذبيحة التي هي وحدها كلمتك الأخيرة. إِجعلها، على ذنوبنا، أيضًا كلمة منا إليك لتطرب بنا ونطرب بك.
أخبــــارنــــا
أربعون المتروبوليت الياس
 
رأس المطران جاورجيوس (خضر)، متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما للروم الأرثوذكس والمعتمد البطريركي لأبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما القداس الإلهي، صباح الأحد 20 أيلول 2009، في كاتدرائية القديس جاورجيوس بطرابلس لمناسبة مرور أربعين يوماً على انتقال المثلث الرّحمة المطران إلياس قربان، راعي الأبرشية. شارك في القداس المطارنة أنطون الشدراوي (المكسيك)، الياس كفوري (صور وصيدا ومرجعيون)، سلوان موسى (الأرجنتين)، والأرشمندريت يوحنا بطش ولفيف من كهنة رعايا طرابلس والكورة والمنية والضنية وزغرتا، وخدمت جوقة الأبرشية بقيادة الأب نقولا مالك، كما حضر النائب روبير فاضل والوزير السابق يعقوب الصرّاف وممثلو النواب والوزراء ومطران الروم الكاثوليك جورج رياشي وممثل عن مطران الموارنة جورج أبو جودة ونقيب الأطباء نسيم خرياطي واللواء سهيل خوري ورؤساء البلديات والمخاتير ووفود المدن والقرى وحشد من المؤمنين وممثلو مجالس الرعايا والجمعيات والمدارس والجمعيات الثقافية والإجتماعية، وتولّى أعضاء حركة الشبيبة الأرثوذكسية والكشاف الوطني الأرثوذكسي تنظيم الإحتفال. بعد القداس تقبّل المطران جاورجيوس والسّادة المطارنة وآل قربان التّعازي وحضر دولة الرئيس نجيب ميقاتي والمحامي كوستي عيسى ممثلاً نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري الموجود في فرنسا، ووليد داغر ممثلاً نائب رئيس الوزراء السابق عصام فارس، والنائب فريد حبيب، ورفلي دياب ممثلاً النائب سليمان فرنجية، والعميد علي خليفة قائد منطقة الشمال لقوى الأمن الدّاخلي، العميد صباح حيدر، الدكتوران ميشال نجار ووليد مبيّض من جامعة البلمند، أمين عام المدارس الأرثوذكسيّة شفيق حيدر، أمين عام حركة الشبيبة الأرثوذكسية رينه أنطون، المفتش التربوي فوزي نعمة، وحشود من المؤمنين. هذا، وقد وزّعت دار المطرانية على المشاركين كتابًا يضمّ كلّ ما كتبته الأقلام عن المثلث الرحمة المطران إلياس، إضافة إلى قرص مدمج حمل لقطات من الأرشيف لمحطات من مسيرة الرّاحل وأعماله في الأبرشيّة.
وفاة الأب جبرائيل الشاغوري كاهن رعية كفرحبو
 
رقد على رجاء القيامة والحياة الأبدية قدس الإيكونومس جيرائيل شاغوري كاهن رعية كفرحبو وذلك ليل الجمعة الواقع فيه 18 أيلول. وقد نعاه سيادة المعتمد البطريركي المتروبوليت جاورجيوس حيث أقيمت خدمة جناز الكهنة يوم السبت الساعة الرابعة بعد الظهر وخدمة الجناز الرسمي يوم الأحد الساعة الخامسة وذلك برئاسة الأرشمندريت يوحنا بطش مكلَّفاً من سيادة المعتمد وحضور لفيف من كهنة الأبرشية وعدد كبير من أبناء كفرحبو والمنطقة. وقد ألقى الأرشمندريت يوحنا عظة تأبينية بموضوع "من هو الكاهن" ذاكراً تضحيات الراحل والخدمة الجليلة التي قام بها زهاء نصف قرن للبلدة وللمنطقة.  
اشتراكات نشرة الكرمة
 
نذكّر الرعايا التي لم تسدِّد بعد ما تبقى عليها من اشتراكها في نشرة الكرمة 2009 بضرورة تسديد اشتراكاتها خلال شهر تشرين الأول بدفع المبالغ المتبقية عليها، وذلك حفاظاً على استمرارية النشرة في الصدور.
أُمسِية تَراتِيل لِجَوقَةُ الأَبرَشِيَّةِ في شكّا
 
بِرعايَة وَحضُور سيادَة المِتروبوليت جاوُرجِيوس (خضر)، أَحيَتْ جَوقَةُ أبرَشِيَّةِ طرَابلُس والكُورَة وَتوَابِعِهمَا للرُوم الأرثُوذُكس، لَيلَ الخَمِيس 17 أيلُول، أُمسِيَة تَراتِيل بِيزنطِيَّة بِعُنوَان "الراعي والمرنّم والقُدوة"، تَكرِيماً لِمُؤَسِّسَها المُثَلَّث الرَّحمات المِتروبوليت الياس (قُرْبان)، الّذي كرَّمتْهُ لأنَّهُ أَنشأَهَا، دَعمهَا، شَجَّعهَا، وَكَانَ لهَا الرَّاعيَ الصَّالِح طِيلةَ ثماني عشْرةَ سنةً. كرَّمتْهُ لأَنَّهُ عَلَّمهَا حُبَّ التّرتيل، والتّرتيلَ بِحُبّ، وَأَلاّ تَعرفَ للتّرتيلِ هَدَفًا سِوى الصّلاة. كرَّمتْهُ لأنَّهُ بَادَرهَا مُنذُ نَشأَتِهَا بِمَحبَّةٍ صافِيةٍ، مشفوعةٍ بالثّقةِ الكاملة، كانت لها بَرْدًا على الأكبادِ، وَزَخْمًا، وعِلَّةً نشاطٍ واستمراريّة.
حَضَنتِ الأُمسِية كَنيسَةُ تَجلّي الرَّب في شكّا، وكَانَ لافِتاً حَجمُ جُمهورِ المؤمنينَ الّذي غَصَّت بِه الكَنيسَة بِكُلِّ زَوايَاهَا. إستَهلَّ اللقاءَ قُدْسُ الأَبِ المتقدِّم في الكهنة نقولا مالِك قائِد الجوقة، مُرَحِّباً بالحُضُور، وَمُتكَلِّماً عَلى بَرنامَجِ الأمسِية، الّذي ضَمَّ مَجمُوعَة تَراتيل كَانَت مُحَبَّبَةً على قَلبِ وَمسمَعِ المِتروبوليت إلياس. نَذكُر مِنها "َأيُّهَا المَلِكُ السَّمَاوِيُّ" وَ "إِنَّ مَصَفَّ الآبَاءِ". تَميَّزت الأمسِية بالأداءِ الرَّفِيع المُستَوى والكَبير الإتقَان لِلجَوقَة، الّذي أظهَرَ قِدَمَها وَعراقَتهَا، وَترجَم جمَال ما تَعَلَّمتهُ مِن راعِيها، أَي الترتِيل المُفعَم بالانضِباط والوَقار وَالجوِّ الخُشُوعِيّ الصَّلاتِيّ. أمَّا اللافت في الأمسِية فكَان حُضور المِتروبوليت الياس بالصّوت والصُورة، عبرَ شَاشةٍ كبيرَةٍ، عُرِضَت عَليْها تَراتيل أُخِذت مِن خِدَمٍ حَيَّةٍ لَهُ، والّتي تناوَبَت الجَوقَة وَإِيَّاه على بَعضٍ مِنهَا مثل "تَبْرِيكَاتُ القِيَامَةِ" وَ "اسْتِيشِيرَاتُ الفِصْحِ".
خِتاماً، ألقَى صاحِبُ السيادَة المِتروبوليت جاوُرجِيوس كَلِمةً جَاءَ فيهَا أنَّ الجَوقَة كانَت واحِداً كَما اشتَهَاهَا هَذا السيِّد الّذي تُكْرِم، وَأنَّها أحبَّت هذا الرَّاعي الّذي حَفِظَها، وَأنَّها، وَبِكلِّ قِواهَا، تَحفَظُ بِوَفاءٍ كُلّ مَا سَلَّمَهَا مِن أمَانَةٍ