الأحد 25 تشرين الأول 2009

الأحد 25 تشرين الأول 2009

25 تشرين الأول 2009
الأحد 25 تشرين الأول  2009
العدد 43
السنة الخامسة عشرة
اللحن الثالث  الإيوثينا التاسعة
الأحد 20 بعد العنصرة
 
أعياد الأسبوع
 
25:الشهداء مركيانوس ومرتيريوس، تابيثا الرحيمة التي أقامها بطرس
26: العظيم في الشهداء ديمتريوس المفيض الطيب، الزلزلة العظيمة
27:الشهيد نسطر، بروكلا امرأة بيلاطس
28:الشهداء ترنتيوس ونيونيلا وأولادهما، استفانوس السابوي
29: أناستاسيا الرومية، البار أبراميوس ومريم إبنة أخيه
30: الشهيدان زينوبيوس وزينوبيا أخته، الرسول كلاوبا
31:الرسول سطاشيس ورفقته، الشهيد أبيماخس
طروبارية القيامة                   باللحن الثالث
 
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعِده، ووطِئ الموتَ بالموتِ، وصار بكرَ الأموات، وأنقذنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالم الرحمةَ العُظمى. 
القنداق                                  باللحن الثاني      
 
يا شفيعَةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودِة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخطاة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ، وأسَرعي في الطلْبَةِ يا والدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرِّميك.
الرسالة: 
غلا 1: 11-19
 
رتِّلوا لإلهنا رتِّلوا               
يا جميعَ الأمم صفِّقوا بالأيادي
 
يا إخوة، أُعلِمُكم أنَّ الإنجيلَ الذي بشَّرتُ بهِ ليسَ بحسبِ الإنسانِ، لأنّي لم أتسلَّمْه أو أتعلَّمْهُ من إنسان بل بإعلان يسوعَ المسيح. فإنَّكم قد سمعتم بسيرتي قديماً في مِلَّةِ اليهودِ أنّي كنتُ أضطَهِدُ كنيسةً اللهِ بإفراطٍ وأدمّرها. وأزيدُ تقدُّماً في مِلَّةِ اليهودِ على كثيرين من أترابي في جِنسي بكوني أوفرَ منهم غَيرةً على تقليدات آبائي. فلمَّا ارتضَى الله الذي أفرزني من جوفِ أمي ودعاني بنعمتِه أنْ يُعلِن ابنََهُ فيَّ لأُبشّرَ بهِ بينَ الأممِ، لِساعتي لم أُصغِ إلى لحمٍ ودمٍ ولا صَعِدْتُ إلى أورشليمَ إلى الرسلِ الذينَ قبلي، بل انطَلَقتُ إلى ديار العرب، وبعد ذلك رَجَعْتُ إلى دِمشق. ثمَّ إني بعدَ ثلاثِ سنينَ صَعِدتُ إلى أورشليمَ لأزورَ بطرس فأقمتُ عندَه خمسةَ عَشَرَ يوماً، ولم أرَ غيرَهُ من الرسلِ سوى يعقوبَ أخي الربّ.
الإنجيل: 
لو 8: 27-39 (لوقا 6)
 
في ذلك الزمان، أتى يسوعُ إلى كورَةِ الجِرجِسييّنَ، فاستقبَلهُ رجُلٌ منَ المَدينَةِ بِه شياطينُ مُنذُ زَمانٍ طويلِ، ولم يكن يلبَسُ ثوباً ولا يأوِي إلى بَيتٍ بل إلى القبور. فلمّا رأى يسوعَ صاحَ وخرَّ وقالَ بِصوتٍ عظيم: ما لي ولكَ يا يسوعُ ابْنَ اللهِ العليّ. أطلُبُ إليكَ ألاّ تُعَذبَني. فَإنَّهُ أمَرَ الروحَ النَجِسَ أن يَخرُجَ منَ الإنسانِ لأنَّهُ كانَ قد اختطفَهُ مُنذُ زَمانٍ طويلٍ، وكانَ يُربَطُ بسلاسِلَ ويُحْبَسُ بِقُيودٍ فيقطعُ الرُّبطَ وتسوقه الشياطين إلى البراري. فسألَهُ يسوعُ قائلاً: ما اسمُك؟ فقالَ: لجيَون، لأنَّ شياطينَ كثيرينَ كانوا قد دَخلوا فيهِ وطلبوا إليهِ أن لا يأمُرَهُم بالذهابِ إلى الهاوية. وكانَ هُناكَ قَطيعُ خنازيرَ كثيرةٍ ترعَى في الجبلِ، فَطَلَبوا إليهِ أن يأذنَ لهم بالدخولِ فيها فأذِن لهم. فخَرَج الشياطينُ من الإنسانِ ودخَلوا في الخنازيرِ، فوَثبَ القطيعُ عَن الجُرْفِ إلى البُحَيْرةِ فاختنقَ. فلمَّا رأى الرُّعاةُ ما حَدَثَ هَرَبوا فأخبَروا في المدينةِ وفي الحقول، فخرجوا ليَروا ما حَدَث، وأتوا إلى يسوعَ فوَجدوا الإنسَانَ الذي خَرَجَت مِنهُ الشياطينُ جَالِساً عندَ قدَمَي يسوعَ لابِساً صحيحَ العقل فَخافوا. وأخبَرَهُم الناظِرونَ أيضاً كيْف أُبْرِئَ المجنونُ. فسألَهُ جمِيعُ جُمهورِ كُورَةِ الجرجسِيّينَ أن ينصَرِفَ عَنهم لأنَّهُ اعْتَراهم خوفٌ عَظيم. فدَخَلَ السفينةَ ورَجَعَ، فسَألَهُ الرجُلُ الذي خرَجَت مِنه الشياطينُ أن يكونَ مَعَهُ. فَصَرَفهُ يسوعُ قائلاً: ارجع إلى بيتِكَ وحَدِّث بما صَنعَ الله إليك. فذهَبَ وهُوَ ينادي في المدينة كُلِّها بما صَنعَ إليه يَسوع.
الأرشمندريت أفرام (كرياكوس) متروبوليتاً
 
في يوم الأحد 18/10/2008 ومنذ الساعة السابعة غصت الكاتدرائية المريميّة بجمع غفير من المؤمنين الذين تقاطروا من جميع أنحاء لبنان وسوريا والأردن لحضور قداس رسامة الأرشمندريت أفرام كرياكوس متروبوليتاً على أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما الذي ترأسه صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرّابع وبعض مطارنة الكرسي الأنطاكي وطناً ومهجراً ولفيف من والإكليروس. وأضفت جوقة أبرشية طرابلس على الصلاة عبقاً روحياً سما بالجميع مع الملائكة المسبحين إلى السماء. وفي نهاية القداس والرسامة توّج صاحب الغبطة المتروبوليت الجديد بتاج وسلَّمه العكاز "عصا الرعاية" ثم تفوه بكلمة شدد فيها على أن المطران الجديد "سيدنا أفرام" هو من نوعية خاصة روحياً وعلمياً وحتى سلوكياً "وقد عرفته منذ القدم في البلمند وكعميد لمعهد اللاهوت وكراهب تميَّز بكلامه ورصانته. لقد أحب الكنيسة بإخلاص وأعطاها من مواهبه التي منحه الله إياها، واليوم سوف يغني الكنيسة أكثر من هذه المواهب". "لقد عرفنا طرابلس وأهلها وأيضاً الكورة منذ الستينات وأحببناهم وأردنا أن يكون عندهم مطرانٌ يحبهم ويخدمهم بتفانٍ، وكان الخيار على سيدنا أفرام وهو ليس بغريب عن طرابلس والكورة
وكذلك البلمند الذي سيشمله أيضاً ببركته ومحبته". ثم ختم كلمته بالدعاء إلى الله أن يعضده ويجعل من خدمته مباركة ومثمرة.  وردّ عليه سيدنا أفرام بهذه الكلمة
"صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع، بطريرك إنطاكية و سائر المشرق، السادة المطارنة أعضاء المجمع الأنطاكي المقدّس أعضاء السلك الدبلوماسي الموقّرين، قدس الآباء الأجلاء، إخوتي الأحبّاء كلمة واجبة، كلمة شكر، كلمة رجاءراهب يُصبح رئيس كهنة. لِمَ هذا الأمر وكيف كان ذلك؟ سرٌ خفيٌ يكشفه الروحُ الإلهي وحده. العبارةُ الواردة على لسان صاحب الغبطة تتردّد في ذاكرتي: "كل أرثوذكسي حقّ هو راهب أينما وُجد في العالم". أهذا يعود إلى انتمائه للهّ أم يعود إلى سلوكه العمليّ الأخلاقي؟ الأمر يبقى موضوعَ تأمل عميق في بًُنيةِ الإنسان الداخلية.
أيها الأحباء، شعبنا الكريم يُحب الغناء والطرب ويُحب كلامَ الخطابة. والكلام لا يفي دائماً بمضمونه إذ يبقى شعراً غنائياً. ولكنْ ما الفرقُ بين الكلامِ الشعرّي والكلامِ الملهمِ من اللّه؟ يأتي حسٌّ داخلي عميق من الروح الإلهي النازلِ إلى القلب من علُ. هذا الحسُّ يفعل في الكيان كلّه حتى لأطراف الحواس ويُطلق الإنسان إلى الآخرين، يُقرن الكلامَ بالفعل. يأتي من اللّه، ويعبر هذا القلبَ اللحميّ لينطلق إلى الآخر.
وهنا أتساءَل: لماذا جئت يا أخي؟ ترى ما هي رسالتك؟ ماذا تطلب منك الكنيسة اليوم أنت الحقير والضعيف؟
"لم يأت ابن البشر ليُخدم بل ليَخدم وليبذل نفسه فديةً عن الكثيرين" (مت 20: 28). جئت إذاً لأخدم كنيستي أولاً، والعالم كلّه، أعني كل إنسان أجده في طريقي. أخدم وأبذل نفسي حتى الموت حتى لا يبقى اتساعٌ بين القول والعمل، حتى لا يعود الشعب يقول "هناك هوة بيننا وبين الرؤساء"، فيروّج الخبر أن الكنيسة بعيدة عن شعبها. أعرف تماماً أن شعبنا طيبٌ، يريد منّا اليوم أن نذهب إليه، أن نبحث عنه أينما وجد، أن نفتش عن الضالّ ونعود به إلى الحظيرة ونحن فرحون. وهو جائعٌ عطشٌ إلى كلمة الله. كنيستنا كنيسةٌ بشارية. فلنستعد هذا التقليد. هذه الأمانة في عنقنا. "ويلي أنا إن لم أبشّر " يقول الرسول. والبشارة، حسب رأي العارفين بأحوال عالم اليوم، هي عودة الإنسان إلى الله تاركاً خلفه شهواته وملذّاته وأنانيته. كنيستنا الأنطاكية لها رسالةٌ فريدة مميزة عليها أن تؤدّيها وتحملها إلى كلّ الأرض، إلى كلّ إنسان. أيها الأحباء، الأرض التي ندوسها أرض مقدّسة، وترابها مجبول بدماء الشهداء والقديسين. "فلنفتدِ الوقت لأن الأيّام شريرة" (أف 5: 16). لنستغلّنّ الفرصة المعطاة لنا قبل فوات الأوان. ساعدوني يا محبّي الله حتى لا أغرق في هموم الحياة، في غناها وملذّاتها، فيخنقنا شوكها، شوكُ الشكليّات والاحتفالات والمآدب العالميّة. أرجوكم ساعدوني لأنّي بدونكم لست شيئاً. لقد قيل على لسان أحد رؤساء الكهنة إن "الرب مزمع أن يموت عن الأمة، وليس عن الأمة فقط، بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد " (يو 11: 51-52).
نعم، أن يموت ليحيا الآخرون، لأن الخدمة عبودية لله وللآخرين، عبودية محبّة فيها الحريّة الحقيقية. ولا أنسى دعاء صاحب الغبطة وثقته اللذين سوف يرافقانني ويعزّيانني ويقوّيانني مدى حياتي، ولا صلوات السادة المطارنة جميعاً دون أي استثناء. ولا أنسى الآباء الكهنة الذين يجاهدون معي والذين سوف أستند إليهم بصورة خاصة. ولا أنسى صلوات إخوتي الرهبان والراهبات وجميع المؤمنين وبخاصة الآباء الروحيين في البلمند وفي الجبل المقدّس آثوس، الذين ولدوني في المسيح، والأبناء الروحيين، ووطني، والدير، دير مار ميخائيل ورهبانه، مع قريته الحبيبة نهر بقعاتا، الذين جعلوني أتذوّق لذّة حياة الشركة الحقيقية. لن أنسى واجبي: رعاية هذا الجيل الجديد من الشباب الطالع بالقربى والمحبةّ "لآن المحبّة لا تسقط أبداً" (كور 8:13). هذا حتى لا يغرقوا في شهوات ومغريات هذا الدهر وسمومه. لن أنسى، أخيراً لا آخراً، إخوتي الفقراء، هؤلاء الصغار، فإني ملزم بحنان الله تجاههم حتى لا أدان لعدم محبتهم.
أشكركم جميعاً على تعبكم وعلى محبتكم، أشكر الله على كل شيء. آمين."
وبعد الانتهاء توجه المطران الجديد وصاحب الغبطة باللباس الحبرِيّ يتقدمهم الاكليروس  والرهبان وسط الجمع الغفير على أنغام عزف فرقة مراسم المريمية إلى أن وصلوا إلى صالون البطريركية حيث تقبل سيادته التهنئة. نسأل الله أن  يعضده يمنحه خدمة مباركة ومقدسة.
الأبرشية تستقبل مطرانها الجديد
 
استقبلت الأبرشية راعيها الجديد في احتفال شعبي ورسمي، بعد ظهر الاثنين الفائت بمشاركة مطارنة الكرسي الإنطاكي: جورج خضر (جبل لبنان)-الياس الكفوري (صور وصيدا)- أنطونيوس الشدراوي(المكسيك وفنزويلا وأمريكا الوسطى)-دامسكينوس منصور (البرازيل)- سيرجيوس عبد (التشيلي)- سابا إسبر(حوران وجبل العرب) جورج أبو زخم (حمص)- سلوان موسى (الأرجنتين)- يوحنا يازجي (أوروبا الغربية والوسطى). كما حضر وفد من رهبان دير مار بولس في الجبل المقدس باليونان، وعشرات الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات من لبنان وسوريا. هذا وقد انتقل موكب سيادته من دير سيدة النورية بحامات ترافقه مئات السيارات عبر الطريق الساحلي إلى كاتدرائية القديس جاروجيوس بالزهرية بطرابلس، حيث اخترق الموكب سيرًا الأسواق القديمة وسط هتافات المؤمنين ورشّ الأرز والهتافات. هذا وشارك في الصلاة التي جرت في الكاتدرائية الوزير طارق متري والنواب روبير فاضل ونضال طعمة وفريد حبيب، كما حضر الرئيس السابق نجيب ميقاتي ممثلاً بعمر حمزة ونائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس ممثلاً بوليد داغر، ورئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين ومطران الموارنة جورج أبو جودة، ومطران الكاثوليك جورج رياشي، ونقيب الأطباء نسيم خرياطي والأمين العام السابق للمدارس الأرثوذكسية شفيق حيدر والأمين العام لحركة الشبيبة الأرثوذكسية رينه أنطون والأمين العام المشارك في مجلس كنائس الشرق الأوسط إيلي حلبي ورؤساء بلديات ومخاتير ومجالس رعايا وجمعيات وهيئات كشفية من مناطق الميناء والكورة والمنية والضنية وزغرتا.
في الصلاة ألقى المطران جورج خضر كلمة توجّه فيها إلى المطران الجديد.
كلمة المتروبوليت جورج خضر في دخول المتروبوليت أفرام كرياكوس إلى أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما وتنصيبه
 
سيدي ملاك طرابلس هذي أرضك استلمها. هذا الشعب اجتمع ليلتمس بركاتك ويحلّق الى الأعلى. يعرف اليوم أن له راعياً يحفظه في الوديعة سالمة، في التقوى، في العلم والعمل. كل واحد من هذه الأمّة المقدسة يريد نفسه ابنًا لك لعلمه بأبوّةٍ لك تنزل عليك من الله الآب، ويثق بأن حنانك يربّيه وهو طالب منك تربية.
و يريد منك اليوم الإنجيل حتى يحيا به ويستقيم ويدعو الثالوث المقدس ليُمطِر عليك نعمته لتبدو الكنيسة «مجيدة لا عيب فيها ولا تجعّد وما أشبه ذلك، بل مقدّسة لا عيب فيها». وعندما يقول الرسول «لا عيب فيها» مرتين يدرك أبناء أبرشيتك أن الطريق أمامهم طويلة وأنك هنا لتُقيمهم من عثار فيما أنت تحفظ نفسك في البرّ.
الأولاد جياع، اكسرْ لهم الخبز حتى اذا أكلوا تكون لهم الحياة الأبدية، واذا أكلوا يفهمون قولة السيد المبارك: «مَن أكل جسدي وشرب دمي يثبت فيّ، وأثبت أنا فيه».
هنا أريد أن أقول لأبناء هذه الأبرشيّة التي عُمّدتُ فيها إن دورهم في هذا البلد وأمام آفاق الملكوت أن يحفظوا أنفسهم من الدنس فإنهم غالبون الدهر وفوق كل تقلّباته وكل ما عدا ذلك يُعطى لهم زيادةً. إن لم يكن على دهركم مسحة من الدهر الآتي فلستم على شيء. جسّدوا الباقيات في الفانيات. تقوَوا على الفانيات. نحن نحيا على كل صعيد بالكلمات التي فاه بها يسوع. هذه ننتظرها من فمك، سيدي. هذا سيكون مضمون رعايتك حتى لا نموت عطشاً.
هذه هي تقدمتنا الأساسية للبلد الذي نرجو أن ينهض ويتجدد ويُسهم في عطاء الحق للإنسانية جمعاء. هذا يَنشده اللبنانيون جميعاً، ما يعني مشاركة أبنائك كل أهل المدينة والمنطقة حبّهم للوطن الواحد. طرابلس على وجه التأكيد عاشت أجيالاً طويلة وحدة لبنان وشرعة التّماسُك بين المواطنين. أهل هذه المدينة والكورة والضنية يمدّون أيديهم بعضهم الى بعض ويرعون المودّات والألفة والكياسة ويرجون تغذية ميولهم هذه من شرائحهم كلها وقياداتها في انفتاح عظيم.
بعصا الرعاية لا تضرب أحدًا، وقد ورثت تواضع المعلّم، ولكنك تُوجّه بها حملانك الوديعة الى الالتقاء الوجدانيّ بالجميع. انت تخاطب قلوب الناس. هذه لغتك الوحيدة وهي خطاب الله في البشر. مَن كان الله مُبْتَدَأَه ومنتهاه يعرف أن يقيم سلام الله. الذين استلهموا هذه الرؤية يعيشون من اجل الناس جميعًا ومن أجل وحدتهم. هذه أعلى ذروة في اللقاء البشريّ. هذا أسمى من مصالح الطوائف على الصعيد السياسي. كل رقيّ، كل سموّ في أيّة جماعة أخرى، يُفرحنا ونعمل في سبيل توطيده. نحن لسنا لقاء منافع. نحن لقاء حب. هذا هو فيك سيدي الأوّلُ والآخِرُ.
سيحاول هذا الشعب أن يسير بين هذا وذاك اذا أبصر وجهك متجلّيا. عند ذاك، يُدهش تلألؤه العالم، آمين.
وردّ المطران أفرام كرياكوس قائلاً:
 
أصحاب السيادة والمعالي والسماحة
الآباء الأجلاء، إخوتي الأعزاء
الإنسان، كلُ إنسانٍ، عالمٌ صغير microcosm ، يحوي في قلبه العالم بأسره. فيه روح الله وفيه روح العالم. يمتلئ من الروح العلوّي أو يمتلئ من روح العالم. وهو في صراع دائم يتخبّط بين الله والعالم. قال الكتابُ العزيز على لسان التلميذ الحبيب: "لا تحبّوا العالم ولا الأشياءَ التي في العالم... لأن كلَ ما في العالم شهوةُ الجسد وشهوة العين وتعظّم المعيشة. والعالم يمضي وشهوته أما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد" (1 يو 2: 15-17). وقال التلميذ نفسه: "لقد أحبّ الله العالمَ حتى بذل ابنَه الوحيد لكي لا يهلك من يؤمن به بل ينال الحياة الأبدّية" (يو 3: 16).
أيها الأحبّاء، كل من امتلأ من روح العالم الفاسد يقتني الكبرياء، الحسد، الغضب، الخصام فيسعى إلى التملّك والتسلّط وكلِّ أنواع شهوات الجسد ومغريات الدنيا، أما الذّي يمتلئ من روح الله فيقتني التواضعَ، المحبّة، الوداعة، القناعة، التقوى، فيتمسّك بالأفكار الصالحة ويَجني ثمارَ الروح القدس كلّها، أعني الفضائل والسلوك الحسن والأخلاق الطيّبة بحسب مرضاة الله. والآن ماذا أقول لكم؟ جئتُ اليكم لا بل جاء بي الله اليكم لكي أخدمكم. أودّ أن أصيرَ قريبًا منكم، وخصوصاً من القلوب الجائعة إلى الله. ساعدوني على ذلك. إني أحبّ الله، أحبّ كنيستي، أحبّ بلدي حبًّا شديداً وأصلّي من أجله. أودّ أن أحبَّ كلّ انسان ألقاه في دربي. أعرف أن الشرّ موجودٌ في العالم لكني أعرف أن أحداً قال لي "ثقوا لقد غلبت العالم" (يو 16: 33) نحن أبناءَ القيامة غالبون مسبقًا بإيماننا.
نحن أيضًا مدينون لإيمان مستقيم، فلتكن حياتنا مستقيمة، وسلوكنا قويماً. كلّ ما أتطلّبه مني أولاً ومنكم أيضًا، أعني رعيتي المباركة، أن تكونوا مستقيمين. أعرف أن هذا الأمرَ صعبٌ للغاية في عالمنا اليوم، لكن الفضيلة المرغوبة جداً هي الصدق. كما أن الداء الخبيث هو انفصام الشخصيّة، وفي ذروته الجنون. كذلك ذروة الصحّة هي الوحدة مع الله، مع النفس ومع الآخرين، وفيها كمالُ المحبّة.
- لإخوتي في المجمع الأنطاكي المقدّس: أنا الأصغر في ما بينكم، شكراً لكم. صلّوا من أجلي.
- للآباء الكهنة المخلصين أقول: أنتم عيناي ويدايَ وأذناي، من خلالكم سوف أطلّ على الرعيّة كلّها.
- لأصحاب السيادة والرؤساء الدينيين والوطنيين أقدّم تقديري واحترامي وأمدّ يدَ التعاون والمودّة.
- أما للشعب الحسن العبادة فأُهدي محبّتي وصلواتي.. لكم جميعًا أوجّه شكري وفرحي في هذا اليوم المبارك. لن أدعَ أيةَ فضيلة لدى سلفي المثلث الرحمات المطران إلياس قربان دون أن أسعى للإستفادة منها وللإستمرار فيها على قدر المستطاع.
- نعم، هو يوم مباركٌ من الله، عسى أن يكون بدايةَ ورشة عمل لبنيان الكنيسة والوطن ولتمجيد الله على الدوام. آمين.
- شكراً جزيلاً لصاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق.
- شكراً لأبي وسيّدي ومعلّمي المطران جورج خضر المعتَمَد البطريركي الذي رعاني ويرعى نفوسًا كثيرين.
- شكراً لكم جميعاً ولله على الدوام.
بعد الصلاة تقبّل سيادته التهاني في قاعة الكاتدرائية .
أخبــــارنــــا
عيد القديس قزما في رعية بطرام
 
برعاية صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) يسرّ حركة الشبيبة الأرثوذكسية، فرع بطرام، دعوتكم لمشاركتها في عيد القديسين قزما ودميانوس وفق البرنامج التالي:
 
السبت 31 تشرين الأول 2009 الساعة الخامسة مساءً استقبال رفات القديس قزما عند مدخل القرية بطرام.
 
حمل الرفات والسير بها برفقة جوقة الأبرشية والتوجه إلى الكنيسة. الساعة الخامسة والنصف صلاة الغروب، وبعدها استقبال المؤمنين في قاعة  الكنيسة.
 
الأحد صلاة السحر والقداس الإلهي الساعة الثامنة والنصف صباحاً