أقوال عن الكاهن والرعيّة للأب المغبوط دامسكينوس كاتراكوليس


 أقوال عن الكاهن والرعيّة للأب المغبوط دامسكينوس كاتراكوليس (١) 

** لا ينبغي على الكاهن أن يرتاح فجهاده وعر ومستمرّ، لأنّ مسؤوليّة الخلاص لا ترتكز على خلاصه الشخصيّ فقط، بل على خلاص القطيع بأكلمه.

** إنّ نعمة الله المنسكبة على الكاهن أثناء شرطونيّته هي هبة للكنيسة جمعاء وليس لشخصه فقط. فعمله الأساس هو تحويل الأشخاص إلى الله، لذا فعليه أن يشفع من أجل العالم كلّه، إذ بصلاته يستطيع أن يجعل رحمة الله تشمل الكون برمّته والخليقة بأسرها.t1-copy.jpeg

** على الكاهن أن يكون رجل صلاة بالدرجة الأولى، وهكذا يتمنّى المؤمنون أن يروه وأن يكون.

** بما أنّك تقول، أيّها الكاهن، أنّك تحبّ الكنيسة، فكيف لا تبارك كلّ من يعمل فيها لمجد الله؟ ألا تعلم أنّك حينما تفرح بنجاح عمل شركائك في الخدمة، تتلقّى، أنت أيضًا، كنوز مواهبه بما أنّكم واحد في جسد الكنيسة؟

** كلّ نفور وعدم انسجام أو كراهية بين الرعاة يؤثّر تأثيرًا بليغًا في القطيع، ويغدو الرعاة مسؤولين عن الشرخ الحاصل بين أفراد القطيع. لذلك، من الضروريّ جدًّا المحافظة على رباط الوئام والمحبّة في المسيح إن أراد الرعاة أن يثمر المؤمنون الثمار الروحيّة المرجوّة.

** سؤال: يوجد في رعيّتنا انشقاق وانقسام بين المؤمنين، فماذا نعمل لكي نرأب هذا الصدع؟

++ الجواب: عليكم أن تربطوا المؤمنين بشخص المسيح لا بشخصكم حتّى لا يضطرّ المؤمنون على القول "أنا لبولس وأنا لأبلّس". انتبهوا إلى الأنانيّة والإصرار على الرأي بقولكم: أنا أظنّ أنّ الأمر يجب أن يكون هكذا لا كما قلتَ"، أو "أعتقد أنّ الأمر يجب أن يُحَلَّ بهذه الطريقة لا كما ارتأيت أنتَ...". ليتنازل كلّ واحد منكم بمشيئته أمام أخيه بتواضع المسيح وطاعته حتّى تتقوّى المحبّة وتتوثّق الروابط بينكم وبين القطيع. الطاعة للكنيسة والتمسّك بالإيمان الحقّ يؤمّنان وحدة الراعاة مع رعيّتهم.

** ينبغي أن تكون حياة الكاهن يقظة دائمة، يقظة القلب والذهن، وهما ضرويّان جدًّا لقداسته.

** لا أستطيع أن أفهم كيف يستطيع الكاهن ألّا يغتسل، باستمرار، بدموع الانسحاق ويتعطر بحميمها.

** من غير المحبَّذ أن يكهن الكاهن إن لم يتنقَّ، أوّلًا، بالتوبة. وهنا أتساءل: كيف يمكنه أن يتكلّم ويعظ عن التوبة والاعتراف فيما هو نفسه لا يعترف؟!!

** تجعل التوبة المستمرّة الكاهن أكثر إشراقًا من الشعاعات الشمسيّة. لذلك، ولكي يقترب من المذبح المقدّس بثقة كاملة بمحبّة الآب، عليه أن يحيا على الدوام حياة النقاوة عبر توبة صادقة.

** سأل أحد الكهنة الشيخ: كيف أستطيع أن أجمع عقلي أثناء الخِدَم الكنسيّة، فهو دائم التشتّت؟ فأجابه: "ثبّتْه على الصليب. لا يستطيع الذهن أن يكون عاطلًا عن العمل، ولكن بتثبيته على الصليب يكفّ عن الدوران. إنّ الشيطان يركّز حربه أثناء الخدم، وبخاصّة أثناء القدّاس الإلهيّ، أكثر من أيّ مكان أو ظرف آخر. ولكن، إن رسمت نفسك بإشارة الصليب الذي ترتعد منه الشياطين وثبّتّ ذهنك عليه لا يستطيع الشيطان أن يقترب. واعلم، أنّه إن كان القلب يشتعل بمحبّة الله يتوقّف تشتّت الذهن، ويقف حارسًا على باب القلب ليتّحد معه، ثمّ يرتفعان كلاهما إلى فوق".

** وسأله كاهن آخر: كيف نمجّد الربّ؟ فردّ: "كيف مجّد الابنُ الآبَ؟ وما هو مجد الابن؟ ألم يكن الصليب واللطمات والجلدات...؟ إذًا، الأحزان والتجارب والوشايات والازدراء وقطع المشيئة التي نتحمّلها بشكر ورضى كلّ لحظة محبّة بالربّ هي أفضل تمجيد نقدّمه له. يمجّد الربُّ كلَّ من يحفظ وصاياه ويشترك في آلامه متشبّهًا بموته (فيليبّي 3: 11)، وأيضًا من يخلي ذاته كما أخلى ذاك ذاته "آخذًا صورة عبد" (فيليبّي 2: 7).

** وسأله ثالث: ألاحظ، أيّها الشيخ، أنّك لا تجلس أثناء القدّاس الإلهيّ، فهل يجب أن يكون الأمر هكذا؟ فابتسم قائلًا: "كيف أجلس، يا ولدي، والملائكة وقوفًا تحيط بالمائدة المقدّسة وتملأ الهيكل، أأستطيع أن أجلس أنا؟!!".

[1]  هو الأب الروحيّ لدير السابق/مكرينوس. انتقل في 23 شباط من العام 2001.