الأحد 7 كانون الثانـي 2018

الأحد 7 كانون الثانـي 2018

07 كانون الثاني 2018

الأحد 7 كانون الثانـي 2018   
 العدد 1
الأحد بعد الظهور



اللّحن السادس            الإيوثينا التاسعة

* 7: تذكار جامع للنبيّ السابق يوحنَّا المعمدان *  8: البارَّة دومنيكة، البارّ جرجس الخوزيبيّ، * 9: الشهيد بوليفكتوس، البارّ افستراتيوس، * 10: غريغوريوس أسقف نيصص، دومتيانوس أسقف مليطة، * 11: البارّ ثاودوسيوس رئيس الأديرة، البارّ فيتاليوس، * 12: الشهيدتان تتياني وآفستاسيَّا، فيلوثاوس الأنطاكيّ،
* 13: الشّهيدان أرميلس وأستراتونيكس، مكسيموس (كفسُوكاليفيا).

"أنا قد رأيتُ وشهدتُ"

يوحنّا المعمدان "نظر يسوع مُقبلاً"، فأرشَد الجموع مشيراً إليه أنّه "حَمَلُ الله الرَّافع خطيئة العالَم". وهذا هو دور الرّاعي الأساسيّ، هو إرشاد النفوس إلى الخلاص، فالرّاعي الصّالح يرعى نفسه أوّلاً ويسهر عليها قبل أن يرعى نفوس الآخرين.

عندما نقرأ الكتاب المُقدّس وسِيَر القدّيسين تتحرّك نفوسنا. نتعهّد، في بدء السنة، أن نغيّر سلوكنا وحياتنا، ونسعى إلى ذلك، لكن ما نلبث أن نعود إلى أرض الواقع، فنتصارع مع أهوائنا، وهنا يكمن الجهاد.

ربّما نقول إنّ شهواتنا غريزيّة أو مكتسبّة، والجوّ العامّ لا يساعد على صدّها... إلّا أنّ الله غَرس في داخلنا الضَّمير الذي يسمّى النُّوس في الحياة الرّوحيّة. حين نُميّز خياراتنا ونعرف مشيئة الله نصل، بالمعرفة، إلى نخس القلب، فنتواضع، ومن خلال هذا التواضع نصل إلى التوبة، وبها إلى الخلاص.

فما من إنسان فتَّش عن خلاص نفسه إلّا وصار مَنارة للآخرين. هكذا تعمل نعمة الرّوح القدس في الإنسان، بها يشعّ، ليس لأنّه مميّز، ولكن لأنّه قبل أن يحيا على صورة السيّد ويتمثّل بتواضعه ومحبّته، وتعاليمه ومشيئته... أن يلبس المسيح ويصير إنساناً جديداً.

لا نأخذ المسيح مرّةً فقط بالمعموديّة، وعن غير إدراك كوننا مجرّد أطفال. بل دعوتنا أن نتعرّف على المسيح كلّ يوم، أن نراه في القريب، أن نشهد له بأعمالنا الصالحة، أن نتناول جسده ودمه الإلهيّين ونفهم الأشياء التي تقرّبنا إليه والأشياء التي تُبعدنا عنه، فيصير حضوره الشخصيّ في حياتنا كنارٍ مُتّقدَة، تصرخ في داخلنا "أَبّا" للآب السماويّ.

فالإنسان الذي يلبس، من فوق، نعمة الرّوح القدس، لا يعود ملك نفسه إذ يهبّ فيه الرّوح القدس إلى حيث يشاء. هو لا يعرف مَن المُستفيد من هذه النّعمة المُعطاة له، ولا يستطيع أن يوجهّها أو أن يتحكّم بها، ولكن جلّ ما يستطيع فعله هو أن يعيشها بالمِلءِ ويحافظ عليها بحياة مُستقيمة، وإيمان راسخ، وإرادة صلبة.

إرادتنا أن نتعرّف دائماً على الربّ، كما هو، أن ندَقّق بكلّ ما أخبرنا هو به عن نفسه، أن نتبنّى ما علّمنا إيّاه فنُرشد الآخرين إليه. نحن بيسوع المسيح المُتجسّد صرنا أبناء لله، فعلينا أن نبقى على صورته هو ونشهد له،  فهو إلهُ الرحمة والمحبّة والتواضع.

طروباريّة القيامة باللّحن السادس

إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر؛ فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتول مانحاً الحياة. فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.

طروباريّة النبيّ السابق يوحنّا المعمدان باللّحن الثاني

تذكار الصدّيق بالمديح، أمّا أنتَ أيّها السابق فتكفيك شهادة الربّ، لأنّكَ ظهرتَ بالحقيقة أشرف من كلِّ الأنبياء، إذ قد استأهلتَ أن تعمّد في المجاري مَن كرزوا هم به. وإذ جاهدتَ عن الحقّ مسـروراً، بشّـرتَ الذينَ في الجحيم بالإله الظاهر بالجسد، الرّافعِ خطيئةَ العالَم، والمانِحِ إيّانا الرحمةَ العظمى.

طروباريّة الظّهور  باللّحن الأوّل

باعتمادكَ يا ربُّ في نهرِ الأردنّ، ظهرَت السجدةُ للثالوث؛ لأنّ صوتَ الآب تقدَّمَ لكَ بالشّهادة، مسمّيًا إيّاكَ ابناً محبوباً. والرّوح، بهيئة حمامة، يؤيِّدُ حقيقةَ الكلمة. فيا مَن ظهرتَ وأنرتَ العالم، أيّها المسيحُ الإله المجد لك.

قنداق الظهور باللّحن الرّابع

اليومَ ظهرتَ للمسكونة يا ربّ، ونورُكَ قد ارتسمَ علينا، نحنُ الذينَ نسبِّحكَ بمعرفةٍ قائلين: لقد أتيتَ وظهرتَ، أيُّها النور الذي لا يُدنى منه.


الرِّسَالة
أع 19: 1-8
 
يفرحُ الصدِّيقُ بالربّ        استمِع يا الله لِصَوتي

في تلك الأيَّام حدث، إذ كان أبُلُّوس في كُورِنثوس، أنَّ بولُسَ اجتازَ في النواحي العالية وجاءَ إلى أفسس. فوجَدَ بعضًا منَ التلاميذ، فقالَ لهم: هل أخذْتُم الروحَ القدُس لمَّا آمنَتُم؟ فقالوا لهُ: لا، بل ما سَمِعنا بأنَّهُ يوجَدُ روحُ قدُسٍ. قال: فبأيّةِ معموديّة اعتمدتُم؟ فقالوا بمعموديّةِ يوحنَّا. فقالَ بولُسُ: إنَّ يوحنَّا عمَّدَ بمعموديّةِ التوبةِ قائلاً للشعبِ أن يؤمنوا بالذي يأتي بعدَه أي بالمسيح يسوع، فلمَّا سمِعوا اعتمدوا باسم الربّ يسوع. ووضعَ بولسُ يدَيه عليهم فحلَّ الروحُ القدُسُ عليهم. فطفقوا يتكلَّمون بلغاتٍ ويتنبّأُون؛ وكانوا كلُّهم نحوَ اثني عشَرَ رجلاً. ثمَّ دخلَ المجمعَ وكان يُجاهِر مدةَ ثلاثةِ أشهرٍ يفاوِضُهم ويُقنِعُهم بما يختَصُّ بملكوتِ الله.

الإنجيل
يو 1: 29-34


في ذلك الزمان رأى يوحنّا يسوعَ مُقبلاً إليه فقال: هُوَذا حملُ الله الذي يرفع خطيئة العالم. هذا هو الذي قلتُ عنهُ إنَّهُ يأتي بعدي رجلٌ قد صار قبلي لأنَّهُ متقدِّمي. وأنا لم أكُن أعرفُهُ، لكنْ لكي يظَهر لإسرائيل لذلك جئتُ أنا أعمّدُ بالماءِ. وشهد يوحنّا قائلاً: إنّي رأيتُ الروحَ مثلَ حمامةٍ قد نزَلَ من السماءِ واستقرَّ عليهِ. وأنا لم أكُن أعرِفُهُ، لكنَّ الذي أرسلني لأُعمِّدَ بالماءِ هو قال لي: إنَّ الذي ترى الروحَ ينزِلُ ويستقرُّ عليهِ هو الذي يُعمِّدُ بالرّوح القدس. وأنا قد عاينتُ وشهِدتُ أنَّ هذا هو ابنُ الله.

في الإنجيل

"هُوَذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" (يوحنّا1: 29).


ما زلنا مُقيمين في غمرة الأعياد السيّديّة المبهجة للنفس والرّوح والجسد، التي فيها عيّدنا لميلاد ربّنا ومخلِّصنا يسوع، الذي تجسّد من البتول، ووُلد في مغارة بيت لحم، وخُتن بالجسد، وكان ينمو بالنّعمة والرّوح والحقّ، وأمس قد عيّدنا لظهوره الإلهيّ في نهر الأردنّ حيث عمّدَه النبيّ الصابغ والسابق يوحنَّا المعمدان، فالثالوث القدّوس ظهر جليّاً: الآب بصوته"هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت"، والاِبن يسوع المسيح يُعَمَّد في نهر الأردنّ، والرّوح القدس يحلّ عليه بهيئة حمامة. وهكذا عاين كلّ المؤمنين الثالوث الأقدس بكلّ وضوح وجلاء، وهذا هو الظهور الإلهيّ الذي احتفلنا به، واليوم هو يوم الأحد الذي يليه. والكنيسة المقدَّسة تكرِّم اليوم سابق الربّ والصّابغ الذي عمَّده في نهر الأردنّ وهو النبيّ يوحنّا المعمدان الذي قال عنه "هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدّامي الذي لست بمستحقّ أن أحلّ سير حذائه (يوحنّا 1: 27).

يوحنّا كان يهيِّئ لمجيء الربّ يسوع. وفي خدمة الدخول الصغير، في  القدّاس الإلهيّ، نحمل الشمعة أمام الإنجيل المقدّس، وهذه الشمعة ترمز إلى القدّيس يوحنّا المعمدان الذي سبق يسوع المسيح المتجسِّد، وهو هذه الكلمة التي في هذا الكتاب المقدّس، وراءه.

يوحنّا قال عن الربّ يسوع: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" (يوحنّا 1: 29). وهنا نتعلّم أنّ يسوع هو حمل الله، الذبيحة الإلهيّة العظمى، الذي  بذل نفسه على الصليب وافتدانا بدمه الكريم، ليغفر خطايانا، ولكي يمنحنا الحياة الأبديّة، بقيامته المجيدة من بين الأموات.

الربّ يسوع هو الذي سيق كخروف إلى الذبح، ولم يفتح فاه، وبتواضعه ارتفعت حكومته... وأمّا جيله فمَن يصفه؟ (إشعياء النبيّ 53: 7 و8). وهذه الكلمات نتلوها خلال تقديم الذبيحة الإلهيّة. إنّه خروف الفصح، حمل الله الرافع خطايا العالم، الذي أبطل الخطيئة بذبيحة نفسه(عب 9: 26).
يوحنّا كان يصرخ ويقول: "توبوا فقد اقترب ملكوت السّموات"، قوّموا طريق الربّ. (يوحنّا 1:1-23).

هو يدعونا إلى التّوبة، فهل نحن نتذكّر خطايانا؟ هل نتوب إلى الله، ونعود إليه، بعد ممارستنا سرّ التوبة، أنقياء طاهرين، بقوّة السلطان المعطى لنا من يسوع المسيح وبنعمة الرّوح القدس الذي نناله بالأسرار الإلهيّة؟

هل نلبّي نداء الربّ يسوع الذي دعانا لنتناول جسده ودمه الكريمين عندما قال: خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي يُكسر من أجلكم، وهذا هو دمي الذي أهرق من أجلكم لمغفرة الخطايا؟..."

الربّ يسوع هو الذي يرفع خطيئة العالَم، هو الذي منحنا الغفران، والحياة الأبديّة، وهو يمنحها لكلّ مَن يؤمن به دون تمييز بين عرق وجنس ولسان، فهو حمل الله الذي حمل خطايا الكثيرين (إش 53: 12).

فها هو: انظروا إليه بعين الإيمان والعمل، واكرهوا الخطيئة، وتمسّكوا بالربّ يسوع، حمل الله الذي تألّم وقبر وقام من بين الأموات، لأجل خلاصنا، له المجد إلى الأبد، آمين.

ظهور الثالوث

ليست معموديّةُ يسوع هي فقط ظهورَه في العالَم كمسيح، وغطاسه: إنّ المعموديّة تظهره كابن الله؛ وهذا هو، من هنا بالذات، "التجلّي"، يعني ظهور الله، لأنّه كشف لنا سرّ الله العظيم، أي الثالوث القدّوس.

رأى يوحنّا الرّوح القدس نازلاً على يسوع مثل حمامة ومستقرًّا عليه. وتبيّن كلمة "الإستقرار" أنّه، منذ الأزل، يحلّ عليه الرّوح القدس الذي أتى صوته من السماء قائلاً: "هذا هو ابني الحبيب".

لهذا يقول لنا القدّيس كيرلّس الأورشليميّ: إنّه بظهور يسوع كمسيح تكشف لنا معموديّته، في الوقت نفسه، سرّ الثالوث الإلهيّ. ويقول إنّه، كي يكون هناك مسيح وممسوح هو "الإبن"، لا بدّ من أن يمسحه أحد وهو "الآب". ومن أحد تكون المسحة وهو الرّوح القدس الذي يحلّ عليه. هكذا لا نستطيع التفكير في المسيح من دون التفكير في الآب وفي الرّوح القدس؛ من دونهما قد لا يكون لكلمة مسيح معنى. نحن لا يمكننا الاِعتراف بيسوع كمسيح من دون الاِعتراف بالله الواحد كإله في ثلاثة أقانيم.

من المألوف أن نكوّن فكرة خاطئة عن الله: يبدو لنا أحياناً أنّ الآب قد يكون إله "العهد القديم"، ثم يأتي الاِبن ليحلّ مكانه في"العهد الجديد" طوال حياة يسوع، أخيراً يأتي دور الرّوح القدس في زمن الكنيسة الحاليّ، ولن يحتفى بذكرى يسوع إلّا كماض تاريخيّ. نعم، علينا كثيراً أن نتصوّر الأقانيم الثلاثة في إله واحد يعمل في العالَم بمشيئة واحدة. فكيف يمكن مقاربة سرّ الثالوث القدّوس؟

لنعد إلى معموديّة يسوع عندما صعد من الماء. يرى يوحنّا المعمدان المسيح يحلّ عليه الرّوح ويسمع صوت الآب يسمّي يسوع "الإبن الحبيب". لقد عرف يوحنّا إلهاً واحداً في ثلاثة أقانيم. ففي الأردنّ ظهر الثالوث للمرّة الأولى. هذا ما تقوله لنا الكنيسة عبر أيقونة العيد وترتيلته في عيد الغطاس أو عيد الظهور الإلهيّ.

هذا، واذ تأمّلنا أيقونة "الظهور الإلهيّ" فسنجد يسوع متسربلاً الماءَ كأنّه يخترق الكون بكامله ليبلّه بحضوره، لينيره بنوره، ويضيئه ويقدّسه. في الأعلى تماماً يد تمثّل "الذي يمسح: أي الآب، غير المنظور، لكن الذي تقدّم صوته بالشّهادة ليسوع، مسمّياً إيّاه "الإبن الحبيب". وتمثّل الحمامة الرّوح القدس الذي يؤيّد حقيقة الشّهادة بحلوله على رأس يسوع واستقراره فوقه: هي المسح. أخيراً "الإبن" الذي مُسح، يسوع متسربل المياه.

ظهور الرّوح القدس بشكل حمامة:

أمّا لماذا ظهر الرّوح القدس بشكل حمامة؟ الحمامة حيوان أليفٌ طاهر. وبما أنّ الرّوح القدس هو روح وداعة، لذلك تراءى بشكل حمامة. ومن ناحية أخرى، هذا يذكّرنا بقصّةٍ تاريخيّة قديمة. فعندما غمر الطوفان كلّ المسكونة، وكاد الجنس البشريّ أن يفنى، كانت الحمامة الطائر الذي بيَّن بوضوح نهاية الغضب الإلهيّ، حاملة في منقارها غصن زيتون، كخبر مفرح يعلن السلام العامّ. كلّ ذلك كان رسماً لما سيحدث لاحقاً. كانت حالة الناس أبشع بكثير من حالتهم الحاضرة، وكانوا يستحقّون عقاباً أكبر. فلكي لا تيأس أنت الآن، يذكِّرك هنا بتلك الحادثة القديمة: حين كان الرّجاء مفقوداً، وُجد حلّ وإصلاحٌ. كان الطوفان في ذلك الوقت تأديباً، وأمّا الآن فقد جاء الحلّ عن طريق النعمة والعطيّة الجزيلة. لذلك ظهرت الحمامة، لا تحمل غصن زيتون، ولكنّها تشير إلى الذي سيخلّص من كلِّ الشدائد، وتبسط أمامنا رجواتٍ صالحة: لأنّها لا تُخرج إنساناً من الفلك، بل تقود بظهوره المسكونة كلّها إلى السماء. لا تحمل غصن زيتون بل البنوَّة للبشر كلّهم.

الآن، وقد أدركتَ قيمة العطيّة، لا تحسب أنّ قيمة الرّوح ناقصة، بسبب ظهوره بشكل حمامة. أسمع البعض يقول إنّه كما يختلف الإنسان عن الحمامة كذلك يختلف المسيح عن الرّوح: إذ ظهر المسيح بصورة طبيعتنا الإنسانيّة، بينما ظهر الرّوح القدس بصورة حمامة. فبِمَ نُجيب عن كلّ ذلك؟ إنّ ابن الله اتّخذ طبيعة الإنسان، بينما الرّوح القدس لم يأخذ طبيعة الحمامة. لذلك لم يقل الإنجيليّ إنّ الرّوح ظهر "بطبيعة حمامة" بل قال "بشكل حمامة". ولم يظهر الرّوح بعد ذلك بهذا الشكل. الحقيقة شيءٌ والتدبير شيءٌ آخَر. التنازل شيءٌ والظّهور العابر شيءٌ آخَر.