الأحد 28 تشرين الأول 2012

الأحد 28 تشرين الأول 2012

28 تشرين الأول 2012

 

 
الأحد 28 تشرين الأول 2012
العدد 44
الأحد (21) بعد العنصرة
اللحن الرابع   الايوثينا العاشرة
 
* 28: الشهيد ترنتيوس ونيونيلا وأولادهما، استفانوس السابوي * 29:  أناستاسيا الرومية، البار أبراميوس ومريم ابنة أخيه. * 30: الشهيدان زينوبيوس وزينوبيا أخته، الرسول كلاويا * 31: الرسول سطاشيس ورفقته، الشهيد أبيماخس * 1:  قزما وداميانوس الماقتا الفضة، البار داوود (آﭬيا) * 2: الشهداء أكينذينوس ورفقته *3: الشهيد أكبسيماس ورفقته، تجديد هيكل القديس جاورجيوس في اللد. 
 
معنى الحياة
نعم، يا الله. لماذا كلّ هذه الآلام؟! لماذا؟ ما هو معنى الحياة؟
كم من الناس يعيشون في الخوف، في القلق، في الحزن، في الكآبة، في الموت! ما معنى الوجود، ولماذا الحياة؟
أسئلة كثيرة. أكثرها يبقى سرّاً mystère. هل هي مجرّد فلسفة أم هناك مسائل وجوديّة؟ قال أحد الآباء: هدف الحياة هو أن نُحبّ. "أُحبُّ إذاً أنا موجود". هذا هو هدف الحياة المسيحيَّة.
لكن، لماذا قال أحدٌ آخر: لم يأتِ المسيح لكي يؤسِّس ديانةً جديدةً ومجتَمعاً جديداً. لقد أتى لكي يحرِّرَنا من الموت. أتى لكي يمنحنا الحياة.
"أتيتُ لتكون لهم حياة ولتكون لهم أفضل" (يوحنا 10: 10). الموت والحياة، هذا التناقض الغريب!. كذلك، الألم والفرح. عندها صار بإمكان العذاب أن يقود إلى الحبّ، والعكس ممكن أيضًا.
*     *  *
معنى الحياة إذاً هو المحبّة، أمّا هدف الحياة فهو القداسة، التَّشبُّه بالله القدُّوس وحده. يحصل ذلك بالمسيح، بالصَّلاة إليه، باكتساب الرُّوح القدس. عن طريق النِّعمة الإلهيَّة يكتسب الإنسان صفات الله: الحنان كلّه، المحبّة والرحمة، هذه هي القوى الإلهية غير المخلوقة (énergies divines non créées). نشارك بها الله، وبها نشارك الآخرين. الفردانيّة (Individualisme) تقودنا إلى الضَّجر، إلى العُزلة والانتحار، إلى الموت. لم يُخْلَقِ الإنسان ليعيش وحيداً. هو متوحِّدٌ في الله، لكنَّه مشارِكٌ لأخيه في المحبّة، في بذل الذات. يقول أحدهم "أعطِ دماً وخذْ روحاً".
*     *  *
الإنسان اليوم يفتّش عن اللَّذَّة، أن يستهلِكَ ما هو طيّب، أن يُشْبِعَ شهواته ويستهلِكَ حتَّى جسدَه. حبَّذا، كما يقول السُّلَّميُّ، لو يستبدِل شهوات الجسد بشهوات روحيّة. لكن، هذا يتطلَّبُ منه أن يخرج من ذاته، أن يشعر مع القريب ويقاسمه أتعابه.
هناك أناس، بخاصَّة الشباب منهم، يتواصَلون على الـ internet مع أصحابهم حتى أقاصي المسكونة ولا يتواصلون مع قريبهم وجهاً إلى وجه. هذا تيّار انعزاليّ، شيطانيّ، لا ينتُجُ عنه إلاّ الويلات من كآبة، من طلاق وإجهاض وانتحار... 
باطِلٌ مثلُ هذا العالم "باطِلُ الأباطيل، كلّ شيء باطِل" يقول سفر الجامعة (1: 2). هذا العالم يفصلنا عن الله منبع الحياة. فلنَعُدْ، إذاً، إليه تائبين، نكتشف حينئذٍ معنى الحياة الحقيقيّ.
             + أفرام
             مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
طروبارية القيامة 
باللحن الرابع
 
إن تلميذات الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجّدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.
 
القنداق باللحن الثاني
 
يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرّدودةِ، لا تُعْرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرِّميك.
 
الرسالة
غلا 2: 16-20
 
ما أعظمَ أعمالكَ يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صنَعتَ.
باركي يا نفَسي الربَّ
 
يا إخوة، إذ نعلم أن الإنسان لا يُبرَّر بأعمال الناموس بل إنما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضاً بيسوع لكي نُبَّرر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس، إذ لا يُبرَّر بأعمال الناموس أحدٌ من ذوي الجسد. فإنّ كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضاً خطأة، أفيَكونُ المسيح إذاً خادماً للخطيئة؟ حاشا. فإني إنْ عدتُ أَبني ما قد هدمتُ أجعل نفسي متعدياً، لأني بالناموس متُّ للناموس لكي أحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه في إيمان ابن الله الذي أحبّني وبذل نفسه عنّي.
 
الإنجيل
لو 8: 41-56 (لوقا 7)
 
في ذلك الزمان، دنا إلى يسوعَ إنسانٌ اسمه يايرُسُ، وهو رئيسٌ للمجمع، وخرّ عند قدمي يسوع، وطلب اليه أن يدخل إلى بيته، لأنّ له ابنة وحيدة لها نحوُ اثنتي عشْرَة سنة قد أشرفت على الموت. وبينما هو منطلقٌ كان الجموع يزحمونه. وإنّ امرأةً بها نزفُ دمٍ منذ اثنتي عشرَة سنة، وكانت قد أنفقت معيشتَها كلَّها على الأطبّاء، ولم يستطعْ أحدٌ ان يشفيَها، دنت من خلفه ومسّت هُدبَ ثوبه، وللوقت وقف نزفُ دمِها. فقال يسوع: "من لمسني؟" وإذ أَنكَرَ جميعُهم قال بطرسُ والذين معه: يا معلِّم، إن الجموع يضايقونك ويزحمونك. وتقول من لمسني؟ فقال يسوع: "إنّه قد لمسني واحدٌ، لأني علمت أن قوّة قد خرجت مني". فلمّا رأت المرأةُ أَنها لم تخْفَ جاءت مرتعدة وخرّت له وأخبرت أمام كلّ الشعب لأيّة علةٍ لمسته وكيف برئت للوقت. فقال لها: "ثقي يا ابنةُ، إيمانُك أبرأكِ  فاذهبي بسلام". وفيما هو يتكلم جاء واحدٌ من ذوي رئيس المجمع وقال له: إنّ ابنتَك قد ماتت فلا تُتعبِ المعلّم. فسمع يسوع، فأجابه قائلاً: لا تَخَفْ، آمن فقط فتبرأَ هي. ولمّا دخل البيت لم يدَع أحداً يدخل إلاّ بطرسَ ويعقوبَ ويوحنّا وأبا الصبيّة وأمّها. وكان الجميع يبكون ويلطمون عليها، فقال لهم: لا تبكوا، إنّها لم تمت ولكنها نائمة. فضحكوا عليهِ لِعِلْمِهم بأنّها قد ماتت. فأمسك بيدها ونادى قائلاً: يا صبيَّةُ قومي. فرجعت روحُها في الحال. فأمر أن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها، فأوصاهما أن لا يقولا لأحدٍ ما جرى.
 
شرح الرسالة
 
إِنَّ مَن نَشَأُوا في أحضانِ النّامُوسِ كانُوا أكثرَ النّاسِ مُقاوَمَةً للرّبِّ يَسُوعَ المسيحِ الّذي بَشَّرَ بِهِ النّامُوسُ. لماذا؟ لأنّهم تَحَوَّلُوا، ضِمنِيًّا، إلى عِبادَةِ أصنامٍ مِن نَوعٍ آخَر. هُمُ الَّذِينَ يَقِفُونَ في مَوقِعٍ مُناقِضٍ لِمَوقِعِ عابِدِي الأصنام، أَوجَدُوا مِن تَحَجُّرِهِم وتَكَبُّرِهِم وتَعَنُّتِهِم أَصنامًا تَمَسَّكُوا بِها. هؤلاءِ صارَتْ عِبادَتُهُم في ظاهِرِها عِبادةً لله الّذي وَضَعَ النّامُوس وقادَ آباءَهُم ونَجّاهُم، وأعطاهُمُ الوُعُودَ؛ وفي باطنِها عِبادةً لأنفُسِهم وَلامتِيازاتِهِم ولِمَصالِحِهم. حتّى وَصَلُوا إلى حَدِّ تَحجِيمِ اللهِ في نِطاقِ تَصَوُّراتِهِم الضَّيِّقة. هذه هِيَ الخَلفِيَّةُ الّتي كانت وَراءَ عِظاتِ بُولُسَ الرَّسُولِ، اليَهُودِيِّ الفرّيسيّ، في مُواجَهَةِ بَنِي جِنسِه الَّذِينَ لَم يتمكَّنُوا مِنَ القِيامِ بالنَّقْلَةِ الضّروريَّةِ مِنَ الظِّلِّ إلى النُّور، مِنَ الرّمزِ إلى الحقيقة، مِنَ اللّيلِ إلى النّهار. وَحتّى الَّذِينَ تَحَوَّلُوا إلى المسيحيَّةِ، كانت فئةٌ منهم متأثِّرَةً بتلكَ العقليَّةِ المُنحَرِفة، فَراحَتْ تُنادِي بالإبقاءِ على أحكامِ النّامُوسِ القديم، وكأنَّ الخَلاصَ لا يَكمُلُ إلاّ به.
ولهذا نَرى الرَّسُولَ بُولُسَ جازِمًا في قَولِه: "إذْ نَعلَمُ أنَّ الإنسانَ لا يُبَرَّرُ بأعمالِ النّاموس، بل إنّما بالإيمانِ بيَسُوعَ المسيح..."، كَمَنْ يَقُولُ حقيقةً لا خِلافَ حَولَها. يَضَعُ أمامَنا النِّقاشَ واضحًا مُبَسَّطًا: ثَمَّةَ طَرَفان: النّامُوس مِن جِهة، والمسيح مِن جهةٍ ثانية؟ والسُّؤالُ هُوَ: أيُّهُما يُخَلِّصُنا مِن خطيئتِنا؟ والجَوابُ هُوَ: الرَّبُّ يَسُوعُ المسيح هُوَ الّذي يُخَلِّصُنا، ما يعني، تالِيًا، أنَّ النّامُوسَ لَم يَستَطِعْ أن يَفعَل، وأنَّ تاريخَ شعبِ العهدِ القديمِ الطَّوِيلَ يَشهَدُ على ذلك.
فَيُعَلِّمُنا بُولُسَ أنَّنا اليَومَ مَدعُوُّونَ إلى الإيمانِ بِيَسُوعَ المسيح، "لِكَي نتبَرَّرَ بالإيمانِ بِهِ، لا بِأعمالِ النّاموس". فهذه الأخيرَةُ غيرُ قادِرَةٍ على تبريرِ أحدٍ مِنَ النّاس.
إنَّ تلكَ الفئةَ المُتَهَوِّدَةَ مِنَ المسيحيِّين كانَت تَتَّهِمُ سائرَ المسيحيِّينَ بأنَّهُم خطأَةٌ، لأنَّهم لا يُحافِظُونَ على فَرائضِ النّاموس. لذلك أجابَهُم بُولُسُ بِقَولِه: "فَإنْ كُنّا وَنحنُ طالِبُونَ التَّبريرَ بالمسيحِ وُجِدْنا نحنُ أيضًا خَطَأَةً، أَفَيَكُونُ المسيحُ إذًا خادِمًا للخطيئةِ؟ حاشا!". يَعني: إذا كانَ تَرْكُ النّامُوسِ خَطيئةً، يَكُونُ المسيحُ قَد أَوْقَعَنا في الخطيئة، لأنَّهُ هُوَ الّذي أَقْنَعَنا بِتَرْكِ النّامُوس. "حاشا" أَيْ لا يُمكِنُ أن يَكُونَ الأمرُ كذلك.
وَلا يَقِفُ عندَ هذا الحَدّ، بَل يُبَرْهِنُ لَهُمْ أَنَّ البَقاءَ على النّامُوسِ هُوَ التَّعَدِّي، لا تَرْكُه؛ ذلكَ أنَّ النّامُوسَ نَفسَهُ أَوْصَلَنا إلى المسيح، وَأَقْنَعَنا بِأَنْ نَنتَقِلَ مِنِ اتِّباعِهِ إلى اتِّباعِ المسيح. المسيحُ هُوَ تَمامُ النّامُوس. لِذا يَقُولُ في الأصحاحِ الثّالث مِن الرّسالةِ عَينِها: "فَالنّامُوسُ كانَ مُؤَدِّبًا لَنا يُرْشِدُنا إلى المسيح لِكَي نُبَرَّرَ بِالإيمان".
وَبِهذا المَعنى يَقُول: "لأنّي بالنّامُوسِ متُّ للنّامُوسِ لِكَي أحيا للّه"؛ أَي إنَّ النّامُوسَ نفسَهُ هُوَ الّذي أَرْشَدَني إلى اعتِزالِهِ وَاتِّباعِ المَسيح، عن طَريقِ أَقوالِ مُوسى والأنبياء. لأنَّ مُوسى والأنبياءَ تنبَّأُوا عَنِ المسيح وَعَلَّمُوا الكُلَّ أن يُؤمِنُوا بِه. لذلك، إنِ اتَّبَعتُ الآنَ النّامُوسَ، بَعدَ كُلِّ ذلك، أُخالِفُ النّامُوسَ عَينَهُ.
إنَّ الاتِّحادَ بالمسيحِ، في نَظَرِ بُولُسَ، هُوَ دَربُ النَّجاة. لذلكَ يَدعُو إلى الاتِّحادِ الكاملِ بِه (أحيا لا أنا بَلِ المسيحُ يَحيا فِيَّ)، بِحَيثُ لا يَبقى مَكانٌ لِسِواه.
 
لِنَقِفْ بِخَوفٍ.. لِنُصْغِ
 
كَم يؤسِفُنا عَدَمُ مُراعاةِ بعضِ رُوّادِ الخِدَمِ الكَنَسِيّةِ، ولا سيّما المَوسِمِيِّينَ مِنهُم، لِحُرمةِ بَيتِ الله! يَقِفُونَ في بيتِ اللهِ، وَالخِدمَةُ جارِيَةٌ.. الكاهِنُ يَتلو طلبةً أو إفشينًا، الجَوقُ يُنشِدُ، القارئُ يَقرأ.. وَهُمْ عَن كُلِّ ذلكَ غافِلُون.
ماذا أتيتُم لِتَفعَلُوا في بيتِ الله؟! عجيبٌ أمرُكُم وغريب.. ولا مُبَرِّرَ لِما تَفعَلُون، سِوى قِلَّةِ احتِرامِ المُقَدَّسات، و ضَعْفَ الإيمانِ بِمَن قَدَّسَها، وَهُوَ حاضِرٌ فيها.
إنْ دُعِيتُم إلى معمودِيّةٍ، رُحتُم تَهرُجُونَ وَتَمرُجُونَ كأنَّكُم في ساحةِ إحدى القُرى، والمهرجانُ قائمٌ.. ضجيجٌ.. ثرثرة.. قهقهة.. وكُلُّ ذلك مُفرِحٌ لإبليس الّذي نُصَلِّي لكي نَطرُدَهُ قَبلَ خدمةِ المعموديّة، فتَستَدعُونَهُ بِضجيجِكُمُ السّاخِرِ مِن قُدْسِيَّةِ سِرّ المعموديّة، والهاتِكِ لِحُرمَتِه!
وإنْ دُعِيتُم إلى خدمةِ إكليلٍ، رُحتُم تَتَشَدَّقُونَ بِالعِلكةِ، وتَتغامَزُونَ وَتَتلامَزُونَ على بَعضِ العباراتِ الواردَةِ في الخدمة، جاهِلِينَ مَدلُولاتِها، وَغَيرَ مُدرِكِينَ لِسِياقِ نُصُوصِها.. التَّهَيُّبُ غائبٌ.. الاحتشامُ مَعدُومٌ.. الخُشُوعُ لا حِسابَ لَهُ.. تأتُونَ إلى الكنيسةِ لِتَحضُروا خِدمةَ سِرِّ الزّواجِ المُقَدَّس، وَفي ذِهنِكُم أنَّ حَفْلَ الزّفاف قد ابتدأ في تلك اللحظة.. فكأنّكم في المطعم لا في الكنيسة.. في الاستعراضِ لا في الصّلاة.. في الفَرَحِ البَشَرِيّ لا الخدمةِ التّقديسيّة. وَيُساعِدُكُم على استِهتارِكُم المُصَوِّرُ الّذي باتَ "المُتَقَدِّمَ"، يَجعَلُ المطرانَ والكاهنَ والمرتِّلَ والخَلْقَ جميعاً تحتَ إمرَتِه.. كَما تُساعِدُكُم المُبالَغَةُ في تَزيِينِ الكنيسة، وكأنّها صالةٌ لا مَعبَدٌ.. والمبالغةُ في التَّبَرُّجِ والتّأَنُّق... فَلا عَجَبَ بعدَ ذلك إنْ صَفَّقْتُم عندَ دُخُولِ العَرُوسَين، لأنّهما يَدخُلانِ كَعارِضِي الأزياءِ على "البوديوم"، لا كطَالِبَي تَبرِيكٍ وتقديسٍ لدى المذبحِ المقدَّسِ والإنجيلِ الطّاهر.
وتأتُونَ إلى الكنيسةِ يومَ الشّعانينِ، فِتُمَثِّلُونَ دَورَ اليَهُودِ الّذِينَ استقبَلُوا المسيحَ كَمَلِكٍ أَرضِيٍّ، لا كَمَلِكِ المُلُوكِ وَرَبِّ الأرباب، الّذي يُرِيدُ قُلُوبَكُم فُرُشًا وفَضائلَكُم زِينةً.
ويومَ جنّاز المسيح، تأتُونَ حامِلِينَ أجهِزَتَكُمُ الخَلَوِيّة، لاهِينَ بِها معظَمَ الوقت، جالِسِينَ في قاعةِ الكنيسةِ، أو في ساحاتِها.. وكأنّكُم آتُونَ لإثباتِ حُضُورِكُم وانتِمائِكُم إلى مجموعةٍ بشريّةٍ ما، لا إلى رعيّةِ المسيح. فَيَكُونُ يومُ جنّاز السيّدِ المسيحِ يَومَ تَظاهُرَةٍ شعبيّةٍ حاشدة، فيها مِنَ التَّباهي بالثَّراءِ أو بِسِواهُ ما فيها، بَدَلاً مِن أن يكونَ يَومَ تَوبةٍ وحُزنٍ وَدُمُوع.. وَتَهَيُّبٍ أمامَ العظيمِ الّذي ارتَضى ذُلاًّ وَمَوتًا مِن أجلِ حَقارَتِنا، لِكَي يَرفَعَنا مِن ذُلِّنا وَمَوتِنا.
هلاّ أَفَقْنا مِن رُقادِ الكَسَلِ وَالاستِهتار، وَنَفَضْنا عَنّا غُبارَ الجَهلِ الرُّوحِيّ، وَفَرَرْنا هارِبِينَ مِن كُلِّ المَظاهرِ والتّصَرُّفاتِ الإبليسيّة، فاعِلِينَ ما يُرضي رَبَّنا وإلهَنا وَمُخَلِّصَنا يَسُوعَ المسيح، وإيّاهُ فقط؟!
 
 
أخبـــارنــــا
 
عُرسٌ في أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس!
 
نعم، نعم، أبرشية طرابلس في عُرسٍ حقيقي، لأنه عندما كنت اليوم معهم قلتُ في نفسي ما الذي يجمع هؤلاء في صفٍّ واحدٍ لولا حبٌّ واحدٌ، ورغبةٌ واحدة نابعة من قرارٍ داخلي واحد، نفضَ غبار الزمن لمحو الجهل، ولإبراز تراثٍ غنيّ مدفون في ثنايا كل أرثوذكسي،وكلّ رعيّة، ودير في الأبرشية!!!!
67 طالباً وطالبة، زهورٌ نضرة اجتمعت مساء الثلاثاء في مدرسة مار الياس الميناء، هناك كان الطّبيب، والجامعي والثانوي، المربّي والنجّار، العسكري والعامل........ كلُّهم اجتمعوا على اختلاف مستوياتهم كأنهم "أزهار فردوسيّة" متناغمة رغم اختلافها وتنوّعها! 
بارك الله هؤلاء النفوس العطشى "لكلمة الحقّ" لِيُبرزوا تُراثٍ أشبه باللآلئ والزمرد والياقوت النادر والثّمين! إنه تراث كنيسة المسيح.
كونوا شهودًا على ذلك واحملوا شعلة الإيمان وانقلوها لبيتكم ورعيّتكم، نمّوا مواهبكم واغرفوا من ينبوع الحياة طالما فيكم نسمة حياة!
هكذا افتَتح المركز الرعائي للتراث الأبائي موسمه الثالث للتثقيف والمعرفة اللاهوتيّة تقدمّه نخبة مختارة من الأساتذة والمحاضرين ببركة راعي الأبرشيّة!
أدام الله هذه الغيرة، ونحني أعناقنا إجلالاً لهؤلاء القوم الذين يُضحّون بكلّ شيْ من أجل حفنة من المعلومات الدينية تَروي ظمأهم! بوركتم يا زهور المسيح!
 
 رعيَّة بطرام: عيد القدِّيسيَن قزما ودميانوس
برعاية صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) تحتفل رعيَّة بطرام بعيد القدِّيسيَن قزما ودميانوس على الشكل التالي:
نهار الأحد الواقع فيه 28 تشرين الأول 2012 قداس الهي الساعة الثامنة والنصف وبعدها  تكريم الشهادات الرسمية ويليها مائدة محبة.
الأربعاء الواقع فيه 31 تشرين الأول 2012 غروب العيد ويليها خدمة القداس الإلهي الساعة الخامسة مساءً.