الأحد 19 آب 2012

الأحد 19 آب 2012

19 آب 2012
الأحد 19 آب 2012    
العدد 34
الأحد (11) بعد العنصرة
اللحن الثاني    الايوثينا الحادية عشر
 
* 19: أندراوس قائد الجيش وال /2593/ المستشهدون معه. * 20: النبي صموئيل. * 21: الرسول تداوس، الشهداء باسي وأولادها. * 22: الشهيد أغاثونيكس ورفقته. * 23: وداع عيد الرقاد، الشهيد لويس.  * 24: الشهيد في الكهنة أفتيشيس، قزما الإيتولي * 25: عودة جسد برثلماوس الرسول، الرسول تيطس. 
السِّرُّ الخفيُّ منذ الدُّهور
 
السِّرُّ (Mystery) هو تدبير الله لخلاص البشر، وهو مُعْلَنٌ في يسوعَ المسيح، في الإنجيل وفي الكنيسة. 
(كولسّي 1: 26-27).
نرتِّلُ في الكنيسة: "السِّرُّ الخفيُّ منذ الدُّهور وغيرُ المعلومِ عند الملائكة، بكِ ظَهَرَ يا والدةَ الإلهِ للَّذين على الأرضِ إذ تجسَّدَ الإلهُ باتِّحادٍ لا تشوُّشَ فيه، وقَبِلَ الصَّلْبَ طوعاً من أجلِنا، وبه أقامَ المجبولَ أوَّلاً وخلَّصَ من الموتِ نفوسَنا".
مريمُ هي خادِمةٌ لهذا السِّرِّ الإلهيِّ، وهي مطيعةٌ لكلمة الله: "طوبى للَّذين يسمعون كلمةَ الله ويحفظونَها" (لوقا 11: 28). جلسَت مريم عند قدمَيْ يسوع تسمع كلامَه.
الطَّاعَة في اليونانيَّة "Υπακοή"، كلمة تعني حرفيّاً: "تحت السَّمْع"، أي بكلمةٍ أخرى سَمْعًا وطاعة.
إسمُ مريم معناه "سيِّدَة". فضيلةُ الصَّلاة، التأمُّل والرُّؤيا جعلتها سيَّدةً على أهوائها.
* * *
أُعْلِنَ السِّرُّ عن طريق مريمَ العذراءِ في التَّجَسُّد: "عظيمٌ هو سرُّ التَّقوى، أللهُ ظَهَرَ في الجسد"            (1 تيموثاوس 3: 16) حتَّى الصَّليب. 
وأخيرًا، أعلنَهُ اللهُ بروحه القدُّوس: "ما لم تَرَهُ عينٌ ولم تسمعْ به أذنٌ ولم يخطُرْ على بالِ إنسانٍ ما أعدَّهُ الله للَّذين يحبُّونَه. فأعلنَه الله لنا نحن بروحِه لأنَّ الروحَ يفحصُ كلَّ شيء حتَّى أعماقَ الله" ( 1 كو 2: 9-10) الرُّوح القدس وحده يستطيع أن يسبرَ أحكامَ الله. هذه هي الحكمة الإلهيَّة الَّتي لم يعلَمْهَا أحدٌ من عظماء هذا الدهر. لقد أعلنَ الرَّبُّ يسوع في كرازته: "أحمدُكَ أيُّها الآبُ ربُّ السَّماء والأرض لأنَّكَ أخفيتَ هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال " (متى 11: 25).
هذا السِّرُّ، الَّذي تكلَّمنا عليه، يُعاشُ في "الأسرار الكنسيّة" (Mysteries)، أعني في المعموديَّة والإكليل والميرون... وخصوصاً في القدَّاس الإلهيّ. الأسرار تضمُّ، أيضًا، كلّ الخدم الليتورجيّة بما فيها صلاةُ الغروب وصلاةُ السَّحر.
أيُّها الأحبَّاء! أتريدون أن تدخُلوا في صميم معاني هذا السِّرّ؟! اقرأوا بتمعُّنٍ الكتاب المقدَّس، وبخاصَّة المقاطعَ الواردة في الخدمة الكنسيّة أثناء الأعياد السَّيِّديَّة مثلاً. لا تكتفوا بالحضور الشَّكليِّ والتَّمسُّك بالمظاهِر التقويَّة. إنتبهوا واسمعوا(*) (كما كانت تفعل مريم والدة الإله) في ما يُقرَأُ وما يُرَتَّلُ خلال الخدمة. إستعينوا عند الضَّرورة بالكتب المساعِدَة، أَفِي الغروب الكبير أم في السَّحريَّة.
عندها، تفهمون بل تعيشون السِّرَّ العظيمَ الَّذي أعدَّهُ الله في كتابه العزيز وفي كنيسته والَّذي يُعطي المعنى الحقيقيَّ لحياتِنا من أجل نفوسِنا.
(*) غوصوا تمتّعوا
                                                     + أفرام
                                         مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة                     باللحن الثاني
 
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك، وعندما أقمتَ الأموات من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ، المجدُ لك.
طروبارية رقاد السيدة              باللحن الأوّل
 
في ميلادكِ حَفظْتِ البتوليَّة وصِنتِها. وفي رُقادِكِ ما أهْمَلتِ العالم وترَكتِهِ يا والدة الإله. لأنَّك انتقلتِ إلى الحياة بما انكِ امُّ الحياة. فبِشفاعاتك أنقذي من الموتِ نفوسَنا.
قنداق رقاد السيّدة                  باللحن الثاني
 
إن والدةَ الإله التي لا تَغفلُ في الشَّفاعات، والرجاءَ غيرَ المردودِ في النجدات، لم يضبُطها قبرٌ ولا موتٌ، لكنْ، بما أنها أمُّ الحياة، نقلها إلى الحياة الذي حلَّ في مستودعها الدائِم البتوليّة.
الرسالة
1 كو 9: 2-12
 
قوّتي وتسبحتي الرَّبُّ       أدبًا أدَّبني الرَّبُّ
 
يا إخوةُ، إنَّ خاتَمَ رسالتي هوَ أنتمُ في الربّ. وهذا هو احتجاجي عندَ الذينَ يفحصونَني. ألعلَّنا لا سلطانَ لنا أن نأكلَ ونَشَرب. ألعلَّنا لا سلطانَ لنا أن نجولَ بامرأةٍ أختٍ كسائر الرسلِ وإخوةِ الربِ وصفا. أم أنا وبَرنابا وحدَنا لا سلطانَ لنا أن لا نشتَغِل. مَن يتجنَّدُ قطُّ والنفقةُ على نَفسِه؟ مَن يغرِسُ كرماً ولا يأكلُ من ثمرهِ؟ أو مَن يرعى قطيعاً ولا يأكُلُ من لَبَن القطيع؟ ألعلّي أتكلَّم بهذا بحسبِ البشريَّة، أم ليسَ الناموس أيضًا يقولُ هذا. فإنّهُ قد كُتِبَ في ناموسِ موسى: لا تَكُمَّ ثوراً دارساً. ألعلَّ الله تَهمُّهُ الثِيران، أم قالَ ذلك من أجلِنا، لا محالة. بل إنَّما كُتِبَ من أجلنا. لأنَّه ينبغي للحارثِ أن يحرُثَ على الرَجاءِ، وللدّارسِ على الرجاءِ أن يكونَ شريكاً في الرجاءِ. إن كُنَّا نحنُ قد زَرَعنا لكم الروحيَّاتِ أفيكونُ عَظيماً أن نحصُدَ مِنكُمُ الجسديَّات. إن كانَ آخَرونَ يشتركونَ في السّلطانِ عليكم أفلَسنا نحنُ أَولى. لكنَّا لم نستعملْ هذا السُلطان، بل نحتَمِلُ كلَّ شيء لئلاَّ نُسبِّبَ تعويقاً ما لِبشارةِ المسيح.
الإنجيل
متى 18: 23-35 (متى 11)
 
قال الربُّ هذا المثَل: يُشبِه ملكوتُ السماوات إنساناً مَلِكاً أراد أن يحاسِبَ عبيدَهُ. فلمَّا بدأ بالمحاسبةِ اُحضِر إليهِ واحدٌ عليهِ عشَرَةُ آلافِ وزنةٍ. وإذْ لم يكنْ لهُ ما يوفي أَمَرَ سيدُهُ أن يُباعَ هو وامرأتُهُ وأولادُهُ وكلُّ ما لهُ ويُوفَى عنهُ. فخرَّ ذلكَ العبدُ ساجداً لهُ قائلاً: تمهَّلْ عليَّ فأوفيَكَ كلَّ ما لَك. فَرَقَّ سيدُ ذلك العبدِ وأطلقَهُ وترك لهُ الدَّين. وبعدما خرج ذلك العبدُ وجدَ عبداً من رُفَقائهِ مديوناً لهُ بمئةِ دينارٍ، فأمسَكَهُ وأخذ يَخْنُقُه قائلاً: أَوفِني ما لي عليك. فخرَّ ذلك العبدُ على قَدَميهِ وطلبَ إليهِ قائلاً: تمهَّلْ عليَّ فأُوفيَكَ كلَّ ما لَك. فأبى ومضى وطرحهُ في السجنِ حتى يُوفيَ الدَّين. فلمَّا رأى رُفقاؤُهُ ما كان حَزِنوا جدًّا وجاؤُوا فأعْلَموا سيدَهم بكلِّ ما كان. حينئذٍ دعاهُ سيّدُهُ وقال لهُ: أيُّها العبدُ الشّريرُ، كلُّ ما كان عليك تركتُهُ لك لأنّك طلبتَ إليَّ، أفمَا كان ينبغي لك أنْ ترحَمَ أنتَ أيضاً رفيقَك كما رحِمْتُك أنا. وغضِبَ سيّدُهُ ودفعهُ إلى المعذِّبينَ حتى يُوفيَ جميعَ ما لهُ عليهِ. فهكذا أبي السَّماويُّ يصنعُ بكم إنْ لم تَتْركوا من قلوبِكم كلُّ واحدٍ لأخيهِ زلاَّتِهِ.
في الإنجيل
 
مثلُ المَدين العديم الشفقة يوضح لنا حقيقتين. الحقيقة الأولى أنّه أنْ يكون لنا نصيب في ملكوت الله، إنّما هو هبة مجّانيّة من الله. إنّه يترك لنا ما علينا، يغضّ النظر عن خطايانا، ينساها وكأنّها لم تكن، يصفح عنّا، وبعفوٍ سخيّ ينجّينا من الحكم الذي استوجبته خطايانا. ومن أبلغ ما يجسّد هذه الحقيقة هو وهْبُ يسوعُ المصلوبُ الفردوسَ للصّ المصلوب معه. فاللصّ قد وُهِبَ مجّانًا نصيبًا في ملكوت الله، لا لأعمال قام بها، بل رحمةً من الله ورأفة. هو آمن بوعد يسوع له وقبِل عطيّة الله الخلاصيّة فأضحى من أبناء الملكوت. إن آمنت بخلاص الله المجّانيّ لك الذي أتمّـه بالمسيح يسوع المصلوب والمُقام من الموت، إن آمنت متى وصلك، بواسطة الإنجيل المكروز به، نبأ هذا الخلاص، تُنَلْ، مجّانًا، برّ الله، ويُعْفِكَ الله من الحكم الذي تستوجبه خطاياك. يجعلك، بالمعموديّة، ابنًا له ويهبك روحه القدّوس. فمتى تصرّفت باستهتار من بعد هذا، وأسأت الأمانة، وكنت جاحدًا لعطيّة الله، كَنُودًا، وتصرّفت تصرّفَ أبناء المعصية، لا مهرب لك من الغضب الإلهيّ المزمع أن يُستعلن في يوم الدينونة الرهيب. 
هذا الغضب الذي يُعبّر عنه هذا المثل حين يورد الحكم الذي أوقعه الملك. فأحد “عبيد الملك” ـ والعبارة كانت، في الشرق القديم، تُستعمل أيضًا لتعني كبار الموظّفين ـ مَدين له بأكبر مبلغ يُمكن تصوّره. فنحن اليوم نستعمل العدد مليون للتعبير عن الكثرة اللامتناهية، فنقول، مثلاً: “أتريدني أن أقوم بهذا الأمر مليون مرّة؟!”. وإذا ما أردنا زيادة في المبالغة نعتمد الـ “مئة مليون”. أمّا، قديمًا، فكان الألف والعشرة آلاف (ويُعبّر عن هذا الرقم أحيانًا بكلمة “ربوة”)، هما المستعملان للإفادة عن الكثرة اللامتناهية. فيُقال، مثلاً: “ربوات ربوات الملائكة وألوف ألوف رؤساء الملائكة”. فهذا الموظّف كان مدينًا للملك بأكبر مبلغ يُمكن تصوّره: “عشرة آلاف بدرة”، والبدرة تساوي عشرة آلاف دينار. فالمبلغ هو مئة مليون دينار. والدينار هو الأجر اليوميّ للعامل. فهذا الموظّف الذي أولاه الملك إحدى المقاطعات، قد تخلّف عن تأدية الضريبة الموضوعة. وإذا علمنا أنّ الضريبة السنويّة المفروضة على إحدى مقاطعات الدولة الرومانيّة، في مطلع القرن الأوّل، كانت مئتيْ بدرة فقط. نجد أن مبلغ الدين يساوي خمسين مرّة المبلغ المذكور، فهو مبلغ مبالَغ فيه كثيرًا. وهذه المبالغة تبغي الإفادة عن أنّه مبلغ لا يُمكن أن يوفى. فما مِن إنسان بقادر أن يفي الله ما له عليه. يأمر الملك ببيع المَدين وزوجته وأولاده. وما القصد من هذا الحكم استيفاء الدين. فثمن العبد كان غالبًا ما يتراوح بين 500 دينار و 2000 دينار. فالمبلغ المستوفى من بيعهم لن يساوي أكثر من جزء يسير جدًّا جدٍّا من الدَّين الهائل. فهذا الحكم يُعبّر عن غضب الملك الشديد على تابعه.
والحقيقة الثانية التي يُشّدد عليها يسوع، والتي هي الغاية الأساسيّة من هذا المثل، والمغزى الذي يقدّم لنا في هذا المثل، إنّما هي أنّ استمرار تنعّمك بالعفو الإلهيّ إنّما هو مرتبط بتركك لأخيك الإنسان، كلّ إنسان، ما له عليك. فغفرانك لأخيك من كلّ قلبك هو التعبير عن قبولك، من كلّ قلبك وليس بأذنيك وشفتيك فقط، الغفرانَ الإلهيّ المنعمَ عليك. هذا تعليم أساسيّ ليسوع. ولكي يكون دومًا نصب عينيك وماثلاً في ذهنك من دون نسيان، ضمّنه يسوع نصّ الصلاة اليوميّة الذي علّمك. ففي “أبانا الذي” أنت تجعل من غفرانك لأخوتك بني البشر منطلقًا لطلبك الغفران من الله. فاستحِ من طلب الغفران من الله فيما قلبك غير صافٍ تجاه أخٍ لك. إن بقيت جاحدًا لنعمة الله، وما غفرت لأخيك ذنبه، يُمسك الله عليك خطاياك ويسلّمك إلى المعذِّبين حتّى توفيَ جميع ما عليك. ولن توفي.
نحن، والصنم، ونبوخذنصّر
 
تستوقف عددًا من المؤمنين، كلَّ عام، قراءة تتلى يوم السبت العظيم متعلّقة بالملك نبوخذنصّر، وتمثال الذهب، والفتية الذين لم يخشوا من أتون النار. يرى البعض في هذه القراءة تردادًا في السرد لا بدّ من العمل على تعديله ليتماشى مع الذوق الأدبي الراهن. ويرى فيها آخرون أسطورة نافعة لتذكّر المؤمنين بأهمية الإيمان في حياتهم. وبعض آخر ينتظر بفارغ الصبر نهاية القراءة ليصل إلى القسم الذي نمجّد فيه الله ترتيلاً جميلاً يُنشِد عظمة البارئ.
يفوتنا في كثير من الأحيان البُعْد التربوي الذي قصدته الكنيسة من هذا الانتقاء، وهو يربط النص بآنيّة القيامة، إذ سنقول بعد ذلك مباشرة: "قمّ يا الله وأحكم في الأرض!" يحتّم علينا هذا البُعْد التربوي أن نسأل أنفسنا عن حاضرنا: هل هناك من نبوخذنصّر جديد نحن لا ندركه؟ هل هناك أصنام جديدة نسجد لها من غير وعي؟ هل هناك من ترداد يصمّ الآذان لكننا لا نأبه له؟ هل من نار جديدة تهدد المؤمن اليوم، حتى لو لم تكن نارًا ماديّة؟ هل لنا هذه الحرّية الداخلية التي كانت للفتية حين رفضوا السجود للتمثال المذهّب؟
الحقيقة أن واقعنا يدلّ على عدد كبير من الأصنام التي تضع حلّة أكثر دهاءً من تمثال الذهب، وأن ما يدعونا إلى الخضوع لهذه الأصنام هو أكثر بطشًا من ملك بابل، وأن الخضوع المطلوب منا هو ملتبس الوجه لكنه شِرك بكل معنى الكلمة. حتى ندرك ذلك لا بد وأن ندخل إلى قلب حادثة الفتية وحكايتهم مع الصنم فلا نكتفي بظاهرها. في العمق، كان المطلوب من الفتية استغناءهم عن حريتهم في اعتقادهم وعن استبدال إلههم بأشكال أخرى تصبح هي المطلق والمرجع. ليس المهمّ هنا ما كان موقف البابليين من الألوهة، هذا أمر متروك لعلماء الاجتماع. المهمّ هو في طلب الاستغناء عن الحريّة والخضوع للشكل. لم يقبل الفتية المراوغة والحذاقة والقبول ومراعاة الشكل على حساب حريتهم التي بواسطتها يعبّرون عن إيمانهم بطريقتهم. فليس من شكل يستوعب إلههم، ولا من سلطان ينزع منهم هذه القناعة بأن إلههم يحررهم من الداخل. فمن يستعبدنا اليوم يا ترى؟
•يستعبدنا عالم الاستهلاك الذي بسببه نجد أنفسنا مستعبدين للتقانة، والموضة، وسوء استعمال البيئة، والاستغناء عن الخصوصيّة، والخضوع إلى الطاقات الإعلاميّة المهيمنة. ونتيجة الخروج عن المألوف في هذا العالم حتميّة: نار التجاهل، والسخرية، والاضطهاد المعنوي.
•يستعبدنا الشكل على أنواعه، أكان في طريقة عيش الأفراد (أعراسنا مثال واضح على ذلك)، أو في سوء استعمال مصادر الأموال (الكنائس الضخمة التي نشيد لمجد دنيويّ ليس إلاّ)، أو في جمود متحفي في كل مجال (وهو يملأ طقوسنا).
•يستعبدنا الكلام الذي يعطي صفة الإطلاق لبعض الأمور وكأنها تحلّ محل الله نفسه، فنقع في صنميّة تأليه نمط، أو طريقة عيش، أو واقع معيّن. وهذا قائم في الجماعة المؤمنة اليوم، ويعبّر عن نفسه في الكثير من الكتابات التي تجرح ضمير المؤمنين لأنها تسلبهم حريتهم فتجعل نفسها جلاّدًا حديثًا لضميرهم، يهددهم هم أيضًا بنار جهنّم.
قوة الفتية كانت في أنهم قرروا مجابهة هذا الواقع ولم "يخشوا أتون النار". لكنهم واجهوا هذا الواقع بسبب حرّيّة تلهبهم من الداخل ولا تتذاكى في التعاطي مع الأمور. هم لم يرفضوا شكلاً ليتبنّوا شكلاً آخر بصفة الإطلاق نفسها، ولم يستبدلوا صنمًا بصنم، ولم يعتبروا أن أية نمطيّة يمكن أن تحلّ محل الإله الحيّ.
عسانا اليوم، نقف في الكنيسة، كأفراد وكجماعة، مواقف كهذه، تعتمد على محبة الله لنا، وعلى رحابة استقامة الرأي في التنوع، وعلى انفتاحها في التعاطي مع الأمور بشكل إيجابي فلا تُسْتَعْبَد لشيء مهما سما، بل تفحص كل شيء "لتتمسّك بالحسن".
أخبـــارنــــا
إصدار كتب جديدة
 
صدر عن تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع م.م، الكتب التالية: "الكنيسة الأرثوذكسية في الماضي والحاضر" و"الكنيسة الأرثوذكسية إيمان وعبادة" الأسقف ذيوكليا كاليستوس وير؛ وكتاب الميتيورا (الأديرة المعلَّقة، تاريخ وتراث) تعريب وإعداد لولو صيبعة.
تطلب هذه الكتب من الأب نقولا الرملاوي في دار المطرانية.
سهرانية في دير بكفتين
 
يترأس صاحب السيادة راعي الأبرشيبة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) بمناسبة وداع عيد رقاد السيّدة سهرانية في دير رقاد السيدة – بكفتين مساء الأربعاء الواقع فيه 22 آب 2012 تبدأ الساعة السابعة.