النشاط الصيفيّ للمركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ 

النشاط الصيفيّ للمركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ 

24 أيلول 2025
النشاط الصيفيّ للمركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ 

لقاء في الضنّية حول موضوع " العمل الرعائيّ من الناحية العمليّة - زيارات البيوت "
ضمن نشاطات المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ التابع لأبرشيّتنا، تمّ بحضور سيادة المتروبوليت أفرام كيرياكوس راعي الأبرشيّة، لقاء في 23 آب 2025 في قضاء الضنّية شمل بعض طلّاب المركز الرعائيّ، وكهنة وشبيبة من رعايا الأبرشيّة، وأعضاء من فروع حركة الشبيبة، ووفدًا من الكهنة والشبيبة من أبرشيّة جبل لبنان، ووفدًا من الكهنة والشبيبة من أبرشيّة زحلة.

ابتدأ اليوم بقدّاس إلهيّ في كنيسة رعيّة سير، ثمّ انتقل المجتمعون إلى قاعة كنيسة رعيّة حقل العزيمة حيث أكملوا النهار في البحث في موضوع "العمل الرعائيّ من الناحية العمليّة - زيارات البيوت".

استكمل هذا النشاط ما بدأه طلّاب المركز من محاضرات خلال الفصل الثاني عن الرعائيّات بإشراف الأستاذ المهندس جهاد حموي. 
وقد قام الطلّاب بزيارات رعائيّة إلى بيوت مختلفة من الأبرشيّة ومؤسّساتها خلال الصيف.

قدّم الموضوع سيادة المطران أفرام، ثمّ عرض الأستاذ جهاد حموي ملخّصًا للمحاضرات التي قدّمها في المركز عن الرعائيّات، شرح من خلالها أساس العمل الرعائيّ ألا وهو خلاص الإنسان. ثمّ أدلى طلّاب المركز بشهاداتهم وخبرتهم في هذه الزيارات التي قاموا بها.

ثمّ بحث المشتركون، عبر مجموعات مختلفة، أسئلة عن موضوع زيارات البيوت، أهمّها: 
ما الغاية من الزيارة الرعائيّة؟ ما هو الحافز الذي يدفعنا إلى مثل هذه الخدمة، أمادّيّة أم معنويّة أم روحيّة هي؟ 

ما هو دور كلّ من الكاهن، مجلس الرعيّة والشعب في الرعاية؟ 
كيف تكون الرعاية صحيحة؟ 
ما الذي يساعد على اكتساب مثل هذه الرعاية؟ ما هي أهمّيّة الإصغاء إلى الكبار والصغار في السنّ؟
إلى ماذا أو إلى من يحتاج المسنّون، وأيضًا ما الذي يعزّي وحدتهم؟ ماذا تعلّمنا أو تفيدنا مثل هذه الرعاية للمسنّين، والمعاقين؟ 

ماذا يجب أن نضيف لكي لا تقتصر المساعدة أو الرعاية على الإحسان المادّيّ؟ 
هل تقتصر الرعاية على الإحسان للفقراء وزيارة المرضى وتعزيتهم ، أم هي تتوجّه وتفيد الأغنياء، والملحدين، والزناة...؟ 
يقول الربّ في الإنجيل "أتيت لأجمع المتفرّقين الى واحد"، فكيف يستطيع الكاهن في رعايته البيوت أن يجمع المتفرّقين إلى واحد؟ 
وماذا نستطيع أن نفعل في الكنيسة لكي نجمع المتفرّقين (والمقصود هنا الجهات المختلفة التي تهتمّ بالرعاية في الكنيسة، الكاهن، مجلس الرعية، الحركة، الأُسَر...إلخ) لأجل العمل الرعائيّ المشترك، خصوصًا زيارة البيوت؟

أكّد المشتركون أنّ استفقاد الكاهن للبيوت مماثل لاستفقاد الربّ يسوع لشعبه من خلال زياراته للمدن كافّةً مبشّرًا وشافيًا الأمراض الروحيّة والجسديّة. 
وكما تنازل ابن الله وأخلى ذاته متجسّدًا ليخلّصنا، هكذا زيارة الكاهن لبيوت الرعيّة هي إخلاء ذات لكي يعرّفهم إلى الكنيسة أو يعيدهم إلى حضنها، أو يعزّيهم، أو يعلّمهم كيف يغلبون الموت والفساد. 

لذلك عمل الكاهن الرعائيّ، وبخاصّة الزيارات، هي باطلة من دون مؤازرة النعمة الإلهيّة له. هذه الزيارات الرعويّة هي لقاء بين الراعي وأبنائه، من خلالها يَعرف حاجيّاتهم المادّيّة أو الاجتماعيّة، ولكنّه يتعرّف أيضًا إلى تجاربهم وصعوباتهم الروحيّة. وهو ينقل إليهم تعزية المسيح والرجاء به من خلال حضوره وكلامه. وعلى مثال الراعي الأعظم، 

الربّ يسوع، هو بحاجة إلى فريق عمل، أو نواة يساعدونه؛ فالربّ يسوع جمع تلاميذ حوله، أرسلهم اثنين اثنين ليبشّروا ويطردوا الشياطين. 
وهنا دور هذه النواة من الشبيبة، ومجلس الرعيّة، وكلّ من يعمل في الكنيسة أن يساعدوا الكاهن كما كان التلاميذ. أخيرًا، 

شدّد المشاركون على أنّ رعاية البيوت المعاصرة مشابهة لبشارة الرسل في المسكونة في العصور الأولى، لأنّهم كانوا يطوفون المدن (البيوت) ليبشّروا بالمسيح مخلّصًا للعالم.