الوزنات - المتروبوليت أفرام (كرياكوس)
10 شباط 2021
الوزنات
يأتي هذا النصّ الإنجيليّ بعد الحديث عن العذارى العاقلات والعذارى الجاهلات حيث نقرأ هذه الدعوة "اسهروا وصلّوا لأنّكم لا تعلّمون متى يأتي ذلك اليوم وتلك الساعة" (متى 25: 13).
كذلك يتبع نصَّ إنجيل اليوم عن الوزنات حديثٌ في الدينونة وهنا نقرأ الجملة الهامّة التالية: "كلّ ما فعلتموه بإخوتي هؤلاء الصغار فبي قد فعلتم". (متى 25: 40).
إذاً المقطع الإنجيليّ في الوزنات مرتبط بموضوع المجيء الثاني والدينونة.
لا شكّ في أنّ قضيّة الوزنات تشير إلى المواهب، لكنّ استخدام هذه المواهب ينبغي أن يكون في سبيل السير إلى الملكوت. وعلى كلّ حال سوف نحاسب على هذه المواهب المعطاة لنا عند الدينونة.
العبد الذي أُعطي خمس وزنات قد ربح فوقها خمس وزنات أخرى. قال له سيّده "نعماً أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً على القليل فأجعلك أميناً على الكثير أدخل إلى فرح ربّك"( متى 25: 21).
وكذلك فعل السيّد مع الذي أُعطيَ وزنتَين. أمّا الذي أخذ الوزنة الواحدة فقال له: "أيّها العبد الشرّير والكسلان...".
نستخلص من هذا المثل أنه قد أُعطيَت لكلّ واحد منّا مواهبُ معيّنة وعلينا أن ننمّيها في حياتنا، لأنّنا سوف نُحاسَبُ عليها في يوم الدينونة، يوم المجيء الثاني.
إنّ مجيء المسيح parousie يشير إلى حُضورِه مِن أجل الحساب والدينونة.
يبدأ هذا الحساب ساعة الموت (الرقاد)، يوم الاِنتقال من هذه الحياة الحاضرة إلى الحياة الأُخرى.
ساعةُ مَوتِنا هذه لا يعرفها أحد، لذا علينا أن نكون دائماً مستعدّين لهذا الحساب، ما يدعوه بعضُ الآباء "الدينونة الأولى"، حين يبدأ حسابُ كلّ واحد منّا على أعماله فيقبع إمّا في مكان راحة أو في مكان عذاب منتظراً الدينونة الع - امّة.
كلُّ مَن أنمى وزناتِه أي مواهبَه يقول عنه: "كلّ من له يُعطى ويُزاد، ومَن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه (متى 25: 29).
أي كلّ من جاهد في حياته في سبيل ملكوت السموات وأنمى الوزنات المعطاة له، يستحقّ الدخولَ إلى فرح ربّه وينعم بالحياة الأبديّة.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما