الأحد 28 أيلول 2025 

الأحد 28 أيلول 2025 

24 أيلول 2025

الأحد 28 أيلول 2025 
العدد 39
الأحد 16 بعد العنصرة
اللحن السابع، الإيوثينا الخامسة


أعياد الأسبوع:

 28: خاريطن المعترف، النبيّ باروخ، 29: كرياكس السَّائح، 30: الشَّهيد غريغوريوس أسقُف أرمينيّة العظمى، الشَّهيد ستراتونيكس، 1: الرَّسول حنانيا أحد السَّبعين، رومانس المرنِّم، 2: الشَّهيد في الكهنة كبريانوس، الشَّهيدة إيوستينة، 3: الشَّهيد في الكهنة ديونيسيوس الأربوباغيّ أسقُف أثينا، 4: إيروثاوس أسقُف أثينا، البارّ عمُّون المصريّ.

الصيدُ العجيب

نشهد في هذا الإنجيل رسالةَ الرسل الأوّلين بطرس إندراوس يعقوب ويوحنّا. 
ممّا يذكّرنا بدعوة أشعياء النبيّ عندما رأى السيّد في الهيكل وسمع صوته يرسله لتبشير هذا الشعب فيُشفى (أشعيا 6: 10). وكذلك دعوة النبيّ حزقيال للبشارة (حزقيال 1و3 و2: 11).

قال الربّ لسمعان بطرس: "أبعد إلى العمق" ولمّا فعل ذلك أمسك مع التلاميذ سمكًا كثيرًا (5: 6) فصارت شبكتهم تتخرّق.
"قال يسوع لسمعان: "لا تخف من الآن تكون صيّادًا للناس" (لوقا 5: 80).
حتّى لا تتخرّق الشبكة نحن بحاجة إلى نار الروح القدس الّتي تنير الآخرين.

وأيضًا اكتسب الرسل الأوّلون هذه الموهبة الرسوليّة Mission apostolique بفضل جهادهم الإنسانيّ أوّلًا.
لكنّ جهادهم لم يكتمل إلّا بالنعمة الإلهيّة. 
نحن أيضًا لا نستطيع أن نختبر صيدًا عجائبيًّا، صيدَ النفوس في سبيل معرفة الله ومعرفة أسرار الكنيسة، إلّا بمشاركة النعمة الإلهيّة. 

جهاداتنا تساعد أوّلًا على اكتساب التواضع الحقيقيّ، محبّة الله ومحبّة الإخوة هذا كلّه يساعد على اكتساب النعمة الإلهيّة الفاعلة.
كلّ ذلك بإرادتنا وبحرّيّتنا بعد تطهّرنا من الأهواء المعيبة.

القدّيس إسحق السريانيّ يشدّد على ضرورة الجهاد النسكيّ effort d’ascèse مع نبذ أنانيّتنا واكتساب تواضعٍ عميقٍ.
لا بدّ من اختبار هذه الفترة من حياتنا الروحيّة حين نختبر مدى ضعفنا ممّا يجعل الروح القدس يقودنا إلى خبرة التواضع والإنكسار. 
هذا هو زمن، فترة التوبة، والضعف والإنكسار. Humilité et Repentir فترة روحيّة يشدّد عليها أيضًا قدّيسُ القرن الرابع مكاريوس المصريّ، وشاهدها مليًّا القدّيس إسحق السريانيّ في القرن السابع.

نطلب من الله أن يجعلنا نختبر نحن أيضًا مثل هذا الصيد العجائبيّ، صيد الحصول أوّلًا على التوبة، ومن ثمّ محبّة القريب، والتواضع ومحبّة الربّ يسوع المسيح.

+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


طروباريّة القيامة باللحن السابع

حطمت بصليبك الموتَ وفتحتَ للّص الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله، مانحًا العالم الرحمةَ العظمى.

القنداق باللحن الثاني

يا شفيعَةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودِة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطلْبَةِ يا والدة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.


الرسالة: 2 كو 6: 1-10
الربُّ يُعطي قوةً لشعبه
قدِّموا للربِّ يا أبناء الله


يا إخوة، بما أنّا معاونُون نطلبُ إليكم أن لا تقبلوا نعمةَ اللهِ في الباطل، لأنّهُ يقولُ: إنّي في وقتٍ مقبول استجبتُ لكَ وفي يوم خلاصٍ أعنتُك. فهوذا الآنَ وقتٌ مقبول. هوذا الآنَ يومُ خلاص. ولسنا نأتي بمعثرةٍ في شيء لئلّا يلحقَ الخدمةَ عيبٌ، بل نُظهرُ في كلّ شيء أنفسَنا كخدَّام الله في صبرٍ كثير في شدائد في ضَروراتٍ في ضيقاتٍ في جلداتٍ في سجونٍ في اضطراباتٍ في أتعابٍ في أسهارٍ في أصوامٍ في طهارةٍ في معرفةٍ في طول أناةٍ في رفقٍ في الروح القدس في محبّةٍ بلا رياءٍ في كلمة الحقّ في قوّة الله بأسلحة البرِّ عن اليمين وعن اليسار. بمجدٍ وهوانٍ. بسوءِ صيتٍ وحُسنِه. كأنَّا مُضلّون ونحنُ صادقون. كأنّا مجهولون ونحنُ معروفون. كأنَّا مائتون وها نحنُ أحياءُ. كأنَّا مؤدّبونَ ولا نُقتل. كأنَّنا حِزانٌ ونحنُ دائمًا فَرِحون. كأنَّا فُقراء ونحنُ نُغني كثيرين. كأنَّا لا شيء ونحنُ نملك كُلَّ شيءٍ.


الإنجيل: لو 5: 1-11 (لوقا 1)

في ذلك الزمان، فيما يسوع واقِفٌ عند بحيرة جنيسارَت رأى سفينتين واقفتين عند شاطئ البحيرة وقد انحدرَ منهما الصيّادون يغسلون الشباك. فدخل إحدى السفينتين وكانت لسمعان وسأله أن يتباعد قليلًا عن البرِّ، وجلسَ يُعَلِّمُ الجموعَ من السفينة. ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: تقدّم إلى العمق وألقُوا شباككم للصيد. فأجاب سمعانُ وقال له يا معلّم إنّا قد تعبنا الليل كلّه ولم نُصِبْ شيئًا، ولكن بكلمتك ألقي الشبكة. فلما فعلوا ذلك احتَازوا من السمك شيئًا كثيرًا حتّى تخرّقت شبكتهم، فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الأخرى أن يأتوا ويعاونوهم. فأتوا وملأوا السفينتين حتّى كادتا تغرقان. فلمّا رأى ذلك سمعان بطرس خَرَّ عند ركبتي يسوع قائلًا: أخرج عنّي يا ربّ فإنّي رجل خاطئ، لأنّ الانذهال اعتراهُ هو وكلّ مَنْ معه لصيد السمك الذي أصابوه، وكذلك يعقوب ويوحنّا ابنا زبدى اللذان كانا رفيقين لسمعان. فقال يسوع لسمعان لا تخف فإنّك من الآن تكون صائدًا للناس. فلمّا بلغوا بالسفينتين إلى البرّ تركوا كلّ شيء وتبعوه.

في الإنجيل
  
في إنجيل اليوم يظهر أوّلًا استسلام بطرس للمشيئة الإلهيّة فبعدما أمره الربّ يسوع أن يلقي الشبكة للصيد أجاب سمعان بطرس: "يا معلّم إنّا قد تعبنا الليل كلّه ولم نصب شيئًا ولكن بكلمتك ألقي الشبكة".

فحازوا سمكًا كثيرًا حتّى تمزقّت الشبكة. 
عندما عمل الرسول بطرس الليل كلّه كان متّكلًا على معرفته وخبرته وقوّته في الصيد فلم يصب شيئًا، ولكنّه عندما أطاع قول الربّ فعبّر قائلًا: "بكلمتك" أصاب سمكًا كثيرًا. 

إنّها طاعة كبيرة مكلّلة بالتواضع. فبعد أن استنار قلبه سجد على ركبتيه وصرخ قائلًا: "اخرج من سفينتي يا ربّ لأنّي رجل خاطئ". 
بتواضعه فهم الرسول أنّ خطيئته حالت دون نجاحه في الصيد ولكنّ رحمة الربّ ومحبّته أفاضت عليه كثيرًا. 
يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: 

"ليس شيءٌ مقبولاً لدى الله مثل أن يحسب الإنسان نفسه آخِرَ الكلّ، وهذا هو الأساس الأوّل لكلّ حكمة عمليّة". وأنت أيّها القارئ قل للربّ يسوع: 
"اخرج من سفينتي يا ربّ لأنّي رجل خاطئ". فيجيبك المسيح "لا تخف". فاعترف للربّ بخطاياك كما فعل بطرس ليغفرها الربّ لك.

فلنقتدِ أيّها الإخوة بالرسول بطرس، ونفتح القلب ونتلقّف تلك المحبّة الإلهيّة التي تذيب الخطيئة القابعة في النفوس وتفتّتها، ولنصرخ من الأعماق: "يا ربّي يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا الخاطئ".

إستجابة واعية ومحبّة لانفعيّة

يخيَّل إلى بعض من يسمع هذا المقطع الإنجيليّ أنّ الربّ، عبر هذه الواقعة العجائبيّة، تمكّن من جذب الصيّادين الأربعة إليه وجعْلِهم يتركون كلّ شيء ويتبعونه عند أوّل لقاءٍ. 

وفي هذا مبالغة يقع في شركها من يتصوّر الربّ يسوع شخصًا يفتن الناس ويسحرهم بشخصيّته العجائبيّة ويجذبهم إليه دون وعي ذاتيّ منهم. لكنّ سياق النصّ والأحداث عند لوقا، 

والذي يختلف عنه عند متّى ومرقس، يثبت عكس ذلك ويؤكّد أنّ حادثة الصيد العجيب المقرونة بدعوة الصيّادين الأربعة لم تكن اللقاء الأوّل معهم. ففي الإصحاح الرابع من هذا الإنجيل والذي يسبق هذا المقطع، يعود يسوع، بعد خروجه من البرّيّة ومواجهته تجارب إبليس، إلى الناصرة "حيث نشأ" ليبشّر أهلها الذين رفضوا بشارته وطردوه من المدينة. 

عندها توجّه إلى كفرناحوم مدينة سمعان بطرس وأندراوس أخيه ويعقوب ويوحنّا ابني زبدى وجعلها مكانًا لإقامته في الجليل حيث "جعل يعلّمهم يوم السبت". 
فمن غير الطبيعيّ ألّا يكونوا قد التقوه وهو يعلّم في المجمع والساحات والطرقات "بعد أن ذاع صيته في كلّ مكان من تلك الناحية". 

فمن المؤكّد أنّهم تعرّفوا إليه مسبقًا قبل حادثة الصيد العجيب.
الربّ في دعوته كلًا منّا يطالبنا باستجابة واعية قائمة على حدٍّ أدنى من المعرفة الشخصيّة به وعلى حرّيّة قرارنا الواعي المتحرّر من الذهول السحريّ الآسِر وعلى تلمّس محبّته لنا وتجاوبنا معها بمحبّة صادقة لانفعيّة.

هذه المحبّة اللانفعيّة أظهرها الصيّادون المدعوّون بوضوح وعفويّة: "فرجعوا بالسفينتَين إلى البرّ وتركوا كلّ شيء وتبعوه" (الآية11). تجاه هذا الصيد العجيب المثمر لا بدّ من أن نميّز بين شعورَين، الأوّل شعور الفرح الذي يرافق وفرة نتاج صيدٍ متعبٍ، والثاني شعور الرغبة في الانتفاع من هذه الوفرة والتمتّع بها واستثمارها. الأوّل هو شعور كلّ عاملٍ مكدّ طاهر وأصيل، شعور من أصاب نجاحًا في سعيه بعد تعبٍ وسهرٍ، "يا معلّم تعبنا طول اليل ولم نُصِبْ شيئًا" (الآية 5). 

أمّا الثاني فهو الميل الطبيعيّ والمبرَّر إلى الانتفاع والربح الوفير والعيش الرغيد. 

الصيّادون الأربعة تركوا شباكهم مصدر عيشهم وسفنَهم وصيدَهم الوفير وما يتبعه من مالٍ واستقرارٍ وهناء لهم ولعائلاتهم وتبعوا المسيح. مع العلم أنّ هؤلاء لم يتركوا مهنة الصيد نهائيًّا بل ظلّوا يمارسونها ليعتاشوا منها. الربّ لا يدعونا إلى البطالة والاتّكال عليه فقط في كسب معيشتنا. 

متطلّباتُ دعوتِه تُضاف إلى متطلّباتهم الحياتيّة والمعيشيّة. لكن ما رآه يسوع فيهم هو هذا السلوكُ العفويّ، عدمُ نشوتهم بكثرة السمك، 
عدمُ التصاقهم بالخيرات المادّيّة الزائلة وتوجّههم نحو يسوع الذي وهبهم هذه الخيرات. 

وكأنّهم يقولون له: أنت ربحُنا وأنت صيدُنا غيرُ الفاني، نتبعك لا لمنفعةٍ أرضيّة بل لكنزٍ لنا في السماء حيث لا يفسد سوسٌ ولا ينقب سارقٌ.
ليفحص كلٌّ منّا قلبَه وليسائل أعماقَ ذاته: لماذا أتبع المسيح؟ 
لماذا أنتمي إلى الكنيسة؟ لمكاسب أم لامتيازات أم لمناصب؟ 

أم لأكونَ أنا من ثمار صيده المحيي وليضمَّني إلى فلك كنيسته ويبحرَ بي وسط طوفان هذا العالم نحو خيرات الحياة الأبديّة. 
هذا لن يتِمَّه الربّ إن لم نقطعْ رُبُطَنا بخيرات هذا العالم وننطلق إلى محبّة الربّ.

أخبارنا

عيد القدّيسين سرجيوس وباخوس في رعيّة كوسبا

بمناسبة عيد القدّيسين سرجيوس وباخوس شفيعا الرعيّة، يترأّس راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاحترام، القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيسين سرجيوس وباخوس- كوسبا وذلك صباح الأحد الواقع فيه 5 تشرين الأوّل 2025 تبدأ صلاة السحريّة عند الساعة 8.15 ويليها القدّاس الإلهيّ ثمّ مائدة محبّة.


النشاط الصيفيّ للمركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ 

لقاء في الضنّية حول موضوع " العمل الرعائيّ من الناحية العمليّة - زيارات البيوت "
ضمن نشاطات المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ التابع لأبرشيّتنا، تمّ بحضور سيادة المتروبوليت أفرام كيرياكوس راعي الأبرشيّة، لقاء في 23 آب 2025 في قضاء الضنّية شمل بعض طلّاب المركز الرعائيّ، وكهنة وشبيبة من رعايا الأبرشيّة، وأعضاء من فروع حركة الشبيبة، ووفدًا من الكهنة والشبيبة من أبرشيّة جبل لبنان، ووفدًا من الكهنة والشبيبة من أبرشيّة زحلة.

ابتدأ اليوم بقدّاس إلهيّ في كنيسة رعيّة سير، ثمّ انتقل المجتمعون إلى قاعة كنيسة رعيّة حقل العزيمة حيث أكملوا النهار في البحث في موضوع "العمل الرعائيّ من الناحية العمليّة - زيارات البيوت".

استكمل هذا النشاط ما بدأه طلّاب المركز من محاضرات خلال الفصل الثاني عن الرعائيّات بإشراف الأستاذ المهندس جهاد حموي. 
وقد قام الطلّاب بزيارات رعائيّة إلى بيوت مختلفة من الأبرشيّة ومؤسّساتها خلال الصيف.

قدّم الموضوع سيادة المطران أفرام، ثمّ عرض الأستاذ جهاد حموي ملخّصًا للمحاضرات التي قدّمها في المركز عن الرعائيّات، شرح من خلالها أساس العمل الرعائيّ ألا وهو خلاص الإنسان. ثمّ أدلى طلّاب المركز بشهاداتهم وخبرتهم في هذه الزيارات التي قاموا بها.

ثمّ بحث المشتركون، عبر مجموعات مختلفة، أسئلة عن موضوع زيارات البيوت، أهمّها: 
ما الغاية من الزيارة الرعائيّة؟ ما هو الحافز الذي يدفعنا إلى مثل هذه الخدمة، أمادّيّة أم معنويّة أم روحيّة هي؟ 

ما هو دور كلّ من الكاهن، مجلس الرعيّة والشعب في الرعاية؟ 
كيف تكون الرعاية صحيحة؟ 
ما الذي يساعد على اكتساب مثل هذه الرعاية؟ ما هي أهمّيّة الإصغاء إلى الكبار والصغار في السنّ؟
إلى ماذا أو إلى من يحتاج المسنّون، وأيضًا ما الذي يعزّي وحدتهم؟ ماذا تعلّمنا أو تفيدنا مثل هذه الرعاية للمسنّين، والمعاقين؟ 

ماذا يجب أن نضيف لكي لا تقتصر المساعدة أو الرعاية على الإحسان المادّيّ؟ 
هل تقتصر الرعاية على الإحسان للفقراء وزيارة المرضى وتعزيتهم ، أم هي تتوجّه وتفيد الأغنياء، والملحدين، والزناة...؟ 
يقول الربّ في الإنجيل "أتيت لأجمع المتفرّقين الى واحد"، فكيف يستطيع الكاهن في رعايته البيوت أن يجمع المتفرّقين إلى واحد؟ 
وماذا نستطيع أن نفعل في الكنيسة لكي نجمع المتفرّقين (والمقصود هنا الجهات المختلفة التي تهتمّ بالرعاية في الكنيسة، الكاهن، مجلس الرعية، الحركة، الأُسَر...إلخ) لأجل العمل الرعائيّ المشترك، خصوصًا زيارة البيوت؟

أكّد المشتركون أنّ استفقاد الكاهن للبيوت مماثل لاستفقاد الربّ يسوع لشعبه من خلال زياراته للمدن كافّةً مبشّرًا وشافيًا الأمراض الروحيّة والجسديّة. 
وكما تنازل ابن الله وأخلى ذاته متجسّدًا ليخلّصنا، هكذا زيارة الكاهن لبيوت الرعيّة هي إخلاء ذات لكي يعرّفهم إلى الكنيسة أو يعيدهم إلى حضنها، أو يعزّيهم، أو يعلّمهم كيف يغلبون الموت والفساد. 

لذلك عمل الكاهن الرعائيّ، وبخاصّة الزيارات، هي باطلة من دون مؤازرة النعمة الإلهيّة له. هذه الزيارات الرعويّة هي لقاء بين الراعي وأبنائه، من خلالها يَعرف حاجيّاتهم المادّيّة أو الاجتماعيّة، ولكنّه يتعرّف أيضًا إلى تجاربهم وصعوباتهم الروحيّة. وهو ينقل إليهم تعزية المسيح والرجاء به من خلال حضوره وكلامه. وعلى مثال الراعي الأعظم، 

الربّ يسوع، هو بحاجة إلى فريق عمل، أو نواة يساعدونه؛ فالربّ يسوع جمع تلاميذ حوله، أرسلهم اثنين اثنين ليبشّروا ويطردوا الشياطين. 
وهنا دور هذه النواة من الشبيبة، ومجلس الرعيّة، وكلّ من يعمل في الكنيسة أن يساعدوا الكاهن كما كان التلاميذ. أخيرًا، 

شدّد المشاركون على أنّ رعاية البيوت المعاصرة مشابهة لبشارة الرسل في المسكونة في العصور الأولى، لأنّهم كانوا يطوفون المدن (البيوت) ليبشّروا بالمسيح مخلّصًا للعالم.