الأحد 23 تشرين الثاني 2025 21 تشرين الثاني 2025 الأحد 23 تشرين الثاني 2025 العدد 47 الأحد 24 بعد العنصرة اللحن السابع، الإيوثينا الثانية أعياد الأسبوع: 23: أمفيلوخيوس أسقُف إيقونيَّة، غريغوريوس أسقُف أراغندينون، 24: الشَّهيدان كليمنصوس بابا روميّة، بطرس بطريرك الإسكندريّة، 25: وداع عيد الدُّخول، كاترينا عروس المسيح، الشَّهيد مركوريوس، 26: البارَّان أليبيوس العاموديّ ونيكن المستتيب، البارّ أكاكيوس، 27: الشَّهيد يعقوب الفارسيّ المقطع، 28: الشَّهيد استفانوس الجديد، الشَّهيد إيرينرخُس، 29: الشَّهيد بارامونوس وفيلومانس. الغنيّ الغبيّ "قال المسيح تحفظّوا من الطمع. من كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله". (لوقا 12: 15). الفرح الحقيقيّ ليس في الأشياء المادّيّة.... المهمّ الشوق الى الله ومعاشرته بالكلمة... لا تهتّموا بما تأكلون وللجسد بما تلبسون الحياة أفضل من الطعام. استعمل كلَّ شيء وكن حرًّا من كلّ شيء Détachement الغنيّ الجاهل مسحَ من ذهنه ذكرَ الموت. صار الغنى والرفاهية صنمين أعطياه شعورًا بديمومة الخيرات المادّيّة. "يا نفسي، لك خيراتٌ كثيرة موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي واشربي وافرحي" (لوقا 12: 19). الطمع مرضٌ روحيّ. إنّه يجعل حياةَ الإنسان مستندة إلى أشياء مادّيّة. تستند حياته إلى المال والممتلكات... إلى المناصب والكرامات. أمّا الغنيّ عند الله فمن صفاته التواضع وعدم البحث عن مصلحته الشخصيّة. قال الله "لا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا فإنّ هذه كلّها تطلبها أممُ العالم وأمّا أنتم فأبوكم يعلم أنّكم تحتاجون إلى هذه بل اطلبوا ملكوتَ الله وهذه كلّها تُزاد لكم لا تخف أيّها القطيع الصغير لأنّ أباكم قد سُرَّ أن يعطيكم الملكوت" ( لوقا 12: 29-32). المهمّ أن نغتني بالله، وذلك عن طريق المكاسب الروحيّة. الغنى لا يكون عثرة إن أُبعدت الأنانيّة واستُخدم كلُّ مكسب مادّيّ لخدمة الله والقريب. + افرام مطران طرابلس والكورة وتوابعهما طروباريّة القيامة باللحن السابع حطمت بصليبك الموتَ وفتحتَ للّص الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله، مانحًا العالم الرحمةَ العظمى. قنداق دخول السيّدة إلى الهيكل باللحن الرابع إنّ الهيكل الكلّيَّ النَّقاوة، هيكلَ المخلّص، البتولَ الخِدْرَ الجزيلَ الثَّمن، والكَنْزَ الطاهرَ لمجدِ الله، اليومَ تَدْخُلُ إلى بيتِ الرَّبّ، وتُدخِلُ معَها النِّعمةَ التي بالرّوح الإلهيّ. فَلْتسِبِّحْها ملائكة الله، لأنّها هي المِظلَّةُ السَّماويّة. الرسالة: أف 2: 14-22 الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه قدّموا للربِ يا أبناءَ الله يا إخوةُ، إنَّ المسيحَ هو سلامُنا. هو جعلَ الاثنينِ واحدًا، ونقَضَ في جَسدِه حائطَ السياجِ الحاجزَ أي العداوة، وأبطلَ ناموسَ الوصايا في فرائِضِه ليخلُقَ الاثنينِ في نفسِهِ إنسانًا واحِدًا جديدًا بإجرائِه السلام، ويُصالِحَ كلَيْهما في جَسدٍ واحدٍ معَ الله في الصليبِ بقَتلهِ العداوةَ في نفسِه، فجاءَ وبشَّركم بالسلامِ البعيدِينَ منكُم والقريبين. لأنَّ بهِ لنا كِلَيْنا التوصُّلَ إلى الآبِ في روحٍ واحد. فلستُم غرباءَ بعدُ ونُزلاءَ بل مواطِنو القدّيسينَ وأهلُ بيت الله. وقد بُنيتم على أساسِ الرسل والأنبياءِ. وحجرُ الزاويةِ هو يسوعُ المسيح نفسُهُ الذي بِه يُنسَقُ البُنيان كُلُّهُ، فينمو هيكَلاً مقدَّسًا في الربّ، وفيهِ أنتم أيضًا تُبنَونَ معًا مَسِكنًا للهِ في الروح. الإنجيل: لو 12: 16-21 (لوقا 9) قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ غَنيٌّ أخصبَتْ أرضُهُ فَفكَّر في نفسِه قائلًا: ماذا أصنع؟ فإنَّه ليْسَ لي موضِعٌ أخزنُ فيه أثماري. ثمَّ قال هذا، أصنع هذا، أهدِمُ أهرائي وأبْني أكبَرَ منها، وأجْمَعُ هناكَ كلَّ غلّاتي وخيْراتي، وأقولُ لِنفسي: يا نْفسُ إنَّ لكِ خيراتٍ كثيرةً، موضوعةً لسنينَ كثيرةٍ فاستريحي وكُلي واشْربي وافرحي. فقال له الله: يا جاهِلُ، في هذه الليلةِ تُطلبُ نَفسُكَ منْكَ، فهذه التي أعدَدتها لِمن تَكون؟ فهكذا مَنْ يدَّخِر لنفسِهِ ولا يستغني بالله. ولمَّا قالَ هذا نادى: مَنْ لَهُ أُذنانِ للسمْع فَلْيسْمَع. في الإنجيل مَثَلُ الغنيّ الجاهل قالَهُ الربُّ يسوعُ مُرِيدًا أن يُحذِّرَ الناسَ من الطَّمع. نقرأُ مباشرةً قبلَ المَثَل: "وقالَ لَهُ واحِدٌ مِنَ الجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي المِيرَاث». فقالَ لَهُ: «يا إنسان، مَنْ أَقامَنِي عَلَيكُما قاضِيًا أَو مُقَسِّمًا؟» وقالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ، فَإِنَّهُ متى كانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيسَتْ حياتُهُ مِن أموالِه". مسألة توزيع الميراث مذكورة ومحدّدة في النّاموس، فلا داعيَ لسؤال الربّ عنها، لأنّ الربّ جاءَ يبشّرُنا بالسَّماوِيّات. فهذا الشخصُ الذي يسألُ الربَّ أن يحكمَ بينَهُ وبينَ أخيه في تقسيم الميراث، لم يهتمّ بحديثِ الربّ عن الروحيّات، لأنّ عقلَهُ منشغلٌ بتلكَ المسألة. ولكن، لِماذا يَقلقُ وكلُّ شيءٍ واضحٌ في الناموس حول تقسيمِ الميراث؟ الجواب: إمّا لأنّه طمّاعٌ ويريدُ حصّةً أكبرَ مِمّا لَهُ، أو أنّ أخاهُ يَطمعُ في أخذِ أكثر مِمّا يحقُّ له. في الحالتَين، أعلنَ الربُّ يسوعُ أنّ لهذه المسائلِ قُضاةً أرضيّينَ يتابعونَها، أمّا أنا فقد جئتُ لأُخبرَكُم عن ملكوتِ السّماوات. إلّا أنّ الربَّ يسوعَ استغلَّ هذا الموقفَ ليعَلِّمَنا عن الطَّمع. الطَّمع هو الشعورُ الدائمُ بِعَدَمِ الاكتفاء، والنَّهُمُ بالأرضيّاتِ والمادّيّات، والانشغالُ بالمادّيّاتِ عن الروحيّات، وعدمُ الاِهتمامِ بأن يكونَ لنا كنزٌ سماويّ. الطمعُ أخطرُ عدوِّ للمسيحيّ، لذلك قالَ عنه بولسُ الرسول "عبادة وَثَن"؛ لأنّ الطمّاع يَنسى انتماءه إلى السماء ويظنّ أنّه سيعيشُ إلى الأبد على الأرض. يفكّرُ في أمورِ الأرضِ فقط (كُلِي يا نفسُ واشربي وافرحي). ليست مشكلةُ الغنيِّ في نجاحِه، ولا في طُمُوحِه إلى توسيعِ أهراءاتِه. فالإنسانُ مُدَبِّرٌ للأُمُورِ الدُّنيويّة، وهذا مطلوبٌ منه. ولكنّ مشكلتَهُ تَكمُنُ في أنّه نَسِيَ أمرَ الموت، وراحَ يُخَطِّطُ وكأنّهُ سيحيا إلى الأبد. إذًا، لا مشكلةَ في أن نعملَ بِجِدّ، شرطَ ألّا ننسى أنّنا هُنا غُرباء، قد نَترُكُ العالَمُ في أيّ لحظة. علينا أن نُعِدَّ أنفسَنا للسَّماء. مشكلتُه الثانية أنّه اعتبرَ كُلَّ الغلّاتِ ملكًا لَهُ وحدَهُ، فراحَ يقول: أثماري غلّاتي خيراتي، ولم يَذكُرْ أنّ الله أعطاهُ الكثير، فعليهِ أن يشكرَه عن طريقِ مساعدةِ الفقراء. مشكلتُه الثالثة أنّه نظرَ إلى الخيراتِ الأرضيّةِ فقط، ولم ينتبِه للخيراتِ الحقيقيّة التي هي الفضائلُ. سهلٌ علينا أن نسعى لامتلاكِ المالِ والممتلكات، ولكنّ الأصعبَ هو الاجتهادُ في سبيلِ اكتسابِ الفضائل. فالفضائلُ هي جوازُ سَفَرِنا إلى السَّماء. أمّا الأموالُ والممتلكاتُ فتبقى هُنا، وتَشُدُّنا إلى الأرض، وربّما تجلبُ لنا الخطايا والمشاكل. ومشكلتُه الرابعة هي في اعتقادِه أنّه يملكُ المال، بينما في الواقع المالُ هو الذي امتلكَهُ وسيطرَ عليه. لكي نكونَ تلاميذَ لربِّنا يسوعَ المسيح، علينا أن نجاهِدَ ضِدَّ الأنا، وننفتحَ على إخوتِنا، وعلى كُلِّ آخَر. وعلينا أن ننسبَ كُلَّ نجاحٍ وكلَّ خيرٍ إلى اللهِ المُعطي، لا إلى أنفُسِنا. وبهذه الطريقة، نتخلّصُ شيئًا فشيئًا من الطَّمع، ونصبحُ أبناءَ أبينا الذي في السّماء. آمين. فلنحبّ لبنان بالعمل لا بالكلام نلتقي اليوم ونحن نحمل في قلوبنا حبّ وطننا لبنان، هذه الأرض المباركة التي شاءها الله أن تكون لنا بيتًا ومسرحًا لخدمتنا وشهادتنا. قد يقول البعض: ما علاقة الإيمان بالوطن؟ أمّا نحن فنقول بثقة: إنّ الإيمان الحقيقيّ لا ينفصل عن حبّ الوطن، لأنّ الله هو الذي زرعنا في هذه الأرض، ودعانا إلى أن نُثمر فيها ثمرًا صالحًا. الكتاب المقدّس يقول: "جعل من وطنٍ واحدٍ جميع أمم الناس ليسكنوا على وجه الأرض" (أعمال 17: 26) أي أنّ الله هو الذي اختار لنا هذه الأرض، لا صدفةً بل عناية. لذلك، عندما نحبّ وطننا، نكون في الواقع نُتمّم مشيئة الله في حياتنا. لبنان، ليس مجرّد أرضٍ وجبالٍ وأرزٍ وبحر، بل هو وطنٌ له رسالة. كم من قدّيسٍ وطاهرٍ عاش على هذه الأرض، لقد قدّسوا هذه التربة بدموعهم وصلواتهم وجهادهم. ولذلك، حين نذكر لبنان، لا نذكره كفكرةٍ سياسيّة، بل كوطنٍ مقدَّسٍ يذكّرنا بأنّنا مدعوّون إلى القداسة وسط العالم. المحبّة الحقيقيّة لا تُقاس بالكلام، بل بالفعل. أن نحبّ لبنان يعني أن نحبّه رغم أوجاعه، وأن نعمل من أجل خيره دون انتظار مكافأة. أن نحبّ لبنان يعني أن نحافظ على طبيعته الجميلة، على بيئته، على ثقافته، على تراثه الروحيّ والإنسانيّ. أن نحبّ لبنان يعني أن نعيش الأخوّة الصادقة بيننا، فنرفض الكراهية والطائفيّة والانقسام. قال القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "لا يمكنك أن تحبّ الله الذي لا تراه إن لم تحبّ أخاك الذي تراه". ولا يمكنك أن تحبّ الله إن لم تحبّ وطنك الذي تعيش فيه، لأنّ الوطن هو مساحة اللقاء مع الله والإنسان. لنحبّ وطننا لا بالكلام فقط بل بالعمل والحقّ. لنزرع في هذه الأرض بذار الرجاء. ولنتذكّر دائمًا أنّ لبنان، مهما تكدّرت سماؤه، سيبقى وطنًا مشعًّا بنور الإنجيل، وطنًا صغيرًا في حجمه، كبيرًا برسالته. موانع الزواج (تابع) 3-مانع القرابة الروحيّة بالمعموديّة: القرابة الروحيّة هي القرابة التي تنشأ عن العماد المقدّس والتي تقوم بين الأشبينين من جهة وبين الشخص المعمَّد ووالديه من جهة أخرى. وذلك أن الإشبين يعتبر بالنسبة إلى الطفل المعمّد بمثابة الأب الروحيّ، وتنشأ بينهما قرابة روحيّة يترتب عليها قيام صلة قرابة ومثلها بالنسبة إلى والدي الطفل الحقيقيّين وهذا بالإضافة إلى أنّ الإشبين يأخذ على عاتقه واجب السهر على تربية الطفل روحيًّا. وقد رأت الشريعة المسيحيّة الأرثوذكسيّة أنّ زواج الرجل بامرأة يوجد بينها وبينه إخاء روحيّ ناشئ عن العماد يعتبر خطيئة كبرى، ولذلك فمن غير اللائق أن يقترن العرّاب بمن أصبح ولدًا له. وهكذا اعتبرت الشريعة المسيحيّة الأرثوذكسيّة مغالاة منها في قدسية العماد أنّ القرابة لا تقل عن قرابة اقتران الأجساد، فقرّرت اعتبار القرابة الروحيّة بالعماد المقدّس من موانع الزواج بدرجتيه الأولى والثانية من الخطّ المستقيم. وقالت إنّه لا يجوز للعرّاب أن يتزوّج بفليونته ولا بأمّها ولا بابنتها وهكذا لا يجوز للفليون. 2-مانع القرابة بالتبنِّي الكنسيّ: التبنِّي نظام قانونيّ يقوم فيه شخص باتّخاذ آخر ولدًا له، ويتّخذه كابنه وينسبه إليه دون أبيه. وهو كما عرفت به المادّة (89) من قانون الأحوال الشخصيّة والمادّة(225) من قانون الحقّ العائليّ بأنّه عمل شرعيّ ثمرته أنّ شخصًا راشدًا أو قاصرًا تحت ولاية غيره يصبح به بواسطة الرئاسة الروحيّة وبصلوات الكنيسة بمثابة الابن لزوجين شرعيّين أو أحدهما. يستلزم التبنّي: أ- تقديم طلب إلى المحكمة لإيضاح علّة التبنّي، وصدور حكم من المحكمة الروحيّة بقبول طلبه. ب- أن يكون المتبنِّي أكبر سنًّا من المتبنَّى بنحو ثماني عشرة سنة على الأقل. ت- أن يكون المتبنّي من ذوي السيرة الحسنة وحالته المادّيّة تساعده على إفادة المتبنّى. ث- موافقة المتبنّى الراشد أو موافقة أوليائه إن كان تحت ولاية أو وصاية. ج- أن لا يكون للمتبنّى أولاد ولا أمل بإنجابهم بسبب السنّ أو المرض أو أيّة علّة أخرى مؤيّدة بشهادة طبيّة وقانونيّة. ح- أن تحكم المحكمة الكنسيّة بقبول التبنّي رسميًّا، وأن تجري الرئاسة الروحيّة الصلوات المناسبة ويسجّل ذلك في سجلّ الكنيسة والأحوال المدنيّة. هذا في الدول مثل لبنان بالنسبة إلى المسيحيّين واليهود فقط. وأمّا في سوريا فالتشريع الذي فيها لا يحلّ التبنّي ولا يجيزه. وفي القرابة بالتبنّي الكنسيّ يمنع الزواج في الأصول والفروع فقط. 3- مانع تعدّد الزوجات والزواج السابق: يتمثّل هذا المانع في عدم إمكان إبرام زواج ثانٍ طالما بقي الزواج الأوّل قائمًا. وهو من التعاليم الإلهيّة التي تحرّم تعدّد الزيجات (متّى 19: 4). فطالما بقي الزواج الأوّل قائمًا يحرّم على أيّ من الزوجين عقد زواج جديد مع شخص آخر، وإلّا كان زواجه الثاني باطلًا. "لا يجوز تعدّد الزوجات" ومانع الزواج السابق يقوم على خاصّتين من خصائص الزواج هما الوحدة وعدم قابليّة الرابطة الزوجيّة للإنحلال. 4-مانع اختلاف الدين: لا بدّ من التفريق في بادئ الأمر بين حالتين تختلفان فيما بينهما خاصّة وأنّه قد تترتّب عليه نتائج مختلفة. - الحالة الأولى: اختلاف المذهب وفي الحالة التي يتمّ الزواج بين مسيحيّين تابعين لطائفتين مختلفتين وهو ما يسمّى باصطلاح القانون العائليّ "الزيجات المختلطة". - الحالة الثانية: إختلاف الدين وهي الحالة التي ينتمي فيها كلّ من الفريقين الى دين غير دين الآخر. والمقصود هنا الحالة الثانية وهي اختلاف الدين باعتباره مانعًا من موانع الزواج. إنّ قانون الأحوال الشخصيّة في المادّة الثانية عشرة منه في بحث شروط عقد الزواج كما نصّت المادّة 68 على أنّ الزواج يفسخ بطلب أحد الزوجبن إذا اعتنق أحدهما دينًا آخر. فإذا كان اعتناق أحد الزوجين دينًا آخر، يستلزم طلب فسخ الزواج بسبب تغيير الدين، فمن باب أولى لا يجوز عقد الزواج مع اختلاف الدين. إنّ اختلاف الدين والحالة هذه مانع من موانع الزواج، وإنّ جميع الطوائف المسيحيّة متّفقة على أنّ الزواج الذي يتمّ مع قيام هذا المانع يعتبر باطلًا فلكي يتمّ الزواج صحيحًا لا بدّ من أن يتّحد الطرفان فيه من حيث الدين. أخبارنا رسامة الشمّاس لاونديوس أنطون كاهنا لرعيّة الميناء نهار السبت الواقع فيه 8 تشرين الثاني 2025 ترأّس سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، راعي الأبرشيّة مع سيادة الأسقف قسطنطين (كيال)، رئيس دير مار الياس شويّا البطريركيّ، صلاة السحر والقدّاس الإلهيّ في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس في الميناء بمعاونة بعض الكهنة وبحضور حشد كبير من المؤمنين. تمّت في القدّاس رسامة الشمّاس لاونديوس أنطون كاهنًا للرعيّة. الأب الجديد يحمل إجازة في العلوم الماليّة من جامعة الروح القدس- الكسليك، كما نال إجازة في اللاهوت من معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ جامعة- البلمند وهو متأهّل من السيّدة ريتا كيال ولهما ولدان. جاء في العظة التي ألقاها سيادته: أيّها الأحباء هذا هو يومٌ مباركٌ فيه التقينا جميعًا في هذا القدّاس الإلهيّ فصلّينا جميعًا. وفيه ارتفع أخونا الحبيب لاونديوس إلى درجة القسوسيّة أي إلى درجة الكاهن. ونحن، في عاداتنا الشعبيّة، نقول للكاهن "يا أبونا" لقد أصبح أباكم وهذا شيءٌ مهمّ، ولكنّه مسؤوليّة مهمّة أيضًا. تعرفون أنّ اليوم هو عيدُ الملائكة ميخائيل وجبرائيل، والعيدُ يعنينا أيضًا جميعًا، لأنّنا مدعوّون إلى أن نصير كلّ أحد منّا على صورة الملائكة. فما هي خاصيّة الملاك؟ لماذا خلق الله الملائكة أوّلاً؟ طبعًا يعرف الشعب المؤمن أنّ الملائكة يحرسوننا، ولكنّهم أيضًا يعطوننا تعليمًا نحن المؤمنين وبخاصّة في هذه الأيّام الصعبة. يعطوننا تعليمًا أوّلًا كيف نصلّي، لأنّ الملاك وجهه إلى المسيح أوّلًا، ومن المسيح ينطلقُ إلى العالم ولذلك الصلاةُ مهمّةٌ. لا نستطيع نحن أن نخدم أحدًا إلّا بمعونة الربّ. والذي يصلّي فعلًا يُصبح على شبه الملائكة، يعرفُ كيف يخدمُ الآخرين. يقولُ القدّيس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: "انتبه إلى نفسك والتعليم"، والأب لاونديوس عنده كلّ شيء، تعلّم وتثقّف وتدرّب عندما كان شمّاسًا، وله اليوم أن يعرف أوّلًا أن يصلّي، وثانيًا أن يخدم الآخرين، هذا ما يُطلبُ منه، أن يكون في هذه الطريق طريقِ الخدمة، ويُعطي مثالًا للآخرين كيف أنّ الكاهن يصبح معلّمًا وأبًا للجميع، حتّى يتقدّس هو، ويقدّس معه أهله وأولاده الروحيّين والعالم كلّهُ آمين. ونزولاً عند رغبة سيادته ألقى الأسقُف كوستا كلمةً تشجيعيّة للأب الجديد ورد فيها: أيّها الأب الحبيب لاونديوس، نحتفلُ في هذا اليوم بعيد رؤساء الملائكة. وهؤلاء الملائكة هم رموزٌ لكلِّ خادمٍ في بيت الربّ، يخدم لا من أجل ذاته بل من أجل خلاص النفوس. وهكذا أيضًا أيّها الأب الحبيب لاونديوس، اليوم يدعوكَ الربّ إلى أن تكونَ ملاكًا أرضيًّا تخدم على المذبح، كما تخدم الملائكة في السماء، تحمل النار الإلهيّة إلى القلوب، وتنقل رحمة الله إلى العالم. الكنيسةُ اليوم، لا ترفعك الى مجدٍ بشريّ، بل تُدخلك إلى سرّ الخدمة. اليد التي وُضعت على رأسك، هي يدُ المسيح نفسه، التي باركت الخبز، وغسلت أرجُل التلاميذ، وامتدّت على الصليب حبًّا بالعالم. بهذه اليد، تدخل اليوم إلى شركة الأسرار، لتصيرَ خادمًا للمذبح بالنعمة وأبًا للنفوس. تذكّر يا "أبونا لاونديوس" أنّ الكهنوت ليس سلطة بل مسؤوليّة. ليس منصبًا بل دعوة إلى التجدّد.... وفي هذا اليوم المبارك، نرفع أنظارنا نحو رؤساء الملائكة الذين يطوّقون المذبح غير المنظور ونطلب شفاعتهم أن يثبّتوا كاهننا الجديد في خدمته ليكون خادماً أميناً في بيت الربّ إلى الأبد. آمين