الأحد 17 آب 2025
13 آب 2025
الأحد 17 آب 2025
العدد 33
الأحد العاشر بعد العنصرة
للحن الأوّل، الإيوثينا العاشرة
أعياد الأسبوع:
17: الشَّهيد ميرن، 18: الشَّهيدان فلورُس ولَفرس، أرسانيوس الجديد الذي من باروس، 19: أندراوس قائد الجيش والـ 2593 المستشهدون معه، 20: النَّبيّ صموئيل، 21: الرَّسول تدَّاروس، الشُّهداء باسي وأولادها، 22: الشَّهيد أغاثونيكس ورفقته، 23: وداع عيد الرُّقاد، الشَّهيد لوبُّس.
قوّة الصلاة
"أمّا هذا الجنس فلا يخرج إلّا بالصلاة والصوم" (متّى 17: 21).
قوّة القيامة تفعل مع قوّة الروح القدس عن طريق صلاتنا الحارّة وبإيمان حارّ، يمكن لهما أن تتغلبا وتقهرا القوّات الطبيعيّة المعارضة وقوّات الشيطان البارزة اليوم في العالم.
مرّة أخرى نقول إنّ قوّة القيامة وقوّة الروح القدس تجعلان المادّة La matiêre والعالم المادّيّ الأرضيّ عن طريق الصلاة يخضعان للتحوّل والتفوّق على هذه الضعفات الأرضيّة. من هنا نفهم لماذا المسيح وكذلك الرسول بولس يدعواننا إلى أن نصلّي بلا انقطاع. هذا لأنّ مثل هذه الصلاة الحارّة بمقدورها أن تجعل القيامة وقوّة الروح القدس فاعلتين غالبتين. بالصلاة نستطيع هكذا أن ننقل الجبال، أن نتغلّب على العالم الأرضيّ، أن نتخطّاه إلى عالم القيامة.
يؤكّد القدّيس سيرافيم ساروف أنّ الصلاة كما في القدّاس الإلهيّ عند استدعاء الروح القدس تُحوّل الخبز والخمر الأرضيّين إلى قرابين مقدّسة، جسد المسيح ودمه السّماويّين.
الصلاة الحارّة بمقدورها أيضًا أن تحافظ على توازن الخليقة sauvegarde de L’univers
العالم الأرضيّ: صلاة نابعة من إيمان حارّ "من الأعماق أصرخ إليك يا ربّ" (مز 129: 1) صلاة حارّة، إيمان قويّ، صوم جهاديّ قويّ، كلّ ذلك يجعلنا نشترك في صليب المسيح وهكذا نتخطىّ القدرة الأرضيّة وننتصر على الشيطان. نشارك في الحفاظ على توازن العالم وتَحوُّلِه إلى الأفضل.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريّة القيامة باللحن الأوّل
إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفِظَ من الجند، قمت في اليوم الثالث أيّها المخلِّص، مانحًا العالم الحياة. لذلك، قوّات السماوات هتفوا إليك يا واهب الحياة: المجد لقيامتك أيّها المسيح، المجد لملكك، المجد لتدبيرك يا محبّ البشر وحدك.
طروباريّة الرقاد باللحن الأوّل
في ميلادِكِ حَفظْتِ البتوليَّةِ وصُنتِها. وفي رُقادِكِ ما أهملتِ العالم وترَكتِهِ يا والدَة الإله. لأنَّكِ انتقلتِ إلى الحياة بما أنَّكِ أمُّ الحياة. فبشفاعاتِكِ أنقذي مِنَ الموتِ نفوسَنا.
قنداق رقاد السيّدة باللحن الثاني
إنّ والدةَ الإلهِ التي لا تغفَلُ في الشَّفاعات، والرّجاءَ غيرَ المردودِ في النجدات، لم يضبطْها قبرٌ ولا موتٌ، لكن، بما أنّها أمُّ الحياة، نقلها إلى الحياة الذي حلَّ في مستودعِها الدائم البتوليّة.
الرسالة: 1 كو 4: 9-16
لتكُنْ يا ربُّ رحمتُكَ علينا
ابتهجوا أيُّها الصدِّيقون بالربّ
يا إخوةُ، إنَّ الله قد أبرزَنا نحنُ الرسلَ آخِرِي الناسِ كأنَّنا مجعولونَ للموت. لأنَّا قد صِرنا مَشهدًا للعالم والملائكةِ والبشر. نحنُ جهَّالٌ من أجلِ المسيحِ، أمَّا أنتمُ فحكماءُ في المسيح. نحنُ ضُعَفاء، وأنتم أقوياءُ. أنتم مُكرَّمون، ونحن مُهانون. وإلى هذه الساعةِ نحنُ نجوعُ ونَعطَشُ ونَعْرَى ونُلطَمُ، ولا قرارَ لنا، ونَتعَبُ عامِلين. نُشتمُ فَنُبارِك. نُضطَهدُ فنحتمل. يُشنَّعُ علينا فَنَتضَرَّع. قد صِرنا كأقذارِ العالم وكأوساخٍ يستخبِثُها الجميعُ إلى الآن. ولستُ لأخجِلَكُم أكتبُ هذا، وإنَّما أعِظُكُم كأولادي الأحبَّاءِ. لأنَّه ولو كانَ لكم ربوةٌ منَ المُرشدينَ في المسيح فليسَ لكم آباءُ كثيرون. لأنّي أنا وَلَدْتكم في المسيحِ يسوعَ بالإنجيل. فأطلبُ إليكم أن تكونوا مقتَدِينَ بي.
الإنجيل: متّى 17: 14-23 (متّى 10)
في ذلك الزمان دنا إلى يسوعَ إنسانٌ فجثا لهُ وقال يا ربُّ ارحمِ ابني فإنَّهُ يُعذَّبُ في رؤوسِ الأهِلَّةِ ويتألَّم شديدًا لأنَّهُ يقعُ كثيرًا في النار وكثيرًا في الماءِ، وقد قدَّمتُهُ لتلاميذِك فلم يستطيعوا أنْ يَشْفوهُ فأجاب يسوع وقال: أيُّها الجيلُ غيرُ المؤمنَِ الأعوجُ إلى متى احتملكم. هلَّم بهِ إليَّ إلى ههنا، وانتهرهُ يسوعُ فخرجَ منهُ الشيطانُ وشُفي الغلامُ من تلكَ الساعة، حينئذٍ دنا التلاميذُ إلى يسوعَ على انفرادٍ وقالوا لماذا لم نستطِعْ نحن أنْ نخْرِجَهُ، فقال لهم يسوع لِعَدمِ إيمانِكم. فإنّي الحقَّ أقولُ لكم: لو كانَ لكم إيمانٌ مثلَ حبَّةِ الخردلِ لكنتمُ تقولون لهذا الجبلِ انتقِلْ من ههنا إلى هناك فينتقِلُ ولا يتعذَّرُ عليكم شيءٌ وهذا الجِنس لا يخرجُ إلّا بالصلاة والصوم، وإذ كانوا يتردَّدون في الجليل قال لهم يسوع إنَّ ابنَ البشر مزمعٌ أن يُسلَّمَ إلى أيدي الناس فيقتلونهُ وفي اليوم الثالث يقوم.
في الإنجيل
بعد أن عيّدنا عيد التجلّي ورأينا مجد المسيح على الجبل. نقرأ هذا الفصل الإنجيليّ الذي فيه يرشدنا الربّ يسوع إلى أنّ الإنسان يُشفى بالصلاة والصوم.
فبعد أن عجز التلاميذ عن شفاء هذا الشابّ المصروع قال لهم الربّ: "لو كان عندكم إيمان مثل حبّة الخردل لقلتم لهذا الجبل انتقل من ههنا فينتقل".
والمراد بهذا القول أنّ إيمانكم لو كانت عنده حرارة حبّة الخردل لاستطاع كلّ شيء.
الإيمان أراد المعلّم الربّ يسوع أن يمارسه بوجهين. بوجه الصلاة أوّلًا ثمّ بوجه الصوم.
الصلاة هي أن نكون على تماس مع الله بحيث يفعل إذا نحن فعلنا. يقول إذا قلنا، والصوم ليس المراد به فقط إمساكًا عن الطعام ولكن أن نسلّم القيادة لله بحيث لا ننطق من أهوائنا ولكن نقول ما يقوله الله على ألسنتنا وبالصوم إذا أصبح الإنسان فقيرًا إلى الله يعرف نفسه والله يستجيب صلاته.
ألا أعطانا الله فيما نحن نمارس الصلاة والصوم أن يجعلنا قادرين على أن نتجلّى معه على الجبل وأن يشرف من جبل التجلّي على حياتنا ويباركنا ويرحمنا برحمته الواسعة آمين.
عندما يرحل المبدعون!
عندما يرحلُ العباقرةُ المبدعون، يرحلُ منَّا شيءٌ ما، لا نعرفُهُ، لا ندري! يهزُّنا الموقفُ وتتحرّكُ فينا المشاعرُ وتنتابنا المخاوفُ، ليس فقط منَ الموت! بل وكأنَّنا نخافُ ألّا يولد بيننا مبدعٌ آخر! أو أن يموتَ الإبداعُ فينا ويرحل عنَّا أبداً!
وفي لحظةٍ كهذه، لا تشبه غيرها من اللحظات، في عُمرٍ قد يضيعُ وسطَ عبثيَّةِ الحياة بعيدًا عن الله، لا بُدَّ لنا من أن نتوقَّفَ قليلًا عندَ بعضِ الحقائق التي فتَّش عنها المبدعون في حياتهم، وربّما لم يجدوها!
الحقيقة الأولى هي أنَّ سرَّ إبداعِ الإنسان ليس ذكاءه أو عبقريَّته فقط، بل كونهُ مخلوقًا على صورةِ المبدِع الإلهيّ الذي أبدعَ الكونَ في كلِّ تفاصيله، وبالتالي الإبداعُ الإنسانيّ هو صورةٌ مصغَّرةٌ عن الإبداعِ الإلهيّ وعطيَّةٌ منهُ "ومن ملئِهِ نحنُ جميعًا أخذنا، ونعمةً فوق نعمة" (يو1: 16).
وإذا كانَ الإنسانُ يُبدعُ في فنٍّ أو رسمٍ أو موسيقى أو... فإنَّ الخالقَ قد أبدعَ في كلِّ هذا وأكثر، والجمالات الفنيَّة أو الموسيقيَّة أو الأدبيَّة التي يقدِّمُها الإنسانُ المبدِع، إنّما هي نابعةٌ من ذاكَ الذي خلق وأوجدَ كلَّ جمال! ولكي نكتشفَ هذه الحقيقة، ما علينا إلّا أن ننظرَ حولَنا ونرى روعةَ لوحاتِ الطبيعة، من جبالٍ ووديان، وزهورٍ وألوان، ونباتاتٍ وأشجار، وحلاوةَ صوتِ مياهِ الأنهارِ والبحارِ والشلّالات، وسِحرَ زقزقة العصافيرِ و... والأكثر عجبًا من كلِّ ذلك هو الإنسانُ نفسُه، ودقَّة عملِ أعضاءِ جسده، الذي وبمجرَّد أن يختلَّ أحدُها، ينتهي الإنسانُ وتنتهي عظمتُه، وكأنَّه لم يكن، ويعود إلى التراب!
في حياةِ المبدعينَ دروسٌ لنا في السعي والاجتهاد، والصدقِ مع الذات، ومن أهمِّ هذه الدروس أنَّ طريقَ الخلودِ في وجدان الناس، لا يكون بعيشِ الحياةِ بطريقةٍ سطحيَّةٍ أو بالسعي نحو المال والسلطة أو بالكبرياء والتعالي على الناس، بل بتنميةِ المواهبِ الممنوحةِ لنا من الله، وباقترابنا من الناس وملامستنا همومهم بصدقٍ ومحبّةٍ واتّضاع، ويا خوفي أن يكونوا قد سبقونا فيما كان يجب أن نسبقهم إليه!
في نفوسِ المبدعينَ عطشٌ نحو الملء والمطلق، وجوعٌ نحو الكمال، لكنّهم أحيانًا، وكغيرهم من البشر العاديّين، هم معرَّضون للخطأ، لذلك هم في أحيانٍ كثيرة يخطئون الطريق، ويصبحون كــ الخروف الضالّ، إذ يغيبُ عن بالهم ذاكَ الذي قال لنا ولهم: "أنا هو الطريق والحقّ والحياة" (يو14: 6).
لقد فتَّشوا عن حبَّة السكَّر ضمن وعاءِ من الملح، فضيَّعوها ولم يجدوها، وبدلَ الحلاوةِ التي كانوا يسعونَ إليها، عانوا الظمأَ والعطشَ، وانتهى بهم الأمر إلى اليأس والحزن والإحباط، عندما اكتشفوا أخيرًا عبثيّة الحياة!
فالإنسانُ بتركيزه على ذاته وباتِّكاله على إمكانيَّاته الذاتيَّة فقط، دون الاستناد إلى الله، يفشلُ في تحقيق ما يتمنَّاه ويحلم به من مبادئَ ومثاليَّاتٍ ونُبْلٍ وأخلاق!
وهذه حالُنا جميعًا عندما نبتعدُ عن الله، وننغمسُ في هذا العالم، غير عارفينَ الضعفَ البشريّ الملتصق بنا وبكلِّ إنسان. وهنا لا بُدَّ من طرحِ هذا السؤال:
لو وَجدَ المبدُعون صورةَ المسيحِ فينا، نحن أبناء الكنيسة (إكليروسًا وشعبًا)، هل كانوا ضلُّوا الطريق؟!
أَليست مسؤوليَّتنا الرِّعائية في الكنيسة أن نذهب وراء الخروفِ الضالّ، كائنًا من كان، لنُعيدَه إلى حضن الآب؟!
يا ليتنا نفتِّشُ في الإنجيلِ بتدقيقٍ عن ربّنا يسوع المسيح! لو فتّشَ المبدعون عن يسوع، لما أضاعوا الطريق، وَلَوجدوا في شخصه كلَّ ما يتمنُّونَه من نُبْلٍ وكمالٍ وسموِّ أخلاق! فهو المبدِعُ والثَّائر، القريبُ من الناس، المتواضعُ والخادم، حتّى غسل الأرجل، وهو المدافع عن حقوق المستضعفين في وجه الأقوياء والظالمين، الراحمُ بعدلٍ والمنسحقُ بكِبَرٍ وشهامةٍ وعنفوان!
لو شربوا من مائه الحيّ الذي لا ينضب، لصعدوا إلى مراتبِ الإبداع الأقصى الحقيقيّ أي القداسة، وقدّموها مع إبداعاتهم للناس، فالقدِّيسون هم المبدعون الحقيقيُّون على الأرض وفي السماء، الذين بعَيشِهم مع الله، وإتقانهم فنَّ الفنون "تقديسَ النفوس"، رسموا أجملَ لوحةٍ في نفس الإنسان.
أخيرًا، عندما يرحلُ العباقرةُ المبدعون، هم لا يموتون، بل يبقونَ أحياء في وجدانِ النَّاسِ الذين أحبُّوهم وضمائرهم!
ونحن إذ ننحني أمام إبداعهم الإنسانيّ الكبير والمحدودِ في آن، فإنَّما ننحني أمام الإبداعِ الإلهيّ الكاملِ واللامحدود، متذكِّرين أنَّه ليسَ كاملًا إلّا الله وحده، وأنَّه لا يوجد إبداعٌ حقيقيٌ من دونِ الله، ومن دون استقامةِ حياة!
وأنَّ الله ليس فقط موجود، بل إنَّ وجوده حاجةٌ ليكتملَ كلُّ إبداعٍ بشريّ على الأرض وفي السماء.
المبدع والحياة الحقيقيَّة
لماذا يصل الإنسان المبدع أحيانًا إلى عبثيَّة الوجود وفقدان طعم الحياة؟ الجواب هو: الألم الَّذي لا يُفضي إلى شفاء، يدفع الإنسان إلى الانطواء على نفسه ويقوده إلى التمحور حول ذاته. فيصبح المرء مرجع ذاته، وينغلق على نفسه.
وبما أنَّ الذات البشريَّة لا يمكن أن تُشبع ذاتها، فإنَّها تفرغ في النهاية، مهما سمت وارتفعت، وتترك صاحبها يعيش فراغًا رهيبًا وقاتلًا ووحدة وكآبة وخيبة أمل.
عندها، لا يعود الإنسان يرى سببًا للاستمرار في الحياة، لأنَّها لم تعد تعطيه شيئًا جديدًا، ولا يعود يُرضيه شيء، فيصبح إنسانًا مزاجيًّا ومتقلِّبًا. هذا تخبُّط كبير، يفقد فيه الإنسان سلامه الداخليَّ.
يطلب الكمال، لكنَّه لا يجده. هذا يجعله سجينًا في سجن ذاته، وتصبح قراراته الحياتيَّة غير متَّزنة.
قد نرى هذا الإنسان ودودًا، إلَّا أنَّ ما يجري في داخله هو نار تأكله. وكثيرًا ما يكون جالسًا مع نفسه، يتصارع مع الله.
هو بحاجة إلى تعزية لكنَّ انغلاقه على نفسه يجعله عاجزًا عن الانفتاح على الله، فيصبح قلبه مضطربًا، وثائرًا حتَّى على ذاته، فيفقد حسن التمييز والبصيرة.
والثورة الداخليَّة غير المنضبطة توصِل الإنسان إلى العبثيَّة، وتُولِّد طاقة ترتدُّ على صاحبها وتجرفه.
كثير من المبدعين يعيشون «الإفورية euphorie»، وهي حالة من النشوة المفرطة يدخل فيها المبدع بعد إنجاز إبداعيٍّ كبير. قد تتحوَّل النشوة إلى خطر إذا لم تُضبط، لأنَّها قد توصله إلى العبثيَّة.
فهو يسعى إلى لمس السرِّ من خلال الشكل، لكن بالمقابل كلُّ عمل منتهٍ غالبًا ما يخلِّف شعورًا بعدم الاكتمال. هذه الخيبة الداخليَّة هي الصراع اليوميُّ مع الحدود الذاتيّة.
هناك خيبة أخرى خارجيَّة تأتي من العالم، فيأخذ المبدع قرارات قد يظنُّها صحيحة، ولكن لأنَّها ناتجة عن عاطفة مشتعلة فقد تكون خاطئة.
فيدخل في ضجيج داخليٍّ مع أنَّه يبدو من الخارج في حالة سكون، ويصبح الصمت جرحًا يكبر يومًا بعد يوم. والحقيقة عنده تصبح ذاتيَّة، فيكون الحبُّ حبًّا مكسورًا، هو يتألَّم به ويؤلم غيره أيضًا.
قال جان بول سارتر: «الإنسان ليس شيئًا سوى ما يصنعه بنفسه»، أمَّا المسيحيَّة فتقول: نحن فينا شيء إلهيّ وخُلقنا لنكون هياكل الله، أيقونات حيَّة، والربُّ يسوع المسيح وحده يملأ الفراغ والبحث الوجوديَّ عند كلٍّ منَّا.
الإنسان لا يرتاح إلَّا بالله، والله تجسَّد لكي نعرفه، ويتَّحد بنا لأنَّه أحبَّنا أوَّلًا. قال لنا: «سلامي أُعطيكم، لا كما يُعطيه العالم». وما من ألمٍ إلّا ويشفيه يسوع، وهو لا يفوّت فرصةً إلّا ويحاول التقرّب منّا لأنّه المحبّة الكاملة.
إلى الربِّ نطلب.