الأحد 5 أيار 2024
30 نيسان 2024
الأحد 5 أيار 2024
العدد 18
أحد الفصح العظيم المقدّس
أعياد الأسبوع:
6: إثنين الباعوث، الصدِّيق أيّوب الكثير الجهاد، 7: علامة الصليب التي ظهرت في أورشليم، 8: يوحنّا اللاهوتيّ الإنجيليّ، أرسانيوس الكبير، 9: النبيّ إشعياء، الشّهيد خريستوفورس، 10: ينبوع الحياة، الرَّسول سمعان الغيور، البارّ لفرنديوس، البارّة أولمبيّا، 11: تذكار إنشاء القسطنطينيَّة، الشَّهيد موكيوس، كيرّلس وميثوديوس المعادلا الرُّسل.
رسالة الفصح
الفصح Passover هو العبور من الكذب إلى الحق، من الانحراف إلى الاستقامة، من الظلمة إلى النور، من الخيبة إلى الرجاء، من الحزن إلى الفرح، العبور من الموت إلى الحياة.
عن طريق التوبة نعود إلى قلب الله. يقول القدّيس إسحق السريانيّ:
"كلّ من يعترف بخطيئته هو أعظم ممّن يقيم الموتى"
الفصح هو عيد الأعياد نصرخ: المسيح قام! ونجيب حقّاً قام!
عندما كان القدّيس سيرافيم ساروف يلتقي بأحد ما كان يقول له يا فرحي! المسيح قام!
كل ّأحد نعيّد الفصحَ.
المعموديّة ما هي إلّا الاشتراك في موت المسيح وقيامته، الإفخارستيّة في القدّاس الإلهيّ هي إتمامُ موت المسيح على الصليب وقيامته.
كلّ مرّة تنتصر على الخطيئة أو على الشيطان تذوق القيامة.
المسيحيّة ما هي إلّا حياة المسيح السريّة vie mystique.
الحياة القياميّة باستمرار نحياها خلال مطالعة الإنجيل والاشتراك في الأسرار الإلهيّة.
القدّيس سمعان اللاهوتيّ الحديث يقول: "قيامة المسيح هي قيامتنا نحن الخطأة، من قبر التواضع والتوبة".
"النفس تحيا بالاتحاد بالله الذي هو الحياة الأبديّة.
تلمسه عن طريق الرؤيا والإحساس لأنّ الفهم لا يتمّ إلاّ عن طريق الرؤيا والرؤيا عن طريق الحسّ La Sensation لذلك نقول في كلّ أحد "إذ قد رأينا قيامة المسيح فلنسجدْ للربّ القدّوس يسوع البريء من الخطأ..."
الأعمى عندما يصدم بحجرة يحسّ دون أن يرى.
أمّا بالنسبة إلى الأمور الروحيّة إن لم يرتقِ الفكرُ إلى مستوى الرؤيا، رؤية الأمور التي تفوق الإحساس، لن يحظى بتذوّق النعمة الإلهيّة.
نحن بدورنا نحيا القيامة بنعمة الروح القدس.
يظهر لنا المسيح القائم عندما نراه بأعين روحيّة، بقلوب نقيّة عندها نرتّل: "المسيح الإله قد ظهر لنا، مباركٌ الآتي باسم الربّ"
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريّة القيامة باللحن الخامس
المسيحُ قامَ من بينِ الأموات، ووَطِئَ الموتَ بالموتِ ووهبَ الحياةَ للَّذينَ في القُبُور.
الايباكويي (الطاعة) باللحن الرابع
سَبَقتِ الصُّبحَ اللَّواتي كُنَّ مع مريم، فَوَجَدْنَ الحجَرَ مُدحْرَجاً عَن القَبْرِ، وَسَمِعْنَ الملاكَ قائِلاً لهنَّ: لم تَطلُبْنَ مع الموتى كإنسانٍ الذي هُوَ في النُّورِ الأزليّ، أُنْظُرْنَ لَفَائِفَ الأكْفَانِ وأسْرِعْنَ واكْرِزْنَ للعالَم بأنَّ الربَّ قَدْ قامَ وأمَاتَ الموتَ، لأنَّه ابنُ الله المُخَلِّصُ جِنْسَ البَشَرِ.
القنداق باللحن الثامن
وَلَئِنْ كُنْتَ نزَلتَ إلى قبرٍ يا مَن لا يموت، إلا أنَّك دَرَسْتَ قوّة الجحيم، وقُمْتَ غالِباً أيُّها المسيحُ الإله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولِرسلِكَ وَهبتَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام.
الرسالة: أع1: 1-8
هذا هُوَ اليَوْمُ الذي صَنَعَهُ الربّ فَلْنتهللْ ونَفْرَحْ بِهِ
اعْتَرِفُوا للرَبِّ فإنَّهُ صالحٌ وإنّ إلى الأبدِ رَحْمَتَهُ
إنّي قد أنشأتُ الكلامَ الأوّلَ يا ثاوفيلَسُ في جميع الأمورِ التي ابتدأ يسوع يعملها ويُعلِّمُ بها، إلى اليومِ الذي صَعِدَ فيهِ من بعدِ أن أوصى بالروح القدُسِ الرسلَ الذينَ اصطفاهم، الذين أراهُمْ أيضاً نفسَهُ حيّاً بَعْدَ تألُّمهِ ببراهينَ كثيرةٍ وهو يتراءَى لهم مدَّة أربعينَ يوماً ويُكلِّمُهُم بما يختصُّ بملكوتِ الله. وفيما هو مجتمعٌ معهم أوصاهم أن لا تَبرحوا من أورشليمَ بل انتظروا موعِدَ الآب الذي سمعتموهُ منّي، فإنَّ يوحنّا عمَّدَ بالماء وأمَّا أنتم فستعمِّدون بالروح القدس، لا بعدَ هذه الأيّام بكثيرٍ. فسألهُ المجتمعونَ قائلينَ: يا ربُّ أفي هذا الزمان تردُّ الملكَ إلى إسرائيلَ؟ فقالَ لهم ليس لكم أن تَعْرِفوا الأزمنة أو الأوقاتِ التي جعلَها الآبُ في سلطانِه، لكنَّكم ستنالونَ قوَّة بحلولِ الروح القدس عليكُمْ، وتكونونَ لي شهوداً في أورشليمَ وفي جميع اليهوديَّةِ والسامرة، وإلى أقاصي الأرض.
الإنجيل: يو1: 1-17
في البدءِ كانَ الكَلِمةُ والكَلِمةُ كانَ عندَ الله وإلهاً كانَ الكَلِمَة. هذا كانَ في البدءِ عندَ الله. كُلٌّ بهِ كانَ وبغيرِهِ لم يكُنْ شَيءٌ ممَّا كُوّن. بهِ كانتِ الحياةُ والحياةُ كانَتْ نُورَ الناس والنورُ في الظلمَةِ يُضيءُ والظلمَةُ لم تُدْرِكْهُ. كانَ إنسانٌ مُرسَلٌ مِنَ اللهِ اسمُهُ يُوحَنَّا. هذا جاءَ لِلشَّهادَةِ ليشهد للنُّور. لكي يؤمنَ الكلُّ بِواسطتِهِ. لم يكنْ هوَ النورَ بل كان ليشهَدَ للنورِ. الكلمةُ هو النور الحقّ، الآتي إلى العالم والمُنيرُ كُلَّ إنسانٍ. في العالم كان والعالمُ بهِ كُوِّنَ والعالمُ لَمْ يعرفهُ. إلى خاصَّتِهِ أتى وخاصَّتهُ لم تقبَلهُ. فأمَّا كلُّ الذينَ قَبِلوهُ فقد أعطاهُم سُلطاناً أن يكونوا أولاداً للهِ، وهم الذينَ يؤمنون باسمِهِ، الذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِنْ مشيئةِ لحمٍ ولا مِن مشيئة رَجُلٍ لكنْ مِنَ الله وُلِدوا. والكلمَةُ صارَ جسداً وحلَّ فينا (وقد أبْصرْنا مجدَهُ مجدَ وحيدٍ من الآب) مملوءاً نِعمة وحقّاً، ويُوحَنَّا شَهِدَ لهُ وصرَخَ قائلاً: هذا هُوَ الذي قلتُ عَنهُ إنَّ الذي يَأتي بَعدي صارَ قبلي لأنَّهُ مُتَقدّمي. ومن مِلئِهِ نحنُ كلُّنا أخَذْنا ونعمة عوضَ نعمةٍ. لأنَّ الناموسَ بموسى أُعطِي. وأمَّا النِّعمَةُ والحقُّ فبِيسُوعَ المسيح حَصلا.
في الإنجيل
مطلع إنجيل يوحنّا يعتبر في الأوساط العلميّة نشيداً مسيحيّاً قديماً، يمكن أن يطلق عليه اسم نشيد الكلمة. يختصر ضمن آياته معاني الإنجيل الرابع بكليّته.
فهو يكلّمنا على كلمة الله "المولود من الآب قبل كلّ الدهور"، عن ألوهيّته وعلاقته بالآب وتجسّده وعلاقته بالعالم وأخيراً علاقته بالمؤمنين به.
إنّه نشيد خريستولوجيّ بامتياز، إذ به يُكشف العلم الكامل عن كلمة الله المتجسّد.
وهنا السؤال، ما علاقة كلّ هذا بالفصح والقيامة؟
أما كان بالأجدر بالكنيسة أن تضع رواية عن قيامة الربّ يسوع وظهوره للتلاميذ؟
نعم، فقد قرأنا شيئاً مماثلاً في خدمة سحر القيامة أو ما نطلق عليها تسمية "الهجمة".
يذكر يوحنّا "في البدء" وهذا يذكّرنا بتعبير "في البدء خلق الله السماء والأرض" في مطلع سفر التكوين.
ولكنّ هذا البدء يختلف عن ذاك في التكوين، إذ هناك يصف بدء الخليقة، وأمّا هنا فالبداية لازمنيّة، هي أزليّة، أبديّة، سرمديّة، خارجة عن حدود الزمان والمكان.
وارتباط تعبير "في البدء" مع تعبير "كان الكلمة"، يؤكّد أزليّة الأقنوم الثاني. وأمّا هذه فمن صفات الله.
فالكلمة "كان عند الله"؛ حرف الجرّ "عند" يقابله في اليونانيّة προς، ويومئ هذا إلى العلاقة بين الله الآب والله الابن، إذ هي علاقة شخصيّة مترابطة غير مختلطة، يكون فيها الأقنومان في تواصل متبادل، نظاميّ لا اختلاط فيه.
وتباعاً يؤكّد يوحنّا أنّ الكلمة هو الله، وهنا يتكلّم على جوهره.
فهو ليس إلهًا ما، بل الله الواحد في الجوهر مع الآب. ثم يذكر الكاتب أنّ الكلمة كان هو خالق الأكوان مع الآب وبه كان كلّ شيء ووجد.
هو الكلمة الخالق، الذي يأتي بالكلّ إلى الوجود، فهو أصل الوجود.
لهذا السبب، الكلمة هو خالقٌ، فهذه الصفة الإلهيّة مستمرّة معه حتّى بعد التجسّد، إذ كيف يحوّل الماء خمراً في عرس قانا، وكيف يعيد خلق بصر الأعمى، وكيف يقيم لعازر؟ لهذا قال "به كانت الحياة والحياة كانت نور الناس".
وهنا يأتي سبب قراءة هذا المقطع يوم أحد الفصح، فإنجيل يوحنّا يتحدّث في مكانين أساسيّين عن النور والولادة الجديدة، "به كانت الحياة ... والنور في الظلمة يضيء والظلمة لم تدركه".
فهو النور الذي أتى إلى العالم المظلم من أحابيل الشيطان وممارسات الخطيئة، ولكن العالم لم يفهم هذا النور، لم يستوعبه، ولم يتقبّله، فصلبه وأماته وواراه الثرى.
هو نفسه نزل إلى الجحيم وكسر أمخاله، وكذلك، فهناك الجحيم لم يطقه، ولكن هذه المرّة انكسرت شوكته، وأقام المسيح المائتين معه.
وفي مكان آخر يقول "وأمّا الذين قبلوه فقد أعطاهم سلطاناً أن يكونوا أولاداً لله".
ومن هنا نستطيع القول إنّ قيامة البشر تصير على مرحلتين.
المرحلة الأولى تكون عندما يؤمن البشر بالكلمة المتجسّد ويقبلوه ويعملوا بوصاياه، فيأتي هو ويحلّ فيهم ويرسل لهم روحه القدّوس فينقيهم ويقيم نفوسهم من ظلمة الخطيئة.
فالقيامة الأولى هذه هي اقتناء الروح القدس بالمسيح، فيعيش المؤمن في ولادة روحيّة وبنوّة لله دائمة.
وأمّا المرحلة الثانية فهي قيامة الأجساد في اليوم الأخير عندما يأتي الابن ليدين العالم.
وأمّا الذين قبلوه فيرتقون "من نعمة إلى نعمةٍ" أعظم منها، وهي تألّههم بالنعمة، لا بالجوهر، بل بواسطة القوى الإلهية اللامخلوقة والتي كانوا قد اشتركوا فيها أيضًا بالنعمة حين كانوا على قيد الحياة.
فصح الكلمة
"الكلمة" عبارة استخدمها الرسول يوحنّا حصرًا دون جميع من دوّنوا أسفار العهد الجديد.
أوردها أوّلًا في سفر الرؤيا 19،13: "عليه رداء مخضّب بالدم واسمه كلمة الله".
ثمّ أوردها في الإصحاح الأوّل من إنجيله الذي دوّنه خلال سني عمره الأخيرة في أفسس في آسيا الصغرى.
ثلاث مرّات في الآية الأولى ومرّة في الآية التاسعة ومرّة في الآية الرابعة عشرة. هي تشير بوضوح إلى الابن قبل تجسّده:
"هو ليس من دم ولا من رغبة رجل بل الله ولده" الآية 13.
"في البدء كان الكلمة". يقول أحد المفسّرين المعاصرين: "لو جاء الرسول يوحنّا إلى يومنا وقرأ ما دُوِّن حول هذه الآية لما فهم شيئًا".
والحقّ يقال إنّ يوحنّا لم يشأ، في استخدام هذه العبارة الفلسفيّة، أن يظهر براعة فلسفيّة أو حكمة دنيويّة، بل كان يتبادر إلى مسمعه، في زمنه وتحديداً في آسيا الصغرى وعلى لسان اتباع الفلسفة الهلّينستيّة Ellenistique وفيلون، كلام حول "الكلمة" الإله من الدرجة الثانية، خلقه الإله ذو المكانة الأولى، غير المدرك والأسمى من كلّ المخلوقات والمتعالي عليها.
مهمّة هذا الإله الكلمة أن يتوسّط بين الإله الأسمى وبين الخليقة وأن يتعامل معها بدلًا منه إذ لا يليق به أن يتنازل إلى مستوى الخليقة الماديّة المتحوِّلة الفاسدة والزائلة وهو غير المتحوّل والسرمديّ.
في المقابل، جاء يوحنّا ليبشّر أهل آسيا الصغرى بالإله "الكلمة" الذي كان في البدء مع الله الآب وهو الإله المتعالي والأسمى من كلّ المخلوقات.
هو الخالق الأوحد غير المخلوق الربّ يسوع المسيح المساوي لله في الأزليّة والألوهة والمجد والشرف.
هذا الإله لا يحتقر خليقته ولا يترفّع عنها ولا يتعالى عليها رغم تعاليه بطبيعته، بل يحبّها وصار منها بتجسّده وأعطاها مجده فصارت منه بتألّهها:
"والكلمة صار لحمًا σαρξ وسكن بيننا فرأينا مجده مجد الابن الأوحد الذي أتى من لدن الآب وملؤه النعمة والحقّ".
اللحم في الكتاب المقدّس له ثلاثة معانٍ:
1- الدنَس: "وأبغِضوا حتّى اللباس الذي دنّسه لحمُهم" (يهو23).
2- الفساد: "إنّ اللحم والدم ليس بوسعهما أن يرثا ملكوت الله ولا يسع الفساد أن يرث ما ليس بفاسد" (1كور 15، 50).
3- الطبيعة البشريّة بمجملها: "ولو لم يجعل تلك الأيّام قصيرة لما نجا أحد من اللحم (البشر)" (متّى 24، 22)، "والكلمة صار لحمًا" (يو1، 14).
هذا الدنَس، هذا الفساد، هذه البشرة المحدودة والمائتة، هذه كلّها أخذها هذا الإله الكلمة وأعطاها مجده وأبديّته بتجسّده وآلامه وقيامته من بين الأموات.
لا عجب أن يُقرأ علينا في أحد الفصح هذا المقطع الإنجيليّ.
فالفصح هو فصح الكلمة وفصح كلّ البشريّة، فصح أجسادنا وعبورها من الفساد والموت إلى المجد والحياة الأبديّة.
فقدّسوا أجسادكم "بالنعمة والحقّ" لتكون مطرحًا "لمجد الابن الأوحد الذي أتى من لدن الآب".
كيف نعيّد عيد الفصح؟
"المسيح قام، حقاً قام"، بهذه العبارة يتوجّه الأرثوذكسيّون بعضهم إلى بعض بالمعايدة في فترة الفصح المجيد. ولكن هل يتلاءم تصرّفنا في العيد مع مضمون هذه العبارة؟
عيد الفصح هو العيد الأوّل في الكنيسة، وللقيامة المكانة الرئيسة في إيماننا.
إنَّ المسيحيّة ليست فلسفة بل حياة مبنيّة على الإيمان بيسوع المسيح وبقيامته من بين الأموات "اليهود يطلبون آية (أي عجيبة" واليونانيّون حكمة، أمّا نحن فنبشّر بالمسيح مصلوباً شكّاً لليهود وجهالة للأمم" (1كور 1: 22 و23).
وهذا ما يجعل القيامة أساس حياتنا ومبدأها، ويفرض على تصرفاتنا بالتالي أن تعكس هذا الإيمان وتنبع منه.
كثيراً ما يرافق أعيادنا - ومنها عيد الفصح - إقامة السهرات والحفلات قرع الأجراس طوال الليل، استعمال المفرقعات، المجيء إلى الكنيسة "لحضور الهجمة" ثم العودة إلى البيت دون المشاركة في القدّاس الإلهيّ... كلّها تصرّفات تخالف ما سعت الكنيسة إلى إيصاله لنا خلال الصوم الأربعيني المقدّس والأسبوع العظيم المقدّس، إذ كانت تقول إنّنا إذا كنّا قياميّين فعلينا أن نتوب كما تابت المرأة الزانية، ونهرب من مطربات العالم كيوسف، ونثمر (ثمار الروح) كي لا نُلعَن كالتينة ونكون مستعدّين دوماً لاستقبال المسيح كالعذارى العاقلات وبذلك نكون مشاركين فعلاً في قيامته المحيية.
فقرع الأجراس طوال الليل والمفرقعات لا تمتّ إلى القيامة بصلة، وليست سوى إزعاج للناس وخروج على أبسط قواعد المدنيّة والحضارة، وبالتالي فهي تشوّه صورة المسيح وشهادتنا له وتجعلنا غير أمناء للإيمان الذي تسلّمناه، إذ نجعل منه مجرّد مظاهر في حين يجب أن يكون فعل إيمانٍ في قلب الكيان يجعل منه مكان تجلٍّ للربّ يسوع.
أما الكنيسة فتعلّمنا أنّ التعييد هو في المشاركة في الصلوات والخدم الإلهيّة التي تُهيّئنا لاستقبال نهار القيامة أنقياء، إذا نحن سعينا إلى تطبيق ما ورد فيها، حتّى نستطيع أن نجتمع سويّة في يوم القيامة ونكون فعلاً لابسين المسيح (أنتم الذين اعتمدتم، المسيح قد لبستم) ونتقدّم من الكأس المشتركة ونتناول جسد الربّ ودمه، فنستطيع إذّاك أن نقول بعد القدّاس الإلهيّ: المسيح قام، حقاً قام.
أخبارنا
قدّاس الفصح في رعيّة طرابلس
بمناسبة عيد الفصح المجيد، يترأّس سيادته قدّاس الفصح المجيد صباح الأحد الواقع فيه 5 أيار 2024 في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس- طرابلس الساعة الخامسة والنصف صباحاً (الهجمة)، ثمّ صلاة السحر فالقدّاس الإلهيّ.
ويتقدّم راعي الأبرشيّة سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) من جميع أبناء الأبرشيّة بالمعايدة القلبيّة، متمنيّاً لهم ولجميع أخصّائهم الصحّة والبركة ويستقبل المهنّئين بالعيد نهار أحد الفصح المقدّس من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر حتى الواحدة بعد الظهر ومن الساعة الرابعة عصراً حتى السابعة مساءً في القاعة الملاصقة لدار المطرانيّة.
المسيح قام حقًّا قام