الأحد 30 حزيران 2024
28 حزيران 2024
الأحد 30 حزيران 2024
العدد 26
أحد جميع القدّيسين
اللحن الثامن، الإيوثينا الأولى
أعياد الأسبوع:
30: أحد جميع القدّيسين، تذكارٌ جامعٌ للرُّسل الإثني عشر، 1: الشهيدان قزما وداميانوس الماقتا الفضَّة، 2: وضع ثوب والدة الإله في فلاشرنس، 3: الشَّهيد باكنش، أناطوليوس رئيس أساقفة القسطنطينيَّة، 4: القدَّيس أندراوس الأورشليميّ رئيس أساقفة كريت، أندره روبلاف، 5: البارّ أثناسيوس الآثوسيّ، لمباذوس العجائبيّ، 6: سيسوي الكبير(ساسين).
القدّيسون
الروح القدس هو المقدِّس بامتياز، ينقل إلى الناس الحياة الإلهيّة La vie divine
هذا يتمّ بخاصّة عن طريق القدّيسين.
القدّيسون هم قدوة لنا Exemples وشفعاء أمام الله. هم ممتلئون من النار الإلهيّة غير المخلوقة، من المحبّة الإلهيّة المرفقة بالتواضع.
أصبحوا كالفحم الملتهب ممتلئين من الحياة الإلهيّة، ذخائر إلهيّة تفوح عطرًا جزيل الثمن.
الآباء القدّيسون ابتداءً من القدّيس إيريناوس إلى القدّيس غريغوريوس بالاماس يقولون إنّنا في المعموديّة نتلقّى زرعًا إلهيًّا، قوّةً إلهيّة غير مخلوقة énergie non créée تدخل إلى أعماق قلوبنا.
والمسيح الإله بداعي حرّيتنا لا يفعل فينا، أي أنّ هذه القوّة الكامنة potentielle المأخوذة في المعموديّة لا تتحوّل إلى قوّة فاعلة énergie cinétique إلّا بإرادتنا. علينا أن نقوم بأوّل خطوة، عندها نعمة الروح القدس تبدأ تفعل فينا، في كلّ أعضاء الجسد حتّى الحواسّ كما يصفها القدّيس باسيليوس الكبير بقوله:
"أعيننا، نظراتنا تصبح أعينَ الله ونظراته، آذاننا آذانَ السيّد... وحتّى أفكارنا تصبح أفكار السيّد".
هكذا يفهم، ويشرح ويحيا القدّيسون عملَ الروح القدس في الإنسان.
هكذا يمكن للإنسان الذي فعل الروح القدس في حياته أن يتصرّف على مثال حياة يسوع المسيح الإله الإنسان الكامل. وهذا في حياته اليوميّة في البيت، في العائلة، في المدرسة، في العمل يحيا الفضائل المسيحيّة "كالمحبّة، الفرح، السلام، طول الأناة، الوداعة"... وضدّ هذه كلّها ليس ناموس" (غلا 5: 22).
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريَّة القيامة باللَّحن الثَّامِن
إِنْحَدَرْتَ من العُلُوِّ يا مُتَحَنِّن، وقَبِلْتَ الدَّفْنَ ذا الثَّلاثَةِ الأيَّام لكي تُعْتِقَنَا من الآلام. فيا حياتَنَا وقيامَتَنَا، يا رَبُّ، المجدُ لك.
طروباريَّة الرُّسُل باللَّحن الثَّالِث
أيُّها الرُّسُل القدِّيسون تَشَفَّعُوا إلى الإله الرَّحيم أن يُنْعِمَ بِغُفْران الزَّلات لنُفوسِنا.
طروباريَّة أحد جميع القدِّيسين باللَّحن الرَّابِع
أيُّها المسيحُ الإله، إِنَّ كنيسَتَكَ إذ قد تزيَّنَتْ بدماءِ شُهَدائِكَ الَّذين في كلِّ العالم، كأنَّها ببرفِيرَةٍ وأُرْجُوَان. فهي بهم تهتِفُ إليكَ صارِخَة: أَرْسِلْ رأفَتَكَ لشعبِكَ، وامْنَحِ السَّلامَ لكنيسَتِك، ولنفوسِنَا الرَّحمة العُظْمَى.
قنداق أحد جميع القدِّيسين باللَّحن الرَّابِع
أيُّها الرَّبُّ البارِئُ كلَّ الخليقةِ ومُبدِعُها، لكَ تُقَرِّبُ المسكونَةُ كبواكير الطَّبيعة الشُّهَداءَ اللاَّبِسي اللاَّهوت. فبتوسُّلاتِهِم اِحْفَظْ كنيسَتَكَ بسلامَةٍ تَامَّة لأَجْلِ والِدَةِ الإله، أيُّها الجَزِيل الرَّحْمَة.
الرسالة: 1 كو 4: 9-16
لتكُنْ يا ربُّ رحمتُك علينا
ابتهجوا أيُّها الصدّيقون بالربّ
يا إخوةُ إنّ الله قد أبرزنا نحنُ الرسلَ آخِري الناس كأنّنا مجعولونَ للموت، لأنَّا قد صِرنا مشهدًا للعالم والملائكة والبشر. نحنُ جهّالٌ من أجل المسيح، أمَّا أنتم فحكماء في المسيح نحن ضُعفاء، وأنتم أقوياء. أنتم مُكرّمون ونحن مُهانون، وإلى هذه الساعة نحنُ نجوعُ ونعطشُ ونعرى ونُلطم ولا قرار لنا. ونتعبُ عاملين. نُشْتَمُ فنبارك نُضْطَهد فنحتمل. يُشنّع علينا فنتضرّع قد صِرنا كأقذار العالم وكأوساخ يستخبِثها الجميعُ إلى الآن. ولستُ لأخجِلَكُم أكتبُ هذا وإنّما أعِظكُم كأولادي الأحبّاء. لأنّه ولو كان لكم رُبوةٌ من المرشدين في المسيح فليسَ لكم آباءُ كثيرون لأنّي أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل. فأطلبُ إليكم أن تكونوا مقتدين بي.
الإنجيل:
متّى 10: 32-33، 37-38، 19: 27-30 (متى 1)
قال الربُّ لتلاميذه: كلُّ مَنْ يعترفُ بي قدّامَ الناسِ أعترفُ أنا بهِ قدَّام أبي الذي في السموات. ومَن ينكرُني قدَّام الناس أنكره أنا قدَّامَ أبي الذي في السماوات. مَن أحبّ أبًا أو أمًّا أكثرَ منّي فلا يستحقُّني، ومن أحبَّ ابنًا أو بنتًا أكثر منّي فلا يستحقُّني، ومَن لا يأخذُ صليبه ويتبعُني فلا يستحقُّني، فأجابَ بطرسُ وقال لهُ: هوذا نحنُ قد تركنا كلَّ شيءٍ وتبعناك، فماذا يكونُ لنا؟ فقال لهم يسوع: الحقَّ أقولُ لكم، إنَّكم أنتمُ الذين تبعتموني في جيل التجديد، متى جلس ابنُ البشر على كرسيّ مجده، تجلِسون أنتم أيضًا على اثنْي عَشَرَ كرسيًّا تَدينونَ أسباط إسرائيل الاثني عشر. وكلُّ مَن ترك بيوتًا أو إخوة أو أخواتٍ أو أبًا أو أمًّا أو امرأةً أو أولادًا أو حقولًا من أجل اسمي، يأخُذُ مِئَة ضعفٍ ويرثُ الحياة الأبديّة وكثيرون أوَّلون يكونون آخِرين، وآخِرون يكونون أوَّلين.
في الإنجيل
الأحد الماضي استقبلنا المسيح بالروح الإلهيّ الذي حلّ علينا يوم العنصرة وبفعل حلول الروح القدس صارت القداسة فينا ممكنة.
لذلك جعلت الكنيسة هذا اليوم الذي هو الأحد بعد العنصرة عيدًا لجميع القدّيسين إلى جانب تعييدنا كلّ يوم لواحد منهم أو أكثر لأنّ القدّيسين كلّهم جاؤوا من حلول الروح القدس عليهم في عنصرة دائمة لم تنقطع.
وفي هذا الأحد المبارك نقرأ هذا الفصل الإنجيليّ من بشارة الرسول متّى الذي فيه يتحدّث الربّ عن كيفيّة الاعتراف به وترك كلّ شيء من أجله واتّباعه إلى المنتهى كي نتقدّس ونكون قديّسين تابعين الربّ يسوع "في جيل التجديد" وكلمة جيل التجديد التي وردت في إنجيل اليوم تعني "الذين وُلدوا من جديد".
أي بمعنى أوضح الذين غيّروا أذهانهم وتخطّوا أفكارهم وأسّسوا حياتهم على بشارة الخلاص التي أتى بها الربّ يسوع، وهكذا يصبح جيل التجديد جيل القدّيسين الذين يكرّمهم الربّ بجلوسهم معه في ملكوته لأنّهم أهملوا كلّ ما يعيق الإيمان وجهاده من أجل اسم الربّ إذ "إنّ القدّيسين سيدينون العالم" (1 كور 6: 2).
فلنجعل من ثمار حلول الروح القدس علينا ثمار قداسة تبدأ بتوبة صادقة ومحبّة لا متناهية، علّنا نكون من أبناء جيل التجديد الذي يريده الربّ يسوع جالسًا معه في ملكه الأبديّ آمين.
أحد جميع القدّيسين (الأحد الأوّل بعد العنصرة)
في هذا الأحد الذي يلي أحد العنصرة تقيم الكنيسة الأرثوذكسيّة تذكارًا لجميع القدّيسين والقراءة الإنجيليّة هي من إنجيل متّى وتتألّف من مقطعين (متّى 10: 32 - 38 ومتّى 19: 27- 30).
لقد اختارت الكنيسة المقدّسة أن تخصّص الأحد الأوّل من بعد العنصرة تذكارًا "لجميع القدّيسين" وهذا فيه اعتراف بأنّ الروح القدس الذي انسكب على الكنيسة في يوم العنصرة هو صانع القدّيسين، الروح القدس هو الذي يقدِّس المؤمنين ويمنحهم القداسة. نقرأ في أنافيثمي صلاة سحر الآحاد:" بالروح القدس كلّ نفسٍ تحيا وتتنقّى مرتفعة ولامعة بالثالوث الواحد بحال شريفة سريّة "وأيضًا "بالروح القدس تُشاهد كلُّ قداسة وحكمة".
إنّ الكنيسة في هذا الأحد تُكرِّم جميع القدّيسين، ليس فقط أولئك الذين تمّ تكريسهم وإعلان قداستهم رسميًّا من الكنيسة والذين أسماؤهم موجودة في التقويم الكنسيّ وسيرة حياتهم تُقرأ في السنكسار (كتاب سِيَر القديسين)، بل غير المعروفين أيضًا، إذ هناك الكثير من القدّيسين المجهولين من الناس ولكنّهم معروفون أمام الله.
يقولون "لا أحد يولد قدّيسًا ولكنّ الكلّ مدعوٌّ إلى القداسة" وهذا هو تعليم الكنيسة والكتاب المقدّس. في العهد القديم نقرأ في سفر اللاويّين: "إنّي أنا الربّ إلهكم فتتقدّسون وتكونون قدّيسين لأنّي أنا قدّوس" (لاويّين 11: 44).
إنّ القداسة مرادفة للكمال بحسب قول الربّ يسوع: "كونوا كاملين كما أنّ أباكم السماويّ هو كامل" (متّى 5: 48). إنّ جعل القداسة هدفًا لكلّ إنسان مسيحيّ قد يبدو للبعض أمرًا صعبًا أو ربّما شبه مستحيل، أو ربّما يظنّ البعض أنّها دعوة مقتصرة فقط على من هم في الكهنوت أو في الرهبنة، بينما خبرة الكنيسة وتعليمها يظهران أنّ هذه الدعوة هي الهدف الأسمى لكلّ إنسان مسيحيّ، وأن هذه الدعوة موجّهة من الله إلى الجميع وهي تخصُّ الجميع.
يوضح بولس الرسول أنّ الله قد اختارنا "قبل تأسيس العالم لنكون قدّيسين وبلا لومٍ قدّامه في المحبّة" (أفسس 1: 4)، وفي رسالته إلى أهل أفسس يوضح "أنّ الله اختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح وتصديق الحقّ" (2 تسا 2: 13).
أمّا الرسول بطرس فيعلّم أبناءه الروحيّين قائلًا:"كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة، بل نظير القدّوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضًا قدّيسين في كلّ سيرة لأنّه مكتوب كونوا قدّيسين لأنّي أنا قدّوس" (1 بطرس 1: 16).
في سفر أعمال الرسل وفي رسائل بولس يظهر لنا جليًّا أنّ لفظة "قدّيسين" كانت تُستعمل للدلالة على الإخوة المؤمنين بالربّ يسوع (فيلبي 4: 21- 22) وقد استُعملت قبل أن يُطلق على التلاميذ لقب "مسيحيّين" في أنطاكية (أعمال 11: 6). في أعمال الرسال، يُخاطب الرسول حنانيا الربَّ في الرؤيا متكلّمًا على شاول (الرسول بولس) قائلًا: "يا ربّ قد سمعتُ من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقدّيسيك في أورشليم" (أعمال 9: 13). وبنفس الروح يدعو الرسول بولس المؤمنين أبناء الكنائس التي زارها "بالقدّيسين". (أفسس 1: 1).
وفي إنجيل اليوم يكشف الربّ يسوع لتلاميذه كيف يُمكن للتلميذ أن يسعى إلى القداسة من خلال عدّة شروط ينبغي اتّباعها.
الشرط الأوّل: هو الاعتراف بالربّ يسوع "قدّام الناس". هذا الاعتراف الإيمانيّ الصريح بأنّ يسوع المسيح هو ابن الله ومخلّص العالم. هذا الاعتراف ليس فقط بالقول ولكنّه بالفعل أيضًا. يقول الرسول بولس: "لأنّك إذا اعترفت بفمك بالربّ يسوع وآمنت بقلبك أنّ الله أقامه من الأموات خلصت" (رومية 9:10).
الشرط الثاني: هو المحبّة: "من أحبّ أبًا أو أمّا أكثر منّي فلا يستحقّني". هنا الربّ يسوع يُحدّد سُلّم أولويّات المحبّة. هو يطلب أن يكون على رأس سلّم أولويّات محبتنا. هو لا يستثني الأهل والأقارب من هذه المحبّة إذ لا يقول أحِبَّني واكره أباك وأمّك أو ابنك أو ابنتك بل يقول: "من أحبّ أبًا أو أمًّا (ابنًا أو بنتًا) أكثر منّي فهو لا يستحقّني". يريد الربّ يسوع أن يملك كامل محبّة التلميذ.
الشرط الثالث والأخير: هو "أن يأخذ صليبه ويتبعني" هنا يحضّ السيّد تلاميذه على أن يشهدوا له حتّى الشهادة (أي الموت لأجله). أي أنَّ الاعتراف به ومحبّته سوف يقودانهم نحو الاستشهاد.
من بعد هذا نتابع قراءة القسم الثاني من المقطع الإنجيليّ المأخوذ من الإصحاح التاسع عشر من متّى والذي أضيف إلى القسم الأوّل من القراءة الإنجيليّة لوجود رابط روحيّ وثيق بينهما. في هذا القسم المأخوذ من حوار يسوع مع الشابّ الغنيّ الذي سأل يسوع قائلًا: "ماذا ينبغي أن أفعل لأرث الحياة الأبديّة؟ " فكان جواب يسوع له: "إن أردت أن تكون كاملًا فاذهب وبِعْ أملاكك وأعطِ الفقراء". لقد كان سؤال بطرس للربّ يسوع "هوذا نحن تركنا كلّ شيء وتبعناك فماذا يكون لنا" (19: 27) من بعد أن رأى الشابّ الغنيّ قد مضى حزينًا لأنّه كان ذا أموال كثيرة ولم يرد التخلّي عنها. لقد كان بطرس الرسول وبعض الرسل الآخرين صيادين، وربّما يتساءل البعض عن أهميّة ما تركه بطرس الرسول عندما قال للربّ "قد تركنا كلّ شيء وتبعناك" طالما أنّه لم يملك سوى الشبكة والقارب.
يقول القديس يوحنّا الذهبيّ الفم في تفسيره لهذا المقطع إنّه "على الرغم من أنّ بطرس الرسول كان فقيرًا ولا يملك الكثير إلّا أنّه قد ترك كلّ ما يملك. إذًا هذا يُظهر أنّ الدعوة موجّهة إلى كلّ من الغنيّ والفقير وليس فقط الأغنياء الذين يملكون الكثير. حتّى الفقراء الذين لا يملكون الكثير مدعوّون أيضًا إلى أن يتركوا حتّى القليل، الذي هو كلّ شيء، ويتبعوا الربّ".
لقد وعد الربّ تلاميذه الذين تبعوه حتّى النهاية والذين عاينوا صلبه وقيامته المجيدة وحلول الروح القدس أنّهم "سيدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" وحتّى لا يظنّ القارئ أنّ ما قيل يخصّ فقط التلاميذ الاثني عشر دون سواهم فقد وسَّع المسيح الوعد ليشمل كلّ من يفعل ذلك. يقول: " كلّ من ترك.َ... من أجل اسمي". لقد وعد الربّ يسوع تلاميذه وكلّ من يتتلمذ له أيضًا أنّه إذا ترك كلّ شيء من أجل اسمه، فسوف ينال في هذه الحياة مئة ضعفٍ ومن ثمَّ سيرث الحياة الأبديّة.
لقد نال القدّيسون في هذه الحياة "المئة ضعف" من خلال تكريم الناس لهم وطلب شفاعاتهم وبناء الكنائس على اسمائهم. على مدى ألفي عام تُكرِّم الكنيسة المقدّسة والشعب المؤمن الرسل القدّيسين وتتّخذهم شفعاء لها. بهذه الطريقة نال القدّيسون جائزتهم وتكريمهم في هذه الحياة، وفي الحياة الأخرى نالوا الجوائز السماويّة.
اليوم إذ نكرِّم هذه "السحابة من الشهود" فإنّنا مدعوّون إلى أن نستذكر سيرتهم ونتمثّل بحياتهم وندرك أنّ هدف حياتنا ليس فقط أن نكون صالحين مع بعض الصفات الحميدة، ولكن هدفنا هو "التألّه" أي أن نصير "شركاء الطبيعة الإلهيّة" (2 بطرس 4:1) و"شركاء الدعوة السماويّة" (عبرانيّين 1:3) إذ إنّ حياتنا وسيرتنا لا تكتمل في هذه الحياة على الأرض فحسب ولكن "سيرتنا نحن في السموات التي منها أيضًا ننتظر مخلّصًا هو الربّ يسوع المسيح" (فيليبي 20:3). في حديثه مع أحد أبنائه الروحيّين يكشف القدّيس سيرافيم ساروف "أنّ هدف الحياة المسيحيّة هي اقتناء الروح القدس" أي القداسة.
إنّ القداسة هي فعل الروح القدس وعمله، ولكنّ الجهد البشريّ لا غنى عنه في هذه الطريق نحو القداسة. هذا ما يطلق عليه الآباء القدّيسون "التآزر" بين الجهد البشريّ والنعمة الإلهيّة. لقد نلنا جميعنا نعمة الروح القدس في المعموديّة وسرّ الميرون المقدّس، وفي كلّ مرّة نشارك الأسرار المقدّسة، وأمّا الجهد البشريّ فنقدّمه من خلال أعمال النسك والمحبّة.
"هلمَّ أيّها المؤمنون لنقيم صفًّا ولنعيِّد اليوم بحسن عبادةٍ ونكرِّم بالتماجيد تذكار جميع القدّيسين الكليّ الشرف والاحترام هاتفين افرحوا أيّها الرسل المجيدون والأنبياء والشهداء ورؤساء الكهنة. افرحوا يا رهط الأبرار والصدّيقين. افرحوا يا مصّافات النسوة المكرَّمات. وتوسَّلوا إلى المسيح أن يمنح للملك الغلبة على البربر ولنفوسنا عظيم الرحمة" (ذكصا أبوسيتخن غروب العيد).
آميـــن.