الأحد 29 تشرين الأوّل 2023

الأحد 29 تشرين الأوّل 2023

الأحد 29 تشرين الأوّل 2023
العدد 44
الأحد 21 بعد العنصرة
اللحن الرابع، الإيوثينا العاشرة

أعياد الأسبوع:

29: الشَّهيدة أنستاسيَّا الروميَّة، البارّ أبراميوس ومريم ابنة أخيه، 30: الشّهيدان زينوبيوس وزينوبيا أخته، الرَّسول كلاوبا، 31: الرّسول سطاشيس ورفقته، 1: قزما وداميانوس الماقتا الفضّة، البارّة ثيوذوتي، والبارّ داود (إفيا)، 2: الشُّهداء أكينذينوس ورفقته، 3: الشّهيد أكبسيماس ورفقته، تجديد هيكل القدّيس جاورجيوس في اللّد، 4: إيوانيكيوس الكبير، الشّهيدان نيكاندرس وأرميوس.

العائلة والتربية العائليّة

يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: العائلة كنيسةٌ صغيرة. لذلك فالصلاة المشتركة في العائلة ضروريّةٌ جدًّا.

الله محبّة (يو 4: 8 و16) والعائلة مدرسةٌ للمحبّة. "يترك الرجلُ أباه وأمّه ويلتصق بامراته فيصيران كلاهما جسدًا واحدًا. إنّ هذا السرَّ لعظيمٌ هو" (أفسس 5: 31-32).

المرأة المسيحيّة دعوتها مقدّسة كأمّ وزوجة. تتمسّك برسالتها التربويّة تجاه أولادها.

من المستحسن للرجل والمرأة أن يكون لهما أبٌ روحيٌّ واحد.

يقول القدّيس بورفيريوس: "إنّ نشأة الأطفال تبدأ من لحظة الحبل بهم، يشعر الجنين ويسمع وهو في أحشاء أمّه لذلك ينبغي على الأمّ أن تصلّي كثيرًا خلال فترة الحبل.

الحياة العائليّة صورةٌ عن الثالوث واحدٌ في ثلاثة وثلاثةٌ في واحد، الأب والأمّ والولد، وحدةٌ في المحبّة "ليكونوا واحدًا كما نحن واحدٌ" (يوحنّا 17: 22).

من المفيد جدًّا أن تجتمع العائلة مع الأولاد لكي يصلّوا معًا.
 
يحتاج الناسُ اليوم وبخاصّة الأولاد أن يروا أمامهم قدوةً Exemple  صلاةٌ كثيرة للأولاد وكلامٌ قليلٌ.

للكاهن دورٌ كبيرٌ في التربية العائليّة بخاصّة بالإرشاد الروحيّ. 

على الكاهن أن يعرف بحكمته كيف يرشد الولدَ مع عائلته. عليه أن يكتسب ثقةَ الأهل ممّا يجعله أبًا روحيًّا لكلّ أفراد العائلة، عندها يستشيرونه في كلّ ما يختصّ بأمور الأولاد ومشاكلهم في البيت، في الكنيسة...

لا بدّ أن يستعين بمعرفة الأمور التربويّة والنفسيّة المتعلّقة بالأولاد والعائلة.

من المفيد جدًّا أن يساعد الكاهن العائلات على اكتشاف تدخلّات الله في حياتهم الشخصيّة والعائليّة. 

فحياة الإيمان ليست نظريّة فكريّة فقط (وإن كانت تشمل ذلك أيضًا) لكنّها هي أوّلًا تاريخ الله مع شعبه من خلال قيادته لهم في أمورهم اليوميّة.

هذا الاكتشاف الشخصيّ لدور الله في حياته الشخصيّة هو ما يعزّز الإيمان في حياة الفرد والأسرة. أمّا الاكتفاء بما هو روتينيّ من حضور طقوس وأنشطة رعائيّة فيجعل الإيمان غيرَ فاعل بل شكليًّا مبنيًّا على الرمل ينهار أمام أيّ مشكلة collapsing.

 +أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


طروباريّة القيامة باللحن الرابع

إنّ تلميذات الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَّدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

القنداق باللحن الثاني

يا شفيعَةَ المسيحيّينَ غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المردودة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ، وأسَرعي في الطلْبَةِ، يا والدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرَّميك.

الرسالة: غلا 2: 16-20
ما أعظمَ أعمالَكَ يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صنعتَ
باركي يا نفسي الرَّبّ

يا إخوةُ، إذ نعلمُ أنّ الإنسانَ لا يُبرَّرُ بأعمال الناموس بل إنّما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضًا بيسوع لكي نُبَّرر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس، إذ لا يُبرَّر بأعمال الناموس أحد من ذوي الجسد. فإنّ كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضًا خطأة، أفيَكون المسيح إذًا خادمًا للخطيئة؟ حاشا. فإنّي إنْ عدتُ أبني ما قد هدمت أجعل نفسي متعديًّا، لأنّي بالناموس متُّ للناموس لكي أحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه بابن الله الذي أحبّني وبذل نفسه عنّي.

الإنجيل: لو 8: 41-56 (لوقا 7)

في ذلك الزمان، دنا إلى يسوع إنسانٌ اسمه يايرُسُ، وهو رئيسٌ للمجمع، وخرّ عند قدمي يسوع، وطلب إليه أن يدخل إلى بيته، لأنّ له ابنة وحيدة لها نحو اثنتي عشْرَة سنة، قد أشرفت على الموت. وبينما هو منطلقٌ كان الجموع يزحمونه. وإنّ امرأةً بها نزفُ دمٍ منذ اثنتي عشرَة سنة، وكانت قد أنفقت معيشتَها كلَّها على الأطبّاء، ولم يستطعْ أحدٌ ان يشفيَها، دنت من خلفه ومسّت هُدبَ ثوبه، وللوقت وقف نزفُ دمِها. فقال يسوع: "من لمسني؟" وإذ أنكر جميعهم قال بطرس والذين معه: يا معلّم، إنّ الجموع يضايقونك ويزحمونك، وتقول من لمسني؟ فقال يسوع: "إنّه قد لمسني واحدٌ، لأنّي علمت أنّ قوّة قد خرجت منّي". فلمّا رأت المرأة أنّها لم تَخْفَ جاءت مرتعدةً وخرّت له، وأخبرت أمام كلّ الشعب لأيّة علّةٍ لمسته وكيف برئت للوقت. فقال لها: "ثقي يا ابنةُ، إيمانُك أبرأكِ فاذهبي بسلام". وفيما هو يتكلّم جاء واحدٌ من ذوي رئيس المجمع وقال له: إنّ ابنتَك قد ماتت فلا تُتعبِ المعلّم. فسمع يسوع، فأجابه قائلًا: لا تَخَفْ، آمن فقط فتبرأ هي. ولمّا دخل البيت لم يدَع أحدًا يدخل إلّا بطرس ويعقوب ويوحنّا وأبا الصبيّة وأمّها. وكان الجميع يبكون ويلطمون عليها، فقال لهم: "لا تبكوا، إنّها لم تمت ولكنّها نائمة". فضحكوا عليهِ لِعِلْمِهم بأنّها قد ماتت. فأمسك بيدها ونادى قائِلًا: "يا صبيّة قومي". فرجعت روحُها في الحال. فأمر أن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها، فأوصاهما أن لا يقولا لأحدٍ ما جرى.

في الإنجيل

في هذا المقطع الإنجيليّ من بشارة الرسول لوقا حادثتان: 

الأولى إقامة ابنة يايرس والثانية شفاء المرأة النازفة الدم.

الابنة عمرها 12 سنة والمرأة مريضة منذ 12 سنة.

قامت الابنة حين أمسك يسوع بيدها، والمرأة شفيت حين لمست هدب ثوبه.

إذًا هناك إيمان وبرّ وخلاص.
الربّ يسوع يقول للمرأة: إيمانك أبرأك أي خلّصك، ويقول ليايرس: آمن فقط فتبرأ هي أي تخلص.

ولكن تبقى هناك مواقف غير إيمانيّة في الأمور كلّها. 

مثلًا عندما جاء واحد من ذوي رئيس المجمع وقال له إنّ ابنتك قد ماتت فلا تتعب المعلّم، وكأنّه يريد أن يضع حدًّا لقدرة يسوع فقابله يايرس بالصمت لأنّه لا زال يؤمن بيسوع، لذلك نرى الربّ يشجعه قائلًا: لا تخف، آمن فقط فتبرأ هي.

ونراه عندما دخل إلى الصبيّة أبعد غير المؤمنين وبقي معه والدا الصبيّة وبطرس ويعقوب ويوحنّا الذين سوف يشهدون فيما بعد على تجلّيه على جبل ثابور. وبعد أن أقامها طلب أن تأكل وهذا ما فعله هو أيضًا بعد قيامته عندما سأل تلاميذه: "أعندكم ههنا طعام.... فأخذ وأكل قدّامهم".

كلّ هذا يظهر قوّة الربّ يسوع تجاه القوى التي بدا الإنسان أمامها ضعيفًا.

هدّأ الأمواج والرياح، وحطّم قدرة الشيطان، وتغلّب على المرض الذي لا شفاء منه وعلى الموت، فبعد الآن لا شيء يجب أن يخيف الإنسان المؤمن بالربّ يسوع الذي انتزع من البشر كلّ خوف من القوى المعادية، وأعطانا الخلاص وبه ومعه بدأت بركات ملكوت السموات تتحقّق.


إجعل يا ربّ حارسًا لفمي...
   
 تحكم العلاقات بين البشر ميولٌ وأحاسيسُ وخلفيّاتٌ متنوّعةٌ ومتباينة، وغالبًا ما تتطوّر الأحاديث والنقاشات إلى توتّر وتجاذب عنيفَيْنِ ربّما يصلان إلى الشجار بالكلمات، ثم العراك بالأيدي، وفي النهاية اللجوء إلى السلاح وخسارة البعض لأقربائهم أو أشقّائهم في فورة غضب خرجت عن السيطرة.

    طبعًا لا بدّ من حصول اختلاف في الآراء حول موضوعات شتّى منها الاجتماعيّ، الدينيّ، السياسيّ، الاقتصاديّ، والماليّ، خلافات بين التلاميذ في المدرسة، بين العمّال وأصحاب العمل، بين الأزواج، وبين الأهل والأبناء.

    يهمّنا في هذه السطور أنّ نتبيّن السبيل الصحيح الذي يجب أن نسلكه لكي نعيش مع الآخرين، في بيتنا ومجتمعنا وعملنا بسلام وراحة، ولكي لا تتطوّر الخلافات بيننا وتنتهي بمآسٍ وخسارات لا تعوَّض.
    
    كم من مرّة تمنّينا لو لم نَقُلْ تلك الكلمة، أو لم ننقل أخبارًا وأقوالًا كانت سببًا في خصام طويل، أو في تراكم الحقد، أو في قطيعة تامّة.

    الصمت، الصمت، الصمت. لا دواء غيره يمكن أن يعالج الغضب، وانفلات الأعصاب وهيجان النفوس.

    إذا دخلنا في جدال مع أيّ شخص ووجدناه يفسّر كلامنا على غير قصدنا، ويفهم موقفنا بطريقة خاطئة ليست في بالنا ولا هي هدف حديثنا، هنا يجدر بنا التوقّف عن الكلام والتزام الصمت وربّما المغادرة بطريقة هادئة.

    يصرّ البعض على شرح موقفه وإبداء رأيه بقصد تبرئة نفسه في لحظة يكون فيها الجوّ ما يزال مشحونًا ومتوتّرًا، هنا تُفهم الكلمات بشكل عكسيّ وتتّخذ قسمات الوجه تعبيرات قاسية ومتجهّمة تزيد الجوّ احتقانًا.

    لندَع أمر شرح موقفنا إلى وقت آخر تكون فيها النفوس قد هدأت، والعقول قد بردت وصارت أكثر قابليّة لقبول الأفكار المطروحة.

    إن إبداء الودِّ والمحبة الصادقين، والاهتمام الجِدّيّ، واللطف وطول الأناة، والصبر، كلّ هذه أمور تُسهم في إذابة جليد الخصام وسوء التفاهم.

    الصلاة. تلعب الصلاة الحارّة من أجل مخاصمينا دورًا أساسيًّا في حلّ الخلافات؛ لأنّ إله المحبة والسلام لا يمكن أن يردَّ طلب المعونة من أجل إحلال السلام وسيادة المحبّة والوئام، لأنّنا عندما نذكر الآخر في صلاتنا طالبين إلى الله أن يشمله بنعمته وبركته فهذا يعني أنّنا نحمل له مشاعر الودّ ونتمنّى له الخير، وهذا ينعكس في تصرفنا معه، الأمر الذي يدفعه إلى تغيير موقفه وقبوله المصالحة، وهكذا نربح أخانا ونكمل وصيّة المسيح: "أن تحبّوا بعضكم كما أحببتكم أنا، تحبّون أنتم أيضًا بعضكم بعضًا. بهذا يعرف الناس أنّكم تلاميذي" (يو 13: 34- 35).

  إلى جانب الصلاة والصمت، لا بدَّ من انتهاج أسلوب يساهم كثيرًا في انسياب العلاقات البشريّة وهو عدم التدخّل في الشؤون الشخصيّة، والامتناع عن فرض الآراء، والكفُّ عن توجيه الانتقاد مهما كان بنّاءً ويحمل إخلاصًا ومودّة، لكنه يخلق ضيقًا وانزعاجًا عند الآخرين.

    لنتذكّر دائمًا في أحاديثنا مع إخوتنا أن نطلب من الله مع صاحب المزامير: اجعل يا ربّ حارسًا لفمي... لنعِش بخير وسلام ومحبّة مسيحيّة حقيقيّة فنستحِقَّ كلمة السيد.

"طوبى لصانعي السلام لأنّهم أبناء الله يُدعَون". (مت 5: 9).