الأحد 26 آذار2023
23 آذار 2023
الأحد 26 آذار 2023
العدد 13
الأحد الرابع من الصوم
اللحن 8 - الإيوثينا ٨
أعياد الأسبوع:
:26 البارّ يوحنّا السلّمي، عيد جامع لرئيس الملائكة جبرائيل، تذكار القدّيس استفانوس المعترف، 27: تذكار الشّهيدة مطرونة التسالونيكيّة، النبيّ حنانيا 28: تذكار البارّ إيلاريّون الجديد، 29: تذكار القدّيس مرقس أسقُف أريثوسيون، القدُيس كيرلُس الشّماس والذين معه، 30: خميس القانون الكبير، تذكار البارّ يوحنّا السلّمي، النبيّ يوئيل، والقدّيسة آففولي والدة القدّيس بندلايمون، 31: تذكار الشّهيد إيباتيوس أسقُف غنغرة، المديح الكبير، 1: البارّة مريم المصرية، الشُّهداء يارونديوس وباسيليوس.
السُلَّم التَربَويّ
يَحمِل فَصل الرَّبيع بَراعِم حياةٍ تُزهر، وتَعِد بمَوسم ثمارٍ مبارك، به تترابط أعيادُ شَهر آذار؛ فالمعلّمُ والطِفلُ والأمُّ يَرسمون المستقبل، من خلالهم نترقّب مُجتمعًا مُقدّسًا.
ثم يأتي عيد بشارة سيّدتنا والِدة الإلَه، الذي هو رأسُ خلاصنا، ليُجسِّدَ مشروع الله بتَقديس الإنسان وإعادَته لحالته الأولى الكائنة قبل السقوط.
العودةُ تَستوجب خارطةً وطريقًا: أمّا الخارطةُ فهي الصومُ الذي رتّبته الكنيسة على امتداد عشرة أسابيع، زمن التريودي، وأمّا الطريقُ فهي الصَّلاة، أي الصِلَة مع الله، ذاك الحِوار التربويّ الذي ينقلنا تدريجيًّا لنَعبُرَ من الأرضِ إلى السَّماء، ومن الموتِ إلى الحياة.
هذا الأحد الرابع يَدلّنا على وسيلَة الخلاص، يَدعونا للتَرَفُّع والنُموّ نحو القداسة؛ فهل نُلبّي ونَخرج من منطقة راحتنا comfort zone القابعين فيها والتي تعوّدنا عليها؟ إذ حين "نضعُ قلوبَنا فوق" نَنشَدُّ بالكَلِمة، فنَترك العالَم الذي يَزول مع شَهوته، ونَصنَع مشيئةَ الله لنَثبُت إلى الأبد (1 يوحنا 2: 17).
هنا جَوهر التَربية المسيحيّة: أن نَسمَع كلِمةَ الله ونَعمَل بِها (لوقا 11: 28). كلّ مُرَبّيَة صالِحَة تُعلّم طاعَةَ المسيح، وعلى مثال والِدة الإلَه تَنصَح أبناءَها أن "مَهما قالَ لَكُم فافعَلوهُ" (يوحنا 2: 5). تُرشد في مَسالِك الحياة على التَمييز بين الخير والشرّ.
فالأمُّ المؤمِنَة تَزرع بزارَ الوعيّ والإدراك وفهم غاية الحَياة أي القداسة، هي أمينة لنِعمَة الحياة المعطاة لها ومِن خِلالها، هي مُحِبَّة تُقدّم أفضل ما عندها دون مُقابل، هي مُضَحِّية تَضع عائلَتَها كأولويّة، بها تَنمو وتَتَقَدَّس.
هي صَوت الضَمير الموجِع والمفرِح في آن. والأمُّ الحَقَّة تريدُنا أبناءً للحياة: تَحملنا تِسعَة أشهرٍ في بطنها ثمّ تدفعنا خارج رحمِها لكي نستمرّ بالنمو دون أن نَختَنق، تَقطع مَعنا حَبلَ الصرّة ثمّ تَفطمنا كي لا نَتعلّق أو نكون مُعتَمدين على مَعونة بشر، بل على أنفُسِنا ونِعمة الله.
هكذا فعل السيّد المحبّ البَشَر، إذ عَمِل وعَلَّم بالمثَل: أسلَمَ ذاتَهُ للصَلب، إرتفع على عود الحياة وأرانا كيف نختار أن نَحمِل صَليبنا، نَنصبه بإرادتنا سُلَّمًا نَحو السماء، نرتفع أحرارًا بدرجاتِه التربويّة إذ نترك العالم ونشتهي الملكوت، نَترُك كبرياءنا ونتواضَع، نَترُك راحتنا ونَخدُم.
نموت محبّةً لله والقريب، وهذا الحبّ يصير الدرجة الأسمى التي منها نقفز إلى الملكوت ونرِث الحياة الأبديّة لأنّه "ليسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أعظَمُ من هذا أن يَضَعَ نَفسَهُ لأجلِ أحِبَّائِه" (يوحنا 15: 13).
طروباريّة القيامة باللحن الثامن
إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلْتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامَتنا، يا ربّ المجد لك.
طروباريّة القدّيس يوحنّا السلّميّ باللحن الثامن
للبرَّية غَير المُثمرة بمجاري دُموعِك أمْرعتَ، وبالتنهُّداتِ التي منَ الأعماق أثمرْتَ بأتعابك إلى مئةِ ضِعفٍ، فَصِرتَ كَوكَباً للمَسْكونةِ مُتلألئاً بالعجائِب يا أبانا البارَّ يوحنا. فتشفَّعْ إلى المسيح الإله في خلاصِ نفوسِنا.
القنداق باللحن الثامن
إنّي أنا عبدُكِ يا والدةَ الإله، أكتبُ لكِ راياتِ الغَلَبة يا جُندِيَّة محامية، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنقذةٍ مِنَ الشدائد. لكنْ، بما أنَّ لكِ العِزَّة التي لا تُحارب أعتقيني من صُنوفِ الشَّدائدِ، حتى أصرُخ اليكِ: إفرحي يا عروساً لا عروسَ لها.
الرسالة: عب 6: 13-20
الربُّ يُعطي قوّةً لشَعبِه
قدّموا للرّب يا أبناءَ الله
يا إخوة، إنَّ الله لما وَعَدَ إبراهيمَ، إذ لم يُمكِن ان يُقسِمَ بما هُوَ أعظَمُ منهُ، أقسَمَ بنفسِهِ قائلاً: لأباركَنَّكَ بركةً وأُكثِّرنَّكَ تكثيراً. وذاك إذ تَأنْى نالَ الموعد. وإنّما الناسُ يُقسِمونَ بما هُوَ أعظَمُ منهمُ، وتنْقَضِي كلُّ مُشاجَرَةٍ بينُهم بالقَسَم للتَثْبيتِ. فَلِذلك، لمَّا شاءَ اللهُ أنْ يَزيد وَرَثَةَ الموعِد بَيَاناً لعدَمِ تَحوُّلِ عزْمِهِ، توسَّط بالقسَم حتَّى نَحصُلَ، بأمْرَيْنِ لا يتحوَّلان ولا يُمكِنُ أن يُخِلِفَ اللهُ فيهما، على تعْزيَةٍ قوَّية نحنُ الذين التجأنَا إلى التَّمَسُّكِ بالرَّجاءِ الموضوعِ أمامَنا، الذي هو لنا كَمِرساةٍ للنَفْسِ أمينةٍ راسِخة تَدْخُلُ إلى داخِلِ الحِجاب حيث دَخَل يسوعُ كسابقٍ لنا، وقَدْ صارَ على رُتبةِ مليكصادَق، رئيس َكهنةٍ إلى الأبَدِ.
الإنجيل: مر 9: 17-31
في ذلك الزمان، دنا إلى يسوع إنسانٌ وسَجدَ له قائلاً: يا مُعَلِّمُ قد أتيْتُك بابْني بِه روحٌ ْأبْكَم، وحيثما أخذهُ يصرَعُهُ فيُزبْدُ ويصرْفُ بأسنانِه وَييبَس. وقد سألتُ تلاميذَكَ أن يُخرجوهُ فلم يَقدِروا.
فأجابَهُ قائلاً: أيُّها الجيلُ غيرُ المؤمِن، إلى متى أكونُ عِندَكُم، حتّى متى أحتْمِلُكُم؟ هَلمَّ بهِ إليَّ. فأتوهُ بهِ. فلما رآهُ للوَقتِ صَرَعَهُ الروحُ فسَقَطَ على الأرض يَتَمَرَّغُ ويُزبدُ. فسأل أباهُ:
منذ كَمْ مِنَ الزمان أصابَهُ هذا؟ فقالَ: مُنذُ صِباهُ، وكثيراً ما ألقاهُ في النار وفي المياهِ ليُهلِكَهُ، لكنْ إنّ استَطَعْتَ شيئاً فَتَحَنَّنْ علينا وأغِثنا. فقال لَهُ يسوعُ: إن استَطَعْتَ أن تُؤمِنَ فكُلُّ شيءٍ مُستطاعٌ للمؤمِن. فصاحَ أبو الصبيّ مِنْ ساعَتِه بدموع وقالَ: إنّي أُومِنُ يا سيِّد، فأغِث عَدَم إيماني.
فلمّا رأى يسوعُ أنَّ الجميعَ يتبادَرون إليهِ انتهَرَ الروحَ النجِسَ قائلاً لَهُ: أيُّها الروحُ الأبْكمُ الأصَمُّ، أنا آمُرُكَ أن أخرُج مِنهُ ولا تعُدْ تَدخُلُ فيه، فصرَخَ وخبَطهُ كثيراً وخرجَ مِنهُ فصارَ كالمَيْت، حتى قال كثيرون إنَّه قدْ ماتَ. فأخذَ يسوعُ بيدِه وأنهضه فقام. ولما دخلَ بيتًا سأله تلاميذه على انفراد:
لماذا لم نستطع نحن أن نخرجَه؟ فقال لهم: إنّ هذا الجنسَ لا يُمكِنُ أن يخرجُ بشيء إلا بالصَّلاة والصَّوم. ولما خرجوا من هناك اجتازوا في الجليل ولم يُرِدْ أن يدريَ أحَدٌ، فإنّه كان يُعَلِّمُ تلاميذَه ويقولُ لهم: إن ابنَ البشرِ يُسَلَّمُ إلى أيدي النَّاس فيقتُلُونَهُ وبعد أن يُقْتَلَ يقومُ في اليوم الثَّالِث.
في الإنجيل
نقرأ في إنجيل اليوم عن أبٍ كان يتألّم لأجل ابنه المعذَّب من روحٍ شريرٍ كان يصرعه ويمزِّقه، فأتى به إلى يسوع "وسجدَ له!".
يبدو أنّه كان قد سمع عن يسوع وعن عجائبه، وأدركَ بِحَدْسِهِ أنَّه ليس إنسانًا عاديًّا بل هو الله المتجسِّد، وآمنَ أنَّ خلاصَ ابنه المعذَّب هو عند هذا "المعلِّم الإلهيّ"، لذلكَ أتى به إليه ساجداً وطالباً الشفاء له، بعد أن قصدَ التلاميذ وفشلوا في شفائه.
ونحن أيّها الأحبّاء، نتعذَّب من أمورٍ كثيرة في هذه الأيام الصعبة، التي تتوالى فيها المخاوف والمصائب والهموم والأخطار، وإنساننا الداخليّ معذَّبٌ وممزَّقٌ أيضاً من الأهواء والشهوات وهموم المعيشة، هذه التي تصرعنا وترمينا في الحزن والفراغ واليأس، وتذهب بالبعض من الناس إلى حافة الانتحار! فيا ليتنا نأتي ونطرح هذه كلّها، عند أقدام الرب، ولا نواجهها بمنطقنا البشريّ العاجز، بل نسجد له بتضرُّعٍ وانسحاق قائلين له: يا رب "إن استطعتَ شيئاً فتحنَّن علينا وأغثنا!"
إن عملنا هذا فلا بُدَّ لنا من أن نسمع في داخلنا صوتَه الإلهيَّ يقول لكلِّ واحد مِنّا "إن استطعتَ أن تؤمن، فكلُّ شيءٍ مستطاع للمؤمن!".
ويبقى السؤال: ما نوعيّةُ هذا الإيمانِ الواجبِ تَوَفُّرُه حتّى يكونَ كلُّ شيءٍ مستطاعًا عندَنا؟!
هل هو ذاكَ الإيمان العقليّ النَّظريّ بوجود الله وقدرته؟ أم هناك أمرٌ آخر؟!
في الحقيقة هذا النوع من الإيمان ضروريٌ لكنّه غيرُ كافٍ! إذ يجب أن نؤمن، ليس فقط بوجود الله وعظمته وقدرته، بل أن نؤمن بصلاحه ومحبّته وحنانه، وأن نثق
به ونصدّقَ أنّه يحبُّنا وأنّنا أحبّاؤه.
لو كان عندنا هذا النوع من الإيمان، لما فقَدْنا الأمل ولا غادَرَنا الرجاء، ولَكُنَّا في سلامٍ حتّى وسط الصعوبات!
لذلك أيّها الأحبّاء، وفي هذه الظروف القاهرة بالذات، علينا أن نسعى ونجتهد لنبني علاقةً شخصيّةً مع الله، وأن نعيش في إلفةٍ يوميَّة معه، نمارس "الصوم والصلاة" وكلّ ما يعبِّر عن حُبِّنا لله وَجُوعِنا إليه، عندها ولو أحسسنا بضعف إيمانٍ فلنصرخ مع الأب "أومن يا ربّ فأَعِنْ ضعفَ إيماني"، والربُّ يَقبلُنا ويهتمّ بنا ويمنحنا قوةً للخروج من محنتنا ولو بعد حين، لأنّه هو إله الضعفاء! وقد قال لبولس الرسول: "تكفيك نعمتي لأنَّ قوَّتي في الضعف تكمل!" (2 كور 12: 9).
"توبوا... فقد اقتَرَبَ مَلَكوتُ السَّمَاوات".!!...
ونـادى الـمُـنـادي.!!.
الـيـومَ يـتَـنـزَّلُ عـلـيـكـم الـرّوحُ الـقُـدُسُ.!!..
هـكـذا ارتَـجَّـتِ الـمَـسْـكـونَـةُ كُـلُّـها.!!...
الـيـومَ سُـمِـعَ صَـوْتُ الـمُـنـادي.!!... أَصْـلِـحـوا طَـريـقَـكُـم لِـتَـحْـيَـوا.!!.
يا أَبْناءَ الفُجورِ والموتِ بِحُبِّكم لأَجسادِكم ولشَهَواتِكم.!!. لِـمَالِكُم وللذائِذِكم.!!. واسْتِعبادِكم لمَن يَخْدُمُكم.!!...ونُسائِلُ: أَينَ نحن مِنَ الوَصايا الإِلهيَّةِ.؟!... مِنَ التَّوبَةِ.؟!.. مِن أَعرافِ الحُبِّ للخَلاصِ.!!...
تَرَكناها، لأَنَّها تَأْسُرُنا.!!. فلا نعودُ نشْبَعُ من رُؤَى الكَذِبِ، الّتي رَفَعناها ناموسًا لنا.!!.
اليومَ سَمِعْتُ الصَّوتَ في قَلْبي ينْشَجُ.!!.
يا إِلهي خَلِّصْنا من حَمْأَةِ أَعمالِنا.!!. "فإِنَّنا قد خَطِئنا وأَثِمْنا... ولسنا بأَهْلٍ لأَن نَرفَعَ أَعيُنُنا وننْظُرَ إِلى عُلوِّ السَّماءِ.!!. لأَنَّنا تَرَكنا طَريقَ عَدْلِكَ، وسَلَكنا في أَهواءِ قُلوبِنا".!!.
أَحْبَبْتَنا لأَنَّكَ عَرَفْتَنا يا إِلهنا.!!. التَصَقْنا بكَ فصِرْنا لكَ.!!..
يا سَيِّد.!!. لا تَتْرُكْنا إِلى الإِنْقِضاءِ.!!. لا تَصْرِفْ وَجْهَكَ عنَّا.!!.
إِذا نحنُ اليومَ سَمِعْنا نَوْحَ الأُمَّهاتِ على أَبنائِهم.!!. أَبْكارِ البيوتِ، والعائِلاتِ.!!...
سَيِّدي... إِلى أَينَ نَأْخُذُهم.؟!.. مَعَنا.؟!... نحن ذريّةُّ الإِلهِ الـمُتَأَنِّسِ.!!. هكذا عَرَفناكَ مِنْكَ الآنَ وإِليكَ نحنُ.!!.
يا رَبَّنا لا حَياةَ لنا بدونكَ، إِلّا بالرُّكوعِ عندَ قدَمَيْكَ، وغَسْلِها بدموع تَوبَتِنا.!!...
لن تُصَدِّقونا يا مَلائِكةَ الإِلهِ أَنَّنا تُبْنا.!!. لأَنَّه بالرَّجْعَةِ إِليكَ، علينا أَن "نَقْتُلَ" إِنسانَنا العَتيقَ.!!. لا الجديد الباكي معنا، علينا، ولنا.!!.
يا رَبَّنا وإِلهَنا.!!. أَنْقِذْنا من ماضي حاضِرنا.!!. وعلِّمْنا أَن نعمَلَ رضاكَ.!!...
زَرَعْنا حَبّاتِ القَمْحِ... سَيِّدي... أَنتَ تَراها... لقد نَمَتْ والتُّربَةُ اخْضَوْضَرَت بها ومنها.!!.
ونحن كلَّما مَرَرْنا بإِزائِها، نُصَلِّبُ عليها.!!. وصَليبُكَ المُحيي يُنَمِّيها.!!.
"لصَليبِكَ يا رَبّي نَسْجُدُ.!!. ولقِيامَتِكَ المقدَّسةِ نُسبِّحُ ونُمَجِّد.!!. لأَنّكَ أَنتَ إِلهُنا... وآخَرَ سِواكَ لا نَعرِف.!!. واسمَكَ نُسَمّي".!!... (سواعي الفصح).
هكذا وَقَعَ الصَّمْتُ، بل صارَ صَمتٌ.!!. تعمَّقَ إِلى أَوصالِ جُذورِنا، ليُحييها.!!.
يا إِلهَنا... نَرْجوكَ.!!... لا تَتْرُكْنا إِلى الإِنْقِضاءِ.!!...
ونحن كلُّنا نَصرُخُ إِليكَ... يا رَبّي، سامِحْنا وارحَمْنا كُلَّنا.!!...
الّذينَ يَعرِفونَكَ والّذينَ نَسوكَ.!!. الّذين ما عرفوكَ كيف.؟!...
أَنتَ النّورُ والحياةُ والولادةَ والمَولودِيَّةُ.!!. أَنتَ كلُّ الكُلِّ يا فادينا وروحنا.!!.
باسْمِكَ أَنْمَيْتَ حَبّاتِ القَمْحِ... وزُروعَ الزّنابق... وشَجَرَ التُّفّاحِ والإِجاصِ... والعِنَبَ الّذي إِذا عَصَرْناهُ تُحَوِّلُهُ أَنتَ إِلى دَمِكَ على الصَّليبِ.!!.
هكذا نَشرَبُ دَمَكَ ونأكُلُ جَسَدَكَ الإِلهيَّ.!!.
سَيِّدي وإِلهي.!!...
اليومَ نَسْتَصْرِخُكَ... سامِحْنا.!!. وكذلك ارْحَمنا.!!.
اليومَ تَشَقَّقَتِ السّماوات، لتَتَنَزَّلَ بأَمطارِها، وتَسْقينا نحن.!!. وأَرضَكَ... هل سَمِعتَ السُّؤالَ... وصَمَتَّ يا شَعْبي.؟!...
يا سيِّدُ... يا إِلهَنا... أَجِبْني.!!. هل، بَعْدُ، لنا توبةٌ نَطْلُبُها منكَ.؟!...
نحنُ أَولادُكَ.!!. مِن جَسَدِكَ المسَمَّرِ على الصَّليبِ نَبْرَأُ.!!.
نَحْياكَ حَياتَنا.!!. من ناموسِ الخطيئةِ الّتي اسْتَقَيناها... عَرَفْتَنا.!!.
لكنِ، اليومَ بِتْنا نَحْيا ونَعيشُ، منكَ، معكَ، ولَكَ.!!...