الأحد 3 كانون الأول 2023 01 كانون الأول 2023 الأحد 3 كانون الأول 2023 العدد 49 الأحد 26 بعد العنصرة اللحن الأوّل، الإيوثينا الرابعة أعياد الأسبوع: 3: النبيّ صوفونيا، 4: الشّهيدة بربارة، البارّ يوحنَّا الدمشقيّ، 5: سابا المتقدّس المتوشّح بالله، الشّهيد أنستاسيوس، 6: نيقولاوس العجائبيّ أسقُف ميراليكية، 7: أمبروسيوس أسقُف ميلان، عمُّون أسقُف نيطريّا، 8: البارّ بتابيوس المصريّ، 9: حبل القديسة حنّة جدّة الإله، تذكار التجديدات، حنّة أم صموئيل النبيّ. الأحد ٢٦ بعد العنصرة (3 كانون الأوّل) الرسالة إلى أفسس، التي سمعنا مقطعًا منها اليوم، تقدّمُ لنا نموذجَ الحياةِ المسيحيّة، لأنّ الإصحاحاتِ الثلاثةَ الأولى تُرينا مَن هو المؤمن، والإصحاحات الثلاثة الأخيرة ترينا كيف يحيا، وكيف يسلك، وكيف يتصرّف. وبناءً على هذا، كيف ينبغي أن يسلكَ المؤمنُ بصفته "خليقةً جديدة"؟ والجواب: "اسلكوا كما يحقّ" أي كما يجب، أي لتكن حياتُكُم موافقةً لهويّتكم، فإن كنتم "خليقة جديدة" في المسيح، اسلكوا بتلك الطريقة أي تمثّلوا بالمسيح واسلكوا "كأولادٍ للنور". والسلوك في النور يعني أن نحيا في الحقّ، أن نحيا في القداسة، أي أن نقبلَ الحقَّ ونعيشَ حياةً مقدّسة. وهنا، يحثّنا بولس الرسول في رسالته، أن نُظهر أعمالَ النور ونتركَ أعمالَ الظلمة، لا أن نُـخفيَها، وذلك، لتكونَ الكنيسةُ كلُّها جميلةً لا عيب فيها. أمّا السلوكُ في المحبّة فلا يكفي أن نعرفَ أو نتعلّمَ أو نتكلّمَ على المحبّة، بل أن نسلكَ فيها عمليًّا، وكما يقول القدّيس يوحنّا الحبيب في رسالته الأولى "لا نحبّ بالكلام ولا باللسان"، لأنّ محبّةَ الله انسكبت في قلوبنا بالرّوح القدس الـمُعطى لنا بالمعموديّة، ومقياسُ المحبّة هو المسيح نفسه. فالمسيحيُّ لا يسلكُ فقط بحسب الناموس الذي أعتَقَنا منه المسيح، بل مقياسُ سلوكنا هو محبّة المسيح "كما أحـبّنا المسيح"، "إذ أسلمَ ذاته لأجلنا" وهذه هي المحبّة الحقيقيّة، المحبّة الباذلة الّتي نحن مدعوّون أن نتمثّلَ به فيها. المحبّةُ تتجلى في خدمة الآخر؛ والمسيحيُّ يجدُ سرورَه في خدمة الآخر. وبعد ذلك، يُحذِّرُنا بولس الرسول من "السُّكْر في الخمر الذي فيه الدعارة". فإذا أردْتَ أن تأخذَ الخمرَ فباعتدال لأنّ السكّير "لا يرث ملكوت الله"، السُّكْرُ لا يليق بالمؤمنين، بل الامتلاء من الروح القدس، والممتلئ من الروح القدس هو الذي يفيضُ قلبه بالتسبيح والترنيم للربّ، لغتُهُ ما هي إلّا "تسابيح ومزامير وأغاني روحيّة" وكما قال يسوع في إنجيل يوحنّا "من يتبعني لا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة". فلنجاهدْ أيّها الأحبّة، كي تستنيرَ قلوبُنا وعقولُنا وأفكارُنا. لنسكَرْ بخمرة المسيح، ولنعكسْ نورًا لمن حولنا فيتمجّدَ بذلك اسمُ الربّ القدّوس. +الأسقف قسطنطين كيّال رئيس دير مار الياس شويّا البطريركيّ طروباريّة القيامة باللحن الأوّل إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفِظَ من الجند، قمت في اليوم الثالث أيّها المخلِّص، مانحًا العالم الحياة. لذلك، قوّات السماوات هتفوا إليك يا واهب الحياة: المجد لقيامتك أيّها المسيح، المجد لملكك، المجد لتدبيرك يا محبّ البشر وحدك. قنداق تقدمة الميلاد باللحن الثالث اليومَ العذراء تأتي إلى المغارة لتَلِدَ الكلمة الذي قبل الدُّهور ولادةً لا تُفَسَّر ولا يُنطقُ بها فافرَحي أيَّتها المسكونة إذا سَمعتِ، ومَجِّدي معَ الملائكة والرُّعاة الذي سيَظهَرُ بمشيئتِه طِفلًا جديدًا، الإله الذي قبلَ الدُّهور. الرسالة: أف 5: 8-19 يا إخوةُ، اسلكوا كأولادٍ للنور، (فإنَّ ثمر الروح هوَ في كلّ صلاحٍ وبرٍّ وحقّ) مُختبرين ما هُوَ مَرْضيٌّ لدى الربّ. ولا تشترِكوا في أعمال الظُلمة غير المثمرةِ بل بالأحرى وبِّخوا عليها، فإنَّ الأفعالَ التي يفعَلونها سِرًّا يقبُحُ ذكرُها أيضًا، لكنَّ كلَّ ما يُوبَّخُ عليهِ يُعلَنُ بالنور، فإنَّ كلَّ ما يُعلنُ هو نورٌ. ولذلك يقولُ استيقظْ أيُّها النائِمُ وقُمْ من بين الأمواتِ فيُضيءَ لك المسيح. فانظُروا إذَنْ أن تَسلُكوا بحَذرٍ لا كجُهلاءَ بل كحُكماءَ مُفْتدِين الوقتَ فإنَّ الأيّامَ شرّيرة. فلذلك لا تكونوا أغبياء بل افهموا ما مشِيئة الربّ. ولا تسكروا بالخَمرِ التي فيها الدعارةُ بل امتلئوا بالروحِ، مكلِّمين بعضُكم بعضًا بمزاميرَ وتسابيحَ وأغانيَّ روحيّةٍ، مرنّمين ومرتّلين في قلوبِكم للربّ. الإنجيل: لو 18: 35-43 (لوقا 14) في ذلك الزمان فيما يسوع بالقرب من أريحا، كان أعمى جالسًا على الطريق يستعطي. فلمَّا سمع الجمعَ مجتازًا سأل ما هذا فأُخبِر بأنَّ يسوعَ الناصريَّ عابرٌ، فصرخ قائلًا يا يسوع ابنَ داودَ ارحمني. فزجرهُ المتقدِّمون ليسكتَ فازداد صراخًا يا ابنَ داودَ ارحمني. فوقف يسوع وأمر أنْ يُقدَّمَ إليهِ فلمَّا قرُب سألهُ ماذا تُريد أن أصنعَ لك. فقال يا ربُّ أن أُبصِر فقال لهُ يسوع أَبصر، إيمانك قد خلَّصك. وفي الحال أبصَرَ وتبعَهُ وهو يمجّد الله، وجميع الشعب إذ رأوا سبَّحوا الله. في الإنجيل كان رجلٌ أعمى في أريحا، سمع ضجّة المسافرين من الحجّاج وهو جالس يتسوَّل على جانب الطريق حيث كان يسوع خارجًا من أريحا؛ وأخبروه أنّ يسوع الناصريّ مجتاز من تلك الطريق، فاستعطى منه رحمةً وبصرًا، فآمن وأبصر وتبع المسيح. فالبحث عن يسوع يقود إلى النضوج في الإيمان الذي يمكّن من السير في طريق الصليب. وهكذا أصبح هذا الأعمى مثالًا للتلمذة التي بدأت مع الإنجيل. كان أعمى فرأى من وقته، كان جالسًا فأصبح من أتباع يسوع، وكان على جانب الطريق فأصبح في الطريق يسير مع يسوع الذي هو الطريق والحقّ والحياة. عندما فتح يسوع عيني الأعمى فتح أيضًا قلبه وجعله يتبعه في الطريق. كان العمى يُعتبر لعنة من الله لأجل الخطيئة، لكنّ يسوع دحض هذه الفكرة عندما جاء ليشفي العميان، وقد سبق أن تنبّأ أشعياء بقدرة يسوع على شفاء العميان "وفي ذلك اليَومِ يَسمعُ الصُّمُّ أقْوالَ الكِتاب وتُبصِرُ عُيونُ العُمْيانِ بَعدَ الدَّيجورِ والظَّلام "(أشعيا 29: 18). لذلك هذا الشفاء له معنًى مسيحانيٌّ. شفى يسوع أعمى أريحا استجابةً لصلاته المتكرّرة "يا يسوع ابن داود ارحمني". لقد خاطب يسوعَ بلقبٍ من ألقاب المسيح "ابن داود". واستخدام هذا اللقب المسيحانيّ ينطوي على إيمانٍ قويّ، في حين اكتفى الناس بالقول "يسوع الناصريّ". لهذا الشفاء أهميّة خاصّة، فمن جهة فقد تمّ في الطريق حيث كان السيّد المسيح متّجهًا نحو الصّليب، وكأنّه أراد أن يعلن أنّ غاية آلامه تفتيح عيون البشريّة الداخليّة أي بصيرتها القلبيّة، لمعاينة أمجاد ملكوته القائم على صلبه وقيامته. ومن جهة أخرى، جاء هذا العمل يعلنه الإنجيليّ بعد رفض الشابّ الغنيّ التبعيّة للمسيح، وانشغال التلاميذ بالمراكز الأولى والمراتب العليا ومناصب الشرف. وكان طريق الأعمى صعب يحتاج إلى عمل إلهيّ ليهب النفس استنارة داخليّة، فتتعرّف إلى ملامح الطريق وتسلك فيه. هذا هو هدف الإنجيليّ من رواية حدث أعجوبة شفاء الأعمى: يدعونا للاقتداء به والدخول في سرّ آلامه وموته. الكاهن والرّعيّة الكهنوت مسيرةُ بذل وحبّ. من هو الكاهن؟ ما هي واجباته تجاه رعيّته، وواجبات الرعيّة تجاهه؟ نسمع البعضَ يدعو الكاهن "محترم" وهذه التسمية ليست ميزة الكاهن وحده، كون النّاس جميعهم محترمين. بينما الكهنوت "الأسراريّ" صفة خاصّة يحملها المُنتَدَب من المطران والشعب في آنٍ معًا ليكون خادمًا لله وللمؤمنين. الكهنوت ليسَ وظيفةً يسعى بواسطتها حامِلُ هذه الرتبة إلى الربح وتجميع الأموال. بالمقابل، على الرّعيّة ألّا تتغافل عمّا قاله الرّسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: "ألستمُ تعلمون أنَّ الذين يعملون في الأشياء المقدَّسة من الهيكل يأكلون؟" (1كور: 9: 13). ما يعني أنّ المال هو لقضاء الحاجة فقط وليس مكسبًا، وهذا يتحمّل مسؤوليّته الكاهن والرعيّة في آنٍ معًا. هذا الموضوع يُحمِّل الكاهِن مسؤوليّة كبيرة وهي التنبُّه كَيْلا يكتفي بإقامة الخِدَم التي هي من اختصاصه وحده (القدّاس الإلهيّ، الإكليل، المعموديّة، الدفن وغيرها مِنَ الخِدَم)، فتتحوّل مِن خِدم كنسيّة إلى خِدم وظيفيّة، كما يُرتّب على الرّعية مسؤوليّةً وهي أن تعي دورَ الكاهن وواجبها تجاهه. فالرّعيّة بكلّ أبنائها، يجب أن تكون عائلةَ الكاهن وحياته وهمّه، ولا فرقَ فيها بين هذا وذاك، فالكُلّ سواسية والكلُّ واحد. وعليه أن يحبّ الأبناء كما أحبَّ المسيح الكنيسة وبذل نفسه من أجلها ليقدِّسها. كذلك على الكاهن السهر على رعيّته وحملها في فكره وقلبه، فتتحوَّل معه من بيوت إلى بيت، ومن عائلات إلى عائلة. هذا المسعى لا يحصُل ولا يستقيم من دون تفاهم الاثنين وتعاونهما: الرّاعي والرّعيّة. ألا أهَّل الربّ رُعاتنا وأبناءنا للسهر والعمل بحكمةٍ وتواضع، ومحبّة لتتحوَّل كنائسنا من أحجار ومقاعِد خشبيّة إلى أحجار بشريّة. من له أُذنان للسّمع فليسمع. تذكار القدّيسة العظيمة في الشهيدات بربارة لا نعرف تمامًا لا تاريخ استشهاد القدّيسة بربارة ولا مكان استشهادها. بعض المصادر يجعل ذلك في مصر أو روما أو توسكانا (إيطاليا) أو آسيا الصغرى أو سواها، وفي تاريخ يتراوح بين العامين 235 و313 للميلاد. أمّا عندنا فهي من بعلبك. والرواية التي تناقلتها الأجيال عنها تفيد بأنّها كانت ابنة رجلٍ وثنيٍّ متعصّب ذي ثروة ومجد وجاه، اسمه ديوسقوروس. وإذ كانت بربارة جميلة الطلعة فقد غار عليها أبوها من العيون، فأقفل عليها في قصره وجعل لها كلّ ما تحتاج إليه وما يسلّيها. وإذ كان الله قد اصطفاها، كما تقول خدمتنا الليتورجيّة اليوم (قطعة الإينوس)، فقد تحرّك قلبها إلى التأمل في الخليقة إلى أن بلغت الخالق وأدركت خواء الأصنام وضلال عبادتها. وبتدبير من الله التقت بربارة مَن بشّرها بالمسيح فآمنت به ونذرت له بتوليّة نفسها لكي لا تلهو عنه بعريس أرضيّ أو تُفرضَ عليها الوثنيّة فرضًا تحت ستر الزواج. فلما اكتشف أبوها أنّها قد صارت مسيحيّة جنّ جنونه وأسلمها إلى مرقيانوس الحاكم. حاول مرقيانوس، باللطف أوّلًا، أن يستعيد بربارة إلى الوثنية فخاب قصده. وإذ تهدّدها وتوعّدها لم تتزحزح عن رأيها، فأسلمها إلى عذابات مرّة، جلدًا وتمزيقًا بالحديد وسجنًا فلم يلقَ غير الفشل نصيبًا. إذ ذاك أسلمها إلى الموت. وقد أبى والدها، بعدما امتلأ حماقة وغيظًا، إلّا أن يكون هو نفسه جلّادها، فقطع رأسها بالسيف. وقد ارتبط باسم الشهيدة بربارة، اليوم، اسم شهيدة أخرى هي إليانا (يولياني) هذه "لمّا تأمّلت في الميدان الرهيب الشهيدة المجيدة بربارة مجاهدة بالجلد والتعذيبات المتنوّعة وقد تقطّع جسدها بجملته. تحرّك قلبها، وكانت وثنيّة، فتقدّمت واعترفت بأنّها هي أيضًا للمسيح فقبض عليها الجنود وعذّبوها حتّى الموت فحظيت بإكليل الشهادة. هذا وللقدّيسة بربارة إكرام مميّز في الشرق والغرب معًا. الكلّ يعيّد لها. وقد شاع إكرامها منذ القرن الثامن أو التاسع للميلاد بعدما بانت سيرتها، كما نألفها اليوم، في القرن السابع. بالنسبة إلى رفاتها، يذكر البطريرك مكاريوس الزعيم أنّ جسدها نقله الملوك المسيحيّون من بعلبك إلى مدينة القسطنطينيّة وبقي هناك. ثمّ لمّا آمن الروس بالمسيح في زمن الإمبراطور البيزنطيّ باسيليوس الثاني(976- 1025م) وزوّج هذا الملك أخته لفلاديمير، أمير كييف، أعطى باسيليوس أخته رفات القديسة بربارة هديّةً، فأخذتها معها إلى كييف. ويقول البطريرك مكاريوس إنّ الرفات موجودة في دير القدّيس ميخائيل خارج مدينة كييف، وإنّ جسدها باق على حاله، ناقص منه بعض الأعضاء. ويقول إنّه شاهد الرفات هناك وتبرّك بها. أخبارنا عيد القدّيس نيقولاوس في رعيّة حقل العزيمة ببركة ورعاية راعي الأبرشيّة صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاحترام تحتفل رعيّة حقل العزيمة بعيد شفيعها القدّيس نيقولاوس العجائبيّ وفق البرنامج التالي: يوم الجمعة 1 كانون الأول: سهرانيّة صلاة لمناسبة أعياد القدّيسين بورفيريوس الرائي، بربارة، يوحنّا الدمشقيّ، سابا ونيقولاوس الساعة السادسة مساءً. يوم الاثنين 4 كانون الأوّل: براكليسي القدّيس نيقولاوس الساعة الخامسة مساءً. يوم الثلاثاء 5 كانون الأوّل: صلاة الغروب الاحتفاليّة مع كسر الخبزات وتبريك القمح والخمر والزيت الساعة الخامسة مساءً. يوم الأربعاء 6 كانون الأوّل: صلاة السحر الساعة 8:15 ثمّ خدمة القداس الإلهيّ الساعة 9.30 ثمّ مائدة محبّة في قاعة الكنيسة.