الأحد 30 نيسان 2023

الأحد 30 نيسان 2023

27 نيسان 2023

الأحد 30 نيسان 2023
العدد 18
أحد حاملات الطيب
اللحن 2، الإيوثينا 4

أعياد الأسبوع:


30: تذكار النسوة حاملات الطيب القدّيسات، يوسف الراميّ الذي كان تلميذًا مخفيًّا ومعه نيقوديموس التلميذ الليليّ، تذكار الرسول يعقوب أخي يوحنا الثاولوغوس، 1: تذكار النبي إرميا، البارّة إيسيذورة، 2: تذكار نقل جسد القدّيس أثناسيوس الكبير بطريرك الإسكندرية، 3: تذكار الشهدين تيموثاوس ومافرة، 4: تذكار الشَّهيدة بلاجيا، البارّ إيلاريون العجائبيّ، 5: تذكار الشَّهيدة إيريني، الشّهيد أفرام الجديد، 6: تذكار الصدّيق أيوب الكثير الجهاد، تذكار القدّيس العظيم في الشُّهداء جاورجيوس اللابس الظفر.

سرُّ حاملات الطيب

يتضمّن سرُّ حاملات الطيب سرَّ الكنيسة عروسا للمسيح.

إتّحادُ الرجل بالمرأة ما هو إلاّ إنعكاسٌ reflet لوحدة المسيح بالإنسانية كلّها. عضو في الكنيسة يصير في المسيح عروسًا له.

يتضمّن عيدُ حاملات الطيب سرَّ اتّحادنا بالمسيح عن طريق امتلائنا بالقوى الإلهيّة énergies divines هذه القوى المحيية نابعة من جسده القائم. الاِتّحاد بالمسيح اتّحادٌ حبّ فائق الطبيعة بروحه. 

إلهامُ الروح القدس، روح المسيح، هو إلهام النعمة الإلهيّة. 

هذا الروح المُيَقّظ يَطغى في القيامة على إلهامات بشريّة فاسقة. 

هو الذي يجعلنا نحيا كلمةَ الإنجيل، يجعل نفسَنا عروسةً للمسيح  épouse du Christ.  هذا الروح هو المعبَّر عنه بأطياب حاملات الطيب. Myrophores 

هذه الأطياب المنسكبة على قبر المسيح. هنّ حاملاتُ شذى الروح القدس فينا. Parfume de L ‘Esprit Saint

الحياة الإلهيّة المنبثّة فينا عن طريق الأسرار الكنسيّة ما هي إلاّ زيتُ الميرون المقدّس، سرُّ الميرون  saint Myron

علامةُ الروح القدس فينا. هو الذي ينبغي أن يعطّرَ حياتنا كلّها: 

هذا هو سرُّ اتّحادنا بالمسيح: أن نحيا اتّحادًا كلّيًّا: هذه هي عطيّةُ الله، شريعةٌ مكتوبة بالروح القدس على ألواحٍ لحميّة، أي على قلوبنا.

هكذا يصير الإنجيلُ غذاءً أساسيًّا لحياتنا، حركاتُ الروح القدس في داخل قلبنا.

كلّ ذلك نابعٌ من حياتنا في المسيح القائم من بين الأموات، إنسانيّة المسيح الممجدّة humanité glorieuse du Christ ينتج عن ذلك القولُ:

"أحيا لا أنا بل المسيحُ يحيا فِيَّ" (غلاطية 2: 20) صورةُ حاملات الطيب هي صورة الكنيسة، عروسُ المسيح القائم.

في هذه الصورة: مريم المجدليّة في الصفّ الأوّل ومن خلالها مريم العذراء التي شاهدت أوّلًا المسيحَ القائم بحسب التقليد.

هي أيقونة الكنيسة عروسِ المسيح . Icône de l’eglise Epouse du Christ  

  +أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما    


طروباريّة القيامة باللحن الثاني

عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويّين: أيُّها المسيحُ الإله، معطي الحياةِ، المجدُ لك.

قنداق الفصح باللحن الثامن

ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبرٍ يا من لا يموت، إلاّ أنّكَ درستَ قوّة الججيم، وقمتَ غالبًا أيّها المسيحُ الإله. وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قُلتَ: إفرحنَ، ووهبتَ رُسُلكَ السلام، يا مانحَ الواقِعين القيام.

الرسالة: أع 6: 1-7
قُوَّتي وتسبِحَتي الربُّ. أدبًا أدّبني الربُّ
وإلى الموت لم يُسْلِمني


في تلك الأيّام، لمّا تكاثر التلاميذ، حدث تذمّرٌ من اليونانييّن على العبرانييّن بأنّ أراملهم كنّ يُهمَلْنَ في الخدمة اليوميّة. فدعا الإثنا عشرَ جُمهورَ التلاميذ وقالوا: لا يَحسُنُ أن نتركَ نحن كلمةَ الله ونخدم الموائد، فانتخبوا أيّها الإخوة  منكم سبعةَ رجالٍ مشهودٍ لهم بالفضل، ممتلئين من الروح القدس والحكمة، فنقيمَهم على هذه الحاجة، ونواظبَ نحن على الصلاة وخدمة الكلمة. فحسُن الكلامُ لدى جميع الجمهور، فاختاروا استفانسَ رجلًا ممتلئًا من الإيمان والروح القدس، وفيلبّسَ وبروخورسَ ونيكانورَ وتيمنَ وبَرمِناسَ ونيقولاوسَ دخيلًا أنطاكيًّا. وأقاموهم أمام الرسل، فصلَّوا ووضعوا عليهم الأيدي. وكانت كلمةُ الله تنمو وعددُ التلاميذ يتكاثر في أورشليمَ جدًّا. وكان جمعٌ كثيرٌ من الكهنة يطيعون الإيمان.

الإنجيل:
مر 15: 43-47، 16: 1-8


في ذلكَ الزمان، جاء يوسفُ الذي من الرامة، مشيرٌ تقيٌّ، وكان هو أيضًا منتظرًا ملكوت الله. فاجترأ ودخل على بيلاطس وطلب جسد يسوع. فاستغرب بيلاطسُ أنَّه قد مات هكذا سريعًا، واستدعى قائد المئة وسأله: هل له زمانٌ قد مات؟ ولمّا عرف من القائد، وهب الجسد ليوسف. فاشترى كتّانًا وأنزله ولفّه في الكتّان، ووضعه في قبرٍ كان منحوتًا في صخرةٍ، ودحرج حجرًا على باب القبر. وكانت مريمُ المجدليّة ومريمُ أمُّ يوسي تنظران أين وُضع. ولمّا انقضى السبتُ، اشترت مريمُ المجدليّةُ ومريمُ أمُّ يعقوب وسالومةُ حَنوطًا ليأتين ويدهنَّه. وبكّرنَ جدًا في أوّل الإسبوع وأتينَ القبر وقد طلعتِ الشمس، وكُنَّ يَقُلنَ في ما بينهنّ: من يدحرجُ لنا الحجرَ عن باب القبر؟ فتطلّعن فرأين الحجر قد دُحرج لأنه كان عظيمًا جدًّا. فلمّا دخلن القبر رأين شابًّا جالسًا عن اليمين لابسًا حُلة بيضاءَ فانذهلن. فقال لهن: لا تنذهلن. أنتنّ تطلبنَ يسوع الناصريّ المصلوب. قد قام. ليس هو ههنا. هوذا الموضعُ الذي وضعوه فيه. فاذهَبْنَ وَقُلْنَ لتلاميذِه وَلِبُطرس إنّه يسبقُكم إلى الجيل، هناك تَرونه كما قال لكم. فخرجْنَ سريعًا وفَرَرْنَ من القبر وقد أَخَذَتْهُنَّ الرِّعدةُ والدَّهَشُ. ولم يَقُلْنَ لأحدٍ شيئًا، لأنّهنَ كُنَّ خائفات.

في الإنجيل

في هذا الأحد المبارك نعود ونقرأ هذا المقطع الإنجيليّ من بشارة الرسول مرقص بعد أن قرأناه في خدمة الهجمة، يوم عيد الفصح ونسمّيه "أحد حاملات الطيب".

 والكنيسة أطلقت اسم حاملات الطيب على أولئك النسوة اللواتي حَضَرْنَ الى قبر الربّ يسوع فجرَ يومِ القيامةِ ِهدفِ تطييبِ جسدِه، لأنّهنّ عَلِمْنَ أنّ يوسف ونيقوديموس كانا قد طيّبا جسده على عجل يوم الجمعة قبل دفنه. 

ولفرط محبّتهنّ للسيّد بكّرنَ جدًّا في المجيء إلى قبره، فكنّ أوّل مَن شاهد القيامة وشَهِدَ لها وبشّر بها. 

ونحن نعيّد لهنّ اليوم لأنهنّ نظرن أوّلًا المسيح قائمًا من الموت وأَخبَرْنَ الجميع بالكرازة الخلاصيّة. 

هُنَّ أوّلُ مَن شَهِدَ وأعلنَ قيامةَ الربّ يسوع، فمِن أفواهِهنَّ قِيلَتْ عبارة "المسيح قام" للمرّةِ الأُولى. 

مِن أَفواهِهِنَّ عَرَفَتِ البشريّةُ غَلَبَةَ الربِّ يَسُوعَ على الشرّ والموت. 

مِن خِلالهنَّ وَصَلَتِ البُشرى السعيدة.
هُنَّ وَفِيّاتٌ له في بشارتِه وآلامه وقيامته. 

فكأفأهُنَّ الربُّ على إخلاصهنَّ له، وطلب منهنَّ أن يُخبرْنَ التلاميذ بما رَأَينَ رغم خوفهنَّ وقلقهنَّ في البداية وهن ذاهبات الى القبر ويتسألن: 

"من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟"  فيأتي الجواب: "رأين الحجر قد دُحرج".

وهكذا نحن. فَلْنُلْقِ عَنّا كُلَّ خوفٍ وقَلَقٍ على المصير وما سوف يحدث غدًا، ولا نبقَ واقفين متسائلين دومًا "من؟"

 بل فلْنتّكِلْ على الله وَلْنُرَدِّدْ: 

"يا فرحي المسيح قام" وهو قادرٌ على أن يُقيمَنا مِن كُلِّ موتٍ يتربّصُ بنا. آمين.

حاملات الطيب

"ثمّ في أول الاسبوع أوّل الفجر أتين إلى القبر حاملاتٍ الحنوطَ الذي أَعدَدْنَهُ (لو24: 1...).

في أوّل الأسبوع، ومع خيوط الفجر الأولى، تحرّكَتْ خيالات ليست واضحة المعالم تغلِّفها دغشة ما قبل شروق الشمس، نسوةٌ يَحمِلْنَ أوانيَ مملوءةً طيبًا لتطييب جسد المعلّم الذي مات مرفوعًا على الصليب يحيط به لصّان، لكنَّ هذا الأمر لم يؤثّر على تعلُّقهنّ واهتمامهنَّ به واعتباره الشخص الأهمّ في حياتهنّ. 

لقد قَلَبَتْ أولئك النسوةُ مفهومَ عصورٍ مديدةٍ عن المرأة، كانت تعتبرها كائنًا ضعيفًا ناقصًا، قاصرًا، خائفًا، محتاجًا إلى الوصاية والحماية لا يقوى على شيء وحده.

تحرَّكت النسوة وحدهنّ ولم يطلبن من الرجال مرافقتهنّ، رغم أنّهنّ كنَّ يتساءلْنَ مَن سيدحرج لنا الحجر "مر 16، 3" لأنه كان عظيمًا جدًا مر:4. 

ومع ذلك أكملت النسوة سعيهن من دون تردد، لأنّ إيمانًا عميقًا كان في داخلهنّ بأنّهنّ سيظفِرْنَ بما يَطلُبْنَه وسيَجِدْنَ الحجرَ مدحرجًا.

حَدَثٌ فريدٌ ورائعٌ جعل النسوة المستضعفات لدى العالم والتاريخ في مستوىً واحدٍ مع التلاميذ ورتَّبهنَّ في صف المبشِّرين بالقيامة.

فلتتأمّل نساءُ الألفيّةِ الثالثة مَلِيًّا في هذا المشهد، وَلْيَسأَلْنَ أنفسهُنّ هل انتظرَت أوائلُ الشاهدات على القيامة مَن يدعوهُنَّ إلى ذلك؟ 

مَن يعطيهِنّ حقَّ الذهابِ إلى القبر؟ مَن يُصدِرُ قانونًا رسميًّا بتكليفِهِنَّ؟ 

لقد انطلَقْنَ بِمَحضِ إرادتهِنَّ بِدافعِ المحبّةِ والإيمان الصادق، والحسِّ الأُنثَوِيِّ المُرهَف، لقد فُقْنَ الرجالَ شجاعةً (الذين هربوا واختبأوا وتفرّقوا وأنكروا وجحدوا)، واندفَعْنَ غير عابئاتٍ بوجود جنود الوالي الرومانيّ، ولا بسلطة الكهنة والكتبة الحاقدين، ولا بالجموع المضلّلة الهائجة، 

فلم يُنكِرْنَ، ولم يَجحَدْنَ، ولم يَهرُبْنَ خوفًا من اليهود.

لا شيء، إذن، يمكن أن يكون عائقًا أمام الإرادة والإيمان والمحبّة التي تَدفعُ الشخص، أيًّا كان، رجلًا أو امرأة إلى الشهادة للمسيح الإله الحيّ، وهي لا تتوقّفُ على مَنصبٍ أو مركزٍ أو وظيفة، ولا تنتظرُ توكيلًا أو تكليفًا. لذلك، فالنساء في كُلّ زمانٍ مَدعُوّاتٌ إلى اقتفاء أثر النسوة الباسلات اللواتي تجاوَزْنَ قيود المجتمع، والعادات والتقاليد، والظلمة والخوف، 

وذهبْنَ ففرِحَتْ نَواظِرُهُنَّ بالقبر الفارغ وَمِنْ ثَمَّ بِلِقاءِ المسيحِ الغالب الموت، حيًّا، في البستان. هل سبَقَهُنَّ إلى ذلك أحدٌ من الرجال!

 كم هو عظيمٌ الشرفُ والتكريمُ الذي حَظِيَتْ به أولئك النسوة إذ دُعين أُولى البشيرات.

والآن وبعد ألفي عام وأكثر، هل ستكون المرأة بشجاعة وإقدام تلك النسوة فتُقبل على تحمُّل مسؤوليَّتِها في الشهادة للربِّ الغالب الموت والمانح الحياة؟ 

لا يَهُمُّ أين وكيف، ولا نتذرَّعْ بأنَّ المرأة لا يُسمح لها بتبؤُّؤِ مناصبَ في الكنيسة (وهنا يشار إلى منصب الكاهن والأسقف ...)، الأمر الذي يجعل العنصر النسائيَّ عديمَ الفعاليّةِ والاِلتزام. (علل خطايا).

لِنَطرَحْ عنّا كُلَّ اهتمامٍ أرضيٍّ دُنيوِيٍّ وعالميّ، ولنهرب من النظريّات والطروحاتِ التي تُضمِرُ العِداء للكنيسةِ وتهدفُ إلى تقويض أساساتِها وتنفيذ مخطَّطاتِ وأهدافِ أعدائها،

لصليبك يا سيدنا نسجد ولقيامتك المقدّسة نسبّح ونمجّد. فأعطنا أن نكون شاهدين لها وكارزين بها بحياتنا وسلوكنا.

لك المجد إلى الأبد. آمين.
      
القداسة

تقيم الكنيسة المقدّسة كلّ يوم تذكارًا لواحد من القدّيسين أو أكثر. 

ومن القدّيسين من لا يعرف المؤمنون الشيء الكثير عنه، ومنهم مَن هو مشهور ويتّخذه المؤمنون شفيعًا لهم كالقدّيس بندلايمون الطبيب الشافي الذي نعيّد له اليوم أو النبيّ الياس الّذي عيّدنا له الأحد الماضي.

وللقدّيسين في كنيستنا مكانة مميّزة وهامّة: 

نكرّم رفاتهم، نعلّق أيقوناتهم في الكنائس والبيوت، نصلّي لهم دائمًا ونطلب شفاعاتهم، نكتب سيرهم ونقرأها ونسعى للاقتداء بها... وفي معرض الكلام على القدّيسين لا بدّ من التوقّف عند ثلاث نقاط:

القداسة ليست دعوة خاصّة يوجّهها الربّ إلى مَن يختاره من المؤمنين. القداسة دعوة لكلّ الذين آمنوا: 

"ذلك بأنّه اختارنا فيه قبل إنشاء العالم لنكون في نظره قدّيسين بلا عيب في المحبّة" (أفسس 4:1). 
فعند المعموديّة نرتّل: 

"أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم"، أي أنّنا علينا، كمؤمنين، أن نحيا كيسوع المسيح، أي أن نكون قدّيسين. 

فالله يدعونا كلّنا لكي نكون قدّيسين: 

كما أنّ الذي دعاكم هو قدّوس، فكذلك كونوا أنتم قدّيسين في سيرتكم كلّها، لأنّه مكتوب: 

"كونوا قدّيسين لأنّي أنا قدّوس"." (رسالة بطرس الأولى 15:1-16)، هو يوجّه الدعوة، وينتظر منّا التلبية.

القدّيس ليس إنسانًا خارقًا، ولا هو إنسان بلا خطيئة. 

فكثيرًا ما نسمع الناس يقولون: 

"هل أنا قدّيس حتّى أفعل كذا..."، وكأنّهم بذلك يقولون إنّهم ليسوا مدعوّين إلى القداسة، بل هي مخصّصة للأناس الخارقين المختلفين عن غيرهم. 

القدّيس إنسانٌ عاديٌّ مثلنا، له ضعفاته وخطاياه، ولكنّه إنسان آمن بالربّ يسوع وقرّر أن يلبيّ دعوته. 

هو يخطئ حكمًا، لأنّه "ليس من إنسان يحيا ولا يخطئ"، ولكنّه يعرف خطاياه ويتوب عنها باستمرار. 

فالرسول بطرس أنكر المسيح، ولكنّه أدرك خطأه وتاب عنه و"بكى بكاء مرًّا". 

فالقدّيسون يضعون هدفًا نصب أعينهم، ويحيون حياتهم في السعي إلى إدراك هدفهم، يتعثرّون، ولكنّه ينهضون ويتابعون مسيرتهم متّكلين على الربّ الذي يساعدهم ويشدّدهم.

القداسة ليست مربوطة بالعجائب. فالقدّيس ليس بالضرورة مَن يصنع العجائب. 

والكنيسة المقدّسة، في صلواتها، لا تركّز على العجيبة في المقام الأوّل، بل تذكر كيف عاش القدّيسون وشهدوا ليسوع المسيح وترجموا إيمانهم في حياتهم اليوميّة. 

لا نقرأ مثلًا، شيئًا عن عجائب صنعها يوحنّا المعمدان، وهو "أعظم مواليد النساء"، كما لا تشدّد الكنيسة في عيد الرسولَيْن بطرس وبولس على العجائب التي صنعاها، بل تركّز على بشارتهما وتعليمهما وجهادهما... 

وكذلك الأمر بالنسبة إلى يوحنّا الذهبيّ الفم وباسيليوس الكبير... 

فالكنيسة الأرثوذكسيّة لا تعتبر صنع العجائب شرطًا لإعلان قداسة إنسان ما، كما هو الحال في الكنيسة الكاثوليكيّة، بل تنظر إلى سيرته:

كيف حاول أن يحيا الإنجيل، كيف أخطأ وتاب، كيف كان قدوة لغيره من المؤمنين، كيف كان مسيحًا كمعلّمه.