الأحد 9 تشرين الاول 2022

الأحد 9 تشرين الاول 2022

03 تشرين الأول 2022
الأحد 9 تشرين الاول 2022
العدد 41
الأحد 17 بعد العنصرة
اللحن الثامن، الإيوثينا السادسة


أعياد الإسبوع:

9: الرَّسول يعقوب بن حلفا، البارّ أندرونيكس وزوجته أثناسيَّا، إبراهيم الصَّديق ولوط، 10: الشَّهيدان افلمبيوس وأخته أفلمبية، 11: الرَّسول فيليبس أحد الشَّمامسة السَّبعة، البارّ اسحق السرياني، (28 أيلول شرقي)، ثاوفانس الموسُوم، 12: الشُّهداء بروفوس واندرونيكس وطَراخُس، سمعان الحديث، 13: الشُّهداء كربُس وبابيلس ورفقتهما، 14: الشُّهداء نازاريوس ورفقته، قزما المُنشئ أسقف مايوما، 15: الشَّهيد في الكهنة لوكيانُس المعلّم الإنطاكي.
 
الإنسان هيكلُ الله

موقف إيمانيّ من حرق أجساد الموتى

أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ (1 كو 3: 16)

عادةً يستهجن الناس تدنيس هيكل الرب أو الكنيسة-المعبد أو الإساءة إليه بأي طريقة من الطّرق، ولكن ما هو الموقف من تعاطي الإنسان مع شخصه أو جسده خارجًا عن الإيمان وأخلاقه وأخلاقيّاته، وبعيدًا عن غائيّة الحياة؟!...

إنسان هذا العصر يعتبر أنّه سيّد حياته وجسده وحرّ بأن يفعل بهما ما يريد. هل هذا صحيح إنسانيًّا؟ ما هو الموقف الإيماني المسيحيّ من هذه المسألة؟ واستطرادًا ما هو الموقف الإيمانيّ من حرق أجساد الموتى؟

على المستوى الإنسانيّ، غير صحيح أنّ الإنسان الفرد حرّ بحياته أو بجسده وأنّ له أن يفعل به ما يريد كونه له الحرية المطلقة في هذا الشأن. لماذا؟ 

لأنّ الإنسان لم يأتِ من نفسه وهو شاء أم أبى مرتبط إنسانيًّا وعلائقيًّا بأهله وأقربائه ومجتمعه... الإنسان ينضوي ضمن مجتمع إن لم يكن ضمن جماعة، وهناك، بالتالي، مسؤوليّة تجاه الغير تحدِّدها القوانين الوضعيّة والأهمّ يُحدِّدها الضّمير الإنساني والروابط بين البشر، والكثيرون يتآمرون على قتل ضميرهم الإنسانيّ الكامن فيهم الَّذي هو من صورة الله في الشَّخص. 

الانحراف الحاصل على المستوى الإنساني مردّه فلسفات التّحرُّر الّتي هي وراء الاستغلال الاستهلاكي للبشريّة. من هنا، صراع النّاس هو مع من يُشيِّئُهم ويستغلّهم لمكاسب مادّيّة ويدفعهم عبر استغلال أهوائهم وضعفاتهم ومخاوفهم لمسخ حقيقتهم الكيانيّة والوجوديَّة. هذا ليس أمرًا منفصلًا عن عمل الشّياطين، لأنّ عدوّ الإنسان الأوّل هو إبليس وزبانيته الَّذين منهم الكثير من البشر...

على المستوى الإيمانيّ، الإنسان مخلوق على صورة الله، وبسبب الخطيئة دخل الموت حياته، وأنبأه الله قائلًا: "بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ" (تك 3: 19). 

ترابيّة الإنسان وُجِدت لتتَّحد بالألوهيَّة، لأنّ غاية حياة الإنسان الوَحدة مع الله. من هنا تأتي أهميَّة الجسد كعنصر مادّيّ في الإنسان، وهذا تَوَضَّحَ وكُشِفَ خاصَّة في سرّ التّجسُّد الإلهيِّ وتدبير الله لخلاص البشر في ابنه الوحيد الرّبّ يسوع المسيح.

انطلاقًا من هذه الحقيقة يتعاطى المؤمن مع جسده على أنّه آنية القداسة أو آنية القدُّوس الَّذي يريد أن يهبه ذاته ويسكن فيه بالروح القدس. ومتى تَأَقْنَمَتِ النّعمة في الشَّخص البشريّ قدّسته كلّه نفسًا وجسدًا، وبالتالي صار الجسد مَقْدِسًا لأنّه للرّبّ.

هذه النّظرة الإيمانيّة في التّعاطي مع الشَّخص البشريّ في المسيحيّة أساسها أنّ المولود من جرن المعموديَّة لبس المسيح وسكن فيه روحه وصار ابنًا للملكوت ووارثًا له بيسوع، أي هو لم يعد لذاته بل للذَّي خلقه جديدًا واهبًا له نعمة البنوّة لله أي الحرّيّة المُطلقَة في الرّبّ... لأنّ ثمرة الحبّ الإلهيّ حرِّيَّة كلّيّة يختار المتمتّع بها أن يمجِّد الله من خلالها في الجسد والرّوح انطلاقًا من محبّته للرّبّ وعيشًا لحريّته فيه (راجع 1 كورنثوس 6: 20)، إذ يعيش عبادته العقليَّة أي إيمانه المُعاش في تقدمة حياته وروحه وجسده ذبيحة حبّ على مذبح المحبَّة والبذل والعطاء لله في الآخَر.

تتنامى في العالم اليوم مسألة في غاية الأهمّيّة وتتحدَّى المؤمن في حياته ومماته ألا وهي عادة حرق أجساد الموتى، الّتي صارت في الغرب بخاصّة متأصّلة ومربوطة بالطّقوس حتّى عند بعض الجماعات المسيحيّة. ما أو مَن الَّذي دفع إلى التّرويج لها؟ برأيي الخاصّ، إلحاد الإنسان المتأتّي من تأليهه لنفسه في الفلسفات المُعاصرة الّتي منذ القرون الوسطى و"عصر التّنوير" رجعت بالإنسان إلى روح الوثنيّة وعبادة شَبَقِه.

إيمانيًّا، "الأَطْعِمَةُ لِلْجَوْفِ وَالْجَوْفُ لِلأَطْعِمَةِ، وَاللهُ سَيُبِيدُ هذَا وَتِلْكَ. وَلكِنَّ الْجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا بَلْ لِلرَّبِّ، وَالرَّبُّ لِلْجَسَدِ" (1 كو 6: 13). وما هو الزّنى؟ هو خيانة الله والابتعاد عن مشيئته، إنّه كلّ عمل يحتقر فيه الإنسان صورة الله فيه أفي جسده أم في شخصه ككائن بشريّ-إلهيّ، إذ هو مسكن النّعمة غير المخلوقة وشريك حياة الثّالوث القدّوس في النّفس والجسد. الجسد شريك في المجد الإلهيّ الَّذي بالنّعمة، ولذلك نحن نكرّم رفات القدّيسين وكلّ ما يمسّ أجسادهم لأنّ النعمة الإلهيّة تستقرّ في المادّة.

بناء على كلّ ما تقدَّم، يزني على الله من يسلّم جسده للفساد والإفساد سواء كان حيًّا أم ميتًا. المصيبة الكبرى هي أنّ الزّاني في هذه الحياة لديه فرصة للتّوبة، أمّا من اختار إبادة جسده بالحرق فلا إمكانيّة عنده لأيّة توبَة...
ومن له أذنان للسّمع فليسمع...

+ أنطونيوس
متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما


طروباريّة القيامة باللحن الثامن

اِنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلْتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامَتنا، يا ربّ المجد لك.

القنداق باللحن الرابع

يا شفيعةَ المسيحيّينَ غيرَ الخازية، الوسيطةَ لدى الخالقِ غيرَ المردودة، لا تُعرضي عن أصواتِ طلباتنا نحن الخطأة، بل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالحة نحنُ الصارخينَ نحوكِ بإيمان: بادري إلى الشفاعة، وأسرعي في الطلبة، يا والدةَ الإله المتشفّعةَ دائمًا بمكرّميكِ.

الرسالة: 
2 كو 6: 16-18، 7: 1
صلُّوا وأوفُوا الربَّ إلهَنا
الله معروفٌ في أرضِ يهوذا


يا إخوةُ أنتمُ هيكَلُ الله الحيِّ، كما قالَ الله: إنّي سأسكُنُ فيهم وأسيرُ فيما بينَهم، وأكونُ لهم إلهًا، وهم يكونونَ لي شعباً. فلذلك اخرُجوا من بينِهم واعتزلوا يقولُ الربُّ، ولا تَمَسُّوا نَجِسًا، فأقبَلَكم وأكونَ لكم أبًا وتكونوا أنتمُ لي بنينَ وبناتٍ، يقولُ الربُّ القدير. وإذ لنا هذه المواعِدُ أيُّها الأحبَّاء، فلنُطهِّرْ أنفُسَنا مِن كلّ أدناسِ الجسَدِ والروح، ونُكَمِّلِ القداسةَ بمخافةِ الله.

الإنجيل:
لو 7: 11-16 (لوقا 3)


في ذلك الزمان كان يسوع منطلقاً إلى مدينةٍ اسمُها نايين، وكان كثيرون من تلاميذه وجمعٌ غفيرٌ منطلقِينَ معه. فلمّا قَرُبَ مِن بابِ المدينة، إذا ميتٌ محمول، وهو ابنٌ وحيدٌ لأُمِّه، وكانت أرملة، وكان معها جمعٌ كثيرٌ من المدينة. فلمّا رآها الربُّ تحنَّن عليها، وقال لها: لا تبكي. ودنا ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال: أيّها الشاب، لك أقول قُم. فاستوى الميْتُ وبدأ يتكلّم، فسلّمه إلى أُمّه. فأخذَ الجميعَ خوفٌ، ومجَّدوا الله قائلين: لقد قام فينا نبيٌّ عظيمٌ وافتقد الله شعبَه.

في الإنجيل والرسالة

يُخبِرُنا المقطعُ الإنجيليُّ أنَّ "يسوع كان منطلقاً إلى مدينةٍ اسمها نايين"، وعلى الأغلب قصدَها عمداً لِعلمِه الإلهيّ بِمَوتِ الشابّ. فهو دوماً يبادرُ وينطلقُ ليتمِّمَ عملاً لأجل الإنسان والإنسانيّة.

 سيِّدُ الحياة ذهب ليلاقيَ الموت، ويُظهِرَ غلبته عليه، هناك عند مدخل مدينة نايين التقى الأمَّ الأرملة وهي تبكي وحيدَها الذي فقدَتْه، و"لما رآها تحنَّن عليها" وتوجَّه إليها من تلقاء نفسه "وقال لها: لا تبكي"، فقد سمعَ من خلالِ دموعها ما لم تَقُلْهُ الكلماتُ الكثيرة، وشعر بألمها، وعرف حاجتها، وكإلهٍ محبٍّ لخليقته، فعل ما ترغب به نفسُها. فتوجَّه إلى الشاب الميت كما يتوجّه إلى إنسانٍ حيّ، وأمره: 

"أيّها الشابُّ لكَ أقولُ قُم"، ويا للعجب! فهل يسمع الميت؟! ومن كان يتخيَّل أنَّ ميتاً يقوم بأمرٍ من إنسان؟! لكنَّ الميتَ سمعَ وأطاع الأمرَ وقامَ! لأنَّ صاحبَ الأمرِ ليس مجرَّد إنسانٍ، بل هو الإله المتجسِّد سيِّدُ الحياة والموت، الذي وحده "يُميت ويحيي" (1صم2: 6). 

في هذه الأعجوبة أظهرَ الربُّ لنا أنَّ حالَ الموتِ لا يختلف عن رقادِ النَّوم، وكما نوقظ النائمَ ونتوقَّع نهوضه، هكذا أيقظ الربُّ هذا الشابَّ وأنهضه من رقاد الموت، راسماً لنا مسبقاً ما سيحصل في القيامة العامّة "حين يسمع الراقدون الذين في القبور صوته" (يو5: 25، 28)، في ذلك اليوم، سيوقظنا الربُّ منهضاً اِيّانا من رقادنا الطويل، لنتابع الحياة الأبديّة معه. 

هذه الحقيقة التي أدركها المسيحيّون الأوائل، هي التي جعلتهم يُقبلون إلى الاستشهاد والموت بشجاعةٍ وفرح، وهي التي جعلت بولس الرسول يقول لنا "لا تحزنوا كباقي الناس الذين لا رجاء لهم" (1تسا4: 13).

وربّما يتساءل البعض: هل ما فعله الربُّ في ذلك الزمان يمكن أن يعمله معنا اليوم؟

 الجواب بالتأكيد نعم! فــــ"يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8)، شرط أن نكون شعبه، كما تذكر الرسالة، وكما هتف الجمع الحاضر: لقد افتقد الله شعبه. وإذا كنّا لم نعُد نرى عجائبَ الله في حياتنا، فهذا لأنّنا لم نعُد شعبه.

فيا أيّها المسيحيّ، إن أردتَ أن ترى عجائب الله في حياتك، إرجع إلى إيمان أجدادك، وعش بتقوى وطهارة، بقناعة وبساطة، وارفض أن تحيا بموجب منطق هذا العالم المادّيّ الفاسد، ولا تنغمس في مغرياته ورذائله الكثيرة، واحذر من الوثنيّة الجديدة، المتمثّلة بعبادة المال والسلطة والجنس، وهذا معنى ما ورد في الرسالة "اخرجوا من بينهم واعتزلوا يقول الربّ". 

أعطِ حياتك للربّ يسوع المسيح الذي يحبّك والقادر أن يساعدك، وفيه راحتك الحقيقية، إجعَل من نفسك وعائلتك وبيتك هيكلاً له، اُدخُل في حياة الكنيسة، اِحفظ الوصايا، أنشئ علاقة معه، أحببه كما أحبَّكَ ومات لأجلك على الصليب، كُن عبداً له وليس لأهوائك. اُسجُدْ له مصلّياً في مخدعك، واقرأ كلمته في الكتاب المقدَّس كل يوم مع عائلتك، عندها ستراه يقصدُك بنفسه، يلاقيك في بيتك وعائلتك، في ألمك ليعزِّيك، وفي مرضك ليشفيك، وفي موتك ليُحييك من كلِّ موتٍ فيك. ستراه يتحنَّن عليك عندما تقسو عليك الظروف، وإن بكيتَ ستسمعه يقول لك: لا تبكِ! وسيمسح عن وجهك كلَّ دمعة. آمين. 

في الصلاة

إنَّ الاِتّحادَ بالله هو هدفُ الصلاةِ والعبادةِ المقدّسة، وهو تذوّقٌ مُسبَقٌ لمجدِ الحياةِ العتيدةِ التي سينالُها المؤمنُ بالرّبِّ يسوعَ القائمِ من بين الأموات. اِتّحادُ النفسِ باللهِ هو ملكوتُ السمواتِ بِداخلِنا، وهذا إذا ما وصَلْنا إليه نستطيع، كما يقول الآباءُ القدّيسون، أن نتذوّقَ معنى حبِّ اللهِ الكامل مِن كلِّ القلب، ومن كلِّ الكيان الإنسانيّ. وتبدأُ مسيرةُ الملكوتِ بالصلاة.

الصلاةُ تذكّرُنا في كلّ يومٍ أنّنا لسنا من هذا العالم، وأنّنا أبناءُ النور، فهي مع كونِها تسكبُ سلامًا في قلوبِنا فهي أيضًا تمدُّنا بالبصيرةِ النيّرةِ للتمييزِ بين الحقِّ والباطل، وتُوقِظُ ضمائرَنا حينَ تجرفُ النَّفْسَ الأهواءُ المعابة.

مَن لا يُحبُّ الصلاة فهو إنسانٌ ميت بالروح ولا حياة فيه، وكذلك النموّ في الفضيلة شرطه الأساس المداومة على الصلاة بكثرة، كما يعلّم القديس يوحنّا الذهبيّ الفم، الذي يوصي سامعيه أيضًا قائلاً:" كلّ مَن يُريد أن يعمل عملاً ناجحًا ويضمن رضى الله، سواء في البحث عن عمل، أو في اتّخاذ قرار البتوليّة أو في اختيار شريك الحياة، أو في المبادرة بأيّ عمل صالح آخر، فيمكن أن يتمّمه بنجاح إذا اتّخذ الصلاة مرشدًا له. ويوضح القدّيس ذلك بقوله " أنَّ كلّ مَن يسأل عفّةً أو استقامةً أو وداعةً أو رحمةً فمستحيل أن تُرفض طلبته المرتكزة على الخضوع لمشيئة الله بناءً على كلمة الرّبّ "اسألوا تعطوا ...أطلبوا تجدوا (مت 7:7).

ويشدّد القدّيس اسحق السريانيّ على أنّ قوّة الصلاة ليس في الكلمات ولا في كثرة الترداد، وإنّما اقترانها بحسن السيرة، والقلب المتخشّع المتواضع، فبهذه الحالة تكون مثل لهيب نارٍ في حركتها، وهي قادرة حينها في فعلها أعظم المعجزات.

عالم اليوم، يرزح تحت ضغوطات جمّة ومن كلّ الاتجاهات والأنواع، تدمّر النفس والجسد، العائلة والمجتمع. ولا يمكن تجاوز المحن إلا بعمل المحبّة الكاملة والباذلة، مقرونة بالصلاة المسيحيّة التي تمدّ بالصبرِ أولئك الذين يرزحون تحت عبء الآلام والضيقات، فتخفّف أحزانهم وتمنحم نعمة الرجاء فتستردّ نفوسهم الذاهبة إلى طريق اليأس والموت.

أخبارنا

+ رسامة الشمّاس سابا نصر كاهنًا لرعيّة عابا

نهار الأحد الواقع فيه 25 ايلول 2022 ترأس سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، راعي الأبرشية صلاة السحر والقدّاس الإلهيّ في كنيسة مار الياس -عابا الكورة بمعاونة بعض الكهنة وبحضور حشد من المؤمنين. تمّت في القدّاس رسامة الشماس سابا نصر كاهناً للرعية، فالأب الجديد متزوّج وله ولدان.
جاء في العظة التي ألقاها سيادته:

باسم الآب والاِبن والروح القدس آمين

أيّها الأحبّاء، لَكُم بِعَونِ الله في هذه الرعيّة المباركة من الله خادمٌ جديدٌ يسمّى على اسم القدّيس سابا المتقدّس، على رجاء تقديسه وتقديسكم جميعاً. وهذه كلمةُ إرشاديّةٌ معطاة لهذا الأب الجديد سابا:

"أيّها الحبيب سابا، لقد أتت الساعةُ لكَ أن تحملَ هذا الصليب، وهو صليب المسيح. المسيحُ "أخلى ذاتَهُ آخِذًا صورةَ عبدٍ وتواضعَ حتّى الموتِ، موتِ الصليب. ومَن يريدُ أن يتبعَ المسيحَ عليه أن يُنكرَ نفسَه، كما تعلم. عليكَ أن تتواضع كما تواضع المسيح، وتُجاهدَ وتَعرقَ حتّى تكون مقبولاً عند الله وعند شعبِك. ولكنْ لا تنسَ أنّك متى حملتَ صليبَكَ متمثّلًا بالمسيح، تنالُ فرحاً كبيراً؛ لأنّه بالصليب قد أتى الفرحُ لكلّ العالم. سوف تساقُ بالمحبّة.

سوف تساقُ بالتضحية. كلُّها من أجل خدمة ربّكَ وخدمةِ شعبِك. هذا كلُّه أيّها الحبيبُ لا يكون بِجَهدِكَ فقط وبتعبِكَ وبتواضعِكَ ومحبّتِك، بل بنعمة الربّ. بالنعمة التي سوف تكلّلُكَ. هي التي ستفعل بك. الربُّ يسوعُ هو المثال لنا نحن المسيحيّين، وإذا كنتَ أنتَ تتبعُه عندئذٍ تصبحُ أنت مثالاً للآخرين.

هذا أيّها الحبيب ما نتمنّى لك، حتّى تُفرحَ قلبَكَ وشعبَك، وهذا ما يُفرحُنا جميعًا، وسوف نذكرُكَ دائمًا.