الأحد 3 تمّوز 2022

الأحد 3 تمّوز 2022

30 حزيران 2022
الأحد 3 تمّوز 2022
العدد 27
الأحد الثالث بعد العنصرة
اللحن الثاني، الإيوثينا الثالثة


أعياد الأسبوع:
3: الشهيد ياكنتس، أناطوليوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة، 4: أندراوس الأورشليميّ (كريت)، أندره روبلاف، 5: البارّ أثناسيوس الآثوسيّ، لمباذوس العجائبيّ، 6: سيسوي الكبير (ساسين)، 7: البارّ توما الميليونيّ، الشّهيدة كرياكي، 8: العظيم في الشُّهداء بروكوبيوس، الشّهيد أنستاسيوس، 9: بنكراتيوس أسقُف طفرومانيّة.

”أطلبوا ملكوت الله وبرّه أوّلاً“

تأتي وصيّة الربّ يسوع لنا بطلب الملكوت وبرّ الملكوت، انطلاقًا من حقيقة بيّنة، وهي أنّ الإنسان لا يستطيع أن يعبد ربّين: الله والمال. 

تتنوّع شهوات الإنسان ومطالبه وتتضارب بين ما هو جسدانيّ أنانيّ وما هو روحيّ. الشهوات الجسدانيّة تقود الإنسان إلى التفرّغ من أجل تحقيقها وطلبها، فيعيش الإنسان بنتيجة ذلك بحسب الجسد، يفكّر في ما هو جسدانيّ. واهتمام الجسد الأنانيّ عداوة تجاه الله لأنّه لا يخضع لناموس الله (رو ٨: ٦-٧). وباختصار، ”إن الذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله“. 

تتكامل القراءتان الرسائليّة والإنجيليّة في هذا الأحد في بلورة منطق المسيحيّين. هؤلاء الذين آمنوا بالمسيح يسوع ربًّا وإلهًا، لجأوا إليه لكي يخلّصهم من الشرور التي تقود إلى العداوة مع الله وتجعلهم تحت قضاء الموت المبرم. 

وبعد أن ظهر برّ الله بتجسّد ابن الله وموته الخلاصيّ وقيامته، صار التبرير من الخطايا متاحًا لكلّ من يؤمن بابن الله ويأتمنُه على حياته، وتحقّقت مصالحة الخطأة التائبين مع الله. 

يخاطب الرسول بولس في بداية رسالة اليوم هؤلاء الذين نالوا من المسيح الغفران والتبرير والسلام، ويحثّهم على المحافظة على هذه النعمة: ”إذ قد تبرّرنا بالإيمان فلنبقَ في سلام مع الله بربّنا يسوع المسيح“. 

إنّ حثّه على المحافظة على نعمة التبرير يوازي وصيّة المسيح لنا: ”أطلبوا ملكوت الله وبرّه أوّلاً“. فبرّ الله هو الحياة الوافرة التي تجسّد ابن الله كي تكون لمن يؤمن به. لذا، يفوق البرّ جمالاً وأهميّة شهوات هذا العالم، بقدر ما تفوق الحياة أهميّة تلك الشهوات الفانية. يسألنا الربّ قائلاً: ”أليست الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس؟“ والقصد من ذلك تنبيهنا إلى عدم تسخير الحياة والجسد في خدمة الشهوات. إسعوا في طلب البرّ وخدمته والمحافظة عليه. اعبدوا الله واسعوا وراء برّه، بدلاً من عبادة المال والشهوات التي يحقّقها المال.

لذا علّمنا المسيح أن نطلب في صلاتنا ملكوت الله: ”ليأت ملكوتك“، وأن نسعى في المحافظة على برّ الله: ”لتكن مشيئتك“. وبهذا نعبّر عن استعدادنا لعمل كلّ ما يرضي الله، وللابتعاد عن فكر الجسد الذي لا يستطيع أن يرضي الله. كما أوصانا المسيح إلهنا ألّا يكون اهتمامنا مثل اهتمام الذين لا يعرفون الله، فنطلب ما نأكل وما نشرب وما نلبس، وننسى أنّ لنا أبًا يَعلَمُ بكلّ ما نحتاجه ويدبرّ لنا كلّ أمورنا. فلنسع، إذن، وراء سربال البرّ الذي لا يبلى، والغذاءِ السماويّ، ”الخبز الجوهريّ“ ”النازل من السماء، لكي يأكل منه الإنسان فلا يموت“ (يوحنّا ٦: ٥٠).

يسوع المسيح هو غذاء الحياة، وهو السلام لجميع العطاش الذين لا يرتوون من سراب شهوات هذا العالم. فلنتّكل عليه بخاصّة عندما نختبر الجوع والعطش والعوز، ولنطلب برّ ملكوته أوّلاً في زمن الحاجة والحرمان، فهذا سيكون التعبير الأوضح عن إيماننا، الإيمان الفاعل المطيع والخاضع لله، الذي متى وجده الله عند الإنسان يفتح له أبواب الملكوت وينبوع الخيرات الذي لا ينضب، ويعطيه نعمة التبرير ونور الحياة.

                                                                                الأرشمندريت يعقوب خليل
                                                                     عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي


طروباريّة القيامة باللحن الثاني
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك. وعندما أقمتَ الأموات من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ، المجدُ لك.

القنداق باللحن الرابع
يا شفيعَةَ المَسيحيين غَيرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيرَ المردودةِ، لا تَعرضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفعةَ دائماً بمكرِّميك.

الرسالة: 
رو 5: 1-10
قوّتي وتسبحتي الربُّ 
أدبًا ادّبني الربُّ 
وإلى الموتِ لم يُسْلِمْني


يا إخوةُ إذ قد بُرّرنا بالإيمان فلنا سَلامٌ معَ اللهِ بربِّنا يسوعَ المسيح، الذي بهِ حصلَ أيضاً لنا الدُخولَ بالإيمان إلى هذه النعمةِ التي نحنُ فيها مُقيمون ومفتَخِرون في رجاءِ مجدِ الله. وليسَ هذا فقط، بل أيضاً نفتَخِرُ بالشدائدِ، عالِمينَ أنّ الشِدّةَ تُنشئُ الصبرَ، والصبرُ يُنشئ الاِمتحانَ، والاِمتحانُ الرجاءَ، والرجاءُ لا يُخزي. لأنّ محبّة اللهِ قد أُفيضَت في قلوبِنا بالروحِ القدسِ الذي أُعطيَ لنا، لأنّ المسيحَ إذ كُنّا بعدُ ضُعفاءَ ماتَ في الأوانِ عنِ المنافقين، ولا يكادُ أحدٌ يموتُ عن بارٍ. فلعلّ أحداً يُقْدِمُ على أن يموتَ عن صالحٍ. أمّا الله فيَدُلُّ على محبّتهِ لنا بِأنّه إذ كنّا خطأةً بعدُ ماتَ المسيحُ عنّا. فبالأحرى كثيراً إذ قد بُرّرنا بدمِه نخلُصُ بهِ من الغَضَب، لأنّا إذا كنّا قد صُولِحنا مع الله بموتِ ابنِهِ ونحنُ أعداء، فبالأحرى كثيراً نخلُصُ بحياتِه ونحنُ مصالَحون.

الإنجيل: 
متى 6: 22-33 
(متى 3)


 قال الربُّ: سراجُ الجسدِ العينُ. فإنْ كانت عينُك بسيطةً فجسدُك كلُّهُ يكونُ نيِّرًا. وإن كانت عينُك شرّيرةً فجسدُك كلُّهُ يكونُ مُظْلماً. وإذا كان النورُ الذي فيك ظلاماً فالظلامُ كم يكون! لا يستطيع أحدٌ أنْ يعبُدَ ربيَّن، لأنُّهُ إمَّا أنْ يُبغِضَ الواحِدَ ويُحِبَّ الآخَرَ، أو يلازِمَ الواحِدَ ويَرْذُلَ الآخر. لا تقدرون أن تعبُدوا اللهَ والمالَ. فلهذا أقولُ لكم: لا تهتمُّوا لأنفسِكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادِكم بما تلبَسون. أليستِ النفسُ أفضلَ مِنَ الطعامِ والجسَدُ أفضَلَ من اللباس؟ أنظروا إلى طيور السماءِ، فانَّها لا تزرعُ ولا تحصدُ ولا تخزُنُ في الأهْراءِ وأبوكم السماويُّ يَقوتُها. أفلستم أنتم أفضلَ منها؟ ومن منكم، إذا اهتمَّ ، يقدِرُ أنْ يَزيدَ على قامتهِ ذراعاً واحدة؟ ولماذا تهتمّونَ باللباس؟ اعتبِروا زنابقَ الحقلِ كيف تنمو. إنَّها لا تتعبُ ولا تَغْزِل، وأنا أقولُ لكم إنَّ سليمانَ نفسَه، في كلِّ مجدِه، لم يلبَسْ كواحِدَةٍ منها، فإذا كان عشُب الحقلِ الذي يُوجَدُ اليومَ وفي غدٍ يُطرَحُ في التنُّورِ يُلبِسهُ الله هكذا أفلا يُلبِسُكم بالأحرى أنتم يا قليلي الإيمان؟ فلا تهتمّوا قائلينَ: ماذا نأكلُ أو ماذا نشربُ أو ماذا نلبَسُ، فإنَّ هذا كلَّهُ تطلُبهُ الأُمم. لأنَّ أباكم السماويَّ يعلمُ أنَّكم تحتاجون إلى هذا كلِّهِ. فاطلبوا أوّلاً ملكوتَ اللهِ وبِرَّهُ، وهذا كلُّهُ يُزادُ لكم.

في الإنجيل

زار الجوع بيوت الكثيرين بيننا في الآونة الأخيرة، وهو زائرٌ ثقيل الدم، لا يُطاق ولا يَرحم.  لا يستأذن الدخول ولا ينتظر أحدًا ليفتح له الأبواب، بل يتغلغل في حنايا المنزل كالسّارق، يستبيح الكرامات من كلّ صوب، يستهين عزّة النفس، لا بل يطرحها أرضًا ويتركها في عزلةٍ قاتلةٍ تستجدي لُقمةَ الخبز.

رأيت تلك العزّةَ تنهار مِن على جبينِ رَجُلٍ زُرْتُهُ مطمئنًّا إلى حاله، فقال: "تسألني عن حالتي وأنا وزوجتي وأولادي لم نَذُقِ اللحمَ منذ عدّة أشهر"، فانهمرَتْ مِن عينِهِ دمعةٌ أحرقَتْ قلبي قبلَ وجنتَيه.  هنا سيسألُ الكثيرون ماذا فعلتَ أمام هذا المشهد المأساويّ؟ لا يهمّني ماذا فعلت، فمهما فعلت هو بيني وبين ربّي، لكن ما يهمّ هو لماذا وصلنا إلى هذه الحالة؟ وما العمل للخروج من تلك المأساة؟!

طبعًا حلّ الأزمة الاقتصاديّة ليس بِيَدِنا، لكن لنسمعْ وصيّةَ الربِّ ونَعمَلْ بها: "اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُم".

إن كان الله يُطعم الطيور ويقدّم القوت اليوميّ للعصافير، فإنّه لن يترك مَن وَضعَ ذاتَهُ بين يدَيه في عَوَزٍ إلى مشربٍ أو مأكل.  أَلَمْ تُطْعِمِ الغِربانُ إيليّا في البرّيّة؟! ودانيالُ أُعدّ له طعامٌ من السّماء وهو في الجُبّ، فهل نخشى الاحتياج إلى طعام؟ ونهتمّ ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبس؟

لا تعني دعوة الربّ هذه استسلامًا، أو هروبًا، بل مواجهة في وسط المعركة، يقودنا الله إلى الانتصار على القلق والخوف ومن ثمّ الوصول إلى حياةٍ حرّة لا تأسرها محبّة المال، فيعيش الإنسان في كمال الحرّية متّكئًا على الله لا على المال.

ها نحن يا ربّ وسط الأزمة، في قعر الانهيار، نصرخ إليك طالبين الرحمة مقتنعين أن "الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ" طالبين ملكوتك أوّلاً، عالمين أنّ الباقي يزاد لنا.  فَلن "نهتمّ للغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ".

الرُّكَبُ السّاجدة! والقلوبُ الخاشعة!

    منذ أكثر من سنتين والعالم ينام على أزمةٍ ليستيقظَ على أزمةٍ أكبرَ منها وأخطر! فمن وباء كورونا الذي ضربَ الكرة الأرضيّة بأسرها وشلّ الحركة فيها، وراح ضحيَّتَه الآلافُ من البشر - وقد اختلفت الآراء حول سببِ ظهوره - إلى الأزمة الاقتصاديّة التي تسبّب بها، والضائقة الشديدة التي يمرُّ بها لبنان، إلى كلِّ المظالم والشرور التي نراها على الأرض. 

ولم يكَدِ العالم يتنفّس الصُّعَداءَ بأخبارِ تَراجُعِ الوَباء، حتى أطلّت برأسها الحرب بين روسيا وأوكرانيا مع تداعياتها العالميّة، إن كان من ناحية تأثُّر الاقتصاد العالميّ بها وارتفاع الأسعار، أو من ناحية الخوف من حرب عالميّةٍ نوويّةٍ ثالثة، تُزيل كوكبَ الأرضِ من الوجود - إن حصلَتْ - لا سمحَ الله. 

البشريّةُ تعيش في اضطرابٍ دائمٍ وقلقٍ مستمرّ! وهي لم تنسَ بعدُ أهوالَ الحربَين العالميّتَين الأولى والثانية، وملايين البشر الذين راحوا ضحيّتها والدّمار الهائل الذي خلّفتهُ، إضافةً إلى الحروب المتنقّلة في مناطق وبلدان مختلفة، والمجاعات والزلازل والأوبئة، واختلال التوازن البيئيّ وما ينتج عنه من مظاهر طبيعيّة غريبة، هي تعبيرٌ عن ثورة الطبيعة على وحشيّة الإنسان وتعدّيه المستمرّ عليها وعلى أخيه الإنسان. 

أمام هذا الواقع نتساءل: أين هو السلام الذي يتكلّمون عنه، والإنسان لا يجده حتّى في نفسه؟! أهذا هو التقدُّم الذي أحرزه الإنسان؟! أهذا ما تفتخر به البشريّة؟! غريبٌ ما يحصل! فكلّما ازداد التطور العلميّ، ازداد معه قلق الإنسان واضطرابه، وازدادت معاناته! الأكيد أنْ ليسَ العلمُ مسؤولاً عمّا يحصل، بل شرُّ الإنسان الذي زاغَ عن طريق الحقّ، وسلك طريق الضلال مبتعداً عن مصدر الصّلاح الكونيّ أي الله المحبِّ للبشر، فكانت هذه النتيجة التي نراها أمامنا! 

هذه مأساة البشريّة التي لن تجد السلام إلّا في الله، وفي محبّته، لأجل هذا كانت الوصيّة الأولى التي نجدها في الكتاب المقدّس، العهد القديم: "تحبّ الربّ إلهك من كلِّ قلبك ومن كلِّ نفسك ومن كل ِّقوّتك" (تث6: 5)، "ماذا يطلب منك الربّ إلهك، إلا أن تتّقي الرب إلهك لتسلك في كلِّ طرقه وتحبّه وتعبد الربّ إلهك من كلِّ قلبك ومن كلِّ نفسك، وتحفظ وصايا الربّ وفرائضه التي أنا أوصيك بها اليوم لخيرك" (تث10: 12-13). 

وقد وردت هذه الوصيّة ذاتها في العهد الجديد، عندما أجابَ الربّ يسوع الناموسي على سؤاله عن الوصيّة العظمى في الناموس، قائلاً له: "تحبّ الربّ إلهك من كلِّ قلبك ومن كلِّ نفسك ومن كلِّ فكرك" (متى22: 37). 

نعم إنّ وصايا الربّ هي لخير الإنسان، وليست للحدِّ من حريّته، كما يهمس الشيطان في أذن البشر، فيبتعدوا عنها ويخالفوها، سائرين نحو شقائهم وهلاكهم الأرضيّ والأبديّ. في الحقيقة، عندما يبتعد الإنسان عن خالقه وتموت في نفسه القيم الإنسانيّة والمبادئ الأخلاقيّة يصبح وحشاً بصورة إنسان، يحيا بدون ضوابط، كالسيّارة بدون مكابح "فرامات"، يسير مثلها نحو الهاوية!

أيّها الأحبّاء، نحن بحاجة إلى قلوبٍ خاشعة ورُكبٍ ساجدة، نعود بها إلى الآب السماويّ ونستمطر رحمات الله على عالمه. خلاص لبنان والعالم هو في العودة إلى الله، لذلك اقرأوا الكلمة الإلهيّة يوميًّا في بيوتكم، اجعلوا الإنجيل رفيقاً لكم، لا تهدروا الوقت في التسلية والأمور التافهة، بل "ذوقوا وانظروا ما أطيب الربّ!"، البشريّة في غيبوبة، والأمل في بقيّةٍ باقية تحبُّ الربَّ، وتصلِّي بحرارةٍ ومحبّة، وتسجدُ بتواضعٍ وخشوع، لتنقذَ العالم من أهوالٍ رهيبة.

أخبارنا
+ رسامة الأخ روي أنطون شمّاساً إنجيليًّا في رعية الميناء


نهار السبت الواقع فيه 18 حزيران 2022 ترأّس سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشيّة صلاة السحر والقدّاس الإلهيّ في كنيسة النبيّ الياس- الميناء بمعاونة بعض الكهنة وبحضور حشد من المؤمنين. تمّت في هذا القدّاس رسامة الأخ روي أنطون شمّاساً إنجيليًّا. الشمّاس الجديد متزوّج وله ولد، كما أنّه ناشط في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة.

جاء في العظة التي ألقاها سيادته:

أيّها الأحبّاء نحن اليوم نعيش يوماً استثنائيًّا لأنّه يوم وداع عيد العنصرة، وأيضًا هو مقدّمة الأحد غدًا الذي فيه نعيّد لجميع القدّيسين. وإضافةً إلى ذلك سمعتم هذا الإنجيل الذي يذكر وصايا كبيرة للإنسان المسيحيّ، ولا بدّ أن نذكر شيئاً من هذه الوصايا ونعيّد أخيراً قبل أن نعود إلى الكلمة، إلى قدّيسٍ غير معروف كثيراً لكنّه عظيم ومعبرٌ جدّا لكم أنتم أبناء هذه المدينة، مدينة الميناء وهو القدّيس الشّهيد لاونديوس الذي هو من القرن الأوّل والذي أخذَ اسمه هذا الإنسان الذي تكرّس اليوم لخدمة المسيح ولخدمتكم، نعود أوّلاً للإنجيل الذي يقول شيئاً صعباً ولكنّه إنجيل المسيح. 

وصيّة المسيح تنعكس على كلّ واحد منّا، كلّ إنسان يقول: "أحبّوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا للذين يسيئون إليكم"، إن أحببتم الذي يحبّونكم فما الفضلُ لكمْ؟ّ 

هذا الكلام القاسي لكنّه يدخل إلى أعماق القلوب ويكشف لماذا نحنُ خلقنا نحن المسيحيّين؟ ما هي رسالتنا في عالم اليوم الصعب؟ هذا الإنجيل كلمات الربّ التي قالها في موعظته الشهيرة، أمّا الآن وقد رسمنا أخانا لاونديوس شمّاساً خادماً للكنيسة أخذَ هذا الإسم. عندما يأخذ الإنسان قدّيسًا شفيعًا له يصبح عنده مسؤوليّة كبيرة لأنّه عليه أنْ يتبعَ مزايا هذا القدّيس وفضائلَه.

من هو هذا القدّيس الشّهيد الطرابلسيّ الميناويّ هذا القديس العظيم المنسيّ هو الذي وقفَ أمامَ الإمبراطور وقال له أنا مسيحيٌّ، أنا لا أعبدُ الأوثان، أعبد ربّنا وإلهنا يسوع المسيح. ما هي الأوثان؟ ما هي هذه العبادة الوثنيّة؟ 

هي كما يقول الآباءُ اليوم وثنيّة الإنسان، تعلّقُه ليس بالله ولكنْ بالأشياء الماديّة تعلُّقَه بالدولار هذا الذي يحكم العالم بدلَ أن يكونَ المسيحُ الإله حاكماً للعالم. فما هي أيّها الأحبّاء مسؤوليّة هذا الإنسان الخادم، الإنسان الذبي تربّى في هذه المنطقة في هذه المدينة الذي تربى من عائلةٍ كريمة ومؤمنة وهو منكم ولكم. 

نحنُ نطلبُ منه كما قلنا أنْ يتبع فضائلَ قديسه لاونديوس قدر الإمكان وأن يشهدَ لإيمانه وأن يأخذَ من الله دائماً بالصلاة النعمة والقوّة حتى يستطيع أن يشهدَ للمسيح دائماً. آمين.

+ برنامج الإحصاء الرعائيّ
سيتمّ تحديث برنامج الإحصاء الرعائيّ لكلّ رعيّةٍ على حدة، لذلك يُرجى من الآباء مراجعة الأخ فؤاد نعمة على الرقم التالي: 170338/71