الأحد 18 كانون الأول 2022
16 كانون الأول 2022
الأحد 18 كانون الأول 2022
العدد 51
أحد النسبة
اللحن الثاني، الإيوثينا الخامسة
أعياد الأسبوع:
18: الشّهيد سبستيانوس ورفقته، موذستس أسقُف أورشليم، 19: الشَّهيد بونيفاتيوس، أغلائيس الروميَّة، 20: تقدمة عيد الميلاد، إغناطيوس المتوشح بالله أسقُف انطاكية مدينة الله العظمى، 21: الشَّهيدة يولياني وثاميستوكلاوس، 22: الشّهيدة أناستاسيَّا، 23: بارامون ميلاد المسيح، الشُّهداء العشرة المستشهدون في كريت، 24: الشَّهيدة في البارَّات أفجانيا.
أحد النسبة
غالبًا ما نسأل عن جدوى هذه القراءة الإنجيليّة اليوم، لا سيَّما وأنَّنا نسمعُ أسماءَ تتردّدُ، نعرفُ بعضَها ونجهلُ معظمها.
فالقراءة الإنجيليّة اليوم من إنجيل متّى تؤكدُ أنَّ يسوعَ المسيح إلهٌ حقّ من إلهٍ حقّ وفي الوقت نفسه هو إنسانٌ حقّ.
هو إلهٌ مولود من مريمَ العذراء بقوّة الروح القدس، وفي الوقت ذاته هو إنسانُ حقّ ينتمي إلى سلالة بشريّة معروفة لا يمكنُ التشكيك بها، يسوع من نسل داوود.
نسبُ يسوع يكشفُ لنا كيف يولدُ الله في الإنسان والإنسان في الله، هذا سرُّ ولادة يسوع المسيح، هذا سرُّ عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا.
كذلك، نلاحظُ أنَّ نسبَ يسوع مخترَقٌ بخمس نساء: تامار، راحاب، راعوث، بتشابع، ومريم العذراء خطيبة يوسف التي وُلِدَ منها المسيح.
والمعروف أنَّ المجتمعَ الشرقي يحدّد النسبَ ذُكوريًّا دون ذكرِ النساء، إلّا أنّ متّى الإنجيليّ ذكر النساء الأربع اللواتي كُنَّ وثنيّاتٍ وأجنبيّاتٍ وخاطئاتٍ وَمِن خارج "شعب الله"، ليؤكِّدَ أنَّ جميعَ الناس الموزّعين في أقطار الأرض كافّة مَعنِيُّون بمشروع الله الخلاصيّ.
ومع مريم العذراء أصبح عددهُنَّ خمسة، وهذا عدد أسفار الشريعة التي إكتملت بيسوع المسيح الذي يتمّم كلّ نقص بشريّ.
هذا النسب الذي فيه خاطئون وأجانب وصالحون، منه وُلِدَ يسوع المسيح ليطهّره، ليعيده إلى بَهائِهِ وهذا دليلٌ على أنّ كلَّ إنسان محبوبٌ من الله أكان مؤمنًا أم غيرَ مؤمن، صالحًا أم طالحًا، جاء يسوع ليخلّصه.
لقد انحدر يسوع من البشريّة كما هي في خطاياها ووسخها لكي يطّهرَها وينقِّيَها. انحدر يسوع من هذا النسب غير المشرّف ليشرّفه هو بالخلاص الذي سيكتمل ويتحقَّق على الصليب المعطي الحياة.
إنّ هذه الأسماء العجيبة والغريبة التي نسمعها في إنجيل اليوم، تَدحضُ كلّ هرطقة تدّعي أنّ اللهَ لم يتجسّد أو كان خيالاً لا جسد له.
فلنستعدّ بالجهادِ الحسن والصلاة والصوم، لنتفاعلَ مع هذا السرّ العظيم الذي سيحدث بعد أيّامٍ قليلة، الإله يصير إنسانًا حتّى يصيرَ الإنسانُ إلهًا.
ولا نعيِّد يا إخوة بالهدايا. الهديّة الكبرى واحدةٌ وحيدةٌ أعطاها الآب للبشريّة كافةً، وهي المسيح يسوع ابنه الوحيد، حتّى نثبتَ فيه ويثبت فينا.
فلنسهرْ كالرعاة ونقدّمْ للمولود الإلهيّ قلبًا نقيًّا متواضعًا وديعًا ليستقرَّ فيه ويرتاح.
لأنّ القلب، كما يقول القدّيس مكسيموس المعترف، يجب أن يصير مريمَ أخرى ليحتضنَ المسيح ويقدّمه للعالم أجمع.
+ الأسقُف قسطنطين
رئيس دير مار الياس شويّا البطريركيّ
طروباريّة القيامة باللحن الثاني
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك وعندما أقمتَ الأموات من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ، المجدُ لك.
طروباريّة أحد النسبة باللحن الثاني
عظيمةٌ هي أفعالُ الإيمان، لأنَّ الفتيةَ الثلاثةَ القدّيسين قد ابتهجوا في يَنبوعِ اللهيب كأنّهم على ماءِ الراحة، والنبيَّ دانيال ظهر راعيًا للسِّباعِ كأنّها غنم. فبتوسّلاتِهم أيّها المسيحُ الإلهُ خلّص نفوسَنا.
قنداق تقدمة الميلاد باللحن الثالث
اليوم العذراء تأتي إلى المغارة، لتَلِدَ الكلمة الذي قبلَ الدُّهور ولادةً لا تُفسَّر ولا يُنطق بها، فافَرحي أيَّتها المسكونةُ إذا سمِعْتِ، ومَجِّدي مَع الملائكةِ والرُّعاة الذي سيَظهَرُ بمشيئتِه طِفلًا جديدًا، الإلهَ الذي قبلَ الدُّهور.
الرسالة:
عب 11: 9-10، 32-40
مباركٌ أنتَ يا ربُّ إلهَ آبائنا
لأنَّكَ عدلٌ في كُلِّ ما صنعتَ بنا
يا إخوةُ، بالإيمانِ نَزَل إبراهيمُ في أرضِ الميعاد نزولَهُ في أرضٍ غريبةٍ، وسكَنَ في خيامٍ معَ إسحق ويعقوبَ الوارثَيْن معهُ للموعِدِ بعينهِ، لأنَّهُ انتظرَ المدينةَ ذاتَ الأُسسِ التي الله صانِعُها وبارئُها. وماذا أقول أيضاً. إنّه يضيق بِيَ الوقتُ إنْ أخبرتُ عن جِدعَونَ وباراقَ وشمشونَ ويَفتاحَ وداودَ وصموئيلَ والأنبياء، الذين بالإيمان قهروا الممالكَ وعَمِلُوا البِرَّ ونالوا المواعدَ وَسَدُّوا أفواه الأسود، وأطفأوا حِدَّةَ النارِ وَنَجَوا مِن حَدِّ السيف، وَتَقَوَّوا مِن ضَعفٍ، وصاروا أَشِدّاءَ في الحربِ وَكَسَرُوا معسكَراتِ الأجانب. وأخذَتْ نساءٌ أمواتَهُنَّ بالقيامة. وعُذِّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب، ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامةٍ أفضل. وآخَرُون ذاقوا الهُزْءَ والجَلْدَ والقُيودَ أيضًا والسِّجنَ، وَرُجِموا وَنُشِرُوا وَامتُحِنُوا وماتوا بِحَدِّ السيف، وَساحُوا في جُلُودِ غَنَمٍ وَمَعِزٍ، وَهُم مُعوَزُونَ مُضايَقُونَ مَجهُودون. ولم يَكُنِ العالَمُ مستحِقًّا لَهُم. وكانوا تائهين في البراري والجبالِ والمغاورِ وَكُهُوفِ الأرض. فهؤلاءِ كُلُّهُم، مَشهُودًا لَهُم بالإيمان، لم يَنالُوا المواعد، لأنَّ اللهَ سبقَ فنظرَ لنا شيئًا أفضلَ، أن لا يَكمُلُوا بِدُونِنا.
الإنجيل: متى 1:1-25
كتابُ ميلادِ يسوعَ المسيحِ ابنِ داودَ ابنِ إبراهيم. فإبراهيمُ ولدَ إسحقَ وإسحقُ ولدَ يعقوبَ ويعقوبُ ولدَ يهوذاَ وإخوتَهُ ويهوذَا ولدَ فارَصَ وزارَحَ من تامار. وفارصُ ولدَ حصرونَ وحصرونُ ولدَ أرامَ وأرامُ ولد عمِّينَادَابَ وعمِّينَادابُ ولدَ نَحْشُوَن ونحشونُ ولد سَلْمُونَ وسلمونُ ولد بُوعَزَ من رَاحَاب. وبوعزُ ولدَ عُوبيدَ من رَاعُوثَ وعوبيدُ ولد يَسّى وَيسَّى ولدَ داودَ الملك وداودُ الملكُ ولدَ سُلَيمَانَ من التي كانَت لأورِيَّا. وسليمانُ ولدَ رَحبعامَ ورحبعامُ ولد أبيَّا وأبيَّا ولدَ آسا وآسا ولدَ يُوشَافَاطَ ويوشافاطُ ولد يُورَامَ ويورامُ ولد عُزّيًّا وعُزِّيَّا ولد يُوتَامَ ويوتامُ ولدَ آحازَ وآحازُ ولد حَزقيَّا وحزقيَّا ولدَ مَنَسَّى ومنسَّى ولدَ آمُونَ وآمُونُ ولدَ يوشيَّا، ويوشيا ولدَ يَكُنْيَا وإخوتَهُ في جلاءِ بَابِل. ومن بعد جلاءِ بابل يَكُنْيا ولد شألتَئيلَ وشألتئيلُ ولدَ زَرُبابلَ وزَرُبابلُ ولدَ أبيهودَ وأبيهودُ ولد ألِياقيمَ وألياقيمُ ولد عازورَ وعازُورُ ولدَ صادُوقَ وصادوقُ ولد آخيمَ وآخيمُ ولد أليهودَ وأليهودُ ولد ألعازارَ وألِعازارُ ولد مَتَّانَ ومَتَّانُ ولد يعقوبَ ويعقوبُ ولد يوسفَ رجلَ مريمَ التي وُلد منها يسوعُ الذي يُدعَى المسيح. فكلُّ الأجيالِ من إبراهيمَ إلى داودَ أربعةَ عشرَ جيلاً، ومن داودَ إلى جلاءِ بابل أربعةَ عشرَ جيلاً ومن جلاءِ بابل إلى المسيح أربعةَ عشرَ جيلاً. أمّا مولدُ يسوعَ المسيحِ فكان هكذا: لمَّا خُطبت مريمُ أمُّهُ ليوسفَ وُجدتْ من قبلِ أنْ يجتمعا حُبلى من الرُّوحِ القُدُس. وإذ كان يوسُفُ رَجُلُها صِدِّيقاً ولم يُرِد أنْ يَشْهَرَها همَّ بتخلِيَتِها سرًا. وفيما هو متفكّرٌ في ذلك إذا بملاكِ الربّ ظهر لهُ في الحُلم قائلاً: يا يوسفُ ابنَ داود لا تَخفْ أنْ تأخذ إمرأتك مريم. فإنَّ المولودَ فيها إنَّما هو من الرُّوح القُدُس، وسَتَلِدُ إبنًا فتُسمّيهِ يسوعَ فإنَّهُ هو يخلِّصُ شعبهُ من خطاياهم. (وكان هذا كلُّهُ ليتمَّ ما قيل من الربّ بالنبي القائل: ها إنَّ العذراءَ تحبلُ وتلد ابناً ويُدعى عِمَّانوئيل الذي تفسيرُهُ الله معنا)، فلمَّا نهض يوسف من النوم صنع كما أمرهُ ملاكُ الرب. فأخَذَ إمرأتَهُ ولم يعرِفْها حتَّى ولدتِ ابنَها البكرَ وسمَّاهُ يسوع.
مـاذا تَـغَـيَّـرَ.؟!.
... "حـتّـى يُـشـرِفَ الـرَّبُّ مِـنَ الـسَّـمـاءِ".؟!!...
لا شيءَ تغَيَّرَ.!!. وكأَنَّ المأساةَ لم تَبْلُغْ ذُروَتَها بعدُ.!!!.
... هكذا أَتاني الجوابُ مِنَ الكتابِ، إِذ كانَ عَقلي مَضروبًا، مُضْطَرِبًا، مرتَجًّا، مُشَوَّشًا، يستصرِخُ الواقِعَ المُفَتَّتَ الملتَهِبَ على صَفحاتِ الجرائدِ، على الطُّرُقاتِ، في السّاحاتِ، على مداخلِ الأَبنِيَةِ المسودَّةِ بالحَريقِ، والحيطانِ المنخورَةِ بالرَّصاصِ، والطُّرُقِ المَرْصوفَةِ بالسّيَّاراتِ المشقَّعَةِ بعلوِّ الأَبنيَةِ مِن جرّاءِ زَلزلَةِ الانفِجارِ المخلِّفِ وراءَهُ الأَجسادَ المُفَحَّمَةَ القابعةَ في هياكلِ السّيّاراتِ، تماثيلَ تَلْتَقِطُها عدَساتُ المصَوِّرينَ، لتُخلِّفَها ذِكرى في أَعينِ الأَطفالِ وأَهلِهم، القابعينَ في ظَلامِ الخوفِ والموتِ وظِلالِهِ.!!...
"مَن مُفْرِجٌ الحُزنَ عنّي.؟!. قلبي فيَّ سَقيمٌ.!!. انتَظرْنا السّلامَ ولم يكنْ خيرٌ... وزمانَ الشِّفاءِ وإِذا رُعبٌ" (إِرميا 8)...
كُلَّما رفَعْنا رؤُوسَنا مِن بعدِ نَوْحِنا وانكِفائِنا في الرّمادِ، مِن بعدِ رَبْطِ أَوساطِنا بالخَيْشِ ولِبْسِنا بردَعَةَ الحميرِ، مِن بعدِ انسياقِنا أَمامَ المورَجِ وتَحميلِ أَكتافِنا وظُهورِنا نيرَ الفِلاحَةِ في أَرضِ الغُرباءِ، في مَنطقِ الغُرباءِ، في عقلِ الغُرباءِ عَنِ الحِكمَةِ، عَنِ الفَهْمِ، عَن روحِ الرَّبِّ.!!!.
الآنَ ومِن بعدِ نَذْرِنا أَعيُنَنا للدُّموعِ وأَصواتَ حناجِرِنا للنَّوحِ.!!!.
مِن بعدِ بُكائِنا قَتْلانا ودَفنِنا شَبابَنا ومُواراةَ أَطفالِنا التُّرابَ عُراةً، مِن بعدِ ضَرْبِنا في الطُّرقاتِ بَحْثًا عَنِ الرَّبِّ في النّهارِ، ومِن بعدِ وقوفِنا سائلينَ ولا مِن مُجيبٍ.!!... نَعودُ لنضرِبَ مِن جديدٍ، لنقعَ وندمِّرَ ونموتَ مِن جديدٍ.!!!.
اليومَ نبوءةُ النَّبيِّ تحقَّقَت: "ها هي أَيّامٌ تأتي ولا يُسمّى فيها البلدُ بلدًا بعدُ، بل يُصبحُ كلُّه مَقبرةً، وتصيرُ جثَثُ هذا الشَّعبِ أُكُلًا لطيورِ السَّماءِ ولوحوشِ الأَرضِ، ولا مِن مُزعِجٍ لها، ويَبطُلُ مِنَ المدُنِ ومِنَ الشّوارِعِ صَوتُ الطَّرَبِ وصَوتُ الفرَحِ، وتَصيرُ الأَرضُ خَرابًا"...
"يا ليتَ رأسي ماءٌ وعَيْنَيَّ يَنبوعُ دُموعٍ، فأَبكيَ نهارًا وليلًا قَتلى بِنتِ شَعبي" (إرميا 9: 1)
"اليومَ دَخَلْنا بيوتَ النّاسِ.!!!. فإِذا النّاسُ باكونَ نِيامًا، مَضروبون بالأَمراضِ، باليأسِ، بالانتِظارِ، ويسأَلونَنا قبلَ خروجِنا: ماذا فَعَلْنا للرَّبِّ حتّى هكذا يُجازينا".؟!...
ثمَّ دَخلْنا القُصورَ وبيوتَ الأَغنياءِ مَدْعُوِّينَ... فإِذا بالمَيْسَرِ، بالذَّهَبِ، بالرَّقْصِ، بالفَحشاءِ تَصُمُّ آذانَنا.!!!.
فتَساءَلنا صامتينَ قبلَ خُروجِنا:
أَينَ السّيِّدُ الرَّبُّ.؟؟!!... هل تُراهُ مرَّ مِن هنا قبْلَنا.؟!...
نشهدُ أَعراسَهم مَفْخَراتٍ، وجنائِزَهم مناسباتٍ يَدخلونَ فيها بيوتَ الرَّبِّ.!!!.
رِجالُهم والآخَرونَ كلُّهم مَضروبون بالسّياسَةِ، بالتِّجارةِ، بالرِّبحِ، بالسَّلْبِ، بأَكلِ لُقْمَةِ الأَرملةِ والفقيرِ، وإِقامَةِ الحُكْمِ على المَظلومِ، والسُّجودِ لآلهَةِ الذَّهَبِ وآلهةِ الحربِ ورائِحةِ الخطيئةِ.!!.
هذه حكايَةُ بَلَدي.!!!. حِكايَةُ سيِّدةِ الشَّرْقِ.!!!. كيف جلَسَتْ وحدَها المدينةُ الكثيرةُ الشَّعبِ...
كيف صارَتْ كأَرملَةٍ العظيمةُ في الأُمَمِ.!!!. السّيِّدَةُ في البُلدانِ صارَتْ تحتَ الجِزيَةِ، تبكي في اللّيلِ بكاءً ودُموعُها على خدَّيْها، ليس لها مُعَزٍّ مِن كُلِّ مُحبِّيها.!!.
يا رَبـّي الشّعبُ يَرتَحِلُ إِلى الموتِ، إِلى الدَّمارِ.!!!. والشَّيطانُ أَعمَلَ سَيفَهُ بِرِقابِ العِبادِ وارتَقَصَ فَرِحًا.!!!.
لم يَعُد لصُنَّاعِ الأَكفانِ أَصابِعُ وأَيْدٍ تُحَكِّمُ المسمارَ في خَشَبِ الأَكفانِ حتّى لا تُسرَقَ الجُثَثُ لتوضَعَ مكانَها جُثثٌ أُخرى.؟!!.
صارَ النّاسُ يُميلونَ الرّأسَ عن خبَرِ الموتِ وكلِماتُنا استحالَتْ شَوْقًا على سَماعِهم.!!. "توبوا فقدِ اقتَرَبَ مَلكوتَ السّمواتِ".!!...
أَبْلَيْتَ يـا رَبّـي لَحمي وجِلْدي.!!. كَسَرْتَ عِظامي... سَيَّجْتَ عليَّ يا رَبّي فلا أَستَطيعُ الخروجَ، قلَبْتَ سُبُلي وأَيضًا حينَ أَصرُخُ وأَستَغيثُ هل تَسمَعُ صلاتي.؟!... مِن إِحساناتِ الرَّبِّ أَنَّنا لم نَفْنَ كلُّنا بعدُ.!!.. لماذا يَشتَكيَ الإِنسانُ الحيُّ.؟!... الرَّجُلُ مِن قَصاصِ خَطاياهُ.؟!...
تُبْ يا شَعبي، إِرْجِع يا شَعبي.!!!. لنَفْحَصَ طرُقُنا ونمتَحِنْها ونرْجِعَ إِلى الرَّبِّ.!!. لنَرفَعْ قُلوبَنا وأَيديَنا إِلى اللهِ في السَّمواتِ.!!. لنصرُخَ لهُ مِن أَعماقِ كلّيَّتِنا.!!. مِن وَعْيِنا، مِن ضيقَتِنا.!!. لنُقِرَّ أَنَّنا كلَّنا أَخطَأنا.!!. كلَّنا أَذْنَبْنا.!!. كلَّنا عَصَيْنا أَوامِرَ الرَّبِّ.!!.
فيا رَبُّ، يا إِلهَنا وسَيِّدَ حَياتِنا... عَجِّلْ حتّى لا نصيرَ صدومَ وعَمورةَ جديدةً.!!!. حتّى لا نُنْصَبَ أَعاميدَ مِلحٍ.!!. حتّى لا نَبقى في السَّبيِ.!!...
رَبّـي.!!!. مِن أَجلِ طفلٍ لم يرضَعِ الخطيئةَ بعدُ مِن ثدْيِ أُمِّهِ.!!. مِن أَجلِ آتٍ مِن أَقاصيَ الأَرضِ، ليَنْسُكَ معَنا فيقَدِّسَنا.!!. مِن أَجلِ شَيخٍ صارَ طِفْلًا وبصلواتِهِ يَحفَظُنا.!!.
مِن أَجلِ أَمَةٍ مُهانَةٍ مَرذولَةٍ مَطرودَةٍ مِن بيتِها لتَلجأَ إِليكَ.!!!. مِن أَجلِ كَلِمَةِ شُكْرٍ تُنشَدُ مِن فَمٍ لا يَنطِقُ، ووِقْفَةٍ أَمامَ صَليبِكَ لأَرْجُلٍ مُخلَّعَةٍ.!!!. مِن أَجلِ هؤلاءِ رَبّـي وليس من أَجلِنا خَلِّصْنا.!!!...
"رَبّـي... اُذْكُر يا ربُّ ماذا صارَ لنا.!!. صارَ ميراثُنا للغُرباءِ.!!. صِرْنا أَيتامًا بلا أَبٍ.!!. نتعَبُ ولا راحةَ لنا.!!.
ارْتَحَلَ فرَحُ قَلْبِنا.!!. صارَ رَقصُنا نَوْحًا.!!. سَقَطَ إِكليلُ رَأسِنا.!!. ويلٌ لنا لأَنَّنا أَخْطأنا.!!. لماذا تَنسانا إِلى الأَبدِ وتَتْرُكُنا طولَ الأَيّامِ.!!.
أُردُدْنا يا ربُّ إِليكَ فنرتَدَّ.!!. جَدِّدْ أَيّامَنا كالقديمِ" (مراثي إِرميا 5).
"عيني تَسكُبُ (دُموعًا ولا تَجِفّ) ولا تَكفُّ بلا انقِطاعٍ، حتّى يُشرِفَ وينظُرَ الرَّبُّ مِنَ السَّماءِ" (مراثي إِرميا 3: 49 -50).
ماذا تَغيَّرَ.؟!. إِنَّ الرَّبَّ يسوعَ مُقيمٌ في المأساةِ.!!.
لكنْ نحن لسنا أَولادَ اليَأْسِ.!!!. بل أَولادُ الرَّجاءِ.!!.
ماذا ينتَظِرُ الرَّبُّ مِن ناسِ هذا البلَدِ وشَعْبِه.؟!...
إِلـهـي وسَيِّدي... بَلَدي لَن يموتَ.!!. (نَصْرُخُ... فاسْتَمِعْنا وخَلِّصْنا).!!.
اليَأْسُ الكامِلُ مِنَ النَّفْسِ، يوصِلُ الإِنسانَ إِلى التّواضُعِ الأَقصى.!!...
التَّوبَةُ سَيرٌ دائمٌ إِلى وَجهِ الإِلهِ خالِقِنا.!!...
هكذا ارتَضى المسيحُ أَن يُسَمَّرَ على الصَّليبِ.!!!. حتّى لا يَبقى الإِنسانُ مُسَمَّرًا على الخطيئةِ.!!.
والـسُّـبـحُ للهِ دائِـمًـا.!!!...
كلمة صاحب السيادة المتروبوليت أفرام كرياكوس في تأبين الأخ طوني بيطار
أيها الأحبّاء!
في هذه الفترة من الزمن وفي الكنيسة نصلّي ونذكر قدِّيسِين عديدين كبارًا، قبل استقبال عيد ميلاد ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح. هؤلاء القدّيسون، كالقدّيس نيقولاوس أسقُف ميرا العجائبيّ مثلًا، امتازوا بإيمانهم وفي الوقت نفسه بأعمالهم وخدمتهم في الكنيسة وفي العالم. وبهذا كانوا أمثلةً حيّة للمسيح الإله الآتي بالجسد لخلاصنا، وأمثلةً لنا نحن على الأرض.
واليوم نودّع أخًا حبيبًا لنا جميعًا، أنطوان نقولا بيطار. "الأخ الحبيب طوني" يتركنا بعد أن عانى فترة من الزمن من مرضه واختطفه الله الى الأخدار السماويّة.
عرفت "طوني بيطار" منذ زمن طويل عندما كنت بعدُ في دير مار مخايل بقعاتة ببسكنتا.
كان يأتي مرّات عديدة مُرفقًا بأعضاء فرقةٍ حركيَّةٍ ملتزمة في الكنيسة، وَكُنّا نجتمع معًا في حديث روحي كنسيّ شيّق للغاية.
نعم كان إنسانًا كَنَسِيًّا متميِّزًا بإيمانه بصلواته برعايته للعالم، وبخاصَّةٍ للشباب، بَدءًا من عائلته يداوم على الصلوات والقدّاس الإلهيّ.
ابتداءً من بداية السحريّة في الكنيسة. لا تَفُوتُه مناسبةٌ للاِشتراك في الصلاة أيّامَ الآحاد والأعياد والمناسبات، لكنَّه كان يُرافِقُ فِرَقًا عديدةً من العائلات، وبخاصَّةٍ الشباب في الحركة والكنيسة.
وظهر خادمًا عاملًا فَعّالًا ليس فقط في الكنيسة ولكن أيضًا في عمله.
أريد أن أنوّه الى موهبته في التعليم والبشارة وهذا ما أفادني كثيرًا في حياتي الكنسيّة.
لقد جمعَ بين الإيمان والخدمة والبشارة، فأصبح مثالًا للعالم حوله وبخاصَّةٍ للشباب المسيحيّ، وحتّى للكهنة في الكنيسة.
وقد تعلّمت منه الكثير. لذلك يستحقّ ما ذكرناه في الصلاة السحريّة للقدّيس نيقولاوس العجائبيّ:
"أحسنتَ أيُّها العبدُ الصالحُ الأمين. أحسَنْتَ أيها العاملُ في كرم المسيح. أنتَ احتملتَ ثِقَلَ النهار. أنتَ أنمَيتَ الوَزْنةَ المُعطاةَ لَكَ وَلَم تَحْسُدِ الآتِينَ بَعدَك. ولذلك فُتح لك بابُ السماوات فادخل إلى فرح ربّك.".
وصلِّ من أجلنا أيُّها الحبيب في المسيح طوني بيطار.
أخبارنا
قداس عيد الميلاد
يُحتفل بعيد الميلاد المجيد في كُلِّ كنائس الأبرشيّة، ويترأّس سيادة راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ في كنيسة الميلاد في رعيّة مجدليّا صباح الأحد الواقع فيه 25 كانون الأول 2022، تبدأ صلاة السحر الساعة 8.00 صباحاً ويليها القدّاس الإلهيّ.
ويستقبل سيادته المهنّئين بالعيد نهار العيد في القاعة الملاصقة لدار المطرانية ابتداءً من الساعة الحادية عشرة والنصف صباحًا حتّى الواحدة والنصف ظهرًا، ومن الساعة الثالثة بعد الظهر حتّى الخامسة مساءً.
ويعايد سيادته كُلَّ أبناء الأبرشيّة، ميلاد مجيد.