الأحد 11 كانون الاول 2022

الأحد 11 كانون الاول 2022

08 كانون الأول 2022

الأحد 11 كانون الاول 2022
العدد 50
أحد الأجداد القدّيسيين
اللحن الأول، الإيوثينا الرابعة


أعياد الأسبوع:

11: البارّ دانيال العموديّ، البارّ لوقا العموديّ، الشَّهيد برسابا، 12: سبيريدون العجائبيّ أسقُف تريميثوس، 13: الشُّهداء الخمسة إفستراتيوس ورفقته، الشَّهيدة لوكيّا البتول، 14: الشُّهداء ثيرسُس ورفقته، 15: الشَّهيد في الكهنة إلفثاريوس وأمُّه أنثيّا، 16: النبيّ حجَّاي، ثيوفاني الملكة العجائبيّة، 17: النَّبيّ دانيال والفتية الثلاثة، ديونيسيوس أسقُف آيينا.

أحد الأجداد

يأتي أحد الأجداد قبل أحد النسبة. في هذا الأخير يذكر الإنجيل الآباء بدءًا بإبراهيم. 

هذا ما ذكره متّى الإنجيليّ، أمّا لوقا فيجعل الربَّ يسوع يأتي ليس فقط من إبراهيم ولكن أيضًا من آدم. ربّما كان لوقا وثنيَّ الأصل من إنطاكية أو كان من الدُّخَلاء على اليهوديّة، عنده دعوةُ الربّ عامّةٌ شاملة، ليست محصورةً بشعب دون آخر.

نذكر في صلاة الغروب: "لقد زكّيتَ بالإيمان الآباءَ القدماء وبهم سبقتَ فخطبتَ البيعة التي من الأُمم".

دعوةُ الربِّ عامَّةٌ شاملةٌ، ليست محصورةً بشعب دون آخر. إنَّ المسيح "عظّم الأجدادَ في جميع الأمم" يذكر ملكيصادق يأتي ذكره في الرسالة الى العبرانيين: استقبله إبراهيم وأعطاه عُشْرًا من كلّ شيء. 

يقول أيضًا بولس في الرسالة إلى غلاطية "ليس يهوديّ ولا يونانيّ" (غلا 3: 28). لا ختان (يعني اليهود) ولا قلف. (يعني الوثنيّين).

 كلّ الخلافات العنصريّة والأعراق والقوميّات لا تتوحّد إلّا إذا انضمَّت إلى المسيح.

المسيح قبل الميلاد كان بطريقةٍ ما مفكَّراً به صحيح، عند الشعوب القديمة.

إنَّه من اليهود في الجسد، لكنّه وريثٌ لكلِّ الحضارات القديمة. عمّدها بالإنجيل. كلماته كانت مزروعةً في ثقافات الشعوب. وصار هو للجميع كلَّ شيء.

الدعوة إلى العشاء العظيم وليمةٌ أعدَّها إنسان، لكنَّ المدعوّين اعتذروا. الوليمة هي جسد المسيح ودمه الكريمان. هو يغزو العالمَ بالحياة الأبديّة.

استعفى المدعوّون بسبب اهتمامهم بالدنيويّات. لقد انصرفوا إلى جمع المال.

عند ذلك أرسل صاحبُ الوليمة عبيدَه إلى شوارع المدينة وأَزِقَّتِها، أي إنّه دعا الأُمم الأخيار والأشرار.
"الذئب والحمل يرعيان معًا" (أشعيا 62: 35) 

هذا كلّه يعود إلى تَقاعُسِ المسيحيِّين في تلبية متطلِّبات الإنجيل، فلن يتوانى الربُّ يسوع فيقول:

"لن يذوقَ عشائي أحدٌ من أولئك الرجال المدعوّين. فَلْنَستَدْرِكْ أنفسَنا ونَلحَقْ بالمدعوّين قبل إقفال الأبواب دونَنا.

   + أفرام
 مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

طروبارية القيام باللحن الأوّل

إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفظَ من الجند، قمتَ في اليوم الثالثِ أيها المخلّص مانحاً العالم الحياة. لذلك، قوّاتُ السّماوات هتفوا اليك يا واهب الحياة: المجدُ لقيامتك أيّها المسيح، المجدُ لمُلككَ، المجدُ لتدبيركَ يا مُحبَّ البشر وحدك.

طروباريّة الأجداد باللحن الثاني

لقد زكّيتَ بالإيمان الآباءَ القدماء، وَبِهم سبَقْتَ فخَطبْتَ البِيعةَ التي من الأُمم. فالقدّيسون بالمجدِ يَفتخرونَ، حيثُ مِن زَرْعِهم أَينَعَتْ ثمرةٌ حسيبة، وهي التي ولدَتْكَ بغيرِ زرعٍ. فبتوسُّلاتِهم أيُّها المسيحُ الإله ارحمنا.

قنداق تقدمة الميلاد باللحن الثالث

اليومَ العذراء تأتي إلى المغارة لِتَلِدَ الكلمة الذي قبل الدهور، ولادةً لا تُفسَّر ولا يُنطَقُ بها. فافرحي أيّتها المسكونةُ إذا سمعتِ، ومَجِّدِي مع الملائكةِ والرُّعاة الذي سيَظهَرُ بمشيئتِه طفلًا جديدًا، الإلهَ الذي قبل الدهور.

الرسالة: كول 3: 4-11 
ما أعظم أعمالَكَ يا ربُّ. كلَّها بحكمةٍ صنعت    
باركي يا نفسِي الربَّ


يا إخوةُ متى ظهرَ المسيحُ الذي هو حياتُنا فأنتم أيضًا تَظَهرون حينئذٍ معهُ في المجد. فأمِيتوا أعضاءَكم التي على الأرض: الزِنَى والنجاسةِ والهوى والشهوةَ الرديئةَ والطمعَ الذي هو عبادةُ وثَن، لأنَّهُ لأجلِ هذه يأتي غضبُ الله على أبناءِ العِصيان، وفي هذه أنتم أيضًا سلَكُتم حينًا إذ كنتمُ عائشينَ فيها. أمَّا الآن فأنتم أيضًا اطرَحوا الكُلَّ: الغضبَ والسُخْطَ والخُبثَ والتجديفَ والكلامَ القبيحَ من أفواهِكم. ولا يكذِبَنَّ بعضُكم بعضًا بل اخلَعوا الإنسانَ العتيقَ معَ أعمالِه، والبَسُوا الإنسانَ الجديد الذي يتجدَّدُ للمعرفةِ على صورةِ خالقِه، حيثُ ليس يونانيٌ ولا يهوديٌ، لا خِتانٌ ولا قَلَفٌ، لا بَربريٌّ ولا إسكِيثيٌّ، لا عبدٌ ولا حرٌ، بلِ المسيحُ هو كلُّ شيءٍ وفي الجميع.

الإنجيل: لو 14: 16-24 (لوقا 11)

قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ صنع عشاءً عظيمًا ودعا كثيرين، فأرسل عبدَهُ في ساعة العشاءِ يقول للمَدعوّين: تعالوا فإنَّ كلَّ شيءٍ قد أُعِدَّ. فطفِق كلُّهم واحدًا فواحدًا يستَعْفُون. فقال لهُ الأوَّلُ: قد اشتريتُ حقلاً ولا بدَّ لي أن أخرجَ وأنظرَهُ، فأسألُكَ أن تُعفِيَني. وقال الآخَرُ: قدِ اشتريتُ خمسةَ فدادينِ بقرٍ وأنا ماضٍ لأجَرِّبَها، فأسألُكَ أن تُعفِيَني. وقال الآخَر: قد تزوَّجتُ امرأةً فلذلك لا أستطيع أن أجيء. فأتى العبدُ وأخبرَ سيِّدَهُ بذلك، فحينئذٍ غضِبَ ربُّ البيتِ وقال لعبدِه: أخرُجْ سريعاً إلى شوارع المدينةِ وأزقَّتِها وأدخِلِ المساكينَ والجُدْعَ والعميانَ والعُرْجَ إلى ههنا. فقال العبدُ: يا سيّدُ، قد قُضي ما أمرتَ بهِ ويبقى أيضاً محلٌّ. فقال السيّد للعبد: أخرُج إلى الطُّرق والأسيْجَةِ واضطَرِرْهم إلى الدخول حتّى يمتلئَ بيتي. فإنّي أقولُ لكم إنَّه لا يذوقُ عشائي أحدٌ من أولئك الرجال المدعوّين، لأنَّ المدعُوّين كثيرون والمختارين قليلون.

في الرسالة

نتعلّمُ اليومَ مِمّا قالَهُ بولُسُ الرَّسولُ إلى أهلِ كولوسي أنَّ ثمّةَ أساسَينِ لازِمَينِ للبناءِ الرُّوحيّ: أَوَّلُهُما المجيءُ الثاني المجيدُ للرّبّ يسوع المسيح؛ وثانيهما مُثُولُ البَشَرِ جميعًا أمامَ مَجدِهِ الإلهيّ. 

فإذا كان المجيءُ الثاني المجيدُ للرّبّ حَتميًّا، وإذا كان سيَجمَعُ إليهِ كلَّ البَشَرِ، فتكونُ أعمالُهم ظاهرةً أمامَه، وضمائرُهُم مكشوفة، فهذا أمرٌ يَدعو المؤمنَ المُتَعَقِّلَ إلى تَقويمِ سِيرَتِهِ، وَإعادةِ التّفكيرِ في ترتيبِ أولَوِيّاتِه. التّفكيرُ في النّهايةِ، يَجعلُكَ أكثرَ جِدّيَّةً في مسيرةِ حياتِك.

مِن هُنا كان قَولُ الرّسول: "فَأَمِيتُوا أعضاءَكُم الّتي على الأرض..."، أي أَمِيتُوا مَيلَكُم إلى الرَّذائل. وأَوصى بِتَركِ "الشَّهوةِ الرّديئة"، لأَنَّ ثَمَّة َشهوةً حَسَنَةً، أَلا وَهِيَ اشتِهاءُ أعمالِ الفضيلة. 

وَبِهذا المعنى دُعِيَ النبيُّ دانيال "رَجُلَ الشَّهَوات"، لِشِدَّةِ مَيلِهِ إلى القيامِ بالأعمالِ الصّالحة. وكذلك أُطلِقَت هذه الصِّفةُ على عددٍ مِن الآباءِ الأبرارِ الَّذينَ تَمَيَّزُوا بذلك. 

وعلى العكسِ مِن ذلك، الشّهوةُ الرّديئةُ هيَ اشتِهاءُ فِعلِ الخطيئة.

    وأَوصى أيضًا بالاِبتعادِ عن الطّمَعِ، مُعتَبِرًا اِيّاهُ عبادةَ وَثَنٍ؛ لأنَّ الوثنيِّينَ كانُوا يصنعونَ أوثانَهُم مِن ذَهَبٍ وَفضَّةٍ وَحجارةٍ كريمةٍ، وَيَضَعُونَ عليها رجاءَ سَعادَتِهِم. والطّمّاعُونَ يَفعَلُونَ الشَّيءَ نفسَهُ معَ أموالِهِم، فَهُمْ يُكَدِّسُونَها، وَيَتَّكِلُونَ عليها، لا على الله، ظانِّينَ أَنّها هِيَ الّتي تُحافِظُ على حَياتِهِم، وَتَجلِبُ لَهُمُ السَّعادة.

    هذا السُّلُوكُ الرَّديءُ يَفصلُ الإنسانَ عَنِ الله، وَيَجعلُه من "أبناءِ المَعصية"، على حَدِّ تعبيرِ بولسَ الرَّسُول. ثُمَّ يَضُمُّ إلى هذه الفصيلةِ مِنَ الأعمال الغَضبَ والسُّخطَ والخُبثَ والتّجديفَ والكلامَ القبيحَ والكَذِب، لِيَصِلَ إلى جَمعِها كُلِّها تحتَ عُنوانٍ واحد، ألا وَهُوَ: "الإنسانُ العتيق".

    وَهُنا يَصِلُ إلى "الإنسانِ الجديد"، هذا الّذي اعتمدَ بالمسيحِ يسوع. مِن خصائصِهِ المَيلُ إلى الصَّلاحِ عَن وَعْيٍ وَدِرايَةٍ. 

وَمِن خَصائصِهِ التَّحَلِّي بالحكمةِ الإلهيّةِ والاستنارةُ بالمعرفةِ الإلهيّة. 

هذا الإنسانُ الجديدُ هُوَ الّذي يَنمو ويتزايَدُ شيئًا فشيئًا، عَبرَ الجِهادِ والصَّلَوات، لِكَي يقتربَ من صُورةِ الخالقِ أكثرَ فأكثر. وَمتى وَصلَ إلى هذه الدّرجةِ مِنَ الكَمال، يَكُونُ قد ارتفعَ عن الأرضيّاتِ، وتنتفي عندَهُ الفَوارقُ والتُّرَّهاتُ البَشَرِيّة، لأنَّ نَظَرَهُ مُرتفعٌ جِدًّا.

    عليكَ أيّها المسيحيُّ المؤمنُ أن تُثَبِّتَ ناظِرَيكَ في مَجدِ المسيحِ الّذي سيأتي ثانيةً لِيَدِينَ الأرضَ كُلَّها، وَتَبنيَ حياتَكَ على أساسِهِ، وأنْ تجعلَهُ "كلاًّ" في حَياتِكَ، لِكَي، عندما تمثلُ أمامَهُ في مجيئِهِ الثّاني الرّهيب، لا تكونَ مَخذُولاً بَل ظافِرًا. آمين

هذا العيد يَخُصُّنا

وَضَعَتِ الكنيسةُ صومَ الميلادِ بِقَصدِ الاِستعدادِ لِلِقاءِ المسيحِ الربِّ المولودِ الآتي لخلاصنا، فنصومُ لِتَجديدِ حياتِنا الروحيَّة؛ حيث الصوم والصلاة والتسبيح والعطاء والتأمّل، يجعلون داخلَنا مذودًا يُولَدُ فيه المسيح المتجسّد، بِسَعيِ كُلِّ واحدٍ مِنّا إلى تهيئةِ نفسِهِ بِصدقٍ كما يليق؛ مشترِكًا مع الكنيسة ليفرح بالحدث الخلاصيّ المشترك.

صوم الميلاد هو أن نتحضّر بالتوبة وتبييض الثياب لاستقبال الملك المولود، نستقبله بزينة النفس فنذوق وننظر طيبته ونرتّل "المسيح وُلد فمجّدوه واستقبِلوه"، فهل ندرك أنّ صومنا هو إعداد وتحضير وتهيئة لاستقبال السيّد في مذود قلوبنا؟! وهل عرفنا أنّ صومنا هو تحضير كي يأتي ويحلّ فينا؛ فيجد مكانًا في مذودنا ليستريح ويُولد فيه؟!

إنه لم يُنزّل لنا كتابًا مُنزّلاً؛ لكنّه أعطانا ذاته لنغتني بفدائه وخلاصه ورحمته وأسراره الثمينة والعجيبة. نتعرّف عليه ونتّحد به؛ لأنّ هذه هي قيمة الحياة وكرامتها؛ عمانوئيل إلهنا الكائن في وسطنا بمجده ومجد أبيه والروح القدس، وهو إلى الأبد معنا؛ وإلى دهر الدهور حسب وعده لكنيسته، ففيها نلقاه ونتّحد به ونحيا معه.

صومنا ينبّهنا إلى أنّ الميلاد ليس مجرّدَ قصَّةِ ولادة ملك ملوك الأرض كلِّها؛ بل هو دفعٌ جديد لاِتِّحادنا والْتِصاقنا به اليوم وغدًا. 

فقصّة الميلاد شيء هامّ، والميلادُ، مِن حيثُ هو تجسُّد، دائمُ الأهمِّيَّة… ميلاد الكلمة المتجسّد هو خلاص وحوار وصلاة ولقاء وتجاوب مستمرّ، هو نطق وعقل لحياةٍ لا تنتهي.

لذلك نحن لا نتصارع مع العالم؛ بل نتحاور ونجاوب عن سبب الرجاء الذي فينا، اليوم وبلُغة اليوم وسط عالم متمركز حول الإنسان، متمرّد على كلّ ما هو إلهيّ وبعيد عن خبرة الروح في مادّيّة وأنانية؛ بينما شخص المسيح يقلِّب القديم ويلتصق اسمه بالجديد والتجديد.

لقد جاء (لتكون الحياة لنا أفضل) في جدّة النور والفرح والحقّ والعدل والحرية والسلطة، وليكون الأصغر كالأكبر والمتقدّم كمثل الخاد، وليكون لصُّ اليمين أعظمَ مِن"بيلاطس"، و"بطرسُ" الصيّاد أعظمَ مِن "أفلاطون"، و"يوحنّا المعمدانُ" أعظمَ مِن "هيرودس"، و"بولسُ" أقوى من"نيرون"؛ 

لأنّه جاء ليرفع البائسَ والمسكين والفقير والمزدرَى مِن مَزابلِ هذه الدنيا وترتيباتها الطبقيَّة؛ مؤسِّسًا ملكوتًا لا يتزعزع؛ ملكوتًا لا يضمّ المستكبرين ولا الشتَّامين ولا الظالمين ولا القتلة والطمّاعين؛ ملكوتًا لا يعرف العداوة والتمييز والعنصريّة والشرّ.

إنَّنا نصوم لنُعيّد في عيد الميلاد بمجيء الله إلى الإنسان، لكنّنا بالأحرى نعيّد لعودتنا إليه. لقد جاء إلينا مسيحُنا؛ فكيف نحن نأتي إليه؟! 

إذن لنجتهد في صومنا ليكون بمثابة إعلان رغبتنا بالرجوع والعودة إليه؛ ولنستقبله لأنّه تجسّد على أرضنا كي يرفعنا كخليقةٍ مستعادة؛ لأنّ هذا العيد يخصّنا.

لذلك لا تعود لنا السنين والتواريخ مجرَّدَ أرقام؛ بل حياة مقدَّسة مرتبطة بالذي تجسّد لأجل خلاصنا مسيحنا المولود هو صاحب العيد، وصومنا وضعته الكنيسة؛ كي نستقبله ويولد في مذود قلوبنا؛ لأنَّه هو سيّد التاريخ والحياة كلِّها، ولا فرحَ أثمن من إستقباله، كأعظم زائرٍ نستمدّ منه يُنبوع حياتنا؛ فيخمِّر عجين العالم كلِّه بالفرح والمسرّة.

فلنبدأ بدءًا حسنًا ولنُشرِّع أبوابنا لنستقبله كي يبيت ويتعشَّى ويقيم ويصنع عندنا منزلًا، فالمغارة التي وُلد فيها هي كنيسته، والمذود هو هيكله، ويوسف النجّار والرعاة والمجوس هم طغماته وجنوده (الكهنة والشمامسة والخدّام والشعب)؛ والعذراء مريم هي عرشُه وهو قربانُ العالَمِ كلِّه، وهو أسقفُ نفوسِنا وراعيها الأوَّلُ والوحيد؛ إذ ليست كنيستُه مؤسَّسةً بَشَرِيَّة؛ لكنّها السماء على الأرض.

ليت اللهَ يعطينا عيونًا روحيّةً أبهى من عين الجسد؛ حتّى نمتلكَ عينًا لا تَقوى خشبةُ الخطيئةِ على أن تسقط فيها؛ لِنُبصِرَ مخلِّصَنا المولودَ لأجل خلاصنا.