الأحد 31 تشرين الأول 2021

الأحد 31 تشرين الأول 2021

27 تشرين الأول 2021
 الأحد 31 تشرين الأول 2021      
العدد 44
الأحد 19 بعد العنصرة 
اللحن الثاني الإيوثينا الثامنة


* 31: الرّسول سطاشيس ورفقته، * 1: قزما وداميانوس الماقتا الفضَّة، البارّ داوود (آفيا)، * 2: الشُّهداء أكينذينوس ورفقته، * 3: الشَّهيد أكبسيماس ورفقته، تجديد هيكل القدِّيس جاورجيوس في اللّد،
* 4: إيوانيكيوس الكبير، الشّهيدان نيكاندرُس وإرمِيُوس الكاهن، * 5: الشَّهيدان غالكيتون وزوجته إبيستيمي، إرماس ورفقته، * 6: بولس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينيّة.   *


الغنى والفقر

الفقر سرّ الإيمان المعاش بالصبر والتواضع. 

كلّ هذا بحثاً عن الغنى الآتي من الله وحده. الغنى الحقيقيّ يكمن في بيع كلّ شيء واتّباع المسيح.

"إن أردتَ أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك ووزعّها على الفقراء وتعالَ اتبعني" الشابّ الغنيّ (متى 19: 21).
الغنى الحقيقيّ هو في العيش الوضيع: "طوبى للمساكين الفقراء بالروح..." عند هؤلاء الضمانة لا تأتي من المال. طوبى للفقر الذي نرتضيه في حياتنا بملء حرّيتنا. يتحلّى الفقير بالصبر بانتظار ملكوت الله. 

الغنى السماويّ على مثال شعوب العالم الثالث الفقير العائشين برضى الله Tiers- monde. 

هذه كانت حياة لعازر، ينتظر خيرَ العالم الآتي. أمّا الغنيّ فكان يكتفي بوضعه الغنيّ المريح المضمون بحسب اعتقاده. نحن نطلب ونشتهي أن نتمثّل بنفس هذا الفقير المسكين لعازر الذي كان يتطلّع الى الملكوت الآتي من الربّ، الى الغنى السماويّ لا الأرضيّ، بينما كان الغنيّ يفتّش عن إرضاء شهواته الحسيّة الدنيويّة. 

لعازر بعد موته حُمل الى حضن إبراهيم، لا لِكَونِهِ فقيراً، بل لأنّ قلبه كان مجبولاً بالصبر والتواضع مغلّفاً بالإيمان: كلّ هذا كان يشكّل معنىً لحياته الحاضرة. كلّ هذا عاشه الفقيرُ بِوَعْيٍ أو بِغَيرِ وَعْي، منتظراً عالماً آخَرَ سماويّاً غيرَ مَبْنِيٍّ على الغنى الأرضيّ العابر، بل على الحياة الحقيقيّة، على الاِشتراك بحياة الله نفسه. 

الفقير لعازر لم يكن يشتهي اتّخاذ مكانة الغنيّ بل كان يكتفي بالفُتاتِ الساقط من مائدته. لقد عرف عن وعيٍ أو غير وعيٍ أن الاِرتضاء وتقبّل الوضع الفقير بصبر وتواضع هو الطريق الوحيد للوصول إلى سلام الرب وفرحه. 

وهذا يعلّمنا الكثير في عالمنا الحاضر والحالة الحاضرة، فلا نطلبنّ دائماً ضمانات assurances دنيويّة بل لنسعَ أن نبني حياتنا وتصرّفاتنا على أساس نور كلمة الله ووصاياه "نور سبلي" من (118: 105) هذا هو الغنى من وراء هذا الفقر الذي نقبله نرتضيه في حياتنا على رجاء الملكوت الحاضر والآتي.

+ افرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما


طروبارية القيامة باللّحن الثاني

عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك وعندما أقمتَ الأموات من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ، المجدُ لك.

القنداق باللّحن الرابع

يا شَفيعةَ المَسيحيّينَ غَيرَ الخازِية، الوَسِيطةَ لدى الخالِقِ غَيرَ المَردُودة، لا تُعرِضي عن أصواتِ طلباتِنا نَحنُ الخَطأة، بل تَدارَكِينا بالمَعُونةِ بِما أنَّكِ صالِحة، نَحنُ الصارخِينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعة، وأَسرِعي في الطلْبة، يا والدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بِمُكَرِّمِيكِ.

الرِّسَالة 
2 كو 11: 21-33، 12: 1-9 

إلى كلِ الأرضِ خرج صوُته
السماواتُ تُذيعُ مجدَ الله


يا إخوةُ، مَهما يَجترِئ فيهِ أحدٌ (أقولُ كجاهلٍ) فأنا أيضاً أجترِئُ فيهِ، أعبرانيُّونَ هم فأنا كذلك. (أإسرائيليون هم فأنا كذلك. أذريَّةُ ابراهيمَ هم فأنا كذلك. أخدَّامُ المسيح هم (أقول كمختلِّ العقل) فأنا أفضل. أنا في الأتعابِ أكثرُ، وفي الجَلْدِ فوقَ القياسِ، وفي السُّجونِ أكثر، وفي الموتِ مراراً. نالني من اليهودِ، خمسَ مراتٍ، أربعين جلدةً إلّا واحدةً. وضُربتُ بالعِصيِّ ثَلاثَ مرّاتٍ، ورُجمتُ مرّةً، وانكسرتْ بي السفينةُ ثلاثَ مرَّاتٍ، وقضيتُ ليلاً ونهاراً في العُمق. وكنتُ في الأسفارِ مرَّاتٍ كثيرةً، وفي أخطارِ السُّيول، وفي أخطارِ اللصوص، وفي أخطارٍ من جِنسي، وأخطارٍ من الأُممِ، وأخطارٍ في المدينة وأخطارٍ في البريَّة، وأخطارِ في البحرِ، وأخطارٍ بينَ الإخوةِ الكَذَبة. وفي التَّعب والكدِ والأسهارِ الكثيرة، والجوع والعطش والأصوامِ الكثيرة، والبردِ والعُري. وما عدا هذه التي هي من خارجٍ، ما يتفاقَمُ عليَّ كُلَّ يومٍ من تدبير الأمور ومنَ الاهتمام بجميع الكنائس. فمَن يَضعُفُ ولا أَضعُفُ أنا؟! أو من يُشكَّكُ ولا أحترِقُ أنا؟! إن كانَ لا بدَّ منَ الاِفتخارِ فإنّي أفتخرُ بما يَخُصُّ ضُعفي. وقد علمَ الله أبو ربِّنا يسوعَ المسيحَ المبارَكُ إلى الأبدِ أنّي لا أكذب. كانَ بدمشقَ الحاكمُ تحتَ إمرةِ الحارثِ يحرُسُ مدينةَ الدمشقيّينَ ليقبِضَ عليَّ، فدُلِّيتُ مِن كُوَّةٍ في زِنبيلٍ منَ السُّورِ ونَجوتُ مِن يدَيه. إنَّهُ لا يُوافقُني أن أفتخِرَ فآتيَ إلى رُؤى الربِّ وإعلاناتِه. إنّي أعرِفُ إنساناً في المسيح مُنذُ أربعَ عشْرَةَ سنةً -أفي الجسدِ لستُ أعلمُ، أمْ خارجَ الجسدِ لستُ أعلم. الله يعلم- أختُطِفَ إلى السماءِ الثالثة. وأعرِفُ أنَّ هذا الإنسانَ -أفي الجسَدِ أم خارجَ الجسدِ لستُ أعلم. الله يعلم- أختُطِفَ إلى الفردَوسِ، وسمعَ كلمات سرّيَّةً لا يَحِلُّ لإنسانٍ أن يَنطِقَ بها. فَمِن جِهِةِ هذا أفتخرُ، وأمّا مِن جهةِ نفسي فلا أفتخرُ إلّا بأوهاني. فإنّي لو أردتُ الاِفتخارَ لم أَكُنْ جاهلاً لأنّي أقولُ الحقَّ. لكنّي أتحاشى لئلّا يَظُنَّ بي أحدٌ فوق ما يَراني عليه أو يَسمَعُهُ مِنّي. ولئلاّ أستكبِرَ بِفَرْطِ الإعلاناتِ، أُعطيتُ شوكةً في الجسَد،ِ ملاكَ الشيطانِ ليَلطِمَني لئلاّ أستكبر. ولهذا طلبتُ إلى الربِ ثلاث مرّاتٍ أن تُفارقَني فقالَ لي تكفيك نِعمتي. لأنَّ قُوَّتي في الضُّعفِ تُكمَل. فبكُلِّ سُرورٍ أفتخرُ بالحِريِّ بأهاوني، لِتستقِرَّ فيّ قوَّةُ المسيح.

الإنجيل
لو 16: 19-31 (لوقا 5)


قال الربّ: كان إنسان غنيٌّ يلبس الأرجوان والبزَّ، ويتنعَّم كلَّ يوم تنعُّماً فاخراً. وكان مسكينٌ اسمُه لَعازَرُ مطروحاً عندَ بابِهِ مُصاباً بالقُروح، وكان يشتهي أن يشبع من الفُتاتِ الذي يسقط مِن مائدة الغنيّ، فكانت الكلاب تأتي وتلحس قُروحَه. ثُمّ مات المسكينُ فنقلَتْه الملائكةُ إلى حِضنِ إبراهيم، ومات الغنيّ أيضاً فدُفِن. فرفع عينيه في الجحيم، وهو في العذاب، فرأى إبراهيمَ مِن بعيدٍ ولَعازَرُ في حِضنه، فنادى قائلاً: يا أبتِ إبراهيمُ ارحمني، وأرسلْ لَعازرَ لِيَغمِسَ طَرَفَ إصبعه في الماء ويُبرِّدَ لِساني، لأنّي مُعذَّبٌ في هذا اللهيب. 

فقال إبراهيم: تذكَّرْ يا ابني أنّكَ نِلتَ خيراتِكَ في حياتك، ولعازرُ كذلك بلاياه. والآن فهو يتعزّى وأنت تتعذَّب. وعلاوةً على هذا كلِّه فبيننا وبينكم هوَّة عظيمة قد أُثبتت، حتى أنَّ الذين يريدون أن يجتازوا من هنا إليكم لا يستطيعون، ولا الذين هناك أن يعبروا إلينا. فقال: أسألك إذن يا أبتِ أن ترسله إلى بيت أبي، فإنَّ لي خمسةَ إخوةٍ حتّى يشهد لهم لي فلا يأتوا هم أيضاً إلى موضع العذاب هذا. فقال له إبراهيم: إنَّ عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا منهم. قال: لا يا أبتِ ابراهيم، بل إذا مضى إليهم واحدٌ من الأموات يتوبون. فقال له: إن لم يسمعوا من موسى والأنبياء فإنَّهم ولا إن قام واحد من الأموات يصدّقونه.

في الإنجيل 

في هذا المقطع المعروف باسم مثل الغنيّ ولعازر، يذكر الإنجيليّ لوقا موضوع الفقر والفقراء. هذا المثل يعلّم أن عدم تعلّق الإنسان بالخيرات الدنيوية يؤمن له الخلاص، وأن الذي يلتصق بهذه الخيرات ويتمتّعُ بها ينقاد إلى الهلاك.  وهذا المثل يهدف أيضاً إلى تشجيع الصغيري النفس لكي يستجيبوا لوصايا الله، وإلى أنّ التسليم الكامل لله يعطينا الحياة والخلاص.
الغنيّ يرتدي أثمن الملابس ويتنعّم يومياً، أي يقيم المآدب والاحتفالات، ويروّح عن نفسه بوسائل الترفيه السائدة في ذلك الزمان.
لعازر هو الشخصيَّة الوحيدة التي أعطيت اسماً في الأمثال، وهذا الإسم يعني "الله مُعينٌ". بهذه التسمية أراد الربّ يسوع أن يظهر طابع المسكين، "كان لعازر مطروحاً عند باب الغنيّ". وكان يشتهي أن يَشبع من الفُتات، أي قطع الخبز التي يمسح الآكلون بها أيديهم، ويرمونها ارضاً للحيوانات.

واشتهاءُ الفُتاتِ إشارةٌ إلى أنّ رغبته هذه لم تتحقَّقْ مطلقاً. "كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه". وهذه الكلاب كانت متشرِّدة وتعتبر نجسة. وقد كان ألعازر عاجزاً عن طردها بسبب ضعفه ووحدته.

الغنيُّ ينتقل إلى العذاب الأبديّ وألعازر إلى حضن إبراهيم. وحضن ابراهيم يُقصَدُ به موضع الأبرار بعد الرقاد. أما الموضع الآخر فهو موضع الأشرار حيث صار الغنيّ. وتعذُّر عبور الهوّة العظيمة بينهما إشارة إلى استحالة تبدُّل حالة الراقد بعد الموت.

من هنا، المؤمن المسيحيّ يختار مصيره بعد الموت. فإمّا أن يعيش مسكيناً في هذا العالم، ويحظى في اليوم الأخير بحضن إبراهيم، وإمّا أن يتمتّع بملذّات هذه الدنيا كهذا الغنيّ، ولكن مصيره إلى الهلاك، حيث "النار لا تُطفأ والدود لا ينام".
إنّ مثل الغنيّ وأليعازر يعلّمنا احتمال الفقر ونكبات الحياة، ويسلِّمنا في الوقت نفسه ضدَّ تجاربِ محبّة العالم والاِنغماسِ في الشهوات.

ونتعلّم من هذا المثل أنّ السماء عزاء، وجهنّم عذاب. وأنّ السماء فرح، وجهنّم بُكاءٌ ونحيبٌ وآلام. وحالما تفارق الروح الجسد فهي تذهب إما إلى السماء أو إلى الجحيم، إما إلى العزاء أو إلى العذاب. فأيّ طريق نحن نختار؟

فإننا نضرع إلى الديان العادل أن يجعلنا عن يمينه حيث الأبرار والقدّيسون يتمتّعون بالملكوت السماويّ، ويمجّدون القائم من بين الأموات، الذي افتدانا بدمه الكريم، وله المجد إلى الأبد. آمين.

حياة المؤمن وحياة الرْاهب 

كل أرثوذكسيّ هو راهبٌ في حياته، فالرّهبنة الأرثوذكسيّة هي عصب الكنيسة وإحدى ركائزها الأساسيّة. هي تُترجم خبرة الكنيسة عبر العصور بنموذجها الحيّ، هي شهادةٌ وجهادٌ يوميّ مريرٌ ضدّ أهواء الإنسان. ولولا خبرة الرّهبنة، لما عرفنا ازدهار الكنيسة الرّوحيّ والليتورجيّ الذي أحدثته في جسمها، كما نرى ونسمع. 

فالمجتمعات الرهبانيّة هي عيش حياة الإنجيل وتطبيق وصايا الرّب فعلاً وقولاً! نحن نؤمن بالمواهب التي أفاضها الرّبُّ علينا بعد العنصرة، والرّهبنة هي إحدى تجلّيات الرّوح القدس داخل الجسم الكنسيّ! 

في الكنيسة الأرثوذكسيّة، ليس هناك من تفضيلٍ بين حياة المؤمن والرّاهب. في كلتا الحالتين، كلّ قرارٍ يتّخذه المرء يتحمّل مسؤوليته. وعليه أن يسلك دربه بثباتٍ من دون تقلقل، واضعًا رجاءه على الرّب لكي يَنمُوَ ويُثمِرَ معَ الوقت. 

المهمّ هو أن يُدركَ صَوابيّةَ القرارِ، وَيَعُفَّ عن تُرابيّةِ هذه الحياةِ وهمومِها الكثيرة. فالزّواجُ مقبولٌ في المسيحيّةِ، على حدّ تعبيرِ الرسولِ بولس "لكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ" (1كور 28:7). 

فإنّ حياة المؤمن الأرثوذكسيّ تسير في طريقَين مُستويين يلتقيان في هدفٍ واحدٍ لا غير، أي إقران حياته في أيّ شيءٍ يختاره بحياةٍ يوميّةٍ جهاديّةٍ مع الربّ، والالتزام بحياة الكنيسة الأسراريّة، مع المواظبة على حياة التوبة يوميًّا في حياته، من أجل خلاصه وخلاص مَن هو مؤتمَنٌ على حياتهم!!

الرهبنة الأرثوذكسيّة هي زواجٌ سرّيٌّ مع الكنيسة، هي تحقيق الهدف المرجوّ من الخلق، أن يكونَ الإنسان السّاقط كائنًا يُشابه الملائكة في السّيرة وعيش ما تبقّى من حياته في توبةٍ وسلام، بعكس ما أرادته نتائج السقوط. 

للموت هو جاهزٌ في كلّ لحظة. للحيّة، أي الشيطان، هو بالمرصاد بنعمة الله. يُحطّم كبرياءه ضمن حياة الشركة، ويضع نفسَهُ بين يدَي أبٍ روحيّ مُختبر يُساعده في نهوضه كلّما سقطَ.

أمّا المتزوّج، فلا يختلف عن الرّاهب بشيء، وهو يسير في طريقٍ موازٍ له. كلّ ما هو مطلوبٌ منه هو أن ينضوي تحت كنف الزواج. هناك عليه أن يُضحّي بحبٍّ من أجل مَن أخذه على عاتقه. 

والرّب بارك الزواج الذي فيه يُحارَب الزّنا أيضًا، ويُجاهد الإنسان من أجل أن يحفظ الزواج بغير دنس، ويُساهم مع الخالق في إنجاب أولادٍ يُربّيهم بحسب تعاليم الكنيسة، فيكون كراهبٍ في بيته، ويحوّل هذا البيت إلى دير شركةٍ صغير، فيُجاهد مع زوجته وأولاده نحو حياة الصلاح!

مع المسيح، ومن خلال الكنيسة، هناك ترفّعٌ عن جسديّات هذه الأرض. المسيحيّة الحقّة هي تغرُّبٌ يوميّ عن ثقلِ هذه الأرض. لذلك طوبى لمَن يُدرك جوهر هذه الحياة وهدفها. 

كلّنا مقصِّرون في إيصال الهدف إلى قلب المؤمن اليوم! لقد بهتَ بريقُ المسيحيّة في العالم بسبب تقاعس المسيحيّين وبُعدهم عن مصدر الحياة! العالم اليوم تجرفهُ تياراتٌ كثيرةٌ والإنسان المعاصر يتخبّط. 

النور موجودٌ والكنيسة تُجاهد أيضًا. المطلوب من الجميع لبس المسوح وذرّ الرّماد على رؤوسنا. لقد تعاظمت خطيئتنا، وكأنّنا وصلنا إلى طريقٍ مسدود. اليوم العالم بحاجةٍ إلى قدّيسٍ واحدٍ لكي يرفع عنا الرّب هذا البلاء!! 

راهبًا كنتَ أم علمانيًّا، كلاكما عليكما أن تُجاهدا حتّى الدّم، لأنّ الأيّام شريرة والأوقات التي نعيشها عصيبة. لكن بوجود الرّب في حياتنا، ومن خلال الكنيسة، يتلاشى كلّ ضعف وتستحيل الأمور إلى قوّة! هكذا تعَلّمنا من خبرة آباء الكنيسة! كل شيءٍ على هذه الأرض باطلٌ هو. 

صحيحٌ أنّ الرّهبان في الكنيسة اختاروا الطريق المعاكس، فهُم يُجاهدون عكس التّيار، هم في العالم ولكنّهم لا يمتّون للعالم بشيء. 

هم اختاروا المواجهة في الصفوف الأماميّة، والذين بقوا في العالم سوف يُجاهدون ضدّ مغريات هذه الحياة الكثيرة من أجل خلاصهم وخلاص مَن هم حولهم. آمين.

أخبارنا

إلى أبنائنا الكهنة والشمامسة الأعزاء. 

نذكركم، بما تعلمون، وبما تقتضي اللياقة والترتيب الرعائي حفظاً للنظام وتلافياً للفوضى، أنه يجب الرجوع الى المطرانية قبل استضافة أي إكليركي من خارج الأبرشية للإشتراك في أي خدمة طقسيّة أو إلقاء محاضرة أو تقبل إعترافات المؤمنين. كما وأنه يجب إرسال طلب بواسطة السكريتاريا وإنتظار الجواب بإعطاء البركة للضيف، كما يقتضي النظام الرعائي.
مع الدعاء والبركة

+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما