الأحد 28 تشرين الثاني 2021
24 تشرين الثاني 2021
الأحد 28 تشرين الثاني 2021
العدد 48
الأحد 23 بعد العنصرة
اللحن السادس الإيوثينا الأولى
* 28: الشّهيد استفانوس الجديد، الشّهيد إيرينَرخُس، * 29: الشّهيدان بارامونوس وفيلومانس، * 30: الرّسول أندراوس المدعوّ أوّلاً، * 1: النّبيّ ناحوم، فيلاريت الرّحيم، * 2: النّبيّ حبقوق، بورفيرويوس الرائي، * 3: النبيّ صوفونيا، * 4: الشّهيدة بربارة، البارّ يوحنّا الدمشقيّ. *
الجبل المقدّس (جبل آثوس)
الجبل المقدّس كنزٌ كبيرٌ thisavros فريدٌ مِن نوعِهِ في العالَمِ كُلِّه. يَسكنُ فيه رهبانٌ مِن بلادٍ عديدة، عددُهم اليومَ حوالي 2000 ألفَي راهب، يتوزَّعون على عشرين ديرًا ضمنَ حياةٍ مشتركة Koinovion) ومِن هذه الكلمةِ اليونانيّةِ جاءت تسميةُ وادي قنّوبين، بسبب الحياةِ الرهبانيّة التي ازدهرَت فيه)،
أي خمسين في كلّ دير، كمعدّلٍ وَسَطيّ. إلى جانب كلِّ ذلك عددٌ كبيرٌ من المناسك والقَلالي.
النهارُ عندَهم مقسومٌ إلى ثلاثة أقسام: 8 ساعات للصلاة، 8 ساعات للعمل اليدويّ و8 ساعات للراحة والمطالعة. يتمتّع كلٌّ دير باكتفاءٍ ذاتيٍّ من الناحية المعيشيّة:
هناك نشاط زراعيٌّ واسع: شجر زيتون، كروم عنب، خضار متنوّعة.. مع كلّ ذلك يجذبُكَ جمالُ الطبيعةِ المتراميةِ بين البحر والسهل والجبال. كلّها مزروعة بالأديار والمناسك. الجبل معروف باسم بستان العذراء، إشارةً إلى أنَّ العذراءَ مريم هي حاميةُ الجبل.
كلُّ شيء هناك يذكرك بالله: الكنائس مع قبَبِها، الأيقونات، الأجراس، القناديل، الثريّات، الناقوس الخشبيّ... هذا كُلُّه مع الصلواتِ والتراتيل...
لا بدّ هنا مِن ذكرِ الصلواتِ الليليّةِ اليوميّةِ في الليل والصباح الباكر، تدوم حوالي أربع ساعات يوميّاً من الساعة الثالثة تقريباً بعد نصف الليل حتى الساعة السابعة عند انبلاج الفجر وضوء النهار.
هذه الصلوات تضمّ صلاة نصف الليل، السحريّة، الساعات والقدّاس الإلهي يوميًّا.
لا بدّ لكلّ مؤمن أن يزور ولو مرّة في حياته هذا الموقع الفريد من نوعه في العالم كما ذكرت.
حتمًا سوف يأخذ منه زادًا مفيدًا لحياته.
الصلوات اليوميّة تدريبٌ روحيٌّ يَجلِبُ للنفسِ والعقلِ تعزيةً كبيرةً واستنارةً عميقة.
عندها لا يعود الإنسان يعتريه همّ دنيويّ، وينظرُ إلى الأمور نظرةً إيجابيّة، ولو بَدَتْ لِلوَهلةِ الأُولى قاسية، وحتّى طريقًا مسدودًا.
في بحر النهار، وحتّى صلاةِ الغروب، الوقتُ مكرَّسٌ للأعمال اليدوية المختلفة: في المطبخ، في جناح الزوّار للضيافة، في الفرن في الأراضي الزراعيّة، وغيرها.
لِكُلِّ راهبٍ وظيفةٌ خاصّةٌ به، عندما ينهي عمله يلازم قلّايتَه حتّى موعدِ صلاة الغروب: الجلوس في قلّايته، أي غرفته الخاصّة، cellule، أكان ذلك في النهار أم في الليل، هي له فرصة سانحة ليعود الى نفسه، يمارس الصلاة الشخصيّة والمطالعة الروحيّة.
هذا كلّه يعزّي نفسه وينير عقله: هي خلوة مع الذات ومع الله مفيدةٌ لِكُلِّ واحدٍ مِنّا حتّى في قلب العالم، تُجَنِّبُه اللجوءَ إلى التلفاز T.V أو الراديو أو Cellulaire لتعبئة الفراغ.
في الخلاصة أعود وأقول إنّه من المفيد جدّاً والمنصوحِ به لِكُلِّ إنسان، أن يتعرّف إلى "بستان العذراء" جبل آثوس ويتحقّق من وجود مثل هذا الكنز الوجوديّ في عالم اليوم الذي يتخبّط بأمور صعبة عديدة، يذوق شيئاً لذيذاً من الحياة مع الله على هذه الأرض قبل أن يغادرها.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة باللّحن السادس
إنّ القوّاتِ الملائكيّة ظهروا على قبرك الموقَّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر، فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرّب منها، وصادفتَ البتول مانحاً الحياة، فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ، المجدُ لك.
قنداق تقدمة الميلاد باللّحن الثالث
اليومَ العذراء تأتي إلى المغارة لِتَلِدَ الكلمةَ الذي قبلَ الدُّهور ولادةً لا تُفسَّر ولا يُنطَقُ بها. فافرَحي أيّتها المسكونةُ إذا سَمِعْتِ، ومَجِّدِي معَ الملائكةِ والرُّعاة الذي سيَظهرُ بمشيئتِه طفلاً جديداً، الإلهَ الذي قبل الدهور.
الرِّسَالة
أف 2: 4-10
خلِّص يا ربُّ شعبَكَ وبارك ميراثك
إليك يا ربُّ أصرُخُ: إلهي
يا إخوةُ، إنّ الله، لكونِهِ غنيًّا بالرحَمةِ، ومن أجل كثرَةِ محبّتِه التي أحبّنا بها حينَ كُنّا أمواتًا بالزّلاتِ، أحيانا مع المسيح. (فإنّكم بالنِعمَةِ مخلَّصون). وأقامَنا معهُ وأجلَسنا معهُ في السماويّاتِ في المسيحِ يسوع، ليُظهِرَ في الدُّهور المستقبَلَةِ فَرْطَ غِنى نِعمَتِه باللطفِ بنا في المسيح يسوع، فإنّكم بالنِعمَةِ مخلَّصونَ بواسِطةِ الإيمان. وذلك ليسَ منكم إنّما هُوَ عَطيّةُ الله، وليسَ من الأعمال لئلاّ يفتخِرَ أحدٌ. لأنّا نحنُ صُنعُهُ مخلوقينَ في المسيحِ يسوع للأعمال الصالِحةِ التي سبقَ الله فأعَدّها لنسلُكَ فيها.
الإنجيل
لو 18: 18-27 (لوقا 13)
في ذلك الزمان دنا إلى يسوعَ إنسانٌ مجرِّبًا لهُ وقائلاً: أيُّها المعلّم الصالح، ماذا أعمَلُ لأرثَ الحياةَ الأبدّية؟ فقال لهُ يسوع: لماذا تدعوني صالحاً وما صالحٌ إلاّ واحدٌ وهو الله. إنّك تعرِفُ الوصايا: لا تزن، لا تقتُل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرِمْ أباك وأمّك. فقال: كلُّ هذا قَدْ حفِظْتَهُ منذُ صبائي. فلمّا سمِعَ يسوعُ ذلك قال لهُ: واحدةٌ تُعوزُك بعدُ. بعْ كلّ شيءٍ لك وَوَزِّعْهُ على المساكين فيكونَ لك كنزٌ في السماءِ وتعال اتبعْني. فلمّا سمع ذلك حزِن لأنّه كان غنيًّا جدًّا. فلمّا رآه يسوعُ قد حزِن قال: ما أعسَرَ على ذوي الأموال أن يدخلوا ملكوتَ الله! إنّهُ لأسهلُ أن يدخُلَ الجَمَلُ في ثقب الإبرَةِ من أنْ يَدخُلَ غنيٌّ ملكوتَ الله. فقال السامِعون: فمن يستطيع إذنْ أنْ يَخلُص؟ فقال: ما لا يُستطاعُ عند الناسِ مُستطاعٌ عند الله؟
في الإنجيل
ماذا أعملُ لأرثَ الحياةَ الأبديّة؟
سؤالٌ طرحَه الشابُّ الغنيّ، ويطرحُه الكثيرُ من الناسِ في عالمَنا اليوم. الكثيرون مِنّا يُفكّرونَ بالحياةِ الأبديّة، إلى درجةِ أنّهم يَنسَونَ هذه الحياة، ويَنسَونَ أنّهم مِن هُنا، مِن خلالِ هذه الحياة، سوف يستطيعون أن يَبدأوا مشوارَ الوصولِ إلى الحياة الأبديّة.
الحياةُ الأبديّةُ تبدأُ مِن هُنا، في هذا المكان، مع هؤلاء الناس، فالحياة الأبديّة هي حياةٌ مليئةٌ بالحُبّ، هي حركةُ حُبٍّ دائمةٌ بين اللهِ والإنسانِ في اتّحادٍ دائمٍ وممجَّد.
لهذا عليكَ، إذا أرَدتَ أن تعيشَ الحياةَ الأبديّة وتصل إليها، أن تتعلّمَ كيف تُحِبُّ، وكيفَ تَبني علاقتَكَ بالآخَرِينَ على أساسِ الحُبّ، وهذا لا يكونُ بَعدَ الموت، بل يَتِمُّ هُنا.
يسوع، في النصّ الإنجيليّ، يبدأ باستدراجِ الشابِّ الغنيّ، فيكلِّمُهُ عن الوصايا: لا تقتل، لا تزنِ، لا تشهد بالزور، لا تسرق، أكرم أباك وأمّك. كلُّها وصايا تحتاجُ إلى أن تُعاش، تحتاجُ من الإنسان أن يكون لديه مقدارٌ كبيرٌ مِنَ الحُبِّ في قلبِهِ ليعيشَها.
فالوصايا ليست كلماتٍ تُقال، وليست للحفظِ بَل لِلعيش. والدليلُ أنّ الشابّ يقولُ ليسوع، حَفِظْتُها مُنذُ صِباي، ظانًّا أنَّ هذا هو كُلُّ المطلوب، إلّا أنَّ الربَّ يسوعَ علَّمَهُ أنَّ معرفةَ الوصايا لا تكفي، بل يجبُ أن تكونَ مقرونةً بالتطبيق، والتطبيقُ في حالةِ هذا الشابِّ الغَنِيّ يكونُ بِتَوزِيعُ ما يَملِكُهُ على الفُقَراءِ والمساكين، وبتكريسِ طاقاتِهِ وحياتِه كُلِّها لِلرَّبّ. لا يكفي أن تعرف الوصايا، عليك أن تعيشها. لهذا، انتبه، بِعْ كُلَّ ما تَملِكُ، أي أَعطِ ذاتَكَ في كُلِّ عطاءٍ مِن أجلِ الآخَر.
كم هو صعبٌ على الغنيّ أن يدخل في خرم الإبرة. الغنيّ هنا هو كلّ إنسان يؤمن بالامتلاك، بحيث أصبح حجمه كبيرًا بما يمتلك لدرجة أنّه يعيق دخوله الملكوت. لا تَنسَوا، بابُ الحياةِ الأبديّةِ ضيّق، لهذا نحن بحاجةٍ إلى أن نكونَ بُسَطاءَ جِدًّا، تمامًا كالأطفال، أن لا نهتمَّ ونقلقَ لِأُمورِ العالَم، فكُلُّ هذا يعرفُه الله.
يسوعُ يركّزُ على الوصايا المرتبطةِ بالقريب: لا تقتلْ، لا تَزْنِ، لا تَسرِقْ، لا تَشهَدْ بالزُّور، كلُّها وصايا تتعلّق بعلاقة الإنسان بالقريب، أي، إن لم يكن إيمانك فعّالاً، إن لم تترجم إيمانك إلى أعمالٍ تفيدُ الآخَرين، سيكون هذا الإيمان باطلاً.
إذًا من هذا نفهم، أنّ الحياة الأبديّة لا نَرِثُها، كما هو متعارَفٌ في عالمنا مِن أنَّ الأبناءَ يَرِثُونَ الأبَ الذي يَعملُ ويَكنِز، ولكن في عُرفِ الربِّ يسوعَ لا وراثةَ بدون عملٍ وجَهد، لا نَرِثُ الحياةَ الأبديّة ونحن جالسون في أماكننا، بل عندما نعمل ونعمل بمحبّة.
ملكوت السّماوات، إذًا، لا يأتيكَ جاهزًا وحاضرًا، بل عليك أن تستحقّه بجدارة.
الحياةُ الأبديّةُ ليست عبارةً عن طاعةٍ لأنظمةٍ أو قوانينَ معيّنة. علينا أن نؤمن بأنّ الإنسان هو أعلى وأهمّ من الأنظمة والقوانين. فعندَ يَسوعَ لا قيمةَ للوَصايا العَشْرِ إنْ لم يَكُنِ الإنسانُ الهدفَ الذي مِن أجلِه وُجِدَتْ هذه الوصايا.
هنالك الكثيرُ من الآلهةِ المختبئةِ في حياتِنا ونحن نَعبدُها، والتي تمنعُنا مِن أن نقدّمَ ذواتِنا بصورةٍ كاملةٍ في عطاءاتنا. فَلْنَسِرْ وراءَ معلِّمِنا يسوعَ الذي كان حُرًّا حتّى تُجاهَ نفسِه، فأعطى ذاتَهُ قبلَ أن يُعطيَ ممتلكاتِه، مِن أجل أن يحيا الإنسانُ حياةً أفضل. آمين.
"ليس المنتهى بعدُ!"
(متى24: 6) / (مرقس13: 7)
"ليس المنتهى بعدُ!" هذه الآيةُ قالَها الربُّ يسوعُ عندما كان يتحدَّثُ مع تلاميذه عن نهاية العالم والأحداث التي ستحصل، مِن حروبٍ ومجاعاتٍ وزلازلَ وبَراكينَ وأوبئةٍ وأُمورٍ أُخرى. لكنّه أخبرَهُم أنّ حدوثَ هذه كُلِّها لا يعني أنّها النهاية! أي أنّ هناك وقتًا آخَرَ لِلخَلاصِ سيُضافُ مِن أجل الخلاص، خلاصِ العدد الأكبر من المؤمنين.
هذا المعنى الضمنيُّ للآيةِ يُمكِنُنا أن نَجِدَهُ في حوادثَ إنجيليّةٍ كثيرة. فصديقُ الرّبِّ لعازرُ مَرِضَ ثُمّ ماتَ ووُضعَ في قبرٍ وأَنتَن، لكنَّ مَوتَ لعازرَ لم يَكُنِ المنتهى، إذْ أقامَه الرّبُّ بعدَ أربعةِ أيّام! وعندَ هُبوبِ العاصفةِ في البحرِ لم تَكُنْ نهايةُ التلاميذ، إذْ أتى الربُّ وهدّأ البحر! زكّا العشّارُ والزانيةُ والمرأةُ السامريّةُ وغيرُهم كثيرون مِن الخطأةِ لم تَنتَهِ حياتُهم بالخطيئةِ بل بالقداسة!
الاِبنُ الشاطرُ أخطأَ تُجاهَ نفسِهِ وتُجاهَ أبيهِ وخَسِر َكُلَّ شيء، لكنْ لم تَكُنْ هُنا النهاية، إذْ عادَ إلى أبيهِ واستعادَ نعيمَ الحياةِ معه!
اِبنُ أرملةِ نايِينَ مات، وأُمُّهُ كانت ذاهبةً لِتَدفُنَهُ، لكنْ لم تَنتَهِ الحكاية هنا، إذْ يلتقي موكبُ الموتِ، بشكلٍ غيرِ متوقَّع، معَ مُبدعِ الحياةِ "الربِّ يَسُوعَ المسيح"، فيُقيمُ الشابَّ الميتَ وَيُعيدُهُ إلى أُمِّه، فتَنتصرُ الحياةُ على الموت، وتَستمرُّ الحياة، لأنّ المنتهى لم يأتِ بَعد! اللصُّ على الصليب، كاد أن يَهلِكَ، لكنْ في اللحظة الأخيرة قال لِلربّ:
اذكُرني يا رَبُّ متى جئتَ في ملكوتك، وهكذا دَخلَ الفردوس! بُطرسُ أَنكرَ الرب،َّ فأخطأ خطيئةً عُظمى، وبالنسبة له انتهى كُلُّ شيء، واعتبرَ نفسَهُ غيرَ مستحقٍّ أن يكون رسولاً، حتّى إنّه عاد للصّيد، لكنّ الربّ تراءى له وقال له: أَتُحِبُّني؟! اِرعَ خِرافي، وهكذا أعادَهُ إلى رَسُولِيَّتِهِ لِيَكُونَ صَيّاداً للناس!
الربُّ يسوعُ المسيحُ مات على الصليب وأُدخلَ القبر، وتفرّقَ التلاميذُ خوفاً وحزناً وإحباطاً، وتِلميذا عمواس كانا يسيران مكتئبَين، ويتحدّثان عن المسيح بيأسٍ: كُنّا نَظُنُّ أنّه هو المزمعُ أن يَفدِيَ إسرائيل، لكن يبدو أنّ كُلَّ شيءٍ قد انتهى!!!
هُنا، في هذه اللحظةِ التي وصلا بها إلى قَعرِ اليأس، يظهر لهما المسيحُ القائمُ بشكلٍ غيرِ متوقّع، ويسيرُ معهما في الطريق، ويفتحُ أعينَهما لِيَعرِفاهُ وَيُدرِكا أنّه قد قام، وأنّ الحياةَ ستستمرُّ! ويستمرُّ الأمل! فانتعش إيمانُهما من جديد، وهذا كلُّه تمّ لأن "ليس المنتهى بعد"!
هكذا نحن أيّها الأحبّاء، في الكثير مِن نواحي حياتِنا وفي لحظةٍ مظلمةٍ نعبرُ فيها، ربّما تكونُ رُسُوبًا في امتحان، أو خسارةً في تجارة، أو مرضًا عُضالاً، أو معاناةً مع الناس، أو صعوباتٍ في العائلة، أو تَعَبًا من الذّات والأهواء، أو تعثُّرًا في الحياة الروحيّة، أو سُقوطًا في الخطيئة، أو انسدادَ أُفُقٍ ما، أو ضائقةً مادّيّة، أو سيطرةَ الظلم، أو انتشار الفساد ونجاح الأشرار، أو انهيار البلد! في هذه اللحظة نشعر أنّ كلّ شيء قد انتهى، وليس من أمل! لكن لا نستسلمنّ لليأس أو الحزن، بل على العكس، عندما نشعر أن الأبواب كلّها قد أُغلقت، عندها فلنسجد متضرِّعينَ للربّ "الضابط بيدهِ الكل"، ولننتظر الأحداثَ غير المتوقّعة، وحصولَ الأعاجيبِ في حَياتِنا. لِنَنتَظِرِ التعزيةَ والاِستجابةَ والتغييرَ الداخليَّ والتطهُّرَ والتنقيةَ لِنُفوسِنا، وفهمَ ما يحصلُ في الوقت المناسب الذي يراه الربّ.
نعم عندها لننتظر القيامة من كلِّ موتٍ نعبرُ فيه، مردِّدينَ في نفوسنا ما ورد في الكتاب المقدّس "انتظرِ الربّ، وليتشدّدْ ويتشجّعْ قلبُكَ" (مز27: 14)، ومتذكِّرين هذه الآية "ليس المنتهى بعدُ"!