الأحد 18 نيسان 2021
14 نيسان 2021
الأحد 18 نيسان2021
العدد 16
الأحد الخامس من الصوم
اللَّحن الرابع الإيوثينا الأولى
* 18: مريم المصريّة، البارّ يوحنّا تلميذ غريغوريوس البانياسيّ، * 19: الشّهيد في الكهنة بفنوتيوس، * 20: البارّ ثاوذوروس الشعريّ، أنستاسيوس بطريرك أنطاكية المعترف، زكّا العشّار، * 21: الشّهيد في الكهنة ينواريوس ورفقته، أنستاسيوس السينائيّ، * 22: ثاوذوروس السِّيقيّ، الرّسول نثنائيل، * 23: العظيم في الشُّهداء جاورجيوس اللابس الظفر، * 24: سبت لعازر، البارّة أليصابات العجائبيّة، الشّهيد سابا. *
" الحرية والعبودية"
تُقيم الكنيسة اليوم يا أحبّة تذكار القدّيسة مريم المصريّة، كنموذج عن التوبة. رتّبت الكنيسة هذا التذكار من أجل إنهاض الخطأة والمتهاونين. حتّى لا ييأس أحد من نفسه، ويبقى عبداً لخطيئته. طالما هناك توبة من جانب الإنسان، نعمة الله قادرة على غفران أفظع الخطايا.
مثال القدّيسة مريم المصريّة يميّز بين عبوديّة الإباحيّة وحرّيّة الزهد. الحرّيّة اليوم في عالم الاستهلاك هي حرّيّة مشوّهة وعبوديّة مطلقة، تنتهك كلّ شيء، عبوديّة للمتعة وللرغبة وللشهوة، باختصار هي إباحيّة. الإباحيّة اليوم هي روحانيّة زنى في كلّ شيء في مرافق الحياة. للأسف، الحرّيّة اليوم لدى الكثيرين هي أن أفعل كلّ ما يحلو لي، كلّ ما أرغب، إلى درجة أن أنتهك القيم والعادات والتقاليد. أن أنتهك الآخر وخصوصيّته واحترامه.
كيف لنا أن نميّز الحرّيّة عن الإباحيّة؟ من خلال الاستعباد. كم من أمور سيّئة وعادات رخيصة نئنّ تحت وطأتها، ونشعر بالعجز الكامل عن التخلّص منها!
الإباحيّة تقودنا إلى الإدمان بكلّ أنواعه، والإدمان هو من أشكال العبوديّة المرَة. الرغبة والشهوة الجامحة والعاتية عند الإنسان دلالة إرادة ضعيفة أو شبه معدومة. مثل عربة من دون
مكابح.
وحصان من دون لجام. لا يُخطئ الإنسان أنّ لديه رغبة جامحة، لكنّه يخطئ أنّه عاجز عن السيطرة عليها. الرغبة الجامحة يمكن أن تكون مباركة جدّاً، ولكن بوجود إرادة صلبة.
الرغبة عموماً عند الإنسان هي استعلان للحب والعشق. الحب والعشق في الإنسان هما دلالة على أنّه مخلوق اجتماعيّ، مدعوّ من الخلق إلى أن يدخل في علاقة مع غيره، مع الله والإنسان. ليس هناك من إنسان واحد على سطح الأرض لا يحبّ شيئا، أو شخصًا أو على الأقلّ لا يُطالب بأن يُحبّ.
إن لم يحبّ شيئا، سيحبّ نفسه على الأقلّ. من لا يحبّ ليس بإنسان. خطأ الإنسان ليس في أن يحبّ ويعشق ويرغب، ولكنّ خطأه في ماذا يحب ويعشق ويرغب؟ أيّ موضوعات للحب يختارها. الخطأ ليس في الحبّ ولكن في الخيار.
الحبّ في العلاقات مثلاً هو التبنّي الكامل من قبل كلّ طرف للطرف الآخر، الحبّ الأصيل يفترض عفواً الشرعيّة، أي يعني الزواج، والتعهّد الكامل، من جانب كلّ طرف للطرف الآخر. ليس فقط أمام الناس، وقبل كلّ ذلك أمام الله نفسه، ولهذا نتزوّج في الكنيسة وليس في المحاكم المدنيّة. في الكنائس وليس في الساحات والحدائق. الحبّ الأصيل في العلاقات هو الزواج والإنجاب والعائلة، وليس التسلية والتلاعب بعواطف الآخرين والزنى.
ينتهك مجتمع الاستهلاك اليوم حرّيّة الإنسان بشتّى المنتجات، ويدغدغ رغبة الإنسان بالإغراء، ويخدع إرادة الإنسان بالمنطق والضرورة والحاجة المُلحة. تشلُّ روحانيّة مجتمع الاستهلاك الإرادة، وتُثير الرغبة وتحثّها على الشهوة أكثر. تُميت الإرادة على حساب الشهوة. تقتل الأولى وتُؤجّج نار الثانية.
عوض أن يقف الإنسان وأن يُميّز وأن يختار. أصبح هناك من يُميّز ويختار عوضاً عنه.
إستحال الإنسان مُنتجًا، عمله الأساسيّ أن يستهلك فقط. كالبهائم. خادم ذليل لمجتمع الاستهلاك.
من نتائجها العمليّة، إنسان اليوم أصبح محرومًا أكثر ويعاني أكثر. يملك كلّ شيء ولكنّه ليس سعيداً. خسر الفرح، والحياة لا طعم لها. يجترّ منتجاتها اجتراراً ولكنّه تعيس.
يبحث عن القيم، عن الإيمان، عن المبادئ، النبل، الشهامة، الكرم، الحكمة، الرزانة، الإخلاص، الوفاء والتضحية لدى الآخرين ويطالبهم بها، في حين هو لا يعيشها، ولا يُقدّمها لغيره.
حريّة الزهد ليست حرمانًا وقهرًا للنفس، لكنّها تحرُّرٌ من وطأة الإباحيّة والمغريات. كسر للدوّامة التي يحاول منطق الاستهلاك أن يوقعنا فيها. حرّيّة الزهد مفتاحها عشق الله.
عشق الله هو العشق الوحيد الذي يُحرّر، ولا يوقعنا في أشكال الإدمان المختلفة.
يجعل الإنسان حرّاً من كلّ طغيان. ما الذي حرّر مريم المصريّة من طغيان الفجور وعشق الأجساد؟ عشق الله. لقد تذوّقت الله، واكتشفت تفاهة وسخافة المادّيّات. زهدت بالمادّيّات وعشقت بالجنون نفسه، ولكن هذه المرّة، الله، لهذا لم تعد بحاجة لشيء، وجدت ضالّتها وعادت سيّدة نفسها. كانت من أكبرِ الزُّناة، فصارت من أعظم التائبين والقدّيسين.
يدعونا المسيح اليوم من خلال مثال القدّيسة مريم المصريّة إلى أن نتأمّل في موضوعات عشقنا وأن نتمرَّد على كلّ ما يستعبدنا. أن نعشق الله أوّلاً لنعود أحراراً من دهرنة هذا العصر. أن نستبدل موضوعات عشقنا الخاطئة، بموضوعات صحيحة، تطلب الله، وترتاح فيه، له المجد إلى أبد الدهور آمين.
+ يعقوب
مطران بوينس آيرس وسائر الأرجنتين
طروباريّة القيامة باللّحن الرابع
إنّ تلميذات الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجّدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.
طروباريَّة القديسة مريم المصريّة باللّحن الثامن
بكِ حُفِظَتِ الصُّورةُ بِاحتراسٍ وَثيق أيّتها الأمُّ مريم، لأنَّكِ حملتِ الصليبَ وتبِعْتِ المسيح، وعَمِلتِ وعلَّمتِ أن يُتغاضى عن الجسَدِ لأنَّه يزول، ويُهتمَّ بأُمورِ النفسِ غير المائتة. لذلك أيّتها البارّة تَبتهِجُ روحُكِ مع الملائكة.
القنداق باللّحن الرابع
يا شفيعَةَ المَسيحيِّين غَيرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِقِ غيرَ المردودة، لا تُعْرِضي عَن أصواتِ طلباتِنا نحنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمَعونةِ بِما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارِخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَة، وأسرِعي في الطلبة، يا والِدةَ الإلهِ المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرّميكِ.
الرِّسَالة
عب 9: 11-14
صَلُّوا وأَوفُوا الربَّ إلهَنا
اللهُ معروفٌ في أرضِ يهوذا
يا إخوة، إنَّ المسيحَ إذ قد جاءَ رَئيسَ كَهَنَةٍ للخيراتِ المستقبلةِ، فبمسكنٍ أعظَمَ وأكملَ غَيرَ مصنوع بأيدٍ، أي ليس من هذه الخليقة، وليسَ بدمِ تيوسٍ وعجولٍ بل بدمِ نفسِهِ دَخَلَ الأقداسَ مرَّة واحدةً فوَجَدَ فِداءً أبَديّا، لأنَّهُ، إنْ كانَ دَمُ ثيرانٍ وتيوسٍ ورَمادُ عِجلةٍ يُرَشُّ على المُنجَّسينَ فيُقَدِّسُهُمْ لتطهيرِ الجسد، فكَمْ بالأحرى دَمُ المسيح الذي بالروح الأزليّ قَرَّبَ نفسَهُ للهِ بلا عَيبٍ، يطَهِّرُ ضمائرَكُم منَ الأعمالِ الميتة لِتَعبُدوا اللهَ الحيّ.
الإنجيل
مر 10: 32-45
في ذلك الزمان، أخَذَ يسوعُ تلاميذَهُ الاِثنَي عَشَر، وابتَدَأ يَقولُ لَهُم ما سيَعرِضُ لَهُ: هُوذا نحنُ صاعِدونَ إلى أورَشليمَ، وابنُ البَشَرِ سَيُسلَمُ إلى رؤساء الكَهَنَةِ والكَتَبَة، فيحكُمونَ عَلَيهِ بِالموتِ وَيُسَلِّمونَهُ إلى الأمَم فَيَهزَأونَ بِهِ ويَبصُقونَ عَلَيهِ وَيَجلِدونَهُ وَيَقتُلونَهُ، وفي اليَومِ الثالثِ يَقوم. فَدَنا إليهِ يَعقوبُ ويَوحَنّا ابنا زَبَدى قائلينَ: يا مُعَلِّمُ نريدُ أنْ تَصنَعَ لَنا مَهما طَلَبنا. فَقالَ لهُما: ماذا تُريدانِ أنْ أصنَعَ لَكُما. قالا لَهُ: أعْطِنا أنْ يَجلِسَ أحَدُنا عَنْ يميِنكَ والآخرُ عَنْ يسارِكَ في مَجدِك. فقالَ لَهُما يسوعُ: إنَّكُما لا تَعلَمان ما تَطلُبان. أتستطيعانِ أنْ تشرَبا الكأسَ التي أشرَبُها أنا وأنْ تَصطَبِغا بالصِّبغَةِ التي أَصطَبِعُ بِها أنا. فقالا لَهُ نَستَطيع. فقالَ لَهُما يسوعُ: أمّا الكأسُ التي أشرَبُها فَتَشرَبانِها وبِالصِّبغةِ التي أَصطَبِغُ بِها فَتَصطَبِغان. أمَّا جُلوسُكما عَنْ يميني وَعَن يَساري فَلَيسَ لي أنْ أُعطِيَهُ إلاّ للذينَ أُعِدَّ لَهُم. فَلَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ ابتدَأوا يَغضَبونَ على يعقوبَ ويوحنّا، فدَعاهُم يسوعُ وقالَ لَهُم: قدْ عَلِمتُمْ أنَّ الذينَ يُحسَبونَ رُؤَساءَ الأمَم يَسودونَهَم وَعُظماءَهُم يَتَسلَّطون عَليهم، وأمّا أنتُم فَلا يَكونُ فيكم هكذا، ولكِنْ مَنْ أرادَ أن يكونَ فيكم كبيراً فليَكُنْ لَكُم خادِماً، وَمَن أراد أن يكونَ فيكُم أوَّلَ فَلْيَكُنْ للجميعِ عَبداً. فإنّ ابنَ البَشَرِ لَمْ يَأتِ ليُخْدَمَ بَل ليَخْدُمَ. وليبذل نفسَهُ فِداءً عَنْ كثيرين.
في الإنجيل
ها نحن قد وصلنا إلى نهاية السُبَّة الخامسة من الصوم وفيها اغترفنا غذاءً مثمراً عن التوبة.
وكنّا في هذا الأسبوع قد قرأنا قانون القدّيس أندراوس الكريتيّ المتعلّق بالتوبة. واليوم تضع الكنيسة أمامنا مثالاً نقتدي به ألا وهي القدّيسة مريم المصريّة التي تطهَّر ضميرها من الأعمال الميتة بتوبة مستمرّة، وذلك لكي تقدر أن تعبد الله الحيّ، كما ورد في رسالة اليوم.
إذاً لا نقدر أن نقدّم العبادة الحقّة المرضية لله أبينا ما لم نَتُبْ. والعبادة الفاعلة التي يقبلها الله مرتبطة بالتوبة، تلك التوبة التي تحتاج أن تصحّح حياتك بموجب كلمة الله المخلّصة لجميع الناس.
وهذه التوبة يحتاجها كلُّ إنسانٍ اعتمد على اسم الآب والابن والروح القدس، طيلة أيّام حياته الأرضيّة، وذلك لكي ينال الفداء الأبديّ بربّنا يسوع المسيح، أي ملكوت السماوات.
وإذا ما تأمّلنا في إنجيل اليوم جليّاً، ندرك أنّ من لا يعيش في التوبة يوميّاً لا يقدر أن يكون خادماً للمسيح وبالتالي لإخوته المؤمنين (من أراد أن يكون فيكم كبيراً فليكن للكلّ خادماً).
نقول إنّ الإنسان من جراء الخطيئة أصبح ضعيفاً لا يفكّر بالأبديّات كما الأرضيّات، هذا صحيح، ولكنّ قوّة الله تكمن في الإنسان الضعيف الذي يتواضع ويتوب. ويقول القدّيس غريغوريوس بالاماس: "إنّ التوبة هي بداية، منتصف ونهاية الحياة المسيحيّة".
فبالرغم من حديث يسوع مع تلاميذه عما سيحدث له بعد فترة، إلّا أنّهم ما زالوا جسديّين يفكّرون في المناصب الدنيويّة ولم يدركوا بعد العمل الخلاصيّ الذي سيتمّه يسوع على الصليب من أجلهم ومن أجل البشريّة جمعاء.
هذا الفداء الأبديّ سيكشف للتلاميذ ما هي حقيقة الإنسان، وسينير أذهانهم ليفهموا ما قاله لهم يسوع (قد علمتم أنّ الذين يُحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وعظماءهم يتسلّطون عليهم، وأمّا أنتم فلا يكون فيكم هكذا) لأنّهم لم يعودوا بعد من أبناء هذا الدهر، إنّما من أبناء الله الذين يحيون بحسب كلامه المحيي.
البَـركة
البركة هي نِعمةٌ من نِعمِ الله تشمل حياة الإنسان فتباركُها، وتجعل كلّ شيء عنده في كفاية ووفرة، وإن كان المورد قليلاً.
والبركة هي سرٌّ مِن الأسرار التي لا يراها الإنسان حين تعمل في كلّ شيء، وإنّما يعرفها من نتائجها ومفاعيلها كما فعل الربُّ يسوع في الخمس خبزات والسمكتين، حيث أكل منها خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد، وفضل منها اثنتا عشرة قُفّةً مملوءة.
فالناظرون لم يروا إلّا خمس خبزات وسمكتين فقط. أمّا كيف أكل هذا العدد الهائل وتبقّت الاثنتا عشرة قفّةً المملوءة فهذا هو سرّ البركة الذي لم يره ويعرفه إلّا صانع المعجزة الربّ يسوع المسيح.
وليست العبرة في الكثير أو القليل، وإنّما البركة التي تعمل في القليل فيكفي ويزيد. فكثيرون يحصلون على الكثير من المال سواء في مرتّباتهم أو تجارتهم أو أيّ مورد آخر، ولكنّهم دائماً يَشكُون من عدم الكفاية وسدّ الاحتياجات التي تُلِحُّ عليهم يوماً بعد يوم مع دخلهم الكثير.
وآخرون مرتّباتهم محدودة وبسيطة وأرزاقُهم أقلُّ من المتوسّط ويعيشون في نعمة وراحة ويجدون كلّ شيء عندهم أكثر من حاجتهم، فَيَفْضُلُ عندهم ويزيد. والسببُ في ذلك بركةُ اللهِ عليهم ورضاه عنهم. ولذلك يقول سفر الأمثال: "بَرَكَةُ الربِّ تُغني ولا يزيد معها تعب".
والبركة تأتي عن طريق القناعة. فالقانع بالقليل لا يرى لزوماً للكثير. لأن القناعة هي في حدّ ذاتها تجارةٌ عظيمة، حسب قول بولس الرسول: "وأمّا التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة".
ذلك لأنّ الغنى ليس في وفرة المال، بل الغنى الكامل هو في النفس القانعة التي ترى كلّ شي عندها كثيرًا وعطية من الله. وهذه هي البركة الكاملة في النفس الكاملة والتي تفيض عليها بركات الله في غنًى وفير. ويقول أيضًا الرسول بولس:
"كونوا مكتفين بما عندكم لأنّه قال لا أُهملك ولا أتركك" (عب 13: 5).
والذين لا يعرفون للقناعةِ معنًى يكون عذابُهم من الطمع أكثر من عذابهم من الاحتياج، لأنّهم يرون كلّ شيء عندهم قليلاً ولو حصلوا على ثروة الدنيا بأسرها، يرون أنفسهم محتاجين، كما قيل عن الإسكندر إنّه مرّةً شاهدَه أحدُ قُوّادِه الكبار يبكي، فقال له: لماذا يبكي سيّدي الملكُ السعيد وقد ملك الشرق والغرب؟
فقال له الإسكندر "لأنّي لم أجد أرضاً أخرى لأمتلكها". فالقناعة إذًا هي البركة بعينها التي تملأ النفس وتملأ العين وتملأ البيت وتضع الراحة والسلام والهدوء. وتستمرّ البركة عن طريق الشكر الدائم للربّ المعطي بسخاء.
فلنطلب بركة الله في صلواتنا دائماً كي يبارك جميع نواحي حياتنا روحيّاً ونفسيّاً وجسدياًّ ومادّيّاً. لأنّ بركة الله نورٌ يشعّ في ظلام، ونعمةٌ تطردُ اللعنة، وسلامٌ يُبعدُ القلق، وحياةٌ تَغلِبُ الموت. فشكراً لله على كلّ شيء.