الأحد 14 حزيران 2020

الأحد 14 حزيران 2020

14 حزيران 2020
الأحد 14 حزيران 2020
العدد 24
أحد جميع القديسين
اللَّحن الثامن الإيوثينا الأولى
 
* 14: النبيّ أليشع، مثوديوس رئيس أساقفة القسطنطينيَّة، * 15: النبيّ عاموص، البار إيرونيمس، بدء صوم الرسل، * 16: تيخن أسقف أماثوس، * 17: الشُّهداء إيسفروس ورفقته، الشُّهداء مانوئيل وصابل واسمعيل، * 18: الشُّهداء لاونديوس ورفقته، * 19: الرّسول يهوذا نسيب الرَّب، بايسيوس الكبير، * 20: مثوديوس أسقف بتارُن، الأب نيقولاوس كباسيلاس. ****
 
الطاعة
قلنا إنّ على الإنسان أن يُصبح شخصاً personne على صورة أقانيم الثالوث لا مجرّد فردٍ عاديّ Individu لذلك عليه أن يتخلّى عن الأنا le moi كما فعل الربّ يسوع "أخلى ذاته آخذاً صورةَ عبدٍ" (فيلبي 2: 7).
 
لكن في الوقت نفسه لا يتخلّى عن هويّته كشخص personne (1)
الأهواء غير الشريرة أعطاها الله للإنسان من أجل صلاحه. من عمل الخطيئة أنها حوّلت هذه الأهواء إلى شرّيرة: قدرة الإنجاب مثلاً حوّلناها إلى زنى، نلنا شهوة الطعام فحوّلناها إلى شراهة... (راجع السلّم الى الله المقالة 26: 156) عمل الحياة الروحيّة يقوم لا على إلغاء وإماتة هذه الأهواء بل بالأحرى على تقويمها وتجلّيها: أن نحوّل شعلةَ أهوائنا الى الخير.
 
من المفيد التخلّي عن شغف التملّك، بخاصّةٍ التمسّك بإراداتنا الخاصّة، الأمر الذي يدعوه الآباء "قطع المشيئة" أي حبّ التسلّط واعتبار أنفسنا مركزَ العالم. هذه هي فضيلة إنجيلية بمعنى الإنصياع والطاعة لكلّ إنسان. هكذا نستطيع أن ندخل في شركة مع كلّ إنسان، أن نُصبح انسان شركة ètre de communiom (1)، أن نكون إنساناً من أجل الآخرين كما يقول أحد الآباء. هذا هو مفهوم الطاعة عند الآباء أن نتخلّى كما ذكرنا عن كلّ شغف للتملّك وبخاصّة التعلّق برأينا الخاصّ.
 
من هنا نفهم ما قاله الرسول بولس في رسالته الى أهل أفسس: "خاضعين بعضكم لبعض في مخافة الله" (أفسس 5: 21).
 
ويضيف في الإصحاح نفسه في رسالة الإكليل: "أيّتها النساء اخضعن لرجالكُنّ كخضوعكنّ للربّ" (أف 5: 22). هنا يقارن الرجل بالمسيح. إن كان له سلطة فهي على صورة سلطة المسيح من أجل الخدمة والمحبّة لا من أجل التسلّط والقوّة، هي سلطة تضحية وتخلّي عن كلّ مشيئة ذاتية.
هنا يجدر بنا أن نتكلّم قليلاً عن الجنس والعلاقات الجنسيّة. لقد دعتنا التيّارات الماديّة إلى أن نتصرّف في هذا المجال كأفراد individus لا كأشخاص Personnes.
 
العلاقات الجنسيّة في المفهوم المسيحيّ تتحوّل داخليّاً عن طريق المحبّة اللا أنانية. هذا كما يحصل مع الأسرار الكنسيّة التي فيها تتحوّل الماديّات كالماء، الزيت، الخبز والخمر إلى جسد المسيح القائم ودمه ولعمل الروح القدس. هكذا فإنّ الممارسة الجنسيّة الماديّة، عندما تكون في إطار سرّ الزواج المقدّس تجعلنا نشترك مسبقاً بهذه المحبّة الكاملة "الإسكاتولوجيّة" المنعتقة من كلّ عنصر جسديّ أرضيّ وترتقي إلى عرس المسيح الختن وإلى كلّ أعضاء جسده السرّي أعني الكنيسة
 
هذا ما يُسمّى بالعذريّة أو البتوليّة في العلاقات الجنسيّة. من هنا نفهم ما قاله المسيح أنّه في العالم الآتي "يختفي الجنس" لا يزوّجون ولا يتزوّجون (لوقا 20: 35). هذا هو الفرق الكبير بين مفهوم الفردوس في المسيحيّة وفي سواها.
 
(1) راجع المقال "الفرد والشخص" في عدد الكرمة 22/2020 الفرق الأساسي بين الأقنوم الثالوثي Hypostase والأقنوم البشري هو أن الأوّل غير مخلوق، أمّا الثاني البشري فهو مخلوق لكنّه تالّه عن طريق النعمة الإلهيّة غيرِ المخلوقة.
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
طروباريّة القيامة باللّحن الثامن
 
إِنْحَدَرْتَ من العُلُوِّ يا مُتَحَنِّن، وقَبِلْتَ الدَّفْنَ ذا الثَّلاثَةِ الأيَّام لكي تُعْتِقَنَا من الآلام. فيا حياتَنَا وقيامَتَنَا، يا رَبُّ، المجدُ لك.
طروباريّة أحد جميع القدِّيسين باللّحن الرابع
 
أيُّها المسيحُ الإله، إِنَّ كنيسَتَكَ إذ قد تزيَّنَتْ بدماءِ شُهَدائِكَ الَّذين في كلِّ العالم، كأنَّها ببرفِيرَةٍ وأُرْجُوَان. فهي بهم تهتِفُ إليكَ صارِخَة: أَرْسِلْ رأفَتَكَ لشعبِكَ، وٱمْنَحِ السَّلامَ لكنيسَتِك، ولنفوسِنَا الرَّحمة العُظْمَى.
قنداق أحد جميع القدِّيسين باللّحن الرَّابع
 
أيُّها الرَّبُّ البارِئُ كلَّ الخليقةِ ومُبدِعُها، لكَ تُقَرِّبُ المسكونَةُ كبواكير الطَّبيعة الشُّهَدَاءَ اللاَّبِسِي اللاَّهوت. فبِطَلِباتِهِم وشَفاعةِ والدةِ الإله احْفَظْ بالسَّلامةِ كنيسَتَكَ وشعبَك، يا جَزِيل الرَّحْمَةِ وحدَك.
الرِّسَالة
عب 11: 33-40، 12: 1-2
عَجِيبٌ هو اللهُ في قدِّيسيه
في المجامِعِ بَارِكُوا الله
 
يا إخوةُ، إنَّ القدِّيسينَ أَجمَعِين بالإيمانِ قَهَرُوا الممالِكَ وعَمِلُوا البِرَّ ونَالُوا المواعِدَ وسَدُّوا أَفْوَاهَ الأُسُود، وأَطْفَأُوا حِدَّةَ النَّارِ ونَجَوْا من حَدِّ السَّيْفِ وتَقَوَّوْا من ضُعْفٍ، وصارُوا أَشِدَّاءَ في الحربِ وكَسَرُوا مُعَسْكَرَاتِ الأجانِب. وأَخَذَتْ نساءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بالقِيامة. وعُذِّبَ آخَرُونَ بتوتيرِ الأعضاءِ والضَّرْبِ، ولم يَقْبَلُوا بالنَّجَاةِ ليَحْصُلُوا على قيامةٍ أفضل. وآخَرُونَ ذَاقُوا الهُزْءَ والجَلْدَ والقُيُودَ أيضًا والسِّجن. ورُجِمُوا ونُشِرُوا وٱمْتُحِنُوا وماتُوا بِحَدِّ السَّيْف. وسَاحُوا في جُلُودِ غَنَمٍ ومَعْزٍ وهُمْ مُعْوَزُون مُضَايَقَونَ مجَهُودُون. ولم يَكُنِ العالمُ مُسْتَحِقًّا لهم. فكانوا تائِهِينَ في البراري والجبالِ والمغاوِرِ وكهوفِ الأرض. فهؤلاء كلُّهُم، مَشْهُودًا لهم بالإيمانِ، لم يَنَالُوا الموعِد. لأنَّ اللهَ سبَقَ فنظَرَ لنا شيئًا أَفْضَلَ، أنْ لا يُكْمَلُوا بدونِنَا. فنحن أيضًا، إذا يُحْدِقُ بنا مثلُ هذه السَّحابَةِ من الشُّهُودِ، فلْنُلْقِ عنَّا كُلَّ ثِقَلٍ والخطيئةَ المحيطَةَ بسهولةٍ بنا. ولْنُسَابِقْ بالصَّبْرِ في الجِهادِ الَّذي أمامَنَا، ناظِرِين إلى رئيسِ الإيمانِ ومكمِّلِهِ يسوع.
الإنجيل
متى 9: 36 - 38 و10: 1 - 8
 
في ذلك الزَّمان لَمَّا رَأَى يسوع جَمْعًا كثيرًا تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، لإنَّهم كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ مثلَ خِرافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا. حِينَئِذٍ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ:"إنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ وَأمَّا الْعَمَلَةَ فَقَلِيلُونَ. فَٱطْلُبُوا إلى رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ عَمَلَةً إِلَى حَصَادِهِ". ثُمَّ دَعَا يسوعُ تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْوَاحِ النَجِسَةٍ لكي يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. وَهذه أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً: اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي المدعُوُّ بُطْرُسَ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. ويَعْقُوبُ بْنُ زَبْدَى، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. وفِيلُبُّسُ، وَبَرْثُلَمَاوُسُ وتُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ ويَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ وسِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ. هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: "إِلَى طَرِيقٍ للأُمَمِ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. بَلِ انطلِقُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى الخِرَافِ الضَّالَّةِ من بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. وَفِي ٱنطِلاقِكُم ٱكْرِزُوا قَائِلِينَ: قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. اِشْفُوا المَرْضَى. طَهِّرُوا البُرْصَ. أَقِيمُوا المَوْتَى. أَخْرِجُوا ٱلشَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا.
في الإنجيل
 
الكنيسة المقدسة تذكرنا اليوم بجماعة القدّيسين، الذين نعيّد لهم بعدما عيَّدنا عيد القيامة الكبير، وعيد العنصرة، أي حلول الروح القدس على التلاميذ، الذين أصبحوا قدّيسين بالنعمة الإلهيّة، وبعد أن جاهدوا وتحمّلوا العذابات الجسديّة، وذلك بهدف اختيار ثباتنا ومحبّتنا ليسوع المسيح.
 
عندما يفكّر أحدنا بجهادات الشهداء التي تفوق قدرة البشر، كيف أنّهم وبأجسادهم الضعيفة أخزوا الشرّير، كيف لم يشعروا بالآلام والجراح عندما كانت ترمى أجسادهم في النار، أو تضرب بالسيف إلى جانب كلّ أنواع التعذيبات المميتة، وهم يقاومون بالصبر، عندما يفكّر أحدنا كيف قطعت أجسادهم ومزّقت رُكبهم وكسرت عظامهم ومع ذلك حافظوا على إيمانهم غير متزعزع صحيحاً وكاملاً. ولذلك تقبلوا موهبة حكمة الروح القدس وقوة صنع العجائب. عندما نفكّر بصبر الأبرار، كيف تحمّلوا بإرادتهم، وكأنّهم غير متجسّمين، الأصوام الطويلة والأسهار وجهادات الجسد المختلفة، ألا يدفعنا هذا لكي نكون منتسبين إلى هذه الجماعة المقدّسة؟
 
فالقضيّة إذاً هي محبّتنا ليسوع المسيح. فإنْ أحببنا الربَّ محبّةً ثابتة وبإيمان غير متزعزع نكون بنعمة الربّ في عداد أولئكَ القدّيسين.
"من أحبَّ أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني".
 
هذه العلاقات الحميمية قد تتحوّل إلى عقبات تعيق المؤمن عن سلوك حياة الاعتراف بيسوع المسيح، والانتساب إلى جماعة القدّيسين.
 
لا يريد الربّ يسوع أن يهدم الروابط البشرية، ولكنه يوصينا بأن ندوسها ونتخطّاها إن ساهمت في إبعاد الإنسان عن الله مصدر الحياة الأبدية. البيوت والإخوة والأخوات والأب والأم والمرأة والأولاد والحقول، مجتمعين، لا يوازون الربَّ يسوع، لأنّهم لا يعطوننا الحياة التي أعطاها الربّ يسوع بالفداء على الصليب.
 
يصيرون حياة متى صارت علاقتنا بهم ذبيحة على مثال ذبيحة الربّ، وعندها يكونون قرباناً يرفع إلى الله، وبواسطته نرتفع نحن إلى أحضان الله. فلنكرّم نحن أيضاً أيّها الأخوة قدّيسي الله وكيف نكرمهم؟
 
إن كنا نتبع مَثَلهم، ونطهّر ذواتنا من كلّ دنس جسديّ وروحيّ، وإن كنا نبتعد عن الشرور متقدّمين هكذا نحو القداسة، إن كنا نمنع لساننا عن الحلفان والثرثرة والشتائم، وشفاهنا عن الكذب وشهادة الزور، وبهذا نستطيع أن نقدم إليهم المديح.
 
إن لم نطهّر هكذا أنفسنا، سوف يسمع كل واحد منا عن حقّ كلمات الله الموجّهة إلى الخاطئ: كيف تتجرّأ أن تأتي على ذكر أسماء القدّيسين، وأن تروي سيرتهم الممتلئة من كلّ فضيلة وطهارة، وأنت قد ازدريت بعيشة الفضيلة ورميت بعيداً عنك طهارة النفس والجسد…
 
عندما نعيّد إذًا للقدّيسين، فليفكّر كلٌّ منّا كيف يمكننا أن نبتعد عن خطايانا ونتحرّر منها. ومتى تحرّرنا وبنعمة الروح تصبح أجسادنا مقدَّسة ونفوسنا طاهرة. وهكذا نتحوّل إلى آنية مقدّسة لهذه النعمة ونصبح من جماعة هؤلاء القدّيسين.
 
فبشفاعاتهم اللهمّ ارحمنا وخلصنا. آمين.
 
العائلة المسيحيّة إلى أين؟
 
إحدى التوجيهات التي أعطاها القدّيس باييسيوس الآثوسيّ للوالدين هو أن ينتبها كثيرًا لحياتهما الروحيّة، لأنّهما لا يحملان وِزرَ نفسَيهما فحسب، بل مسؤوليّة أبنائهما أيضًا.
 
الحياة العائليّة، البيت، هو المكان الأول الذي يتربّى فيه الإنسان على المناقب والأخلاق، على سلوك التواضع أو الكبرياء، على حبّ الذات أو الانفتاح على الآخرين، على العِشرة مع الله أو على رفض وجوده، على حبِّ خالقه أو نكرانه.
 
ويصوِّر القدّيس الأطفال كالأشرطة الفارغة التي لم يتمّ عليها التسجيل بعد. فما يمارسه الوالدان فيما بينهما يُسجَّلُ في داخلهم فيبني كيانهم ويطبع شخصيّتهم ويترسّخ في عقولهم وقلوبهم.
 
الغريب في أنَّ بعض الوالدِين، مع كونهم يعملون ويكدّون ليلاً ونهارًا لتأمين حياةٍ أفضل لأولادهم: اللباس، الطعام الصحّيّ، اختيار المدرسة الفضلى إن أمكن ليكون طفلهما متمكّنًا من لغات العلم والعالم، مع هذا كلِّه تراهم يرزحون تحت أنانية مفرطةٍ تؤدّي إلى عدم احتمال أثقال بعضهما موجّهِين أنظارهم إلى راحةٍ مشبوهةٍ، والخاسر الأكبر فيها هم الأطفال.
 
مثال العلاقات الغربيّة المتفكّكة والغريبة عن مجتمعنا، أنّ مبدأ حياة الأطفال مع طرفٍ من الأهل دون الآخر، أصبح مشروعًا ومحبّذًا، تجاه تحمّل ضعفات الشريك.
 
إنّ خسارة الحياة العائليّة لم تعد مشكلة عند الكثيرين، واللامبالاة أصبحت أساسًا يُرتكز عليه، والنتيجة تلك المقولة: الأولاد يحيَون كما يحيا غيرهم من علاقاتٍ فاشلة.
 
على الأهل أن يجتهدوا في تخصيص أوقات لأولادهم، يشاركونهم الصلوات واللعب ولو كان على حساب عملهم، الذي هو أصلاً وسيلةٌ لوصول الأطفال إلى الفرح والسرور المرجوّ.
 
الوصيّة الأولى للقدّيس كانت أن ينتبه الوالدان لحياتهما الروحيّة، لكونه يرى أنّ سلامة الحياة العائليّة تبدأ من هنا، أي بأن يكون، وأن يتذكّر، الزوجان أنّ المسيح هو القائم بينهما، وهو يرشدهما إنْ توجّها إليه حاملَين معًا تلك المشاكل التي يعانيان منها، ليتخطَّيا ضعفاتهما ليس فقط من أجلهما بل من أجل أبنائهما.
 
انحلال العائلات المسيحيّة ليس سوى دليلٍ على انحلال الحياة الروحيّة فيها، وعلى غياب تكاتف المجتمع بكلِّ مكوِّناته معها.
 
فإنْ غابت الحياة الروحيّة عن العائلة واستبدَّتْ بها أنانية الزوجين وغابت معها رعاية المجتمع المسيحيّ بمؤسَّساته وقدراته ورُعاتِه فأيَّ مستقبلٍ لأطفال عائلاتنا نتوقَع؟