الأحد 1 أيلول 2019

الأحد 1 أيلول 2019

01 أيلول 2019
 
الأحد 1 أيلول  2019              
العدد 35
 
الأحد الحادي عشر بعد العنصرة
 
اللَّحن الثاني        الإيوثينا الحادية عشرة
 
* 1: ابتداء السّنة الكنسيّة، البار سمعان العموديّ، الصدِّيق يشوع بن نون، الشّهيد أيثالا، * 2: الشّهيد ماما، يوحنّا الصّائم بطريرك القسطنطينية، * 3: الشّهيد في الكهنة أنثِيمُس، البارّ ثاوكتيستوس، القدّيسة فيڤي، نقل عظام القدّيس نكتاريوس، * 4: الشهيد بابيلا أسقف أنطاكية وتلاميذه الثّلاثة، النبيّ موسى، * 5: النبيّ زخريا والد السابق، * 6: تذكار أعجوبة رئيس الملائكة جبرائيل في كولوسي، * 7: تقدمة ميلاد السيّدة، الشَّهيد صوزن، البارّة كاسياني.
 
أحبّوا أعداءكم
 
كانت قاعدةُ الأخذ بالثّأرِ سائدةً في العهد القديم "عينٌ بِعين، سِنٌّ بِسِنّ..." (خروج 21: 14).
 
أمّا يسوع فيقولُ لنا: "أنا أُعطيكم وصيّةً جديدة: أن تحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتُكم" (يوحنا 13: 34). وأيضًا "أحبّوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. 
 
أحسنوا وصلّوا للّذين يُسيئون إليكم" (متى 5: 44). "إن أحببتم الذين يحبّونكم فأيُّ فَضلٍ لكم، فإنّ الخطأة أيضًا يحبّون الذين يحبّونهم. فكونوا أنتم كاملين كما أنّ أباكم الذي في السموات هو كامل" (متى 5: 48،46).
 
كانوا في العهد القديم يعتقدون أنّ قاعدة الأخذ بالثأر تؤمّن عدالة الله وحقّه، أمّا في العهد الجديد، فيعلّمنا المسيحُ أن لا نَرُدَّ على الشرّ بالشرّ بل بالخير.
 
لقد ذهب القدّيس سلوان في هذه الوصيّة الجديدة للمسيح، أعني بها وصيّة محبّة الأعداء، إلى حدّ أنّه أضاف إلى جانبها وصيّةً أخرى قائلاً : "ضَعْ نفسَك في الجحيم ولا تيأس".
 
هكذا وصل هذا القدّيس إلى أعلى درجة من تتميم الفضيلتَين المسيحيّتَين الأساسيّتَين: المحبّة والتواضع، ما يمكن للإنسان أن يصل إليه بجهاده الخاصّ، متجاوزًا

حدودَ الطبيعة البشريّة عن طريق قوّة النعمة الإلهيّة.
 
لكن ..كيف نستطيبع أن نحبّ أعداءنا طالما يفعلون لنا الشرّ، طالما يُسيئون إلى الكنيسة وإلى الآخرين؟!
 
عندما كان السيّد متّجهاً نحو أورشليم ولم يقبله السامريون، قال له يعقوب ويوحنّا "يا ربّ أتريد أن نقول أن تنزل نارٌ من السماء فتفنيهم كما فعل إيليّا؟" أمّا يسوع فأجابهم "إنّ ابن الإنسان لم يأتِ ليهلك أنفُسَ الناس بل ليخلّص" (لوقا 9: 51-56).
 
هنا يلتقي القدّيس سلوان مع القدّيس إسحق السريانيّ فيما يختصّ بمحبّة الأعداء وبالأخصّ "أعداء الحقيقة"، أعداء الله وأعداء الكنيسة والهراطقة(1). 
 
هناك تمييز لدى القدّيسين بين رفض الهرطقة لدى أعداء الحقيقة وبين محبّة الأشخاص وخلاصهم بروح الرحمة والرأفة (compassion).
 
Discours ascétiques 81
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن الثاني 
 
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك، وعندما أقمتَ الأموات من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ، المجدُ لك.
 
 
طروبارية القدّيس سمعان العامودي باللَّحن الأوّل 
 
صرتَ للصبر عموداً، وللآباءِ القدماءِ ضارعتَ مبارياً، لأيوب بالآلام، وليوسف بالتجارب، ولسيرة عادمي الأجساد وأنت بالجسد، فيا أبانا البارّ سمعان توسّل إلى المسيح الإله، أن يخلص نفوسنا.
 
 
طروبارية الإندكتيون باللَّحن الثاني 
 
يا مبدع الخليقة بأسرها، يا من وضعتَ الأوقات والأزمنة بذاتِ سُلطانك، بارك إكليل السنة بصلاحك يا ربّ، واحفظ بالسلامة المؤمنين ومدينتك، بشفاعات والدة الإله، وخلّصنا. 
 
قنداق الأنديكتي باللَّحن الرّابع 
 
يا إله الكلّ، الفائق الجوهر بالحقيقة، يا مبدع الدهور وسيّدها، بارك دور السنة، مخلّصاً برحمتك التي لا تحصى أيّها الرأوف، جميع الذين يعبدونك أيّها السيّد وحدك، ويهتفون نحوك بخوفٍ قائلين: أيّها الفادي امنح للجميع عاماً مخصباً.
 
 
الرِّسالَة
1 تيمو2: 1-7 
 
عظيمٌ هو ربّنا وعظيمةٌ هي قوّته
سبّحوا الربّ لأنه صالحٌ
 
يا ولدي تيموثَاوُس، أسألُ قبلَ كلِّ شيء أن تُقام تضرُّعاتٌ وصَلواتٌ وتوسُّلاتٌ وتشكُّراتٌ من أجلِ جميعِ الناس، من أجل الملوكِ وكلّ ذي مَنصِبٍ، لنقضِيَ حياةً مطمئِنَّةً هادِئةً في كلِّ تقوى وعَفافٍ، فإنَّ هذا حسنٌ ومَقبولٌ لدى اللهِ مخلِصِنا الذي يُرِيدُ أنَّ جميعَ الناس يخلُصونَ وإلى مَعرفَةِ الحقِ يبلُغون. لأنَّ الله واحدٌ والوسيطَ بينَ اللهِ والناسِ واحِدٌ وهُوَ الإنسانُ يسوعُ المسيح الذي بذَلَ نفسَهُ فِداءً عنِ الجميعِ، وَهُوَ شَهادةٌ في آوِنتِها، نُصبتُ أنا لها كارِزاً ورسولاً. الحقَّ أقولُ لا أكذب مُعلِّمًا للأُممِ في الإيمانِ والحق.
 
الإنجيل
لو 4: 16-22 
 
في ذلك الزمان أتى يسوع إلى الناصرة حيث كان قد تربَّى، ودخل كعادتِهِ إلى المجمع يومَ السبت وقام ليقرأ، فدُفع إليهِ سفر أشعياءَ النبيّ. فلمَّا فتح السِفرَ وجد الموضِع المكتوب فيه: إنَّ روحَ الربّ عليَّ، ولأجل ذلك مسحَني وأرْسلني لأُبشّرَ المساكينَ وأشْفي مُنكسِري القلوب وأُنادِيَ للمأسورينَ بالتخليةِ وللعميانِ بالبصَرِ وأُطلِقَ المهشَّمين إلى الخلاص وأكرِزَ بسَنَة الربّ المقبولة. ثمَّ طوى السِفرَ ودفعهُ إلى الخادم وجلس. وكانت عيونُ جميعِ الذين في المجمع شاخِصةً إليهِ، فجعل يقول لهم: اليومَ تمَّت هذهِ الكتابةُ التي تُليت على مسامِعِكم. وكان جميعُهم يشهدون لهُ ويتعجبون من كلام النعمةِ البارزِ من فمهِ.
 
في الإنجيل
 
سبق هذه الآيات أنّ الروح اقتاد يسوع أربعينَ يوماً في البرية ليواجه حرب إبليس، وكان يسوع خلالها صائماً وانتصر على ابليس بزهده في كلّ ملذّات العالم التي هي أسلحة إبليس، وبرفضه لكلّ ما عرضه إبليس عليه. 
 
وبهذه الطريقةِ حرم إبليس من أسلحته (ملذّات العالم)، وربطه أي قيّد حركته، فبماذا يحاربه ويغويه وهو رافض لكلّ ما يعرضه عليه. 
 
والذي غلب الشيطان هنا هو يسوع الإنسان، فلا معنى لأن نقول إنّ الله هو الذي كان يُحارَب مِن إبليس وأنّ الله هزم إبليس. فالله قادر بلاهوته أن يسحق إبليس بكلمة. 
 
ولكن كانت هذه المعركة وهذا الانتصار لحساب الإنسان. 
 
فكلٌّ منّا إذا اتّحد بالمسيح وثبت فيه يقتاده الروح كما اقتادالمسيح (لو 4: 1) لينتصر على الشيطان. 
 
ومن ينتصر على الشيطان رافضاً ملذّاته الخاطئة يمتلئ بالروح كما حدث مع المسيح في الآيات التالية. أمّا من يقاوم الروح القدس ويستجيب للشيطان ويتلذّذ باغراءات العالم فيُطفئ الروح ويحزنه.
 
الجسد كان ضعيفاً من الصوم، ولكنّ الروح كان قويًّا، لكنّ الإنسانية التي في المسيح يسوع امتلأت بقوّة الروح حينما غلب إبليس، وهذا لكي يعطى لكلّ مَن يتّحد به من البشر إمكانَ الامتلاء بالروح هو أيضًا.
 
ومن منهج المسيح نفهم كيف نصبح أقوياء بالروح أو كيف نمتلئ بالروح: أوّلاً صوم وصلاة كما صام المسيح هذه الأربعين يوماً، ثانياً رفض اقتراحات إبليس، ثالثاً: قطعاً يسبق كلّ هذا المعمودية والميرون.
 
ومن المؤكد سننتصر لأنّ غلبة المسيح على الشيطان كانت لحسابنا.
وقام ليقرأ = كان الشعب يجتمع في المجامع للصلاة ولسماع الكتاب المقدّس والوعظ والتعليم. 
 
وكان من الممكن أن يُدعى للقراءة والوعظ أيّ شخص يمكنه أن يتكلّم، وهذا استغلّه رُسُل المسيحيّة فعلّموا في المجامع اليهوديّة المنتشرة في العالم كلّه عن المسيح. 
 
والمجامع بدأ انشاؤها بعد السبي. وكانوا يجتمعون أيّام السبت والإثنين والخميس. وكانت هناك قراءات محدّدة لكلّ يوم. فكان يقرأ جزء من ناموس موسى أي التوراة وجزء من الأنبياء (أع 13: 14-16).
 
حسب عادته= إذاً كان المسيح معتادًا أن يحضر المجامع في المكان الذي يوجد به. وبالرجوع للآية (15). نجد أنّ المسيح قد ظهر في مجامع اليهود كواعظ مشهور. 
 
وقام ليقرأ= كانت العادة أن يقرأوا الكتاب وهم وقوف، ويجلسون عند الوعظ والتعليم (نح 8: 5). ومن كان يريد أن يتكلّم ويعظ يقف، لذلك وقف السيّد.
 
(آية17): كانت القراءة من أسفار النبوءات في هذا اليوم مأخوذةً من سفر إشعياء (أش 61: 1-2). وكان هذا بتدبير إلهيّ، فليس هناك مكان للصدف في تدبيرات الله، وكان النصّ يدور حول المسيح.
 
(آيات 18-20): وطوى السفر= بعد أن قرأ (وأكرز بسنة الربّ المقبولة)، ولم يُكمل باقي الآية من سفر إشعياء، والتكملة هي "وبيوم انتقام لإلهنا"، لأنّ المسيح في مجيئه الأوّل أتى ليخلّص لا لينتقم، لذلك طوى السفر، ليقول إنّ الوقت ليس وقت الانتقام. 
 
هو جاء ليُمسَحْ من الروح القدس كرئيس كهنة يقدّم ذبيحةَ نفسِه ليخلّص المساكين، المطحونين في عبودية لإبليس، جاء كطبيب سماويّ ليشفي المنكسري القلوب. 
 
وليكرز بسنة الربّ المقبولة= هي سنة اليوبيل التي تأتي كلّ 50 سنة، وكان يتمّ فيها تحرير العبيد وتحرير الأرض، وهذا رمز لما سيقدّمه المسيح بصليبه للبشريّة، فهو أتى ليهب المؤمنين الحرّيّة الروحيّة، ويعيد للبشر ما فقدوه من ميراث البرّ وملكوت السموات. 
 
وليعيد لنا البصيرة الروحيّة. إذاً سنة اليوبيل، السنة المقبولة، وهي مجيئه الأوّل، أمّا "يوم انتقام الهنا" فهذه إشارة لمجيئه الثاني كديّان للأرض كلّها. والمسيح في كلامه أشار صراحةً إلى أنّه هو المقصود بهذه النبوءة. 
 
وكان يتكلّم بقوة وسلطان جاذباً السامعين إليه، ولكن يا للأسف! فكبريائهم قد أعمت عيونهم فلم يعرفوه ولم يؤمنوا. لماذا؟ لأنّه ابن يوسف النجّار البسيط!
 
 
إلى مَن نذهب.؟...
كلامُ الحياةِ الأَبديّةِ عندك..!..
 
-  سأَل فتًى يافعٌ أُمَّه.!. 
 
-  لماذا يا أُمّي وُلدتُ أَنا في جوٍّ مملوءٍ بالحروب والمشاحنات والأَنانيّات والكُره وعدم الثّقةِ والكذب.؟!.
 
-  لأَنّ الإنسان يا بنيّ، نسي الصّلاة وذِكْرَ اسم الرّبّ يسوع المسيح، كلَّ صُبحٍ ونهار وعشيّةٍ ومساءٍ وليلْ.!.
 
نسيَ الإِنسانُ مَصْدَر حياتِهِ.!. نسيَ أَن يهفَّ إلى حضن أُمّه، "والدة الإِله" كلَّ فجرٍ، مناديًا اِيَّاها، لتحتضنه وتسقيه حنانها ليغتذي به وبما ستأَتيه به من غِذاءٍ، من أَهراءات منزل كيانها، لتطعمه لكلّ أَبنائِها.!. هكذا نَسِيَ الإِنسانُ أَن يُطْعِمَ الجائع والفقير... ونسي إِيواءَ الغريب.!.
 
وإِذ يغتذي الإِنسان من والدة الإِله، يُساءِلُها:...أُمّي في ترنيمة عيد رقادكِ نقول: في "ميلادك حفظتِ البتوليّة وصُنْتِها... وفي رقادِكِ... ما أَهْمَلْتِ العالم وتركتهِ يا والدة الإِله... لأَنّكِ انتقلتِ إلى الحياة... بما أَنّكِ أُمّ الحياة، "فبشفاعاتك أَنقذي من الموت نفوسنا".!!.
 
-  يا أُمّي: "إذًا مكتوبٌ"، على الإِنسانيّة أَن تموت.؟!.
لماذا وُلِدْنا.؟!. لنحيا في القهر والخوف، أَو في الأَنانيّة والأَلم.؟!. ثمّ لنموت.؟!.
 
-  لا... لا يا بنيّ... نحن وُلدنا لنتعرَّف على خلاصنا.!. من أُمّنا مريم، بابنها يسوع المسيح، فادينا.!... المسيح.!. خلاصنا.؟!. 
-  أُمّي... لماذا تركت الإِنسانيّة المسيح.؟!...
 
-  لتعود إليه يا ولدي.!. لأَنّنا نحن تركناه منذ البدء... منذ ولادتنا.!.
 
-  لماذا تركناه يا أُمّي.؟!...
 
-  الرّبّ الإله صَعْبٌ يا ولدي.!. يريدُنا على صورته.!. على مثاله.!. على شاكلته.!. 
 
يريدنا أَن نتبعُه، أَن نصير منه، له، وفيه.!. المسيح لا يقبل "الغرباء" عنه.!. الّذين لا يحبّونه.!. 
 
بل قال للمتعَبين والثّقيلي الأَحمال: "تعالوا إِليَّ يا أَيّها المتعَبون والثّقيلو الأَحمال وأَنا أُريحكُم.!!.
 
أُريحكُم بي... حين تصيرون على "شاكلتي"... تسمعون "كلماتي"... وتحفظونها في قلوبكم.!. 
 
تكتبون إسمي على جباهكم... ليصير وجهي وجهكم ووجهكم وجهي.!.
 
-  أُمّي... هذا مخوف... وصعب.!!. مَنْ نحنُ البشر لنَصيرَ على صورة وشاكلة، ووجه المسيح.؟!. أَنا أَرتعد حين أَقف للصّلاة في غرفة نومي صُبْحًا ومساءً.!. أَخاف أَن أَقول له: يا يسوع استمع صوتي... "يا ربّي وسيّد حياتي... أَنا أُحِبُّكَ".!.
 
-  قلْ معي يا ولدي من عمقِ أعماق قلبِكَ: ..."أَيُّها الرّبّ وسيِّد حياتي.!. أَعتقني من روح البطالة والفضول وحبِّ الرّئاسة والكلام البطّال... وأَنعِم عليَّ أَنا عبدك الخاطئ، بروح العفّة واتّضاع الفكر والصّبر والمحبّة.!. نعم.!!!... يا ملكي وإِلهي.!!!. 
 
هَبْ لي أَن أَعرِف ذنوبي وعيوبي وأَلّا أَدينَ إخوتي.!.
 
لأَنّكَ مبارَك ومُمَجَّدٌ إلى الأَبد"... آمين... (صلاة التّوبة.!. القدّيس إسحق السّوريّ).