الأحد 17 آذار 2019

الأحد 17 آذار 2019

17 آذار 2019
 
الأحد 17 آذار 2019          
العدد 11
الأحد الأوّل من الصّوم
 
اللّحن الأوّل            الإيوثينا التّاسعة
 
* 17: أحد الأرثوذكسيّة، ألكسيوس رجل الله، * 18: كيرلّلس رئيس أساقفة أورشليم، * 19: الشّهداء خريسنثوس وداريَّا ورفقتهما، *20: الآباء الـ 20 المقتولون في دير القدِّيس سابا، * 21: الأسقف يعقوب المعترف، البارّ سرابيون، * 22: الشّهيد باسيليوس كاهن كنيسة أنقرة، المديح الثّاني * 23: الشّهيد نيكن وتلاميذه الـ 199 المستشهَدون معه.  *
 
العائلة المسيحيّة 
 
الحياة العائليّة صورة عن الثّالوث. الله كائن علائقيّ يُعرَف من خلال علاقته مع الآخر. هكذا وحدة الثّالوث القدّوس، وحدة الأقانيم الثّلاثة في جوهرٍ واحد. هكذا أيضًا أعضاء الشركة العائليّة، وحدة في ثلاثة أشخاص: الأب والأمّ والولد: وحدة في الجوهر دون انقسام ودون امتزاج "واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد".
 
الأهواء هي العدوّ الأوّل لوحدة العائلة. الأهواء الرئيسة ثلاثة: المال، السّلطة واللّذّة.
 
السّلطة، أو التسلّط، مرتبطة بالمال، بالمجد الباطل وبالأنا. كلّ هذا يُعالَج عن طريق بذل الذّات، نبذ الأنانيّة واتّباع الحياة في المسيح.
 
أمّا شهوة اللّذّة فهي عدوّ كبير يتعاون مع حبّ المال وحبّ التسلّط أو المجد الباطل. علينا أن نحارب هذا العدوّ باعتبار الجسد هيكلاً للرّوح القدس. هكذا يتخطّى الإنسان الشّهوة الجنسيّة.
 
هذا كلّه يتطلّب نسْكاً وجهاداً روحيًّا. يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "العائلة المسيحيّة كنيسة صغيرة". لذلك الصّلاة المشتركة في العائلة ضروريّة جدًّا.
 
من المستحسن أن يكون للعائلة أبٌ روحيٌ واحدٌ. يبقى المسيح رأس العائلة. الهدف هو الخلاص إن كان في العائلة أو في الرّهبنة. المعايير لنجاح العائلة ليست عالميّة بل روحيّة. النفس تبنى على صخرة المحبّة لأنّ الله محبّة بل هي (العائلة) مدرسة المحبّة بشكل فائق.
 
هذا الإعداد يبدأ تفضيلاً منذ الطفولة. يقول القدّيس بورفيريوس الرّائيّ في مقالته الشّهيرة عن التربية العائليّة: "تبدأ نشأة الطّفل منذ تكوينه جنيناً في بطن أمّه، لذلك، على هذه الأخيرة أن تنتبه إلى صلاتها وتصرّفها مع زوجها والآخرين خلال فترة الحمل وغيره".
 
نذكر هنا بعض التحدّيات المعاصرة التي أدّت، في كثير من الأحيان، إلى التفكّك الأسريّ: 
 
بداعي الحياة المادّيّة والمجتمع الإستهلاكيّ السّائد، تضطرّ المرأة، في كثير من الأحيان، أن تعمل خارج المنزل دواماً كاملاً، ما يجعلها بعيدة عن بيتها، عن زوجها وأولادها. 
 
تعود مساءً تعبة لا تستطيع أن تفي بواجباتها كربّة بيت ومدبّرة لأمور عائلتها المادّيّة والزّوجيّة والتربويّة. فهي بذلك تمضي وقتها مع النّاس أكثر ممّا تمضيه مع زوجها وأولادها تاركة تربية أولادها إلى الخادمة.
 
كلّ ذلك يُضعف دعوتها المقدّسة كأمّ وكزوجة، ما يزعزع أساساً ما يدعى بالأمانة الزّوجيّة والعائليّة.
 
العلاج الأفضل لمثل هذا الوضع المستشري في أيّامنا هو أن تتمسّك المرأة المسيحيّة بواجب رسالتها التربويّة للأولاد بدل أن توكّل تربيتهم إلى الخادمة ما يجعلها تلغي أو، على الأقلّ، تختصر عملها خارج البيت إلى دوام نصفيّ، حتّى ولو ارتَضَت مع زوجها معيشة بسيطة تستغني فيها عن كلّ الكماليّات غير الضروريّة.
 
أخيراً، وليس آخراً، نذكر، في هذا المجال، الزّواج المختلط مع طائفة أو ديانة أخرى أو، حتّى، فريق آخر بعيد كلّيًّا عن الإيمان والكنيسة. 
 
كلّ ذلك يخلق بين الزوجين خلافات عمليّة كثيرة، على الفريقين أن يتجنّباها بصعوبة في كثير من الأحيان. 
 
هذا يشكّل تحدّيًا كبيرًا وصعبًا تخطّيه، يساهم، على كلّ حال، في تمييع الهويّة المسيحيّة الأرثوذكسيّة.
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
طروباريّة القيامة باللّحن الأوّل
 
إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدَك الطاهر حُفِظَ من الجند، قُمتَ في اليوم الثالث أيّها المخلِّص، مانحاً العالَمَ الحياة. لذلك، قوّات السماوات هتفوا إليك يا واهبَ الحياة: المجدُ لقيامتك أيّها المسيح، ألمجدُ لملكك، المجدُ لتدبيرك يا محبَّ البشرِ وحدَك.
 
طروباريّة أحد الأرثوذكسيّة باللّحن الثاني 
 
لصورتِكَ الطّاهرة نسجدُ أيّها الصالح، طالبينَ غُفرانَ الخطايا أيُّها المسيحُ إلهُنا. لأنّكَ سُررتَ أن ترتفعَ بالجسدِ على الصَّليبِ طَوعًا، لتُنجّيَ الذينَ خَلَقْتَ مِنْ عُبوديَّةِ العَدُوّ. فلذلك نهتِفُ إليكَ بشُكر: لقد ملأتَ الكُلَّ فَرَحًا يا مُخلِّصَنا، إذ أتيتَ لِتُخَلِّصَ العالم.
 
القنداق باللّحن الثامن 
 
إنّي أنا عبدُكِ يا والدةَ الإله، أكتبُ لكِ راياتِ الغَلَبة يا جُنديَّةً محامية، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنقِذةٍ مِنَ الشَّدائد. لكنْ، بما أنَّ لكِ العِزَّةَ التي لا تُحارَب، أَعتقيني من صُنوفِ الشَّدائد، حتّى أصرُخَ إليكِ: إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها. 
 
 
الرِّسالة
عب 11: 24-26، 32-40  
 
مبارَكٌ أنتَ يا رَبُّ إلهَ آبائنا
لأنَكَ عَدْلٌ في كلِّ ما صنعتَ بِنا
 
يا إخوة، بالإيمان مُوسى لمّا كَبُرَ أبى أن يُدعى ابنّا لابنةِ فِرعَون، مختاراً الشَّقاءَ مع شعبِ اللهِ على التَّمَتّع الوقتيّ بالخطيئة، ومعتبراً عارَ المسيحِ غِنًى أعظمَ من كنوزِ مِصرَ، لأنّه نظر إلى الثَّواب. وماذا أقولُ أيضاً؟ إنّه يَضيقُ بِيَ الوقتُ إنْ أخبرتُ عن جِدعَونَ وباراقَ وشَمشونَ ويَفتاحَ وداودَ وصموئيلَ والأنبياء، الذين بالإيمانِ قَهَروا الممالكَ وعمِلوا البِرَّ ونالُوا المواعدَ، وسَدُّوا أفواهَ الأسود، وأطفأُوا حِدَّة النارِ، ونجَوا من حَدِّ السَّيف، وتقوَّوا من ضَعفٍ، وصاروا أشِدّاءَ في الحربِ، وكسروا معسكَراتِ الأجانب. وأخَذَتْ نِساءٌ أمواتَهُنَّ بالقيامة. وعُذِّبَ آخَرون بتوتير الأعضاء والضَّرب، ولم يقبلوا بالنّجاة ليحصُلوا على قيامةٍ أفضل. وآخَرون ذاقوا الهُزْءَ والجَلْدَ والقُيودَ أيضّا والسِّجن. ورُجِموا ونُشِروا وامتُحِنوا، وماتوا بِحَدِّ السَّيف. وساحُوا في جُلودِ غَنَمٍ ومَعزٍ، وهم مُعْوَزونَ مُضايَقونَ مَجهودون (ولم يَكُنِ العالمُ مستحقًّا لهم). وكانوا تائهين في البراري والجبالِ والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاءِ كُلُّهم، مشهوداً لهم بالإيمانِ، لم ينالُوا الموعد، لأنّ الله سبقَ فنظر لنا شيئاً أفضلَ، لكي لا يُكمَلوا بدونِنا.
 
الإنجيل
يو 1: 43-51 
 
في ذلك الزّمان، أراد يسوعُ الخروجَ إلى الجليل، فوجد فيلبُّسَ فقال له: "اتبَعْني". وكان فيلِبُّسُ من بيتَ صيدا من مدينةِ أندراوسَ وبطرس. فوجد فيلِبُّسُ نثنائيلَ فقال له: "إنّ الذي كتب عنه موسى في النّاموس والأنبياءِ قد وجدناه، وهو يسوعُ بنُ يوسُفَ الذي من النّاصرة". فقال له نثنائيلُ: أَمِنَ النّاصرةِ يمكنُ أن يكونَ شيءٌ صالح؟! فقال له فيلِبُّسُ: "تعالَ وانظر". فرأى يسوعُ نَثَنائيلَ مُقبلاً إليه، فقال عنه: "هُوَذا إسرائيليٌّ حقًّا لا غِشَّ فيه". فقال له نثنائيلُ: "مِنْ أين تعرفُني؟ أجاب يسوعُ وقال له: "قبلَ أن يدعوَكَ فيلِبُّسُ وأنتَ تحت التينةِ رأيتُك". أجاب نثنائيلُ وقال له: "يا معلِّمُ، أنتَ ابنُ اللهِ، أنتَ مَلِكُ إسرائيل". أجاب يسوعُ وقال له: "لأنّي قلتُ لكَ إنّي رأيتُكَ تحت التينةِ آمنت. إنّك ستُعاينُ أعظمَ من هذا". وقال له: "الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنّكم من الآنَ تَرَونَ السَّماءَ مفتوحةً، وملائكةَ اللهِ يصعدون وينـزلون على ابنِ البشر".
 
في الرِّسالة
 
يبدأ مقطع الرّسالة بكلمة "الإيمان"، ونتساءل ما هو الإيمان؟ 
هل هو الثّقة بأمور خارقة؟ 
أم هو مجرَّد الإدراك العقليّ أنَّ للكون خالقًا؟ هل هو ممارسات دينيّة طقسيّة؟ 
هل هو بخور وشموع وصلوات وأصوام فقط؟ هل هو الخوف من قاضٍ سيديننا على أعمالنا؟ 
أم هو تعلُّق بماورائيّات هذه الحياة؟ 
هل هو ضعف أم قوّة؟ خوفٌ أم شجاعة؟ 
 
في الحقيقة ربّما يكون الإيمان هو بعضَ ما ذكرناه أو كلَّه، ولكن، قبل كلّ شيء، الإيمان هو هذه الخبرة الجميلة للحياة مع الله، عندما يعيش الإنسان في كنفِ الله الخالق ويختبر الدّفء في الحضن الأبويّ والحنان الإلهيّ. 
 
عندها أمورٌ كثيرة تتغيَّر في حياة الإنسان.
 
بهذا الإيمان غيرِ المتزعزع بالله، ومن حلاوة العيش معه، رفض موسى مجد العالَم ونعيمه، حين رفض العيش في كنف فرعون وابنته، لأنّه اختبر نعيماً أفضل ومجداً أعظم، عندما يكون ابناً أميناً لله. 
 
ومن خبرة المحبة هذه اختبر رجال العهد القديم قوّة الله، فقهروا الممالك وانتصروا على الأعداء، وسدّوا أفواه الحيوانات الضّارية. 
 
وفي الوقت نفسه احتمَلوا الآلام والضّيقات، حياة التشرُّد والفقر، الإهانة والظّلم، السّجن والتّعذيب، احتملوا حتّى تقطيع أجسادهم والموت، لأنّهم ليس فقط آمنوا بل أيقنوا ورأوا مسبقاً قيامة الرّبّ يسوع من بين الأموات، وبالتّالي قيامتهم هم وقيامة الجنس البشريّ بأسره، فعاشوا بطريقةٍ مختلفة عن طريقة بقيّة النّاس، عاشوا بطريقةٍ منسجمة مع إيمانهم، بالصّبر والفقر والقناعة والإخلاص لله.
 
ونحن في هذا الزّمن، وقد لمسنا فشل كلّ ما كان الإنسان يعتقد أنّه سيكون سبباً لسعادته وخلوده، إن كان العلم أو التطوّر والتكنولوجيا أو المال والسّلطة أو الملذّات، لماذا لا نهرب من جاذبيّة العالَم؟ لماذا لا نعود إلى الله؟ لماذا لا نقرأ الإنجيل في بيوتنا؟ لماذا لا نصلّي؟ 
 
لماذا لا نختبر الله، لنرى في حياتنا عظائم وعجائب؟! 
 
أيّها الأحبّاء، لا يمكننا أن نلمس الله في حياتنا ونحن نعيش كسائر النّاس غير الملتزمين. 
 
رسالة اليوم هي تحدٍّ موجّهٌ إلينا، أن عيشوا كأبناءٍ لله، وأبناءِ القيامة، تحمَّلوا، اصبروا، صلُّوا، صوموا، تقشَّفوا، تواضعوا، اغفروا، سامحوا، أحبّوا، أَعطُوا من أموالكم للفقراء، عيشوا بقناعة، لا تُستعبَدوا للمال والسّلطة، ارفضوا ملذّات هذا العالَم وشهواته ترَوا الله شخصيًّا في حياتكم، وترَوا عجائب الله في عائلاتكم.
 
مرض التّوحُّد 
 
أ-تعريفه: 
 
التوحُّدُ مرضٌ يَنتجُ عن خَلَلٍ في التّطوُّرِ الخَلْقيّ للدّماغ، فيسبِّبُ خللًا في العلاقات الاِجتماعية، في التّواصل الاِجتماعيّ، وفي السّلوك. 
 
لذلك، تكون تصرُّفاتُ المُصابِ بهذا المرض غيرَ مبرَّرة، يَعرُوها التّكرارُ والغرابة.
 
ب- عوارضه:
 
1-التّواصل الاِجتماعيّ والسُّلوك:
 
*المتوحّد لا يستطيع أن يتابع التّواصلَ مع الآخَرِ بالتّركيز في النظر.
* يتصرّف كأنّه لا يسمع ما يقال له.
* لا يُعَبِّرُ عن فَرَحِه، ولا يُظهره للآخرين.
* بطيء بالرّدّ على أيّ طَلَب، حتّى لو حاول الآخَرُ لَفْتَ انتباهِه.
* لديه مشكلة في الحوار والتّواصل مع الآخرين.
* يسترسلُ في التكلُّم في أمرٍ يهمّه، دون أن يراعي مشاعر الآخرين أو ينتبه إلى أنّ هذا الأمر قد لا يهمّم.
* تكون له تعابير في وجهه أو تصرّفات غير مطابقة للحوار أو للظّرف الواقع.
* نبرة صوته تكون أيضًا غريبة.
* لديه مشاكل في استيعاب وجهة نظر الآخَرين أو حتّى فهم ردّة فعلهم.
 
2- التّكرار في بعض التصرّفات غير المقبولة.
تكرار في بعض السّلوك غير المعهود، أو تكرار بعض الكلمات Echolalia الاِهتمام فقط ببعض الأمور المعيّنة: أرقام أو وقائع تهمّه.
 
الاِهتمام بشيءٍ ما يدوّي.
 
الاِنزعاج من بعض التّعابير التي هو غير معتاد عليها.
عدم التّفاعل مع بعض المحفّزات: كالضّوء، الصّوت، الثّياب...
من الممكن أن تكون لديه مشكلة في النّوم.
 
من الممكن أن يكون لديه أيضًا ذكاء في مادّةٍ ما كالحساب، الموسيقى، وفي بعض الأمور الحسّيّة.
 
ج- العوامل المسبّبة:
 
عوامل جينيّة: إذا كان في العائلة أخٌ مصابٌ بالتوحُّد، أو عندما تنجب الأمّ وهي في سِنّ متقدّمة، أو عندما تكون هناك أمراضٌ خَلْقيّةٌ في العائلة.
 
عوامل بيئيّة: إنّ بعض الموادّ السّامّةِ، التي تتعرّضُ لها المرأة الحامل، قد تؤدّي إلى أن إصابةِ جنينِها بالتّوحُّد.
 
د- التّشخيص:
 
يكون عادةً بالفحص السّريريّ، خصوصاً بعد عمر السنتين عندما تبدأ العوارض بالظّهور. 
 
يشخِّصُ التوحُّدَ الطبيبُ المعالِجُ وطبيبُ الأعصابِ والأمراضِ النفسيّة.
 
عادةً تكون الفحوصُ المخبريّةُ والشُّعاعيّةُ والسَّمْعيّةُ طبيعيّةً، ولا تُظهِرُ أيَّ خَلَل.
 
ھ- العلاج:
يتضمّنُ، عادةً، الأدويةَ المضادّةَ للذِّهان، وبعضَ المنبِّهات.