الأحد 30 حزيران 2019

الأحد 30 حزيران 2019

30 حزيران 2019
 
الأحد 30 حزيران 2019 
العدد 26
 
الأحد الثاني بعد العنصرة
 
اللَّحن الأوّل الإيوثينا الثّانية
 
* 30: تذكار جامع للرُّسل الاِثني عشر، تذكار جامع للآباء الآثوسيّين، ،* 1: الشّهيدان قزما وداميانوس الماقتا الفضّة. * 2: وضع ثوب والدة الإله في فلاشرنس، * 3: الشّهيد باكنش، أناطوليوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة،* 4: القدّيس أندراوس الأورشليميّ رئيس أساقفة كريت، أندره روبلاف، * 5: البارّ أثناسيوس الآثوسيّ، لمباذوس العجائبيّ، * 6: سيسوي الكبير (ساسين).
الرّوح القدس المحرّر 
في هذه الأيّام المباركة ما زلنا نعيش فترة العنصرة، أي حلول الرّوح القدس على التلاميذ واكتسابهم نعمته وانطلاقهم إلى العالَم مبشِّرين بكلمة الحقّ والحياة.
 
قال الرّبّ يسوع المسيح: "ثقوا لقد غلبت العالَم".
 
هذه العبارة المعزّية هي سلاحنا في الاِنتصار على هذا العالَم وشهواته.
 
لكنّ هذا الاِنتصار وهذه الغلبة اللّذين أعطانا إيّاهما السّيّد لا يعودان إلى إمكاناتنا البشريّة ولا إلى جهاداتنا، إنّما يعودان إلى عمل الرّوح القدس فينا، هذا الرّوح القدس الذي وعدنا به الرّبّ يسوع المسيح لمّا وعدنا بأنّه، بعد انطلاقه إلى السّماء، سيرسل لنا الرّوح القدس المعزّي، وهو الذي سيعضدنا ويسندنا في هذا العالَم وفي صراعنا ضدّ فكر هذا العالَم.
 
في العالَم سنكون في ضيق، ولكن، طالما أنّ الرّبّ غلب العالَم، نحن أيضًا سنغلبه بالرّوح القدس.
 
هذا الرّوح القدس المعزّي أيضًا هو روح الحقّ، بل هو الحقّ ذاته، لأنّ هذا الرّوح يقيمنا فيه، أي في الحقّ.
 
هذا الرّوح يعزّينا، وبالرّوح نفسه تصير غلبتنا في هذا العالَم.
روح الله هو الحرّيّة: "تعرفون الحقّ والحقّ يحرّركم".
 
إذا عرفنا الحقّ، أي الرّوح القدس، وإذا أقام فينا هذا الرّوح، أي أقام فينا الحقّ، فنحن أحرار. نتحرّر من الخوف، نتحرّر من الموت، نتحرّر من مغريات هذا العالَم، نتحرّر من الظلام ونُقبل بهذا الرّوح إلى النّور لأنّ النّور يوبّخ الأعمال المظلمة.
 
مَن يُقِمْ فيه الحقّ يَصِرْ صادقاً ويتحرّر من الكذب. من يُقِمْ فيه الحقّ، أي الرّوح القدس، يتحرّر من الجسد وينطلق إلى أعمال الرّوح. من يُقِمْ في الحقّ يتحرّر من رغبات الإنسان ونزواته السيّئة لينطلق إلى رغبات الإنسان الخيّرة.
 
يتبدّل الزّمان والمكان ونصير أبناء الملكوت.
 
الرّوح القدس الذي ملأ التلاميذ ويملؤنا نحن هو أداتنا في هذا العالَم ووسيلتنا لكي نحبّ بالحقّ ونغلب روح العالَم.
 
الرّوح القدس الذي ينيرنا يضع يسوع على وجوهنا وقلوبنا فتسقط كلّ الأقنعة الأخرى، فلا يبقى وجود لروح الرّياء ولا للخديعة ولا للحسد ولا للحقد، بل تأتي النّعمة الإلهيّة بالرّوح فنصرخ ونحن في هذا العالَم "أبّا أيّها الآب".
نحن أبناء الله لأنّنا تحرّرنا بالرّوح القدس.
 
نحن أبناء الله لأنّ الرّوح القدس يفعل فينا بما قاله المسيح: "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا".
 
لذلك نصلّي الصلاة الموجّهة إلى الرّوح القدس والتي هي تعزيتنا، والتي هي كنزنا، والتي هي قوّتنا، نقول: "أيّها الملك السّماويّ المعزّي، روح الحقّ الحاضر في كلّ مكان".
 
ما هو عمل هذا الرّوح وما هي فاعليّته؟ في الصّلاة نفسها نقول: "هلمّ واسكن فينا وطهّرنا من كلّ دنس". لا نتطهّر من الأدناس إلّا إذا تحرّرنا بهذا الرّوح القدس الصّالح من كلّ خوف في نفوسنا، من كلّ جزع، من كلّ تردّد.
 
ننطلق بصلاتنا هذه متوجّهين إلى الرّوح القدس المعزّي أن يملأ قلوبنا، ويساعدنا لكي نغلب العالَم؛ أن يرافق مسيرتنا لكي نتشدّد ونصير أبناءً للنّور بكلّ ما تعنيه هذه العبارة.
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن الأوّّل
 
إنّ الحجرَ لمّا خُتم من اليهود، وجسدَك الطاهر حُفظ من الجند، قمتَ في اليوم الثالثِ أيّها المخلّص مانحًا العالَمَ الحياة. لذلك، قوّاتُ السَّمَوات هتفوا إليك يا واهبَ الحياة: المجدُ لقيامتك أيّها المسيح، المجدُ لمُلكِكَ، المجدُ لتدبيرِكَ يا مُحبَّ البشرِ وحدَك.
 
طروباريَّة الرّسل باللَّحن الثّالث
 
أيّها الرّسل القدّيسون تشفّعوا إلى الإله الرّحيم، أن يُنعم بغفران الزلّات لنفوسنا.
 
القنداق باللَّحن الرّابع
 
يا شفيعةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودة، لا تُعرِضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطّلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.
 
الرِّسالَة
1 كو 4: 9-16
 
تعترف السَّمَوات بعجائبك
الله الممَّجد في مؤامرة القدّيسين
 
يا إخوةُ، إنَّ اللهَ قد أبرزَنا نحنُ الرّسلَ آخِرِي الناسِ كأنَّنا مجعولونَ للموت. لأنَّا قد صِرنا مَشهَداً للعالَم والملائكةِ والبشر. نحنُ جهَّالٌ من أجلِ المسيحِ أمَّا أنتمُ فحكماءُ في المسيح. نحنُ ضُعفاءُ وأنتم أقوياءُ.
 
أنتم مُكرَّمون ونحنُ مُهانون، وإلى هذهِ السّاعةِ نحنُ نجوعُ ونَعطَشُ ونَعْرَى ونُلطَمُ ولا قرارَ لنا، ونَتَعبُ عامِلين. نُشتَمُ فَنُبارِك. نُضطَهدُ فنحَتَمِل، يُشنَّعُ علينا فَنَتَضرَّع. قد صِرنا كأقذارِ العالَمِ وكأوساخٍ يستخبِثُها الجميعُ إلى الآن.
 
ولستُ لأُخجِلَكُم أكتبُ هذا، وإنَّما أَعظُكُم كأولادي الأحبَّاء، لأنَّهُ، ولو كانَ لكم ربوةٌ من المُرشدينَ في المسيح، فليسَ لكم آباءٌ كَثيرون، لأنّي أنا ولدتُكم في المسيحِ يسوعَ بالإنجيل. فأطلبُ إليكم أن تكونوا مقتَدِين بِي.
 
الإنجيل
متّى 9: 36، 10: 1-8
 
في ذلك الزّمان، لمَّا رأى يسوعُ جمعًا كثيراً، تحنَّن عليهم لأنَّهم كانوا منزعجين ومنطرحين مثلَ خِرافٍ لا راعيَ لها. حينئذٍ قال لتلاميذه إنَّ الحصادَ كثيرٌ وأمَّا العَمَلَةُ فقليلون، فاطلُبوا إلى ربّ الحصادِ أنْ يُرسِل عَمَلَةً إلى حَصادِه، ثمَّ دعا يسوعُ تلاميذه الاِثني عشرَ وأعطاهم سلطاناً على الأرواح النّجسة لكي يخرجوها ويشفوا كلَّ مرضٍ وكلَّ ضُعفٍ؛ وهذه أسماء الإثني عشر رسولاً: الأولُ سمعانُ المدعوُّ بطرسَ وأندراوسُ أخوهُ ويعقوب بنُ زبدى ويوحنّا أخوهُ وفيلِبُّسُ وبرثلماوس وتوما ومتّى العشّارُ ويعقوبُ بن حلفى ولبَّاوُسُ الملقّب تدَّاوس وسمعانُ القانَويُّ ويهوذا الإسخريوطيّ الذي أسلمهُ. هؤلاءِ الإثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً: إلى طريقٍ للأمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريّين لا تدخلوا، بل انطلقوا، بالحريّ، إلى الخراف الضّالّة من بيت إسرائيل، وفي انطلاقكم اكرزوا قائلين: قد اقترب ملكوت السَّمَوات. اشفوا المرضى، طهِّروا البُرص، أقيموا الموتى، أَخرجوا الشّياطين. "مجّاناً أخذتم مجّانًا أَعطوا".
 
في الإنجيل
 
في هذا اليوم تكرّم الكنيسة المقدّسة الرّسل القدّيسين الأطهار، وتقيم لهم عيداً جامعاً. وهم الذين ذكرت أسماؤهم في التلاوة الإنجيليّة المقدّسة المخصّصة لهذا اليوم.
 
هؤلاء الرّسل أعطاهم الرّبّ يسوع نعمة الرّوح القدس، عندما قال لهم: "خذوا الرّوح القدس، من غفرتم خطاياهم غفرت لهم ومن أمسكتم خطاياهم أُمسكت. إذا سلطان الحلّ والرّبط أصبح بيدهم بعدما صعد الرّبّ الى السَّمَوات، ووعدهم به كما نرتّل في ترنيمة الصّعود: "ووعدت تلاميذك بموعد الرّوح القدس".
 
والرّوح القدس قد حلّ عليهم في يوم العنصرة العظيم، عيد حلول الرّوح عليهم وعلينا، كلّما عيّدنا هذا العيد.
 
رسالة سامية جدًّا سلّمها الرّبّ لتلاميذه عندما قال لهم: "بشِّروا وطهِّروا البرص، واطردوا الشّياطين. مجّاناً أخذتم، فمجّاناً أعطوا (متّى 10: 8).
 
الرّسل القدّيسون حملوا هذه الرّسالة بكلّ أمانة، وبشَّروا العالَم بأسره بيسوع المسيح القائم من بين الأموات. وقد استُشهدوا في سبيل إيمانهم، وقدّسوا العالَم، وقدَّسوا أنفسهم، عندما بذلوا دماءهم من أجل يسوع المسيح. لذلك تكرّمهم الكنيسة لأنّهم اقتنصوا المسكونة و"مسحنوا" العالَم بأسره.
 
ونحن يدعونا الرّبّ يسوع لنكون رسلاً له في هذا العالَم الذي يفتقد إلى البشارة بالرّبّ يسوع القائم من بين الأموات، لكي نبشّر باسمه في كلّ المسكونة، فهل نحن فاعلون؟
 
والرّسول بولس يحثّنا على ذلك عندما يقول:
 
"ويلٌ لي إن لم أبشِّر".. وويلٌ لنا نحن إن تقاعسنا. علينا أن نبشِّر، وليس بالأقوال فقط، وإنّما بالأعمال المسيحيّة التي نعملها نحن، ونكون مناراتٍ مشعّةً تبدّد ظلمات الجهل الرّوحيّ الذي يسود البشر في هذه الأيّام. وهكذا يرى النّاس أعمالنا الصالحة، فيمجِّدون أبانا الذي في السَّمَوات، الذي تألَّم وقُبر وقام من بين الأموات لأجل خلاصنا.
 
وعندما نتسلّح بنعمة الرّوح القدس، فإنّنا نصبح قادرين على شفاء المرضى، وإقامة الموتى، وتطهير البرص، وطرد الشّياطين التي تحيط بنا من كلّ جانب من جوانب حياتنا لتخرِّب كنيستنا، وحياتنا ومجتمعنا.
 
وبقوّة الرّبّ يسوع وصليبه المحيي لن تقوى علينا، لأنّه، بقيامته المجيدة، قد انتصر على الموت، والشرّ والخطيئة، له المجد إلى الأبد آمين.
 
كلمة صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) في رقاد الأخت تاتياني من دير مار يعقوب- ددّه
 
كلمة تأبين وعزاء
 
"أن نتمّم بقيّة زمان حياتنا بسلام وتوبة. أن تكون أواخر حياتنا مسيحيّةً سلاميّةً بلا حزنٍ ولا خزيٍ وجواباً حسناً لدى منبر المسيح المرهوب، نسأل".
 
أيّها الأحبّاء!
 
الرّاهب لا يطلب شيئاً آخر في حياته، وبخاصّة في أواخر حياته على هذه الأرض.
 
حياته منتظر أن تكون نموذجاً لحياة المسيحيّين الآخرين: السّلام يقتنيه باعترافه المستمرّ بخطاياه وضعفاته.
 
ذلك عن طريق التّوبة المستمرّة يقتنيها عَبر صلاته الشخصيّة وصلاته الجماعيّة، وأيضًا عَبر خدمته اليوميّة وعلاقته مع الآخرين وأفكاره أيضًا.
 
الموت، بالنسبة له، بابٌ للحياة الأبديّة، الحياة الحقيقيّة. ينتظره في كلّ آن ويتهيّأ له. يتأمّل كلام الرّبّ يسوع في إنجيل يوحنّا حيث يقول:
 
"الحقّ الحقّ أقول لكم إنّ مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبديّة ولا يأتي إلى دينونة بل 

قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنّا 5: 24).
 
وأنتِ أيّتها الأخت المتوحّدّة تاتياني لقد كنتِ أمينة على وعدك وإيمانكِ القويم منذ البَداءَة حتى النّهاية، صابرةً على التجارب، وديعة متواضعة مطيعةً، صامتة، تُعطين مثالاً للأخوات، بخاصّة الحديثات السنّ، تصلّين بخفية ومداومة.
 
أنتِ بذلك كلّه تركتِ أثراً طيّباً في هذا الدّير المقدّس الذي يطمح لأن يكون في نفوس راهباته عتبةً للملكوت الآتي.
 
والآن ترتاحين بالجسد وتنتقلين بالنّفس والرّوح لكي تلتقي بعريسكِ السّماويّ الذي طالما صبرتِ وجاهدتِ في سبيل اللّقاء بوجهه الكريم، ذلك لتفرحي مع الملائكة السّماويّين.
 
كنتِ أمينةً على القليل فجعلك اللهُ أمينةً على الكثير، اذهبي إلى فرح ربّك! 
آمين
 
أخبـــارنــــا
عيد القدّيس ساسين في رعيّة دار شمزّين
 
ببركة راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) وحضوره تحتفل رعيّة مار ساسين في دار شمزّين بعيد شفيعها، وذلك بإقامة صلاة الغروب وكسر الخبزات الخمس يوم الجمعة الواقع فيه 5 تمّوز 2019 السّاعة السّادسة مساءً، وصلاة السّحر والقدّاس الإلهيّ يوم السّبت 6 تموز السّاعة الثّامنة والنّصف صباحاً. يلي القدّاس مائدة محبّة في قاعة الكنيسة.