الأحد 24 شباط 2019
العدد 8
أحد الاِبن الشّاطر
اللّحن السّادس الإيوثينا السّادسة
* 24: ظهور هامة السّابق للمرّتين الأولى والثّانية، * 25: طاراسيوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة،* 26: بورفيريوس أسقف غزّة، فوتيني السّامريّة، البارّ ثاوكليتُس، * 27: بروكوبيوس البانياسيّ المعترف، ثلالاوس السّوريّ، * 28: باسيليوس المعترف، البارّ كاسيانوس الرّومانيّ، البارّتان كيرا ومارانّا، * 1: البارّة في الشّهيدات أفذوكيَّا، البارَّة دومنينا، * 2: سبت الأموات، الشّهيد إيسيخيوس.
أفكارنا
"أحبِب الرّبّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ فكرك" (متّى 22: 37)، هكذا يقول الكتاب المقدّس، وهكذا أكّد الرّبّ يسوع مجيباً السّائلين حول أعظم الوصايا.
محبّة الله تأتي من الكيان الإنسانيّ بجملته: القلب والعقل والفكر. فالإنسان، جسداً وروحاً، هو هيكل الرّوح القدس (1كو 6: 19).
فنقاوة الإنسان، جسداً روحاً والذي يسعى بجدّيّة إلى محبّة الله تأتي في أفكاره في حواسه، في مشاعره، في تفكيره في ظنونه.
لذلك المسيحيّ يحرص ليس فقط على نقاوة جسده من ممارسات خارجيّة بل أيضًا على نقاوة قلبه منبع أفكاره "لأنّه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا" (متّى 6: 21).
الإنسان الذي يسمح لفكره بأن ينشغل بأمور رديئة إنّما يدلّ على أنّ الله لا يسكن في قلبه، فالأفكار تنبع من داخل القلب كما يقول الكتاب المقدّس "الإنسان الصّالح من كنز قلبه الصّالح يخرج الصّلاح والإنسان الشّرّير من كنز قلبه الشرّير يخرج الشرّ، فمن فضلة القلب يتكلّم اللّسان".
الفكر هو دليل على انشغال الإنسان بما يحبّه، فإن كانت أفكارنا شرّيرة فهذا بسبب أنّ الله لا يسكن في قلوبنا، وإن كانت أفكارنا خيّرة ونَيِّرة فهذا دليل على أنّ الله يسكن في قلوبنا، لأنّه من القلب تنبع الأفكار وتخرج.
لذلك يشدّد آباء الكنيسة على أنّ الإنسان يبدأ النقاوة من فكره.
ولكي يكون الإنسان نقيًّا يجب عليه أن يبتعد عن الأسباب التي تولّد فيه الأفكار الخاطئة. الأفكار الخاطئة تأتي إمّا من عشرة سيّئة، أو صداقة بطّالة، أو قراءات أو سماعات رديئة، وهكذا يتأتّى فكر رديء من فكر رديء آخر.
وتستمرّ هذه السّلسلة لتصل إلى الخطيئة.
فمَن يريد أن يحفظ نفسه في الأفكار الطّاهرة، عليه أن يحفظ نفسه في أجواء طاهرة ويتجنّب ما أسلفناه سابقاً؛ وبالتّالي ينبغي أن يبتعد الإنسان عن كلّ هذا لكي يحتفظ بنقاوة فكره، وفي الوقت نفسه يملأ ذهنه بأفكار نقيّة بديلة.
ابتعد عن نظر ما لا يفيد وسماعه فتتخلّص من فعل ما لا يفيد" (القدّيس باسيليوس الكبير).
أسوأ ما يؤذي الإنسان ويفسد فكره هو الفراغ، الفراغ قاتل.
والذي يقضي وقته في فراغ فإنّ ذهنه يتعرّض للأفكار الشرّيرة لأنّه لا يوجّه أفكاره بل أفكاره هي التي توجّهه. المسيحيّ المجتهد واليقظ يشغل فكره بالتأمّلات والأفكار الصّالحة.
فاجعل أفكارك سلاحاً في يدك لا سلاحاً ضدّك. دَرِّب فكرك على أن يكون صديقك لا عدوّك.
"الحبّ هو، قبل كلّ شيء، دحض كلّ فكر عداوة" (القدّيس يوحنّا السلّميّ).
طروباريّة القيامة باللّحن السّادس
إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر؛ فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتولَ مانحاً الحياة. فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.
طروبارية العثور على هامة يوحنّا السَّابق المكرَّمَة، باللّحن الرّابع
لقد بَزَغَتْ من الأرضِ هامةُ السَّابق، فخلَقَتْ للمؤمنينَ أشعَّةَ الأشفِيَةِ العادمةَ الفسادِ؛ فهي تجمعُ من العُلُوِّ جماهيرَ الملائكة، وتستدعِي من أسفل أجناسَ البشر، ليوجِّهوا بأصواتٍ مُتَّفِقَةٍ مجداً للمسيحِ الإله.
قنداق أحد الاِبن الشّاطر باللّحن الثّالث
لمّا هجرتُ مجدَك الأبويَّ عن جهل وغباوة، بدَّدتُ في الشّرور الغِنى الذي أعطيتَني أيُّها الأب الرَّؤوف. لذلك أَصرخُ إليك بصوت الاِبن الشّاطر هاتفاً: خَطِئتُ أمامَك فاقبَلني تائباً، واجعلني كأحد أُجَرائك.
الرِّسالة
2 كور 4: 6-15
يَفْرَحُ الصِّدِّيقُ بالرَّبِّ
استمِعْ يا اللهُ لصوتي
يا إخوةُ، إنَّ اللهَ الَّذي أمرَ أن يُشرِقَ من ظُلمةٍ نُورٌ هو الَّذي أشرَقَ في قلوبِنا لإنارةِ معرفَةِ مجدِ اللهِ في وجهِ يسوعَ المسيح. ولنا هذا الكنزُ في آنيةٍ خَزَفيَّةٍ ليكونَ فضلُ القوَّةِ للهِ لا منَّا، مُتضايِقِينَ في كُلِّ شيءٍ ولكن غيرَ مُنحَصِرِين، ومُتحيِّرينَ ولكن غيرَ يائسين، ومُضطَهَدِين ولكن غيرَ مَخذولين، ومَطروحينَ ولكن غيرَ هالِكين، حامِلين في الجسدِ كُلَّ حينٍ إماتَةَ الرَّبِّ يسوعَ لتَظْهَرَ حياةُ يسوعَ أيضًا في أجسادِنا. لأنَّا نحنُ الأحياءَ نُسَلَّمُ دائماً إلى الموتِ من أجلِ يسوعَ لتَظْهَرَ حياةُ المسيحِ أيضًا في أجسادِنا المائِتَة. فالموتُ إذَنْ يُجرَى فينا والحياةُ فيكم. فإذ فينا روحُ الإيمانِ بعيِنهِ على حَسَبِ ما كُتبَ: "إنِّي آمَنْتُ ولذلكَ تكلَّمتُ"، فنحنُ أيضًا نؤمِنُ ولذلك نتكلَّم، عالـِمِينَ أنَّ الَّذي أقامَ الرَّبَّ يسوعَ سيُقيمُنَا نحن أيضًا بيسوعَ فننتصِبُ مَعَكم، لأنَّ كلَّ شيءٍ هو من أجلِكُم لكي تتكاثَرَ النِّعمةُ بشُكرِ الأَكثَرِين فتزدادَ لمجدِ الله.
الإنجيل
لو 15: 11-32
قال الرّبُّ هذا المثل: إِنسانٌ كان له ابنان. فقال أصغرُهما لأبيه: يا أبتِ، أَعطِني النَّصيبَ الذي يخصُّني من المال. فقسم بينهما معيشته. وبعد أيَّام غيرِ كثيرةٍ جمعَ الاِبنُ الأصغرُ كلَّ شيءٍ لهُ وسافر إلى بلدٍ بعيدٍ وبذَّر مالَه هناك عائشاً في الخلاعة. فلمَّا أنفقَ كلَّ شيءٍ، حدثت في تلك البلدِ مجاعةٌ شديدة، فأخذَ في العَوَز. فذهب وانضوى إلى واحدٍ من أهل ذلك البلد، فأرسله إلى حقوله يرعى خنازير. وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازيرُ تأكله فلم يعطهِ أحد. فرجَع إلى نفسه وقال: كم لأبي من أُجراءَ يفضُلُ عنهم الخبزُ وأنا أهلِك جوعًا! أقوم وأمضي إلى أبي وأقول له: يا أبتِ، قد أخطأتُ إلى السَّماء وإليك، ولستُ مُستحقًّا بعدُ أن أُدعى لك ابناً، فاجعلني كأحد أُجَرائك. فقام وجاء إلى أبيه. وفيما هو بعدُ غيرُ بعيد، رآه أبوه فتحنَّن عليه وأسرع وألقى بنفسه على عُنقه وقبَّله. فقال له الاِبنُ: يا أبتِ قد أخطأتُ إلى السَّماء وأمامك ولستُ مُستحقًّا بعدُ أن أُدعى لك ابناً. فقال الأبُ لعبيده: هاتُوا الحُلَّة الأولى وأَلبِسوه، واجعلوا خاتَماً في يده وحذاءً في رجليه، وأْتُوا بالعجل المُسمَّن واذبحوه فنأكلَ ونفرحَ، لأنَّ ابني هذا كان مَيْتاً فعاش، وكان ضالًّا فوُجد؛ فطفقوا يفرحون. وكان ابنُه الأكبر في الحقل. فلمّا أتى وقرُب من البيت سمع أصوات الغناء والرّقص. فدعا أحدَ الغلمان وسأله: ما هذا؟ فقال له: قد قَدِم أخوك فذبح أبوك العجل المسمّن لأنّه لقيَه سالماً. فغضب ولم يُرِدْ أن يدخل. فخرج أبوه وطَفِقَ يتوسّل إليه. فأجاب وقال لأبيه: كم لي من السّنينَ أخدمُك ولم أتعدَّ لك وصيَّة، فلم تعطني قطُّ جَدْياً لأفرح مع أصدقائي. ولمّا جاء ابنك، هذا الذي أكل معيشتك مع الزّواني، ذبحت له العجل المسمّن. فقال له: يا ابني، أنت معي في كلِّ حين، وكلُّ ما هو لي فهو لك. ولكن، كان ينبغي أن نفرحَ ونُسَرَّ لأنَّ أخاك هذا كان مَيْتًا فعاش وكان ضالًّا فوُجِد.
في الإنجيل
من الواضح أنّ السّيّد يشدّد، في هذا المثل، على القيمة الغالية لكلّ إنسان بغضّ النّظر عن وضعه، أَكان في برّ أم في خطيئة.
فالإنسان هو "ابن" في أوضاع متبدّلة، ومهما كان وضعه، أَفي بيت أبويّ أم في كورة بعيدة، فهو يبقى "الاِبن" وله المحبّة ذاتها.
الله محبّة، الله أب يحبّ أولاده. يحبّنا، لكنّ محبّته هذه لها عنده وجهان: وجه الفرح - حين نعود- ووجه الصّليب حين نرحل.
نعم، الخطيئة غير الخاطئ. الخطيئة هي خطأ الاِبن وليست قيمته الحقيقيّة. قيمة الاِبن هي في محبّة الآب التي لا تتبدّل، أمّا الخطيئة فهي ضعفه وخطأه، هذه يمكنها أن تتبدّل.
البرّ والخطيئة احتمالان للإنسان ذاته ولكلّ إنسان. لذلك، عندما يخطئ الإنسان لا يصير في جدول الملعونين والمنبوذين وإنّما يغدو مطلوباً من الآب لأنّه رحل! لهذا يوصينا بولس أن يصلح الأقوياء فينا وهن الضّعفاء بالمحبّة.
لأنّه كما هناك خطيئة هناك توبة. والخاطئ هو ابن غير تائب بعد، والبارّ ما هو إلّا الاِبن الذي تاب إلى الله.
ليست خطيئتنا أنّنا لا نحبّ الله، ولم يكن الضّالّ يوماً لا يحبّ أباه، حتّى في اللّحظة التي رحل فيها. كانت خطيئته، كما هي خطيئتنا، أنّه، في لحظة ما، أحبّ ما في الكورة البعيدة أكثر ممّا في بيته الأبويّ. لا نخطئ نحن عندما لا نحبّ الله! إنّنا نخطئ عندما نحبّ أيّ شيء في الدّنيا اكثر من الله.
أليس هذا هو السّبب الذي دفع الاِبن الأصغر ويدفع أيًّا منّا ليترك الآب ويقسم المعيشة معه ويرحل؟ هذه هي الخطيئة الحقيقيّة التي نجرّب بها كلّ يوم، وتتطلّب منّا توبة كاملة اليوم وكلّ يوم! التّوبة والخطيئة ليستا حدثاً معيّناً، إنّما هما حالة توازن بين محبّة الآب ومحبّة الأشياء.
النّرجسيّة والسّقوط
يَرِد في علم النّفس الحديث الكلام على النّرجسيّة كمرض نفسيّ يعود إلى أسطورة نرسيس الإغريقيّة الذي، لعشقه نفسَه، وشدّة إعجابه بمرآه وهو ينظر إلى وجهه على سطح الماء، وقع وغرق.
هذه القصّة - الأسطورة، والتي أصبحت مرجِعًا عند الكلام على الأشخاص المعجبين بأنفسهم إلى حدّ الولع، تعيد إلى ذاكرتنا قصّة السّقوط. مشكلة الإنسان (آدم وحوّاء في الرّواية الكتابيّة) التي أدّت به إلى الغرق في الخطيئة كانت هذه النّرجسيّة بالذّات، إذ أراد الإنسان الاِستغناء عن الله والاِكتفاء بنفسه ليصبح كالإله.
هذه النّرجسيّة، التي هي في أصل الكبرياء، تُختصر عمليًّا بأنّك معجب بجمالك (والجمال هنا ليس بالضرورة الجمال المادّيّ)، ولا تعود تنظر إلّا لما فيك وما عندك، وتعتبر نفسك المرجع الوحيد للمعرفة (وهذا في حالة آدم وحوّاء)، أو للجمال المادّيّ (في حالة نرسيس).
أذكر هذا الأمر هنا لأنّنا قليلاً ما نتفكّر في معالِم هذه النرجسيّة عندما ندّعي التّواضع.
كما كلّ خطأ في حياتنا، ونحن على طريق النمو في المسيح، يلتبس علينا المسعى الحقيقيّ للسّير على هذا الدرب.
كثيرًا ما يقوم هذا الاِلتباس على رفض عمليٍّ لفحص الذّات واعتماد النّقد الإيجابيّ مسلكًا للرّقيّ.
فمِن مظاهر النّرجسيّة الواضحة عندنا الاعتدادُ بالنّفس وإظهار ما عندنا من جيّد، وصالح، بفخر واعتزاز؛
ويترافق هذا (على العموم) مع تجاهل إيجابيّات الآخرين وما عندهم هم أيضًا من فضائل، متناسين أنّ الله خلقنا لنكون مختلفين بعضنا عن بعض لتتحسّن الخدمة وتتنوّع.
فإذا بنا نقع باستمرار في خطر المقارنة ونتجاهل أنّ الله وحده "يفحص القلوب والكلى" وأنه وحده قادر على أن يفصل الجداء عن الخراف.
بشكل عامّ، ننظر إلى هذه النرجسيّة، أو الكبرياء، على أنّها تتعلّق فقط بالأفراد. الحقيقة أنّ الأمر هو أوسع من ذلك، وأخطر من ذلك. أن يقع الفرد في الكبرياء أو النّرجسيّة أمر قابل للإحاطة، والمراعاة، وحتّى المداواة.
لكن، عندما يتعلّق الأمر بالمجموعات فالأمر يصبح أصعب بكثير. يمكن للمرء أن يعالج فردًا معيّنًا ويتابعه، لكن كيف له أن يكشف لمجموعةٍ عيوبَها؟ وكيف يُعالج أفرادها؟
وكيف يُصلح تاريخًا طويلاً يصبح بحدّ ذاته عائقًا دون أيّ تصحيح إذ يعتبر نفسه، بالتواتر والتّرداد، المرجع الصّالح الوحيد؟
هذا المنحى الأحاديّ هو في أساس كلّ الصراعات من أيّ نوع كانت: اجتماعيّة، أو سياسيّة، أو دينيّة.
إذا تأمّلت في أسباب الحروب منذ فجر التاريخ لوجدت أنّ الكبرياء والنّرجسيّة، للأفراد وللجماعات، هي السّبب الجوهريّ غير المعلن.
يمكن أن يأخذ هذا الصّراع الطبقيّ أو الاِجتماعيّ عُذرًا له بعض المعطيات الواقعيّة، لكن، وفي آخر المطاف، يُظهر التّحليل أنّ اللّجوء إلى الصّراع مردّه نرجسيّة جماعيّة أو فرديّة لا محال.
هل نحن في الكنيسة بمنأًى عن هذا الخطر؟ تسمع في الأوساط الكنسيّة كلامًا عامًّا على هذه المجموعة أو تلك، أو على هذه الطّغمة أو تلك، كأنّها تصبح هي بحدّ ذاتها فوق كلّ حساب.
وتسمع عن خلافات وصراعات داخل الكنيسة الواحدة، أو بين الكنائس، تتذرّع بالأنظمة والقوانين لتشقّ (ولو معنويًّا) الجسد الواحد.
تقرأ كتابات ظاهرها تقوّي، لكنّها، بالحقيقة، تدعو إلى أحديّة المسلك في النّموّ في المسيح.
ماذا نفعل عمليًّا لنُظْهِر أنّنا جماعة انسحاق وتوبة؟ ما هو الأسلوب الذي ندعو إليه لنقول للعالَم إنّ جماعاتنا ليست من أهل هذا الدّهر؟
كيف نتجنّب صراعات يفتعلها كبرياء متستّر، أو نرجسيّة غير معلنة؟ كيف يصدّق العالَم، متى شاهدَنا، أنّنا أولاد القيامة ولسنا أولاد السّقوط؟
فقط إذا تُبنا للمسيح حقًّا، وأصبحنا، فعلاً لا قولاً، بالمظهر والتصرّف، غاسلي أرجل بعضنا لبعضٍ، وخدّامًا للفقراء، ودعاة مصالحة لا خصام، سيصدّق الجميع أنّ المسيح وُلِد من أجلهم وأتاهم بالبشرى السّارّة، وأنّ الثالوث يكلّم العالَم بواسطتنا، وأنّنا نحمل الطّفل الإلهيّ إلى العالَم كما حمله أبواه لسمعان الشّيخ.