الأحد 1 كانون الأوّل 2019
01 كانون الأول 2019
الأحد 1 كانون الأوّل 2019
اللَّحن السابع الإيوثينا الثانية
* 1: النَّبيّ ناحوم، فيلاريت الرَّحوم، * 2: النبي حبقوق، بورفيريوس الرائي، * 3: النبي صوفونيا، * 4: الشهيدة بربارة، البارّ يوحنا الدمشقيّ، * 5: سابا المتقدّس المتوشّح بالله، الشهيد أنستاسيوس، * 6: نيقولاوس العجائبي أسقف ميراليكيَّة، * 7: أمبرُسيوس أسقف ميلان، عمُّون اسقف نيطريَّا. **
شَرِكَةُ الوَحدة فِي المَسِيحِيَّة
"لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي..." (يوحنَّا 17: 21).
شركة الثّالوث القدُّوس، التي هي أساس الإيمان المسيحيّ، سرٌّ (Mυστήριον) يكشف حقيقة معنى الوجود. ليست العقائد في المسيحيّة مسائل نظريّة بل هي، بالأحرى، طريق الخلاص للإنسان عبر عيشها بفعل النعمة الإلهيّة غير المخلوقة ...
الربّ تَجَسَّدَ ووُلِدَ من العذراء مريم والدة الإله ليحقِّق سرّ الله فينا، أي ليصير الكلُّ إلى واحد ... الإله المتجسِّد، الرّبّ يسوع المسيح، أتى ليُخضِع كلّ خليقة بالحبّ المبذول للحبّ الإلهيّ، لنَدخل جميعًا في سرِّ الوحدة بالشركة مع الله. هذا ما أوضحه بولس الرسول حين قال:
"وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ (أي للابن)، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (1 كورنثوس 15: 28). الخضوع، هنا، هو الطّاعة حبًّا على صورة طاعة الابن للآب....
الله الآب هو مصدر الكلّ وهو الغاية. هدف حياتنا أن نعرفه أي أن نتَّحد به. وحدتنا مع الآب تصير في الابن بنعمة الروح القدس. وحدتنا مع الآب هي
دخولنا في سرّ شركة حياة الثالوث القدّوس. كيف يتمّ تحقيق هذا السّرّ في الكنيسة؟!...
يقول القدّيس أغناطيوس الأنطاكيّ التّالي: "اِفعلوا كلّ شيء تحت رئاسة أسقفكم كرمز لله والقسوس كرمز لمجمع الرسل والشمامسة كمُؤتَمَنين على خدمة يسوع المسيح، الذي إذ هو مولود من الآب قبل الدهور، فهو الله الكلمة، الابن وحيد الجنس، ويظلّ كما هو إلى الأبد، لأنّه ليس لملكه نهاية. لا تدعوا شيئًا ينسلُّ إلى داخلكم ليفرِّقكم، بل اتَّحدوا مع أسقفكم ورؤسائكم وليكن اتّحادكم رمز وأمثولة للخلود" (مغنيسية 6).
مشيئة الله هي الوحدة، وهذه العطيّة تتحقَّق في سرّ الشُّكر ويجب أن نمدَّها في حياتنا اليوميّة من خلال طاعة الأسقف. مشيئة الله بالكلمة الإلهيّة من خلال الأسقف تأتي وهي، أي كلمة الله، تَسود في في القسوس-الكهنة المجتمعين حول الأسقف كأنّهم حول المسيح، كاجتماع الرسل، لإتمام عمل البشارة بالروح القدس يعاونهم الشمامسة كخدّام للرب يسوع في المحتاج والفقير والمريض ... غاية كلّ عمل هي الوَحدة على مثال الثَّالوث القدّوس وفيه، ولا وَحدة خارج طاعة الله التي من خلال الأسقف بالكهنة في الشمامسة ... ما معنى هذا الكلام؟!
الأسقف يجب أن يكون مُتَأَلِّهًا، مُنَزَّهًا عن كلِّ تَعَلُّقٍ، بواسطة إخلاء نفسه من كلّ مشيئة ذاتيّة، ببذل حياته على صليب الحبّ الإلهيّ في صنع إرادة الله الآب، على صورة الابن، ليصير هو كلمة العليّ المنطوقة منه والسّاكنة فيه ليرعى بها "كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ" (أعمال 20: 28).
الكهنة ينقلون مشيئته التي بالمسيح عمل كرازة وصلاة ويجسّدونها مع الشّمامسة فعل محبَّة. كما يعطينا الآب ذاته بالابن في الروح القدس كذلك يسكب الأسقف ذاته بالكهنة في الشمامسة ليدخل الجميع في وحدانيّة الحبّ الَّذي من لله وبه وفيه إلى اتّحاد شركويّ في كلّ شيء من خلال الافخارستيَّا...
"الّتي لك وهي ممّا لك فيما نحن نقدمها لك على كلّ شيء ومن أجل كلّ شيء" (من خدمة القداس الإلهي). لا يصنع الكهنة والشمامسة دون بركة الأسقف ومشورته ومشيئته، لئلَّا يَعْصَوا الله الآب، ولا يغلق الأسقف قلبه عن سماع صوت الرّوح النّاطق في جسد المسيح، كما يأمر الرّبّ: "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ" (رؤيا 2: 7، 11، 17، 29 و3: 6، 13 و22). الكلّ يصير واحدًا بالطّاعة الواحدة الّتي للواحد ... وهكذا يكون "الله الكلّ في الكلّ" لأنّ الكلَّ منه وله وإليه ... فلا يعود أحد يقول هذا لي وهذا لك، ولا جماعة تحتكر خيرات الله لها الروحيّة والمادّيّة، ولا يوجد فرد يقول هذا تعبي فهو لي وحدي، ولا رعيّة تتمسَّك بما تجتهد لأجله إذ لا فضل لأحد على أحد في أيّ شيء بل كلّ عمل وثمر مهما كان هو من نعمة الله على الإنسان إذ خلقه على صورته ليكون على مثاله، فهل من علّمنا بمثاله في غسل أرجل التلاميذ تُرفض كلمته القائلة: "مهما فعلتم فقولوا إننا عبيد بطّالون فعلنا ما قد أُمِرنا به" (لوقا 17: 10)...
ومن استطاع أن يقبل فليقبل...
متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما
طروباريَّة القيامة باللَّحن السابع
حطمتَ بصليبِكَ الموتَ وفتحتَ للّصّ الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله، مانحاً العالم الرحمةَ العظمى.
قنداق تقدمة الميلاد باللَّحن الثالث
اليوم العذراء تأتي إلى المغارة لتلد الكلمة الذي قبل الدهور، ولادةً لا تفسّر ولا يُنطق بها. فافرحي أيّتها المسكونة إذا سمعتِ، ومجّدي مع الملائكة والرعاة الذي سيظهر بمشيئته طفلاً جديداً، الإلهَ الذي قبل الدهور.
الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه قدّموا للربِ يا أبناءَ الله
يا إخوةُ، إنَّ المسيحَ هو سلامُنا. هو جعلَ الاِثنينِ واحداً، ونقَضَ في جَسدِه حائطَ السِياجِ الحاجزَ أي العداوة، وأبطلَ ناموسَ الوصايا في فرائِضِه ليخلُقَ الاِثنينِ في نفسِهِ إنساناً واحِداً جديداً بإجرائِه السلام، ويُصالِحَ كلَيْهما في جَسدٍ واحدٍ معَ الله في الصليبِ بقَتلهِ العداوةَ في نفسِه، فجاءَ وبشَّركم بالسلامِ البعيدِينَ منكُم والقريبين. لأنَّ بهِ لنا كِلَيْنا التوصُّلَ إلى الآبِ في روحٍ واحد. فلستُم غرباءَ بعدُ ونُزلاءَ بل مواطِنو القديسينَ وأهلَ بيت الله. وقد بُنيتم على أساسِ الرسل والأنبياءِ. وحجرُ الزاويةِ هو يسوعُ المسيح نفسُهُ الذي بِه يُنسَقُ البُنيان كُلُّهُ، فينمو هيكَلاً مقدَّساً في الرب، وفيهِ أنتم أيضًا تُبنَونَ معًا مَسِكنًا للهِ في الروح.
في ذلك الزمان، فيما يسوع بالقربِ مِن أريحا، كان أعمى جالساً على الطريق يستعطي، فلمَّا سمع الجمعَ مجتازاً سأل: ما هذا؟ فأُخبرَ بأنَّ يسوعَ الناصريَّ عابرٌ، فصرخ قائلاً: يا يسوع ابنَ داودَ ارحمني. فزجره المتقدّمون لِيِسكتَ فازداد صراخاً: يا ابنَ داودَ ارحمني. فوقف يسوع وأمر أنْ يُقدَّمَ إليهِ، فلمَّا قرُب سألهُ: ماذا تريد أنْ اصنعَ لك؟ فقال يا ربُّ أن أُبصِر، فقال لهُ يسوع: أبْصِر. إيمانك قد خلَّصك. وفي الحال أبصرَ، وتبعهُ وهو يمجّد الله. وجميع الشعب إذ رأوا سبَّحوا الله.
"يا يسوع ابن داود ارحمني" هذه كانت صرخة هذا الإنسان الأعمى الذي كان جالساً يستعطي على طريق أريحا. والرحمة بالنسبة إليه هي أن يعود اليه بصره لذلك عندما سأله الرب يسوع "ماذا تريد ان أصنع لك" قال له:
يا ربّ أن أبصر فكان له ما أراد نتيجة إيمانه القويّ بقدرة الربّ يسوع على الشفاء وهذا ما مَدَحه ربُّنا إذ قال له:
"إيمانك قد خلّصك فكانت النتيجة أنّه تبع الربّ يسوع ممجّداً الله جاعلاً جميع الناس يمجّدون الله أيضًا.
لذلك تعلّمنا هذه الحادثة أن نطلب دائماً من الربّ أن يفتح أعيننا التي أظلمت بالخطيئة وفقدت إحساسها بالنور الإلهيّ. لذلك لسان حالنا دائماً يجب أن يكون:
"يا يسوع ابن الله ارحمني"، هذه الصلاة القلبيّة الدائمة لأنّ فيها طلبًا دائمًا للرحمة الإلهيّة التي إذا حلّت علينا أنارت عقولنا وقلوبنا وجعلتنا نبصر الربّ أمامَنا في كلّ حين نسبّحه ونمجّده دائماً.
هذا يتطلّب إيماناً قويّاً، لذا دائماً يُطرح السؤال على كلّ واحد منّا "هل إيماني قويّ بما فيه الكفاية "ليقول لي الربّ يسوع: "إيمانك خلّصك".
لكنّ الإيمان القويّ لا يُسكِته أحد. كما حدث مع هذا الأع