* 21: البارّ إيلاريُون الكبير، القدِّيسة مارينا التي من رايثو، * 22: أفيركيوس المعادل الرُّسل، الفتية السَّبعة الذين في أفسس ، * 23: يعقوب الرَّسول أخو الرّبّ وأوّل أساقفة أورشليم، * 24: الشّهيد أريثا (الحارث) ورفقته، * 25: الشّهيدان مركيانوس ومرتيريوس، تابيثا الرَّحيمة التي أقامها بطرس، * 26: العظيم في الشّهداء ديمتريوس المفيض الطِّيب، الزلزلة العظيمة، * 27: الشّهيد نسطر، بروكلّا إمرأة بيلاطس.
الرّاهب يهرب من العالَم لا كرهاً بالعالَم بل حبًّا له. بِصَلاتِه سيساعد العالَم أكثر. إنّنا بحاجةٍ ماسّةٍ، اليوم، إلى التدخُّلِ الإلهيّ. عَمَلُ الرّاهبِ الأساسيُّ هو الصّلاة.
يريدنا الله أن نتوسّل إليه كي يتدخّل. الشعب المؤمن يذهب إلى الكنيسة دائماً ويقدّم شمعةً مع صلاته، أمّا الرّاهبُ فيَجعلُ مِن نَفسِهِ شمعةً تَسهر طوال اللّيل، وتَذوبُ في الصّلاةِ محبّةً للمسيح وللشعب كُلّه.
إلى جانب أبٍ روحيٍّ يحبُّ الرّهبنة، عليك أن تردّد صلاةَ يسوع، وتتجنّب أماكن اللّهو من أجل الحفاظ على عفّةِ الجسد والنّفس.
داوم على قراءة سنسكار القدّيسين وكتاب الآباء الشيوخ والقدّيس أفرام. أصلح نفسك أوّلاً عن طريق التوبة.
الرّاهب يهرب بعيداً عن الحفلات، ويطلب دائماً المشورة من أبٍ روحيّ ويطلب صلاته. المهمّ أن يبقى الرّاهبُ محبًّا للتفاني Philotimia ولعدم القنية.
أن نسلّم أهلَنا لله، بهذا تنتقل محبّةُ الرّاهب الضيّقةُ لعائلته الصغيرة إلى العائلة الكبيرة التي هي الكنيسة وكلّ العالَم.
المحبّة الكبرى تصبح للمسيح.
اختيار الأب الرّوحيّ مهمّ للرّاهب. يجب على الأب الرّوحيّ أن يكون قاسياً فقط على نفسه، وذا محبّةٍ
كبيرةٍ للآخَرين. كما يجبُ عليه أن يكون محبّاً للهدوء والصّلاة.
يتجنّب الرّاهب الرّفاهيّات العالميّة. عليه أن يتخلّى عن كثير من التعزيات البشريّة لكي ينال التعزية الإلهيّة:
يَخلعُ الإنسانَ العتيقَ الدُّنيويَّ لِيَلبسَ الإنسانَ الجديدَ الإلهيّ، فيقول "اليوم يوم القيامة".
الرّاهب قد مات عن العالَم. يفرح لأنّه يحيا بقرب المسيح.
"المجد لله لأنّني أحيا بقرب المسيح". وعند ذلك يحملُه فرحُ النّعمةِ الإلهيّة. الرّاهب يَفتحُ قلبَه لأبيه الرّوحيّ، يبوح له بكلّ ما في قلبه، ما في داخله، ويعمل بكلّ ما يطلبه منه، أي يُطيعه.
الرّاهب ينتبه إلى قضيّة الزوّار. يبتعد عن الضِّيافة بما فيها العالميّات، ويلتصق بالعشق الإلهيّ، بخاصّةٍ إن كان مبتدئاً. الرّاهب يحبّ قلّايته، ويرى فيها، عن طريق الصّلاة وخلوته مع الله، تعزيتَه الحقيقيّة. لا بدّ من أن تكون مزيّنةً بالأيقونات. إن خرج إلى العالَم لا تفارق المسبحةُ يدَه. عندها يستعمل مع الآخرين عبارة باركِ وليكن مباركاً.
الرّاهب يطلب في صلاته، قبل كلّ شيء، التّوبة، والتّوبة تجلب التّواضع، والتّواضع يجلب نعمةَ الله. الصّلاة لا تُتعب بل تُريح.
طروباريَّة القيامة باللَّحن الرّابع
إنّ تلميذاتِ الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنحَ العالَمَ الرَّحمةَ العُظمى.
القنداق باللّحن الرّابع
يا شفيعَةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطِّلْبَةِ، يا والدةَ الإلهِ المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرِّميك.
الرِّسالَة
غلا 2: 16-20
ما أعظمَ أعمالَكَ يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صنَعتَ.
باركي يا نفَسي الرّبّ
يا إخوة، إذ نعلم أنّ الإنسان لا يُبرَّر بأعمال الناموس بل إنّما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضاً بيسوع لكي نُبَّرر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس، إذ لا يُبرَّر بأعمال الناموس أحد من ذوي الجسد. فإنْ كنّا، ونحن طالبون التبرير بالمسيح، وُجدنا نحن أيضاً خطأة، أفيَكون المسيح إذاً خادماً للخطيئة؟ حاشا. فإنّي إنْ عدتُ أبني ما قد هدمت أجعل نفسي متعدِّياً، لأنّي بالنّاموس متُّ للنّاموس لكي أحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه بابن الله الذي أحبّني وبذل نفسه عنّي.
الإنجيل
لو 8: 27-39 (لوقا 6)
في ذلك الزّمان، أتى يسوعُ إلى كورَةِ الجِرجِسييّنَ، فاستقبَلهُ رجُلٌ منَ المَدينَةِ بِه شياطينُ مُنذُ زَمانٍ طويلٍ، ولم يكن يلبَسُ ثوباً ولا يأوِي إلى بَيتٍ بل إلى القبور. فلمّا رأى يسوعَ صاحَ وخرَّ وقالَ بِصوتٍ عظيم: ما لي ولكَ يا يسوعُ ابْنَ اللهِ العليّ، أطلُبُ إليكَ ألاّ تُعَذبَني. فَإنَّهُ أمَرَ الرّوحَ النَّجِسَ أن يَخرُجَ منَ الإنسانِ لأنَّهُ كانَ قد اختطفَهُ مُنذُ زَمانٍ طويلٍ، وكانَ يُربَطُ بسلاسِلَ ويُحْبَسُ بِقُيودٍ فيقطعُ الرُّبطَ وتسوقه الشياطين إلى البراري. فسألَهُ يسوعُ قائلاً: ما اسمُك؟ فقالَ: لجيَون، لأنَّ شياطينَ كثيرينَ كانوا قد دَخلوا فيهِ وطلبوا إليهِ أن لا يأمُرَهُم بالذَّهابِ إلى الهاوية.
وكانَ هُناكَ قَطيعُ خنازيرَ كثيرةٍ ترعَى في الجبلِ، فَطَلَبوا إليهِ أن يأذنَ لهم بالدّخولِ فيها فأذِن لهم؛ فخَرَج الشياطينُ من الإنسانِ ودخَلوا في الخنازيرِ، فوَثبَ القطيعُ عَن الجُرْفِ إلى البُحَيْرةِ فاختنقَ. فلمَّا رأى الرُّعاةُ ما حَدَثَ هَرَبوا فأخبَروا في المدينةِ وفي الحقول، فخرج النّاس ليَرَوا ما حَدَث، وأتَوا إلى يسوعَ فوَجدوا الإنسَانَ الذي خَرَجَت مِنهُ الشياطينُ جَالِساً عندَ قدَمَي يسوعَ لابِساً صحيحَ العقل، فَخافوا. وأخبَرَهُمُ الناظِرونَ أيضاً كيْف أُبْرِئَ المجنونُ. فسألَهُ جمِيعُ جُمهورِ كُورَةِ الجرجسِيّينَ أن ينصَرِفَ عَنهم لأنَّهُ اعْتَراهُم خوفٌ عَظيم. فدَخَلَ السفينةَ ورَجَعَ. فسَألَهُ الرّجُلُ الذي خرَجَت مِنه الشياطينُ أن يكونَ مَعَهُ. فَصَرَفهُ يسوعُ قائلاً: اِرجِع إلى بيتِكَ وحَدِّث بما صَنعَ اللهُ إليك. فذهَبَ وهُوَ ينادي في المدينة كُلِّها بما صَنعَ إليه يَسوع.
في الإنجيل
كان يسوع على الصّليب عرضة للشَّماتة والاِستهزاء: لقد زعم أنّه "ملك إسرائيل"، "فلْيَنزِلِ الآن عن الصّليب فنؤمنَ به" (متّى 27: 42،
مرقس 15: 32، لوقا 23: 37). ويضيف الإنجيليّ متّى (43:27)، واضعًا على ألسنتهم اقتباسًا من المزامير:
"إتّكل على الله، فليُنقذه الآن، إن كان راضيًا عنه" (مز 22: 9 أو 8)؛ وهو المزمور نفسه الذي تضمّن مطلعه صرخة بسوع على الصّليب: "إلهي إلهي لِمَ شبقتني؟".
وتدخّلَ اللهُ حين شاء وكما شاء، و"لم يترك (يسوعَ) قدّوسَه يرى فسادًا" (مزمور 16، أعمال 2)، بل "أقامه الله ورفعه بيمينه" (أع 2: 32 و33 ) وأجلسه عن يمينه ملكًا وربًّا، مخاطبًا إيّاه بالقول المزموريّ: "إجلس عن يميني حتّى أجعل أعداءك موطئًا لقدميك" (مز 2، أع 2: 34 و35).
وصدح صوت الرّسل في أورشليم يكرزون بإقامة الله ليسوع وإصعاده إيّاه إلى السّماء. وأدّوا أيضًا شهادة بذلك أمام السّنهدرين (المجلس اليهوديّ الأعلى) ولكنّ شهادتهم رُفضت (أع 4 و5).
وكان شاوُل الطرسوسيّ (بولس الرّسول لاحقًا) من جملة الرّافضين لشهادة الرّسل ومن أشدّ السّاعين إلى القضاء على الكنيسة واستئصال اسمِ يسوع النّاصريّ من الوجود.
فهذا الذي عُلّقَ على خشبة إنّما هو ملعونٌ من الله بحسب قول الكتاب: "ملعونٌ كلّ من عُلّق على خشبة" (تثنية 21: 23؛ غلا 3: 13).
ودجّالٌ، بالنسبة لشاول، كلُّ من يزعم أنّه "المسيح" ويفشل في ردّ المُلك إلى إسرائيل.
"المسيح"، في نظر يهود القرن الأوّل، سـيأتي مخلّصـًا ومحرّرًا من نير الرّومان ويُقيم مملكـة الله، مملكة شعب العليّ. فـ "يسوع النّاصريّ" كان، في نظر شاول الطرسوسيّ، الفرّيسيّ ابن الفرّيسيّ، تلميذ المعلّم غمالائيل، دجّالًا وملعونًا؛
إلى أن تراءى له الرّبّ على أبواب دمشق، فتيقّن أنّه حقًّا قام، وتقبّل المعموديّة من يد حنانيا في دمشق على أساس الإيمان الرّسوليّ الذي تعلّمه من حنانيا:
»3فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسبَ الْكُتُبِ، 4وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسبَ الْكُتُبِ، 5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ« (1كو 15).
وبدأ فورًا يكرز ويبشّر بالمسيح يسوع في دمشق، ومن ثمّ في العربيّة (حوران). وبعد ثلاث سنوات صعد إلى أورشليم ليتعرّف إلى صفا أو كيفا (أي بطرس).
لقد تيقّن بولس، بعد نزع الغشاوة عن بصيرته، من خلال استنارة ذهنه بكلمة الرّبّ في النّاموس والأنبياء والمزامير، أنّ يسوع على الصّليب "صار لعنة لأجلنا"، يهودًا وأممًا: »14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ« (غلا 14:3).
فالخلاص الذي أتمّه الله بمسيحه يسوع ليس متاحًا فقط لليهود، بل وللأمم (غير اليهود) أيضًا.
فهم أيضًا، بإيمانهم بيسوع النّاصريّ المصلوب مسيحًا وربًّا، ينالون البرَّ بالإيمان وموعد الرّوح القدس، فتشملهم بذا بركة إبراهيم التي يمنحها الله بالمسيح يسوع، الذي هو "نسل إبراهيم"؛ نسلٌ، بحسب الموعد، "به تتبارك جميعُ عشائر الأرض" (تك 12).
هذه هي البُشرى السّارّة التي حملها بولس، الذي دعاه الرّبّ يسوع ليكون رسولَ الأمم، إلى الأمميّين في بلاد آسيا الصُّغرى واليونان، وإلى روما.
وهذا هو "الإنجيل" الذي يؤكّد أنّه "لم يتقبّله من إنسان، بل بإعلان من يسوع المسيح" (غلا 1: 11ـ12).
روح التّمييز
يكثر الكلام على المشاكل النّاجمة عن وسائل التواصل الإجتماعيّ، ما صار يشكّل مادّة واسعة يتداولها المهتمّون، فيما تغيب عن بال كثيرين.
ليس هدفنا معالجة هذا الموضوع، وقد سبق وأُشير إليه في أكثر من مرّة. لذا سوف نتوقّف عند ظاهرتين منتشرتين، وينبغي الإضاءة عليهما تحصينًا للمؤمنين وتثبيتاً لهم في استقامة الإيمان.
الظاهرة الأولى هي ما يرِد إلينا جميعاً من رسائل وقصص تجذب الانتباه وتحاكي عواطف المؤمنين، خاصّة العاطفيّين منهم.
نذكر، على سبيل المثال، "ممكن طلب صغير أن ترسل لكلّ واحد عندك "المجد لك يا ربّي يسوع"... من فضلك اليوم سنهدي أمّ الله هديّة... أمانة لا توقفها... اليوم هو نعمة الرّبّ... لن يباركك الرّبّ إن لم ترسلها… يجب أن تصل إلى عدد كذا...".
يمكن وصف هذه الرّسائل بالخديعة، لأنّها تخدع الشخص بأن ترهبه أوّلاً ومن ثمّ تعطيه شعوراً بأنّه قد أتمّ "واجباته" لأنّه أرسلها كما هو مطلوب.
وهذه الرّسالة ذات الشكل الإيمانيّ قد تصلك من أشخاص تتفاجأ بأنّهم قد يؤمنون بهذا الضّلال.
فهل يمكن أن يصل الإنسان إلى أن يستعيض عن الجهاد الرّوحيّ بإرسال الرّسائل النّصّيّة ظانّاً أنّه بها يتمّم أعمال البِرّ؟
وأسوأ هذه الرّسائل تلك التي تحكي عن أحلام هنا وهناك وتشجّع كلّ مَن يعتقد بها على الثّبات في ما يعتقد أنّه رؤيا إلهيّة،
وبأنّ الله يكلّمه في الأحلام، على خلاف ما يعلّمنا إيّأه الآباء القدّيسون بأن الله لا يرسل إلينا إلّا ما يقود إلى معرفة الحقّ، وبأنّ الأحلام ليست نبوءات وأنّ النبيّ هو، بالدرجة الأولى، إنسان مجاهد متطهّر، وحول هذا يرِد في كتاب بستان الرّهبان:
“المصدِّق المنامات يشبه مَن يريد أن يلحق ظلّه ليمسكه… فإنّ الشيطان يخدع الخفيفيِ العقول وقد يتشكّل مرّات كثيرة بشكل ملاك نور… ويرينا ذلك في الحلم".
الظاهرة الثانية هي تلك الفيديوات المنتشرة والتي يتبادلها المؤمنون عن حسن نيّة وفيها مواضيع بظاهرها إيمانيّة لكنّ محتواها لا يتوافق مع تعليم الكنيسة وإيمانها.
فقد يقع أحد الأشخاص على فيديو يتحدّث فيه أحد كهنة الهراطقة عن والدة الإله وعمل الرّوح القدس أو عن أمور لاهوتيّة، فيسارع إلى مشاركته مع الآخرين، معتقداً أنّه، بذا، يساهم في نشر البشارة وتعميم المعرفة اللّاهوتيّة.
لكن، مَن حَكَم بأنّ المحتوى متوافق مع إيمان كنيستنا؟ وبالرّغم من الكنوز التي تختزنها كنيستنا الأرثوذكسيّة، فإنّ ما يؤلِم حقًّا أنّ بين أبناء الكنيسة مَن صاروا مدمنين على عظات وأقوال رجال دين معيّنين يجاهرون بمخالفتهم تعليم الكنيسة الأرثوذكسيّة (كالأنبا شنودة مثلاً)، لكنّهم يفسّرون الكتاب المقدّس ويتكلّمون على القدّيسين بعواطف جيّاشةوأسلوب يدغدغ دواخل الناس، فيسارعون إلى نشرها ومشاركتها.
لكن، كم يمرّ في هذه المحاضرات من العبارات والأفكار المخالفة لتعليم الكنيسة أو التي تزرع الشكّ بهذا التعليم، كما يصف الرّسول بطرس في رسالته الثانية "مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ..
وَسَيَتْبَعُ كَثِيرُونَ تَهْلُكَاتِهِمْ"؟
يحكي تقليدنا أنّ الآريوسيّين ألّفوا أغانيَ شعبيّة لتحمل أفكارهم إلى النّاس، واليوم يتكرّر الأمر نفسه حيث إنّ المبتدعين يضعون تسجيلات، لكنّ الفرق أنّ أبناء الكنيسة يساهمون بنشرها.
البعض يدافع عن هذا النّشر بالقول إنّ الخلاف مع المبتدعين لفظيّ، وبهذا يغرس في ذهن الناس أنّ الآباء القدّيسين لم يُحسِنوا استعمال الألفاظ اللّاهوتيّة، وبذلك ينصّب ذاته معلّماً على معلّمي العقيدة الّذين ثبّتوها في المجامع المسكونيّة.
وآخرون يتمسّكون بنشر هذه الموادّ معتبرين عملهم عمل محبّة ونبذاً للتّعصّب.
ألا يعني هذا الكلام اتّهاماً للآباء بقلّة المحبّة؟
أليس هذا ضرباً لتاريخ الكنيسة والتقليد الذي دافع عنه الآباء حتّى بذل الدم لحفظه سالماً من البِدع؟ وفوق كلّ هذا، إنّ الإصرار على نشر ما لا يتوافق مع تعليم الكنيسة يعكس كبرياءً خطيراً يستدعي التّوبة، بينما الرّسول يعلّمنا أنّ "مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا" (يعقوب 20:5) وليس العكس.
أخبارنا
لقاء الشّباب في الأبرشيّة
ببركة راعي أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما سيادة المتروبوليت أفرام)كرياكوس (وحضوره، نظّمت المطرانيّة، بالتعاون مع حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، يوم السبت الواقع فيه 29 أيلول 2018، لقاءً للشّباب يحمل شعار "يومنا...غدنا"، في دار المطرانيّة. جمع هذا اللّقاء 160 شابّاً وشابّة من مختلف رعايا الأبرشيّة، جمعهم بأربعة محاضرين، وقد حضره أيضاً عدد من الآباء الكهنة والمسؤولين الحركيّين.
افتتاحاً صلاة الغروب، ثمّ كلمة ترحيبيّة للمسؤولة عن العمل البشاريّ في مركز طرابلس لحركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة الآنسة ندى الحدّاد شدّدت فيها على رسالة الشّباب اليوم ودورهم في التحضير لمستقبل أفضل، تبعتها مداخلات المحاضرين.
المداخلة الأولى كانت لسيادة المتروبوليت أنطونيوس الصّوريّ، الذي عرض الخبرات الشبابيّة التي كوّنت شخصيّته المسيحيّة ووضّح كيف يمكن أن نجعل كلمة الرّبّ مسرى حياتنا.
ثمّ تحدّث النائب السابق المحامي الأستاذ غسان مخيبر عن الخطوات العمليّة التي يمكن القيام بها للإرتقاء بالممارسة السياسيّة، وعن مهمّة الشّباب في بناء المجتمع المرجوّ، بالإضافة إلى أهمّيّة الصّلاة واللّيتورجيا كمصدر وحي لكلّ إنسان في عمله. ثمّ كانت مداخلة للفنّان جورج خبّاز فتكلّم على كيفيّة تحصين النّفس في مواجهة سائر المشاكل والصعوبات وأهمّيّة اكتشاف كلّ إنسان دوره في مسرح الحياة.
واختتم الدكتور جورج غندور المداخلات بتناوله الأخطار التي يمكن أن تواجه الإنسان المؤمن في حياته العمليّة والأسلحة التي يمكن أن تساعده على تجاوزها لكي يشهد لمسيحيّته.
بعدها، أُطلقت حوارات حرّة للشّباب مع المحاضرين ضمن أربع لجان.
وبعد عرض تقارير اللّجان، كانت لسيادة راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام كلمةٌ روحيّة ذكّر فيها الحضور بما قام به الرّبّ يسوع المسيح على الأرض حيث أتى وجلس مع العشّارين، وشدّد فيها على دور كلّ إنسان مؤمن في خلاص الآخرين.
وقد تخلّل اللّقاء وقفة مع الشّابّ وسيم وهبه الذي غنّى وأنشد مرافَقاً من الشّابّ إلياس قسطا على آلة الأورغ. وفي الختام، التقى الجميع إلى مائدة العشاء.
عيد القدّيس ديمتريوس في كوسبا
لمناسبة عيد القدّيس ديمتريوس المفيض الطِّيب يترأّس صاحب السّيادة راعي الأبرشيّة صلاة الغروب يوم الخميس الواقع فيه 25 تشرين الأوّل 2018 السّاعة الرّابعة مساءً. تليها خدمة القدّاس الإلهيّ للعاملين الساعة السّادسة مساءً.
وفي اليوم التّالي، أي الجمعة الواقع فيه 26 تشرين الأوّل 2018، يترأّس سيادته خدمة قدّاس العيد. تبدأ صلاة السّحَريّة السّاعة الثّامنة صباحاً ويليها القدّاس الإلهيّ.