الأحد 14 تشرين الأوّل 2018
14 تشرين الأول 2018
الأحد 14 تشرين الأوّل 2018
العدد 41
أحد آباء المجمع المسكونيّ السَّابع
اللَّحن الثّالث الإيوثينا التاسعة
* 14: الشُّهداء نازاريوس ورفقته، قزما المُنشئ أسقف مايوما، * 15: الشّهيد في الكهنة لوكيانُس المعلِّم الأنطاكيّ، * 16: الشّهيد لونجينوس قائد المائة ورفقته، * 17: النبيّ هوشع، الشّهيد أندراوس، أيقونة العذراء القائدة،
* 18: الرَّسول لوقا الإنجيليّ، البارّ أفذوكيموس الآثوسيّ، * 19: النبيّ يوئيل، الشّهيد أوَّارس، * 20: الشّهيد أرتاميوس، جراسيموس النّاسك الجديد.
حرّيّة العقل
يعيش إنسان اليوم في مفارقةٍ كبيرةٍ بين الله والمعرفة. فالبعض يعاين الله مُتّحداً به ببساطةِ تقواه وإيمانه وتسليمه بكشف الله لذاته، والبعض الآخر يسعى إلى الإحاطة به واكتشافه بقوّة العقل وإخضاعه وحصره ضمن نطاق المعرفة العلميّة.
عالَم اليوم بحاجة لأن يتواضع فاسحاً المجال للنّعمة الإلهيّة كي تعمل فيعرف إرادة الله ومشيئته.
النعمة الإلهيّة تؤازر الحرّيّة البشريّة فيرتقي الإنسان بالمعرفة. هذا تعليم آبائنا! لا يمكن للإنسان أن يرتقي في المعرفة دون عمل النعمة. فهذا الاِرتقاء هو صعودٌ من كشف إلى كشف.
الحرّيّة هي القوّة المحرّكة، بها نحنُ نسعى إلى الله فتحلّ نعمته فينا ويجذبنا إليه.
فالحرّيّة لا تعني بتاتاً تحرّر العقل وغرقه في نظريّاتٍ فلسفيّةٍ يحاول من خلالها معرفة الله. كنيستنا تؤمن بالعقل ودورهِ فينا، وتؤمن أيضاً بأن كينونته مستمدّة من خالقه.
فالإنسان العقلانيّ، كما نستشفّ من تعليم القدّيس أنطونيوس الكبير، "ليس مُفكِّراً وباحثاً، كما أنّه ليس مُتعلّماً ومجادلاً. العقلانيّ الحقيقيّ هو من يتمحور حول كلمة الله".
الكنيسة ليست غريبة عن سُبلِ العِلم والمعرفة. فمنذ أن تلقّت، في العنصرةِ، هبة المعرفة واستنارة العقل، همّت في كشف يسوع للعالَم الذي هو الطريق والحقّ والحياة (يو 14: 6).
التزمت الكنيسة، على مرّ التاريخ، السَّعي إلى إظهار الحقائق الإيمانيّة من خلال الفلسفة والجدل، إلّا أنّها لم تجعل من الله موضوع معرفة عقليّة؛ "الله روحٌ، والذين يسجدون له فبالرّوح والحقّ ينبغي أن يسجدوا" (يو 24:4).
هذا السجود هو بدء المعرفة، هو انحناء أمام عمل النعمة.
القدرة الفكريّة التي للإنسان تؤهّله لاكتشاف المخلوق وتساعده على ذلك، فهذا نطاق عملها. أمّا لجهة الخالق، فهي تقف عاجزة ويجب أن تقف عاجزة، مقرّةً بعجزها ومعاينةً هذا السرَّ بصمت.
هو أراد أن يجذبنا إليه بصلاحهِ فجاء إلينا كاملاً بألوهيّته صائراً إنساناً؛ دخلَ في حياتنا وأشركنا، نحنُ الفاسدين، في حياته؛ هذا هو الإله الذي لا يُعقَل، هنا يكمن السّرّ.
الإنسان العقلانيّ هو التوّاق إلى الله دوماً، يسعى إلى الاتّحاد به كُلّيًّا بروحهِ وعقله. وعندما يجتهد الإنسان ليصلَ إلى هذا التَّوق عندئذٍ يغدو حرًّا، وبهذه الحرّيّة سينال الفرح والسّلام ويتأهّل لملاقاة يسوع.
الكنيسة المقدّسة هي المكان الأوحد للكشف الإلهيّ، وما نحن، أعضاءَ هذا الجسد، أساقفةً وكهنةً ورهبانًا ومؤمنين، سوى معاينين لسرّ الكشف هذا وخادمين له، إذ به نحيا ونتألّه.
ألا أهّلنا الإله المحبّ البشر أن ننال حكمةً من لدنه كي نبقى أمناء على إيماننا القويم، كي نستأهل أن نشارك مجده المعدّ منذ إنشاء العالَم.
+ الأسقف قسطنطين كيّال
رئيس دير مار إلياس شويّا البطريركيّ
طروباريَّة القيامة باللَّحن الثّالث
لتفرحِ السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعِده، ووطِئ الموتَ بالموتِ، وصار بكرَ الأموات، وأنقذنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالـمَ الرّحمةَ العُظمى.
طروباريَّة الآباء باللَّحن الثامن
أنتَ أيّها المسيح إلهُنا الفائق التسبيح، يا من أسّستَ آباءَنا القدّيسين على الأرض كواكبَ لامعة، وبهم هديتَنا جميعاً إلى الإيمان الحقيقيّ، يا جزيلَ الرّحمة المجدُ لك.
القنداق باللحن الرّابع
يا شفيعَةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالقِ غيْرَ المرْدودة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطِّلْبَةِ، يا والدةَ الإلهِ المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرِّميك.
الرِّسالَة
تيطس 3: 8-15
مباركٌ أنت يا ربُّ إلهَ آبائنا
لأنَّك عدلٌ في كلِّ ما صنعتَ بنا
يا ولدي تيطُسُ، صادقةٌ هي الكَلِمةُ، وإيَّاها أُريدُ أن تقرِّرَ، حتَّى يهتمَّ الذين آمنوا باللهِ في القيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمالُ الحسنةُ والنافعة. أما المُباحَثات الهذَيانيَّةُ والأنسابُ والخُصوُمَاتُ والمماحكاتُ الناموسيَّة فاجتنِبْها؛ فإنَّها غَيرُ نافعةٍ وباطلةٌ. ورجُلُ البدعَةِ، بعدَ الإنذار مرَّةً وأُخرى، أَعرِض عنهُ، عالِماً أنَّ مَن هو كذلك قدِ اعتَسفَ، وهُوَ في الخطيئةِ يَقضي بنفسهِ على نَفسِه. ومتَى أرسلتُ إليكَ أرتمِاسَ أوتِيخيكوسَ فبادِرْ أن تأتيَني إلى نيكوبولِس لأنّي قد عزمتُ أن أُشتّيَ هناك. أمّا زيناسُ معلِّمُ الناموس وأبُلُّوسُ فاجتَهِد في تشييعهما متأهِّبَين لئلّا يُعوزَهما شيءٌ. وليتعلَّم ذَوُونا أن يقوموا بالأعمال الصالِحةِ للحاجاتِ الضَّروريَّة حتَّى لا يكونوا غيرَ مثمرين. يسلّمُ عليكَ جميعُ الذين معي. سَلِّمْ على الذين يُحبُّوننا في الإيمان. النّعمةُ معكم أجمعين. آمين.
الإنجيل
لو 8: 5-15 (لوقا 4)
قال الربُّ هذا المثَل: خرج الزّارِعُ ليزرعَ زرعَهُ. وفيما هو يزرع سقط بعضٌ على الطريق فوُطِئَ وأكلتهُ طيورُ السماءِ، والبعض سقط على الصخر، فلمَّا نبت يَبِسَ لأنَّهُ لم تكنْ له رُطوبة، وبعضٌ سقط بين الشوك، فنبت الشوكُ معهُ فخنقهُ، وبعضٌ سقط في الأرضِ الصّالحة، فلمَّا نبت أثمر مِائَةَ ضِعفٍ. فسأله تلاميذُه: ما عسى أنْ يكونَ هذا المثَل؟ فقال: لكم قد أُعطيَ أنْ تعرِفوا أسرارَ ملكوت الله، وأمّا الباقون فبأمثالٍ لكي لا ينظروا وهم ناظِرونَ ولا يفهموا وهم سامعون. وهذا هو المثَل: الزّرعُ هو كلمةُ الله، والذين على الطريق هم الذين يسمعون، ثمَّ يأتي إبليسُ وَيَنْزعُ الكلمةَ من قلوبهم لئلاَّ يؤمنوا فيخلُصوا. والذين على الصّخر همُ الذين يسمعون الكلمةَ ويقبلونها بفرحٍ، ولكن ليس لهم أصلٌ وإنَّما يؤمِنون إلى حين، وفي وقت التجربة يرتدُّون. والذي سقط في الشّوك هم الذين يسمعون ثمَّ يذهبون فيختنقون بهمومِ هذه الحياةِ وغِناها ومَلذَّاتِها، فلا يأتون بثمرٍ. وأمَّا الذي سقط في الأرض الجيّدة فهم الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيّدٍ صالحٍ ويُثمرون بالصّبر. ولمّا قال هذا نادى: مَن لهُ أُذنانِ للسَّمْعِ فليسمعْ.
في الإنجيل
يستعمل الرّبّ يسوع، في تعليمه، نمط الأمثال، والتي يستوحيها من بيئة المستمعين الزراعيّة، معلّلاً السبب "لكي لا ينظروا وهم ناظِرونَ ولا يفهموا وهم سامعون" (لو 8: 10).
في هذا المثل، المحبوب عند المؤمنين، يقسّم الرّبّ يسوع سقوط بذور الزرع إلى أربعة مناطق مختلفة: الطريق، الصخر، بين الشوك، الأرض الصّالحة.
وهي تعبّر، باختصار، عن تقبّل أربعة أنواع من البشر لكلام الرّبّ: غير المبالين، الموسميّين، المختنقين بهموم العالَم، المثمرين الرّاسخين.
يلقي الزّارع الكلمة الإلهيّة لكلّ الناس، بدون مفاضلة بينهم أو تمييز أو إهمال لأحد. النّاس هم الذين يختلفون في تقبّلهم كلماتِ الإنجيل وتفاعلهم معها. وهذا راجع، أوّلاً، إلى اختلاف أولويّاتهم واهتماماتهم، وبالتّالي إلى إيمانهم ومستوى تقبّلهم عملَ النّعمة الإلهيّة فيهم.
علاقة الرّبّ مع الإنسان علاقة حرّيّة واحترام... لا تُفرض الكلمة الإلهيّة على إنسان. لكلّ شخص الحرّيّة في تقبّلها أو في رفضها. فمن يرفضها، يرفضها بحرّيّة، ومن يتقبّلها، يتقبّلها بحرّيّة ويتعامل معها بحرّيّة. الإنسان يستطيع، بإرادته، أن يجعل الكلمة الإلهيّة تُحرَق، أو تُخطَف، أو تُخنَق، أو تثمِر.
السؤال المطروح اليوم: إلى أيّة مجموعة من المجموعات الأربع ننتمي؟
هل أنا مبالٍ ببشارة الرّبّ ومعنيٌّ بها؟
هل أستثمر كلّ مناسبة لأعلن كلام الرّبّ لمن هم حولي؟
هل يختنق كلام الرّبّ في اهتماماتي الدنيويّة؟
أم أنّني أفتدي الوقت وأشهد لمحبّته ورحمته وأكون نورًا وملحًا لكلّ من هم حولي بين عائلتي وكنيستي وعملي...؟
"اليوم إن سمعتم صوته لا تقسّوا قلوبكم" (عب 3 : 15). المهمّ في كلّ ذلك هو أنّ القرار عندي، ولي الحرّيّة في أن أقرّر ما يريده قلبي، ولكن اليوم وقبل أن "يدخل العريس ويغلق الباب" (متّى 25: 10).
لأنّه ما زال واقفًا عند باب قلبي ويقرع "ها أنا ذا واقف على الباب وأقرع، إن أحد سمع صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشّى معه وهو معي" (رؤ 3: 20)الآباء القدّيسون الذين نعيّد لهم اليوم قد اختاروا أن يكونوا من الصنف الرّابع، أي من الذين أثمروا في أعمالهم وأقوالهم وكتاباتهم ومواقفهم وجهاداتهم وكانوا، وما يزالون، نورًا يعكسون بتعاليمهم الحيّة نور المسيح.
فهل أنت منهم؟ أو هل تريد أن تكون مثلهم؟
تستطيع ذلك إن جعلت قلبك أرضًا صالحة للزّرع الطيّب، بالنعمة الإلهيّة.
من له أذنان للسَّمْع فليسمع.
الشّهيد أريثا (الحارث) ورفقته
كان الحارث رأساً على مدينة نجران وجوارها، في شماليّ اليمن، مسيحيًّا يسلك في مخافة الله، يسوس مدينته بالحكمة والدِّراية، ويشهد له الجميع بالفضل والفضيلة. وكان قد تقدّم في السّنّ كثيراً عندما واجه سيف الاِستشهاد.
وخبر استشهاده أنّ المتولّي على مملكة سبأ، أو المملكة الحِمْيَريّة، أي بلاد اليمن، آنئذ، كان يهوديًّا اسمه ذو النُّؤاس.
هذا كان في صراع مع ملك الحبشة المجاورة، كالب (ألسبان) المسيحيّ.
ولمّا كان ذو النُّؤاس يخشى جانب مدينة نجران اليمنيّة أن تعين عدوّه عليه، بسبب وحدة الإيمان بين نجران والحبشة، عزم على محو المسيحيّة من هناك، وحشد لذلك قوّات كبيرة من العسكر، وأتى فحاصر المدينة. لكنّ نجران صمدت، فأخذها بالحيلة.
ولمّا دخلها أعمل السّيف في رقاب بنيها. وكان يأتي بالنّاس إليه ويخيّرهم بين الموت ونكران المسيح. وأوّل من مَثَل لديه في المحاكمة شيخ نجران، الحارث، وقد جيء به محمولاً لأنّه كان قد بلغ الخامسة والتسعين من العمر.
وقف الحارث أمام الغازي، فأبدى شجاعة فائقة واستعداداً تامًّا لأن يموت من أجل اسم الرّبّ يسوع ولا ينكره.
وكان مع الحارث جمع من الناس بلغ عددهم أربعة آلاف ومِائتَين وثلاثة وخمسين. فلما رأى ذو النُّؤاس أن ثني هذا الشيخ عن مسيحيّته أمر مستحيل، أمر به فقطعوا هامته.
وكما أبدى الحارث مثل هذه الأمانة أبدى رفاقه أيضًا، فتسارعوا الواحد بعد الآخر وأخذوا يَسِمُون أنفسهم على الجبهة بدم شيخهم وكبيرهم استعداداً للموت. فما كان من ذي النُّؤاس الباغي سوى أن قتلهم جميعاً بحدّ السّيف.
هكذا اقتحم هؤلاء الأبطال جدار الخوف من الموت متمّمين بدمائهم القول الإلهيّ الذي للرّسول بولس:
"إنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة... تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربّنا" (رومية 8: 38-39).
أخبارنا
عيد القدّيس لوقا في رعيّة كفرعقّا
لمناسبة عيد القدّيس لوقا الإنجيليّ تُقيم رعيّة كفرعقا صلاة غروب العيد، تليها صلاة السّحر والقدّاس الإلهيّ، وذلك عند السّاعة السّادسة والنصف من مساء الأربعاء الواقع فيه 17 تشرين الأوّل 2018، في مقامه (بجانب بيت الحركة).
العشاء السنويّ لجمعية رعاية المساجين الأرثوذكسيّة
برعاية صاحب السّيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، تتشرّف "الجمعيّة الأرثوذكسيّة لرعاية المساجين OWAP" بدعوتكم للمشاركة في عشائها السنويّ الرّابع، الذي تقيمه دعماً لمشاريعها الخيريّة والإجتماعيّة للمساجين، وذلك عند السّاعة الثّامنة من مساء الجمعة الواقع فيه 2 تشرين الثّاني 2018، في مطعم الأوكتاغون – كفرحزير.
سعر البطاقة 60000 ل.ل.
للمراجعة الإتّصال على أحد الرّقمين:
955178-03/ 888913/03