الأحد 4 آذار 2018
04 آذار 2018
الأحد 4 آذار 2018
العدد 9
الأحد الثاني من الصّوم
اللّحن السادس الإيوثينا السادسة
* 4: غريغوريوس بالاماس، البارّ جراسيموس الناسك في الأردنّ * 5: الشّهيد قونن، البارّ مرقس النَّاسك،
* 6: الإثنان والأربعون شهيداً الّذين في عموريَّة، البارّ أركاديوس، * 7: الشُّهداء أفرام ورفقته أساقفة شرصونة، بولس البسيط، * 8: ثاوفيلكتس أسقف نيقوميذيَّة، * 9: القدِّيسون الأربعون المستشهَدون في سبسسطية، المديح الثالث، * 10: الشّهيد كدراتُس ورفقته.
القدّيس غريغوريوس بالاماس والحياة الهدوئيّة
هو ضدّ التيّار الفلسفيّ العقلانيّ الذي نشأ نتيجة النزعة الإنسانويّة Humanisme التي تعتمد على حكمة الإنسان وليس على حكمة الله. المعرفة البشريّة محدودة وقتيّة بينما المعرفة الإلهيّة الرّوحيّة مرتبطة بالحياة النسكيّة التي تعتمد على الصلاة والصّوم والسهر، ما يؤدّي إلى شفاء الإنسان وخلاصه.
في التدبير الإلهيّ يُرسَل الرّوح من الإبن، يأتي من الآب عبر الإبن. يميّز القدّيس بالاماس بين الجوهر والقوى. الرّوح القدس، كأقنوم، منبثق من الآب وحده، بينما الرّوح كقوى، كنعمة إلهيّة، فهو مُرسل من الآب والإبن. هذا يظهر بصورة جليّة في قول الإنجيليّ يوحنّا: "ومتى جاء المعزّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحقّ الذي من عند الآب ينبثق" (يوحنّا 15: 26).
في الآية (يوحنّا 20: 22) أعطى التلاميذ قوى الرّوح القدس وليس طبيعة أو أقنوم الرّوح.
هدف الصلاة إعادة الوحدة بين النفس والجسد. عبر عيش الوصايا وعدم الهوى يصبح الجسد روحيّاً. تفعل نعمة الرّوح القدس في الجسد أيضًا.
هكذا لمع وجه موسى (خر 34: 34) وظهر وجه استفانوس الحسّيّ كوجه ملاك (أع 6: 15).
الهدوئيّة Hesychasm تعني الصمت والسكينة. الهدوء الخارجيّ مع الصلاة يساعدان للوصول إلى اليقظة الرّوحيّة وغلبة الأهواء. يبلغ الراهب إلى نقاوة القلب. يختبر أوّلاً صراعاً روحيّاً ضدّ الأهواء.
الإنسان المسيحيّ الحقيقيّ هو الإنسان الداخليّ الذي استطاع أن يربط ذهنه بالصلاة غير المنقطعة
إلى الله، الذي تحرّر من كلّ رباط بشريّ هكذا يبلغ الصلاة النقيّة، فيصل إلى معاينة الله في النور غير المخلوق "طوبى لأنقياء القلوب لأنهم يعاينون الله" (متّى 5: 8).
الدّير يشبه الفردوس الأوّل حيث شجرة الخير والشرّ. ينغلق الراهب في قلّايته ليصلّي محتملاً التجارب.
الحياة النسكيّة تبدأ بالاِبتعاد عن التنعّم وراحة الجسد. يقول أيضًا القدّيس غريغوريوس بالاماس: من الإمساك Ejkpateia والحرمان يولد انسحاق القلب ووخز الضمير، ومن رفاهيّة العيش الزائدة يتولّد الفساد كما يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ. هذا التحرّر من التنعّم يحوّل مسيرة النسك إلى تطهير الإنسان الداخليّ، ما يجعل الإنسان منفصلاً detached عن كلّ تعلّق أرضيّ. ينبغي لكلّ واحد، يقول بالاماس، أن ينتبه إلى مديح الناس وكذلك إلى الإنشغال بمظهره الخارجيّ. أمّا الذي يعيش في العالم فعليه أن يهتمّ بالفقراء وأن يبتعد قدر المستطاع عن الشهوات الأرضيّة.
ويضيف القدّيس: إنّ الصّلاة ونقاوة القلب من شأنهما أن يغيثا الذين يجاهدون في الحياة الزوجيّة. عليهم أن يتجنّبوا محبّة اللّذّة وحياة الرّاحة والبطالة.
أمّا الحياة الرهبانيّة فهي تعتمد على المبادئ الثلاثة: الطاعة، الفقر والعفّة أو البتوليّة.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريّة القيامة باللّحن السادس
إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر؛ فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتولَ مانحاً الحياة. فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.
طروباريّة القدّيس غريغوريوس بالاماس باللّحن الثامن
يا كوكبَ الرأي المستقيم، وسَنَدَ الكنيسةِ ومعلِّمَها. يا جمالَ المتوحِّدينَ، ونصيراً لا يُحارَب للمتكلِّمينَ باللاهوت، غريغوريوسَ العجائبيّ، فخرَ تسالونيكية وكاروزَ النعمة، إبتهلْ على الدوامِ في خلاصِ نفوسِنا.
القنداق باللّحن الثامن
إنّي أنا عبدُكِ يا والدةَ الإله، أكتبُ لكِ راياتِ الغَلَبة يا جُنديَّةً محامية، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنقِذةٍ مِنَ الشَّدائد. لكنْ، بما أنَّ لكِ العِزَّة التي لا تُحارَب، أَعتقيني من صُنوفِ الشَّدائد، حتّى أصرُخَ إليكِ: إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.
الرِّسالة
عب 1: 10-14، 2: 1-3
أنتَ يا رَبُّ تَحْفَظُنا وتَسْتُرُنا في هذا الجيلِ
خَلّصني يا رَبُّ فإنَّ البارَّ قَد فَني
أنت يا ربُّ في البَدءِ أسَّستَ الأرضَ والسماواتُ هي صُنعُ يدَيْكَ. وهي تزولُ وأنت تبقى، وكلُّها تَبْلى كالثوب، وتطويها كالرداء فتتغيَّر، وأنتَ أنتَ وسنوك لن تفنى. ولِمَنْ من الملائكة قال قطُّ اجْلِسْ عن يميني حتّى أجعلَ أعداءَك موطئاً لقدمَيْكَ. أليسوا جميعُهُم أرواحاً خادمة تُرْسَلُ للخدمةِ من أجلِ الذين سَيَرِثون الخلاص؟ فلذلك يجب علينا أن نُصغِيَ إلى ما سمعناهُ إصغاءً أشدَّ لئلَّا يَسْرَبَ مِنْ أذهانِنا. فإنَّه، إن كانتِ الكلمةُ التي نُطِقَ بها على ألسنةِ ملائكةٍ قَدْ ثَبَتَتْ وكلُّ تَعدٍّ ومعَصِيَةٍ نالَ جزاءً عدلاً، فكيفَ نُفْلِتُ نحنُ إنْ أهْمَلنا خلاصاً عظيماً كهذا، قدِ ابتدأ النُطقُ بِهِ على لسانِ الربِّ، ثمَّ ثبَّتَهُ لنا الذين سمعوهُ؟
الإنجيل
مر 2: 1-12
في ذلك الزمان، دخل يسوعُ كَفَرْناحومَ وسُمِعَ أنَّهُ في بَيتٍ، فَلِلوقتِ اجتمعَ كثيرونَ حتّى أنَّه لم يَعُدْ مَوْضِعٌ ولا ما حَولَ البابِ يَسَعُ. وكان يخاطِبُهم بالكلمة، فأتَوْا إليْهِ بِمُخلَّع يَحمِلُهُ أربعةٌ. وإذ لم يقْدِروا أن يقتربوا إليهِ، لِسَببِ الجمع، كَشَفوا السقفَ حيث كانَ. وَبعْدَ ما نَقَبوهُ دَلَّوا السريرَ الذي كان المخلَّعُ مُضْطجِعاً عليه. فلمّا رأى يسوعُ إيمانَهم، قالَ للمُخلَّع: يا بنيَّ، مغفورةٌ لكَ خطاياك. وكان قومٌ مِنَ الكتبةِ جالسينَ هُناكَ يُفكِّرون في قُلوبِهِم: ما بالُ هذا يتكلَّمُ هكذا بالتجديف؟ مَنْ يَقْدِرُ أن يَغفِرَ الخطايا إلّا اللهُ وَحْدَهُ؟!! فَلِلْوقْتِ عَلِمَ يَسوعُ برِوحِهِ أنَّهُم يُفَكِّرونَ هكذا في أنفسِهِم، فقالَ لهُم: لِماذا تفَكِّرون بهذا في قلوبكم؟ ما الأيسَرُ أن يُقالَ: مَغفورةٌ لكَ خطاياكَ أمْ أن يُقالَ قُمْ واحمِلْ سريرَكَ وامشِ؟ ولكن لكي تَعْلموا أنَّ ابنَ البشر لَهُ سلطانٌ على الأرضِ أن يَغفِرَ الخطايا. ثُمَّ قالَ للمُخلَّع: لكَ أقولُ قُمْ واحمِل سَريرَك واذهَبْ إلى بَيتِكَ. فقامَ للوَقتِ وحَمَلَ سَريرَهُ، وخرَج أمامَ الجميع، حتّى دَهِشَ كُلُّهُم ومجَّدوا الله قائلينَ: ما رَأينا قطُّ مِثلَ هذا.
في الإنجيل
الله هو إله الأحياء وليس إله الأجساد المائتة، هو إله الرّوح القائمة في الجسد والتي لا يعيقها هذا الجسد المكسور.
الله هو إله الأحياء، ونحن يجب أن نكون أحياءً بأرواحنا. هذه الرّوح التي خلقها الله فينا، خلقها من روحه "ونفخ في أنفه نسمة حياة" (تك 2: 7). فروحي من روح الله، هذه الرّوح التي نفخها في الجبلة الترابيّة التي هي جسدي فأخذته مسكناً واتّحدت معه.
يومَ تكوّنَت، تكوّنت لتكون نظيفة، صالحة، طاهرة، لا تُخالطها شائبة ولا عَفَنْ ولا ضرر ولا شيء من هذا...
لقد أرادني الله أن أحافظ على نقاوتها حتّى تضمن عودتها من حيث أتت "إرجعي يا نفسي إلى راحتك لأنّ الرّبّ قد أحسن إليك" إلى المسكن الأصيل، الحقيقيّ والأخير. قد أعطيَت فرصة لكي تحيا بحركة واحدة مع جسدي.
إلّا أنّها أخطأت وأثمِت وابتعدت، فخسرت نقاوتها وخسرت صحّتها، فأتت آلامي من جسدي الوضيع، فتغرّبت عنه وتأذّتْ من أهوال العالَم وآثامه، فعجزت وانكسرتْ وانشلّتْ. وها هو الربّ يتقدّم نحو الجسد المشلول ليعيد إليه أصالته، وأصالته هي في روحه وليس في تمام صحّته، فغفر خطايا هذا المفلوج وعاد نظيفًا من الداخل ولو بدا معطوباً من الخارج. ليبدو كما بدا سيّده مضروباً ومرذولاً لكنّه كان حيًّا طاهرًا نقيًّا وبلا خطيئة.
قال له مغفورة لك خطاياك فتمّ ما قيل بالنبيّ: "الربّ يُغيّر، في الأزمنة الأخيرة، قلب الإنسان ليقيمه مجدّداً في بهجة الفردوس" (حزقيال 36: 25-26).
ولهذا يطلب صاحب المزامير من الله أن يخلق فيه قلباً طاهراً (مز 51: 12).
هذا هو الخلق الجديد مع المسيح.
في استقامة الرّأي
(خواطر سريعة)
قرأنا، في العدد الماضي، أنّ الأحد الأوّل من الصَّوم هو أحد الأرثوذكسيّة (بالعربيّة استقامة الرّأي والتمجيد). أمّا لماذا اتّخذ هذه التسمية فلأنّه الأحد الذي نذكر فيه انتصار الأيقونة النّهائيّ على مُحاربيها (عام 843 م) والذي اعتُبر انتصاراً للعقيدة الأرثوذكسيّة، أي لاِستقامة الرّأي.
أجل، إنّ كنيستنا الأرثوذكسيّة هي كنيسة استقامة الرّأي لأنّها الكنيسة الرّسوليّة. وهي كذلك لكونها- باعتراف المسيحيّين قاطبةً- الوحيدة التي حافظت، سَحابة التاريخ المسيحيّ، وما زالت، على الإيمان الرسوليّ وحفظته غير مُنثَلِم. ولذلك، عندما يُقام أحدهم أُسقفاً فيها، يكون عليه أن يتلو اعترافاتٍ واستقساماتٍ، طويلةً وصارمة، يتعهّد فيها أن يبقى، طوال خدمته الأسقفيّة، ثابتاً على هذه الاِستقامة (وهي متمثِّلةٌ بتعاليم الرّسل القدّيسين والدساتير التي سَنّتها المجامع المسكونيّة والتي خلاصتها دستور الإيمان النيقاويّ- القسطنطينيّ، والتقليد الشريف، وما يتّصل بهذه كلّها) يصونها بأمانة واحتزاز شديدَين ويصون بها نفسه، باعتبار أنّها دستور أسقفيّته وأنّه بها سيرعى كنيسة الله التي أقامه الروح القدس عليها أسقفاً. من أجل ذلك، عندما يترأّس الأسقف خدمة الذّبيحة الإلهيّة، يَدعُون له "من أجل أن يَهَبَه الربّ يسوع لكنيسته المقدّسة بسلام، صحيحاً، مُكرَّماً، مُعافًى، مديدَ الأيّام، قاطعاً باستقامةٍ كلمة حقّه".
قد يكون ما تقدّم مدعاةً لنا إلى الاِعتزاز والاِفتخار، فهذا حقُّنا. أجل، من حقِّنا أن نفخر بكون كنيستنا الأرثوذكسيّة هي عمودَ الحقّ، ولكن بشرط أن لا يقودنا الاِفتخار الى الاِستكبار والتكفير، فهذا سلوكٌ غريبٌ عن فكر الكنيسة ومَقِيت، بل هو صِنوُ الكُفر. إنّ أرثوذكسيّتنا كنزٌ ونحن خَزَف، وقد أكرَمَنا ربّنا لمّا ارتضى أن يجعل خَزَفيّتنا مُستودعاً للكنز، فالأَولى بنا أن نتّضع وننكسر وأن نشكر الربّ على نعمة أسبَغَها علينا بوافر كرَمِه، ولمّا كنّا غير مستأهلين أهَّلَنا لها.
ثُمّ إنّ الاِفتخار وحده لا يُجدي. فما نفعُ الإيمان، ولو قويماً، إذا لم يكن إيماناً مَعيُوشاً؟ ما نفع استقامة الرّأي إذا لم تُترجَمِ استقامةَ رؤية، واستقامة فكر، واستقامة سلوك؟ بل، وما نفعُها إذا لم تُتَرجَم نهجَ حياة؟ إنّ إيماناً لا تترجمه حياتنا لَهُوَ إيمان مَيت (راجع يعقوب 2: 14-18). لا يكفي أن نُسَطّر الإيمان حبراً على ورق. الحبر وحدَه لا يُنشِئ حياةً. القلب المتخشّع والمتواضع، الذي يَنبُض على إيقاع الإيمان القويم، هو الذي يُنشِئُ حياةً. ولا يقولَنَّ أحدٌ إنّ هذا مستحيل. لا، ليستِ الاِستقامة، ولم تكُن يوماً، فنّ المستحيل. إنّها فنّ الممكن. وما قوافل الشّهداء والقدّيسين الذين، سحابة عصور وعصور، قاسَوا صُنوف الاِضطهادات وررَّوا تربة كنيسة المسيح بدمائهم الطّاهرة، إلّا خير شاهد على ذلك.
إنّ هذا يعني، في ما يعنيه، أنّ الإستقامة مُكلفِة. طبعًا هي مُكلفة. هذه حقيقةٌ لا يرقى إليها شكٌّ، لا سيّما في زمنٍ كالذي نحن فيه، حيث الاِختلالُ في الموازين والمقاييس، وغياب المعايير، وانهيار سُلّم القيم، الخُلُقيّة وغيرها (وهذا بيِّن في التعاطي مع مفاهيم عديدة ليس آخِرَها مفهوم المال، أو السّلطة، أو الجنس(الجسد)، أو الدّين، أو الإنسان الآخر، أو الأرض، أو الحرِّيّة.... وغيرها كثير). في ظلّ واقع كالذي نحن فيه تبدو الاِستقامة مُكلفةً بالفعل، وكذلك الثبات فيها، إذ دُون الثبات فيها تجاربُ مؤذيةٌ وإغراءاتٌ قاتلة لا يستطيع النّجاةَ من فِخاخها إلّا من اعتَصم بحبل الصلاة والصَّوم، وحَوّط نفسه بالجماعة المحبّة، وجعل الرّبّ ومشيئته نُصب عينيه، إذ، كما يقول بولس، "كلّ شيء يَحِلُّ لي ولكن ليس كلّ شيء يوافق" (1 كور 6/12). إنّ سلوك الطرق الملتوية والسُّبُلِ المتعرّجة لأَهوَن علينا، وبكثير، من سلوك السُّبل القويمة. ذلك أنّ الأولى (الملتوية والمتعرّجة) تسمح لنا بالتمايل مع الرّيح (ريح الأهواء) كيفما مالت، بينما تستدعي الثانية (القويمة) منّا الصُّمود في وجه الرّياح ومقاومتَها. وهذا الصُّمود صعبٌ لأنّ كلفته باهظة: يكلّف صبراً شديداً وطول أناة، يكلّف تواضعاً وانسحاقاً كبيرين، يكلّف دخولا من الباب الضيّق وتواريًا، وقبل كلّ شيء وبعد كلّ شيء يكلّف إخلاءً للذّات حتّى الصليب.
في كلّ حال، ليس واقعنا هذا حِكراً على زماننا دُون سواه. فهذه هي أزمنة النّاس مُذ كان النّاس وكانت الأزمنة. أمّا نحن، ومنذ اللّحظة التي خرجنا فيها من جرن المعموديّة لابسين المسيح، أي مُذِ اغتسلنا ببياض المسيح وطهره، فقد أقسَمْنا إنّنا نرفض الشيطان وكلّ أعماله ونوافق المسيح. وُمنذُئذٍ حالَفْنا المسيح وأقسَمْنا إنّه هو طريقنا ولَن يكون لنا طريقٌ سواه.